من واشنطن

الإخوان وواشنطن وأخواتها الأوروبيات

ناقش برنامج “من واشنطن” زوايا النظر في أميركا وأوروبا إلى الإخوان المسلمين في مصر منذ الانقلاب الذي أطاح بمحمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا.

مياه غزيرة جرت تحت الجسور منذ الانقلاب في مصر على محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مثل هذا الأسبوع قبل عامين، جسور في مصر وفي أميركا وفي أوروبا.

حلقة "من واشنطن" ليوم 30/6/2015 قرأت المشهد المصري وتحولاته أميركيا وأوروبيا منذ يوليو/تموز 2013 الشهر الذي انقلبت فيه الأوضاع عبر انقلاب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.

كانت حركة الإخوان المسلمين بذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة المكون السياسي الحاكم بصناديق الاقتراع تعرضت لانتقاد من قبل إدارة باراك أوباما لما قالت إنه أسلوب مرسي في إدارة شؤون البلاد الذي وصف (الأسلوب) بالمتصلب، بينما كانت تحث قوى المعارضة على المرونة والحكمة السياسية.

ثم جاء انقلاب الجنرال عبد الفتاح السيسي -الذي أصبح مشيرا -على الرئيس، فانتقد أوباما ذلك دون أن يدينه أو يصفه بالانقلاب، وأبدى قلقه من عزل مرسي وتعليق الدستور.

هذه التغيرات وما قيل إنه برودة شهدتها العلاقات الأميركية المصرية بعد الانقلاب لم تغير أميركيا من أهمية مصر أمنيا في الملف الإقليمي.

في بريطانيا مثال على التعاطي الأوروبي مع الحال المصرية، فقد شهدت في ربيع 2014 طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون التحقيق في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين. وقال معارضو التحقيق إن بريطانيا خضعت لضغوط مصرية ومن دول خليجية.

زاوية أميركية
في زاوية النظر الأميركية إلى الإخوان قالت كبيرة الباحثين في برنامج كارنيغي للشرق الأوسط ميشيل دن إن الولايات المتحدة ستصنف جماعة الإخوان إرهابية في حال ما تكونت لديها أدلة على أن الجماعة تعطي أوامر لأعضائها لارتكاب أعمال عنف، ولا تقبل أميركا ما يروج في مصر ودول خليجية وإسرائيل عن أن هذه الجماعة يجب أن تصنف إرهابية.

وأضافت أن الاتهام القائل إن جماعات متطرفة تتأثر بالإخوان غير مقبول، وبهذا المنطق علينا أن نصنف الحزب الشيوعي الإيطالي منظمة إرهابية لمجرد أن الألوية الحمراء يسارية متطرفة.

إعلان

بدوره قال الناطق باسم لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة عبد الموجود الدرديري إن مشكلة الإخوان الكبرى ليست أنهم إرهابيون بل لأنهم فازوا في خمسة انتخابات. وأن إدارة أوباما صدقت أسطورة أن السيسي سيأتي باستقرار وتعددية أكثر مما أتى به حزب الحرية والعدالة، مشيرا إلى أن في الإدارة الأميركية من كان مترددا في دعم الانقلاب ومن كان متواطئا وأن الإخوان سعوا خلال العامين الفائتين إلى زحزحة الصورة نحو الأفضل.

وتساءل إذا كان الإرهاب هو استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية فمن الذي فعل ذلك الإخوان أم السيسي؟ مبينا أن تقرير البيت الأبيض قال إن حركة الإخوان المسلمين حركة سلمية تسعى للتغيير بطرق سلمية.

أمن واستثمارات
من ناحيته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة إكستر البريطانية عمر عاشور إنه لا يوجد في بريطانيا من يقول إن نظام السيسي سيقود مصر إلى حالة ديمقراطية، ولكن السؤال البريطاني والأوروبي عموما هو هل سيقود الرجل مصر إلى نوع من الاستقرار يضمن وجود استثمارات ويحد من التهديدات الأمنية.

أما عن التقرير البريطاني عن أنشطة الإخوان والذي لم ينشر حتى اللحظة فقال إنه يشاع أن التقرير لا يرجح أن الإخوان جماعة إرهابية.

ولفت عاشور إلى حوار يدور في أوروبا أساسه أن تنظيم الدولة الإسلامية "باق ويتمدد"، بينما الانقلاب أدى إلى هزيمة الإخوان بما يطرح السؤال عن مصير الشباب الذين سيندفعون إلى التطرف.

غير أن التعقيدات الراهنة والمصالح السياسية لم تمنع، كما يضيف عاشور، أن حكما قويا في مصر يمكن أن يؤجل حقوق الإنسان إلى ما بعد، بالنظر إلى التهديدات الأمنية الناجمة عن تنظيم مصري بايع تنظيم الدولة وعلى مقربة من إسرائيل. 

المصدر: الجزيرة