من واشنطن

السودان.. بين أولويات واشنطن والتدخلات الإقليمية

ناقشت الحلقة تأخر التدخل الأميركي في السودان؛ فبحثت أسباب هذا التأخر وتساءلت عن أولويات إدارة الرئيس دونالد ترامب في السودان وهل ستوقف واشنطن حلفاءها عن التدخل في شؤونه؟

قال الكاتب والمحلل السياسي محمد المنشاوي إن الإدارة الأميركية لم تتخذ موقفا حاسما تجاه السودان إلا بعد وقوع مجزرة فض الاعتصام أمام القيادة العامة في 3 يونيو/حزيران الجاري، معللا هذا التأخر في الموقف الأميركي بأن السودان لم يكن مهمة لصانع القرار الأميركي.

وأضاف -في تصريحات لحلقة (2019/6/14) من برنامج "من واشنطن"- أن السودان لم يكن يجلب انتباه الإدارات الأميركية إلا في جهود مكافحة الإرهاب، إذ كان مقرا لإقامة أسامة بن لادن في تسعينيات القرن الماضي، أو لمتابعة علاقة الخرطوم مع الصين وروسيا وروابطها المشبوهة مع كوريا الشمالية.

ويرى المنشاوي أن الولايات المتحدة كانت تعتقد أن الوضع في السودان تحت سيطرة الحلف الثلاثي لها في المنطقة (الرياض وأبو ظبي والقاهرة)، ولكنها أدركت مؤخرا أن الوضع خارج عن السيطرة، وهو ما دفعها للتدخل المباشر وتعيين مبعوث أميركي خاص بالسودان.

ويتفق عضو المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز مع ما قاله المنشاوي من أن السودان كان مهملا من الإدارات الأميركية لعدم وجود مصالح أميركية هناك، ولم تلتفت واشنطن إلى ما يحدث هناك إلا بعد حدوث كارثة إنسانية.

أولويات المرحلة
ويعتقد روبنز أن واشنطن ستركز في الوقت الحالي على التحول السلس للحكم المدني عبر الانتخابات، وهو ما سيُدخل الإدارة في خلاف مع السعودية والإمارات، مؤكدا سعي الإدارة إلى الدفع بعملية التحول السلمي قُدما دون أن يؤثر ذلك على الاستقرار، وأنها لن تسمح بتكرار ما حصل في مصر.

أما المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين نهى الزين فقالت إن العلاقات الأميركية السودانية متوترة منذ نهاية الثمانينيات، ثم تلا ذلك العقوبات التي تم رفعها عام 2017، مشيرة إلى أن أميركا لم تساعد السودان إلا ملف مكافحة الإرهاب فقط، ولم ترق العلاقة بين الطرفين إلى مرتبة تبادل المصالح.

وأكدت قدرة أميركا على حل الأزمة الحاصلة في السودان عبر إيقاف التدخلات الإقليمية المناهضة للثورة، لافتة إلى أن الخلاف سوداني/سوداني ويمكن حله بالحوار والتزام المجلس العسكري بالاتفاقات بينه وبين قوى الثورة.

وترى الزين أن استقرار السودان مهم لاستقرار الإقليم خصوصا أن إثيوبيا والصومال تشهدان تغيرا ونهضة، وتحول السودان إلى دولة ديمقراطية سيساهم في إنقاذ الدول المجاورة. وأشادت بمواقف السودانيين في أنحاء العالم ودورهم في إيصال صوت الثوار السودانيين ومطالبهم إلى العالم الخارجي.