من واشنطن

خيارات بايدن ومفاوضات فيينا.. هل تتغلب الدبلوماسية على القوة؟

تكتسي الجولة السابعة من مفاوضات الملف النووي الإيراني التي تحتضنها العاصمة النمساوية فيينا أهمية خاصة لدى واشنطن وطهران، ويُجمع ضيوف حلقة “من واشنطن” على أن من مصلحة الطرفين التوصل إلى اتفاق.

وتتضارب الأنباء الواردة من فيينا، فبعضها يرسم صورة متفائلة وبعضها الآخر يقول إن العملية التفاوضية تواجه مأزقا لأن الجانب الإيراني يطالب برفع كل العقوبات المفروضة عليه، وهو موقف لا تزال إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترفضه حتى الآن.

وتعليقا على الموقف الأميركي من مفاوضات الملف النووي الإيراني، يرى فالي ناصر، أستاذ الشؤون الدولية ودراسات الشرق الأوسط في جامعة جونز هوبكنز، أن إدارة بايدن فقدت وقتا ثمينا ومهمًّا في موضوع إيران، وكان عليها التعامل مع الملف بسرعة أكبر، مرجحا من جهة أخرى أن يكون بايدن قد اختار ترك إيران تعاني من العقوبات حتى تأتي بنفسها إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي.

وبينما تحدث عن تحديات وضغوط داخلية تواجه بايدن، نوّه أستاذ الشؤون الدولية -في حديثه لحلقة (02/12/2021) من برنامج "من واشنطن"- بأن الرئيس الديمقراطي يريد اتفاقا مع إيران لأنه يسعى إلى تشجيعها على التخلي عن برنامجها النووي، فضلا على أنه لا يريد حربا في الشرق الأوسط ويسعى لتركيز الاهتمام على الصين.

غير أن الضيف الأميركي أشار إلى أن بايدن ليست لديه الحرية في تقديم الضمان الذي تطالب به إيران، المتعلق بالتعهد بألا يأتي رئيس أميركي آخر ويلغي أي اتفاق يمكن التوصل إليه بشأن برنامجها النووي، كما فعل الرئيس السابق دونالد ترمب الذي انسحب من اتفاق 2015 الذي أبرمته طهران والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا.

ومن جهته، يتحدث القائد السابق للقيادة الوسطى الأميركية الأميرال وليام فالن عن العداء الموجود بين واشنطن وطهران، وعن معارضة بعض الأميركيين للاتفاق الذي أبرم مع إيران في السابق بشأن ملفها النووي، وذلك لأسباب عدة أبرزها  أن إيران كانت في طريقها لتطوير صواريخ باليستية وتطوير برنامجها النووي، لكن الضيف شدد على ضرورة جلوس البلدين من أجل بناء الثقة في علاقاتهما.

إيران تريد رفع العقوبات عنها

أما الدبلوماسي الأميركي السابق والخبير في العلاقات الأميركية العربية مفيد الديك فيؤكد أن إدارة بايدن تنظر إلى الملف النووي الإيراني على أنه يتعلق بالأمن القومي الأميركي، وهي تخوض حاليا معركة في غاية الصعوبة، لأن إيران تمكنت من تشكيل تحالفات إقليمية ودولية وطوّرت قدراتها النووية.

ووفق الديك، فإن إيران تأتي إلى الجولة السابعة من مفاوضات فيينا وهي في وضع أقوى من وضع بايدن، فهناك تقارب إيراني خليجي في مقابل وجود توتر بين واشنطن والصين وروسيا، فضلا عن أن إيران تقدمت على صعيد تخصيب اليورانيوم، وتذهب إلى المفاوضات في ظل حكومة إيرانية أكثر تشددا، وبفريق تفاوضي مختلف عن الفريق السابق.

وتريد إيران- يواصل الديك- أن ترفع عنها العقوبات الأميركية والدولية، وأن تخرج من العزلة الدولية التي فرضتها عليها الإدارات الأميركية السابقة.

ويرى رئيس الحزب الجمهوري الأميركي في ولاية ميشيغان سابقا، سول أنيوزيس، أن لا أحد يهدد إيران وهي من تصنع المشاكل، ويؤكد أن لا أحد يريد حربا أخرى في منطقة الشرق الأوسط، لكنه يرى أن الخيارات العسكرية يمكن أن تكون على الطاولة.

ويذكر أن 25 عضوا جمهوريا في الكونغرس وجهوا رسالة إلى الرئيس بايدن تعهدوا فيها بقطع الطريق أمام أي محاولة لتخفيف العقوبات عن إيران.