من واشنطن

قمة افتراضية في واشنطن.. أي ديمقراطية يريد بايدن تصديرها للخارج؟

قال الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي إن الديمقراطية تأتي بها الشعوب، وإن نموذج العراق وأفغانستان غير مقبولين، مؤكدا أن العالم فوجئ بأن عاصمة ومعبد الديمقراطية تم تدنيسها من أناس أميركيين.

وفي تعليقه على اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني من العام الجاري، قال الرئيس التونسي الأسبق إن الذين اقتحموا الكونغرس كانوا أميركيين لا علاقة لهم بالديمقراطية.

وأضاف أن ما حصل حينها أظهر أن الديمقراطية الأميركية مهددة في عقر دارها، وأنه ليس هناك شعوب بالفطرة ديمقراطية وأخرى غير ديمقراطية.

وتحدث المرزوقي لحلقة (2021/12/9) من برنامج "من واشنطن" بمناسبة وجوده في واشنطن التي تحتضن قمة افتراضية بشأن الديمقراطية يومي 9 و10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهي القمة التي خلت من مشاركة جميع الدول العربية باستثناء العراق، وفي المقابل، دعيت إليها إسرائيل.

وانطلاقا من تجربة تونس، أكد المرزوقي أن الديمقراطية يأتي بها أناس طيبون، لكن يتم الاستيلاء عليها من طرف أناس فاسدين، داعيا إلى ضرورة إعادة التفكير في بناء الآليات الديمقراطية من أجل الدفاع عنها ومنع مرور الاستبداد والشعبوية.

ومن جهة أخرى، استغرب المرزوقي من كون القوى الغربية التي تدافع عن الديمقراطية تدعم أنظمة عربية تنتهج النموذجين الصيني والروسي في حكمها.

وأوضح الرئيس التونسي الأسبق أن زيارته إلى واشنطن جاءت بتكليف من شبكة الديمقراطيين العرب من أجل إبلاغ رسالة إلى الأميركيين مفادها أن الديمقراطية لا تبنى إلا من الداخل وأن تكون نابعة من الشعوب التي قال إنها لم تكفر بالديمقراطية، وأن نماذج مثل ما حصل في العراق وأفغانستان غير مقبولة.

اقتحام الكونغرس تصدت له أميركا كلها


ومن جهته، قال السفير جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا سابقا لحلقة "من واشنطن" إن قمة الديمقراطية التي دعا إليها الرئيس جو بايدن ليست مهمة للغاية لأنها مدفوعة من خلال شغف رؤساء يريدون تنظيم لقاءات، منوها إلى أن إدارة الرئيس بايدن لن تتدخل في قلب أنظمة حكم في بلدان أخرى بخلاف الرئيس الأسبق جورج بوش الابن.

واعتبر أن اقتحام الكونغرس الأميركي كان بقرار من طرف رجل واحد (الرئيس السابق دونالد ترامب) وتصدت له البلاد كلها، مؤكدا أن ما حصل في الكونغرس كان اعتداء على الفكر وعلى المؤسسات الديمقراطية، لكنه لم يوقف الإجراءات الدستورية في الولايات المتحدة الأميركية.

وتحدث إيلي أبو عون، وهو مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد الولايات المتحدة للسلام عن تجربة تونس وقال إن هذا البلد يمر بمرحلة حرجة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، معتبرا أن الشعوب العربية التي خرجت عام 2011 كانت تطالب بتحسين ظروفها وألقت باللوم على طبيعة النظم السياسية، وهذا خطأ، لأن المشاكل -يضيف المتحدث- ليست محصورة بالأنظمة فقط بل بطريقة تصرف القطاع الخاص ودور المواطن وغيرهما.

وفي تقييمه للسلوك الأميركي في المنطقة، أشار أبو عون إلى غياب الفهم في المنطقة لكيفية صنع السياسة الخارجية الأميركية بمراكز صنع القرار في الولايات المتحدة، وأن هذا يؤثر على رأي المجتمعات بما فيها النخب، لافتا إلى أن موضوع الديمقراطية يأتي في ثالث مرتبة في سلم الأولويات الأميركية، وهي الأمن القومي والمصالح الاقتصادية ثم حقوق الإنسان والديمقراطية.

وخلص أبو عون إلى أن تقييم الديمقراطية يتعلق بكيفية التعامل مع مكونات المجتمع، وليس فقط بمعايير صندوق الاقتراع والانتخابات.

يذكر أن شبكة القيادة عبر الأطلسي منحت جائزةَ الميدالية الذهبية للصحفية فيروز زياني وشبكة الجزيرة الإعلامية عن فيلم "يوم في ووهان" الوثائقي وعن تغطية الشبكة المتميزة المتواصلة لتتبّع جائحة "كوفيد-19".