صورة عامة - أصدقاء العرب - هارتموت فاندريتش
أصدقاء العرب

هارتموت فاندريتش.. ترجمة الأدب العربي إلى الألمانية

يستضيف البرنامج المترجم والأستاذ في الأدب العربي المعاصر هارتموت فاندريتش، ليتحدث عن تجربته في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألمانية وسرّ اهتمامه بالأدب العربي بشكل عام، كما يتحدث عن تقصير العرب في نشر ثقافتهم للعالم.

– سرّ الاهتمام بالأدب العربي
– آلية اختيار الأعمال المترجمة
– الاهتمام بالقضية الفلسطينية
– تقصير العرب في نشر ثقافتهم للعالم

سرّ الاهتمام بالأدب العربي

 هارتموت فاندريتش
 هارتموت فاندريتش

هارتموت فاندريتش: أفضل الشخصيات الأسطورية لوصف عمل المترجم وتفسير مشاقه هو برأيي القديس كريستوفروس، هذا الرجل قوي البدن الذي كانت وظيفته حمل الناس عبر نهر خطير، فقد ظهر له في ليلة من الليالي السيد المسيح المرتدي بزي مسافر عادي وحمله كريستوفروس من ضفة إلى الضفة الأخرى وكان خبيراً بالضفتين ويشعر بكل واحد يُفرض عليه العبور، توضح صورة القديس كريستوفروس عملية المترجم وهي نقل نص من ضفة إلى ضفة أخرى، من شعب إلى شعب آخر وهذا بإعادة قول هذا النص في لغة جديدة، ها هي حقيقة المترجم وبأروع الكلمات الممكنة، وأنا مترجم اسمي هارتموت فاندريتش أسكن هنا في بيرن منذ أكثر من ثلاثين سنة وأعمل أستاذاً ومترجماً للغة العربية المعاصرة إلى الألمانية، تعلمت اللغة العربية في ألمانيا أولاً وبعد ذلك في أميركا كنت طالباً في Los Angeles في University of California وكل هذا باختصاص بالأدب العربي القديم، أنا زرت العالم العربي لأول مرة بعد دراساتي، طبعاً بالنسبة للطلاب اليوم هذا غريب جداً يعني الطلاب للدراسات الإسلامية والعربية طبعاً يزورون العالم العربي خلال دراساتهم، أول بلد عربي زرته كانت مصر في نهاية السبعينات يعني قبل أكثر من خمسة وثلاثين سنة الآن وكانت هذه الزيارة صدمة، صدمة بكل صراحة لأن أنا نشأت في مدينة صغيرة وأنا وصلت في القاهرة هي مدينة كبيرة جداً وأيضاً مستوى الحياة اليومية كانت طبعاً مختلف عما كنت أعرف من أوروبا وكل هذا كانت صدمة، إن الأدب كل أدب له وظيفة أو مهمة وهي عرض جزء من أجزاء المجتمع الذي ينطلق عنه هذا الأدب، تعلمت كثيراً عن العالم العربي خلال الأدب طبعاً الأشياء الموصوفة مختلفة عن الأشياء الموصوفة بالأدب العلماني أو الأدب الإنجليزي لأن الأدب العربي يصف عالماً مختلفا، العالم العربي مثلاً الأدب العربي بالنسبة لي تقديم إلى القرية العربية، القرية العربية طبعاً عالم مجهول بالنسبة لي، ما أترجمه يصف للقراء الأوروبيين على جيرانهم العرب، أنا أعتقد كما يعتقد كثير من المثقفين العرب أن عصرنا عصر الرواية لأني في الرواية وفي القصة أتعلم أشياء مختلفة عن الحياة اليومية، الحياة الموصوفة وأيضاً طبعاً عن الأفكار، عن الأحلام، عن الشكاوى، عن كل شيء في الحياة العربية الموصوفة في الأدب، المصاعب المهمة: التفاصيل اليومية المأكولات والملابس لأن هذه الأشياء غير موجودة في منطقتي هنا ولذلك غير موجودة في لغتي، الأفكار: الأفكار الدينية، الأفكار السياسية، الأفكار الاجتماعية كل هذه الأفكار موجودة إلى حد ما وإلى نوع من الأنواع موجودة هنا أيضاً ولذلك للغة أو وسائل لغوية للتعبير عنها، أنا لي أصدقاء في العالم العربي كتاب، مثقفون ومتخصصون بالأدب أو بالثقافة العربية وطبعا خلال مناقشاتي مع هؤلاء الأصدقاء أنا أستمع إلى ما يقولون عن الأعمال الأدبية المهمة المنشورة أخيراً، أبدأ القراءة وعندما تعجبني هذه الرواية يعني أختارها أو أقترح نشرها لدار نشر.

توم فورت:

اسمي توم فورت وأنا صاحب دار النشر هذه والمسؤول عنها وعن الكتب المنشورة منذ أربعين عاماً، وتعد سلسلة الكتب العربية التي نصدرها أكبر سلسلة للكتب العربية للبلدان الناطقة باللغة الألمانية وأصبحت تشتمل الآن على مئة مجلد تقريباً. لقد استثمرنا الكثير من المال في هذه السلسلة رغم أن فرص حصولنا على مساعدات قليلة جداً وخصوصاً تكاليف الدعاية والإعلان.

كريستوف بلوم:

اسمي كريستوف بلوم وأعمل في دار ليونس للنشر منذ سنة واحدة فقط في مجال التسويق، دار النشر هذه موجودة منذ ما يقارب الأربعين سنة، وبدأنا بنشر ترجمات الكتب العربية في الثمانينيات هي الآن جزء ثابت ومهم من برنامج دار النشر ليونس. أظن أن الرغبة في الكتب العربية موجودة بكل تأكيد بالرغم من أننا نأسف لأن الرغبة ليست على المستوى الموجود في بلدان أخرى كما هو الحال في فرنسا على سبيل المثال، وبالرغم من ذلك نسعى جاهدين للتعاون مع مترجمي الكتب العربية لنعرف القراء الألمان بالكتب العربية ونقربها لهم لأننا نعتقد أنه من المهم التعرف أكثر على جيراننا العرب وثقافتهم، والكتب هي وسيلة رائعة للتواصل الحضاري.

[فاصل إعلاني]

هارتموت فاندريتش:

عندما أتيت إلى سويسرا في بداية السبعينات عملت في جامعة بيرن هنا في بيرن كنت باحثاً في مجال كلاسيكي استشراقي حقاً في الطب العربي الإسلامي الكلاسيكي، في نفس الوقت أنا درست في جامعة بيرن وواصلت هذا التدريس حتى فترة بداية التسعينات وفي نفس الوقت أيضاً منذ نهاية السبعينات درست في جامعة الهندسة أو التكنولوجيا في زيوريخ وأيضاً درست قليلاً وأحياناً في جامعة زيوريخ هذه جامعة أخرى ومرة درست لنصف سنة في ألمانيا في فرايبورغ في جنوب ألمانيا ونصف سنة في ليون في فرنسا أيضاً دراسات عربية ولفترة قصيرة في نابولي في إيطاليا وفي جامعات مختلفة ولفترات قصيرة فقط.

في هذا الفصل الدراسي تكلمت للطلاب عن إمكانيات الوحدة العربية وعن المناقشات حول الوحدة العربية وأنا ليس لي رأي عن الوحدة العربية، هل هي ممكنة أو غير ممكنة أنا أتابع المناقشات وهذا كل شيء وأنا طبعاً في محاضراتي أنا أقدم وأعرض الإمكانيات والمناقشات من البداية من النهضة العربية في القرن التاسع عشر وحتى اليوم وأيضاً في نفس الوقت أنا أصف التطورات ضد الوحدة العربية وهذا كل شيء، أنا أرى هذه الوحدة على المستوى الثقافي طبعاً ولكن بالنسبة للسياسة أنا لا أرى الكثير من الوحدة العربية.

آلية اختيار الأعمال المترجمة

أنا اخترت عموماً الروايات المشهورة في العالم العربي وهذا بالنسبة لي مهم جداً لأني لا أريد أن أقدم بعض الروايات العربية فقط ولكن في نفس الوقت أريد أن أقدم الرأي العام في العالم العربي حول الأعمال الأدبية، الكتب هنا كل ما ترجمته من الأدب العربي المعاصر وهي من بلدان مختلفة من فلسطين مثلاً غسان كنفاني، سحر خليفة كانت هذه في بداية عملي للترجمة وبعد ذلك ترجمت الكثير من الأدب المصري يعني كلية مصرية ومن الأدب اللبناني أيضاً وكاتبي الخاص هو إبراهيم الكوني ترجمت له الكثير وأحب مثلاً هذا الكتاب المجوس برأيي هي الرواية الرائعة وعلى المستوى العالمي طبعاً وبدون أي شك هي رواية أسطورية وفي نفس الوقت هو وصف لمجتمع عربي أو خارج المجتمع العربي يعني من الصحراء الكبرى وفي نفس الوقت هذا رمز للحياة الإنسانية وهذا ما أحب في روايات إبراهيم الكوني، كل هذه الروايات هي رموز للحياة الإنسانية، وأيضاً أحب كثيراً "الزيني بركات" لجمال الغيطاني كرواية سياسية وتاريخية ورمزية في نفس الوقت، وبالنسبة للغة طبعاً أنا أحب كثيراً أعمال إدوارد الخراط وهو فنان لغوي في كل كتبه، وتوجد روايات أخرى أخيراً ترجمت للكاتب المشهور في مصر وفي العالم العربي كله علاء الأسواني ترجمت عمارة يعقوبيان ورواية شيكاغو والآن أترجم مجموعة قصصه اسمها نيران صديقة، منذ سنوات أنا أحضر كل سنة في معرض الكتاب في فرانكفورت لأن هذا مهم جداً وكثير من زملائي في هذا المجال أراهم كل سنة مرة واحدة في فرانكفورت ولذلك يعني هذا مهم جداً وأيضاً لأرى ما هو جديد من منشورات بالنسبة للعالم العربي وبالنسبة للأحداث الثقافية الأخرى طبعاً أنا أحياناً أزور معرض الكتاب في القاهرة أو الآن كنت مرتين لجنة التحكيم لبوكر العربية ، سبب وجودي هنا للمرة الثانية كانت مشاركتي في لجنة التحكيم لبوكر العربية وأجد أن المعرض للكتاب في أبو ظبي ازداد حجماً وتنظيم جميل والجو ممتاز أجد. طبعاً نجد دائماً صور مختلفة في التلفزيون في الراديو في الجرائد وكل هذا كتبه الصحفيون الأوروبيون وهم يكتبون حول العالم العربي وما هو مهم أن يعبر العرب أنفسهم عن عالمهم وهذا مهم جداً ولذلك أنا أترجم أنا لا اكتب عن العالم العربي ولكن أنقل العالم العربي من العربية إلى الألمانية لكي يقرأ الألمان هذه الأفكار، هذه الأحلام، هذا التعبير عن العالم العربي بالعرب أنفسهم.

الاهتمام بالقضية الفلسطينية

في بداية الثمانينات وفي أوروبا وفي ألمانيا وفي سويسرا كانت توجد مناقشات كبيرة عن فلسطين عن القضية الفلسطينية ويتساءل كثير من الناس هل يوجد شيء في فلسطين وفي العالم العربي شيء غير الإرهاب، وبحثوا عن أشياء ثقافية في تلك اللحظة بدأت بعض دور النشر البحث عن بعض الأعمال الأدبية وطلب مني أن أترجم غسان كنفاني من جهة دار واحدة وسحر خليفة من جهة دار أخرى.

تقصير العرب في نشر ثقافتهم للعالم

خلال الخمس وعشرين سنة التي ترجمت خلالها من الأدب العربي أنا لم أر أبداً أي اهتمام عربي بالنسبة للترجمة طبعاً أحياناً أنا مدعو للمؤتمرات في مصر أو في لبنان أو في بلدان أخرى وبالنسبة للدعم المعين للترجمة لنشر الكتب المترجمة في ألمانيا وفي سويسرا هذا ناقص، لنا صورة عن الشرق وطبعاً في الشرق فيه صورة للغرب أيضاً وهذه مشكلتنا الكبيرة بين الشرق والغرب أن لكل واحد صورة عن الآخر، المسألة الآن كيف نغير هذه الصورة؟ أو كيف نحسن هذه الصورة؟ نحن المترجمون هنا في أوروبا في الغرب نعمل من أجل العرب لتعريف الثقافة العربية هنا في الغرب، أنا أعتقد أن هذه العملية تستحق الدعم العربي.