من واشنطن

أميركا وإسرائيل.. خلاف شكلي ودعم جوهري

مع العدوان الإسرائيلي على غزة تجددت الأسئلة مرة أخرى حول العلاقة التي تربط أميركا بإسرائيل، وما هو الثابت والمتغير فيها، وما دور العرب في التأثير على السياسة الأميركية؟

على مدار أربعة أسابيع تعرض قطاع غزة  إلى عدوان إسرائيلي دموي خلف آلاف الشهداء والجرحى بالتوازي مع غطاء سياسي أميركي كان على الدوام يتبنى الرواية الإسرائيلية بكل تفاصيلها.

وكان مقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة في ظروف ما زالت غامضة حتى الآن ذريعة للحكومة الإسرائيلية لعدوان وحشي هدم بيوت غزة فوق ساكنيها وبقيت الإدارة الأميركية داعمة لإسرائيل.

 غير أن الانحياز الأكثر سطوعا تمثل في تبني كذبة اختطاف الضابط الإسرائيلي التي روجتها إسرائيل وانهار وقف إطلاق النار بسببها، وما تلا ذلك من قصف وقتل للمدنيين ومن ذلك قصف مدرسة في رفح الأحد الماضي تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وهنا لا يرى المحلل السياسي سعيد عريقات تغيرا حقيقيا في الموقف الأميركي، واصفا تبني الإدارة الأميركية مواقف إسرائيل "بالأمر المخزي"، بل حتى إن الرئيس باراك أوباما بعد تسع ساعات من انتهاك إسرائيل للهدنة وقصف المدرسة استعمل لغة إسرائيلية دون أن ينظر إلى الحقائق التي ثبتت على الأرض.

غضب شعبي
مقابل ذلك عرض برنامج "من واشنطن"  في الحلقة التي بثت يوم 5/8/2014 رؤية مغايرة في أميركا ترى أن العدوان على غزة يشير إلى نهاية الدعم الأميركي المطلق لإسرائيلي سياسيا وإعلاميا بعد الغضب الشعبي المتزايد بسبب قتل الأطفال في فلسطين بسلاح ومال أميركي.

صبحي غندور يرى أن تفوق إسرائيل في المنطقة والسعي لتصفية ظاهرة المقاومة كما جرى في لبنان ويجري في فلسطين هدفان إستراتيجيان في السياسة الأميركية الخارجية

وبحسب عريقات فإن المسؤولين الأميركيين لا يستطيعون إدارة الظهر  للضحايا خصوصا حين يكونون من الأطفال، بيد أن تصريحاتهم  تتراوح ما بين القلق والقلق الشديد، أما بيان الخارجية الأميركية بعد قصف مدرسة في رفح فإنه طالب إسرائيل بالمزيد لضمان أن لا يقع ضحايا مدنيون بدل أن يطالبها بالتوقف عن القتل، على حد قوله.

هل تتفق أميركا وإسرائيل في المواقف السياسي حرفيا؟
يميز مدير مركز الحوار العربي في واشنطن صبحي غندور  بين الخلاف الأميركي الإسرائيلي حول ملفات كبناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس أو تسعير الأمور ضد إيران، وبين ما يراه ثابتا في السياسة الخارجية الأميركية بغض النظر عن الإدارة الحاكمة.

تفوق إسرائيل في المنطقة والسعي لتصفية ظاهرة المقاومة كما جرى في لبنان ويجري في فلسطين هدفان إستراتيجيان في السياسة الأميركية الخارجية، بحسب غندور.

أوراق عربية
وخلص غندور إلى أن الموقف الأميركي لن يتغير وأن ما يجب أن يتغير هو الموقف العربي، حيث أن مصر المرتبطة بمعاهدة كامب ديفيد وقطر التي لديها قاعدة أميركية يمكنهما أن يكونا جزءا من أوراق ضغط عربية على الإدارة الأميركية.

من جانبه وصف رئيس تحرير صحيفة صدى الوطن في ديترويت أسامة السبلاني الرئيس أوباما بالضعيف والذي لا يستطيع فرض شروط على إسرائيل ولا حتى إقناعها بمشروع أميركي في المنطقة، مضيفا أن سياسة أميركا الراهنة ليست ضد مصالحها بل ضد مبادئ أميركا في الحرية والديمقراطية.

واستنكر السبلاني المشهد العربي الذي تراجعت فيه فلسطين بعد أن كانت القاسم المشترك الوحيد، مشيرا إلى أن حجم المظاهرات التي خرجت في أميركا وبريطانيا أكبر من نظيراتها في العالم العربي.