
نظرة السود الأميركان لأوباما
– ميول الأفارقة الأميركيين ودورهم في الانتخابات الرئاسية
– استعداد ودوافع المجتمع الأميركي لانتخاب رئيس أسود
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم جميعا في حلقة جديدة من برنامج من واشنطن. في انتخابات عام 2004 حصل الرئيس جورج بوش على 16% من أصوات السود أو الأفارقة الأميركيين في ولاية أوهايو التي حسمت فوزه على الديمقراطي جون كيري في تلك الانتخابات، أما هذا العام فيعول الحزب الديمقراطي على أصوات مختلف قطاعات الناخبين الأفارقة الأميركيين لحسم نتيجة الانتخابات في نوفمبر المقبل لصالح الديمقراطي باراك أوباما حتى في الولايات الجنوبية التي تصوت تقليديا لصالح الجمهوريين كجورجيا وميسيسبي وكارولينا الشمالية وفرجينيا، فكيف ينظر الأفارقة الأميركيون إلى دورهم في انتخابات نوفمبر؟
[تقرير مسجل]
المعلق: هذه أول مرة يصوت الأفارقة الأميركيون في انتخابات يتنافس فيها مرشح أسود على أعلى وأقوى منصب في البلاد، بل في العالم، فبعد قرون طويلة من العبودية تخللتها معارك ضارية للانعتاق وتحقيق حقوقهم المدنية يقف الأفارقة الأميركيون على أعتاب ما قد يكون فصلا جديدا تماما من فصول تاريخهم، فهل يشعرون بأن المجتمع الأميركي مستعد لاعتناق ذلك الفصل؟
مشارك1: إن البلاد جاهزة لرئيس أسود لكن لا يخامرني شك في أن النتائج ستكون متقاربة، إنني أعتقد أن السلطة شيء لا يتم التخلي عنه بسهولة ولذلك فإن التنافس سيكون متقاربا.
مشاركة1: في بعض الأحيان يعتقد الناس أنه يجب أن يصوتوا لمرشح أسود لمجرد أنهم سود هم أيضا، لكن ليس ذلك صحيحا دائما، كما لا يصح أن أصوت لامرأة كهيلاري كلينتون لمجرد أنني امرأة.
مشارك2: أعتقد أن معظم السود سيصوتون لصالح أوباما لأن هذه أول مرة يترشح فيها رجل أسود لمنصب الرئاسة وهو على وشك أن يحقق ذلك.
المعلق: مهما كان حجم الدعم الذي يحظى به باراك أوباما فإنه لم يمنع المرشح الجمهوري جون ماكين من تركيز اهتمامه على هذه الفئة التي قد تعزز موقعه الانتخابي لأكثر من سبب واحد، فبالإضافة إلى توسيع قاعدته الانتخابية وكسب قطاع من أصوات السود قد يقنع اهتمامه هذا فئات أخرى من الناخبين خاصة في صفوف المعتدلين من البيض وغيرهم بأن ماكين يتبع سياسة منفتحة على مختلف الأعراق.
مشارك1: أعتقد أن بلادنا قد وصلت مرحلة بدأ الناس من وجهة نظر تطور الأجيال يغيرون رأيهم حول مختلف الأمور ويتوحدون، لقد كان صوت السود دائما صوتا مؤثرا، انظر إلى سنوات بيل كلينتون، من دون الصوت الأسود ما كان بيل كلينتون سينتخب رئيسا للولايات المتحدة.
المعلق: إحدى التحديات التي يواجهها أوباما تتمثل في تبديد الانطباع الذي تكون لدى بعض الأميركيين بأن أوباما مسلم دون أن يسيء إلى مشاعر المسلمين الأميركيين الذين يشعرون بأن موجة الخوف من الإسلام قد شوشت على صورتهم في المجتمع الأميركي بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، فإلى أي مدى يمثل ربط أوباما بالإسلام مشكلة عند الأفارقة الأميركيين الذين تدين قطاعات منهم بالدين الإسلامي.
مهدي بريي/ المدير التنفيذي لجمعية الأميركيين المسلمين: أعتقد أنهم يشعرون بالتعاطف مع أوباما ولا أعتقد أن غالبية الأفارقة الأميركيين التي تدين بالمسيحية تشعر بنفس مشاعر العداء للإسلام التي تسود في أوساط أميركية أخرى.
[نهاية التقرير المسجل]
ميول الأفارقة الأميركيين ودورهم في الانتخابات الرئاسية
عبد الرحيم فقرا: يسعدني أن أستضيف في هذه الحلقة الدكتور مايكل فونتروي وهو أستاذ السياسة العامة في جامعة جورج ميسون وصاحب كتاب "الجمهوريون والصوت الأسود"، ولورانزو موريس كرسي قسم العلوم السياسية وأستاذ السياسة الانتخابية للسود في جامعة هاورد، ثم إيثلبيرت ميلر مدير الدراسات الأفريقية الأميركية في جامعة هاورد ومؤسس مجلس العلوم الإنسانية في واشنطن، وينضم إلينا مشكورا من شيكاغو الكاتب والصحفي فتحي الضو وهو من أصل سوداني. أبدأ بك الدكتور مايكل فونتروي، نسمع كثيرا عبارة الصوت الأسود أو الصوت الأفريقي الأميركي ماذا تعني تحديدا هذه العبارة؟
مايكل فونتروي: نعم إن هذا المصطلح، الصوت الأسود، يشير عموما إلى مجموعة الأميركيين الأفارقة الذين هم سجلوا أنفسهم في العملية الانتخابية وشاركوا فيها، هناك خاصية فريدة أنه دائما مركز في مناطق معينة من بلد وبسبب ذلك يمكن أن يكون له أثر غير متناسب إذا تحرك الناخبون السود وذهبوا إلى صناديق الاقتراع.
عبد الرحيم فقرا: سيد موريس بالنسبة لمن يسمع الحديث عن الصوت الأسود أو الصوت الأفريقي الأميركي خارج الولايات المتحدة قد يتصور أن السود الأميركيين كلهم عرق واحد، هل هذا التصور صحيح؟
لورنزو موريس: للأسف أو لحسن الحظ التاريخ جعل الناخبين السود أو وضعهم في خانة واحدة من ناحية سياسية هناك تنوع كبير في مواقف الناخبين السود ولكن في رأي الرأي العام الأميركي، السود، الناخبون السود هم أقرب منهم إلى اليسار وهم قريبون من اليسار حتى أن 90% منهم تقليديا يصوتون للناخبين على اليسار وتقليديا الديمقراطيين، لا يوجد عرق واحد لناحية سياسية وهذا يعود إلى الفصل العنصري التاريخي والذي تغير ولكنه في جوهره أو في صلبه في تأثيره لم يتغير.
عبد الرحيم فقرا: عندما تقول إن هذه الفئة من الناخبين تميل عادة إلى اليسار ماذا يعني ذلك تحديدا في سياق انتخابات نوفمبر؟
الصوت الأسود هو على رأس الصوت الديمقراطي وهو دائما منشغل بشأن التدخل الاجتماعي الإيجابي ولديه طابع دولي |
لورنزو موريس: أعتقد أنه أساسا وبالنسبة للملاحظ أن الصوت الأسود هو الذي على رأس الصوت الديمقراطي والذي هو دائما منشغل بشأن التدخل الاجتماعي الإيجابي ولديه طابع دولي ولديه كذلك أثر في الأثر في السياسات الاقتصادية التي تؤثر على الشرائح الضعيفة وهذا تقليديا في صلب مشاغل السود الأفارقة وبدون ذلك أعتقد أن هذه المجموعة أو تكون منفتحة دائما إلى الديمقراطيين أو القيادات اليسارية عموما.
عبد الرحيم فقرا: إيثلبيرت ميلر، إلى أي مدى توافق على أن الصوت الأسود كما سبقت الإشارة تقليديا يميل إلى اليسار؟ وهل توافق على أنه إذا كان الأمر كذلك أن الديمقراطيين سيستفيدون منه كما استفادوا في مناسبات سابقة بالنسبة لانتخابات نوفمبر؟
إيثلبيرت ميلر: لا أعرف إذا ما كانوا يميلون إلى اليسار، أعتقد أن معظمهم من الأميركيين الأفارقة هم في الوسط وهذا مثار جدل، عددهم إلى اليسار، والكثير منهم هم ذوي توجه تقدمي ويرون دور الحكومة الفيدرالية وأثرها لذلك هم ديمقراطيون ومعظم هذه الشرائح هي في حاجة إلى مساعدة، الجمهوريون مثلا يؤمنون بأقل دور للحكومة والديمقراطيون على العكس ولكن منذ لينكولن دائما الشرائح السود يتطلعون إلى الحكومة الفيدرالية للمساعدة والمساعدة في فترة الثلاثينات وفترة روزفلت والركود لذلك دائما هم ميولاتهم إلى الديمقراطيين.
عبد الرحيم فقرا: أتحول الآن إلى شيكاغو والكاتب والصحفي فتحي الضو، سيد الضو بالنسبة للأفارقة الأميركيين، في تصورك أنت شخصيا، هل الأفارقة الأميركيون ينظرون في سياق الانتخابات طبعا إلى أنفسهم كقطاعات يسارية أو محسوبة على الجناح التقدمي كما سبقت الإشارة أم أنهم في البداية والنهاية ينظرون إلى أنفسهم كسود مقارنة بالقطاعات البيضاء وعلاقاتهم بتلك القطاعات البيضاء في المجتمع؟
فتحي الضو: شكرا جزيلا، أعتقد من الضروري والمناسب أن ننظر إلى الموضوع بشكل أشمل، في تقديري من الصعوبة بمكان أخذ السود الأميركيين أو ما يسمى بالأفارقة الأميركيين كتلة واحدة، وصحيح في تقديري أتفق مع المتحدث الزميل لورنزو موريس في أن البرنامج المطروح للسيد أوباما هو تقريبا أقرب إلى اليسار لأنه يتركز أساسا في موضوع العدالة الاجتماعية وهي المسألة التي تشكل حجر الأساس بالنسبة للأفارقة الأميركان ولكن من الصعوبة بمكان أن نأخذ الأفارقة الأميركان كتلة واحدة ونقول إنهم أميل إلى اليسار أو أميل إلى هذا البرنامج، المسألة في تقديري لها عدة جوانب سنتحدث عنها في السياق الآتي لكن في تقديري هي مسألة نفسية أكثر من كونها مسألة سياسية.
عبد الرحيم فقرا: طيب لأعود إليك الدكتور فونتروي، بالنسبة للفروق في صفوف الأفارقة الأميركيين مهما كانت تلك الفروق إذا أمكن أن نركز على البعد، الفرق الجغرافي الذي يرتبط كذلك مع البعد التاريخي، تاريخيا هناك في الولايات المتحدة هناك الأفارقة الأميركيون من السود وارتبطوا بإرث مسألة العبودية وهناك الأفارقة الأميركيون في الشمال لجؤوا إلى الشمال في كثير من الحالات هروبا من مسألة العبودية في الجنوب، إلى أي مدى تعتقد أن هذا الفرق عامل ولا يزال يشكل عاملا في الانتخابات الأميركية خاصة ونحن مقدمون على تصويت نوفمبر؟
مايكل فونتروي: أعتقد لفهم ثقافة الأفارقة السود عليك أن تعود إلى التاريخ وهي العبودية والتي وضعت بملايين من السود في المناطق الجنوبية وما تراه بتهاوي العبودية هي هجرة الأفارقة السود الذين غادروا الجنوب وذهبوا إلى أماكن كالعاصمة وبالتيمور وفيلادلفيا وبوسطن وإلى غير ذلك والذين حضروا من المناطق الجنوبية الشرقية وأماكن أخرى كسينسناتي وكليفلند وديترويت ومن جنوب ميسيسبي وألاباما ذهبوا إلى ذلك وكذلك من لويزيانا الذين توجهوا إلى الغرب، هؤلاء الناس الذين غادروا الجنوب للهجرة إلى أماكن أخرى من البلد أخذوا معهم مجموعة من القيم والتجارب التي لونت آراءهم ومعتقداتهم السياسية، بالرغم من أنهم لم يعودوا في الجنوب ما زال الجنوب ساكنا فيهم لذلك على مدى الوقت ترى الظروف حتى بأن الأفارقة هم متفرقون أكثر مقارنة بالقرن الماضي، هناك جيوب تتركز، التركيز في الجنوب مقارنة بالمدن الشمالية ولديهم علاقات بالجنوب وهذا يساعد في بلورة ثقافتهم وتأثيرها على آرائهم السياسية.
عبد الرحيم فقرا: ماذا يعني هذا الوضع بالنسبة للحزبين الديمقراطي والجمهوري؟ معروف أنه تاريخيا، الحزب الجمهوري هو الذي كان قد دعم في البداية مسألة تحرير العبيد لكن فيما بعد وكما سمعنا قبل قليل تقليديا السود الأميركيون صوتوا لصالح الحزب الديمقراطي، كيف نفسر هذه المفارقة؟ وما هو تأثير هذه المفارقة بتصورك على نتائج انتخابات نوفمبر فيما يتعلق بهذه الشريحة من الناخبين؟
مايكل فونتروي: أعتقد ما هو مهم بالنسبة لفهم.. هي الأيديولوجيا مقارنة بالنعوت، الانتساب للأحزاب، الأميركيون الأفارقة دائما كانوا في اليسار المعتدل وهكذا كانوا على مد الوقت. الحزبان غيرا من معتقداتهم الأيديو لوجية في خلال فترة الإعمار إلى أواخر القرن التاسع عشر، الديمقراطيون هم كانوا المحافظين وعلى مرور الزمن بدخول فترة الحركة الحقوق المدينة كان هناك تحول حيث أن الجمهوريين أصبحوا هم المحافظين في الولايات المتحدة وبسبب ذلك الأميركيون السود يرون الأحزاب ليس بالعودة إلى التاريخ ولكن يرون الأحزاب بالاستناد إلى تلك المفارقة والنمط الذي تغير وبذلك ساندوا الديمقراطيين بشكل منتظم أكثر، لأن في التاريخ القريب الديمقراطيون هم منفتحون أكثر على القضايا بما فيها تدخل الحكومة والعدالة الاجتماعية والتغير الاجتماعي الذي هو في صلب مهام السود الأميركيين.
عبد الرحيم فقرا: لورنزو موريس، كيف تنظر أنت إلى هذه المفارقة؟
لورنزو موريس: أعتقد أن البروفسور هو على حق، نعم هناك واجب حتمي بالنسبة للسود الأميركيين أن يروا أنفسهم يتقدمون عبر التدخل الإيجابي للحكومة وعبر سياسات تدعو إلى التكافؤ والبرامج التي انقطع عنها الجمهوريون بوصول إدارة روزفلت إلى الحكم وبعد ذلك من ثم انتقلوا إلى معسكر الديمقراطيين، الديمقراطيون كانوا هم أساسا مصدر التعرف وربط الهوية إزاء الشرائح المهاجرة والشرائح المهمشة واليوم جزء من تسييس القيادات الأفارقة السود هو استمرارهم في الدخول في التجربة التقدمية عبر حركة الحقوق المدنية أو الانخراط في الكنائس كما أشار أوباما جزء من التجربة، التشديد على التجربة الاجتماعية هي الارتباط بالكنائس، وهذا يساعد في تعريف القيادة السياسية وتمس أو تأخذ بها إلى جانب الديمقراطيين لأن الديمقراطيين كانوا منفتحين أكثر للقيادات السود أكثر من الجمهوريين بأن قيادة الجمهوريين لم تعرف كيف تقوم بذلك وواجهت أجندة أيديولوجية التي تساند الحرب بينما الأفارقة هم مناهضون للحرب وكل الحروب وكانوا مثلا يدعون للخصخصة وهذا دائما الأفارقة السود يساندون أو يعارضون عفوا الخصخصة، وكذلك، أو الأفارقة السود هم يساندون النقابات وحقوق العمال وكلها أدت إلى خلق هوية قريبة منها للديمقراطيين وللأسف الأمر المتغير بالنسبة للجمهوريين.
عبد الرحيم فقرا: إيثلبيرت ميلر لست أدري إن كنت تتفق مع كل ما سمعته حتى الآن من لوارنزو موريس ومايكل فونتروي لكن معروف أن على الأقل بعض القطاعات في أوساط الأفارقة الأميركيين تتعاطف مع الجمهوريين في بعض القضايا الثقافية والاجتماعية مثلا مسألة الإجهاض، هل هذه المسألة مطروحة بحدة في أوساط الأفارقة الأميركيين في هذه الانتخابات؟ وما قدرة هذه القضايا الاجتماعية من هذا القبيل على تعبئة صوت الأفارقة الأميركيين لصالح الجمهوريين في انتخابات نوفمبر؟
إيثلبيرت ميلر: أعتقد أن السود الجمهوريين سيواجهون مشكلة أكبر في هذه الانتخابات بسبب وجود مرشح أسود على البطاقة الديمقراطية حيث أن الناس مستاؤون بالجمهوريين، القول أرى فرقا بين الحزبين، ترى الفرق هنا بأن شخص هنا مرشح أبيض ومرشح أسود، أعتقد أنه بالنسبة للجهوريين المعتدلين يتطلعون إلى أوباما لأن الناس، الأفارقة الأميركيون هم فخورون وهذا مثال كيف أنهم سيحققون الحلم الأميركي، هناك رجل أسود يتقدم وهو يعكس الحلم الأميركي ويعكس زخما لصالح أوباما في هذه الحالة.
عبد الرحيم فقرا: السيد فتحي الضو في نهاية هذا الجزء من البرنامج، هل أفريقيا تلعب دورا في صياغة مواقف الناخبين السود في هذه الانتخابات؟
فتحي الضو: الحقيقة العامل الخارجي دائما في الانتخابات الأميركية لا يلعب دورا كبيرا، النظر إلى أوباما من الناحية العرقية أو من الناحية اللونية أعتقد في تقديري يشكل خطأ كبيرا خاصة أننا في العالم الآخر سواء في أفريقيا أو في العالم العربي دائما نحن رغائبيين، دائما ما ننظر إلى الأشياء وفق ما نتمنى ونشتهي، لكن الحقيقة هذه الصورة ليست بما نتصور داخل أميركا، لا أعتقد بأن الثقل الأفريقي يلعب دورا كبيرا في هذه المسألة، قضية دارفور الآن أصبحت تلعب دورا كبيرا في السياسة الخارجية الأميركية وأوباما بالذات أبدى اهتماما ملحوظا أو بشكل عام يمكن القول إن قضية دارفور شكلت محورا أساسيا بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية في الأجندة الحالية.
عبد الرحيم فقرا: طيب، طبعا إذا اتسع الوقت في الجزء الثاني من البرنامج سنعود إلى مسألة تأثير السياسة الخارجية في أو على مواقف الأميركيين من أصول أفريقية. بعد الفاصل، الأفارقة الأميركيون بين مرشح أبيض ومرشح من أب أسود وأم بيضاء.
[فاصل إعلاني]
استعداد ودوافع المجتمع الأميركي لانتخاب رئيس أسود
عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم في الجزء الثاني من برنامج من واشنطن، هل المجتمع الأميركي بمختلف أعراقه مستعد لانتخاب رئيس أسود؟
[شريط مسجل]
مشارك1: الأميركيون مستعدون لاختيار رئيس أسود، لا يهم إذا كان الرئيس رجلا أسود أو امرأة طالما أنه يقوم بدروه، من البديهي أن الاتجاه الذي سلكناه مع الرئيس بوش كان خاطئا.
مشارك2: عمري 59 عاما ولم أتغيب عن أي انتخابات رئاسية منذ أن بلغت سن التصويت، أعتقد أن الحزب الديمقراطي دائما يجذب الناخبين السود ولا أعتقد أن الوضع يختلف الآن، السود دائما يفضلون الديمقراطيين بنسبة لا تقل عن 80% .
[نهاية الشريط المسجل]
عبد الرحيم فقرا: ويسعدني أن أجدد اللقاء بكم وبضيوفي في هذه الحلقة، الدكتور مايكل فونتروي أستاذ السياسة العامة في جامعة جورج ميسون وصاحب كتاب "الجمهوريون والصوت الأسود"، ولورنزو موريس كرسي قسم العلوم السياسية وأستاذ السياسة الانتخابية للسود في جامعة هاورد، ثم إيثلبيرت ملير مدير الدراسات الأفريقية الأميركية في جامعة هاورد ومؤسس مجلس العلوم الإنسانية في واشنطن، ومن شيكاغو الكاتب والصحفي فتحي الضو. أعود إليك الدكتور مايكل فونتروي، باراك أوباما من أب أسود وأم بيضاء كما سبقت الإشارة، بالنسبة إليك أنت شخصيا هل الرجل أسود وهل يهم أنه أسود أو أي شيء آخر؟
مايكل فونتروي: أنا هذا سؤال يثير فضولي، أرى أوباما كأفريقي أميركي ولكن بنفس الوقت يمكنني أن لا أراه على هذا الشكل بالاستناد إلى أصوله وإرثه وخلفيته، بالنسبة لي ما يجعل شخصا يحتسب أميركيا أفريقيا ليس فقط البشرة ولكن هذا معيار أدنى وأنظر إلى اهتمامه بالقضايا الاجتماعية ومعتقداتي وإلى غير ذلك وحسب ما فهمت الآن أن أوباما يبدو أنه يمتلك كل هذه المعتقدات وهذه الالتزامات التي أصفها تصب في اهتمامات المصوت الأسود.
عبد الرحيم فقرا: لورنزو موريس سمعنا كثيرا من الأصوات هنا في الولايات المتحدة خلال الانتخابات التمهيدية في أوساط الأفارقة الأميركيين يقولون إنهم لا يعتبرون أن باراك أوباما أسود بالمعنى المتعارف عليه، ما دلالة هذا التشكك في عرق باراك أوباما بالنسبة لنتائج انتخابات نوفمبر بتصورك؟
لورنزو موريس: أعتقد هناك نقطتان في هذا السؤال، نسبة الأميركيين السود الذين يفضلون أوباما يصل إلى 90% حتى إذا لا يعتبرونه أسودا على الأقل يعتبرونه شخصا يريدون أن يساندوه، والأمر الثاني أن الصوت الأسود ذهب إلى أوباما، ما عرفوه تذكروا في بداية الانتخابات التمهيدية لم يكن المفضل وحتى هيلاري كانت هي المفضلة ولذلك فحوى القضية أو فحوى أجندته هو الذي سيهم بالأخير في نوفمبر وهذا سيعزز حظوظه بسبب ميولاته السابقة بالنسبة لميولات السود إليه، وإذا نرى أن 90% من هؤلاء الناس يتعرفون به لناحية عرقية بشكل كبير.
عبد الرحيم فقرا: على ذكر هيلاري كلينتون، المفكرة الأميركية السوداء توني موريس كما تعرف كانت قد وصفت بيل كلينتون بأنه أول رئيس أسود للولايات المتحدة والعديد من الأفارقة الأميركيين أبدوا في الماضي ولا يزالون يبدون تعاطفا مع بيل كلينتون، هل يعول الأميركيون من أصول أفريقية على نفس الدرجة من التفهم لقضاياهم من باراك أوباما بالنظر إلى أن بعضهم يتشكك فيما إذا كان يجب اعتباره أسودا أو شيء آخر.
لورنزو موريس: أعتقد لقد ساعدهم أوباما وهذا يفوق توقعاتهم، إنه واحد منهم نتأمل سيصبح رئيسا، توقعات هي كانت عالية بالنسبة لكلينتون وكان هناك إحباطات والعنصر الأساسي هو أن اليمين العدائي عارض كلينتون وكانوا يعرفون أن ذلك اليمين لم يكن مساندا للسود وأوباما يبدو هو ليس فقط أنه الفائز ولكنه يمتلك كل شيء بما فيه الخطبة التي أمام رابطة النهوض بذوي البشرة السوداء وهذا يشبه ميولاتهم لكلينتون أو ما يشبه مساندتهم لكلينتون، إلى جانب السند الذي أخذه من اليسار المتقدم وليس هناك شك أن الأفارقة السود سيسعدون برؤيته إلى الرئاسة ولا نعرف إذا ما كانت توقعاتهم ستكون في مستوى ما يعطيه ولكن هناك دائما تحفظات فيما يخص سياساته عندما يدخل إلى البيت الأبيض ولا نعرف كيف ستكون.
عبد الرحيم فقرا: إيثلبيرت ميلر ما رأيك؟
أوباما سيغير السياسة الأميركية ولكن أثره سيكون ثقافيا أكثر حتى يثير من هو أسود ومن هو أميركي أفريقي |
إيثلبيرت ميلر: أعتقد أن أوباما سيغير السياسة الأميركية ولكن أثره سيكون ثقافيا أكثر في هذا النقاش حتى يثير من هو أسود ومن هو أميركي أفريقي وهذه قضية لناحية ما، وبالنسبة لنا لندرك أنه يفكر بجاليتنا حتى أنه وهذا يفوق أثره وإسهاماته هي رؤية، هو كذلك رؤية دور ميشيل أوباما أو نرى امرأة سوداء تسمى السيدة الأولى، ماذا ستلبسه وإسهاماتها وهي أمور ثقافية لناحية ما سنسمع. حتى نرى هناك نكتة أن البيت الأبيض لم يعد البيض الأبيض بل أصبح البيت الأسود، وحتى ننظر إلى سياسة أوباما سننظر على قدرته على الحكم، لقد ورث سياسة بوش لثمانية سنوات وحربين، هو يواجه تحديا كبيرا ولكن من ناحية ثقافية، عندما يضع يده على الإنجيل وليس القرآن سترى أن هذا البلد عليه أن يعيد تعريف نفسه وقضاياه.
عبد الرحيم فقرا: الآن مسألة الخلاف التي حصلت بين باراك أوباما، ما دمنا نتحدث عن مسألة العرق، الخلاف الذي حصل بين على الأقل ليس باراك أوباما، حملة باراك أوباما والقس جيسي جاكسون، عندما قال القس جيسي جاكسون إن باراك أوباما يتصرف وكأنه أبيض ويتعالى على الأفارقة الأميركيين، هل تشعر أن هذه قصة حقيقية أم أنه شيء افتعل لتحويل الانتباه عن القضايا الرئيسية في الانتخابات؟
إيثلبيرت ميلر: أعتقد عندما تتعاطى مع القس جاكسون وعندما يكون في برنامج دائما عليك أن تحول اهتمامك إذا ما كان إلى خطاب على المايكروفون. هناك جيل داخل السود يبرز من القيادات والناس هم دائما الناس، بعض قيادات الحركة المدنية يدركون أن هناك قيادات جديدة وعليهم أن يدركوا الآن عليهم أن يتصرفوا كالمشائخ والمسنين وهم منتقدون للشباب ولا زالوا مهمين وهذا مهم بالنسبة لأوباما أن يكن الاحترام لهذه القيادات ولم يكن ليصل إلى ما وصل إليه بدون دور وتدخل أشخاص كجيسي جاكسون وأثرهم على ذلك.
عبد الرحيم فقرا: أريد أن أتحول بعد قليل إلى السيد الضو في شيكاغو ولكن قبل ذلك أعود إليك مايكل فونتروي، مسألة الحقوق المدنية في إطار هذا الخلاف بين جيسي جاكسون وحملة باراك أوباما، ما مدى تأثير مسألة الحقوق المدنية على حملة باراك أوباما علما بأن على الأقل في تصور العديد من الأفارقة الأميركيين جيسي جاكسون هو الذي لا يزال يحمل راية إرث ما جرى في الستينات على صعيد الحقوق المدينة ومارتن لوثر كينغ؟
مايكل فونتروي: أقول وهنا لا أتفق مع زملائي إيثلبيرت ميلر، أعتقد فعلا أن حجة الجيل هي تم المبالغة فيها، هناك بعض الشخصيات الكبيرة المسنة الأميركية التي تنظر إلى أوباما بتشكك ولكن عموما أقول فيما يخص كل الشرائح، القيادات السوداء ساندته منذ البداية، بعد أن قلت ذلك جيسي جاكسون وهو دائما في حاجة إلى شعارات من هذا القبيل، عندما ما يخص جيسي جاكسون في القضية الجدلية الأخيرة أثار قضية مشروعة وهي محاولة تودد للمصوتين البيض من ناحية باراك أوباما، أعتقد عندما باراك أوباما، لم يكن قويا جدا في مناقشة القضايا التي تهم السود وعندما يقول جيسي جاكسون إن أوباما يتعالى على السود ما يعنيه هنا أنه يتجاهلهم بمعنى آخر، وباراك أوباما سيحصل على 95% من الصوت الأسود حتى إذا لم يقل أي شيء للناخبين السود من هنا إلى الانتخابات بسبب الفرصة التاريخية المطروحة للسود، ولكن أوباما عليه أن يتطرق إلى القضايا التي هي قريبة لقلوب السود والتي لم تحظ باهتمامه إلى الآن وإذا لم تحصل أي شيء من مرشح أسود أو أميركي أسود فمن سيقول ذلك ويتطرق إليها؟ وأقول إن بلدنا وصل على ما أعتقد إلى فترة أزمة لناحية الناس الذين هم مسجونون بالنسبة للأفارقة السود 2,4 مليون أقول 64% منهم هم من السود بالرغم من أن السود يشكلون فقط 12% من السكان، وكيف معالجة هذا الأمر؟ بالنسبة لي أريد أن أسمع أوباما يتكلم عن هذه القضايا التي تخص السود إلى جانب القضايا العامة التي تمس بالشعب الأميركي عموما.
عبد الرحيم فقرا: السيد الضو في شيكاغو، عطفا على هذه النقطة الأخيرة التي تحدث عنها مايكل فونتروي، كيف يمكن لباراك أوباما أن يتحدث عن بعض المشاكل التي تؤرق الأفارقة الأميركيين دون أن ينظر إليه من قبل الناخب الأبيض في الولايات المتحدة على أنه مرشح السود الأميركيين في تصورك؟
فتحي الضو: نعم، الحقيقة بالنظر للملابسات التاريخية في مسألة العرق هي مسألة معقدة جدا كما نعلم وفي تقديري أن السيد أوباما لم يطرح نفسه كمرشح لفئة معينة وبناء على الشعار الجذاب الذي رفع منذ بداية حملته الانتخابية وهو التغيير الممكن أحدث جاذبية نحوه من الناخب الأميركي الأسود، وأعتقد بأن النظر إلى موضوع أوباما من الناحية العملية، أقصد البرنامج الانتخابي الذي يطرحه، هل هو يلبي حقيقة مطالب السود الأفارقة، الأفارقة الأميركان، أم أنه يلبي طموحات غالبية الأميركان بغض النظر عن اللون أو العرق؟ أعتقد في تقديري البرنامج المطروح هو يلبي قطاعات شرائح كبيرة جدا من الأقليات بما فيها السود، وأوباما أعتقد هذا ما يفعله بالضبط، أستاذ عبد الرحيم، لأنه لم يتحدث عن مشاكل خاصة بالسود تحديدا، ولكنه يتحدث عن برنامج، هذا البرنامج يشمل السود ويشمل أقليات أخرى تعاني من نفس المشاكل التي يعاني منها الأفارقة الأميركان.
عبد الرحيم فقرا: طيب أريد على ذكر مسألة العلاقات بين الأعراق في المجتمع الأميركي أن أقرأ وأعطي فكرة لمشاهدينا عن نتائج استطلاع رأي أجرته (يو. إس. أي. تودي) ومنظمة غالوب، هذا الاستطلاع سئل فيه المستطلعون عن مسألة ما إذا كان انتخاب باراك أوباما أو فشل باراك أوباما في الوصول إلى البيت الأبيض سيؤثر على العلاقات بين الأعراق، العلاقات بين السود والبيض وغيرهم في المجتمع الأميركي؟ أغلبية السود والبيض والهسبانك أي الأميركيين المنحدرين من أميركا اللاتينية يقولون إن انتخاب باراك أوباما سيكون إيجابيا للعلاقات بين الأعراق، 23% من السود يقولون إنهم متفائلون لأنه إذا انتخب سيؤدي ذلك إلى علاقات أفضل، مقابل 13% فقط من البيض، أغلبية البيض والهسبانك و45% من السود يقولون إن هزيمة باراك أوباما لن تؤدي إلى تدهور كبير في العلاقات العرقية لكن 6% من البيض لا توافق بينما 18% من السود يعتقدون أن هزيمة أوباما ستؤثر بصورة سلبية جدا على العلاقات بين الأعراق. لورنزوا موريس ما رأيك في هذه الأرقام؟
لورنزو موريس: أعتقد أنه من الواضح أن الأفارقة الأميركيين يحتفلون بالانتصار الرمزي وبدخول شخص أسود إلى البيت الأبيض ولكنهم يرونها فرصة للاستمرار في تقديم مطالبهم، وكما أشار الأستاذ هذه المطالب لربما ستكون صعبة إذا ما كانت سياسات الحملة لا تتوجه نحو هذا، أو نحو القضايا التي تمس الأفارقة، من ناحية أخرى الكثير من المصوتين البيض المتوسطين الليبراليين يرون أنها فرصة لإبداء الولايات المتحدة للعالم أن الولايات المتحدة تقدمت وهو نصر رمزي للمصوتين الأفارقة والمصوتين البيض من ناحية تغيير صورة أميركا أمام العالم وهذا أمر مهم، وإذا لن يفوز فإن الأفارقة سيعودون إلى ما كانوا عليه ولكنهم سيكونون قد تقدموا لأنه على الأقل شخص أسود فاز بتسمية الحزب وهذا انتصار في حد ذاته ومن ذلك هناك شعور كردة فعل بالنسبة لجيسي جاكسون، جيسي جاكسون دائما كان هو القائد الرمزي لناحية الاندماج في السياسة الأميركية وهو على عكس باراك أوباما. نعم ينظرون إلى، أو الناس يتساءلون ما الذي سيجري إذا لم يفز؟ أعتقد أن الأعداد، أنا لا أنتبه إلى الأعداد في حد ذاتها ولكنه يعكس موقفا على الرئيس، لن يساعد شخص أسود الذي سيتم توقيفه من الشرطي في الولايات الجنوبية أو بالنسبة لمساعدة ناس في الحصول على رزقهم، نحن نتكلم عن أوقات عصيبة بالنسبة للاقتصاد الأميركي وأوقات عصيبة أخرى بالنسبة للحرب وأعتقد أن ليس شخصا واحدا سيغير حياتنا، كانت هناك سيدة سوداء التي تولت منصب وزيرة الخارجية ومن ناحية ثقافية هناك تغير، هناك، أنا سيشعرني بالحماس كأسود ولكن عندما نصل إلى تفاصيل الحياة اليومية، القضاية التي يجب أن تتغير فيما يخص البيوت، البطالة، الفقر، هذه قضايا تتجاوز قدرة شخص واحد ومسألة وصوله وعدم وصوله إلى البيت الأبيض.
عبد الرحيم فقرا: باراك أوباما عندكم أنتم كأفارقة أميركيين كما اتضح من خلال هذا النقاش له طبعا العديد من المواقف التي تحسب له إزاء القضايا التي تهم بالدرجة الأولى الأفارقة الأميركيين لكنه كذلك غير موقفه من كثير من القضايا التي تهم عموم الأميركيين سواء تعلق الأمر بمسألة فايسا، التنصت الإلكتروني على مكالمات الأميركيين أو مسألة العراق، هذا التقلب في المواقف أضر بجون كيري المرشح الديمقراطي عام 2004، هل تشعرون أنتم بالخوف بأن هذا التقلب من قبل باراك أوباما قد يؤدي إلى نفس النتيجة التي أدى إليها عام 2004؟
إيثلبيرت ميلر: نحن ننظر كما قلت على الوضع الآن حيث لم نجر مؤتمر الحزب، سنرى وهناك الكثير في تغيير المواقف حتى لم يكن هناك مناظرات بين المرشحين، ستنظر أو تتوقع الكثير من تغيير المواقف. فيما يخص أوباما ليست المسألة ترشحه، هو يريد أن يفوز ما يعني أنه عليه أنه يتبنى مواقف ستساعده في الحصول على أصوات أكبر، عليه أن يتحرك من الجالية السوداء إلى استقطاب شرائح الذين لم يفكروا أبدا في التصويت لرجل أسود وهذه صلب السياسة وها هو ينوي الفوز وسيغير موقفه، وانظر إلى مسألة عندما أصوت لمرشح ليس بالضرورة أصوت له من أجل قضية، أتساءل هل يمكن للشخص أن يكون في البيت الأبيض لناحية إصدار الأحكام الصحيحة على مدى أربع سنوات؟ وهذا تحدي، فوز الانتخابات أمر والحكم الرشيد أو السديد أمر آخر.
عبد الرحيم فقرا: هل يقلقك تقلب باراك أوباما في بعض مواقفه؟
مايكل فونتروي: نعم هذا يقلقني وهذا ليس من فراغ، قلقي، أو لناحية، أو تاريخيا أقول أو أشير عندما يتقدم المترشحون لتسمية الحزب دائما يمتدون إلى اليسار أو الجناح اليساري في الديمقراطيين أو الجانب اليميني بالنسبة للجمهوريين وبإنتهاء ذلك يتحولون إلى الوسط للحصول على عدد أكبر من الأصوات المستقلين، ما قام به المرشحان أوباما وماكين هو محاولة استقطاب عدد أكبر من الأصوات في الوسط، المشكل بالنسبة لي هي في إطار محاولة القيام بذلك يستسلم لمواقف أخرى أو يتقلب في مواقف أو كثير من القضايا وهذا ما يثير التشكيك عن موقفه الحقيقي، إنه ترشح على أساس شخص جديد ويضخ دماء جديدة ويتحدى الوضع الراهن ولكن إذا تبين أنه غير مختلف عن موقف الوضع الراهن وأنه فعلا يتحدى الوضع الحالي فهذا سيشعرني بالتساؤل عن هويته الحقيقية.
عبد الرحيم فقرا: السيد الضو في شيكاغو، طبعا باراك أوباما أوضح بما لا يدع مجالا للشك بأنه ليس مسلما وأنه مسيحي لكن في أوساط الأفارقة الأميركيين بتصورك مسألة ربط باراك أوباما بالإسلام كما تعمل على ذلك بعض الجهات بالمجتمع الأميركي هل تعتقد أن ذلك سيلحق الضرر به في نهاية المطاف أم أنه سيتغلب على هذه المشكلة بحلول شهر نوفمبر؟
فتحي الضو: هو من البداية حاول أن يتجاوز الكثير من الأشياء الجدلية، كما تذكرون أنه في مؤتمر بوسطن 2004 وهو المؤتمر الذي بزغ فيه نجمه، مؤتمر الحزب الديمقراطي، تحدث بعبارة جاذبة جدا قال إنه لا يعرف أن هناك ليبراليين أو محافظين إنما يعرف أن هناك أميركيين. وهذه نقطة مهمة جدا، كذلك هو من خلال الحملات الانتخابية حاول أن يوضح أكثر من مرة أنه لا ينتمي أو لا يمكن أن يؤطر في عقيدة معينة، المسألة مبنية على الحقوق والواجبات، في إطار الحقوق المدنية التي تحدثتم عنها قبل قليل، لا أتصور أن هنالك تأثيرا يمكن أن يحدث ويؤدي إلى مسار غير طبيعي في هذه المسألة.
عبد الرحيم فقرا: طيب عموما سنرى نتيجة الانتخابات في نوفمبر. شكرا للكاتب والصحفي فتحي الضو وقد انضم إلينا مشكورا من شيكاغو، شكرا كذلك للدكتور مايكل فونتروي أستاذ السياسة العامة في جامعة جورج ميسون، و لورنزو موريس كرسي قسم العلوم السياسية وأستاذ السياسة الانتخابية للسود في جامعة هاورد، و إيثلبيرت ميلر مدير الدراسات الأفريقية الأميركية في جامعة هاورد كذلك. لكم منا جميعا في واشنطن والدوحة أحر التحيات، إلى اللقاء.