من واشنطن

حسابات واشنطن في مصر

تسلط الحلقة الضوء على العلاقات الأميركية المصرية، هل أربك الإعلان الدستوري حسابات واشنطن في مصر، أم أن همها الأساسي هو الحفاظ على اتفاقيات كامب ديفد؟
‪عبد الرحيم فقرا‬ عبد الرحيم فقرا
‪عبد الرحيم فقرا‬ عبد الرحيم فقرا
‪محمد علاء عبد المنعم‬ محمد علاء عبد المنعم
‪محمد علاء عبد المنعم‬ محمد علاء عبد المنعم
‪أسامة أبو رشيد‬ أسامة أبو رشيد
‪أسامة أبو رشيد‬ أسامة أبو رشيد

عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم  جميعا في حلقة جديدة من برنامج من واشنطن ونخصصها للعلاقة الأميركية المصرية وسط الأزمة التي أثارها الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي، من بين ضيوفي في هذه الحلقة الدكتور محمد علاء عبد المنعم أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في واشنطن، والدكتور أسامة أبو أرشيد محرر صحيفة الميزان، محمد علاء مرحبا بك في أول مشاركة في برنامج من واشنطن مرحبا بك مرحبا بكل المصريين، أسامة مرحبا بك وبكل الفلسطينيين في البرنامج. الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي حصن اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور ومجلس الشورى ضد الحل وحقق مطالب للشعب لتطهير القضاء وإعادة محاكمات من قتلوا الثوار أو اعتدوا عليهم، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح زعيم حزب مصر القوية والمرشح الرئاسي السابق التقى قبل أيام بشريحة من المصريين والمصريين الأميركيين في مقر جامعة فرجينيا الأميركية.

[شريط مسجل]

عبد المنعم أبو الفتوح/ رئيس حزب مصر القوية: أنا بشر بالأخر، وبالتالي الاعتماد على إني أنا إنسان كويس أنت إنسان كويس شيء بخصك بينك وبين ربنا يدخلك الجنة أو النار لكن إدارة الدول والأوطان يجب أن تدار بضوابط وبقواعد تضبط وتراقب أداء رئيس الدولة.

عبد الرحيم فقرا: تصريح أبو الفتوح تسمع فيه أصداء مفكرين سابقين تمعنوا في طبيعة العلاقة بين طبائع البشر وطبائع الاستبداد، المستبد في لحظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الموروث على رأسه يرى نفسه كان إنسانا فأصبح إلها، هكذا كتب عبد الرحمن الكواكبي منتقدا الحكم العثماني في بداية القرن العشرين، أما أميركيا فقد حذر واضعو الدستور الأميركي قبل أكثر من قرنين من أن غياب الضوابط الدستورية يؤدي إلى الاستبداد مهما حسنت نية الحاكم، وقد أعربت إدارة الرئيس أوباما عن قلقها إزاء الصلاحيات التي منحها مرسي لنفسه.

[شريط مسجل]

فيكتوريا نولاند: هذه الخطوات أثارت القلق ليس فقط  في مصر بل لدى المجتمع الدولي  أيضا حيال المستقبل.

عبد الرحيم فقرا: بالمناسبة إدارة الرئيس أوباما التي يصف أنصارها حكم الرئيس جورج بوش الابن بالرئاسة الإمبراطورية توصف هي أيضا من قبل خصومها الجمهوريين بالتغول الدستوري خاصة في ملف إصلاح التأمين الصحي وقد شمل حديث عبد المنعم أبو الفتوح في فرجينيا مستقبل العلاقات الأميركية المصرية.

[شريط مسجل]

عبد المنعم أبو الفتوح/ رئيس حزب مصر القوية: نريد أن يعاد ضبط العلاقة بيننا وبين النظام الأميركي وليعلم النظام الأميركي انه يتعامل مع وطن يحكمه أهله بعد الثورة وانه انتهى نظام  أو طريقة العلاقات التي تتسم بالتبعية التي أسسها النظام السابق ونحن الآن نتعامل كأصدقاء نتعامل لتبادل مصالح نتعامل للحرص على مصالح الطرفين وليس في سياق التبعية الذي أسس له النظام السابق.

عبد الرحيم فقرا: أبو الفتوح كان معاه الديمقراطي المسلم كيث أليسون عضو الكونغرس الأميركي.

[شريط مسجل]

كيث أليسون/عضو الكونغرس: هناك دور مهم بإمكان المصريين الأميركيين أن يلعبوه لأن قلبهم ما زال في مصر ما زالوا يهتمون بأرض الوطن ويستطيعون أيضا أن يساهموا في تشكيل العلاقة التي تربط الولايات المتحدة بمصر بشكل يكون مفيدا لكلا الطرفين.

مغتربة مصرية: لما حصل الاتفاق ما بين إسرائيل وحماس طبعا الإدارة الأميركية سعدت سعادة شديدة لأن إسرائيل لأول مرة ضربت في عاصمتها، وكان في الواقع العمل اللي عمله الدكتور مرسي هو خدمة لإسرائيل لأن إسرائيل كانت تنهار ولهذا هو برضه قام بخدمة الإدارة الأميركية أكثر بكثير من خدمة الإدارة الأميركية لمصر.

مغترب مصري أول: في الفترة الأخيرة بعد أحداث غزة  كان الواضح انه أميركا بتبص لمصر بصة على انه هي leader في المنطقة وانه لا بد من تدخل مصري ولا بد من وجود مصري لحل الأزمة، كان من الواضح انه في ترقب في إسرائيل عايزة الأزمة تتحل، الفلسطينيون عايزين الأزمة تتحل، أميركا عايزة الأزمة تتحل، وكان من الواضح انه المفتاح بيد مصر، وأميركا تتحمل هذا الموقف تماما وتعاملت مع مصر بنوع من الحساسية بنوع من الاحترام الكبير في هذا الموقف، واعتقادي هذه نقطة التحول في العلاقات المصرية الأميركية.

مغترب مصري ثان: طبعا قضية المساعدات مهمة جدا بالنسبة لمصر، يعني الناس بالذات الأسلحة الموجودة بمصر، معظم قطع الغيار كلها أسلحة أميركية فطبعا المساعدات مهمة في جزء من المساعدات طبعا اللي هو مساعدات اللي هي مادية مش قطع غيار أو أسلحة، فموضوع المساعدات اللي هي المادية ديه معظمها ما بروحش أو يصرف بالطريق السليم ولذلك لازم الحكومة المصرية تشوف بالذات المساعدات دين كيف تستخدمها بطريقة سليمة بحيث انه تساعد الاقتصاد المصري مش مجرد انه هيه تروح  في اجتماعات ولقاءات ومؤتمرات وخلافه.

مغترب مصري ثالث: لحد الآن أنا شايف التعامل مع.. تعامل الإدارة الأميركية بدون أي تدخل في مصر، هم شجعوا والرئيس أوباما كان يتكلم بعد الثورة وقال انه الثورة دي في 18 يوم أسقطت نظام كان داخل ومعشش بكل حتة بمصر لكن أسقطته بـ 18 يوم والمفروض الثورة دي تدرس.

مغتربة مصرية أخرى: إدارة مصر ضعيفة مش عارفة توقف قدامهم محتاجة مثلا  القرض بتاع صندوق النقد الدولي وخدته النهاردة، اعتقد أنهم وافقوا عليه النهاردة، يعني ضروري هيتعاملوا معاهم من غير يعني.. مصر مش هيوقف قدامهم قد ما المفروض يوقف قدامهم.

انقسام الشارع المصري حول قرارات مرسي

عبد الرحيم فقرا: عينات من آراء المصريين الذين اجتمعوا بأبي الفتوح في فرجينيا، هل أرسى الأميركيون تحت إدارة أوباما إستراتيجيتهم في المنطقة العربية على أساس وصول حركات إسلامية كحركة الإخوان المسلمين المصرية إلى السلطة منذ سقوط مبارك وإذا كان الأمر كذلك هل اهتزت تلك الإستراتيجية مع انقسام المصريين حول إعلان الرئيس مرسي؟

كيث أليسون: إن مصر بلد مهم ورئيسي في عالمنا اليوم ولها دور هام تلعبه في منطقة الشرق الأوسط ويجب أن يكون ذلك موضع اهتمام إدارة أوباما، بالطبع أنا مهتم بذلك أيضا كنائب الكونغرس الأميركي ويمكن القول أن الأحداث في مصر تتسارع وأؤكد لك بأني أحث الولايات المتحدة ومصر على الاستمرار في بناء وتعزيز العلاقة بينهما واخذ الحقائق الجديدة للثورة بعين الاعتبار، انه وقت التكاتف والاستمرار في العمل سويا.

عبد الرحيم فقرا: هل ما يدور في مصر حاليا بأي شكل من الأشكال يلقي بظلال الشك على الإستراتيجية التي تبنتها إدارة الرئيس باراك أوباما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط برمتها منذ سقوط مبارك؟

كيث أليسون: لا، اعتقد أن ما شهدناه من أحداث في مصر بخصوص النظام  القضائي هو جزء من العملية الثورية إذا سارت الأمور بعد ذلك سيرا حسنا، ولكن عندما قامت الولايات المتحدة بثورتها وأخرجت البريطانيين أخذنا سنوات عدة حتى استطعنا وضع دستور وكانت لدينا مشاكل عديدة دون حل، واعني بذلك انه كان علينا الاستمرار بالعمل على حل تلك المشاكل مع مرور الزمن، لذا أنا لست قلقا لأني أثق بالمصريين، إنني أؤمن بالشعب المصري وبأنهم سيواصلون العمل على حل تلك القضايا الصعبة مع مرور الوقت، والموضوع الأهم هو أن يبقوا مسالمين وان يناقشوا ويتجادلوا ولكن عليهم أن يتذكروا أن فرض الإرادة بالقوة ليس عاملا مساعدا وان الجدل حول مستقبل مصر أمر هام جدا ويستدعي مشاركة الجميع لضمان  استمرار تقدم مصر ونموها لتكون أعظم مما هي عليه الآن.

عبد الرحيم فقرا: إلى أي مدى تشعر أن الولايات المتحدة قد بنت إستراتيجيتها منذ سقوط مبارك على أن حركات إسلامية وصلت إلى السلطة في مصر في تونس وقد تصل السلطة إلى أماكن أخرى من المنطقة العربية وأن ما يحدث في مصر الآن قد يهدد تلك الإستراتيجية؟

كيث أليسون: اعتقد أن إدارة أوباما لا تفضل الإسلاميين ولا تحابي العلمانيين، أنها تتعاطف مع صوت الشعب أيا كان فإذا كان الشعب يريد نوعا من القيادة في وقت من الأوقات فأنه قد يختار بعد ثلاثة أو أربعة انتخابات قيادة أخرى، فعلى من يفوز بالانتخابات أن يقوم بخدمة الشعب وإلا فإن الشعب سيتخلى عنه، واعتقد أن علينا أن ننظر إلى المدى الطويل وليس العكس فإذا نظرنا إلى المدى القصير وعلى أية حال أنا ديمقراطي فلو كنا قد نظرنا إلى المدى القصير لكنا قد استأنا كثيرا اثر انتخاب بوش ولكنا نظرنا إلى المدى البعيد إلى الانتخابات التالية بعد أربع سنوات والى الانتخابات التي تليها بعد أربع سنوات أخرى، يجب عليك أن تعي أن عليك الاستمرار في التنظيم والتواصل مع الشعب وان هناك انتخابات قادمة يمكن أن تفوز فيها.

عبد الرحيم فقرا: ما هي بالمناسبة قدرة المصريين الأميركيين على فتح أبواب الكونغرس، نسمع من العرب والمسلمين بشكل عام انه يصعب فتح أبواب الكونغرس أمامهم، في أزمة مثل الأزمة الحالية في مصر هل هذه الأبواب قابلة لئن تفتح في الكونغرس للمصريين الأميركيين؟

كيث أليسون: من المهم فهم حقيقة مفادها بأن الولايات المتحدة بلد المهاجرين الذين قدموا من مصر وايرلندا ومن الصين ومن مختلف بقاع الأرض. أميركا امة مكونة من المهاجرين، ليس من السهل طرح وجهة النظر في الكونغرس ولكن بإمكانك القيام بذلك بالإصرار والمثابرة ومن المهم أيضا أن نعود للوراء قليلا للتحدث عما يريده المصريون الأميركيون، فكي تتحدث الجالية المصرية بصوت واحد عندما يأتوا للكونغرس وان يقولوا إننا بحاجة لضمان علاقة قوية ومستمرة مع الولايات المتحدة، أما المؤكد فهو انه إذا لم يثبت المصريون الأميركيون أنفسهم ويعملوا بنجاعة فلن يصل صوتهم إلى الكونغرس.

عبد الرحيم فقرا: عودة إلى الأزمة الحالية في مصر أنت كيث أليسون تتجمع فيك عدة صفات أنت مسلم ديمقراطي عضو في الكونغرس من أقلية السود الأميركيين التي عانت من الاستبداد، في هذا السياق ما هو رأيك في الخطوات التي أقدم عليها الرئيس مرسي؟

كيث أليسون: ما زلت احلل ذلك الوضع ولكني أقول إن من المهم أن يواصل المصريون العمل على إعادة بناء بلدهم في فترة ما بعد الثورة، لقد عشنا عقودا طويلة تحت حكم دكتاتوري في مصر ولن نصل إلى ديمقراطية كاملة ومشاركة تامة بين عشية وضحاها. ستكون هناك خطوات بعضها مجدية وأخرى ليست كذلك، خطوات للإمام وأخرى إلى الوراء لكن إذا استمر المصريون في مصر وفي العالم في المشاركة والمطالبة بإسماع أصواتهم وان تتاح المشاركة للجميع فعندها سنصل للموقع الصحيح، أن علينا تجنب توجه الناس للعنف فذلك لن يساعد في شيء. أن الاحتياجات السلمية في الشوارع قد ساعدتنا هنا في الولايات المتحدة وأحيانا ما تكون هذه هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لرفع صوتك فإذا كنت سلميا ومثابرا ودون توقف فأعتقد انك ستصل إلى ما تريد ولن يكون ذلك بين عشية وضحاها فأحيانا ما تأخذ الثورات وقتا طويلا.

عبد الرحيم فقرا: العضو الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي كيث أليسون، محمد مرسي أبراهام لنكولن متخفٍ أم مبارك جديد؟ هذه عنوان مقالة كتبها ستيف كليمنز عن أوجه الشبه والاختلاف في تحديات الشعبين الأميركي والمصري وقد نشرت مقالة كليمنز في الوقت الذي زاد فيه اهتمام الأميركيين بكل من مرسي ولنكولن لأسباب تجمع بين الشأن الداخلي والشأن الخارجي، يقول كليمنز في مقالته: حتى هذه اللحظة لا نعلم حقا إذا كان الرئيس مرسي يخطط ليصبح  "فرعونا جديدا" كما قال محمد البرادعي الذي يحمل جائزة نوبل للسلام  أو انه قد التزم برؤية ديمقراطية جامعة لمصر رؤية يعتقد أن تحقيقها يتطلب اتخاذ خطوات استثنائية خطوات كالتي اتخذها "أبراهام لنكولن" حينما تلاعب باستطلاعات الرأي ليحصل على الأصوات مستخدما المحسوبية والتهديد. إذا كان اهتمام الأميركيين بالرئيس مرسي قد زاد بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة فإن فيلم المخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ عن أبراهام لنكولن قد جاء تجسيدا لتجدد الاهتمام الأميركي بهذه الشخصية التاريخية خلال الأشهر الأخيرة من حكم الرئيس باراك أوباما .

[ تقرير مسجل]

تعليق صوتي: من بابهِ العالي يطل الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة على مدينة يغلب على سكانها  أحفاد من كان لنكولن قد حررهم من العبودية قبل أكثر من قرن، وتمثل واشنطن اليوم مسرحاً للانقسامات الحادة في الكونغرس تعكس انقساماتٍ شعبيةً حول سياسات يتبعها الرئيس باراك أوباما كإجبارية توفير التأمين الصحي لكل الأميركيين، وما قد يكون لذلك من تأثيرٍ على الاقتصاد الأميركي.

[شريط مسجل]

أحد الأميركيين: إننا دولة تعاني انقساما حول أمور كالتأمين الصحي وقضايا أخرى عديدة، نحن أمةٍ بحاجة إلى التعافي، لقد كان لنكولن مثيراً للخلاف وقد كان أيضاً يضمد جراح الانقسام لدى الأميركيين.

تعليق صوتي: هذا الأميركي تحدث إلى الجزيرة لدى خروجهِ من إحدى دور السينما في واشنطن، حيث شاهد لنكولن فيلم المخرج السينمائي ستيفن سبلبيرغ، وكان الفيلم قد عُرِض لأول مرة بينما كانت الولايات المتحدة  في أتون حربها الانتخابية التي فاز فيها باراك أوباما أول رئيس أميركي أسود بولاية ثانية، ومن ضمن القضايا التي يثيرها فيلم سبيلبرغ ما إذا كان الرئيسُ لنكولن في سعيهِ لتحقيق المصلحة العامة وإنهاء العبودية، قد تجاوز صلاحياته الدستورية في إجراءٍ يُسمع فيه صدى انقسام المصريين حالياً حول الإعلان الدستوري للرئيس محمد مرسي، فهل استخدم لنكولن الغاية لتبرير الوسيلة؟

[شريط مسجل]

أحد الأميركيات: لقد كان زعيماً لذلك الزمن فقد وحد الناس من مختلف الأصول  ليصلوا إلي وضعٍ توافقيٍ وخطرٍ في آن معاً، لقد كانت لديه رؤيا سبقت عصرهُ لكنه أصغى أيضاً لأولئك الذين انتخبوه.

تعليق صوتي: يجادل سبيلبرغ بأن الرئيس لنكولن قد أولَ الدستور الأميركي في ذلك الزمان  بطريقة جعلت أحفاده من الأميركيين المعاصرين يرسون تمثالهُ عالياً فوق عاصمتهم كمثلٍ أعلى يجسد مبادئ الوحدة والحرية، ففي أي مقام يا تُرى سيرسي التاريخ الرئيس محمد مرسي.

[نهاية التقرير]

أوجه المقارنة بين مرسي وأبراهام لنكولن

عبد الرحيم فقرا: ستيفن كليمنز، مرحباً بك، في مقالتك تثير سؤالا حول ما إذا كان يجب أن نقارن الرئيس المصري محمد مرسي بمبارك أو بأبراهام لنكولن، أين أوجه المقارنة بتصورك؟

ستيفن كليمونز: أعتقد أن الموضوع الأهم في المقارنة هو حول السلطات التنفيذية ودورها ومسؤولياتها في النظام الديمقراطي، إن مصر تحاول الآن ترتيب المستقبل بأسلوب الحُكم فيها، ما هو دور الرئيس، وما هو دور الجيش، وما هو دور المحاكم والسلطة التشريعية؟ إنك ترى في مصر تنافساً رائعاً بين المؤسسات شبيهاً بما كان عليه الأمر في عهد الرئيس أبراهام لنكولن حيث أخذ الرئيس لنكولن على عاتقهِ سلطات تنفيذيةٍ واسعة النطاق، فقد أخذ من صلاحيات السلطة التشريعية ومن السلطة القضائية في سنوات الحرب الأهلية، وقد أصدر مراسيم لم تحظ بتأييد الكثيرين وقد رأينا ذلك في الفيلم الذي أخرجه وأنتجه ستيفن سبلبيرغ عن لنكولن، وإن الملفت للنظر هو أن لنكولن كان يركز على أهداف عظيمة ولا أعلم إذا كان مرسي  في النهاية مثل لنكولن أم لا، ولكنه في قبضتهِ على السلطة قد يكون شبيهاً بلنكولن، لأنك إذا استمعت إلى أقوال مرسي فهي مازالت موجهة للجميع.

عبد الرحيم فقرا: بالنسبة إلى أبراهام لنكولن، طبعاً أبراهام  لنكولن كان هو الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة في إشارة إلى انه كان هناك نظام قائم وواضح المعالم، نظام سياسي، بالنسبة لمرسي هو أول رئيس منتخب لمصر بعد الثورة التي أسقطت مبارك وبالتالي فقد يطمئن أو يمكن تبرير اطمئنان وولاء الأميركيين آنذاك لنكولن، كيف تعتقد أن ذلك يُقارن بالإجراءات التي اتخذها مرسي؟

ستيفن كليمونز: أعتقد أن أغلب الأميركيين في ذلك الوقت لم يمنحوا لنكولن وسياساتهِ  فرصة اختبارها لأن الأمة كانت منقسمةً على نفسها في الحرب الأهلية وقد انفصلت عدة ولايات عن الإتحاد ولم يتم منح لنكولن فرصة اختبار نجاعة أفكارهِ وسياساته، كان على لنكولن الإبقاء على تلك الولايات في الإتحاد ويتعامل معها  واعتقد أن النقطة التي أثرتها بشأن مرسي مثيرة للاهتمام، ولكن التحدي الذي يواجههُ هو انك تنتقلُ من فترة ليس فيها نظام توازنات ورقابة في مصر قبل أن يفوز مرسي في الانتخابات، لقد تابعت أولئك الذين كانوا بميدان التحرير باهتمام كبير وقد كان كثيرون من المراقبين الدوليين يقولون يجب حماية السلطات القضائية، لقد كانت جميع الأجهزة الحكومية في مصر من قوات مسلحة  وسلطةٍ قضائية  وسلطةٍ تشريعية  تحمي مصالح الرئيس مبارك ولذا فإن مرسي يواجه تحديا إلى حدٍ ما حيث وجب أن يكون قائداً لجميع المصريين، فكيف يمكنهُ التعايش مع مؤسسات الدولة وان يسير فيها قُدماً وليس هناك ضماناً لنجاحه.

عبد الرحيم فقرا: بطبيعة الحال في أعين منتقدي الرئيس المصري محمد مرسي هناك انطباع بأنهُ يُمثل الإخوان المسلمين أكثر مما يُمثل الشعب المصري، بأنه قد أقام تفاهمات مع المؤسسة العسكرية  في مصر، أقام تفاهمات مع بعض خصوم الثورة ليثبت حكمه في مصر، هل كانت أي خطوط موازية  بالنسبة إلي الطريقة التي يدير بها أبراهام لنكولن أموره كرئيس للولايات المتحدة؟

ستيفن كليمونز: لقد عقد أبراهام لنكولن صفقات  مع الجميع مع خصومهِ ومع ملاك العبيد في الجنوب أثناء بعض سنوات رئاسته، وقبل أن تتم الموافقة على التعديل الثالث عشر للدستور كان قد مضى عليه في الرئاسةِ أربع سنوات، لقد عقد صفقات مع الجميع محاولاً دفع البلاد قُدما، ولم يكن بالضرورة يريد التخلص من العبودية والقضاء عليها بل كان يريد الحفاظ على وحدة البلاد، وقد كان الأمر كذلك منذ لحظة انتخابه، كان الناس يتطلعون إليه، لم يكن وضعهُ كوضع الإخوان المسلمين ولكن الناس اعتقدوا انه سيضع نهايةً العبودية كمؤسسة قائمة  وكان ذلك ما أدى إلى الديناميكية التي بدأت تأخذُ البلاد إلى الانقسام قبل أن يتفوه أبراهم لنكولن بكلمةٍ واحدة، وبعد أن استطاع الحفاظ على وحدة الأمة وتماسكها في الحرب الأهلية جاء التعديل الدستوري وفاز لنكولن في إعادة انتخابه وقد دخل التاريخ كأحد أعظم رؤساء الولايات المتحدة.

عبد الرحيم فقرا: ستيفن كلمينز عن الرئيسين محمد مرسي وأبراهام لنكولن، استراحة قصيرة ثم نقاش مع ضيفي الدكتور محمد علاء عبد المنعم أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في واشنطن، والدكتور أسامة أبو رشيد محرر صحيفة الميزان.

[فاصل إعلاني]

عبد الرحيم فقرا: أهلا بكم مرةً أخرى في برنامج من واشنطن، في أيامٍ معدودة تحول ثناء الإدارة الأميركية على دور الرئيس محمد مرسي  في التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس إلى قلق بشأن إعلانهِ الدستوري الذي أُذكر بأنه قد أعقبهُ الإعلان عن موعد للاستفتاء على مسودة اللجنة التأسيسية للدستور، فماذا يعني تعاقب هذا الثناء والقلق، معي الدكتور محمد علاء عبد المنعم أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في واشنطن والدكتور أسامة أبو رشيد محرر صحيفة الميزان.

[شريط مسجل

عبد المنعم عبد الفتوح/ رئيس حزب مصر القوية: نريد أن يعاد ضبط العلاقة بيننا وبين النظام الأميركي وليعلم النظام الأميركي أنه يتعامل مع وطن يحكمه أهلهُ بعد الثورة وانه انتهى نظام وشكل أو طريقة العلاقات التي تتسم بالتبعية التي أسسها النظام السابق، ونحن الآن نتعامل كأصدقاء، نتعامل لتبادل المصالح، نتعامل للحرص على مصالح الطرفين وليس في سياق التبعية الذي أسس له النظام السابق.

العلاقات الأميركية المصرية في ضوء تفاعلات الشارع

عبد الرحيم فقرا: مرحباً بكما في الجزء الثاني من هذهِ الحلقة أبدأ بك محمد علاء، عطفاً على ما قالهُ عبد المنعم عبد الفتوح عن العلاقة بين الإدارة الأميركية ومصر، هل هذا الكلام واقعي يعني في عالم متداخل المصالح، أين ترسم الحد الفاصل بين تداخل المصالح والحفاظ على السيادة في دولة مصر؟

محمد علاء عبد المنعم: أعتقد الحديث عن موقف الإدارة الأميركية تجاه الثورة المصرية يرتبط بالأساس بفهم أهداف الإدارة الأميركية داخل مصر واعتقد أن الولايات المتحدة  يهمها بشكل كبير جدا استقرار الوضع في مصر، مصر دولة محورية، طبعا للولايات المتحدة في حاجة لتطوير علاقتها بمصر وتطوير ارتباطها بمصر بما يسمح بالاحترام المتبادل، بما يسمح بمعرفة أن النظام المصري سيكون كسابقه في عهد أيام مبارك، لكن في الواقع مازالت هناك العديد نقاط التوافق أو العديد من النقاط المشتركة بين مواقف الإدارات الأميركية في السابق والنظام السابق ومواقف الإدارة  الأميركية الحالي

عبد الرحيم فقرا: مثلاً..

محمد علاء عبد المنعم: في النهاية الولايات المتحدة يهمها استقرار الوضع في مصر ولكن الديمقراطية ليست أولوية، الديمقراطية مهمة بطبيعة الحال لكن الاستقرار هو الأهم، من المهم أن يكون النظام المصري عنوان تخاطبه الإدارة الأميركية وبأنه مهم بالنسبة لها أكثرً من وجود إطار ديمقراطي، والإخوان المسلمون في الوقت الحالي هم القوة المنظمة بمعنى آخر يعني الإدارة الأميركية تنفتح على العديد من القوى الأخرى على قوى علمانية وليبرالية ولكن التنظيم الأساسي هو تنظيم الإخوان المسلمين وللأسف لم تظهر تنظيمات أُخرى تطرح بديلاً لهذا التنظيم.

عبد الرحيم فقرا: كما تفضلت في السابق استخداماً للمثل الشعبي عادت حليمة إلى دارها القديمة، يعني الولايات المتحدة في السابق تتهم من قبل خصومها المصريين بأنها كانت تقول لمبارك افعل ما شئت في الداخل لكن افعل ما شئنا في الخارج، في إشارة إلى العلاقة مع إسرائيل مثلاً، هل تغير هذا الوضع الآن في ظل رئاسة الرئيس محمد مرسي؟

محمد علاء عبد المنعم: بدل المثل حليمة المثل الأميركي يقول" نبيذ قديم في زجاجات جديدة" ولا أعتقد أن هناك العديد من النقاط  المستمرة في موقف الإدارة الأميركية التي لا يمكن أن نلومها عليه بمعنى آخر اهتمام الإدارة الأميركية بأن النظام المصري يقوم بدور وسيط في القضية الفلسطينية ويكون إلى حدٍ ما متعامل على الأقل أمنيا وسياسياً مع إسرائيل تأمين قناة السويس مهم جداً، مناوأة القوى المناوئة للولايات المتحدة سواء كانت إيران أو قوى أخرى من الحركات الإسلامية أو غيره، وهناك بعض الخطوط الحمراء بالنسبة للإدارة الأميركية فيما يتعلق بالأقليات وحقوق المرأة، لكن أعتقد عادت ريما لعادتها القديمة، اعتقد أن الولايات المتحدة وإدارة أوباما أخذت اقترابا ربما يكون هو الأصلح، بمعنى لا يوجد داعي للتدخل بشكل مباشر في الشأن المصري ربما هناك أحاديث خلف أبواب مغلقة من أجل تأمين شيء من الديمقراطية التي تسهل العلاقات المستقرة بين مصر والولايات المتحدة.

مصر وإسرائيل ما بعد حرب غزة

عبد الرحيم فقرا: أسامة، واضح أن الرئيس مرسي قد قام بدور ريادي في مسألة التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس هل هذا ما يهم إدارة الرئيس باراك أوباما بالدرجة الأولى يعني حتى مسودة الدستور برغم كل القلق الذي سمعناه من منظمات غير حكومية سواء في مصر أو في الولايات المتحدة، لم نسمع الكثير من إدارة الرئيس باراك أوباما عن فحوى هذه المسودة.

أسامة أبو رشيد: طبعا لا شك أن أميركا كما تفضل الدكتور محمد تنظر بالدرجة الأولى إلى مصر كمرساة استقرار في المنطقة  بمعنى أنها تريد أن تضمن أن أمن إسرائيل سيبقى على الطاولة  وسيبقى القضية المحورية والمركزية في سياسات أميركا في المنطقة، لكن أيضاً هذا لا يعني لأن الولايات المتحدة لا تنظر إلي ملفات أخرى في مصر لأن خروج مصر من بوتقة الإجهاض التي كانت تعاني منها أيضاً يشكل تهديداً أو يشكل نوعا من التحدي للمصالح  القومية، للمصالح الحيوية الأميركية للمنطقة، ويشكل تحديا أيضاً لإسرائيل في المنطقة، ولذلك هناك قلق أميركي إسرائيلي من ناحية من مصر لكن من ناحية أخرى هناك نوع من الاطمئنان الآني أن مصر إلى الآن تحت رئاسة الدكتور محمد مرسي، يعني تعاملت بنوع من البراغماتية أكثر منها بنوع من الأيديولوجية.  السبب طبعاً أن الواقع الذي تحياه مصر واقع  صعب، بمعنى مصر دولة على حافة الإفلاس، مصر الآن بحاجة إلى قروض دولية، مصر بحاجة إلى تطمينات وبحاجة إلى دعم خارجي، فعندما ينظر الإخوان المسلمون وينظر محمد مرسي إلى الواقع الذي تحياه مصر فأمامهم الكثير من الموازنات التي ينبغي عليهم أن يحافظوا عليها وهذا كان واضحاً وجلياً  في موقفهم مما حدث في غزة، من ناحية لم يكن.. غير صحيح المقارنة أن نظام الدكتور محمد مرسي كان كما كان نظام مبارك أنه وسيط فقط، نظام مبارك كان يقوم بدور المفاوض عن الجانب الإسرائيلي مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عام 2008/2009 طبعا اعرف أن المجال لا يتسع لكل هذا التركيز واستطيع أن اذكر تفاصيل كثيرة حدثت لكن في هذه الحالة وجدنا أن حتى من فصائل المقاومة تحديدا من حكومة حماس في قطاع غزة تقول أن مصر فاوضت باسم المقاومة ولم تسعى لفرض شروط فإذن الصورة تغيرت وهذا أيضا كان نوعا من الرسالة التطمينية للإدارة الأميركية، انه صحيح أن المعادلة تغيرت في مصر وانه لم يعد هناك مجال للتبعية لكن أيضا لم يخرقوا السقف ولم يحاولوا أن يدخلوا في خط توجه انتحاري في المنطقة ككل.

عبد الرحيم فقرا: إنما نسمع من داخل مصر عن وجود بعض الأصوات المتشددة في صفوف أنصار محمد مرسي الذين كانوا يطالبون بمقاربة اشد إزاء إسرائيل، يعني لو كان موقف الرئيس مرسي من إسرائيل قد حابي هذا التشدد وهذه الأصوات المتشددة هل تعتقد أن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت ستتعامل بنفس الطريقة التي تعاملت بها مع تعامل مرسي مع الوضع الداخلي؟

أسامة أبو رشيد: سيكون الرد مختلفا لا شك، حينها الإدارة الأميركية ستسعى أو تبحث عن أي منفذ لتنفذ من خلاله للضغط على الحكومة المصرية وعلى الرئيس محمد مرسي لكن أيضا الإدارة الأميركية لم تعد تمتلك ذات النفوذ الذي كانت تمتلكه من عشرة أو من اثني عشر سنة ماضية، الصورة تغيرت في مصر، الشرعية شرعية شعبية بغض النظر عن حديث انه أنتخب بثلاثة ونصف بالمئة زيادة، لا يعني أوباما نجح بكم بثلاثة ونصف، أربعة بالمئة أيضا هذا الحديث انه يمتلك التفويض أو لا يمتلك التفويض، هو يمتلك التفويض هو رئيس منتخب وهو الرئيس الشرعي والدستوري في مصر، فإذن العنوان الوحيد للتعامل مع الداخل المصري سيتم عبر مؤسسة الرئاسة اللهم لا سمح الله إذا كان هناك دعم لانقلاب أو دعم لانقلاب سواء عبر القضاء الذي يمارس نشاطا سياسيا أكثر منه قضاء أو عبر الجيش لا سمح الله مرة أخرى، في كل الأحوال مصر ستنفجر هذا سيكون له تداعيات في كل المنطقة. الإدارة الأميركية تنظر من زاوية المصالح انه لا يمكن الآن تحمل انفجار في الوضع المصري لأنه خطر غلى إسرائيل من ناحية وخطر على المنطقة  وعلى تحالفات أميركا في المنطقة وعلى مصالحها في المنطقة، الحديث ليس حديثا أخلاقيا بالدرجة الأولى.

محمد علاء عبد المنعم: الواضح أن الوضع بمصر حاليا شديد التعقيد لكن اعتقد أن مهم جدا للولايات المتحدة أن تحافظ على الاقتراب بقدر من المرونة بقدر التفاهم لما يقول أو يفعل الرئيس مرسي، للأسف الموقف الذي اتخذه الرئيس مرسي أدى للانقسام حاد في جانبين من جوانب الشعب المصري انقسام داخل الشارع بين قوى إسلامية وقوى غير إسلامية انضم ليها ما كان يسمى بالفلول، اعتقد أن هناك أزمة كبيرة، جزء ثاني من الانقسام هو انقسام بين مؤسسات الدولة، مؤسسة الرئاسة من ناحية ومؤسسة القضاء من ناحية أخرى مما ينذر بعواقب وخيمة، تدخل الجيش أنا استبعده في الوقت الحالي أو في المدى القصير لكن اعتقد إذا حدثت مواجهات في الشارع بشكل أو بآخر، الجيش نفسه داخله انقسامات تعمقت بسبب قرارات مرسي والولايات المتحدة حتى الآن المتحدث باسم البيت الأبيض مؤخرا أصر على أن ما يحدث في مصر هو شأن داخلي يمكن حله داخليا، وعندما تم الحديث بشكل مباشر هل تدين قرارات الرئيس مرسي اعتذر عن الرد بشكل مباشر. الرد الأميركي لا يمكن أن ننظر إليه فقط من منظور البيت الأبيض، بمعنى آخر هناك عدد من أعضاء الكونغرس بدئوا يظهروا تخوفا حقيقيا لما يمكن أن يحدث في مصر من تأثيرات إقليمية.

عبد الرحيم فقرا: هل هذا آخر العمل بين البيت الأبيض والكونغرس؟

محمد علاء عبد المنعم: الكونغرس الأميركي عنده بما يعرف بالـ power of the purse أو قوة  محفظة المال لان هو الذي يحدث المخصصات المالية. مؤخرا كان هناك مقترح من ران بول لوقف أو تقليص المعونات المالية بعد أحداث السفارات لكن تم رفضه بنسبة تصويت 81 مقابل 10وضم اثنين من أعضاء السنت اللي وافقوا على استمرار المعونات بالنسبة لدول الشرق الأوسط ودول الربيع العربي وان الولايات المتحدة لا ينبغي أن تنسحب من هذه المنطقة في الوقت الحالي اعتقد أن هنالك بعض..

عبد الرحيم فقرا: قبل أن تواصل الحديث في هذا الباب.. يعني تركيزا على البيت الأبيض هل تعتقد أن إدارة الرئيس باراك أوباما ولها منتقدين فيما يتعلق بالطريقة التي تعاملت بها مع ما يوصف بالربيع العربي خاصة في مصر، هل تعتقد أن هذه الإدارة بنت.. كان ركن الزاوية أو حجر الزاوية في إستراتجيتها منذ سقوط مبارك على أن الحركات الإسلامية واصلة للسلطة لا محالة وبالتالي راهنت على وصول هذه الحركات وان ما حصل في مصر خلال الفترة الأخيرة ربما قد دفعها إلي تغيير تلك المقاربة أو أن تكون جاهزة لتغيير تلك المقاربة.

محمد علاء عبد المنعم: بالتأكيد كان في انفتاح وكان في قنوات اتصال بين الإخوان المسلمين وبين الإدارات الأميركية المتعاقبة ربما يرجعها بعض الباحثين إلى فترة الثمانينات.. أنا لا أريد أن ادخل في تفاصيل تلك الفترة أو في تفاصيل العلاقة، مؤخرا أنا كنت في واشنطن واعتقد أن حضراتكم كنتم في واشنطن وكنا دايما نسمع عن وفود الإخوان التي كانت تأتي إلى الولايات المتحدة سواء إلى لقاءات في كارينغي أو فيذرهاوس أو غيرها من مراكز والدراسات، اعتقد انه كان في تطمينات متبادلة كان في رسائل متبادلة، اعتقد أن بالفعل الإخوان المسلمين كانوا هم القوة الوحيدة الواضحة على الساحة المصرية. الولايات المتحدة حاولت أنها تنفتح على القوى الثورية وبعض تنظيمات الشباب لكن للأسف القدرة التنظيمية لهذه التنظيمات لم تكن قوية حتى بالتالي لا يوجد على المدى القصير أو المتوسط غير تنظيم الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة.

أسامة أبو رشيد: بصراحة حقيقة أريد أن أخالف الزاوية في النظرة إلى الواقع المصري ومقاربة الواقع المصري. نحن اتفقنا أن الولايات المتحدة تبحث عن الاستقرار في مصر واستقرار المنطقة، مصر هي ركن الاستقرار في المنطقة، بدون مصر لن يكون هناك استقرار، فإذا  الولايات المتحدة تبحث عن الاستقرار فإذن هي تبحث أيضا عن عنوان لهذا الاستقرار، ما حصل ليس كرسائل متبادلة بين الإخوان وبين الإدارة الأميركية ما حصل أن الإخوان والإسلاميون نجحوا في الانتخابات هذا الذي حصل، لو نجح غيرهم في الانتخابات لكانت الإدارة الأميركية مضطرة أن تتعامل معه أيضا، لكن بسبب الحساسية التاريخية ما بين الغرب وما بين الإسلاميين  بغض النظر عن بعض الفترات من التقاء المصالح وليس التبعية في أفغانستان فإذن هناك هذه الحساسية تم التعامل معها برسائل التطمين بعد أن نجح الإخوان المسلمون في الانتخابات تحديدا ولذلك كان العنوان عنوان الشرعية والقضية ليست قضية منضمة تعاملت معها أميركا، القضية أنها هؤلاء الإخوان الذين كانوا تحت القمع لعقود في مصر استطاعوا أن يحافظوا على بنية قوية واستطاعوا أن يعبروا عن أنفسهم بالانتخابات هذا من ناحية، الناحية الثانية لمن يفهم الخطاب في أميركا خطاب الإدارة الأميركية خطاب مستوعب لما يجري في مصر وليس خطابا معارضا لما يجري في مصر، الذي يفهم لغة الخطاب إننا نتمنى أن يكون هنالك حوار نتمنى أن يكون هنالك توافق وطني في المحصلة نشجع خطوات الرئيس مرسي.

عبد الرحيم فقرا: كيف تتم عملية استيعاب الوضع؟

أسامة أبو رشيد: من حيث اللغة.. اللغة الآن تقول أن الإدارة الأميركية تقول بأن هناك حوارات وبان هناك تدافع.. نركز الإدارة الأميركية تطالب أن يكون سلميا في عملية إقرار الدستور وعملية الخروج من الأزمة الحاصلة في مصر. الأصل أن يكون هناك موقف ناقد أو موقف معارض لكن هناك أيضا تقارير تقول أن هناك خلاف داخلي في الإدارة الأميركية حول هل ينبغي أن نستمر في هذا الموقف أم لا، لكن النقطة الأخيرة يعني عندما نتحدث أن هناك انقساما في المجتمع المصري.. نحن نتحدث عن ثورة لم تجتث أصول.. جذور الدولة العميقة في مصر,القضاء خصوصا في المحكمة الدستورية هو من امتداد حقبة مبارك وأيضا عندما نعرف أن القضاء يحل أول مجلس برلمان منتخب بحرية بإرادة شعبية كاملة ويمارس دور النشطاء السياسيين بدلا أن ينص بالحيثيات على أن هناك مشكلة في قانون الانتخاب ينص في نفس القرار على حل البرلمان هذه مشكلة رئيسية.

أميركا وإعادة حساباتها في مصر

عبد الرحيم فقرا: أسامة تقول بغض النظر عن كذا وكذا تعرف بالتأكيد أن هناك انطباعا لدى فئات معينة في المصريين أن الإدارة الأميركية تدخلت في كثير من الأمور المصرية عبر علاقاتها مع المجلس العسكري، عبر توافقات مع  الأخوان المسلمين، لا نريد أن نخوض في هذا الوضع الآن إنما بالنسبة للوضع القائم في مصر الآن واضح أن هناك تكتلا للقوى التي تحدث عنها محمد علاء من غير الحركات الإسلامية والإخوان المسلمين.. هل هذا التكتل للبرادعي وعمر موسى وصباحي وغيره هل هذا التكتل الحالي الآن يوفر فرصة لهؤلاء لكي يقنعوا الولايات المتحدة أو يرغموها على إعادة حساباتها في مصر؟

أسامة أبو رشيد: لن أقول إعادة حساباتها في مصر، أميركا تبحث عن قوة حقيقية على الأرض. من الذي يستطيع أن يعيد تنظيم الحياة السياسية في مصر من الذي يستطيع أن يعيد إنتاج الدولة في مصر في مصر الآن لا يوجد دولة، الإدارة الأميركية أشارت عبر إشارات يعني انه لا يوجد عندك برلمان الآن البرلمان حل، لا يوجد عندك سلطة تشريع لأنه حتى مجلس الشورى كان في طريقه إلى الحل، بل كان هناك حديث انه سيعلن عدم شرعية انتخاب الرئاسة، إذن نحن نتحدث عن فوضى عارمة في مصر ولذلك مثلا عندما تهاني الجبالي في مقابلة بشهر 7 مع نيويورك تايمز وهي قاضية في المحكمة الدستورية تقول أنها نصحت المجلس العسكري بكيف يحل البرلمان، فإذن نحن نتحدث عن نشطاء سياسيين في القضاء، الإدارة الأميركية تستوعب هذه الأمور ليس محبة بالإسلاميين وليس رغبة في بقائهم إنما هذا واقع ينبغي أن تتعامل معه  أو تتجه مصر إلى الفوضى. 

محمد علاء عبد المنعم: اعتقد أن الولايات المتحدة وأنا طبعاً لا أخالف الرأي بأن الولايات المتحدة تحتاج إلى شرع والتعامل مع تنظيم له شرعية وشرعية الديمقراطية التي لا تعترف إلا بالإعداد وإعداد من تم التصويت لهم، لكن أنا ارفض تبسيط الموضوع بأن القضاة كان لديهم دور سياسي وان كانت هناك محاولة لإنقاذ الثورة بشكل أو بآخر وهذه أحد النظريات المطروحة حاليا وهي نظرية الضربة الاستباقية والتي لا تبدو واضحة تماماً لان الرئيس مرسي واضح انه لم يستشر حتى مستشاريه المقربين.. دكتور سمير مستشار الرئيس لشؤون التحول الديمقراطي استقال عقب الإعلان الدستوري أي أن مستشار الرئيس لشؤون التحول الديمقراطي لم يكن جزءا من الإعلان الدستوري، اعتقد أن الأزمة في المجتمع المصري ليست فقط أزمة في الشارع ولكن الحقيقة المؤلمة والمخيفة أنها أزمة داخل المؤسسات.. مؤسسة القضاء هناك تيار استقلالي داخل مؤسسة القضاء، التيار الاستقلالي منه وزير العدل منه نائب رئيس الجمهورية منه رئيس اللجنة التأسيسية ورغم ذلك مازال هنالك انقسام داخل مؤسسة القضاء.

عبد الرحيم فقرا: ماذا يعني هذا الوضع بالنسبة لمستقبل الإستراتيجية الأميركية في مصر؟

محمد علاء عبد المنعم: اعتقد ما يحدث حاليا والانقسامات التي تحدث حاليا وتواجد قوى جديدة على الساحة المصرية اعتقد انه ما يهم الولايات المتحدة هو أن تنضم هذه القوى بشكل أو بأخر إلى العملية السياسية الرسمية بمعنى أن الولايات المتحدة لا تهدف لاستمرار حالة من التوتر داخل الشارع المصري لأنها بالتأكيد سوف تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد وسوف تؤثر على مؤسسات الدولة، لن يكون واضحا مدى إمكانية تدخل الجيش بشكل أو بأخر وبالتالي عدم الاستقرار يهدد المصالح الأميركية والمصالح الإسرائيلية. اعتقد إن أهم ما تهتم به الولايات المتحدة في الوقت الحالي هو أن تنضم هذه العناصر إلي العملية السياسية وتقبل بنتائج الانتخابات بشكل أو بأخر، مؤخرا وجدنا أن السفيرة الأميركية مثلا تجتمع بعدد من أعضاء حزب الوفد واعتقد أن هناك انفتاحا أميركيا على قوى وتنظيمات أخرى داخل المجتمع المصري، اعتقد أن هذا شيء ايجابي.

عبد الرحيم فقرا: أريد أن أعود إلى نفس السؤال الذي طرحته على أسامة هل الولايات المتحدة حسمت أمرها الآن من علاقتها مع محمد مرسي من علاقتها مع الإخوان المسلمين من علاقاتها مع الحركات الإسلامية في المنطقة العربية أم أن ما حصل في مصر الآن وتكتل هذه القوى من غير القوى الإسلامية ربما جعلها تدع الباب مفتوحا لاعتبارات أخرى في المستقبل.

محمد علاء عبد المنعم: لا اعتقد أن هناك حسما في الموقف الأميركي وليس هذا لأنه يتعلق بمواقف إدارة الرئيس أوباما ، لا اعتقد أن حسم حتى المطلوب فيما يتعلق بمواقف الإدارة الأميركية أحد أهم عناصر أو أحد أهم محاور موقف الإدارة الأميركية تجاه الحكومة المصرية هو المرونة أو إظهار قدر من المرونة تجاه ما يحدث داخل الساحة المصرية، واعتقد أن الورقة في ملعب الساحة السياسية المصرية بمعنى أن القوى والتنظيمات التي تستطيع أن تثبت نفسها ديمقراطياً هي التي يمكن أن يتم التعاون معها، لكن اعتقد أن الولايات المتحدة أيضا يهمها استقرار المؤسسات المصرية وجزء من هذا الاستقرار هو استقرار مؤسسة القضاء، هو وجود برلمان منتخب، وهو وجود مؤسسة للجيش تلتزم بدورها في الدفاع عن أمن الوطن وليس التدخل في الشؤون السياسية.

عبد الرحيم فقرا: أسامة.

أسامة أبو رشيد: أنا انظر للوضع من الزاوية الأميركية، لا أريد أن انظر له من الزاوية المصرية نحن نتحدث من خلال أميركا الولايات المتحدة الآن أعادت النظر في مقارباتها الإستراتيجية دولياً وليس فقط في المنطقة العربية ونحن نعلم أن خطة الدفاع الأميركية الجديدة التي أعلن عنها في شهر 3 من هذا العام وضعت التركيز في منطقة آسيا والتحدي الصيني هو النقطة المركزية المحورية الآن في المقاربة الإستراتيجية الأميركية للتهديدات الأمنية والنفوذ العالمي، منطقة الشرق الأوسط هي الصداع الداعم بالنسبة لأي إدارة أميركية، الولايات المتحدة الآن تبحث عن مهدئات في منطقة الشرق الأوسط ولا تبحث عن حلول جذرية لمشكلة المنطقة في الشرق الأوسط، هي لا تمتلك الإمكانيات ولا تمتلك القدرات ولا تمتلك الوقت ولا تمتلك أيضا الإدارة لأن تكون خاصة تحت إدارة أوباما الآن أن تكون منخرطة 100% في المنطقة.

عبد الرحيم فقرا: في الملف الفلسطيني بناءً عما قلته الآن يعني هل يمكن اعتبار ما قام به الرئيس محمد مرسي في ملف غزة على انه يسير في السياق الذي تريده الولايات المتحدة وشخص يمثل دولة قوية تمر كل خطوط المنطقة عبرها أن يعمل بمثابة مسكن لتمكين هذه الإدارة الأميركية أن تركز على ا لقضايا الأخرى في العالم.

أسامة أبو رشيد: تريد مسكنا وتريد من ناحية أخرى معادلا موضوعيا للضغط الإسرائيلي البعض قد يستغرب هذا الكلام، الإدارة الأميركية واضح أن سياساتها منحازة لإسرائيل، أوباما صدم ربما حتى اشد المتحمسين له بمعارضته لدولة فلسطينية ومن تحدث عنها في التصويت في الأمم المتحدة ثم يعارض.. تحدث عن حل قضية فلسطين، تحدث عن أهميتها أول يوم في رئاسته، في الدورة الأولى اتصل مباشرة على الرئيس الفلسطيني وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي وعلى الملك الأردني فأراد أن يقول أن هذه الملف هو على طاولته، الآن وصل إلى نفس القناعة التي وصل إليها جورج بوش الأب الابن وكلينتون. الآن الإدارة الأميركية من ناحية تنظر إلى مصر أنها بدأت تقدم معادلة موضوعية للضغوط الإسرائيلية لان السياسات الإسرائيلية المرفوضة حتى أميركيا ولا تستطيع أميركا بسبب التوازنات السياسة الداخلية أن تقولها بصراحة، بدأت الآن تظهر أنها فاشلة بسبب التحول في المنطقة العربية فتقول وهذا خطاب لأوباما في شهر5 عندما جاء نتنياهو ليتحداه في الكونغرس الأميركي، عندما قال بأن السلام يصنع الآن مع الشعوب وليس مع حفنة من القادة، هذا الآن يؤكد موقف الإدارة الأميركية بأن إسرائيل لا تستطيع أن تستمر بسياساتها لكنه لا يستطيع أن يقولها بفجاجة في أميركا.

عبد الرحيم فقرا: هل تتفق مع ما قاله أسامة بأن إدارة الرئيس باراك أوباما أصبحت تعول الآن على مصر لكي توفر نوعا من التوازن الإقليمي مع إسرائيل؟

محمد علاء عبد المنعم: اعتقد انه ده شيء وارد جدا، اعتقد انو ممكن أن نلتفت لمقال توماس فريدمان مؤخرا وهو وعد أو احتمال أنه إذا الرئيس مرسي ألقى بثقله خلف القضية الفلسطينية برا  انه ده يكون وعد ليس فقد بسلام دائم في المنطقة أو اتصال اعتقد انه السلام الدائم ده مستبعد وإنما على المدى القصير، لكن اتفاقا مابين الفلسطينيين والإسرائيليين يضمن نوعا من السلام الدافئ مقارنة بالسلام البارد اللي قدموا الرئيس أنور السادات فحافظ عليه الرئيس حسني مبارك، ربما يكون دا احد العوامل التي شجعت إدارة الرئيس أوباما للاعتماد بشكل أو بآخر على الرئيس مرسي من خلال علاقته القوية بحماس وكما تفضل الزميل أن كان هناك نوع من التفاوض مع تقديم دعم قوي لحماس لكن اعتقد أنها لا ينبغي أن ننسى أن التهدئة تم الوصول إليها بعد استشهاد ما يزيد عن 140 فلسطيني في مقابل 3\4 إسرائيلي.

عبد الرحيم فقرا: طيب داهمنا الوقت أريد أن اخذ رأيك أنت كمصري يعيش في الولايات المتحدة عما سبق في البرنامج في باب هذه المقارنة بين مرسي ولنكولن في دقيقة.

محمد علاء عبد المنعم: أنا ارفض هذه المقارنة لأن مصر ليست في حالة حرب أهلية وبالتالي عندما ننظر إلى قرارات مرسي يجب أن ننظر إلى توابعها، للانقسام داخل الشارع المصري للانقسام داخل مؤسسات الدولة، إمكانية تحقيق العديد من هذه الأهداف من خلال قنوات أخرى، العديد من قوى المعارضة طالبت بهيئة عدالة انتقالية كان ممكن من خلالها تحييد دور النائب العام دون الحاجة للإعلان الدستوري، إعادة محاكمة مبارك النموذج في النظام السابق اعتقد أنه ده شيء صعب بالوقت الحالي.

عبد الرحيم فقرا: شكرا داهمنا الوقت الدكتور محمد علاء عبد المنعم أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في واشنطن شكراً لك وشكراً كذلك للدكتور أسامة أبو رشيد محرر صحيفة الميزان، انتهت الحلقة يمكنكم التواصل معنا كالمعتاد عبر بريدنا الالكتروني وعبر كل من الفيس بوك وتويتر أيضا، إلى اللقاء.