من واشنطن

المسلمون في أميركا بين الضعف والقوة

ناقش برنامج “من واشنطن” حال المسلمين في أميركا بين الضعف والقوة خاصة في أجواء حرب انتخابات الرئاسة المستعرة حاليا في البلاد.

وذكرت الدراسة التي أعدها البروفيسور إيان ليفن وشملت بيانات رسمية أعلنتها 20 ولاية أميركية يتجاوز عدد سكانها نصف سكان أميركا برمتها، أن الجرائم ضد المسلمين في هذه الولايات ارتفع من 110 عام 2014 إلى 196 عام 2015. أي بنسبة 78% وهي أعلى نسبة ارتفاع لهذه الجرائم منذ أحداث 11 سبتمبر 2001.

كما ارتفعت الجرائم الموجهة ضد المسلمين بنسبة 87.5% في الأيام الخمسة التي تلت دعوة المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. كذلك ارتفعت الاعتداءات ضد المساجد من 9 حوادث عام 2014 إلى 31 عام 2015.

وأشار الدكتور داني دويري أستاذ اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو إلى ازدياد العبارات والألفاظ الحاقدة ضد المسلمين منذ حادثة سان برناردينو في ديسمبر/كانون الأول 2015 والتي قتل فيها الأميركي من أصل آسيوي سيد رضوان فاروق (28 عاما) وزوجته تاشفين مالك (27 عاما) 14 موظفا في مركز للمعاقين بالمدينة.

لكنه أوضح من جهة ثانية أن الحادثة رغم كونها جريمة بشعة فقد كانت نقطة تحول إيجابية للمسلمين حيث زادت فصول تعليم اللغة العربية والحضارة الإسلامية كما أدت إلى ازياد نشاط المسلمين للتعريف بدينهم ومشاركتهم في صلوات الكنائس على أرواح الضحايا.

وعن الضعف في حضور المسلمين الأميركيين في المجتمع الأميركي، اعتبر دويري أن ما يعانيه المسلمون الأميركيون حاليا هو مرحلة في تطور المجتمع المؤسساتي متوقعا أن يتطور ذلك في العشرين سنة المقبلة إلى وعي وتنظيم سياسي وإداري في المؤسسات الإسلامية وفي تعامل المسلمين واندماجهم في الحياة المدنية الأميركية.

الانفتاح والانخراط
من جهته اعتبر الأكاديمي والكاتب الدكتور سهيل الغنوشي أن الاعتداءات على المسلمين هي ظاهرة مرشحة للاستمرار وأسبابها قائمة وهي تعصب يغذيه إرهاب.

وأضاف أن المسلمين الأميركيين تأخروا كثيرا في الانفتاح والانخراط في المجتمع الأميركي وفي تقديم أنفسهم لهذا المجتمع وسمحوا لآخرين متحاملين عليهم بتقديمهم للمجتمع الأميركي. 

 

ودعا الغنوشي إلى انخراط وانفتاح العائلات المسلمة على المجتمع الأميركي من خلال الأعمال الخيرية والاجتماعية وقضايا هذا المجتمع من صحة وتعليم وضرائب وليس الاقتصار على قضايا المسلمين فقط.

كما دعا المؤسسات الإسلامية إلى الانخراط في قضايا المجتمع الأميركي والمشاركة في تحالفات قوية معتبرا أن من شأن ذلك تقويتها وتجذريها في أميركا وبالتالي لا تصبح هدفا سهلا للإعلام الأميركي أو غيره لتشويه صورتها. وشدد على ضرورة أن تكون للمسلمين الأميركيين استراتيجية وقضية واحدة جامعة.

ازدواجية وسطحية
بدورها أشارت الكاتبة والصحفية جويس كرم إلى ارتفاع غير مسبوق في الجرائم التي تستهدف المسلمين منذ بدء حملة انتخابات الرئاسة وخطابات ترامب المناهضة للمسلمين.

واتهمت الإعلام الأميركي بالازدواجية والسطحية في التعامل مع المسلمين الأميركيين الذين قالت إنهم هدف سهل لهذا الإعلام خاصة بمسارعته إلى وصف أي عمل يرتكبه مسلم بالعمل الإرهابي.

واعتبرت أن الجالية الإسلامية تتحمل مسؤولية الإخفاق في ضعف صوتها والاتفاق على قضية جامعة واستراتيجية واقعية أميركية. كما عابت جنوح بعض المسلمين الأميركيين لتأييد مرشحين من أقصى اليسار ليست لديهم حظوظ واقعية للفوز.

وشددت على ضرورة وجود هيئات تنظيمية للمسلمين الأميركيين تكون أولويتها المسلمون الأميركيون وليس قضايا شرق أوسطية.