من واشنطن

مصداقية واشنطن بين سوريا ومصر

ناقشت حلقة الثلاثاء 27 أغسطس/آب من برنامج “من واشنطن” مدى جدية أميركا في الهجوم على سوريا، في أعقاب استهداف قوات النظام للمواطنين بالأسلحة الكيمياوية بالغوطة الشرقية، كما تطرقت الحلقة للموقف الأميركي مما جرى بالقاهرة، وعدم وضوح سياستها في الملف المصري.

ناقشت حلقة الثلاثاء 27 أغسطس/آب من برنامج "من واشنطن" مدى جدية أميركا في الهجوم على سوريا، في أعقاب استهداف قوات النظام للمواطنين بالأسلحة الكيمياوية بالغوطة الشرقية، كما تطرقت الحلقة للموقف الأميركي مما جرى بالقاهرة، وعدم وضوح سياستها في الملف المصري.

واستضافت الحلقة كلا من رئيس قسم الشرق الأوسط بأكاديمية العلوم الروسية ديمتري جانيتييف، والكاتب الصحفي دايفيد أغنيشوس، إضافة لتشارلز كابشون من مجلس العلاقات الخارجية الأميركية بجامعة جورج تاون.

أوضح أغنيشوس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يواجه ضغوطا بالتحرك، لأن المنطق يملي عليه أن يفعل ذلك، خصوصا أن البعض يطالب بالتدخل بصورة مباشرة.

ونفى كابشون علمه بتفاصيل حديث وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، مذكرا بالتحذير الذي وجهته الإدارة الأميركية قبل الهجوم على العراق في 2003 حين تم تحذير المسؤولين وإعطائهم الفرصة الأخيرة، مشيرا إلى أن العمل العسكري بات في حكم المؤكد الآن، لأن سوريا يجب أن تدفع ثمن استخدامها للكيمياوي، حيث تنبأ بحدوث استعراض أميركي للقوة في الأسبوع القادم.

ديمتري:
السياسة الأميركية في المنطقة العربية ناجحة جدا لأن هدفها هو إشاعة الفوضى وليس الاستقرار

نفوذ
وأشار أغنيشوس إلى أن القوة الأميركية لا تضاهى في الوقت الحالي، ولكنها ليست كافية وحدها لتحقيق الأهداف، ويبدو ذلك جليا في تعب الشعب من الحروب، وتنامي الشكوك حول عزيمة أوباما، خصوصا بعد سحبه للجيش من أفغانستان والعراق.

ورأى ديمتري أن السياسة الأميركية في المنطقة العربية ناجحة جدا، لأن هدفها هو إشاعة الفوضى وليس الاستقرار في المنطقة، على عكس السياسة الروسية التي لا تدافع عن الرئيس السوري بشار الأسد ولا عن نظامه، ولكنها تدافع عن مبدأ احترام سيادة الدولة، مبينا أن أغلب الخبراء في موسكو يرون الحرب في روسيا شيئا فظيعا، وأميركا لا تهتم بأمن الشعوب ولا بسلامتها.

من جهته يعتقد كابشون أن النفوذ الروسي تراجع كثيرا بعد الحرب الباردة، ولذلك تحاول روسيا إبقاء نظام الأسد، مضيفا أن الروس شعروا بأن حلف الناتو تجاوز تفويضه في ليبيا بحماية الشعب إلى إسقاط نظام معمر القذافي.

وأشار أغنيشوس إلى أن أوباما قرر السماح بالمغامرة للانتفاضة التي أعقبت سقوط حسني مبارك بالمضي قدما، مع علمه بأن الإخوان المسلمين سيصلون إلى الحكم، وبعد تدخل "المارشالات" رأى أوباما أن هذه فرصة لإعادة الأمور إلى نصابها، مذكرا بأن أميركا تقول للدول العربية "عليكم أن تتعاملوا مع متطلباتكم الآنية، وتحملوا مسؤولية مصائركم".

من جانبه أبان ديمتري أن واشنطن لا يهمها من الذي يحكم مصر، ولكن يهمها حماية اتفاقية كامب ديفد، ومن أهم أهدافها في المنطقة منع أي تقارب بين طهران والرياض.

إعلان
المصدر : الجزيرة