السلطة والإعلام من ووترغيت حتى خراسان
سلطت حلقة برنامج "من واشنطن" التي بثت في 28/10/2014 الضوء على علاقة الإعلام بالسلطة في النظام السياسي الأميركي في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما وحربه على تنظيم الدولة الإسلامية .
جاءت الحلقة في أعقاب وفاة المحرر التنفيذي السابق لصحيفة واشنطن بوست بن برادلي الذي ساهم في سبعينيات القرن الماضي بإسقاط الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون فيما تعرف بفضيحة "ووترغيت".
كيف تغيرت علاقة الإعلام الأميركي بالإدارات المتعاقبة منذ "ووترغيت" حتى الحرب على تنظيم الدولة ومنه إلى تنظيم خراسان الذي طفا فجأة على السطح وروجت الإدارة الأميركية أنه الأكثر خطرا على الولايات المتحدة؟
وتظهر الحلقة عدة منعطفات تغير فيها دور الإعلام الأميركي من استقصائي في الشؤون المحلية إلى انسياق وراء الإدارة الأميركية في القضايا الخارجية، كما هي الحال في غزو العراق في 2003 بدعوى أسلحة الدمار الشامل التي ثبت فيما بعد أنها غير صحيحة.
تحدث مراسل الجزيرة فادي منصور من الخارجية الأميركية عن تنظيم خراسان، فقال إن الإدارة الأميركية روجت أن التنظيم يوشك على توجيه ضربات للولايات المتحدة، وبالتالي كان على أميركا أن توجه ضربات عسكرية لقواعده في سوريا.
وتابع أن هناك وسائل إعلام أميركية أثارت شكوكا حول وجود خطورة فعلية لهذا التنظيم، وأنها رأت أن الإدارة الأميركية بالغت في تصوير خطورة خراسان لتبرير حربها في سوريا والعراق.
كل هذا يندرج فيما ذهبت الحلقة إلى بحثه وهو دور الصحافة الاستقصائية في أميركا والتغيرات التي طرأت عليه.
الصحافة الاستقصائية
يقول الكاتب والمحلل السياسي سعيد عريقات إن الصحافة الاستقصائية لها تراث في القضايا الداخلية، بينما تشهد تراجعا عندما تكون القضية خارجية مثل إيران كونترا وغزو بنما ومن ثم العراق.
أما الصحفي محمد السطوحي فقارن بين ما يمكن توقعه اليوم لو أن ذات الفضيحة وقعت فإن قناة فوكس نيوز المحافظة على سبيل المثال ستقول إنها مؤامرة ليبرالية تستهدف زعزعة كيان الدولة.
وفرق السطوحي بين "الخبطات" الصحفية في أميركا كقضية الرئيس الأسبق بيل كلينتون ومونيكا لوينكسي، وبين الصحافة الاستقصائية التي تبحث عن مصادر متعددة وتلاحقها من أجل الوصول إلى الحقيقة.
واتفق عريقات مع طرح السطوحي مضيفا أن البلاد تعلمت درسا مؤلما عقب "ووترغيت" واحتاجت إلى فترة نقاهة حتى تستعيد توازنها، مشيرا إلى أن قضية "إيران كونترا" لا تقل عن "ووترغيت" ومع ذلك لم تؤد إلى إسقاط الرئيس الأسبق رونالد ريغان.