من واشنطن

كيف تنظر واشنطن للنفوذ الروسي في أفريقيا؟

اتفق ضيوف حلقة برنامج “من واشنطن” على أن روسيا تسعى لوضع قدمها في القارة الأفريقية، مستخدمة في ذلك شركة فاغنر التي تقول تقارير إن المجلس العسكري الحاكم في مالي يسعى للتعاقد معها.

وركزت حلقة (01/10/2021) من برنامج "من واشنطن" على الدور الروسي المتنامي في القارة الأفريقية، وخاصة في منطقة الساحل، من خلال مجموعة فاغنر التي كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كشف أن مالي طلبت منها مساعدتها في القتال ضد المجموعات المسلحة في البلاد.

وقال مراسل الجزيرة في ليبيا أحمد خليفة إن شركة فاغنر الروسية لعبت دورا كبيرا في تدريب مسلحي قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وفي تدريب مجموعات المعارضة التشادية والسودانية، مشيرا إلى أن منطقة الساحل منذ عام 2014 تحولت إلى منطقة خصبة للجماعات المسلحة والإرهابية، كتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

واستخدمت روسيا حفتر -يواصل المراسل- كبوابة لدخول ليبيا ثم الانطلاق لبقية الدول الأفريقية، في حين تعول على سيف الإسلام القذافي ليكون حاكما لليبيا أو طرفا أساسيا في المرحلة المقبلة.

أما مدير مكتب الجزيرة بإنجامينا، فضل عبد الرزاق، فكشف لحلقة (01/10/2021) من برنامج "من واشنطن" أن الحكومة الانتقالية في مالي ماضية في تعزيز التعاون مع روسيا وشركة فاغنر، في حين أن هناك بعض الدول ترفض التعاون مع الشركة الروسية.

ومن جهة أخرى، اتهم تيبور ناج، مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية سابقا، روسيا بالقيام بدور مفسد وانتهازي في القارة الأفريقية. وقال إن الإدارة الأميركية في عهد جو بايدن هي نفسها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب من حيث نظرتها لشركة فاغنر التي أوضح أنها أينما تحل يحل عدم الاستقرار والكوارث، مثل ما حصل في جمهورية أفريقيا الوسطى وموزمبيق وليبيا.

وأضاف أن الدول الأفريقية كانت ولعقود تقف ضد أي مرتزقة يأتون من الخارج، لكن بعض الدول أصبحت ترحب بهؤلاء المرتزقة.

وعن الدور الروسي في السودان، قال الضيف الأميركي إن بلاده لا تحبذ رؤية علاقات وثيقة بين الخرطوم وموسكو، مشيرا إلى قلق واشنطن أيضا بشأن دور شركة فاغنر في منطقة الساحل التي شدد على أن حل مشكلتها يجب ألا يقتصر على الجانب الأمني فقط، كما نفى وجود تنافس بين بلاده وفرنسا في المنطقة.

الدور الفرنسي

ومن جهته، قال حافظ الغويل -من معهد الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز- إن القارة الأفريقية لها أهمية خاصة في نظر الأميركيين، ولفت إلى الدور الفرنسي في الملف الليبي، مشيرا إلى أن عدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة مرده إلى أن فرنسا لم تحسب حسابها لسقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، رغم أنه -أي المتحدث- اعتبر أن سقوط نظام القذافي لم يكن خطأ.

وتحدث الغويل لحلقة "من واشنطن" عن الدور الفرنسي في ليبيا وعن دعمه للواء المتقاعد حفتر، وأشار إلى قتل جنود فرنسيين في الأراضي التي يسيطر عليها حفتر، كما أكد أن هذا الأخير يواجه قضايا في واشنطن وهناك حراك سياسي للضغط عليه.

وبخلاف الغويل، نفى لوي دوجي-غرو، وهو زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، دعم فرنسا لحفتر، وقال إن أهداف شركة فاغنر الروسية تتناقض مع أهداف باريس في مالي، وأضاف أنه حينما توجد فاغنر توجد انتهاكات حقوق الإنسان وتدخل في حكم الدول الأخرى.

وكانت فرنسا قد بدأت في إعادة الانتشار من قواعد في شمال مالي، ويأتي ذلك في إطار إعادة تشكيل قوة برخان التابعة لها والمؤلفة من 5 آلاف فرد، لتضم شركاء أوروبيين آخرين.