غزو العراق في الإعلام الأميركي
– خيارات الإدارة الأميركية في العراق
– العراق في شظايا
– فيلم موطني موطني
عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم جميعا إلى حلقة جديدة من برنامج من واشنطن ونقف فيها وقفة خاصة عند الذكرى الرابعة لغزو العراق.
[مشهد من فيلم موطني موطني]
خيارات الإدارة الأميركية في العراق
عبد الرحيم فقرا: هذه صيحة من أعماق قلب الفنان العراقي الشهير كاظم الساهر في فيلم موطني موطني الذي رشح لجائزة أوسكار عن فئة الأفلام الوثائقية لهذا العام، الفيلم من إخراج الأميركية لورا بواتراس التي ستتحدث في لقاء خاص مع الجزيرة نعرضه في الجزء الثاني من هذا البرنامج، الذكرى الرابعة لغزو العراق حلت أميركيا وسط جدل حاد بين مؤيدي الحرب في العراق والمناهضين لهم إذ نظم المعسكران سلسلة من المظاهرات والمظاهرات المضادة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، أربعة سنوات قضت منذ الغزو تغيرت فيها معطيات كثيرة عراقيا وإقليميا وأميركيا ولعل أهم المتغيرات الأميركية هو تزايد المعارضة للحرب كما تجلى ذلك في خسارة الجمهوريين في انتخابات الكونغرس قبل حوالي أربعة أشهر ما لم يتغير أو هكذا يبدو على الأقل هو موقف الرئيس الأميركي جورج بوش.
[شريط مسجل]
جورج بوش – الرئيس الأميركي: قد يكون من المغري عندما ننظر إلى حجم التحديات في العراق أن نستخلص أن أفضل خياراتنا يمكن في حزم حقائبنا والعودة إلى ديارنا وقد يكون ذلك الخيار مشبع في المدى القريب لكنني أعتقد أن عواقبه للأمن الأميركي ستكون مدمرة فإذا تراجعت القوات الأميركية عن بغداد قبل تأميمها فإن حمى من العنف سوف تنتشر في كل أنحاء العراق ومع مرور الزمن سيلف ذلك العنف المنطقة برمتها.
عبد الرحيم فقرا: ونعتذر في بداية البرنامج كان يفترض أن نستمع لمزيد من موسيقى كاظم الساهر وسنسمعها في وقت لاحق في هذا البرنامج لإلقاء الضوء.. مزيد من الضوء على تقييم الإدارة الأميركية لأربع سنوات من الوجود العسكري الأميركي في العراق، ينضم إلي الآن من مقر وزارة الخارجية الأميركية ديفد ساترفيلد كبير مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون العراق، السيد ساترفيلد مرحبا بك، أولا كيف تقيّم الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية تحديدا أربعة سنوات من الوجود العسكري في العراق وطبعا نعرف أن هناك مَن يسمي هذا الوجود احتلال ماذا تسميه أنت؟
ديفد ساترفيلد – كبير مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية: إن الحل الحقيقي هو كيف يمكن لنا وللشعب العراقي أن نقيم أربع سنوات من الحرية من النظام الديكتاتوري القاسي لصدام حسين ونظام حزب البعث ذلك النظام الذي لم يترك أي مكان للسلام في داخل البلد أو في المنطقة بالنسبة للعراق ولجيرانه وكانت هناك تضحيات كبرى قدمتها الولايات المتحدة والشعب العراقي نفسه على مدى الأربع سنوات الماضية ونحن هنا لتشريف ذكرى الذين فقدوا حياتهم لكن القضية التي من أجلها قدم هؤلاء حياتهم هي قضية الحرية والديمقراطية لكي يكون للشعب العراقي صوته لتقرير مصيره للمرة الأولى في أربع أجيال وهناك تحديات كبرى تواجه العراق وتحديات تواجه الولايات المتحدة والمنطقة أيضا لكننا على اقتناع بأن العراقيين في المقدمة سيستطيعون تحقيق التقدم من أجل نشوء عراق ديمقراطي ومستقر.
عبد الرحيم فقرا: السيد ساترفيلد حتى بعض الذين يتفقون مع الموقف الذي اتخذته الإدارة الأميركية والذي تحدثت عنه الآن حتى هنا في الولايات المتحدة بعض هؤلاء يقولون إنه إذا تمكنت الإدارة الأميركية من الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين فإنها لم تجلب إلى العراق لا الحرية ولا الاستقرار ماذا تقول في ذلك؟
ديفد ساترفيلد: سوف أطلب أن يوجه هذا السؤال إلى 12 مليون ونصف مليون من المواطنين العراقيين الذين أتيحت لهم الفرصة للتصويت لحكومة من اختيارهم لممثلين يمثلونهم بحرية ونزاهة يجب أن يسأل مَن هم هل يشعرون بأنهم أكثر حرية أم لا من نظام حكم صدام حسين.
عبد الرحيم فقرا: إنما أميركيا طبعا نشاهد كثير من مشاهد العنف والدم والقتل في العراق وذلك وتلك العمليات عمليات القتل تشمل حتى أعداد كبيرة من الجنود الأميركيين وهو ما يصيب العديد من الأميركيين هنا في الولايات المتحدة بالامتعاض من السياسة التي تتبعها الإدارة الأميركية في العراق كيف تقنعون هؤلاء بالخط الذي تنتهجونه في العراق؟
ديفد ساترفيلد: لا يوجد هدف يستحق العناء يتم تحقيقه من دون تضحيات القضية أمام الشعب الأميركي هل أن هناك استراتيجية لتحقيق النجاح هل أن هناك شركاء عراقيين لتحقيق النجاح؟ نحن نعتقد بل نحن مقتنعون بأن رئيس الوزراء المالكي وحكومته يتصرفون كشركاء وأن التقدم يتم إحرازه حول الأمن وحول المصالحة السياسية ونأمل من أن نتقدم في المجال الاقتصادي ليكون العراق بلد قادر على الاستدامة هناك تحديات كبرى تواجه كل هذه المسارات وكل هذه الأهداف الاستقرار والأمن والرخاء ولكننا نرى مؤشرات لتحقيق تقدم ونعتقد أن التضحيات التي قدمت ويستمر في تقديمها كانت تستحق العناء.
عبد الرحيم فقرا: السيد ساترفيلد عراقيا وعلى ذكر عمليات القتل طبعا الإدارة الأميركية تقول إن عدد القتلى العراقيين في هذه الحرب على مدى الأربع سنوات الماضية قد بلغ ثلاثين ألف؟، هناك جهات أخرى تقدر عدد الضحايا في العراق بستمائة ألف عراقي كيف تقنعون العراقيين بأنه على الرغم من ارتفاع عدد القتلى سواء كانوا ثلاثين ألف أو ستمائة ألف بأن الإدارة فعلا قد نجحت إلى جلب ما تقول إنها قد نجحت في جلبه إلى العراق؟
ديفد ساترفيلد: الموت شخص واحد هو أكثر مما ينبغي والقضية ليست بالنسبة للعراقيين هل أن الأميركان ينزحون أم لا بل هي هل أن حكومتهم تنجح أم لا لأنها حكومتهم في نهاية المطاف هل يشعرون بأنهم أكثر أمنا في بيوتهم وفي أحيائهم وفي شوارعهم وهذا في المقام الأول تحدي يواجه الحكومة العراقي نحن نبذل جهد استثنائي الولايات المتحدة وشركائنا في التحالف لمساعدة القوات الأمنية العراقية في بغداد أولا وفي أماكن أخرى لبسط الاستقرار ولتخفيف عدد القتلى في العنف الطائفي الإرهابيون يستمرون في ضرباتهم والذين يقتلون أنفسهم ويقتلون العراقيين الأبرياء معهم نحن نستهدفهم أيضا لكن التحدي هو للعراقيين بأن يشعروا بأنهم أكثر أمان وهذا هو التحدث الذي يجب أن تواجهه الحكومة العراقية والقوات الأمنية العراقية قبل غيرهم.
عبد الرحيم فقرا: السيد ساترفيلد منتقدوكم سواء في الولايات المتحدة أي منتقدي الإدارة الأميركية سواء في الولايات المتحدة أو في المنطقة في جوار العراق ومناطق أخرى من العالم العربي والإسلامي يقولون إن أربع سنوات من الوجود العسكري في العراق قد تمخضت من ضمن ما تمخضت عنه من تفجير الصراع الطائفي الذي ألمحتم إليه قبل قليل إلى أي مدى تشعر الإدارة الأميركية أن الصراع الطائفي هو من مسؤولياتها وهي المسؤولة عنه؟
" |
ديفد ساترفيلد: إن العنف الطائفي الذي شاهدناه على مدى العام الماضي في العراق والذي أوقع كل هذه الخسائر في صفوف الأبرياء هو نتيجة لتصرفات مباشرة من أبو مصعب الزرقاوي والقاعدة وأنصارها للاستفزاز حرب طائفية في العراق هذا هدف مريع وهو هدف يجب أن يعارضه كل المعتدلون سنة كانوا أم شيعة ليست فقط في العراق بل في عموم المنطقة الولايات المتحدة تساعد الحكومة العراقية من خلال خطة بغداد الأمنية وتساعد القوات الأمنية العراقية للتخفيف من حدة العنف الطائفي ورأينا انخفاض مشهود في مستوى عمليات القتل على مستوى الأشهر الماضية ونأمل في أن يستمر ذلك لكن هذا في المقام الأول عنف طائفي جاء نتيجة لأعمال القاعدة والزرقاوي ومَن يناصرهم.
عبد الرحيم فقرا: السيد ديفد ساترفيلد أشكرك جزيل الشكر ديفد ساترفيلد كبير مستشاري وزيرة الخارجية لشؤون العراق، العراق في شظايا للمخرج الأميركي جيمس لانغلي هو أحد فيلمين رشحا لجائزة أوسكار هذا العام وسنستعرضهما نحن في هذه الحلقة، الفيلم العراق في شظايا يعالج منظور الأميركيين للعراق خلال فترة ما بعد الغزو ويسلط الضوء على الخطوط التي تفصل في منظورهم بين السنة والشيعة والأكراد وبالمناسبة اللبناني جون سنو شارك في إنتاج هذا الفيلم وينضم إلينا من مدينة سياتل على الساحل الغربي للولايات المتحدة.
[مشهد من فيلم العراق في شظايا]
عبد الرحيم فقرا: إذاً كنت تلك مشاهد من فيلم العراق في شظايا للمخرج الأميركي جيمس لانغلي وكما سبقت الإشارة ينضم إلينا الآن أحد منتجي الفيلم من مدينة سياتل جون سنو، جون سنو مرحبا بك أولا ما معنى أو ما مغذى عنوان الفيلم العراق في شظايا أولا؟
جون سنو – منتج فيلم شظايا في العراق – سياتل: مغذى العنوان اثنين، أول شيء الفيلم يحكي عن.. هو مكون من مقتطعات الفيلم هو بحد نفسه مؤلف من شظايا صغيرة بنفس الأوقات يحكي بالطبع عن واقع العراق اللي هو واقع كثير مؤلم وكمان هو واقع مقسم إلى عدة أقسام سواء العنوان له معنيين.
عبد الرحيم فقرا: طيب من أين جاءت فكرة إنجاز هذا الفيلم وما الهدف من إنجاز هذا الفيلم أميركيا على الأقل؟
جون سنو: مثل ما عم بتشوف ومثل ما شوفنا بالأول بالنسبة إلى مستر ساترفيلد بعت فيه كثير مثل ما هو بين الواقع على الأرض والواقع اللي عم يقال للعالم الأميركي سواء كان الهدف من الفيلم إنه لأول مرة نقدر نوجه صورة شوية واقعية عن اللي عم يصير بالعراق من معاناة الشعب العراقي بطريقة كثير مباشرة لأنه الشعب العراقي ما بيوصل على التلفزيون بأميركا ما بنسمع عنه بأية تفاصيل وما معقول وما بيخلوا الشعب الأميركي يحكي بطريقة مباشرة واضحة عن آرائه سواء الفيلم كان عم يحاول إنه يوجه يفاجئ الأميركان ويلفت نظر الشعب العراقي عن اللي عم يعانوا فيه وخاصة الشعب العراقي الفقير اللي عم يعاني أكثر شيء من الغزو الأميركي بهذا البلد.
عبد الرحيم فقرا: جون لو سمحت لي على ذكر العراقي الفقير أريد أن نستعرض مع مشاهدينا مقطع أو مشهد معين من هذا الفيلم فيلم العراق في شظايا وطبعا نسمع في هذا المقطع أو كما سنسمع في هذا المقطع هناك طبعا استياء من الوضع الحالي لكن هناك نوع من الحنين إلى الفترة الماضية برغم أن بعض العراقيين يعربون عن استيائهم من الفترة الماضية أيام الرئيس العراقي صدام حسين.
[مشهد من فيلم العراق في شظايا]
عبد الرحيم فقرا: جون ما الذي شد عين الكاميرا لديكم إلى هذا المشهد بالذات؟
جون سنو: لأنه المشهد هذا بيفرجك لأول مرة المرحلة اللي عم يمرأ فيها الشعب العراقي بالأخص الشيعة في العراق الشيعة بالعراق بعد صدام حسين صار عندهم الشعور.
عبد الرحيم فقرا: التمكين..
جون سنو: بالتمكين بالإمكان بالهوية الشخصية الدينية هلا مثلما ما شوفنا بالمقطع ما ذكر أبو مصعب الزرقاوي عم يحكي على مواضيع ثانية اللي هي إنه قضية وجود الأميركان عدم الاستفادة من الاحتلال من النفط لازم بقى نوصل لمرحلة إنه المسؤولين الأميركيين يفهموا شو عم بيصير على الأرض بطريقة واضحة ويفهموه للشعب الأميركاني بطريقة واضحة وهذا السبب وراء الفيلم أنا بدعي مستر ساترفيلد إنه يشوف الفيلم وبأدعيه كمان حتى إنه يعرض الفيلم إلى رئيسنا بوش لأنه بأعتقد في الفيلم في تفاصيل معينة ممكن يمكن هم ما واعيين إليها.
عبد الرحيم فقرا: طيب جون ما رأيك في مشاهدة مقطع آخر من هذا الفيلم ومرة أخرى تجري المقارنة بين الحاضر وبين الماضي.
[مشهد من فيلم العراق في شظايا]
عبد الرحيم فقرا: جون مرة أخرى لماذا ركزتم على هذا الشخص تحديدا في الفيلم وإلى أي مدى تعتبرون أن بعض الأفكار التي أعرب عنها في هذا المشهد شائعة في أوساط العراقيين سواء كانوا من السنة أو من الشيعة أو من غيرهم؟
جون سنو: ما في شك إنه حسب ما يتبين معنا بالفيلم إنه في حزازات موجودة كانت بين السنة والشيعة ما فينا ننكر وجود هيك حزازات بس كمان اللي واضح كثير للناس هو إنه مش قصة بس اختلاف أو حزازات دينية في حزازات طبقية لازم ننسى إحنا إنه أغلبية الشيعة بالعراق هم من الطبقة العاملة الطبقة الفقيرة وأغلبية السنة كانوا من الطبقة اللي متيسرة شوية كمان في حوار طبقي عم بيصير وحوار مذهبي مثل ما أنا أصلي من لبنان وبأعرف إنه كيف هذه الأمور بالنسبة للأديان وبالنسبة إلى الطبقية كلها تختلط دائما وتتبلور بعدة طرق كان مهم إنه نفجر من وجهة النظر السنية إنه السنة بعد سقوط النظام كان معودين على نوعين اثنين من الوصول للحكم وانقطعت عنه القصة في أشياء كثير عم تصير من ناحية الحزازات المذهبية والحزازات العرقية بين الأكراد والسنة والشيعة والعرب الحالة بالعراق حالة كثير مثل ما عم يقولوا معقدة.
عبد الرحيم فقرا: سؤال أخير وأريد إجابة بإيجاز لو سمحت على ذكر أنت ذكرت الآن أنك من أصول لبنانية كل هذا الوضع الذي صورتموه في الفيلم في العراق إلى أي مدى تجد هذه القضايا في العراق أصداء في لبنان؟
جون سنو: قضايا العراق لها أصداء بكل العالم العربي وحتى بإيران بألاقي كثير أصداء قريبة ونحن أنا بأدعى كل العالم العربي بهذا الوقت هذا إنه يكون في عندهم تصور واضح للي عم يصير ويتقبلوا الأمور اللي عم تصير بالنسبة للشعب العربي ويحاولوا يتخطوها بمعنى إنه لازم يظل فكرنا على البعيد مش على الأشياء العينية أو على الحزازات المذهبية لازم نظل عم نفكر بقضية شو هيصير من هلا لعشر سنين بالنسبة للعالم العربي نحن جاين مارين بفتحة تاريخية وها الأشياء المذهبية والأشياء العراقية ولازم نتخطاها لأنه في تحديات أكبر.
عبد الرحيم فقرا: جون سنو أحد منتجي فيلم العراق في شظايا الذي رشح لجائزة أوسكار لهذا العام أشكره كما أشكر شركة تايب كاست فيلمز التي وفرت لنا مشاهد من هذا الفيلم، نأخذ استراحة قصيرة الآن وعندما نعود نستعرض فيلم آخر موطني موطني.
[مشهد من فيلم العراق في شظايا]
[فاصل إعلاني]
[مقطوعة غنائية]
عبد الرحيم فقرا: على هذه الصيحة من أعماق قلب كاظم الساهر أرحب بكم مرة أخرى مشاهدينا في كل مكان إلى برنامج من واشنطن، فيلم موطني موطني الذي زودتنا شركة بيو في بهذه المشاهد منه مشكورة يدون لزيارة مخرجه لورا بواتراس للعراق عام 2004 حيث قضت هناك حوالي ثمانية أشهر الفيلم، يدون كذلك لحياة العراقيين هناك بكل مآسيها وتعقيداتها من خلال طبيب سني الدكتور رياض العضاض الذي يعمل أيضا كعضو في بلدية بغداد وكنت قد تحدثت إلى لورا بواتراس التي شرحت في البداية دوافعها لإنجاز هذا الفيلم.
" |
لورا بواتراس – مخرجة فيلم موطني موطني: لقد برز الفيلم كعمل أميركي حقا أعتقد أن أبنائنا وأحفادنا يودون معرفة شيء عن هذه الحرب وتاريخها وما حدث، أنا أميركية ولدي إحساس بالمسؤولية وكذلك رغبة في تسجيل ما أعتقد أنها ستكون حرب لوقت طويل.
عبد الرحيم فقرا: كيفما التعرّف على الدكتور رياض ولماذا اخترتيه تحديدا ليقول بهذا الدور الحيوي في الفيلم؟
لورا بواتراس: أول مرة التقيت بالدكتور رياض كانت في المشهد الذي تراه في سجن أبو غريب حيث كان يشرف على التفتيش فهو يتحدث إلى المحتجزين عبر السياج ثم يشرح للجنود الأميركيين وترى في لحظة من لحظات الفيلم أنهم يعثرون على مجموعة من الأطفال المحتجزين في أبو غريب وكان يتحدث إليهم ثم ينظر إلى أفراد الجيش الأميركي ويقول لهم أنه من غير الصواب اعتقال أطفال في سجن أبو غريب وكانت تلك بالنسبة لي اللحظة التي أحسست فيها بأن هذا الرجل سيكون الشخصية المركزية في الفيلم لأنه كان عراقي يشرح لأميركي غياب العدالة في هذا الوضع.
عبد الرحيم فقرا: طبعا أريد هنا أن أعطي المشاهدين فرصة للتعرّف على هذا المشهد تحديدا مشهد الدكتور رياض في موقع أبو غريب.
[مشهد من فيلم موطني موطني]
عبد الرحيم فقرا: لورا لدي سؤالان الآن فيما يتعلق بالدكتور رياض في هذا المشهد الذي استعرضناه الآن السؤال الأول هل لكي أن تعطينا السياق الذي ورد فيه هذا المشهد للدكتور رياض في أبو غريب؟ والسؤال الثاني هل لكي أن تعطينا السياق العام للعلاقة بين الأميركيين والعراقيين في هذا المشهد كما يشخصه الدكتور رياض؟
لورا بواتراس: سياق مشهد أبو غريب هو أنه جاء بعد ثلاثة أسابيع من نشر الصور الفوتوغرافية في كل مكان وكان هناك نحو ألفين وخمسمائة رجل معتقلين فيه وبسبب انتشار الآلة في وسائل الإعلام كان العراقيون ومجلس بلدية يقومون بعمليات التفتيش في السجن وحصلت مع وفد عراقي على إذن بمعاينة الوضع وكان السجن عبارة عن عدة معسكرات مختلفة وعمد الدكتور رياض والعراقيون إلى الضغط لمشاهدة العديد من جوانب السجن أما أخيرا اكتشفوا تلك المجموعة من الصبيان وقمت بتصوير الموقع بنحو ساعتين، أما بالنسبة للإطار الأوسع فقد كان الدكتور رياض شخص معارض للاحتلال الأميركي ولكنه كان أيضا يؤمن بالديمقراطية وبالمشاركة في الحياة السياسية وكان يمثل المجلس البلدي والحكومة المحلية وذهب كممثل للعراقيين وهو كما نعلم أمر خطير للغاية بسبب العديد من العراقيين الذين شاركوا في العملية السياسية وتم استهدافهم واغتيالهم وقد اغتيل كثيرون من زملائه كما تلقى هو عدة تهديدات بالقتل ولا يزال يتلقاها حتى اليوم.
عبد الرحيم فقرا: كانت تلك لورا بواتراس مخرجة فيلم موطني موطني الذي نشكر شركة بيو على توفيرها لنا ما عرضناه من مشاهد من هذا الفيلم وإذا كنا قد داركنا الدكتور رياض العضاض وأسرته في العراق في الفيلم فإننا نجدد اللقاء بهم في ملاذهم السويسري الآن دكتور رياض ناصر العضاض وعقيلتك سميرة أحمد العضاض وابنتك أسيل رياض العضاض وابنك محمد العضاض نحن في الجزيرة طبعا نرحب بكم جميعا ولعلي أبدأ بسؤال إليك دكتور رياض هل لك أن تشرح لنا أولا كيف انتهى بكم الأمر في سويسرا؟
رياض ناصر العضاض – طبيب وعضو في مجلس مدينة بغداد – ستوكهولم: الحمد لله بسم الله الرحمن الرحيم الحقيقة نحن لسنا في سويسرا نحن في ستوكهولم في السويد.
عبد الرحيم فقرا: عفوا في السويد معذرة.
رياض ناصر العضاض: يعني هو الوضع الآن بالعراق أثر على كل الناس أنا لي وضع عام ووضع خاص أيضا فيعني آثرت أنه أنا أكمل مسيرتي من بعد ما أطلع فترة خارج العراق ثم أعود ثانية مع عائلتي إن شاء الله لكي أواصل المسيرة وهذه تعتبر فترة مؤقتة هي ليست بالهجرة.
عبد الرحيم فقرا: طيب الدكتور رياض نحن طبعا كما أشرنا في بداية هذا البرنامج نقف وقفة خاصة عند الذكرى الرابعة لاجتياح العراق كيف تنظر أنت وأسرتك إلى هذه الذكرى وكيف تقيم السنوات الأربعة الماضية منذ تاريخ الغزو؟
رياض ناصر العضاض: والله أنا أحب أركز على يعني على الفيلم نفسه..
عبد الرحيم فقرا: تفضل.
رياض ناصر العضاض: لأن الفيلم هذا فيلم وثائقي واللي قامت به مخرجة أميركية ليست بعراقية وهي حتى تكون محايدة أيضا في رأييها كان رأييها اللي أعطتها الآن هو رأي صائب الفيلم يتحدث عن أحداث عام 2004 وركزت في هذا الفيلم على ثلاثة مواضيع الموضوع الأول هو بناء العملية الديمقراطية في العراق وبما فيها الانتخابات وآلية الانتخابات وكيف جرت ومن الذي سعى إليها وما كانت النتيجة الثاني هو في مجال حقوق الإنسان والثالث هي كانت تشرح عن عائلة عراقية اللي هو أنا أحد يعني أحد أفراد الشعب العراقي وما أتعرض إليه من أشياء عامة وأشياء خاصة واختطاف ابن أختي في وقتها ثم اغتيال ابن أخي بعدها فيعني لما نستعرض هذا الفيلم نشوف الأخطاء اللي موجودة كانت في عام 2004 علنا نجد حلولا لها في الوقت الحاضر لأن هذه أساس البناء بنية العملية الديمقراطية على أساس خاطئ لما كانت الانتخابات في عام 2004 كان هناك معارك دامية في ثلاث مدن عراقية وأغلقت مراكز اقتراع كثيرة وامتنع فئة من الناس كثيرين وأيضا حتى محافظات امتنعت عن التصويت وطلبت بعض الفئات السياسية بما فيها الحزب الإسلامي اللي يمثل أبناء السنة في العراق تأجيل الانتخابات لمدة ستة أشهر فرفض هذا الطلب هذا الرفض كان رفض خاطئ لأنه الساحة لم تكتمل بعد لكي تتهيأ لعملية الانتخابات كيف تكون انتخابات.
عبد الرحيم فقرا: طيب دكتور..
رياض ناصر العضاض: في مكان وفيه ناس بيدفنون..
عبد الرحيم فقرا: دكتور رياض لو سمحت لي..
رياض ناصر العضاض: وفيه ناس أيضا بيحتلون..
عبد الرحيم فقرا: لو سمحت لي أريد أن أوقفك عند هذه النقطة تحديدا لأنه عفوا في أحد مشاهد الفيلم نرى جدل بينك وبين عقيلتك السيدة سميرة أحمد العضاض وهي طبعا معنا هنا اليوم وأنت طبعا كنت تساند المشاركة في الانتخابات وهي كان لها رأي آخر أريد أن أتوجه بسؤالي إلى السيدة سميرة الآن السيدة سميرة هذا الجدل والاختلاف مع زوجك في بيتكم في بغداد هل تمت تسويته الآن وقد مضى زمن على الانتخابات وأنتم خارج العراق الآن حتى؟
سميرة أحمد العضاض – زوجة رياض ناصر العضاض: طبعا لا لأن ماكو أي تسوية لأن البلد يعني أنا من أرفض أن أروح أنتخب يعني لأن أحس إنه الحزب اللي أراد مهلة ستة أشهر وانسحب فما ممكن أروح أنتخب ويروح صوت بدون يعني صوتي وصوت أبنائي يعني حرامات أحس إنه إحنا يعني لازم نسوي في الشيء يعني الوطن فأحسست إنه يعني حرامات أصواتنا تروح فيعني بوقتها كنت يعني أقول له لا ما نروح ننتخب أو لا دي شنو يقولوا لا بس مع ذلك يعني إكراما له وللحزب الإسلامي قلنا لأن إحنا مسلمين فيعني وأردنا عسى وعل يكون فيه شيء بالبلد يعني تمنينا إن يعني يكون فيه شيء يختلف عن اللي مضى زين بوقتها يعني بزمن صدام قلنا صدام وراح زين ورائها يعني تمنينا إن الأميركان من جوه تخيلنا إنه راح يصير فيه الشيء بالبد راح يصير حرية بس الظاهر لا حرية ولا ديمقراطية الظاهر جابوا لنا فرق الموت وجابوا لنا الحكومة الطائفية اللي خلت ناس يعني شنو حياة حياتنا إحنا كعائلة جزء من شعب وعوائل زين كلنا..
عبد الرحيم فقرا: طيب السيدة سميرة..
سميرة أحمد العضاض: كلنا وحدنا ماذا يلقي الأمان في أي مكان يعني لا تتصور إنه إحنا طلعنا خارج بلدنا..
عبد الرحيم فقرا: مفهوم سيدة سميرة معذرة عن..
سميرة أحمد العضاض: ماكو مرتاحين أو يعني لا..
عبد الرحيم فقرا: معذرة سامحيني أريد أن أقاطعك لأنه لم يبق أمامنا في وقت البرنامج إلا شيء يسير وأريد أن آخذ كلمة من كل من أسيل ومحمد بالنسبة لهذا الفيلم إذا أمكن أن أبدأ بكِ أسيل أنتِ طبعا شاهدناكِ في أحد مشاهد الفيلم وخلال هذا الجدل الدائر بين أمكِ وأبيكِ آنذاك في بغداد كيف كنتِ وسط هذا الجدل وخصوصا في وجود مخرجة سينمائية تصور ما كان يدور داخل بيتكم من جدل سياسي؟
أسيل رياض العضاض – ابنة رياض العضاض: في البداية الانتخابات بنظري كانت شيء وطني وكان لازم أشارك بها لأنه حب الوطن من الإيمان والحزب اللي اختاره بابا أنا يعني عندي ثقة باختياره لأنه يدرس الموضوع فمن اختاره سهل عليهم هم اختيار الحزب اللي اختاره رغم إن هو كان حزب منسحب بس مع ذلك حبينا وتمنينا يشارك على (MOOD) العملية السياسية تكون عملية صحيحة أو ما بها أي نوع طائفية أما بخصوص لورا إذا كانت عايئة عندنا فهي كانت تصورنا الوقت كله فما كنا نعرف هذه اللقطة هتطلعها أو دي شو اللقطة هتطلعها.
عبد الرحيم فقرا: طيب ممكن آخذ كلمة الآن من محمد، محمد بالنسبة لفيلم لورا وبالنسبة لوجود لورا بين ظهركم في بغداد كيف شعرت أثناء تصوير الفيلم؟
محمد رياض العضاض – ابن رياض العضاض: أول شيء هو يعني شو عندنا الفيلم إحنا ما كنا نعرف إنه هي تريد تسوي إنه فيلم وثائقي وتوثقه بس إحنا رغم هذا يعني دعمناها حتى تعرف تبين الحقيقة اللي يمرون بها العراقيين ترويها للشعب الأميركي اللي هو اند حكومته خليه يعني يشوفون يعني إحنا أبسط شيء هي كانت عندنا هي عرضتنا لخطر وعرضتنا لأي دقيقة يعني ما تعرف من أي جهة كنا نختطف نقتل بس إحنا رغم هذا أردنا حبينا نسوي شيء للعراق لأن العراق غالي علينا هذا صار له أربع سنين على الاحتلال كل شوفناه شوفنا وتهجرنا واضطهدنا وسافرنا غربنا بهذه الدول وما نعرف نرجع شنو مصيرنا كلياتنا عرفناها أصدقائنا عرفناهم الناس اللي نحبهم ما تعرف يعني.
عبد الرحيم فقرا: دكتور رياض معذرة محمد أريد أن أقاطع عندنا ثلاثين ثانية أريد أن آخذ آخر ثلاثين ثانية منك دكتور رياض تفضل.
رياض ناصر العضاض: نعم والله يعني مادام إحنا الفيلم استعرض الأخطاء اللي حصلت في الانتخابات بالإمكان أن نرجع إلى هذه الأخطاء ونستفد من هذه الدروس ونصلحها بنية جيش وقوى الأمن على أسس خاطئة يجب أن يعاد النظر بها ويجب أن يعاد توظيف الضباط والجنود المهنيين الذين يحملون خبرة.
عبد الرحيم فقرا: دكتور رياض.
رياض ناصر العضاض: وجيشنا العراقي جيش قديم وجيش ذو خبرة واسعة..
عبد الرحيم فقرا: دكتور رياض أنا مضطر لمقاطعتك للأسف..
رياض ناصر العضاض: في هذا المجال قوات الشرطة وقوات الأمن..
عبد الرحيم فقرا: دكتور رياض أشكر الدكتور رياض ناصر العضاض وهو طبيب وعضو في مجلس مدينة بغداد وأشكر عقيلته سميرة أحمد العضاض وبنته أسيل رياض العضاض وابنه محمد العضاض مع تحيات طاقم البرنامج أترككم مع هذه الأنغام.