من واشنطن

هل حسمت واشنطن موقفها من الصراع في ليبيا؟

قال الكاتب الليبي محمد بويصير إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر عراب التدخل الروسي في ليبيا، وهو أمر مرفوض من الولايات المتحدة؛ كونه يهدد أمنها القومي.

وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/5/29) من برنامج "من واشنطن" أن من يسيطر على شمال أفريقيا يمكنه الدخول والسيطرة على جنوب أوروبا، كما أن القواعد الأميركية تبعد نحو عشر دقائق طيران من أماكن تواجد القوات الروسية الحالية في ليبيا.

وتابع أن البنتاغون منزعج من التواجد الروسي، والتحرك الأميركي الأخير هو لحماية الأمن القومي الأميركي، ولا يستبعد اتصال الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، ونوه إلى أن روسيا تريد موطئ قدم لها في ليبيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

من جهته، قال عضو الهيئة الاستشارية لحملة ترامب الانتخابية غابريل صوما إن ليبيا تختلف عن سوريا لقربها من أوروبا، لذا فإن أميركا ترى التدخل العسكري الروسي خطيرا لأنه يهدد الأمن القومي الأوروبي، الذي تعتبره واشنطن مهما للغاية، بالإضافة إلى وجود معاهدات أهمها حلف الناتو.

وأضاف أن التدخل الروسي في ليبيا قريب جدا من الحدود الأوروبية، وهي أكبر منتج للنفط في أفريقيا، وتمتلك ثاني أكبر مخزون للنفط في العالم، بالإضافة إلى تصاعد الإرهاب هناك، وتسجيل أرقام كبيرة من المهاجرين؛ الأمر الذي يشكل خطرا على أوروبا.

بدوره، قال المحلل السياسي محمد السطوحي إن ليبيا ليست مسألة أساسية للرئيس ترامب، فهي لم تكن أساسية في أوقات فراغه، ناهيك عن الوقت الحالي الذي يستعد فيه للانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى أزمة كورونا التي يتعامل معها حاليا، والاقتصاد الأميركي المتهاوي.

وأضاف أن موضوع ليبيا قد يشغل بعض المؤسسات الأميركية، لكنها خارج نطاق ترامب وإدارته حاليا، وقد يكون الملف الليبي مع البنتاغون الذي يهتم بالأمن القومي الأميركي والتحدي الروسي، لكن التحرك الأميركي تجاه ليبيا لم يصل إلى ترامب حتى اللحظة.