من واشنطن

سياسة واشنطن الخارجية.. حل للأزمات أم تعايش معها؟

يتسم الموقف الأميركي تجاه الأزمة في مصر وسوريا بالتردد والارتباك، في حين يبدو أكثر إصرارا وحرصا للتوصل إلى اتفاق تسوية بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

اتفق ضيوف حلقة 6/5/2014 من برنامج "من واشنطن" على أن الإدارة الأميركية تتبنى نهج إدارة الأزمة في كل من مصر وسوريا, لكنها تسعى لإيجاد حلول في الملف الفلسطيني التي تشكل فيه جزء من المشكلة والحل في الآن نفسه.

فبالنسبة للملفين المصري والسوري، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة مريلاند شبلي تلحمي أن ما تقوم به الإدارة الأميركية مجرد إدارة للأزمة, في حين يمكن لمس رغبتها بالتوصل إلى حل فيما يخص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وفي السياق ذاته، قال تلحمي إن واشنطن جزء لا يتجزأ من النزاع العربي الإسرائيلي وهي لا تريد الاختيار بين الديمقراطية وإسرائيل.

ولفت إلى أن هناك تغيرا في نظرة واشنطن تجاه الشرق الأوسط وترددا في التدخل العسكري كحل لأزماته، مشيرا إلى أن المصلحة الأميركية هي من توجه دفة سياستها الخارجية.

بدوره، عبر المحلل السياسي بشبكة الجزيرة مروان بشارة عن اعتقاده بأن إدارة الملفات بالشرق الأوسط جزء من السياسة الخارجية الأميركية بالمنطقة وأنها تحاول الابتعاد عن الحلول الجذرية بعد تدخلها في العراق.

وقال إن واشنطن لا تهتم بحقوق الإنسان في العالم العربي وتعتبرها قضايا ثانوية بينما تولي كل الاهتمام بإسرائيل، وأشار إلى اللوبي الصهيوني الموجود في أميركا، والذي قال إنه يحدد سياسة واشنطن تجاه إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، اعتبر بشارة أن واشنطن تحتكر عملية السلام في الملف الفلسطيني لصالح وكيلها إسرائيل، لافتا إلى أنها لا تبحث عن حل جذري لحل الدولة وإنما عن اتفاق إطار بين إسرائيل والفلسطينيين.

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية بواشنطن محمد علاء عبد المنعم أن هناك ثوابت لدى الإدارة الأميركية والدليل على ذلك موقفها من فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات الفلسطينية وفوز الإخوان المسلمين في مصر بـ20% من مقاعد البرلمان في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وأعرب عبد المنعم عن قناعته بأن دور واشنطن في الملف الفلسطينيين يتمثل في دعم إسرائيل وعرقلة التوصل لحل الدولة.

وزارتا الدفاع والخارجية تسعيان للفصل بين المساعدات والعلاقات الإستراتيجية وقضية الديمقراطية في مصر

مصر
أما فيما يتصل بالملف المصري، فأشار تلحمي إلى أن هناك خلافا على المساعدات الموجهة لمصر في الإدارة الأميركية التي تريد تقديم المساعدة للقاهرة, لكنها تواجه مشاكل في مجال انتهاك حقوق الإنسان هناك.

وقال أيضا إن هناك افتراضا في الإدارة بأن ما يجري في مصر مرحلة انتقالية، وهي تترقب ما سيحدث بعد انتخاب رئيس الجمهورية.

لكنه في المقابل، أوضح أن وزارتي الدفاع والخارجية تسعيان للفصل بين المساعدات والعلاقات الإستراتيجية وقضية الديمقراطية في مصر.

من جانبه، لفت بشارة إلى أن الكونغرس يضغط لكي يتم تجميد المساعدات لمصر، لأنه مناقض للقانون الأميركي الذي يمنع تقديم المساعدات لنظام جاء عبر انقلاب. لكنه أوضح أن هذه المواقف لا يمكن أن تنتج سياسة تنتهجها الإدارة على أرض الواقع.

من جانبه، يرى عبد المنعم أنه بالنسبة للرئيس الأميركي باراك أوباما فإن استئناف تقديم المساعدات تحصيل حاصل وجزء من الإستراتيجية الأميركية تجاه مصر، مضيفا أن هناك ضغوطا من السعودية وإسرائيل لاستئناف هذه المساعدات.

لكنه بالمقابل، أكد أن أعضاء الكونغرس لا يمكنهم التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، ومع ذلك رأى أن الديمقراطية في مصر ليست على قمة الأولوية بالنسبة للإدارة الأميركية وأن الأولوية لديها هي أمن إسرائيل وتأمين قناة السويس وحماية الأقليات.