من واشنطن

بعد انكشاف أوراقها بواشنطن.. ما أبعاد تدخل الإمارات في السياسة الأميركية؟

ناقشت الحلقة أبعاد التدخل الإماراتي في السياسة الأميركية ومحاولاتها شراء النفوذ والبحث عن مكانة في واشنطن، وتساءلت: ما مدى نجاح الإمارات في ذلك؟ وما موقف الإدارة الأميركية من هذه المساعي؟

قال بروس فاين مساعد نائب وزير العدل الأميركي السابق إن اختيار الإمارات للمستشار إليوت برويدي يأتي انسجاما مع التصور الإماراتي بأنه يمكنه الوصول إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب واستخدامه متحدثا عنهم في مسألة حصار قطر، كما أن بإمكانه أيضا ترويج بيع أسلحة للسعودية والإمارات.

وأضاف -في تصريحات لحلقة (2019/8/23) من برنامج "من واشنطن"- أن برويدي كان يعتقد أن بإمكانه الحصول على امتياز بأنه عنصر داعم للحكومة الأميركية، من خلال صفقات الأسلحة التي ستتم عبره للسعودية والإمارات.

ولم يستبعد فاين أن تدخل برويدي لو استمر كان سيغير نظرة الإدارة الأميركية تجاه قطر بعيدا عن رؤية وزارة الخارجية الأميركية، بالرغم من وجود أكبر قاعدة عسكرية جوية أميركية في قطر.

وأكد أن ما قام به برويدي من عمل قبل أن يسجل نفسه ممثلا لدولة أجنبية ليتلقى منها الأموال يعدّ "جناية"، ويعتبر القضاء الأميركي المراسلات بينه وبين مستشار أبو ظبي جورج نادر إثباتا لتلقيه أموالا من دولة أجنبية وهو ما يدينه، وقد يحصل على حكم مخفف بشرط التعاون مع القضاء في تحقيقات متعلقة بالإمارات.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد المنشاوي أن للإمارات وضعا خاصا في أميركا بسبب قيامها بمحاولة تغيير قرارات الإدارة الأميركية تجاه بعض القضايا، وإمكانية اختراق هذه الإدارة، وهو ما يعتبر في أميركا خطا أحمر ستدفع أبو ظبي ثمنه. وكانت للإمارات نظرة في أميركا بأنها دولة داعمة لإرهاب، خصوصا أن اثنين من منفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 كانا يحملان الجنسية الإماراتية.

وأضاف أن الإمارات تعتقد أنها دولة عظمى ولذلك بدأت التعامل مع أميركا بندية لكن هذا فشل، وكان أول مخططاتها هو السعي نقل قاعدة العديد العسكرية من قطر إلى الإمارات أو السعودية وفشلت في ذلك أيضا، خصوصا مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط.

إعلان

فشل مزدوج
وأكد المنشاوي أن السعودية جنت الكثير من الفشل بسبب الإمارات في العديد من الملفات المشتركة بين البلدين، واستمر الفشل حتى في الملفات السعودية الداخلية كما حدث في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، رغم أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استفاد سابقا من الإمارات في تحسين صورته والترويج له في أميركا.

كما كشف المنشاوي عن خسارة الإمارات والسعودية للكونغرس الأميركي والمشرعين الديمقراطيين والجمهوريين، مذكرا بأن ترامب لن يبقى في البيت الأبيض إلى الأبد، كما لن يبقى الفيتو المستخدم لإيقاف قرارات المشرعين.

ويعتقد المحلل والكاتب الأميركي بيتر روف أن الإماراتيين لم يخطئوا ولكنهم كانت لديهم توقعات خاطئة بفوز هيلاري كلينتون في الانتخابات، أما عن برويدي فلم يتضح حتى اللحظة من الذي سعى للآخر؛ فهل برويدي هو من سعى للإمارات أم حصل العكس؟ وعن إلغاء زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد زيارته لواشنطن أكد أنه لم تكن هناك أي دعوة رسمية له لزيارة البيت الأبيض.

وأضاف أن ترامب حتى اللحظة لم يستمع لأصوات عديدة داخل الحزب الديمقراطي ومقترحاتهم، خصوصا أنهم من أدخل الولايات المتحدة في حربين لا علاقة لها بها كما يعتقد الرئيس؛ الأولى في أفغانستان والأخرى في العراق، وكانت سياسة الرئيس واضحة بأنه لا يريد مزيدا من الحروب.

ويرى روف أن شراء الإمارات لجماعات الضغط لا يعني بالضرورة أن تتبنى هذه الجماعات كل ما تريده الإمارات، لافتا إلى أن أولوية الحكومة الأميركية في الوقت الحالي هي إيقاف أنشطة إيران بالمنطقة بأي طريقة، وأهم حلفاء أميركا في المنطقة لتحقيق ذلك هي الإمارات والسعودية، وهو ما يعني أن أي إدارة أميركية كانت ستقوم بذات الشيء وليس فقط إدارة ترامب.

المصدر: الجزيرة