من واشنطن

بن سلمان واغتيال خاشقجي.. بين الاهتمام الأرجنتيني والانقسام الأميركي

ناقشت الحلقة مشاركة ولي العهد السعودي في قمة العشرين الأخيرة بالأرجنتين، وما أثارته من ردود فعل جراء تغطية الإعلام الأرجنتيني لمقتل خاشقجي، ومطالبة هيومن رايتس ووتش للأرجنتين بالتحقيق في الملف.

لفتت أنظارَ العالم زيارةُ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين الأخيرة، وذلك للجدل الدائر بشأن ضلوعه في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.

حلقة (2018/12/07) من برنامج "من واشنطن" ناقشت هذه الزيارة رابطة إياها بتاريخ الأرجنتين مع المستبدين، وتساءلت مع ضيوفها: ما هي انعكاسات ردود الفعل في الأرجنتين على زيارة ولي العهد السعودي للبلاد في ظل تغطية الإعلام الأرجنتيني لقضية خاشقجي، ومطالبة منظمة هيومن رايتس ووتش للحكومة الأرجنتينية بالنظر في إمكانية تحقيقها في هذا الملف؟

اهتمام أرجنتيني
قال الصحفي الأرجنتيني المتخصص في العلاقات الدولية أندريس ربيتو إن جريمة اغتيال خاشقجي مروعة وكان لها أثر كبير على الناس في الأرجنتين، لأنها كانت بالنسبة لهم بمثابة فيلم رعب، ولذلك اهتموا بمعرفة تفاصيلها. ولكنه أكد أنه لو صدر أمر باعتقال ولي العهد السعودي لواجهت الأرجنتين مشكلة سياسية كبيرة.

وأضاف ربيتو أن هنالك قضايا قتل صحفيين عديدة في العالم وخصوصا في أميركا اللاتينية بسبب وجود تجار المخدرات، إلا أن قضية خاشقجي كانت مختلفة. ورأى أن العدالة لا تنال عادة المتنفذين، مشيرا إلى أن ذاكرة الأرجنتين واضحة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي حصلت فيها قديما.

ومن جانبها؛ أكدت الصحفية البرازيلية سليفيا كولومبو أهمية قضية خاشقجي في لفت النظر إلى حالات القتل التي يعاني منها الصحفيون في العالم، ومواجهتهم للقمع من حكوماتهم جراء تعاملهم مع قضايا حساسة مثل الجريمة المنظمة، لكنها وصفت اغتيال خاشقجي بأنه قضية سيئة جدا.

وقال السفير اللبناني السابق في تشيلي وبولندا مسعود معلوف إن الأرجنتينيين عانوا من الحكم العسكري كثيرا وهم يطبعون في ذاكرتهم هذه المعاناة، وقضية خاشقجي كانت مهمة جدا لديهم لأنها حساسة من المنظور الأخلاقي، ولأن الأرجنتين دولة قانون ونظام.

وأوضح أن الدستور الأرجنتيني يتيح محاكمة المتهمين في قضايا جرائم الحرب، لكنّ هنالك حدودا تعوق تمكُّن القضاء من تحقيق ذلك.

انقسام أميركي
وبشأن الانقسام الأميركي تجاه قضية خاشقجي والتعامل مع النظام السعودي؛ يرى الناشط والمتخصص في الشؤون العربية الأميركية رائد جرار أن هنالك تأثيرات مباشرة من الكونغرس على البيت الأبيض، وهي تبعث برسائل سياسية وقانونية إلى دول العالم، وتعبر عن تغير المزاج العام في أميركا تجاه ولي العهد السعودي.

وأكد جرار أن الضغط على البيت الأبيض لتغيير سياته تجاه السعودية يأتي من قمة الهرم في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهو ما جعل هذا الضغط ممكنا. وهنالك أيضا قرارات لشجب دور بن سلمان في قضية خاشقجي وحرب اليمن وحصار قطر. ولكن هناك خلافات بين الكونغرس والبيت بهذا الشأن.

واعتبر معلوف أن الورطة في قضية خاشقجي هي ورطة للجامعة العربية في التعامل مع رؤسائها وكذلك منظمة التعاون الإسلامي، لأن بن سلمان يتمتع بحصانة دبلوماسية تعقد الأمر.

ووصف مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب قرار الكونغرس بشأن حرب اليمن بأنه غير قانوني، وقال إنه يجب أن يتحول إلى مجلس النواب لتتم الموافقة عليه ثم يحول إلى الرئيس دونالد ترامب.

وأضاف حرب أن الشعب الأميركي ليس لديه تقرير واضح عن ولي العهد السعودي، ولكن المعلومات العامة تفيد بأنه متورط في قضية خاشقجي.