صورة عامة/ من واشنطن 11/1/2011
من واشنطن

تداعيات شح المياه في المنطقة العربية

تناقش الحلقة دراسة أميركية تقول إن شح المياه في المنطقة العربية قد يهدد العلاقات بين الدول، ويقوض التنمية والاستقرار السياسي داخل الدولة الواحدة.

– أهمية مسألة المياه وموقعها بين قضايا الشرق الأوسط
– موقع قضية المياه في ماضي النزاعات السودانية ومستقبلها

– فرص وتحديات العلاقة الأميركية المغاربية مرورا بقضية الماء

عبد الرحيم فقرا
عبد الرحيم فقرا
أنتوني زيني
أنتوني زيني
إيريك شوارتز
إيريك شوارتز
خوسيه فرنانديز
خوسيه فرنانديز

عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم جميعا إلى حلقة جديدة من برنامج من واشنطن، في هذه الحلقة مسألة المياه وتحديات التنمية والاستقرار من الخليج إلى المحيط مرورا بالسودان.

[شريط مسجل]


أنتوني زيني: مثلت المياه مشكلة دائمة عبر التاريخ بالنسبة للشرق الأوسط ولكنها تفاقمت في العقود الأخيرة، هناك في الشرق الأوسط مجتمعات مائية تاريخية وكلاسيكية مثل مصر وعلاقتها بالنيل والعراق بدجلة والفرات ونهر الأردن الذي يؤثر في إسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية ومناطق أخرى، بل المياه هي التي حددت الشرق الأوسط.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد الرحيم فقرا: ثم فرص الاقتصاد وتحديات السياسة في الشراكة الأميركية المغاربية.

[شريط مسجل]


خوسيه فرنانديز: سوف نسعى أيضا إلى تعزيز تبادل تجاري بين بلدان المغرب العربي الكبير، تعلمون أن هناك العديد من العقبات من بينها موضوع الحدود بن المغرب والجزائر، هناك عقبات أخرى أيضا علينا التعامل معها وهذا يتعين علينا أن نعالجه في المستقبل.

[نهاية الشريط المسجل]

أهمية مسألة المياه وموقعها بين  قضايا الشرق الأوسط


عبد الرحيم فقرا: أصدر جون أولترمان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية المعروفة اختصارا بالـ CSIS تقريرا تحت عنوان "الذهب الشفاف، الماء كمورد إستراتيجي في الشرق الأوسط" ويجادل أولترمان في التقرير بأن شح المياه يهدد مستقبل الاستقرار الداخلي لكل دولة من الدول المعنية أكثر مما يهدد مستقبل العلاقات بين الدول.

[شريط مسجل]


جون أولترمان/ مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: الكويت، الإمارات العربية المتحدة، قطر، السعودية، ليبيا، الأردن والبحرين واليمن وفلسطين وإسرائيل هذه عشرة من بين الـ 15 الأوائل في المنطقة الحمراء قليلة المياه كلها في الشرق الأوسط.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد الرحيم فقرا: وقد عرض أولترمان شريطا في الموضوع يأخذ اليمن كنموذج للتحديات المائية التي تواجهها المنطقة برمتها من الخليج إلى المحيط.

[تقرير مسجل]

المعلق: شاحنة صهريج واحدة مثل هذه تبيع حمولتها من الماء عشر مرات في اليوم في مدينة صنعاء، بالنسبة للعديد من اليمنيين تمثل الصهاريج الطريقة الوحيدة للحصول على مياه الشرب فقد نضبت آبار عديدة في المدينة مما جعل الناس يلجؤون إلى معدات التنقيب عن النفط بحثا عن المياه الجوفية وأحيانا دون جدوى، أما في الريف فتحتاج النسوة إلى السير لساعات طويلة لجلب الماء، ومع التزايد السريع لأعداد السكان في اليمن وتخصيص أكثر من نصف مياه الري لزراعة نبتة القات المخدرة بدلا من الغذاء يرى الخبراء أن صنعاء قد تفقد كامل مواردها المائية في غضون سبع سنوات أو أقل وقد تواجه بقية البلاد نفس المصير. يبدو أن اليمنيين مستاؤون ويفتقدون إلى الجاهزية إلى  مثل هذا التغيير فمنذ فترة ليست بعيدة تقاتل شخصان حتى الموت من أجل أحقية حفر بئر جديدة في قرية، وتبدو الحكومة قلقة وقد أرسلت مسؤولين أمنيين للتحدث مع الزعماء الأهليين حول هذا الموضوع، إن شح المياه في اليمن يبدو مختلفا عن النقص في الغذاء أو المحروقات حيث إن الماء ليس له بديل وأن نضوب المياه أمر دائم، فعندما تجف آبار اليمن فهي تجف بشكل نهائي، ينفد صبر اليمنيين تجاه حكومتهم عندما تنقص البضائع مثل المحروقات وترتفع أسعارها. تتباهى الحكومات باستخدامها المياه لزراعة العديد من المحاصيل وتشييد مدن كبيرة ولكن التباهي لا يخلو من المسؤولية ولكن يبدو أن المسؤولين الحكوميين يواجهون صعوبة في تغيير سلوكياتهم، تقرير جديد صادر عن برنامج الشرق الأوسط لمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية يتطرق إلى ما يجعل شح المياه في أماكن مثل اليمن مشكلة متفاقمة بالنسبة إلى القادة القوميين، سيكون المستقبل مختلفا عن الماضي، ونضوب المياه في اليمن سيمثل حدثا لم يشهد الشرق الأوسط مثله قط فقد يخلق تحديات سياسية غير معروفة واليمن هي المثال الأكثر إثارة للقلق ولكن دون شك ليست المثال الوحيد.

[نهاية التقرير المسجل]

عبد الرحيم فقرا: في عام 2002 اختير القائد الأعلى السابق للقيادة الأميركية الوسطى الجنرال أنتوني زيني مبعوثا لدى كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

[شريط مسجل]

عبد الرحيم فقرا: جنرال زيني أصبحنا نسمع هذه الأيام أن الحرب المقبلة في منطقة الشرق الأوسط ستكون حول مسألة المياه، هل توافق على هذا المنظور؟


أنتوني زيني: ليس بالضرورة، قد تكون المياه عاملا من عوامل التوتر وقد تؤدي إلى نزاعات إذا ما أضيفت إليها عوامل أخرى، نحن نفهم الآن بكل وضوح المشاكل المتعلقة بمسألة المياه، هناك إحساس بالخطورة خصوصا في المناطق التي تعرف شحا في الموارد المائية والمياه الباطنية ولكن علينا معالجة هذه المشكلات الآن وألا ننتظر حتى تصبح مسألة إضافية تؤدي إلى المزيد من النزاعات في الشرق الأوسط، هذه مسألة إنسانية عالمية وليست مسألة أمنية ولا نريدها أن تصبح سببا للمزيد من التوتر الأمني.


عبد الرحيم فقرا: بطبيعة الحال هناك قلق حول التوتر الذي قد تخلقه مسألة نقص المياه داخل الدولة نفسها في منطقة الشرق الأوسط، أين بالنسبة لك يقع الفصل بين هذه المشكلة كمشكلة محلية وكمشكلة بين دولة ودولة أخرى؟


أنتوني زيني: علينا أن نتعامل مع هذا كمسألة دولية، نادرا ما تنحصر مسألة المياه في نطاق دولة بعينها، قد يكون هذا صحيحا في حالة أو اثنتين ولكن نحن نعلم أن الأنهار والمياه الجوفية والقدرة على استخدام التكنولوجيا لحل هذه المشكلة وربما أيضا الاستثمار في البنى التحتية والمساعدات، علينا أن ننظر إلى هذا أولا على أنها مسألة إقليمية وثانيا على أنها مسألة دولية والأهم من ذلك على أنها مسألة إنسانية، نحن كبشر علينا أن نساعد بعضنا البعض فإذا كنا نحن نمتلك التكنولوجيا في الولايات المتحدة علينا أن نساعد بها من منطلق الإنسانية، علينا أن نساعد تلك الشعوب التي تحتاج إلى المساعدة، علينا أن نسخر كل قدراتنا لهذا العمل وألا نقول إن هذا مشكل محلي خاص.


عبد الرحيم فقرا: جنرال في الحالة الفلسطينية الإسرائيلية تحديدا كيف تصف الخطر الذي يحدق بمنطقة الشرق الأوسط وعلاقته بالمياه؟ كيف تصف ذلك الخطر في هذا الوقت بالذات من تاريخ الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بين الإسرائيليين والعرب بشكل عام؟


أنتوني زيني: عندما كنت هناك كمبعوث خاص كان أمامي عشر مسائل متعلقة بالحل النهائي والجميع يتحدث عن بعضها مثل حق العودة والحدود والقدس ولكن مسألة المياه نادرا ما تحظى بالاهتمام الكافي، وأعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نفهم أنه لن يكون بوسعنا التوصل إلى حل نهائي لا يشمل مسألة المياه، أي إدارة الموارد وتقاسم المياه وحقوق الاستغلال والتوزيع كل هذا يجب أن يدخل في الاعتبار، الموارد محدودة كما نعلم، نهر الأردن وبحر الجليل وهذا لا يعني إسرائيل وفلسطين فقط بل يشمل سوريا ولبنان والأردن وتصبح المسألة إقليمية بالتالي هذه مسألة لا تقل أهمية عن تلك التي تحظى بالاهتمام الأكبر، وبدون حل لهذه المسالة سيتواصل النزاع وستتفاقم المشكلة مع تزايد الطلب على المياه من حيث الزراعة والنمو السكاني ومع تزايد الشح في مصادر المياه، وأنا أخشى على مناطق مثل غزة مثلا وهي الرقعة الأعلى كثافة سكانية في العالم مع ارتفاع الطلب ومحدودية موارد المياه هناك واحتمال ارتفاع درجة الملوحة فيها والحاجة لإقحام المزيد من التكنولوجيا للتحلية والتوزيع المحكم، كل هذا يجب أن يكون على طاولة المفاوضات لمفاوضات الوضع النهائي.


عبد الرحيم فقرا: على ذكر قضايا الحل النهائي، إذا خيرت المنطقة بين حل لقضية القدس مثلا وحل لقضية المياه بم توصي أنت شخصيا في التعامل مع هاتين القضيتين؟


أنتوني زيني: لا أظن أن هناك خيارا، وأقول نفس الشيء بالنسبة لحق العودة والحدود والمياه والقدس وعدد من المسائل الأخرى التي هي متداخلة في بعضها البعض، إذا كانت هناك عشر مسائل لا يمكن حل خمس منها مع أمل أن الوضع سيتحسن، كل هذه المسائل الماء، القدس، حق العودة، الحدود، التدابير الأمنية وغيرها من الأمور يجب أن تحل برمتها وإلا لن يكون هناك حل يوفر السلم للجميع، يجب أن يكون الحل شاملا ويجب أن يكون مرضيا لأحفادنا أيضا ويستطيعون العيش فيه، إذا أبقيت على بعض هذه المسائل دون حل فتأكد أنها ستعود في المستقبل لتنغص حياة الأجيال القادمة، ليس هناك من خيارات.


عبد الرحيم فقرا: مصر هناك مشكلة حول النيل، إذا حصل جنوب السودان على الاستقلال كما يريد الناس في جنوب السودان أو بعضهم على الأقل هل ترى مشكلة فيما يتعلق بمياه النيل بين مصر وهذه الدولة الجديدة تحديدا ودول أخرى متاخمة لهذه الدولة؟


أنتوني زيني: لا أعتقد أن النزاع قادم لا محالة، هناك احتمال للنزاع، السودان هو أكبر دولة في إفريقيا وإذا ما انقسم إلى دولتين كيف يدار ذلك الانقسام وما سيكون تعاطي الدول الأخرى مثل مصر مع دولة جنوب السودان؟ ذلك هو السؤال الحيوي إن مصر هي النيل والنيل هو مصر، هذه منابع النيل وهي حيوية للأمن القومي المصري وهويتها ويجب التعامل مع هذه العلاقة بشكل دقيق ويجب التوصل إلى نوع من التفاهم والتعاون الإقليمي، إذا ما دخلنا في شكل علاقة تنافسية أو عدائية يكون احتمال التصعيد نحو النزاع قائما بشدة، لا أظن أن هذا حتمي ولكن علينا الانتباه لهذا الاحتمال.


عبد الرحيم فقرا: ما هي الآليات في هذا الباب بالذات التي تنصح بها أنت إدارة الرئيس باراك أوباما في التعامل مع قضية الاستفتاء في جنوب السودان خاصة إذا برزت دولة مستقلة في تلك المنطقة؟


أنتوني زيني: إنه نفس الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في حلحلة النزاعات الأخرى في المنطقة أو النزاعات المحتملة، أتمنى أن أرى مشاركة منظمات إقليمية مثل الاتحاد الإفريقي والمنظمات الجهوية مثل منظمات دول شرق إفريقيا وربما الجامعة العربية والأمم المتحدة أيضا، الأهم هو العمل على الحد من نقاط التوتر المحتملة والعمل على التوصل إلى تفاهمات قابلة للتطبيق على الأرض ومحاولة استباق تلك النقاط المحتملة التي قد تؤدي إلى النزاع أو التوتر في المنطقة. أعتقد أن الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة من محاولة المساعدة على تخطي هذه المخاطر بتسليط الضوء عليها أولا ومعالجتها وأتمنى أن نتمكن من العمل من خلال المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المرموقة مثل الاتحاد الإفريقي التي تحظى بالاحترام في المنطقة.


عبد الرحيم فقرا: سؤال أخير لو سمحت لي الجنرال زيني. الآن في عالم اليوم طبعا يصعب أحيانا الفصل بين ما هو سياسي وما هو ديني في العديد من الأحيان يتم تسريب ما هو سياسي إلى المجال الديني والعكس كذلك صحيح، إذا حصل واستقل جنوب السودان عن السودان هل تعتقد أن هذا المشكل يمكن أن يتحول إلى مشكلة دينية بين مصر مثلا كبلد مسلم وجنوب السودان كبلد يسيطر عليه العنصر المسيحي؟


أنتوني زيني: إن الخطر المؤكد يبدأ عندما ترسم الخطوط حول التصنيفات الإثنية أو الدينية حيث إن هذه التصنيفات تتسرب إلى تلك المسائل التي يفترض أن تعالج في نطاق سياقاتها المحدودة، يعني أن هذا تعامل بين دول محتملة حول مسألة مادية ألا وهي المياه وكيفية إدارتها وتحديد الحقوق في المياه والتوزيع والمسؤوليات المشتركة، علينا أن نبقي الإثنية والدين والقبلية خارج هذا الإطار لأنها إذا تسللت داخل هذه المشاكل فهي تلفها في غمامة تقحم مسألة الأحقية الدينية العويصة مثلما يحصل في عملية السلام في الشرق الأوسط وغيرها، بالتالي من الأهمية بمكان الشروع في التعاطي مع هذه المسائل للتو وإبقاؤها داخل سياق المفاوضات بين الدول حول الموارد المادية وعدم إقحام الأديان والإثنيات في هذا الإطار وإذا لم نعالج هذه المسائل الآن فإن تلك الاعتبارات ستجد طريقها إليها مما يجعل الحلول أصعب إن لم نقل مستحيلة.

[نهاية الشريط المسجل]

موقع قضية المياه في ماضي النزاعات السودانية ومستقبلها


عبد الرحيم فقرا: قتل وشرد ملايين السودانيين خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب وفي منطقة دارفور غرب البلاد وقد كانت قضية المياه قوة دافعة وراء اندلاع تلك النزاعات، وقد زار مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين إيريك شوارتس المنطقة.

[شريط مسجل]

عبد الرحيم فقرا: سيد شوارتز زرت السودان في الآونة الأخيرة في مرحلة دقيقة من تاريخه المعاصر ماذا اكتشفت من خلال زيارتك؟


إيريك شوارتز: لقد بدأت رحلتي بزيارة تشاد حيث وجدت الملايين من الناس الضعفاء النازحين جراء النزاعات والكثيرون منهم من السودان ولكن أيضا من مناطق أخرى، هناك في تشاد ربع مليون شخص من دارفور يقبعون في مخيمات في شرق البلاد وهي مناطق صعبة، ثم في السودان كنت أرصد المشاكل الإنسانية التي قد تكون لها علاقة بالنزاع بين الشمال والجنوب وموضوع الاستفتاء حول استقلال الجنوب، وهناك قرابة مليوني جنوبي موجودون في الشمال حاليا وهؤلاء سيتأثرون دون شك بالاستفتاء، هناك نازحون سيعودون بكل تأكيد إلى الجنوب ثم إن السودان يستضيف أيضا لاجئين من مناطق أخرى من القارة، هناك أكثر من مائة ألف أريتيري في السودان وفي الجنوب هناك لاجئون فروا من جيش الرب للمقاومة وبالتالي هناك العديد من المشاكل الإنسانية وتلتزم حكومة الولايات المتحدة بمعالجة تلك المشاكل بالاعتماد على المنظمات الإنسانية.


عبد الرحيم فقرا: طبعا إدارة الرئيس باراك أوباما قالت في مطلعها إنها تريد أن تحسن علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي ولكن كما تعرفون ذاكرة تقسيم الهند وما حصل عندما أصبحت باكستان دولة من مآس في مسألة نزوح اللاجئين نحو الاتجاهين، نحو الهند وباكستان، هذه الذاكرة لا تزال موجودة وبالتالي هناك تخوف من أن يتكرر ما حصل في باكستان عام 1947 في الاستفتاء في السودان، ماذا بوسع الولايات المتحدة أن تقوم به لمنع ذلك؟


إيريك شوارتز: تقوم الولايات المتحدة بجهود مضنية للتأكد من عدم حصول أحداث أليمة مثل التي تفضلت بذكرها، لقد شجعنا الأطراف على التأكيد من خلال خطابهم أولا على مبادئ المصالحة والسلم والتعاون لأن الخطاب في غاية الأهمية، ما يقال في غاية الأهمية حيث يمكنك بث الثقة والشعور بالطمأنينة أو بث الخوف والقلق والرعب في نفوس الناس.


عبد الرحيم فقرا: لكن ما هي الآليات العملية التي وضعتها الولايات المتحدة إما كولايات متحدة أو بالاشتراك مع حلفائها الدوليين للتعامل مع قضية اللاجئين إذا حصلت تلك القضية؟


إيريك شوارتز: الجهود الأساسية بطبيعة الحال تقوم بها أطراف تنتمي إلى المنطقة وهذا مهم جدا ونحن دعمنا وندعم تلك الجهود بما فيها الجهود التي قام بها الرئيس باكي في عملية التفاوض وفي حدود قدرة التأثير للولايات المتحدة في هذا المجال فإننا أوضحنا للسلطات في الشمال أن هناك مساران فإذا كانت الجهود جدية وكانت العملية سلمية مع المراهنة على المصالحة بعد الاستفتاء مهما كانت نتيجته فنحن نرى إمكانية تحسن علاقاتنا مع حكومة السودان وقد أوضحنا هذا بشكل كامل للحكومة وأملنا هو أن كل تلك الجهود مجتمعة سيكون لها تأثير.


عبد الرحيم فقرا: بطبيعة الحال السودان حاليا على القائمة الأميركية للدول التي تدعم الإرهاب وقد يقال لماذا ترفع أو يرفع اسم السودان من تلك القائمة لمجرد أن الحكومة السودانية تعاملت بإيجابية مع الاستفتاء كما طلبتم من ذلك بين عشية وضحاها، اليوم السودان دولة إرهابية وغدا ليست دولة إرهابية؟


إيريك شوارتز: دعني أقل هذا بشكل أكثر دقة، ما قلناه هو إننا سنكون على استعداد لبداية عملية قد تؤدي إلى رفع ذلك التصنيف ومن خلال تلك العملية سنحدد مثل ذلك القرار.


عبد الرحيم فقرا: الغذاء والماء بطبيعة الحال وكما يعرف الجميع هذه القضايا كانت هذه المصدر الأصلي للعديد من المشاكل سواء في الجنوب أو في دارفور، الآن بالنسبة لجنوب السودان إذا ما حصل وأصبح جنوب السودان دولة مستقلة هل تعتقدون أن هذا الخيار خيار قابل للحياة؟


إيريك شوارتز: أنا لا أريد أن أستبق الحكم على نتيجة الاستفتاء، أعتقد أن مسألة القابلية للحياة بالنسبة للدول وكما أظهر لنا التاريخ فإن ذلك يتوقف على الحكم المسؤول والشفاف والفعال بقدر ما يتوقف على نوعية الموارد الطبيعية المتاحة.


عبد الرحيم فقرا: بطبيعة الحال معظم تساقطات الأمطار والنفط في السودان هو في جنوب السودان وبالتالي إذا أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في المستقبل هل تتوقعون أن يصبح ذلك -المياه والنفط- مصدرا للتوتر بين الجنوب والحكومة في الشمال، شمال السودان؟


إيريك شوارتز: إن وجود الموارد الحيوية خصوصا في المناطق القريبة من الحدود قد يمثل عوامل احتقان ولكنه أيضا قد يمثل عوامل لتعزيز فرص التعاون والتشارك، بالتالي الآن هذا ما تدور حوله المفاوضات، بالتالي الجواب على سؤالك هو أننا نتمنى ونرتقب ألا تؤدي هذه الموارد إلى نزاعات بين الشمال والجنوب بل إنها ستخلق الفرص ويتم من خلالها تجاوز المسائل الصعبة في روح من التعاون والحوار.


عبد الرحيم فقرا: كل هذه المشاكل التي تحدثت عنها مسألة المياه والغذاء والنفط وغير ذلك أضف إليها إذا حصل نزوح اللاجئين من الشمال إلى دولة مستقلة حديثا في الجنوب، إذا حصل ذلك الخيار هل تعتقد أن نزوح اللاجئين بأعداد كبيرة يؤثر على هذا الخيار كخيار قابل للحياة، كدولة قابلة للحياة في الجنوب؟


إيريك شوارتز: ما من شك أن نزوحا سكانيا واسع النطاق وغير مخطط له من الشمال إلى الجنوب من شأنه أن يخلق مهما كانت الظروف تعقيدات لدولة الجنوب، لذلك قلت آنفا إنه من الأهمية بمكان أن ترسل حكومة الشمال رسالة قوية، فإذا حصل الاستقلال -ونحن بالطبع لا نعلم نتيجة الاستفتاء- ستكون هناك رغبة عند الكثيرين من الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال في الانتقال إلى الجنوب، هذا طبيعي، السؤال كيف يحصل ذلك؟ قد يحصل بشكل منظم ومخطط له وقد يحصل بشكل تلقائي وغير مخطط له وبدون سيطرة، أما من وجهة النظر الشمالية فالأمر يتوقف على التسامح والتأكيد على سلامة الناس وحمايتهم وبالنسبة للجنوبيين فيجب أن ينسقوا مع السلطات في الشمال للتأكد أن ما يحصل يحصل في نطاق التخطيط والتنظيم، ليس بوسعي أن أضمن ذلك ولكن ما تقوم به الولايات المتحدة وسائل الحكومات في المنطقة يرمي إلى التشجيع على ذلك.


عبد الرحيم فقرا: ما الذي يمنع في المستقبل من أن تقوم جهات أخرى في جنوب السودان مثل الوثنيين بالمطالبة بدولتهم المستقلة هم أيضا؟


إيريك شوارتز: هذه أسئلة معقدة جدا تتعلق بالقانون الدولي والمعايير الدولية وهناك ظروف تحددها أطراف النزاع بشكل خاص والمجتمع القانوني الدولي والحكومات الأخرى قد تفضي إلى استنتاج أن مثل هذه الاستشارة الشعبية مبررة ومشروعة، هناك اختلافات إثنية وغيرها من الاختلافات داخل المجتمعات لا تعني بالضرورة إجراء مثل هذه الاستشارات الشعبية حول الاستقلال، هناك مجموعة من الظروف التاريخية المعينة التي دفعت نحو حلول مثل هذه ولكنها لا تنطبق على كل الحالات، وعليّ أن أذكر أن اتفاق 2005 كان اتفاقا بين الأطراف ولم يكن مفروضا من الخارج بل هو اتفاق بين الشمال والجنوب.


عبد الرحيم فقرا: أريد أن أسألكم عن دول الجوار بما أنكم أشرتم إلى دول الجوار، ماذا تسمعون من هذه الدول مصر مثلا فيما يتعلق بمسألة المياه أو فيما يتعلق بالمخاوف من نزوح اللاجئين إذا ما أصبح جنوب السودان دولة مستقلة.


إيريك شوارتز: خلال سنة 2010 أنفقت الولايات المتحدة ما يقارب سبعمئة مليون دولار لدعم المتطلبات الإنسانية في السودان وقد شجعنا دول الجوار لتستعد للمساعدة في صورة حدوث حالة طوارئ إنسانية بعد الاستفتاء، ثانيا دعني أقل إن الحكومات المختلفة عبرت عن وجهات نظر مختلفة حول العملية السياسية وبوسعنا أن نقول إن الحكومات التي تعاطينا معها تشاركنا الرؤية لضرورة إجراء استفتاء سلمي وهم يعترفون أن هذه العملية سائرة في طريقها لا محالة وهم أيضا يتفقون معنا أن العملية يجب أن تحصل بشكل سلسل وسلمي مع ضرورة احترام النتيجة من كل الأطراف.


عبد الرحيم فقرا: السيد شوارتس هل هناك أي مخاوف في صفوف إدارة الرئيس باراك أوباما من الرهان حقيقة على الاستفتاء، أنه إذا سارت الأمور بطريقة عادية فطبعا ليس هناك مشاكل،ولكن إذا حصل عنف فسيذكر التاريخ أن الولايات المتحدة ساهمت في عدم استقرار السودان بدلا من المساهمة في استقراره؟


إيريك شوارتز: كل ما نقوم به يهدف إلى ضمان نتيجة سلمية لهذه العملية لا يحصل فيها ذلك الانتقال السكاني الواسع النطاق، ثانيا إذا نظرت إلى المنطقة ترى أن هناك تنقلات سكانية هائلة، لقد نزح ملايين السودانيين الجنوبيين وقد عاد بعض الملايين منهم، هناك أكثر من ثلاثة أرباع مليون دارفوري في شرقي تشاد بالتالي كانت هناك نزوحات هائلة من جراء نزاعات مختلفة في السودان، أما إذا وقع تطبيق اتفاق السلام الشامل بنجاح فهذا من شأنه أن يقلص من احتمال وقوع تلك العوامل التي أدت إلى مثل تلك النزوحات والعذاب الإنساني وبالتالي هذا يخلق الفرصة لتخفيف المعاناة بدلا من زيادتها.


عبد الرحيم فقرا: ولكن ماذا لو فشل أو فشلت الاتفاقية الشاملة؟


إيريك شوارتز: إننا نعتقد كما يعتقد المجتمع الدولي والأطراف المعنية بأهمية التأكد من عدم فشل اتفاق السلام الشامل، إذا كانت هناك عثرات في العملية وكانت هناك حاجة إلى المزيد من العمل فإن المجتمع الدولي والولايات المتحدة لن تنسحب من العملية، سنبقى على التزامنا للتوصل إلى نتيجة ترقى إلى مستوى المقاييس الدولية.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد الرحيم فقرا: إيريك شوارتز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين متحدثا إلى الجزيرة في مقر وزارته. بعد الاستراحة فرص وتحديات العلاقة الأميركية المغاربية مرورا بقضية الماء.

[فاصل إعلاني]

فرص وتحديات العلاقة الأميركية المغاربية مرورا بقضية الماء


عبد الرحيم فقرا: أهلا بكم مرة أخرى إلى برنامج من واشنطن ونخصص الحلقة لمسألة المياه وتحديات التنمية والاستقرار من الخليج إلى المحيط.

[شريط مسجل]


خوسيه فرنانديز: سوف نسعى أيضا إلى تعزيز التبادل التجاري بين بلدان المغرب العربي الكبير تعلمون أن هناك العديد من العقبات من بينها موضوع الحدود بين المغرب والجزائر، هناك عقبات أخرى أيضا علينا التعامل معها وهذا يتعين علينا أن نعالجه في المستقبل.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد الرحيم فقرا: إذا كانت المنطقة المغاربية تذخر بموارد مائية هائلة تتمثل في آلاف الكيلومترات من السواحل فإنها في ذات الوقت تواجه تحديات شح المياه مصحوبة بتوترات سياسية بين مختلف دولها، في هذه الأجواء جاءت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الاقتصاد والطاقة والأعمال خوسيه فرنانديز في الآونة الأخيرة لكل من المغرب والجزائر وليبيا وتونس في إطار ما يعرف بشراكة الفرص الاقتصادية لشمال إفريقيا وتوصف هذه الشراكة بأنها امتداد لجهود الرئيس أوباما من أجل تحسين علاقات بلاده مع العالم الإسلامي.

[شريط مسجل]

عبد الرحيم فقرا: سيد فرنانديز مرحبا بكم أولا إلى البرنامج، بالنسبة لقضية الماء في المنطقة المغاربية طبعا لا تطرح نفس المشاكل التي تطرحها في منطقة الشرق الأوسط أي مشاكل سياسية بين الدول لكن تطرح مشاكل بالنسبة للتنمية، زرت المنطقة أخيرا، أين ترى مواقع القوة ومواقع الضعف في التعامل مع قضية الماء كقضية تنموية في بلدان المغرب؟


خوسيه فرنانديز: إن قضية المياه في المغرب الكبير كما تعلمون هناك حاجة ماسة للمياه وهناك فرصة لربط المياه بالتنمية، هناك حاجة كبيرة للبنية التحتية المائية في المغرب الكبير وترى بلدانا مثل الجزائر تعلن أنها ترصد ستين مليار دولار سنويا للاستثمار في البنية التحتية بما فيها الماء والكهرباء والطرقات بالتالي هناك حاجة ولكن هناك أيضا فرصة كبيرة للشراكة مع الشركات الأميركية والأوروبية والشركات المحلية، نحن نعتقد أن المياه ستكون عنصرا جوهريا في التعاون بين قطاعي الأعمال الأميركي والمحلي.


عبد الرحيم فقرا: أوروبا كما تعرفون كانت ولا تزال هي اللاعب التقليدي في منطقة المغرب العربي اقتصاديا، لماذا تشعرون أن بإمكان أميركا أن تعمل في تلك المنطقة بالنظر إلى الدور الأوروبي؟


خوسيه فرنانديز: لقد قال الرئيس أوباما في خطابه في القاهرة سنة 2009 إن من أولويات سياساتنا الخارجية هي بناء علاقات اقتصادية متينة وعميقة مع الدول ذات الأغلبية المسلمة ومن بينها منطقة المغرب التي لها علاقات تاريخية مع أوروبا ولكن هذه ليست مشكلة لأننا لا نهدف إلى إقصاء أحد، نحن نعتقد أنه من أولوياتنا ضمن سياستنا مع البلدان ذات الأغلبية المسلمة نعتقد أن هناك فرصة لتطوير الشراكة بين قطاع الأعمال الأميركي والمحلي، هناك رغبة شديدة لدى رجال الأعمال المغاربيين للعمل مع قطاع التكنولوجيا في كاليفورنيا وفي (السلي كونفالي) وفي نيويورك وما نحاول فعله هو خلق روابط شخصية بين رجال الأعمال هنا وهناك للوصول إلى مصادر التمويل للباعثين المغاربيين الذين سيخلقون فرص العمل في المستقبل.


عبد الرحيم فقرا: هل لامستم أي استياء من جانب الأوروبيين بالنظر إلى الدور الذي تريدون أن تلعبوه الآن في منطقة المغرب العربي، يعني قد ينظر الأوروبيون كدور منافس لهم؟


خوسيه فرنانديز: كلا كلا بل بالعكس لقد التقينا بالعديدين منهم وهم يرون هذا على أنه فرصة، ما نحاول فعله هو خلق روابط بين الباعثين الأميركيين والمغاربيين وخلق فرص التشغيل ودعم الاقتصاد لخلق تلك الظروف التي من شأنها أن تساعد الباعثين في المغرب وفي أميركا، وسيكون هناك المزيد من الفرص حتى بالنسبة للأوروبيين وغيرهم، فالهدف ليس الإقصاء بل هو خلق المزيد من الشراكة بين الباعثين من كل أنحاء العالم بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا.


عبد الرحيم فقرا: إنما هناك علاقات كما سبقت الإشارة تقليدية قوية بين منطقة المغرب العربي وأوروبا خاصة فرنسا وإسبانيا، هناك عامل اللغة، معظم الناس هناك يتحدثون اللغة الفرنسية وليس اللغة الإنجليزية، ما الذي يمكن أن يقوي يد الولايات المتحدة في هذا الشأن بالذات في علاقاتها مع المنطقة المغاربية؟


خوسيه فرنانديز: علينا ألا ننظر إلى هذا على أنه منافسة بل هو منطق تعاوني يجمع بين رجال الأعمال في أميركا وفي المنطقة، سيكون هناك مجال كاف للجميع خصوصا إذا نجحنا في هذا المسعى وفي خلق المزيد من الفرص الاقتصادية سيكون هناك المجال للجميع أن يعملوا في هذه المنطقة سواء كانوا من أوروبا من الصين أو من غيرها، نحن نرى فرصة للتعاون، لقد تحدثنا مع باعثين من تركيا ومن أوروبا يريدون العمل معنا في تأسيس علاقة تعود بالنفع على أميركا وأيضا على منطقة المغرب العربي الكبير.


عبد الرحيم فقرا: نسمع بطبيعة الحال عن كثير كيف أن الشعب الأميركي شعب عملي وبالتالي قد يتساءل الناس في منطقة المغرب العربي ما الذي تريد أميركا أن تستفيده عمليا من هذه الشراكة مع المنطقة المغاربية؟


خوسيه فرنانديز: ما نحققه أولا هو علاقات أقوى بين قطاع الأعمال وقطاع الاستثمار ومن خلال تجربتي كمحامي شركات لسنوات عديدة ترسخت عندي قناعة أنه بوسعك تحقيق الكثير عندما يثق الناس ببعضهم البعض والشراكة في الأعمال تبني تلك الثقة فإذا نجحنا في هذا العمل نتمكن من خلق روابط أعمق بحيث يتمكن الناس من مناقشة المشاكل وإيجاد حدود لها ترضي كل الأطراف.


عبد الرحيم فقرا: لكن كما هو معروف الأساس جوهر أي نجاح اقتصادي إقليمي هو الاندماج أو على الأقل الشراكة السياسية ولكن في المنطقة المغاربية هناك خلافات سياسية بين الدول، الخلاف بين الجزائر والمغرب مثلا، كيف تتعامل إدارة الرئيس باراك أوباما في ظل هذه الشراكة مع هذا الجانب؟


خوسيه فرنانديز: من خلال التشجيع على الشراكة ودعم الشراكة، الشراكة بالأعمال لا تعترف بالحدود، رجال الأعمال يتبادلون الأفكار والاستثمارات والأهداف المشتركة التي تعبر الحدود، هذا المؤتمر الذي عقد في الجزائر بمشاركة 250 رجل أعمال من شمال إفريقيا كانوا بلا استثناء يتبادلون الأفكار وأنا متأكد أن هناك صفقات قد تمت خلال ذلك المؤتمر، بالتالي ما نهدف إلى تحقيقه في نهاية المطاف هو ألا نقحم السياسة في هذا، ولكننا على قناعة أن خلق روابط متينة بين قطاع الأعمال في الولايات المتحدة وفي المغرب العربي الكبير هذا أمر من شأنه أن يدفع نحو علاقات متينة بين رجال الأعمال أيضا داخل المنطقة نفسها.


عبد الرحيم فقرا: ألا يمكن القول بالنظر إلى هذه الانقسامات السياسية في المنطقة المغاربية إن المنطقة تحتاج إلى لاعب ثالث لكي يساعد في رأب الصدع السياسي في تلك المنطقة، يبدو أن الأوروبيين قد فشلوا في ذلك حتى الآن، ما الذي تعتقد أنه يساعد الأميركيين على النجاح أكثر من الأوروبيين في خلق هذه الشراكة السياسية لتتبعها شراكة اقتصادية وازدهار اقتصادي في المنطقة؟


خوسيه فرنانديز: دعني أوضح مرة ثانية أن هدفنا هو خلق علاقات أقوى بين رجال الأعمال في المنطقة فيما بينهم وأيضا بينهم وبين رجال الأعمال في الولايات المتحدة، نحن مقتنعون أن هناك منافع عديدة لمثل هذا العمل وقناعتنا تنبني على مبدأ أن العلاقات الشخصية المتينة تفضي بالضرورة إلى منافع أخرى.


عبد الرحيم فقرا: منطقة المغرب العربي طبعا تتكون من أنظمة سياسية واقتصادية مختلفة، النظام في المغرب مختلف عن النظام في الجزائر، النظام في الجزائر مختلف عن النظام في ليبيا وبالتالي يبدو أن ذلك قد يمثل مشكلة بالنسبة لكم أنتم كطرف أميركي يحاول أن يدخل في شراكة اقتصادية، أليس كذلك؟


خوسيه فرنانديز: من أجمل ما لمسته من خلال هذه الرحلة هو مدى التجاوب الذي لقيناه في كل البلدان التي زرتها، هناك اختلافات بين الأنظمة والحكومات هذا صحيح ولكن كل المسؤولين وكل الوزراء الذين التقيناهم عبروا لنا عن رغبتهم في تنويع اقتصادياتهم ورغبتهم في خلق المزيد من فرص التشغيل لشبابهم وهذه ليست مواقف أيديولوجية بل هي مواقف عملية، بالتالي الاختلافات بين الدول طبيعية كما هو الحال بين الولايات التي تكون الولايات المتحدة الأميركية ولكن التجاوب الذي لمسناه يعبر أن كل حكومة مهما كانت طبيعتها تسعى لتحقيق ما هو أفضل لشعبها.


عبد الرحيم فقرا: هل شعرت بأي انفصام في الشخصية في مواقف البلدان المغاربية، فهناك بطبيعة الحال إعجاب بالروح الخلاقة الاقتصادية التي يتحلى بها الأميركيون لكن كذلك هناك استياء في المنطقة من بعض أوجه السياسة الخارجية الأميركية خاصة في قضايا كالقضية المتعلقة بإسرائيل وفلسطين؟


خوسيه فرنانديز: لا أعرف عن موضوع انفصام الشخصية ولكن ما لمسته ليس فقط في المغرب الكبير بل أيضا في مناطق أخرى من العالم هو هذا الإعجاب الكبير بثقافة بعث المشاريع في أميركا وما يخلق هنا من شركات جديدة لم تكن موجودة منذ ثلاثين عاما وهي الآن أسماء راسخة في الاقتصاد الأميركي، هناك إعجاب بذلك ولكن هناك أيضا قناعة في كل البلدان أنه إذا ما وجدت الظروف الملائمة تستطيع تلك البلدان استنساخ المثال الأميركي الناجح، وقد أثلج صدري مثل هذا الانفتاح.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد الرحيم فقرا: مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الاقتصاد والطاقة والأعمال خوسيه فرنانديز متحدثا إلى الجزيرة في مقر وزارته. انتهت الحلقة عنواننا الإلكتروني، minwashington@aljazeera.net

إلى اللقاء.