من واشنطن

كيف تنظر واشنطن لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية؟

اتفق ضيوف حلقة “من واشنطن” على أهمية دور العراق بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، لكنهم أشاروا إلى أن واشنطن تنظر بعين حذرة لنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أظهرت فوز التيار الصدري.

يرى مدير مكتب الجزيرة في بغداد، وليد إبراهيم أن الفاعل السياسي الشيعي هو الرافض لوجود قوات أميركية مقاتلة في العراق، ورغم أن هذا الفاعل يعاني الانقسام على ضوء نتائج الانتخابات الأولية، فإنه سيشكل الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن القيادات العسكرية العراقية مع ذلك تقول بوجود حاجة لبقاء القوات الأميركية.

وأضاف إبراهيم -في حديث لحلقة (15/10/2021) من برنامج "من واشنطن"- أن العراق شعر بقلق حيال تداعيات الانسحاب الأميركي من أفغانستان، رغم أنهم يستبعدون تكرار مثل ذلك السيناريو في بلادهم، لأن القوات العراقية أصبحت أكثر تماسكا وقوة مما كانت عليه وهي قادرة على مواجهة التحديات، ولكن ما يقلقها هو ما يمكن أن يحدث الانسحاب الأميركي من اختلال في التوازنات.

من جانبه، شدد السفير الأميركي السابق لدى العراق دوغلاس سيليمان على أن العراق يحتل أهمية إستراتيجية لدى الولايات المتحدة لأنه يقع في مركز المنطقة، وأن إدارة جو بايدن لديها خيارات مفتوحة في هذا البلد مقارنة بأفغانستان، وهي تخطط لبقاء قوات أميركية لمساعدة القوات العراقية لتكون أكثر كفاءة وقوة، مشيرا إلى أن القوات العراقية هي الآن في موقع أفضل ولديها تسليح ومعدات وحققت نجاحات في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية وأعداء آخرين، لكنها بحاجة للاستفادة أكثر من دعم واشنطن وشركاء غربيين آخرين.

ومنذ 2014، تقود واشنطن تحالفا دوليا لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استحوذ على ثلث مساحة العراق آنذاك، حيث لا يزال ينتشر بالعراق نحو 3 آلاف جندي للتحالف، بينهم 2500 أميركي.

وبشأن نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، أوضح سيليمان لحلقة لبرنامج "من واشنطن" أن الناخب العراقي وجه رسائل من خلال هذه الانتخابات، فالفائز -بحسب النتائج الأولية- هو التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وهو التيار الذي عارض الوجود الأميركي، كما عارض أيضا الوجود الإيراني، وأن الفصائل الخاسرة هي أكثر ولاء لإيران والحشد الشعبي، وهو ما يؤكد أن الكثير من العراقيين فهموا أن الإيرانيين لن يجلبوا لهم الاستقرار.

"تقليل النفوذ الإيراني"

ومن جهته، رأى سرهنك حمه سعيد، من معهد الولايات المتحدة للسلام، ضرورة أن تسفر الانتخابات العراقية عن حكومة قادرة على تقليل النفوذ الإيراني ونفوذ الجماعات المسلحة التي تهاجم المصالح الأميركية، معربا عن أمله في أن يكون العراق عامل توازن في المنطقة، وساحة حياد وليس ساحة مواجهة.

ورغم حديثه عن استقرار الأوضاع السياسية في العراق مقارنة بعام 2014، أشار حمه سعيد إلى أن الأداء الحكومي لم يشف غليل المواطن العراقي بدليل المظاهرات التي خرجت عام 2019.

وبشأن الدور الأميركي، أوضح نفس المتحدث أن هناك ثقة أميركية بالقدرات العسكرية للعراق، وثقة بالأداء السياسي لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي زار البيت الأبيض مرتين، ولكن الإدارة الأمير كية تنظر بحذر للانتخابات البرلمانية وببعض الأمل لاستمرار مشوار الكاظمي.

ومنذ 2014، تقود واشنطن تحالفا دوليا لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استحوذ على ثلث مساحة العراق آنذاك، حيث لا يزال ينتشر بالعراق نحو 3 آلاف جندي للتحالف، بينهم 2500 أميركي.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة رتغرز، إيريك ديفيز، فنظر إلى الانتخابات البرلمانية العراقية من منظور أنها تعكس الاستقرار السياسي في العراق، وأنها خطوة مهمة في مجال تحقيق الديمقراطية، مستدلا بكلامه على كون العراق ومقارنة مع بقية الدول العربية يعرف انتخابات مستمرة منذ عام 2005 ولم يشهد انقلابات عسكرية.

وتحدث عن شباب العراق الذي قال إن 70% منهم هم تحت سن الـ30، وشدد على أهمية مشاركة هذه الفئة في مجلس النواب القادم، وأن تعمل السلطات في هذا البلد على تحقيق ما سماها ديمقراطية اجتماعية تساعد المواطن وتبتعد عن الفساد.

ووفق النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، تصدرت الكتلة الصدرية النتائج بـ73 مقعدا من أصل 329، فيما حصلت كتلة تقدم، بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، على 38 مقعدا. وحلت في المركز الثالث كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي بواقع 37 مقعدا.