من واشنطن

انهيار أسعار النفط.. هل سيؤثر على السباق المرتقب نحو البيت الأبيض؟

تساءلت حلقة (2020/4/24) من برنامج “من واشنطن” عن مستقبل سياسة الولايات المتحدة إزاء حلفائها وخصومها من دول المصدرة للنفط كالسعودية وإيران وروسيا بعد انهيار الخام الأميركي بشكل غير مسبوق.

قال المحلل الاقتصادي شريف عثمان إنه على غير العادة، لم تستفد الولايات المتحدة من انخفاض أسعار النفط بل تضررت كثيرا على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وإن شركات النفط الصخري الأميركية تُعد من أكبر المتضررين، وهي معروفة بدعمها للرئيس دونالد ترامب من خلال تمويل حملاته الانتخابية.

وأضاف عثمان في تصريحاته لبرنامج "من واشنطن" إن شركات النفط بالولايات المتحدة تلعب دورا كبيرا جدا في الاقتصاد الأميركي، حيث ساعدته على "الاستقلال النفطي" وزادت من معدلات النمو، بالإضافة إلى إنفاقها الاستثماري المقدّر بمليارات الدولارات.

وأكدت مديرة مبادرة مستقبل إيران بالمجلس الأطلسي باربرا سلافين أن الانخفاض الحاد للخام الأميركي سيؤذي حظوظ ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة، لأن أغلب الولايات المنتجة للنفط تصوت لصالحه في العادة، كما أشارت إلى أن ترامب كان داعما للسعودية وأن قرارات ولي العهد محمد بن سلمان بشأن النفط هي من تسبب في هذا التدني الكبير لأسعار الطاقة، معتبرة أن الرياض تتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية في هذه الأزمة.

من جانبها، أوضحت الناطقة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتيغوس أن إدارة الرئيس ترامب على اتصال دائم ووثيق مع حلفائها في الشرق الأوسط وخصوصا السعودية، من أجل الخروج من هذه الأزمة، مؤكدة أنه حتى في حال وجود اختلافات مع الرياض فإنه يجب تجاوزها، نظرا للتاريخ الكبير للصداقة والشراكة مع المملكة، "وهو بالضبط ما يقوم به ترامب".

واستبعدت أن تُغير الأزمة الحالية من سياسة "أقصى الضغط" لواشنطن تجاه طهران، وأن تتأثر بتفشي وباء كورونا، وذكّرت أن إيران بصدد مواصلة خرقها لقرارات مجلس الأمن من خلال تجاربها الصاروخية المتواصلة.

وبشأن ما يمكن لواشنطن أن تقدمه للشعب الإيراني لمكافحة كورونا، أشارت أورتيغوس إلى أن وزير الخارجية الأميركي قال إن بلاده عرضت سرا وعلانية المساعدة غير المشروطة على النظام الإيراني بشأن أزمة كوفيد-19، لكن الإيرانيين رفضوا الطلب، مشددة على أن واشنطن مصرة على مساعدة الشعب الإيراني مهما كان التوتر في العلاقات مع نظام بلادهم.

وأضافت أن أميركا هي قائدة العالم في التمويل الصحي العالمي، وأنها سترسل المزيد من المساعدات للتعامل مع أزمة كورونا التي يبلغ مجموعها 775 مليون دولارا.