من واشنطن

الإستراتيجية الأميركية في المنطقة.. هل تسعى واشنطن لوقف إطلاق النار؟

ناقشت حلقة (2020/5/15) من برنامج “من واشنطن” الدور الأميركي في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بوقف إطلاق النار حول العالم من أجل توحيد الجهود لمكافحة انتشار فيروس كورونا.

قال حافظ الغويل زميل معهد الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز إن قرار الأمم المتحدة الأخير المتعلق بوقف إطلاق النار في كل العالم مثل القرارات السابقة التي لا يتم تنفيذها، وهناك إمكانية لتنفيذ هذا الاتفاق إذا ما تم فرض عقوبات على الجهات التي لا تنفذه وحينها ستتوقف الأطراف.

وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/5/15) من برنامج "من واشنطن" أن الهدف من طلب وقف إطلاق النار ليس المساهمة في الحد من انتشار كورونا فقط، وإنما المساهمة في مساعدة الناس المتضررين من الحرب، إذ تمثل الحروب بيئة خصبة لانتشار الأوبئة، كما شهدنا في اليمن عندما انتشرت الكوليرا.

وتابع أن الإستراتيجية الأميركية في المنطقة تغيرت منذ صعود الرئيس دونالد ترامب وبدأت بالانسحاب من المنطقة، وستزداد سرعة تراجع هذا الدور بسبب النتائج الاقتصادية المترتبة على جائحة كورونا، كما تغيرت نظرة واشنطن لاحتياج المنطقة العربية بسبب تحول الأولى لأكبر مصدر للنفط.

من جهته، قال بسام بربندي الدبلوماسي السوري السابق إنه لا يوجد أي حافز حقيقي للدول من أجل التعاون على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، والقرار هو صوري ولا قيمة حقيقية له على الأرض، والحرب عزلت سوريا واليمن وليبيا عن العالم، وهو الأمر الذي يقلل انتقال العدوى بكورونا.

وأضاف أن انتقال كورونا إلى هذه الدول سيكون عبر المليشيات التي يتم نقلها إلى هذه الدول، وعلى الأمم المتحدة أن تطالب الدول العربية وتركيا بالجلوس على طاولة المفاوضات من أجل التصالح، لأن ما يحدث في الدول العربية من اقتتال هو بين من يمثلون تركيا ومن يمثلون الإمارات والسعودية.

وتابع أن مستقبل السياسة الأميركية في المنطقة كان واضحا منذ حكم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وهو السماح للدول الإقليمية بلعب دورٍ في المنطقة، مؤكدا أنه إذا لم يحل الخلاف بين تركيا وبعض الدول الخليجية فلن يحصل أي استقرار بالمنطقة.

بدوره، قال المحلل السياسي إبراهيم القعطبي إن الشعب اليمني لم يعد يعول على قرارات مجلس الأمن خصوصا التي صدرت في الشأن اليمني ولم يتم تنفيذها، واليمن في الوقت الحالي يواجه أكبر كارثة إنسانية في العالم، ناهيك عن فيروس كورونا الذي وصل بالفعل وقد بدأ بالانتشار في العديد من المناطق اليمنية.

وأضاف أنه لم يعد هناك أي يمني يثق بالأمم المتحدة خصوصا أن البلاد تتعرض لحصار مطبق وبإشراف الأمم المتحدة، كما أن السعودية والإمارات تمنعان دخول أي شيء إلى اليمن، وقد قام اتحاد الجاليات العربية في تركيا بتقديم طلب لتركيا بإرسال مساعدات عاجلة إلى اليمن لكن التحالف السعودي الإماراتي رفض السماح للطائرات بالوصول إلى اليمن.

وتابع أن من يتحكم اليوم بالأرض هي مليشيات تتبع بعض الدول المتدخلة في اليمن، ولا دور للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، كون المليشيات المدعومة إماراتيا تمنع الحكومة من الانتشار في المناطق التي تم تحريرها من مليشيات الحوثي.