حقيقة الموقف الأميركي من الحرب على غزة
لم تمنع فداحة الخسائر البشرية والمادية التي أحدثها القصف الإسرائيلي الذي لم ينقطع منذ أكثر من أسبوع على قطاع غزة، الإدارة الأميركية من إلقاء اللائمة على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واتهامها بالإرهاب ومحاولة تدمير دولة إسرائيل.
ناقشت حلقة الثلاثاء 15/7/2014 من برنامج "من واشنطن" تأثير الحرب على غزة على الجبهة الداخلية الأميركية، والموقف الأوروبي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
فشل أوباما
ولتوضيح التغيرات التي طرأت على الملف الفلسطيني، قال المدير السابق للمفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة نزار فرسخ إن الدول العربية انشغلت بمشاكلها الداخلية عن دعم القضية الفلسطينية، كما ألمح إلى تأثير الزخم الذي صاحب ثورات الربيع العربي في تقليل تسليط الضوء على ما يجري في الساحة الفلسطينية.
كما ألقى باللوم على التعنت الإسرائيلي الذي تسبب في إفشال مبادرات وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وعزا فرسخ عدم التدخل الأميركي في الأزمة الحالية إلى عدم وجود المصلحة المباشرة لواشنطن في ما يحدث، إضافة إلى عدم تميز الإدارة الأميركية الحالية بالجرأة اللازمة.
وعن موقف مصر من الأزمة الحالية، عبر عن اعتقاده باستطاعة النظام المصري الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي أن يلعب دورا مهما في تهدئة الأوضاع، خصوصا أن غزة تحتاج لمصر والعكس كذلك.
بينما وصف الأستاذ في جامعة كاليفورنيا أحمد عاطف أحمد الرئيس أوباما بأنه "فاشل"، ولا يريد إحلال السلام في الشرق الأوسط، كما أكد أن الاهتمام بالشأن الدولي داخل أميركا أصبح أقل مؤخرا، مشددا على نعت الرئيس أوباما بـ"الجبن" و"التردد".
وحول الموقف المصري من الوضع الحالي، قال عاطف إن السيسي يعتبر غزة "محافظة" مصرية، ولكنه يرى أن من الأفضل للإدارة الأميركية الانتظار وعدم التدخل في الوضع الحالي، حتى لا تسقط ضحايا أميركيين مثلما حدث في ليبيا.
ونوه إلى الهجوم العنيف الذي يتعرض له أوباما من البعض حينما يقارنون بين استخدامه العنف مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، عندما يصفون الأخير بأنه كان "أكثر رجولة" من أوباما، كونه لم يلجأ لاستخدام القوة وفرض الحرب.
الموقف الأوروبي
ومن باريس تواصل الحوار في البرنامج متناولا المحاور نفسها تقريبا بانضمام مجموعة من المحللين والمتخصصين.
وأوضح الصحفي والكاتب في صحيفة لوموند ديبلوماتيك ألان غريش أن الموقف الفرنسي من الملف الإسرائيلي شهد تغيرات كبيرة في العقد الأخير، ففي الظاهر تقول باريس إنها مع حل الدولتين وتدعم ذلك وتقف ضد الاستيطان، ولكنها بالواقع عادت بعلاقتها مع إسرائيل إلى ما قبل عام 1976، مما يعني قيام تحالف إستراتيجي حقيقي بينهما، تنعدم معه الرغبة في الضغط على تل أبيب.
وأشار إلى الانقسام الكبير بالموقف الأوروبي بعد انتخاب السيسي رئيسا لمصر، غير أن الدول الأوروبية وجدت نفسها مجبرة على التعامل مع السيسي حرصا على مصالحها في مصر.
واتفق المحلل السياسي في قناة الجزيرة مروان بشارة مع الصحفي غريش بأن أوروبا ستستمر في دعم الموقف الإسرائيلي دون أي تحفظات، ولا يوجد حديث جدي بشأن الاستيطان وغيره.
ودعا رئيس تحرير صحيفة نبض الوطن منير حامد إلى فهم الموقف الأوروبي على أنه يمثل كتلة اقتصادية لمجموعة من الدول، وليس من كيانات سياسية متعددة، ولكن هذا الموقف يعبر عن انزعاج كبير من التطورات التي تحدث في المنطقة العربية.
وأوضح حامد أن الموقف الأوروبي مما يحدث في مصر تحكمه المصالح في المقام الأول، حيث يستحيل عليهم التخلي عن هذه المصالح والعلاقات التي تمتد لقرون بين بعض الدول في الجانبين العربي والأوروبي.