من واشنطن

واشنطن أم بكين.. لمن المستقبل في الشرق الأوسط بعد جائحة كورونا؟

ناقشت حلقة (2020/3/27) من برنامج “من واشنطن” مستقبل النفوذ في الشرق الأوسط بين أميركا والصين بعد التخلص من جائحة كورونا، وتساءلت: كيف ينظر الشرق الأوسط لتعامل الدولتين مع الفيروس؟

قال المحلل السياسي محمد المنشاوي إن الملاسنات بين الولايات المتحدة والصين أمر غير مسبوق، بدأها الرئيس دونالد ترامب بحرب تجارية ضد الصين قبل فيروس كورونا، أما بعد ظهور الفيروس فطالبت أميركا الصين بالشفافية، كما طالبت بإرسال علماء وأطباء لمعرفة أسبابه وهو الأمر الذي رفضته الصين، ليوقف بعدها ترامب الرحلات التجارية من وإلى الصين.

وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/3/27) من برنامج "من واشنطن" أن الصين اتهمت أميركا بنشر الفيروس في بلادها، وهو الأمر ذاته الذي اتهم ترامب الصين به مسميا كورونا بالفيروس الصيني.

ويرى أن الشرق الأوسط خلال المشادات بين أميركا والصين يعيش أزمة، لأن القادة غير المنتخبين فيه يرون أن النظام الصيني نموذجا مثاليا يجب استيراده إلى بلدانهم، لأنه يتمتع بالانضباط التام وهو الأمر الذي لا تتمتع بها الدكتاتوريات العربية ولن تستطيع تنفيذه.

ويرى أن الصورة الأميركية تعرضت لهزة عالمية بسبب سوء إدارة أزمة كورونا، وسيتحدد مستقبلها بعد الحصول على اللقاح، مع الإشارة إلى أن أميركا لها نفوذ طاغ في المنطقة باستثناء إيران، كما أن النخبة العربية والإيرانية أيضا ترسل أبناءها للتعلم في الجامعات الأميركية.

بالإضافة للوجود العسكري الأميركي في بعض دول الشرق الأوسط، واللغة الإنجليزية التي تسيطر على كل التعاملات في العالم، على عكس الصين التي تعتبر بيئة منغلقة بالإضافة إلى لغتها المعقدة.

وتابع المنشاوي أن النفوذ الصيني ظهر جليا في التغطيات الإعلامية العربية لتداعيات فيروس كورونا، وهناك إشادة إعلامية عربية بالنجاح الصيني للتغلب على انتشار كورونا، بالمقابل هناك تبشير إعلامي أميركي بموجة ثانية من فيروس كورونا تجتاح الصين ودعاية مكثفة بفشل الصين في تجاوز الأزمة الأولى للفيروس.

من جهته، قال إريك ديفيز أستاذ العلوم السياسية بجامعة روتجرز إن الصين قد تكون وصلت نهاية النفق بالنسبة لأزمة كورونا وهو الأمر الذي ظهر في حجم المساعدات التي أرسلتها إلى إيران وإيطاليا واليابان، وهو ما سيكسبها الكثير من الود في هذه الدول، بالمقابل يجب أن يستمر تسليط الضوء على ما يجري داخل الصين خصوصا في ظل استمرار التكتم الحكومي.

وأضاف أن من أهم المشاكل في الصين النسبة الكبيرة التي يمثلها المسنون بالإضافة إلى أنها تعاني من أزمة اقتصادية كتلك التي عانت منها أميركا في العام 2008.

ويرى أن الدعاية الصينية بدأت تزاحم الدعاية الأميركية في الشرق الأوسط، ولا يعود ذلك لقوة الدعاية الصينية بل لأن أميركا قررت الانسحاب من الساحة الدولية وفقا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي رفع شعار أميركا أولا.