أصدقاء العرب 11/ 1/ 2012 - نورمان فنكليستين - كاتب اميركي ومتخصص في العلوم السياسية
أصدقاء العرب

نورمان فنكلستين.. الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

نورمان فنكلستين: ولد في عائلة ناجية من المحرقة النازية،يتحدث للجزيرة عن إسرائيل وخرافة الهولوكوست، وكيف استغلت إسرائيل هذه الخرافة لتمويل إسرائيل، ويتطرق إلى المقاومة ضد إسرائيل والمتمثلة بمقاومة حزب الله في لبنان.

– إسرائيل وخرافة الهولوكوست
– المحرقة واستغلالها لتمويل إسرائيل

– المبدأ الصعب

– حزب الله والمقاومة ضد إسرائيل

نورمان فنكلستين
نورمان فنكلستين

نورمان فنكلستين: ولدت في عائلة ناجية من المحرقة النازية، عاشت أمي في معتقل وارسو منذ عام 1939 وحتى 1943 بعد ذلك تم ترحيلها إلى معتقل مايدانيك ومن بعده إلى معسكرين للسخرة ثم حررها الروس، أما أبي فقد كان في معتقل وارسو ثم زج به في معتقل أوشفتس ساقوه لمسيرة الموت ثم حرره الأميركيون في نهاية الحرب ومع انتهاء الحرب كان كل أقارب والديّ قد أبيدوا جميعا، التقى والديّ للمرة الأولى في مخيم للمشردين في لينز في النمسا ثم جاءا حوالي العام 1947، ولدت عام 1953 وانخرطت بشتى النشاطات السياسية، وفي عام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان بدأ اهتمامي بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهنا لم يردعني احترام أي شخص يُقال له الاحتلال الأجنبي ويسعى إلى تحرير بلاده أشد الاحترام،

My name is Norman Finkelstein سافرت للمرة الأولى إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في أغسطس من العام 1988 حيث كنت ضمن وفد نظمته اللجنة العربية لمكافحة التمييز وكان لذلك الوفد خصوصية إذ جاء أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وكان من المفترض أن نسكن مع عائلات فلسطينية ثم نكتب تقريرا عن تجربتنا تلك، كانت زيارتي الأولى إلى هناك غريبة بعد الشيء حيث كنت أول يهودي يمنع من دخول دولة إسرائيل، حظروا عليّ الدخول لأسباب لا تزال مجهولة حتى الآن لكنني عدت في نهاية المطاف والتقيت ببعض العائلات المتباينة فوفقا للمعايير الفلسطينية تعتبر مدينة بيت ساحور المسيحية مختلفة عن مخيم الفوار الذي كان يقطنه موسى أبو حشيش وأسرته الفقيرة المسلمة ومكنتني تجربتي هذه من رؤية جوانب مختلفة من المجتمع الفلسطيني حيث كنت أتنقل من أسرة إلى أخرى ذهابا وإيابا، وصرت أسافر هناك كل عام وخلال أعوام العشرين الأولى سافرت إلى هناك 15 عشر مرة فقد كنت أذهب في كل صيف وأطلع على مستجدات الأوضاع، الشيء الغريب في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو أنه مختلف عن الصراعات الأخرى من حيث أنه يعتبر من أصلف الصراعات في العالم ثمة قانون والقانون واضح جدا في هذا السياق لأننا إذا اطلعنا على ما تقوله محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بالقضايا الرئيسة كالماء والمستوطنات والقدس واللاجئين فالعالم كله باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض جزر بحر الجنوب يتفق على كيفية حل الصراع، الجميع متفقون على أن حصار إسرائيل لغزة غير مشروع بموجب القانون الدولي وبالتالي يجب رفع هذا الحصار، نهاية القصة إن إسرائيل هي من يخرق القانون، الحصار غير مشروع والأمر نفسه ينطبق على محاولة حل الصراع ليس هناك أي جدل على الإطلاق فإن المستوطنات غير مشروعة بموجب القانون الدولي، جميع القضاة في محكمة العدل الدولية جميعهم ليس واحدا أو اثنين أو ثلاثة منهم وليس أقليتهم أفضل من أغلبيتهم بل جميع القضاة الخمسة عشر اتفقوا على أن المستوطنات غير مشروعة بموجب القانون الدولي، ليس هناك من أسئلة معقدة لذلك فإن ما أقوله للإدارة الأميركية هو طبقوا القانون، أو لنقل في هذه الحالة لستم مجبرين على تطبيق القانون بل كل ما عليكم فعله هو إطاعة القانون فقط، أطيعوا القانون، والقانون يفرض عليكم عدم إرسال أسلحة إلى من ينتهكون حقوق الإنسان بصورة مستمرة هذا العمل غير مشروع بموجب القانون الدولي وبموجب القانون الأميركي إذن أطيعوا القانون.

إسرائيل وخرافة الهولوكوست

نورمان فنكلستين:

Go a head.

فتاة يهودية:

خلال حديثك أشرت عدة مرات إلى الشعب اليهودي وإلى أشخاص هنا ضمن الحضور بشكل عام وصفتهم بالنازية هذا مهين للغاية بالنسبة للألمان كما أنه مهين جدا لمن عانوا في ظل الحرب النازية.

نورمان فنكلستين:

لم أعد أحترم ذلك، حقيقة أنا لا أحب ولا أحترم دموع التماسيح، دموع التماسيح..

الجمهور:

لا.

شاب يهودي:

اليهود لم يحاربوا الألمان.

نورمان فنكلستين:

والدي الراحل كان في معتقل أوشفتس ووالدتي الراحلة كانت في معتقل مايدانيك، وتمت إبادة جميع أفراد عائلتي من جانب والدي ومن جانب والدتي، والدايّ كانا في انتفاضة غيتو وارسو وانطلاقاً من الدروس التي علمني إياها والديّ وعلماها لأخوي الآخرين فإنني لن أسكت حيال الجرائم التي تقترفها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وأعتبر أنه ليس هناك شيء أكثر مدعاة للاحتقار من استغلال معاناة اليهود واستشهادهم في تبرير أعمال التعذيب والوحشية وتدمير المنازل التي تقوم بها إسرائيل يوميا ضد الفلسطينيين، لذا فإنني أرفض أي محاولة لتخويفي أو التأثير عليّ بذرف الدموع لو كان لكِ قلب لبكيت على الفلسطينيين.

المحرقة واستغلالها لتمويل إسرائيل

نورمان فنكلستين:

دأبت إسرائيل منذ فترة الحرب العالمية الثانية وأثناء إنشائها كدولة على استغلال محرقة النازية لتحقيق مكاسب سياسية وبعد حرب يونيو عام 1967 استطاعت إسرائيل كسب أهمية كبرى لدى اليهود الأميركيين لأسباب أعقد من أن نخوض فيها اليوم، ثم أصبحت المحرقة سلاحا يستخدمه اليهود الأميركيون لحماية إسرائيل أو لتحصينها ضد الانتقادات وقد تمت ممارسة ذلك على نطاق واسع جدا لأن اليهود الأميركيين كانوا ذاوي نفوذ هائل وأغنياء جدا كما شغلوا مناصب مهمة في دور النشر وفي هوليوود وفي الإعلام وبالتالي عندما وضعوا ثقلهم خلف المحرقة أصبحت المحرقة صناعة رائجة جدا، وسلاحا مخيفا في الترسانة الإسرائيلية لتجنب الانتقادات التي تتعرض لها إسرائيل.

[مهرجان السينما السياسية- مونتريال- كندا]

نورمان فنكلستين:

لن أسكت عن الجرائم التي تقترفها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

[ الأميركي المتمرد: محاكمات نورمان فتكلستين]

عريف الحفل:

نورمان فتكلستين أستاذ محاضر في العلوم السياسية ولطالما كان موضع جدل في الأوساط الأكاديمية والسياسية.

مواطن أميركي:

هناك الكثير من المشكلات وبالتحديد في طهران وبيحين فلماذا تنتقد دولا أخرى غير إسرائيل.

نورمان فنكلستين:

لا أحب أبدا أن أوصف بمعادي الصهيونية لأن ذلك يجعل أفعالي تبدو وكأنها نتاج استحواذ تلك الفكرة عليّ، إن مهمتي هي المعاناة البشرية وما دمت على قيد الحياة فسأبذل كل ما في وسعي لتخفيف المعاناة الإنسانية، كما أنني ملتزم بمبدأ أساسي وهو الوفاء، لا أستطيع التخلي عن أصدقائي، لا أستطيع أن أنظر في وجه صديقي موسى، لا أستطيع أبدا حتى وإن حاولت أن أقول له حسنا لقد قررت أن أهتم بقضية أخرى وسأركز من الآن فصاعدا على الصين، لا أستطيع فعل ذلك لأنه من يملك خيار ترك قضيته وبالتالي إلى أن يمتلك مثل هذا الخيار فسأظل ملتزما بالقضية الفلسطينية حتى النهاية.

[فاصل إعلاني]

نورمان فنكلستين:

هذا هو أخي الأكبر هنري الذي ولد بعد الحرب تماما، في تلك الآونة عندما كانا والديّ يعيشان في مخيم المشردين كان هناك ضغط كبير جدا على الرجال ولاسيما من هم في سن والدي للذهاب إلى فلسطين لأنهم كانوا يريدون رجالا للقتال هناك والإعفاء الوحيد كان يمنح بحال كانت زوجتك حاملا، ولذلك فإن أحد الأسباب التي جعلت والديّ يقرران إنجاب طفل هو عدم رغبتهما في الذهاب إلى فلسطين، ثم انتهى بهما المطاف بالذهاب إلى الولايات المتحدة.

هنري فنكلستين:

لقد كان الذهاب إلى شاطئ البحر من أفضل الأوقات التي قضيناها مع أسرتنا كان نورمان يتمتع بطموح وتركيز على تحقيق أهدافه أكثر مني وهو يحصل الآن على الاهتمام الذي يستحقه، ولكنه موضع الكثير من الكراهية أيضا وهذا أمر يؤلمني كثيرا.

[إحدى المقابلات التلفزيونية]

أحد مقدمي البرامج:

نقاط كثيرة أثارها السيد فنكلستين.

ضيف البرنامج:

ولم يستخدموا القوة البحرية الإسرائيلية لتعطيل..

نورمان فنكلستين:

لم يطلب أحد منكم استخدام، منظمة العفو الدولي تعلم بأن القانون..

ضيف البرنامج:

إنه معادٍ لإسرائيل بشكل صريح.

نورمان فنكلستين:

منظمة العفو الدولية، سيدي العالم كله معادٍ لإسرائيل عدا بنيامين نتنياهو.

ضيف البرنامج:

هذا رأيك الشخصي يا دكتور، وأنت تتوقع من المشاهدين أن..

نورمان فنكلستين:

سيدي سأكرر الحقائق التي ذكرتها: ألم تقل إسرائيل خلال مذبحة غزة بأنها لم تستخدم الفسفور الأبيض أم أنك نسيت!

المبدأ الصعب

نورمان فنكلستين:

في الحقيقة أنا لا أتلقى رسائل إلكترونية عدائية بقدر كبير إلا عندما يكون الصراع محتدما في وسائل الإعلام وأكون قد أدليت بتصريحات تثير حفيظة المؤيدين لإسرائيل، واليوم أفتح بريدي الإلكتروني في هذه اللحظة بل في هذه الثانية وأقرأ رسالة تقول: " عزيزي السيد فتكلستين أنت بالفعل رائع أنت رجل شريف ومستقيم وتتمتع بالحكمة والشجاعة" إلى آخر ما هنالك، وكي لا أشعر بالغرور أنتقل إلى الرسالة الإلكترونية التالية التي تقول: " أيها القذر نورمان أكتب إليك لأسأل عن صحتك حيث سأشعر ببالغ السعادة فيما لو علمت بأنك أصبت بمرض عضال، أنت أبشع وأبغض وأحط مخلوق بالكون وأنا أكرهك ويقشعر بدني اشمئزازا منك"..

صديق نورمان:

مرحبا نورمان.

نورمان فنكلستين:

كيف حالك، بخير، أهلا بك، تسرني رؤيتك.

صديق نورمان:

أشكرك جزيل الشكر، لقد أحضرت لك طعاما ليبيا أتمنى أن يعجبك.

نورمان فنكلستين:

إنه ثقيل، عملت أستاذا محاضرا طوال حياتي حيث كنت أتقاضي 15 ألف دولار سنويا وهو أجر زهيد نسبيا ثم اضطررت للرحيل عن شيكاغو للعثور على عمل، وعثرت على عمل بقيت فيه عشرة أعوام لكن حملة شنت ضدي فخسرت عملي في شيكاغو، يمكنك القول أني الآن عاطل عن العمل بصورة دائمة، فقداني لوظيفتي أصبح قضية وطنية، وكان الشعور السائد بأن ذلك كان قرار سياسي بحت.

[نص مكتوب]

المحتجون في دي بول يطالبون بإنصاف الأستاذ فتكلستين، نورمان فنكلستين مستهدف بالكراهية، صوت يهوي للسلام " شيكاغو تدعم الحرية الأكاديمية"، طلاب دي بول يخطرون الإدارة ستدافع عن الحرية الأكاديمية.

نورمان فنكلستين:

ليس لدي أدنى ندم أو تردد ولن أتراجع قيد أنملة عند أية كلمة قلتها، إن كان البعض يظن بأنني لأجل حماية نفسي أو اسمي سأغير مواقفي وأقول لا بأس أن تحتل إسرائيل دولة أخرى فلا، لن يحدث هذا مطلقا، ليس أنا من يفعل ذلك. أنا الآن برفقة يولس أبو أيوب وهو حالي عضو في لجنة الخبراء في الأمم المتحدة المعنية بالصراع الدائر في السودان، الأستاذ ستنكل ستيم هو أحد الأشخاص الذين أكن لهم عميق الاحترام وتكتسب مؤلفاته وكتبه أهمية كبرى وعلى المستوى الشخصي هو شخص يؤمن بالقضايا العادلة، بعد مذبحة غزة شاركت بالكثير من الحوارات في الولايات المتحدة وكندا وأعطاني أحدهم هذا الزر المكتوب عليه " أنا أحب غزة" وهو يعني لي الشيء الكثير، وقلت لنفسي سأعلق هذا الزر على ملابسي ولن أكترث بما سيحدث، وضعته في بادئ الأمر على حقيبة الظهر التي أحملها ومضيت في سبيلي وعندما كنت مسافرا في أحد المطارات وأثناء وقوفي في الطابور بانتظار الصعود إلى الطائرة، ربت أحدهم على ظهري وهمس قائلا: يعجبني الزر الذي تعلقه، فقلت في نفسي: الزمن في تغير، كما تعرفون هناك أغنية لبوب ديلن عنوانها " الزمن في تغير" وعندما أصبحت على متن الطائرة وبعد أن وضعت حقيبة الظهر في خزانة الطائرة واتجهت إلى الخلف طلبت كأسا من الماء، وبعد أن ناولني المضيف كأس الماء قال لي : يعجبني الزر الذي تعلقه، فقلت في نفسي: هناك أمر ما يحدث هنا، وهذه أغنية مشهورة أخرى من الستينيات، باختصار بوسع المرء الآن أن يلمس التغير الذي طرأ على الرأي العام وأنا أحب غزة بحق ولهذا أحمل هذا الزر ولنرى من سيمنعني من قول ذلك.

حزب الله والمقاومة ضد إسرائيل

نورمان فنكلستين:

تقوم نظرية الضاحية على استخدام القوة المفرطة ضد البنية التحتية المدنية وضد السكان المدنيين وكانت غزة هي أول ميدان اختبار لنظرية الضاحية، والآن تقول إسرائيل بأنها ستطبق نظرية الضاحية في لبنان ولذلك فالصحف الإسرائيلية تكتب الآن بأن حزب الله يقوم بنقل مراكز القيادة والسيطرة لديه وأسلحته إلى القرى وإلى الجنوب، لماذا تقول إسرائيل ذلك؟ السبب واضح، لماذا برأيكم تقول إسرائيل ذلك؟ عفوا..

شابة لبنانية:

ذريعة ليهاجموا القرى في الجنوب..

نورمان فنكلستين:

بالضبط، بالضبط.

جورج غالاوي

/ سياسي بريطاني: مشروع جامعة فلسطين الصيفية هي إحدى مبادرات تحيا فلسطين، وتقضي خطة المشروع بإحضار النشطاء الدوليين المهتمين في الشأن الفلسطيني إلى العالم العربي للتفاعل مع الناس في الدول العربية وكي يعززوا من معرفتهم بفلسطين، وأيضا من أجل العمل المشترك لمساعدة حركة التضامن الدولية، على سبيل المثال لدينا فصول نظرية تتمثل في شخص الأستاذ في فنجستين فهو يلقي محاضرات حول الصراع وكذلك الدكتورة عزة الكرامي وهي أستاذة جامعية فلسطينية كما أن لدينا مناقشات عملية حققت نجاحا باهرا فلدينا أشخاص من جميع الجنسيات في العالم من استراليا وماليزيا والهند وباكستان وأميركا الشمالية ومن جميع دول أوروبا.

نورمان فنكلستين:

كتب الشاعر الكاريبي أيميلي سيزر في موعد للنصر هناك متسع للجميع، عندما نضج ادوارد سعيد واتسعت آفاقه السياسية غالبا ما كان يستشهد بتلك المقولة ونحن أيضا يجب أن نجعل من هذه المقولة مبدءا لنا نحن نريد أن نغذي حركة لا أن ننشأ طائفة، إن النصر الذي نطمح إليه شامل للجميع وليس مقتصرا على البعض وهو ليس على حساب أحد أنه يعني أن نكون منتصرين وليس قاهرين ليس بيننا خاسر بل جميعنا رابحون إذا وقفنا إلى جانب الحقيقة والعدالة.

المصدر : الجزيرة