من برنامج: من واشنطن

نائب وزير الخارجية الأميركي للجزيرة: الانسحاب من أفغانستان لا يعني الانسحاب من الشرق الأوسط

قالت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأميركي إن الانسحاب من أفغانستان لا يعني التخلي عن الشعب الأفغاني أو التزامات واشنطن تجاهه، مشددة على أن بلادها لم تنسحب من الشرق الأوسط.

وأضافت في حلقة (2021/11/4) من برنامج "من واشنطن" أن العديد من دول المنطقة -خاصة قطر والبحرين والإمارات والكويت- لعبت دورا مهما في العمل على نقل المواطنين والمتعاونين من أفغانستان، مشيدة بالدور "المحوري" الذي لعبته الدوحة في الإبقاء على مطار كابل مفتوحا، وسهلت حركة النقل منه وإليه.

وعن العلاقات الأميركية مع دول الشرق الأوسط، أكدت شيرمان أن العلاقات غير قائمة على الأمور السياسية وحسب، بل إنها تشمل القطاعات التجارية والصحية والعلاقات الثنائية، والتبادل الثقافي للطلاب مع هذه الدول، مؤكدة أن المواقف المشتركة لا زالت حاضرة على الساحة، وكان آخرها البيان المشترك حول السودان مع المملكة المتحدة والسعودية والإمارات.

وحول العلاقات مع قطر، قالت نائبة وزير الخارجية الأميركي إن واشنطن تحافظ على العلاقات الثنائية بين البلدين، كاشفة عن حوار إستراتيجي بين البلدين منتصف الشهر الجاري، معتبرة أن هذا الأمر يدل على مسيرة الشراكة الطويلة بين البلدين.

وعن الملف النووي الإيراني، كشفت ويندي شيرمان عن عودة المفاوضات في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري حول خطة العمل والجدول الزمني، معربة عن آمال واشنطن في أن تمتثل إيران للمفاوضات من أجل إحراز تقدم، كما دعت طهران لوقف برنامجها النووي من أجل السير قدما في المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل.

ترميم العلاقة

كما ناقشت الحلقة السعي الأميركي لترميم العلاقات مع الحلفاء، حيث قال الدبلوماسي اللبناني السابق مسعود معلوف إن الرئيس الأميركي جو بادين يسعى منذ وصوله إلى السلطة إلى ترميم العلاقات التي طالها الخراب والتشويه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، مؤكدا أن الإدارة الأميركية عادت لسابق عهدها من الاستقرار.

وأضاف أن تطمينات بايدن خلقت جوا من الراحة عند الحلفاء الأوروبيين، لكن شبح عودة ترامب للسلطة مجددا لا يزال يخيم على أجواء التفاؤل الأوروبي، محذرا من ظهور أزمة دستورية في أميركا بسبب الأوامر التنفيذية التي يوقعها الرؤساء، حيث وقع بايدن منذ وصوله للسلطة نحو 60 أمرا تنفيذيا؛ ثلثها نقض لأوامر سابقة لترامب.

وقال الزميل بمعهد الشرق الأوسط حسن منيمنة إن حلفاء واشنطن شعروا بطمأنينة بعد قرار بايدن العودة إلى اتفاقية المناخ وغيرها من القضايا التي انسحب منها ترامب، لكن "تطمينات" بايدن تبقى رهينة الأوامر التنفيذية التي يقوم بها أي رئيس، مؤكدا أنه على بايدن أن يحولها إلى معاهدات يصادق عليها الكونغرس حتى تبقى في حال تغير الرئيس.

وأضاف أن حديث بايدن في مؤتمر المناخ الذي عقد في غلاسكو عبارة عن تعهدات قد تنفذ أثناء فترة حكمه وقد لا تنفذ، لأن قطاعا واسعا من الجمهور الأميركي يرفض التحول الكامل للطاقة الخضراء، مشيرا إلى وجود صراع داخل الحزب الديمقراطي بين الجناح التقدمي والجناح المعتدل، هو ما يسعى بايدن إلى تلطيفه في الوقت الحالي.