من واشنطن

ما مدى جدية التشكيك بنتائج الانتخابات الأميركية؟

تساءل برنامج “من واشنطن” عن مدى جدية الأسئلة التي تثار حول مدى مصداقية وشرعية نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ وكيف ينعكس التشكيك بشرعية أي رئيس أميركي على عملية صنع القرار بإدارته؟

جدل كبير سببه إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأ بخروج مظاهرات ضد نتائج الانتخابات، بالتوازي مع فوز هيلاري كلينتون بالتصويت الشعبي بفارق مليوني صوت، ومطالبة زعيمة حزب الخضر جيل ستاين بإعادة فرز نتائج الانتخابات في ثلاث ولايات حسمت الفوز لترمب، هي وسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان.
 
من جهته قال ترمب إن "أعداداً كبيرة ممن يوصفون بالمهاجرين غير الشرعيين شاركوا في هذه الانتخابات لصالح كلينتون"، وقد صاحب هذه السجالات حديث عن إمكانية تصويت بعض أعضاء المجمع الانتخابي ضد ترمب عندما يجتمعون للإدلاء بأصوات ولاياتهم رسمياً يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

حلقة (2016/12/2) من برنامج "من واشنطن" تناولت مصداقية وشرعية النتيجة التي أسفرت عنها الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، في ضوء المطالبات بإعادة فرز الأصوات في عدد من الولايات الأميركية.

المديرة المؤقتة لقسم الإدارة السياسية في جامعة جورج واشنطن لارا براون رأت أن دعوات إعادة فرز الأصوات تأتي في سياق شعور الخاسر بالاستياء، وهناك عدة رؤساء سابقين شككوا في نتائج الانتخابات، لكن تلك الدعوات لم تسفر عن شيء قانوني أو تغيير في النتائج في نهاية المطاف.

وأضافت أن ترامب فاز وفق الدستور وهو القانون الأسمى للبلد، أمّا إذا كان النظام الانتخابي عادلاً أم لا بموجب فوز كلينتون بالتصويت الشعبي وخسارتها للرئاسة فهذا أمر آخر، لكن ذلك لن يغير من حقيقة أن ترمب هو الرئيس المنتخب للولايات المتحدة.
 
مطلب شعبي
من جانبه أكد أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسون محمد الشرقاوي أن مطالب إعادة فرز الأصوات محقة، لاسيما في ظل وجود تقارب شديد بين المرشحين في نتائج بعض الولايات وصل إلى أقل من 0.8%، وقد حصل في السابق إعادة فرز للأصوات وتم طي آلاف من الأصوات بموجب ذلك، مؤكداً أن هذه المطالب تأخذ معنى شعبياً واسعاً، وبفارق مليوني صوت لصالح كلينتون كسبتها في التصويت الشعبي.

وشدد الشرقاوي على أن ترمب فاز وفق القانون، لكنه فعلياً يخالف الأعراف السائدة في حكم الولايات المتحدة، فهو على عكس الرؤساء اليمينيين واليساريين السابقين الذين أتوا إلى الوسط عند فوزهم ووحدوا الأميركيين خلفهم، فإن ترمب يصرّ على البقاء في أقصى اليمين، ويقدم نفسه كرئيس لفئة واحدة من الأميركيين ومن لون واحد، وبهذه الطريقة فقد ساهم فعلياً في انقسام المجتمع.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا أتلانتك روبرت رابيل فقد رفض كلام الشرقاوي حول شرعية فرز الأصوات بسبب فوارق ضئيلة كسبها ترمب في بعض الولايات، قائلا إن "هذه الفروقات -رغم بساطة نسبتها المئوية- تشكل عشرات آلاف الأصوات، والنظام الانتخابي الأميركي يعطي الحق للفائز ولو بصوت واحد لكسب كل أصوات المجمع الانتخابي في الولاية".

وبحسب رابيل فقد بات ترمب رئيسا لكل الأميركيين، ولذا يجب إعطاؤه فرصته وحقه الدستوري، وعلى المتظاهرين أن يكفوا عن الاعتراض ويقبلوا بالأمر الواقع الحالي، وأن يركزوا جهودهم على الانتخابات القادمة بعد أربع سنوات.