صورة عامة
من واشنطن

علاقة الكونغرس بإدارة بوش

تناقش الحلقة بدء الدورة الأولى للكونغرس وسط جدل حاد بشأن الملف العراقي. كيف ستكون علاقة الكونغرس مع إدارة الرئيس بوش سيما وأنها المرة الأولى التي ينتخب فيها عضو مسلم للكونغرس؟

– تأثير الكونغرس الجديد على السياسة الأميركية
– مستقبل الموقف الأميركي من قضايا الشرق الأوسط
– مخاوف المجتمع الأميركي من تزايد المهاجرين


undefinedعبد الرحيم فقراء: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم إلى حلقة جديدة من برنامج من واشنطن، مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح تعم الولايات المتحدة بما فيها طبعاً عاصمتها السياسية واشنطن وإذا كانت الدوائر الرسمية قد علقت أنشطتها احتفالا بالعيد فإنها تدرك تمام الإدراك أن أم القضايا التي ستواجهها لدى استئناف أنشطتها في مستهل السنة الميلادية الجديدة هي قضية الحرب في العراق.

تأثير الكونغرس الجديد على السياسة الأميركية

[تقرير مسجل]

جورج بوش – الرئيس الأميركي: أن علينا التزاما بالتأكد من أن قواتنا العسكرية قادرة على مواصلة تلك الحرب في المدى البعيد وعلى القيام بكل المهام المختلفة الأخرى الموكلة عليها وأنني ميال إلى الاعتقاد بأنه يتعين علينا أن نزيد في الحجم الدائم للجيش الأميركي ومشاة البحرية الأميركية وقد طلبت من وزير الدفاع روبرت غيتس أن يحدد كيف ستتم تلك العملية وأن يرفع إليَّ تقريرا في ذلك الشأن.

عبد الرحيم فقراء: الرئيس جورج بوش أشار أيضا إلى أنه يفكر في إرسال مزيد من القوات إلى العراق وهو ما أثار جدلا حادا حول إمكانية وجدوى إجراء من ذلك القبيل، هذا الجدل لابد أنه سيجد أصداء قوية داخل مجلس الكونغرس عندما يعود بحلته الديمقراطية الجديدة في بداية الشهر القادم، فما هي أهم التحديات التي سيواجهها؟ معي في الأستوديو كلا من جيمس زغبي مدير المعهد العربي الأميركي في واشنطن وعضو اللجنة الوطنية الديمقراطية وكذلك البروفيسور إدموند غريب من الجامعة الأميركية وينضم إلينا من مدينة فينكس بولاية أريزونا برادلي بلايكمان المخطط الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، مرحبا بكم جميعا ولعلي أبدأ بجيمس زغبي بالنسبة للكونغرس المقبل.. بتصورك بالنظر إلى هذا الجدل الدائر حول ما إذا كان يتعين إرسال مزيد من القوات إلى العراق أم لا، ما هي أول خطوة سيقدم عليها مجلس الكونغرس؟

جيمس زغبي – مدير المعهد العربي الأميركي: أول خطوة لابد أن تكون أولا التفكير بما يطلبه الرئيس، لا يوجد ثقل للكونغرس في هذه المسألة، الكونغرس لن يصوت إلى تقليص عدد القوات أو أن يصوت لصالح ذلك، مسؤولية الكونغرس هي تحديد ميزانية الحرب وهذا الطلب لن يأتي إلا في المستقبل الأبعد قليلا ولكن ما سيفعله الكونغرس على ما أظن هو أن يستخدم صلاحياته على الإشراف للطلب من الإدارة الحضور إلى جلسات استماع ومحاسبة، نسمع أصوات من الجيش هم يعارضون ما يحدث الآن فلن يفاجئني إذا كان هناك جلسات استماع، أن يكون هناك ضباط سواء متقاعدين أو قيد العمل سيسألون ما هي مهمة الجيش؟ ماذا نريد من أي زيادة في عدد الجنود في العراق؟ ولكن وأيضا سينظروا إلى تقرير بيكر وهاملتون حول العراق.. طبعا الكونغرس كان يشجع الحرب أو يناصرها ولكن الآن نسمع بعض الحركات من نيلسون وكيري وغيرهما وذهبوا إلى العراق وذهبوا إلى سوريا وهم يقولون لابد أن ننفذ تقرير بيكر هاملتون وأن نبدأ بمسار جديد ولكن ممكن أن يستخدموا جلسات الاستماع وهذا هو الدور الذي سيلعبه الكونغرس.

عبد الرحيم فقراء: دكتور إدموند غريب بالنسبة لهذه الأسئلة الصعبة التي تحدث عنها جيم في الكونغرس وبالنسبة لاستدعاء كبار العسكريين سواء العاملين حاليا أو المتقاعدين لاستجوابهم حول ما إذا كان يجب إرسال مزيد من القوات إلى العراق أم لا، هل بتصورك سيكون لهذه الجلسات.. جلسات الاستماع في الكونغرس بهذا الشأن أي تأثير على المنحى الذي قد يأخذه الرئيس جورج بوش بالنسبة لهذه القضية؟

"
بوش يعلم بأن الشعب الأميركي الذي صوت في الانتخابات الماضية، أرسل إشارة مفادها أن سياسة الإدارة الأميركية في العراق ألحقت الضرر بالولايات المتحدة
"
 إدموند غريب

إدموند غريب – بروفيسور في الجامعة الأميركية: الرئيس يعلم أن الشعب الأميركي صوت في الانتخابات الماضية وأرسل إشارة واضحة إلى الإدارة ككل بأن الأمور لا تسير على ما يرام في العراق وأن هذه السياسة في العراق هي سياسة قد ألحقت الضرر بالولايات المتحدة، بسمعتها، بمصداقيتها، بقدرتها على التعامل مع العديد من القضايا الخارجية وبالتالي فإن الرئيس حتى لو لم يكن هو شخصيا يريد أن يستمع فإن الحزب الجمهوري يريد أن يستمع والحزب الجمهوري قادم على انتخابات في سنة 2008 ويريد أن يعود إلى السلطة وعلى الأقل يأمل أن يحتفظ بعدد على الأقل بأحد مقعدي مجلسي الكونغرس وبالتالي فإنه سيضطر إلى الاستماع ولكن أيضا يجب أن نتذكر أن الرئيس الأميركي هو الشخص المسؤول عن صناعة السياسة الخارجية، هو الشخص المسؤول عن قيادة.. هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو شخص لن يكون لن يواجه الانتخاب سنة 2008 وبالتالي فإن لديه حرية أو هامش من المناورة أوسع بكثير ولكن في نفس الوقت كما قلت فإن الرئيس يعلم أنه في ورطة أيضا وهناك حاجة لمراجعة الموضوع، ما الذي يستطيع أن يفعله الكونغرس هنا؟ ما يستطيع أن يفعله الكونغرس هو أن الكونغرس قد اُنتقد في الماضي وأنا عندي انتقادات كثيرة من عدد من السياسيين الأميركيين ومن عدد من الباحثين والمفكرين الذين يقولوا بأن الكونغرس تخلى عن دوره كرقيب على الإدارة، رقيب على السلطة التنفيذية وهو أنه له دور مساوي إلى حد ما على الأقل في العديد من القضايا وأصبح ختما إلى حد ما كان يختم على الكثير من القرارات ومن هنا فأعتقد أننا سنرى جلسات استماع ليس فقط حول الدور في العراق بل أيضا حول الطريقة التي تعاملت فيها الإدارة مع قضايا المعلومات الاستخباراتية، قضايا الإنفاق قضايا الفساد والسياسة تجاه العراق ككل.

عبد الرحيم فقراء: سيد برادلي بلايكمان في فينكس أريزونا.. سمعنا الدكتور إدموند غريب يقول إنه حتى الجمهوريين سيكونون مهتمين بهذه الجلسات.. جلسات الاستماع لكبار العسكريين في الكونغرس، ما الذي بتصورك يأمل الجمهوريون في سماعه من هذه الجلسات؟

برادلي بلايكمان – المخطط الاستراتيجي في الحزب الجمهوري: هم يريدون أن يسمعوا الحقيقة من ضباطنا في الميدان وأيضا الرئيس، الرئيس سيستمع إلى توصيات بيكر هاملتون في تقريرهما وأيضا وزير دفاعه الجديد والكونغرس الجديد ولدينا أمين عام للأمم جديد وأيضا نأمل أن يكون هناك ممثل دائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة فهناك وجوه جديدة في الميدان سينظرون إلى الموضوع بطريقة جديدة والرئيس سيأتي ببرنامجه الجديد للتقدم في العراق والكونغرس طبعا لديه مسؤولية الرقابة والإنفاق والكونغرس لن يرفض طلبات الرئيس أو الجنود.. الأموال التي يحتاجونها طالما أن الشعب العراقي يريدنا هناك وطالما أن رسالتنا محددة.

عبد الرحيم فقراء: طيب دعني أسألك عن تقرير بيكر وهاملتون الذي أشرت إليه لم نعد نسمع الكثير عن تقرير بيكر وهاملتون، بدأنا نسمع أصوات متزايدة عن تقرير آخر وهو طبعا تقرير فريدريك كيغن من معهد انتربرايز الأميركي، يقال إن الجمهوريين والرئيس جورج بوش تحديدا يولي اهتمام أكبر إلى كيغن من اهتمامه بهاملتون بيكر، هل هذه الأصداء صحيحة؟

برادلي بلايكمان: لا هذا هراء، أي شخص يقول لك إنهم يعرفون ما يفكر به الرئيس قبل أن يعلن عن ذلك ليس لديه أي معلومات صحيحة، كشخص كان يعمل في مكتب الرئيس لمدة ثلاث سنوات الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون ما يفكر به الرئيس هم مجموعة صغيرة جزء من صناعة القرار، أعرف التالي من حيث الكلام من الذين يعملون مع الرئيس فإن الرئيس يفعل ما بوسعه للاستماع إلى أي رأي معقول ليفكر في الطريقة الجديدة التي سيعمل معها بالعراق، فالرئيس دماغه مفتوح للناس الموجودين في الحكومة وخارج الحكومة وعندما يعلن عن سياسته الجديدة فإن الناس حول العالم سيعرفون أنه استمع إلى مشورة الناس في الحكومة وخارج الحكومة عندما يأتي بأفكاره إلى الناس.

عبد الرحيم فقراء: جيم؟

جيمس زغبي: دعني أقول إن ما فعله البيت الأبيض هو قليل من الفبركة الإعلامية بيكر هاملتون جاؤوا بكثير من الخبراء من جميع جوانب هذه القضية وليس هناك أميركان صالحان لهذه الهمة أكثر منهما أكثر من جيمس بيكر ولي هاملتون وطالما تحركت هذه المسيرة بدأت البيت الأبيض بإخراج عدة أفكار مختلفة، الرئيس في زيارة خاطفة إلى عمان ثم رسائل هادلي ورسائل رامسفيلد تتم إعطائها للصحافة وثم يعلنون عن تقييم داخلي للوضع في العراق وأن يحظر غيتس نصائحه لوحده، فالآن الكل يبحث عن حل بين كل هذه الأصوات والضجيج وهذا ما يسمح للرئيس بأن يختار برأيي هذا وذاك لكي يكونوا غير ما جاء في تقرير بيكر وهاملتون، أنا أثق بتقرير بيكر وهاملتون، إنها لجنة أو الوثيقة إنها الوثيقة الوحيدة التي تأتي باتفاق الجمهوريين والديمقراطيين ويربطون بين العراق والشرق الأوسط ككل وأيضاً لدينا الاعتراف لابد أن يكون هناك دعم شعبي لتستمر في هذه الحرب وأن تبحث عن طريقة لإخراج الولايات المتحدة من العراق وأنا لا أثق بأنه عندما نستمع من الرئيس أنه سيكون في وضع إخراج الجنود وأيضاً حشد الدعم الشعبي وهذا شيء خطير جداً.

عبد الرحيم فقراء: سمعنا البيت الأبيض طبعاً يقول إن الرئيس جورج بوش فيما يتعلق بفكرة كيغن إرسال مزيد من القوات تقريباً خمسين ألف جندي إضافي إلى العراق، سمعنا بعض الأصوات تقول إن البيت الأبيض يعول على الجمهوريين المترددين بشأن الحرب في العراق وعلى الديمقراطيين المعتدلين في الكونغرس لتأييد هذه الفكرة فكرة كيغن إرسال خمسين ألف جندي إضافي، هل هناك أي تحمس في أوساط الديمقراطيين المعتدلين لهذه الفكرة كما نسمع؟

جيمس زغبي: يقولون أننا سندعم الحملة طالما علمنا ما هي الحملة وما هي الرسالة، الناس الذين يعملون في الجيش لا يعرفون تماماً ما هو الهدف، لماذا الدماء؟ لماذا الاستمرار إذا لم تكن تعرف ما هي النتيجة؟ وكيف ستخرجنا من هناك؟ وكيف تحل المشكلة في العراق؟ وكيف تحرك.. تتقدم بالعراق وبالولايات المتحدة؟ بيكر وهاملتون قدموا أفكارهما ولكن إذا كان الهدف من زيادة عدد القوات هو لتكسير بعض العظام ثم الخروج مثل فيتنام هذا شيء لا أستطيع أن أهضمه، دخلنا في حرب بدون أن نعرف ما هو الهدف، بدون أن نعرف ما هي النتائج ودخلنا في هذه الحرب بدون أن نقول للشعب ما هي شروط الالتزام بها والآن شارفنا على أربع سنوات من هذه الحرب وما زلنا نبحث عن استراتيجية وهذا وضع خطير جداً.

إدموند غريب: أعتقد إلى حد كبير أنا أتفق مع ما قاله جيمس، فأن هناك نوع من الشعور أو على الأقل هناك تقييم وهو ما شاهدناه في خطة بيكر هاملتون أن هناك لأول مرة نرى نوعه من الانتقاد أو التقييم الجريء والواضح والصريح للوضع في العراق وأن هذا الوضع هو وضع خطير ويعكس هذا التقرير إلى حد كبير العودة إلى الواقعية في خاصة بين الجمهوريين وأيضاً الواقعية في السياسة الأميركية الجديدة، طبعاً هذا تقرير لا يقدم كل الحلول، ليس هو عصا سحرية قادرة على حل المشاكل التي تواجه الولايات المتحدة وأعتقد أن الرئيس أيضاً لم يُرد أن يظهر وكأنه ينتظر تقرير بيكر هاملتون ليتبناه وليقول هذا ما أفعله ومن هنا يأتي أيضاً اللعبة السياسية أنه يريد الاستماع إلى وجهات نظر مختلفة، لديه مراجعات مختلفة من داخل المؤسسة التنفيذية نفسها في وزارة الخارجية وزارة الدفاع مجس الأمن القومي بالإضافة إلى اتصالاته مع أشخاص من الذين المقربين على الأقل عقائدياً مثل جماعة الـ (American Enterprise Institute) وهو أيضاً تحت ضغوط، الرئيس يواجه الكثير من الضغوط والمشكلة الأكبر التي تواجهه أنه لا توجد حلول سحرية للمشكلة في العراق، فالرئيس الآن يبحث عن طريقة للخروج من هذا المأزق الذي تجد الإدارة نفسها فيه وأعتقد أنه سيحاول على الأقل الحصول على دعم من الديمقراطيين المحافظين وقد اُنتخب عدد منهم في الكونغرس بالإضافة إلى الجمهوريين ولكن المشكلة هي ما هي المهمة؟ ما هي مهمة هذه القوات التي سترسل إلى العراق؟ وهل هذه المهمة هل هي فقط أمنية؟ هل لها علاقة فقط كما نسمع بأنه يجب تحقيق الأمن والاستقرار في بغداد مثلاً وبعد ذلك ربما توسيعها؟ ولكن هل ستكون مرتبطة بتحركات سياسية على الأرض؟ هل سيكون هناك رؤية شمولية لما يجري في العراق.. ليس فقط داخل العراق بل أيضاً للتعاون كما اقترحت خطة بيكر للتواصل مع جيران العراق، فكل هذه الدول لديها أيضاً مصالح، هل هناك خطط أوسع من ذلك لإعطاء دور أكبر للأمم المتحدة للأوروبيين وغيرهم؟

عبد الرحيم فقراء: سيد بلايكمان بغض النظر عما إذا كنت تعتقد أن هذا الحديث الذي يدور عن ما يقوله فريدريك كيغن صحيح من أن الرئيس جورج بوش قد يستمع إليه أم لن يستمع إنما وسائل الإعلام الأميركية تتحدث بصورة متزايدة عن هذه الأفكار من معهد إنتربرايز الأميركي، هل هذا البزوغ الجديد لمعهد إنتربرايز؟ هل هو بمثابة معركة أخيرة للمحافظين الجدد أم أن المحافظين الجدد بدؤوا يعودون على الواجهة الآن؟

برادلي بلايكمان: دعني أقول شيء هنا دعني أقول أنه مما استمعت إليه لحد الآن هو هراء بالكامل، تقرير أو لجنة بيكر هاملتون هي لجنة عُينت من قبل الكونغرس، ليست لجنة رئاسية وهم ليسوا منتخبون وهم يعملون في القطاع الخاص وهذا يعني أن مسؤولية اتخاذ القرارات القرارات التي لابد من اتخاذها بشأن العراق والشرق الأوسط تأتي من الأشخاص المنتخبون، الرئيس ينظر إلى هذا التقرير كغيره، توصياتهم الـ 79 لن تُقبل جميعها وبعضها مضحك، مثلاً الحديث مباشرة مع إيران وسوريا، الرئيس قال إنه لن يفعل ذلك لأنهما دولتان إرهابيتان وهما سبب كثير من المشاكل في العراق، فهناك بعض الأمور في تقرير بيكر وهاملتون، طبعاً سيتبعها الرئيس ولكن كثير منها ليست جزء من الحل.

مستقبل الموقف الأميركي من قضايا الشرق الأوسط

عبد الرحيم فقراء: جيم.. بالنسبة لما قاله بلايكمان في موضوع إيران وسوريا ويمكنك طبعاً التعقيب على ما قاله حول تقرير بيكر وهاملتون، إنما فيما يتعلق بموضوع إيران وسوريا إلى أي مدى ستغير التشكيلة الجديدة في الكونغرس وهو ذو أغلبية ديمقراطية الآن موقف الإدارة من قضايا سوريا وإيران؟

جيمس زغبي: لست من المعجبين بإيران، أنا أراهم كخطر في المنطقة وما فعله الرئيس في العراق خلق وضعاً حيث زاد من قوة إيران المتحدية، فإيران أصبح لها دور وشأن في المنطقة فاق بكثير ما كان لديها من قبل أن ندخل العراق وأن نخلق الفوضى التي خلقناها هناك ونرى تأثير ذلك في كل مكان، عندما تتحدث عن التعامل مع إيران نحن لا نتحدث عن مثل بعض الأشخاص في الاتجاه الآخر يقولون ليس من باب إكرام هذه الدولة وكونها هي مسؤولة عن بعض المشاكل ولكن كونها مسؤولة عن بعض المشاكل فلابد أن تتحدث معهم، برادلي لحظة يا برادلي.

عبد الرحيم فقراء: دقيقة سيد بلايكمان.

جيمس زغبي: نحن سنفعل ذلك بطريقة دولية وليس بطريقة ثنائية، أنا مستعد أن تتحداني في هذا وأنا لم أقل أنه لابد من محادثات ثنائية ولكن لماذا لا يكون هناك مؤتمر متعدد الأطراف يكون دائم ولكن رفضنا في بأن إيران وتركيا وسوريا والأردن والسعودية العربية والمنطقة ككل لها اهتمام بالغ في ما يحدث هناك، دخلنا هناك بشكل أحادي وخلقنا الفوضى هناك..

برادلي بلايكمان: أنت تعرف أننا لم ندخل بشكل.. 23 دولة دخلت معنا ومع بركات الأمم المتحدة وبركات الكونغرس، لم ندخل إلى هناك، لا تقول ذلك أنت تعرف أنه غير صحيح.

جيمس زغبي: دعني أنهي الهراء ثم أنت استلم، كان حرب اختياري ولم ترض عنه الأمم المتحدة ولم تباركه الكونغرس، القرار في الكونغرس أعطى الرئيس سلطة واستخدمها بشكل مختلف تماماً، اليوم غياب أي خطة على الطاولة لديها إجماع بين الحزبين لابد أن تؤخذ في الاعتبار، هناك قنبلة موقوتة واحدة هي الانهيار أو الوقوع في الحرب الأهلية وأيضاً عندنا قنبلة موقوتة في أميركا وهي أن غالبية الشعب يريد عودة الجيش أو الجنود، إذا انفجرت إحدى هذه القنابل فنحن في ورطة كبيرة، إذا خرجنا من العراق بشكل إحادي كما دخلنا أو إذا انفجرت العراق من الداخل فإن عواقب ذلك على مستوى المنطقة ضخمة جدا، هائلة، لم نفكر به في الأول لابد أن نفكر به الآن بيكر وهاملتون هما الوحيدان الذين في ذلك..

عبد الرحيم فقراء: معذرة سيد بلايكمان سأتحول إليك بعد دقيقة، بروفيسور غريب.

إدموند غريب: أعتقد أن ما حدث أن هناك ما نراه الآن على الأرض في العراق أن هناك ورطة كبيرة ورطة للولايات المتحدة ورطة لدول الجوار وأهم من ذلك هناك خطر على وجود الدولة العراقية التي أسسها فيصل الأول، فهناك صراعات الآن وجاءت نتيجة للحرب، صراعات طائفية صراعات عرقية صراعات إثنية بين القوى المختلفة التي تهدد احتمالات التعايش بين القوى المختلفة في العراق وجزء كبير من هذه المشكلة.. جزء منها يعود للنظام السابق ولكن جزء منها أيضا يعود للسياسة التي تمت تبنيها من قبل الإدارة في العراق وبسبب الاحتلال حيث أنه أيضا تم كسر التوازن الذي كان قائما بين إيران والعراق في المنطقة، كان هناك نوع من الموازنة الاستراتيجية وهذه دُمرت ونسمع الآن أن إيران هي المشكلة ولكن بنفس الوقت نرى أن هناك قوى موالية لإيران هي التي وصلت إلى السلطة وجاءت إلى السلطة في نفس الوقت بعد سقوط النظام السابق، أيضا الحوار لا يعني بالضرورة أنك ستتقبل رأي الآخر، رأينا أن الولايات المتحدة كان هناك تعاون بين الولايات المتحدة وإيران مثلا خلال الحرب على طالبان وإلى حد ما كان هناك نوع من التفهم والتفاهم بالنسبة للنظام في العراق لأن النظام الإيراني كان معاديا للنظام العراقي ولكن النقطة الأساسية هي أنه يجب أن يكون هناك استراتيجية جديدة تأخذ مصالح هذه الدول بعين الاعتبار لأن هذه الدول دول الجوار كلها لها مصالح حيوية وما يجري في العراق سيؤثر على أمنها السياسي، على استقرارها، على مستقبلها ولا يمكن تجاهلها، أيضا هناك دور أكبر للمجموعة الدولية وللأمم المتحدة يجب أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار.

عبد الرحيم فقراء: سيد بلايكمان تفضل.

"
الأمم المتحدة لديها دور أكبر من الولايات المتحدة تجاه العراق والشرق الأوسط برمته
"
برادلي بلايكمان

برادلي بلايكمان: أعتقد أنه أن ذلك صحيح تماما، الأمم المتحدة لديها دور أكبر من الولايات المتحدة للإتيان بحل أوسع ليس فقط لمشكلة العراق بل للشرق الأوسط بشكل عام، فالأمم المتحدة لابد أن تفعل ما هي أصلا يقع تحت صلاحياتها، فلم يفعل ذلك أنان ولكن نأمل من الأمين العام الجديد في استخدام صلاحياته وتوسيعها لإطفاء هذه المشاكل في الشرق الأوسط، إيران وسوريا إذ كان يحبون أن يجروا الولايات المتحدة إلى هذا المستنقع ولكن هذه ليست في مصلحتنا ولا في مصلحة العالم، ما نحتاجه هي طريقة أكثر متعددة الأطراف لنحل هذه المشاكل..

جيمس زغبي: أنت تكون ديمقراطي.. هي أن يكون هناك طريقة متعددة الأطراف، لم يكن فقط فشل الأمم المتحدة ولكن أيضا هذه الإدارة لأنها لم تفسح مجالا للأمم المتحدة لأن الأمم المتحدة تم إخراجها من المعادلة وأي محاولة لخلق مصالحة داخلية تم تدميرها وكان هناك أخطاء كثيرة داخلية لابد من الاعتراف بها والتقدم الآن، في النهاية فأن طريقة بيكر هاملتون هي تعطينا فرصة للتقدم، عندما يعود الكونغرس سيكون هناك حوار وطني حول هذه القضايا ولم يحدث ذلك والأسئلة الصعبة لم تُطرح لحد الآن، أما كون الناس العسكريين الكبار يتحدثون علانية فهذا شيء ممتاز لأنه يدل على أنه بعد أربع سنوات من هذه الورطة سيئة الصيت فإنك تسمع أصوات بديلة أخيرا وإذا استطعنا أن نفعل ذلك بشكل مؤدب لابد أن يكون فيه طريقة..

عبد الرحيم فقراء: سيد إدموند بالنسبة لهذه الأخطاء التي تحدث عنها جيم كنا قد سمعنا قبل انتخابات.. الانتخابات النصفية، كنا قد سمعنا على الأقل من بعض الجهات أن الديمقراطيين إذا سيطروا على مجلس الكونغرس سيقومون بعمليات تحقيق في هذه الأخطاء التي اٌرتكبت، إلى أي مدى يمكن أن نتوقع من الديمقراطيين أن يقبلوا بالفعل على هذه التحقيقات ومن المستهدف من هذه التحقيقات وما الذي قد تفضي إليه هذه التحقيقات؟

إدموند غريب: فعلا أعتقد أن هذا قد يكون الدور الذي قد تلعبه بعض لجان الكونغرس وهو أن نوع من المسائلة للإدارة بالنسبة لموضوع كيفية استعمال المعلومات الاستخباراتية قبل الحرب على العراق، الطريقة موضوع الفساد الذي شاهدناه على الأرض موضوع السياسات التي تم تبنيها وخاصة بما فيها موضوع إلغاء الجيش العراقي والمؤسسات العراقية.. تدمير كل مؤسسات الدولة وأعتقد أن هذا الموضوع.. هذه المواضيع كلها قد تدار من خلال لجان الكونغرس ولكن هناك مشكلة أكبر من ذلك، فالكونغرس الديمقراطي إلى حد ما، هناك انقسام حتى بين الديمقراطيين والديمقراطيين أيضا كانوا مسؤولين هم الذين قسم كبير من الديمقراطيين صوت إلى جانب الجمهوريين لشن الحرب على العراق وبالتالي سيكون من الصعب عليهم أحيانا طرح الأسئلة الصعبة ولكن أيضا في نفس الوقت أن الشعب الأميركي هناك قوة جديدة قد برزت على الساحة ستطالب الكونغرس بلعب دور أكثر نشاطا وأكثر فعالية وأعتقد أن الضغط الأكبر سيأتي بعد ذلك، هناك رغبة من الحزبين فيه حد أدنى من التعاون ولكن مع الاقتراب من سنة 2008 سنرى بداية للصراعات الانتخابية والحملات الانتخابية وهذه ستؤثر على هذا الموضوع، السؤال هل سنرى محاسبة؟ أستبعد ذلك ولكننا قد نرى مسائلة.

عبد الرحيم فقراء: سيد بلايكمان أريد أن أسألك عن موضوع المحاسبة، بالنسبة للجمهوريين هل هناك ما يخشاه الجمهوريون من هذه المحاسبات التي قد يقوم بها مجلس الكونغرس؟

برادلي بلايكمان: لا إلا إذا لم يعمل الكونغرس بحسن النية وأراد أن يحرج الحكومة أو سوء استغلال صلاحياته، لابد طبعا حسب الدستور لديه مسؤولية المحاسبة وبحسن نية لا مانع من ذلك ولكن المحاسبة التي ستتم من أجل عواقب سياسية والانتقام لا يرحب بها، فسنرى أن كانوا صادقين وعندما يستلمون الكونغرس إذا تصرفوا بشكل مسؤول فإذا فعلوا ذلك سنرحب بذلك لأنه واجبهم..

عبد الرحيم فقراء: إنما هل يمكن للديمقراطيين في الكونغرس أن يساؤلوا إدارة الرئيس جورج بوش عن الأخطاء التي اُرتكبت في العراق مثلا دون أن يتهموا بعدم المسؤولية؟

برادلي بلايكمان: حدثت أخطاء في العراق والرئيس يتفهم ذلك ولا شك في ذلك ولكن طالما أن الأخطاء كانت ارتكبت بحسن نية وهذه هي الحرب ولا تستطيع أن تتنبأ.. لا تستطيع أنت أن تتنبأ أيضا ما سيحدث اليوم في العراق ولكن هل المجازفة تستحق ما فعلناه؟ وأظن أن معظم الشعب الأميركي مازال يدعم الجهد، طالما أن الحكومة العراقية كانت تريدنا هناك سنبقى هناك والناس لدينا أتكلم معهم الذين كانوا في العراق يفهمون هدف ما نفعله ولكن قد يكون من المستحسن أن نشرح ذلك بشكل أفضل للشعب، فالرئيس لابد أن يشرح ومعا مع حلفائنا والحكومة العراقية وأصحاب حسن النية، لابد أن يحصل الشعب العراقي على الحرية التي يستحقونها والتي منعوا منها لمدة طويلة جدا تحت ديكتاتور مجرم,

عبد الرحيم فقراء: جيم في ثلاثين ثانية سيد بلايكمان يقول هذه حرب والأخطاء ترتكب، ليس هناك ما يحاسب عليه الرئيس جورج بوش أو إدارته.. في أقل من ثلاثين ثانية.

جيمس زغبي: أعتقد أن التاريخ سيحاسب هذه الإدارة ولست متأكد من أن الكونغرس كان سيفعل ذلك أم لا، كلها كانت كذبة ولم يُشرح للشعب الأميركي ما هي تكاليف وما هي نتائج وما هي شروط الالتزام بهذه، قيل لنا ستة أشهر سبعة أيام في شوارع بغداد والورود ستُلقى والديمقراطية في الشرق الأوسط ولا نحتاج سوى إلى تسعين ألف جندي وكذا مليون دولار وثم وكلها كانت كذبة من البداية وأظن أن التاريخ سيحاسبنا على ما حصل.

عبد الرحيم فقراء: جيمس زغبي الدكتور إدموند غريب برادلي بلايكمان نأخذ استراحة وبعدها نعود لنواصل النقاش في برنامج من واشنطن.

[فاصل إعلاني]

مخاوف المجتمع الأميركي من تزايد المهاجرين

عبد الرحيم فقراء: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم مرة أخرى إلى برنامج من واشنطن، المجتمع الأميركي الحالي مجتمع متعدد الملل والنحل، لكن أسسه الدينية العميقة أسس مسيحية، هذه حقيقة لا يختلف الأميركيون حولها كثيراً لكن إذا كانت أسس المجتمع مسيحية فهل يعني ذلك أن أسس الدولة مسيحية هي أيضاً؟ لعل هذا أحد الأسئلة التي سيثيرها الكونغرس الجديد الذي انتخب إليه عضو مسلم لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، كيث أليسون ممثل ولاية مينسوتا حيث تعيش جاليات صومالية مهاجرة أعلن أنه سيؤدي اليمين الدستوري نعم صدق أو لا تصدق على القرآن، هذه الخطوة غير المسبوقة في الكونغرس أثارت حفيظة فرجل جود ممثل ولاية فيرجينيا الذي أصدر رسالة تبعتها زوبعة سياسية ودينية في البلاد.

[شريط مسجل]

فرجل جود: ما قلته في الرسالة هو كالتالي.. أشعر أنه سيكون عندنا مزيد من المسلمين في القرن المقبل إذا لم نتبنى إجراءات صارمة للهجرة وضرورية للحفاظ على القيم والمعتقدات التقليدية للولايات المتحدة وللحيلولة دون إغراق مواردنا بالمهاجرين.

عبد الرحيم فقراء: أرحب مرة أخرى بضيوفنا برادلي بلايكمان من أريزونا وجيمس زغبي من المعهد العربي الأميركي والدكتور إدموند غريب من الجامعة الأميركية، أبدأ بك دكتور غريب، بالنسبة لتاريخ الولايات المتحدة.. نعرف أن بعض الرؤساء السابقين للولايات المتحدة لم يؤدوا اليمين الدستوري على الإنجيل لماذا هذه الزوبعة الآن بالنسبة لكيث أليسون؟

إدموند غريب: أعتقد أن الزوبعة هي لطبيعة التصريحات التي أولا أدلى بها النائب جودي والتي هي فعلا مثيرة للاستهجان مثيرة للاستغراب إلى حد كبير في مجتمع كالمجتمع الأميركي، في دولة كالولايات المتحدة التي تأسست على حرية.. الحرية الدينية وعلى الفصل بين الدين والسياسة، بدون شك أن جزء منها يعود أيضا إلى تزايد التوتر الذي شاهدناه في المنطقة بين الأميركيين إلى حد ما وخاصة بعد أحداث 11/9 وأعتقاد الكثير من الأميركيين بأن هؤلاء كانوا مسلمين متطرفين، هناك أيضا مشكلة أخرى لها علاقة بهذا الموضوع وهي بعد الهجرة، هناك مخاوف متزايدة من قبل في أوساط المجتمع الأميركي من تزايد الهجرة خاصة الهجرة غير المشروعة وقد نراها أكثر بين طبقات وفئات معينة من المجتمع الأميركي الذين يروا في هذه الهجرة خاصة الناس يأتون من أميركا اللاتينية أو من آسيا أو من أفريقيا أنها تغير البنية الأساسية لهذا المجتمع الذي جاء في غالبيته من أوروبا ومن خاصة من بريطانيا وكان مجتمع إلى حد كبير بروتستانتي أنجلوسكسوني بالإضافة إلى المجتمعات الأوروبية ولكن الولايات المتحدة وهنا تكمن عظمة الولايات المتحدة.. عظمة الولايات المتحدة هي أنها دولة كما قلت تحمي الحريات، هي دولة تركز على حقوق المواطنين، حقوق مواطنيها بغض النظر عن خلفيتهم الدينية، عن خلفيتهم العرقية، هناك ليس فقط تسامح وهذا ما يعطي الولايات المتحدة أهميتها وربما تختلف عن الكثير من دول العالم هو أن الولايات المتحدة مبنية على أسس دستورية، فالدستور الأميركي يقول لك أنت يجب.. الكونغرس ليس له حق إقامة أو تشكيل دين للولايات المتحدة، الكونغرس أيضا الأميركي يقول إنه يجب فصل الدين عن السياسة ولك أيضا حق الدستور يقول لك حق ممارسة شعائرك الدينية وبالتالي فإن هناك فصل واضح وهذا الفصل الواضح جاء حتى من الآباء المؤسسين لهذه الجمهورية بمن فيهم شخصيات مهمة جدا مثل الرئيس توماس غيفرسون الذي يأتي من نفس الولاية التي أتى منها النائب جودي.

عبد الرحيم فقراء: جيم بالنسبة لهذه التصريحات التي صدرت عن فرجل جود أو جودي بأن السماح لعضو في الكونغرس بإداء اليمين الدستوري على القرآن يهدد القيم التقليدية الأميركية، إلى أي مدى يشيع هذا الاعتقاد في أوساط الأميركيين؟

جيمس زغبي: لا أعتقد أنه شائع البتة، انظر فرجل جود هو شخص عنصري لا يعرف حتى أنه عنصري ولكن ظهر أو تبين أنه ترى أنه مخبول بعض الشيء إذا سمعت شرحه لكلماته سترى ذلك ولكنه صحيح في قضية ما، سيكون هناك عدد كبير من المسلمين في الكونغرس خلال القرن القادم، الناس يأتون إلى أميركا ثم يتحولون ويصبحون أميركيين وأميركا نفسها تتحول بقدوم هذه الأشخاص، هو يخطئ عندما يتحدث عن الهجرة لأنه أصلا كيث أليسون موجود أجداده موجودين هنا منذ القرن السابع عشر ولم يهاجر إلى الولايات المتحدة، أكبر عدد من المسلمين في الولايات المتحدة هم من الأفارقة الأميركيين من أصل أفريقي وقضية الهجرة فإن هذا الرئيس في إدارته هناك مسلمين مهاجرين عرب وباكستانيين يعملون بشغف كبير في أعلى دوائر الحكومة وهذا ما هو جوهر الولايات المتحدة وجودي لا يفهم ذلك، ثم نقطة ثانية كيث أليسون هو من أفضل الأشخاص ليكونوا في ذلك المنصب، إذا كنت تبحث عن جاكي روبنسون مثلا أول مسلم أميركي سيكسر هذا الحاجز إلى التيار السائد لن أجد أفضل من كيث أليسون لأنه هادئ ويعرف جذوره وكجاكي روبنسون لم يأت إلى هنا ليكون متحدث باسم المسلمين ولكن ليكون أفضل لاعب بيسبول في التاريخ وسيجعل الأميركيين يعرفون أن ما أفعله أهم مما أقوله وهذا أميركي من أصل أفريقي في دائرة بيضاء 80% و2% من المسلمين، فإنه كسر كثير من الحواجز وجعل أميركا بلد أفضل وفرجل جود لا يفهم ذلك ولكن معظم الأميركيين سيفهمون ذلك عندما ينظرون إلى أداءه ونقطة أخيرة أو أخرى كلمات الرئيس لم تكن مفيدة لأنه قال إنه أيد حرية التدين.. هذا ليس هو الجواب على جودي، كان لابد من شجب هذا الرجل وشجب حزبه ولابد أن ننسى هذه الصفحة من تاريخنا.

عبد الرحيم فقراء: سيد بلايكمان بغض النظر عن مشاعرك إزاء ما قاله فرجل جود، سمعنا جيم زغبي الآن يتحدث بكثير من الإعجاب عن كيث أليسون وطبعا جيم زغبي يشترك مع كيث أليسون في أنهما ديمقراطيين الاثنين معا، بالنسبة لك أنت كجمهوري كيف تنظر إلى الدور الذي قد يلعبه كيث أليسون في الكونغرس؟

برادلي بلايكمان: دعني أقول أولا أن عضو الكونغرس جود هو أحمق ولا يمثل قيم الحزب الجمهوري ولا الشعب الأميركي بشكل عام، إن تصرفاته مخيبة للآمال، إنه شيء جنوني نراه من بعض القيادات مثل أحمدي نجاد في إيران الذي يسعى إلى تدمير دولة إسرائيل وهذا الجنون الذي مثلا لا.. مثل عدم الاعتراف بحق إسرائيل بالوجود الذي نراه من القاعدة وحزب الله وهو غير مسموح به ودولتنا العظيمة الولايات المتحدة الأميركية تحتضن الجميع وهذا ما يجعلنا أفضل دولة في العالم ونحن نشجب بشدة أفعال هذا عضو الكونغرس هذا وهو شخص واحد في حديثه عضو آخر وهو بالصدفة أنه مسلم وقد تم انتخابه ليخدم شعبه ودوره لحماية الدستور الأميركي تحت الإله الواحد وأي أميركي جيد يرفض هذه العنصرية وهذا يخجلنا.

عبد الرحيم فقراء: إنما السيد برادلي مفهوم ما قلته الآن مفهوم.. يعني قد يختلف معك المشاهد وقد يتفق معك، إنما بالنسبة لمسألة التخوف من هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة التي تحدث عنها فرجل جود.. هناك كثير من الأوساط في الولايات المتحدة فعلا تتخوف من الهجرة عموما لكن تتخوف من هجرة المسلمين تحديدا خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟

برادلي بلايكمان: أنظر أنه تخوف ليس في مكانه، لا ينبغي أن تكون تلك هي مشاعرنا تجاه المسلمين أظن أن بعض المشكلة هي أنه لم يتقدم المعتدلون بين الأميركيين المسلمين ليشجبوا العنف الذي يحدث خارج الولايات المتحدة وهذا جزء من المشكلة ولكن نحن أبوابنا مفتوحة إلى من يريد أن يأتي إلى هنا بشكل قانوني ولديه حسن النية.

عبد الرحيم فقراء: دكتور غريب؟

إدموند غريب: أود أن أقول أولا بأن النائب أليسون صحيح أنه هو مسلم.. هو اعتنق الإسلام وجذوره تعود إلى القرن السابع عشر في الولايات المتحدة، فهذا الموضوع ربما أتى أجداده أتوا قبل أن أتى كثيرين من الأميركيين الآخرين إلى هذه البلاد، أيضا ويجب أخذ هذا بعين الاعتبار وهذا ما تفضلت وأشرت إليه كما أشار إليه الزملاء هو أن الجالية الإسلامية هي جالية.. المسلمة صغيرة جدا في ولاية مينسوتا وهي لن تنتخب وليس لديها القدرة على انتخاب هذا النائب ولكن الناخبين في تلك الولاية الذين جاؤوا من خلفيات مختلفة ومن طوائف ومن أعراق مختلفة، كان هناك مسلمين، كان هناك مسيحيين، كان هناك يهود، كان هناك أشخاص من خلفيات مختلفة اجتماعيا وسياسيا الذين صوتوا لهذا الشخص، خطورة ما يجرى برأيي أن هناك من يحاول عندما نسمع هذه الأيام الكثير عن التطرف أنه يجب مقاومة التطرف مثلا التشدد الإسلامي في المنطقة وفي غير ذلك وأنا أعتقد أيضا أتفق أنه النائب له حق أن يقول ما يريد أن يقول ولكن أيضا هناك مسؤولية على أشخاص آخرين من المسؤولين السياسيين أن يضعوا مسافة، أن يعبروا عن رأيهم أيضا بما حدث لأن هذه محاولة لنشر الكراهية وهناك فكرة ديمغوجية كبيرة إلى حد ما أنه نحن نختلف عن الآخرين وعندما نختلف عنك فإننا نقصيك.. نحرمك من دورك في المشاركة في هذا المجتمع ونوع من تطهير المجتمع وهذه خطورة التصريحات التي أدلى بها النائب جودي.

عبد الرحيم فقراء: نحن طبعا بصدد الحديث عن ملف الهجرة ونعرف أنه كانت هناك اختلافات كبيرة بين الرئيس جورج بوش والعديد من أعضاء الكونغرس حول هذه النقطة، بالنسبة لأعضاء مثل كيث أليسون في خضم هذا الجدل حول الهجرة هل هناك من دور معين يمكن أن يلعبه كيث أليسون في تحويل مجرى الجدل حول قضية الهجرة في الكونغرس مثلا؟

إدموند غريب: أعتقد أنه يستطيع أن يلعب دور فعال وناشط وقد بدأنا نرى ذلك فشاهدته على أحد برامج التليفزيون عندما سأل وكان هناك نوع من التحريض ليتبنى مواقف متشددة وانتقادية حادة للنائب جودي ولكنه رفض ذلك وأعتقد أن ما قاله النائب أليسون أنه سيحاول أن يلعب دور الجسر بين الفئات الأميركية المختلفة ويريد أن يكون نوع من الشخص الذي يبني علاقات، لديه قدرة على بناء العلاقات والتواصل بين فئات المجتمع الأميركي المختلفة وأعتقد أنه إذا لعب هذا الدور أو على الأقل إذا نجح في لعب ولو جزء من هذا الدور فإنه سيساهم مساهمة كبيرة في هذا المجال.

عبد الرحيم فقراء: جيم كيف لنا أن نتوقع أن يكون تعامل الديمقراطيين ولهم الأغلبية الآن في الكونغرس؟ كيف لنا أن نتوقع أن يكون تعاملهم مع هذه القضية مختلف عن تعامل الكونغرس السابق الذي كان يغلب عليه الجمهوريون؟

جيمس زغبي: أفكار الرئيس سيتم الاستماع إليها بشكل منصف، كان عنده أجندة حل وسط أنا لم أوافق عليها، لا تريحني قضية فكرة الضيوف العاملون الضيوف أو العمال الضيوف وقد فشلت في أوروبا، لماذا نأت بها إلى هنا؟ ولكن رضا بها الكونغرس الماضي كنوع من الحل الوسط ولكن الرئيس لجنة القضاء سينسن برنر كانوا ضد الرئيس ثم لم يحدث هناك أي إجماع في الحزب الجمهوري، الآن سيكون هناك فرصة للاستماع بشكل منصف وسوف يكون هناك أغلبية وسيتم الاستماع إلى الرئيس بشكل أوضح ودعني أقول شيء في شأن أليسون والمسلمين شيء لا يعرفه هذا فرجل عضو الكونغرس أنه كان هناك اثنين من الجمهوريين مسلمين وكان لديهما موافقة الحزب في هيوستن وفي دالاس من أصل باكستاني ومن أصل عربي وأميركا تغيرت ولابد أن يتعلم ذلك فرجل وأظن أن برادلي على حق ستكون دولة مختلفة الولايات المتحدة ولكن أيضا ستكون هي على ماهيتها ولكن البشرى ستختلف البشرى ستختلف وسيضم ذلك التغيير.. سيكون هناك مسلمين جمهوريين.

عبد الرحيم فقراء: سيد بلايكمان أمامنا أقل من دقيقة تعليق أخير.

برادلي بلايكمان: دعني أقول لك أن مسألة الهجرة هي قضية شائكة بالنسبة لدولتنا، اثني عشر مليون على الأقل مهاجر يعيشون هنا بشكل غير قانوني، لابد أن يكون هناك طريقة لجعلهم قانونيين، نحن نعتمد على هؤلاء من أجل اقتصادنا ولابد أن نكون منصفين وإذا كنا منصفين ولم نظلم أحد وسوف نعمل مع الديمقراطيين سيكون هناك قانون هجرة منصف للمهاجر وأيضا لمواطني الولايات المتحدة وسيكون جيد لاقتصادنا وأنا أشكرك وهذا سوف ننجح في ذلك.

عبد الرحيم فقراء: وبه نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج من واشنطن، أشكر برادلي بلايكمان المخطط الاستراتيجي في الحزب الجمهوري الذي تفضل وانضم ألينا من فينكس أريزونا، أشكر كذلك جيمس زغبي مدير المعهد العربي الأميركي في واشنطن وأشكر الدكتور إدموند غريب من الجامعة الأميركية هنا في واشنطن، بالمناسبة بمناسبة السنة الميلادية الجديدة أتقدم لكم جميعا ولمشاهدينا بأطيب المتمنيات، مع تحيات طاقم البرنامج من واشنطن والدوحة إلى اللقاء.

المصدر : الجزيرة