من واشنطن

ماذا تخبئ الأيام للمسلمين في أميركا وأوروبا؟

تساءل برنامج “من واشنطن” ماذا تخبئ الأيام للمسلمين في المجتمع الأميركي وكذلك لنظرائهم في أوروبا، مع وصول دونالد ترمب لسدة الحكم وبزوغ نجم اليمين المتطرف في بعض أنحاء أوروبا؟

تثير كلمة "تسجيل" تساؤلات لدى المسلمين الأميركيين والمدافعين عن الحقوق المدنية، فمن المقصود بالتسجيل؟ الوافدون أم المسلمون المقيمون في البلاد أم المسلمون الأميركيون من بيض وسود ولاتين وعرب وآسيويين؟

تأتي هذه الهواجس مع افتتاح معرض تذكاري في كاليفورنيا استرجعت فيه ذكرى أليمة حلت باليابانيين الأميركيين بعد قصف اليابان ميناء بيرل هاربر في عام 1941.

وقتذاك أصدر الرئيس الأميركي روزفلت قرارا بتسجيل أسماء اليابانيين أولا، أي حصر بياناتهم، ثم في قرار ثان وضعوا بمعسكرات اعتقال ضمن هستيريا الحرب العالمية الثانية التي كانت سائدة.

مع يمين أميركي متطرف وخطاب معاد للمسلمين على لسان دونالد ترمب والحديث عن تسجيل المسلمين في أميركا جرت المقارنة بين المسلمين واليابانيين وتساؤلات عن المدى الذي قد تبلغه خطابات الكراهية، خصوصا أن ترمب عين في القيادات العليا أصحاب سجلات معادية للإسلام.

حاصل جمع أقليات
الكاتب والأكاديمي سهيل الغنوشي هوّن من طروحات التطرف وقال إنها أقرب للشعارات، لافتا إلى أن الوضع مختلف الآن عما كانت عليه أميركا في عام 1941، فقد ترسخت قيم تجعل من الصعب استهداف أقلية بعينها بينما البلد برمته هو حاصل جمع أقليات.

وعما جرى لليابانيين قال إن ذلك يصلح للاستفادة منه نموذجا، إذ إنهم قارنوا بين الانكماش كردة فعل على استهدافهم والاندماج، واختاروا الاندماج حتى يصبحوا فوق الشبهات ويثبتوا ولاءهم "وأظن أننا يجب أن نتجه إلى هذا الاتجاه".

من ناحيته قال جون أسبوسيتو من جامعة جورج تاون إن حديث ترمب عن تأمين الحدود أو اتخاذ تدابير أمنية لا يشبه ما جرى مع اليابانيين في السابق، لكن ما يجب القلق بشأنه هو ما يمكن أن يحدث في وزارتي العدل والأمن الداخلي من تدابير تؤدي لاعتقالات بلا أوامر قضائية ومراقبة المساجد والتنصت.
 
في المقابل قال أسبوسيتو إن مصدر فخر الأميركييين هو دستورهم وما فيه من حقوق مدنية، الأمر الذي يشكل ضمانة للأميركيين، لافتا إلى تحالف كبير من الفئات العرقية والدينية لكبح جماح أي تطرف.

على المجهول
هذا على الضفة الأميركية من المحيط الأطلسي. مقابلها في أوروبا يقول خالد حجي من منتدى بروكسل للحكمة والسلم العالمي إن المستقبل منفتح على المجهول، إذ هناك بلاغة تحريضية تنبئ بما هو خطير، مضيفا أن اليمين يغذي بعضه بعضا عبر الدعوة لطرد المهاجرين ومعاداة الإسلام.

من جانبه قال الناشط والكاتب دياب أبو جهجه إنه لا يوجد يمين واحد بصبغة واحدة، ففي الوقت الذي يذهب فيه متطرف يميني شعبوي هولندي مثل غيرت فليدرز إلى الدعوة لإغلاق المساجد ومصادرة القرآن فإن لوبان الفرنسية أقل تطرفا من والدها اليميني جان ماري لوبان.

لكن في نهاية المطاف يرى أبو جهجه أن صراع اليمين أيضا سيكون مع دولة القانون، لافتا إلى أن حالة "الشراسة" تظهر في إطلاق عبارات التخوين من هذا اليمين تجاه القائمين على إنفاذ القوانين. أما إذا انتصر اليمين على الدولة والمؤسسات فيمكن توقع سيناريو سيئ، وفق قوله.

من جانبه قال حسن العبيدي من مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط يرى أن هناك جملة من القيم الديمقراطية التي وضعها الآباء الديمقراطيون، وهناك الممارسة الديمقراطية التي يجري فيها السؤال متى تبدأ ومتى تنتهي حدودها؟

ويضيف أن الخطاب الأخطر في أوروبا الآن هو المقاربة الأمنية التي تقول إنه لحماية أوروبا والمواطن الأوروبي من التهديدات لم لا يجري لي ذراع الديمقراطية؟