من واشنطن

موقف ترامب من منظمة الصحة والصين.. محاولة بحث عن كبش فداء لمأزقه؟

تساءل برنامج “من واشنطن” (2020/4/17) هل سيعلو صوت دعاة الانعزالية من الداعين لإغلاق الحدود الأميركية قبل انتشار كورونا، أم سيغلب صوت الانفتاح المؤمن بدور منظمة الصحة العالمية؟

قال المتخصص في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشبه "سفينة في بحر هائج" تتقاذفها الأمواج، مؤكدا أنه فشل في إدارة أزمة كورونا وأساء استخدام سلطاته، وأن استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة تؤكد أن غالبية الأميركيين غير راضين عن مردود الرئيس والحكومة.

وأضاف صيام خلال تصريحاته لحلقة (2020/4/17) من برنامج "من واشنطن" أن الرئيس ترامب دائم البحث عن مصلحته الشخصية ولا يركز إلا مع الانتخابات، وأنه لا يؤمن بالعمل مع المنظمات الدولية، حيث سبق أن انسحب من اليونسكو وأدار ظهره لاتفاقية المناخ، وأوقف تمويل الأونروا، وينوي أخذ نفس القرار مع منظمة الصحة العالمية.

في المقابل، اعتبر العضو الجمهوري السابق بالكونغرس جاك كينغستون موقف الرئيس الأميركي الأخير بشأن منظمة الصحة العالمية سليما، لأن المنظمة لم تكن فعالة -حسب تعبيره- حيث لم تعلن عن هذه الجائحة حتى تاريخ 11 مارس/آذار الماضي ولم تذهب إلى الصين حتى يوم 3 فبراير/شباط الماضي، وأنها حتى في 14 يناير/كانون الثاني الماضي كانت تقول إن فيروس كورونا لا يمكن أن ينتشر بين البشر، مشددا على أن درجة أداء هذه المنظمة العالمية في التعامل مع الجائحة يصنف كسيئ للغاية.

وأشار كينغستون إلى أن الولايات المتحدة دفعت خلال العامين الأخيرين أكثر من 830 مليون دولار لدعم منظمة الصحة العالمية، بينما لم تدفع الصين سوى 80 مليون دولار، كما طالب الدول المعارضة للموقف الأميركي في هذا الشأن بأن تستجمع أموالها وتدفع نفقات هذه المنظمة.

من جانبه، أكد المحلل السياسي محمد السطوحي وجود مشاكل كبيرة في صلب طريقة عمل منظمة الصحة العالمية وأسلوب تعاملها مع الدول والحكومات، وأن موقف الرئيس الأميركي –من جهة أخرى- تغير تماما بعد أن كان هو نفسه في بداية ظهور الفيروس يشيد بأداء الصين ونجاحها في مقاومة تفشي الوباء وفي شفافيتها، وعندما بدأت الأزمة تتفاقم داخل الولايات المتحدة تغير الموقف تماما وبدأ ترامب يبحث عن "كبش فداء" ليكون "الفيروس الصيني" ثم منظمة الصحة.

إعلان

كما أوضح كينغستون أن عقيدة ترامب تضع مصلحة الولايات المتحدة فوق كل اعتبار، وأن سياسته غير انعزالية، وتؤمن بالتعاون مع الدول والمنظمات الدولية من هذا المنطلق، مؤكدا أن الأميركيين كانوا الأكثر شفافية في العالم فيما يتعلق ببيانات فيروس كورونا، على عكس الصين التي أخفت الأمر لأسابيع ورفضت زيارة مركز السيطرة على الأمراض يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مضيفا أن السلطات الصينية أوقفت وأسكتت أصوات الأطباء الذين حاولوا الحديث عن هذا الفيروس والتحذير منه.

المصدر: الجزيرة