من واشنطن

فرص تلاقي الإسلام بالديمقراطية الأميركية

ناقشت حلقة الثلاثاء 2/12/2014 من برنامج “من واشنطن” أوجه التلاقي بين الإسلام والديمقراطية الأميركية، وتنامي ظاهرة “إسلاموفوبيا” بعد ثورات الربيع العربي.

صاحب ثورات ما عرف بالربيع العربي -التي اندلعت في بعض البلدان العربية- تفاؤل في أوساط المهاجرين من هذه البلدان إلى أميركا، إذ أحيت في نفوسهم الأمل بالعودة للوطن الأصل والتنعم بالديمقراطية الوليدة.

ولكن بعد إحساس هؤلاء المهاجرين بخيبة الأمل وبأن مستقبلهم في بلدانهم قد أجهض، عادوا للتركيز على مستقبلهم في بلد المهجر.

غير أن تصنيف الإمارات لمنظمات إسلامية -بعضها أميركي- ضمن قائمة المنظمات "الإرهابية" رغم رفض واشنطن لهذا التصنيف- ضاعف من الصعوبات التي تواجه هؤلاء المهاجرين وجالياتهم بالبلاد.

تغيير مفهوم
حول تأثير التغيرات الأخيرة التي أعقبت أحداث 11 من سبتمبر/أيلول والثورات التي حدثت بالعالم العربي، قال أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ميسوري عبد الله الإبراهيم لحلقة الثلاثاء 2/12/2014 من برنامج "من واشنطن" إن الديمقراطية الأميركية تأخذ وقتا حتى تستطيع استيعاب الآخر.

وضرب مثلا بالجماعة اليهودية في أميركا التي لم يظهر لها أثر في الحياة السياسية الأميركية، إلا عقب عام 1948 بعد اعتراف أميركا بدولة إسرائيل.

كما أشار إلى تأثير الجالية الصومالية بولاية مينسوتا، حيث صارت تؤثر بفعالية في الحياة السياسية، ووصف اتهام شابين صوماليين بـ"الإرهاب" ومحاولة الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية بأنه يعتبر أحد المعوقات التي تواجهها الجاليات وتعترض حياة المسلمين بأميركا.

ودعا إلى التفريق بين المستويات المختلفة عند الحديث عن السياسة الخارجية الأميركية، وأوضح أن الديمقراطية الأميركية تعتبر نظاما "قاعديا". ونصح الجالية المسلمة بأن تكون جزءا من مؤسسات المجتمع المدني.

وأوضح الإبراهيم أن السائد في أميركا قبل الربيع العربي هو أن العالم الإسلامي لا يمكن أن تنشأ فيه دولة ديمقراطية، ولكن الربيع العربي غيّر هذا المفهوم تماما.

قانون متحيز
ومن ناحيته، نفى أستاذ الدراسات الدينية بجامعة كاليفورنيا أحمد عاطف أحمد أن يكون هناك تعامل متساوٍ بين الديانتين اليهودية والإسلامية في أميركا.

وأشار إلى أن حضور المسلمين الأميركان "غير السود" عمره لا يتجاوز خمسين عاما، وأوضح أن أميركا بها قوانين تجرم الحديث بالسوء عن اليهود، ولا تفعل الشيء نفسه حينما يتم التعدي على المسلمين.

ورأى أحمد أن الأميركان السود يعتبرون امتدادا مهما جدا للجالية الإسلامية بأميركا، وأوضح أن تغير المفاهيم والقوانين يتم باستغلال المنابر المتوفرة بأميركا، ولا يمكن أن يحدث بثورة مثلا.

وأمّن على حديث الإبراهيم بضرورة العمل داخل المجتمع الأميركي، ونبه في الوقت نفسه إلى أن القانون الأميركي تشوبه الكثير من المواد والنصوص "المتحيزة" التي يتطلب تغييرها وقتا.

وعبر أستاذ الدراسات الدينية عن سخريته من الادعاء بديمقراطية إسرائيل، مؤكدا أن "شكل" دولة إسرائيل يجب أن يتغير بمرور الوقت.

دعوة للإمارات
ومن جانب آخر، أوضح رئيس العلاقات العامة-الجمعية الإسلامية الأميركية أسامة الجمال أن الربيع العربي أتى بشكل عابر، وأشار إلى أن الهموم المتنوعة للجالية التي تتفاوت بين العراق والصومال وكوسوفو وغيرها تشكل استنزافا كبيرا لجهود الجالية.

ونفى أن يكون للأحداث الأخيرة أثر على مشاركة المسلمين بالحياة السياسية لأن النظام السياسي الأميركي يعتمد على الانتخاب، وأكد أن الجالية المسلمة تركز على الانتخابات المحلية، لأنها تؤثر في انتخاب العمدة وممثل الولاية.

وأشار الجمال إلى وجود التفرقة العنصرية رغم وصول أول رئيس أسود إلى سدة الحكم، وأوضح أن المسلمين يعانون من "إسلاموفوبيا". وعبر عن أسفه لإدراج الإمارات لبعض المنظمات الخيرية في قائمة المنظمات الإرهابية التي أعلنتها مؤخرا.

ودعا عضو الجمعية الإسلامية الأميركية الإمارات إلى سحب المنظمة من قائمة الداعمين لـ"الإرهاب" مؤكدا أن السنوات الأخيرة شهدت تقاربا كبيرا بين الجالية الإسلامية والحكومة للحفاظ على استقرار البلاد.