من واشنطن

أميركا والحرب والحقوق المدنية لمسلميها

بحثت الحلقة انخراط أميركا في حرب جديدة في المنطقة عنوانها “تنظيم الدولة” وميدانها الرئيسي هو العراق، وانعكاس الخطاب المشابه لخطاب 11 سبتمبر/أيلول على الحقوق المدنية للمسلمين الأميركيين.

تأتي ذكرى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 مع تصاعد الخطاب الرسمي الأميركي تجاه تنظيم الدولة الإسلامية، الذي بدأ باحتواء التنظيم ثم تطور حتى وصل أخيرا إلى مواجهته لإضعاف قدراته وتضيق مساحة الأراضي التي يسيطر عليها ثم هزيمته بحسب الرئيس باراك أوباما.

ومع اقتراب موعد الانتخابات النصفية للكونغرس برز نوع من السباق الخطابي وصل في ذروته إلى ما جاء على لسان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بأن أميركا ستلاحق "الإرهابيين" حتى "أبواب جهنم وتجلبهم للعدالة".

حلقة 9/9/2014 من برنامج "من واشنطن" بحثت انخراط أميركا في حرب جديدة في المنطقة عنوانها "تنظيم الدولة" وميدانها الرئيسي هو العراق، والأجواء التي يقول مراقبون إنها تشبه أجواء 11 سبتمبر/أيلول وانعكاسها على الحقوق المدنية للمسلمين الأميركيين.

الحقوق المدنية
ويقول محرر الشؤون الخارجية في صحيفة ديلي بيست -كريستوفر ديكي- إن التهديد والضغط على الحقوق المدنية للمسلمين الأميركيين سيزداد في الغرب بأجمعه إذا ما أفلت بضعة أشخاص من "التنظيم" ونفذوا عمليات كما جرى في 11 سبتمبر/أيلول ومدريد ولندن، مضيفا أن تهديد هذه الحقوق هو ما يريده تنظيم الدولة.

في المقابل أبدى أمين عام شبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين محمد السنوسي ثقته بالجسور التي بناها العرب والمسلمون في أميركا، وأنهم استطاعوا خلال السنوات الماضية الحصول على ضمانات تحمي حقوقهم المدنية التي كفلها الدستور، على حد قوله.

وتحدث عن تحالفات قوية مع "أصحاب الديانات الأخرى"، واجتماعات دورية مع الجهات الأمنية لدراسة تطور أوضاع المواطنين المسلمين، مقرا أن بعض السياسيين يعتبرون تنظيم الدولة صيدا سمينا لتحقيق مكاسب سياسية.

كريستوفر ديكي:
التهديد والضغط على الحقوق المدنية للمسلمين الأميركيين سيزداد في الغرب بأجمعه إذا ما أفلت بضعة أشخاص من "التنظيم" ونفذوا عمليات كما جرى في 11 سبتمبر/أيلول ومدريد ولندن، وهذا ما يريده تنظيم الدولة

وعدد السنوسي مجموعة من الجمعيات والمنظمات التي تتحالف مع المسلمين ضد الإسلاموفوبيا داعيا العرب والمسلمين إلى صياغة خطابهم تجاه المجتمع الأميركي الذي هم جزء منه دون انتظار الأحزاب التي تقع دائما في حسابات اللحظة السياسية الراهنة.

أما أستاذ القانون في جامعة رتغرز عبد عواد فرفض ما جاء على لسان السنوسي معتبرا هذه التحالفات ولقاءات التعاون قشورا لم تخفف من المعاداة والخوف من المسلمين، مشيرا إلى مدرسة يمينية تنظر إلى الثمانية ملايين مسلم بوصفهم مشاريع مرشحة للانضمام إلى تنظيم الدولة.

وكان السنوسي قد أكد أن التنصت الأمني على المسلمين قد توقف، الأمر الذي نفاه عبد عواد، مشيرا إلى أن هناك شكاوى أمام المحاكم والمنظمات الحقوقية بهذا الخصوص، إضافة إلى تضييقات قضائية تربط الشريعة الإسلامية بالعنف.

جرح جديد
وأضاف عواد أن تنظيم الدولة فتح مرة جديدة جرح 11 سبتمبر/أيلول، الأمر الذي يدفع ثمنه المسلمون في أميركا، فأي حادثة تقع يتحملون مسؤوليتها حتى لو لم يكن لهم بها أي صلة.

وكان البرنامج قد استضاف السفير الأميركي السابق في دمشق إدوارد جيرجيان الذي فرق بين الحرب على تنظيم الدولة في العراق وفي سوريا، معتبرا أنها في العراق لوقف تقدمه بينما في سوريا للحد منه.

وحتى لو انتهت مشكلة تنظيم الدولة في العراق فإن جيرجيان يرى أن الحل الوحيد في سوريا سياسي يحل على طاولة مفاوضات للوصول إلى مرحلة انتقالية تسفر عن مرحلة جديدة.

وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد جزء من المشكلة حيث منذ البداية رفض أن يتنازل عن أي صلاحيات لأي شخص غيره، مضيفا أن الأسد "خيبة أمل كبيرة"، وأن سياسته هي التي جلبت المتطرفين.