من واشنطن

أميركا.. السلاح والإرهاب في الإعلام

ناقشت حلقة “من واشنطن” انتشار السلاح في أميركا الذي يترافق مع مستوى واسع للعنف أودى بحياة 150 ألف أميركي مقابل 74 شخصا ذهبوا ضحية “الإرهاب”، ويجري التركيز عليهم إعلاميا.

تقدم الولايات المتحدة نفسها بأنها بلد الإنجازات المذهلة في شتى المجالات، ولكنها في الوقت نفسه بلد الأرقام الصادمة، وآخرها رقم ضحايا البنادق والمسدسات المنتشرة بشكل واسع في البلاد.

فكما جاء على لسان أرفع شخصية سياسية في البلاد يقول الرئيس الأميركي باراك أوباما إن أقل من مئة أميركي قتلوا في حوادث "إرهابية" منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكن الأميركيين الذين قتلوا في أميركا بسبب العنف واستخدام السلاح الناري يقدرون بعشرات الآلاف.

في خطاب تأبيني تحدث أوباما عن أن هذه الحوادث الدامية لا تحدث في دول متقدمة أخرى كما تحدث في الولايات المتحدة.

يتحدث الإعلام الأميركي عن "الإرهاب" ثم يتحدث عن العنف المسلح، بينما يجري بناء الفزاعة من "الإرهاب" الذي ضحاياه أقل بكثير من العنف المسلح، لأن "الإرهاب" موضوع مغر إعلاميا.

تصنيف الجريمة
وهنا تقول أستاذة الإعلام في جامعة ميرلاند سحر خميس في حلقة 18/8/2015 من برنامج "من واشنطن" إن الإعلام الأميركي يؤطر جريمة القتل بحسب فاعلها، فحين يكون غير مسلم يتحدث عن ملابسات وظروف الجريمة، وفي حال كان مسلما يذكر في المقام الأول هويته الدينية، والعكس غير صحيح.

أمام العامل الثقافي الذي يرى حمل السلاح إرثا يفتخر به تصطدم الحاجة إلى تغيير هذه الثقافة بقوانين قاصرة أو غير مفعلة تحد من سهولة الحصول على السلاح وتفرض رقابة على من يريدون رخصة اقتناء أسلحة.

استشهد مقدم الحلقة عبد الرحيم فقرا بما كتبه الإعلامي الأميركي فريد زكريا بالأرقام، حيث إن عدد الذين قتلوا من جراء العنف المسلح بلغ 150 ألف شخص منذ 2001، مشيرا إلى أن السبب في استمرار هذا الوضع "لوبيات" (مجموعات ضغط) وساسة متملقون ووسائل إعلامية.

أسطورة غير حقيقية
ويقول ضيف الحلقة ألبرتو فيرنانديز نائب رئيس مركز بحوث إعلام الشرق الأوسط إن ثمة أسطورة غير حقيقية حول القتل بالسلاح في أميركا، فالضحايا غالبا من المنتحرين، يليهم القتلى من بين عصابات المخدرات.

وأضاف أن الأكثرية من الشعب الأميركي قررت أن هذا الحق الدستوري بحمل السلاح مرتبط بالشخصية الأميركية ومن المهم الحفاظ عليه.

بدوره، قال الكاتب الصحفي سعيد عريقات إن انتشار هذا الكم من السلاح ببساطة يرتبط بالمال والسياسة، وإن هناك قوى ضغط سياسية تعمل على منع إصدار أي قوانين للسيطرة على امتلاك وبيع السلاح وجني الأرباح الكبرى من ورائه.