بيتر سبتجنز.. فيلم عن مجازر صبرا وشاتيلا
– امتهان الصحافة والاهتمام بالشأن العربي
– إنتاج فيلم عن مجزرة صبرا وشاتيلا
بيتر سبتجنز: اسمي بيتر سبتجنز وأنا من جنوب هولندا من بلدة صغيرة عدد سكانها سبعة آلاف وقديمة بالمعايير الهولندية عمرها حوالي سبعمائة وخمسون سنة، ولدت عام 1967 ودرست القانون في جامعة راسموس في روتردام وكنت طالبا جادا أربع سنوات كما كنت مطلعا بالجامعة أيضا ولفترة من الزمن كنت أعتزم نيل شهادة الدكتوراه، اهتمامي كان بالبيئة وحقوق الحيوانات ويبدو ذلك شبيها بنمط الهيبي، لكن كان ذلك موضوعا جديدا وينظر إليه في عالم القانون بجدية حاليا كان ذلك عام 1994 وفي ذلك الوقت لم يكن أستاذي متحمسا لاختياري ذلك الموضوع وأرادني أن اختار موضوعه هو، أي المقارنة بين فيلسوف ألماني ميت بفيلسوف هولندي ميت هو الآخر فرفضت العرض، وفكرت أنه لا يناسبني وبدلا من ذلك سافرت إلى الهند فقد كان ذلك حلمي وقبل أن أذب إلى الجامعة جمعت بعض المال من التدريس وطالما كنت أود الذهاب إلى الهند. وبعد السفر لمدة عام في الهند وهي بلد جميل جدا نفذ مني المال بالطبع، لكنني كنت قد تذوقت طعم السفر ورؤية العالم وأعتقد أنه بعد أربع سنوات في الجامعة والدراسة فكرت أن اتجاهي في الحياة قد تغير أردت عمليا رؤية العالم ليس من غرفة المكتب وإنما على الطبيعة. في ذلك الوقت لم أكن أملك المال وبالتالي لم أكن قادرا على السفر فورا لذلك عملت لعام واحد مع منظمة العفو الدولية في مجال حقوق الإنسان هذه المرة حول طلاب اللجوء السياسي من الشرق الأوسط وحدث ذلك بمحض الصدفة وقد كان عملا مثيرا للاهتمام لكن في ذلك الوقت كنت في هولندا وكنت أعمل وأنا أفكر أنه ما أن تسنح لي الفرصة سأغادر ذلك المكان فبعد 29 سنة باتت هولندا صغيرة علي. قابلت صديقة في منظمة العفو الدولية وحصلت على عمل في مقر الأمم المتحدة في بيروت وكان ذلك عام 1996 وقد كان ذلك أمرا غريبا ففي ذلك الوقت كانت الفكرة عن بيروت ولبنان في هولندا هي فكرة الحرب حديثة العهد هذا أحد الأسباب والسبب الثاني لأن النظرة لبيروت ولبنان كانت على أنها بلد عربي وقد ظنت صديقتي أنه بسبب كونها امرأة وحيدة فلن تشعر بالراحة وسألتني إن كنت أود مرافقتها وكما قلت، أردت مغامرة هولندا ورؤية العالم وفكرت أنه بما أنني أحب الكتابة فإن الصحافة هي طريقة جيدة لدفعي على الاستمرار يمكنني جني بعض المال ورؤية العالم لذلك جئت إلى بيروت مع فكرة أن أصبح صحفيا.
امتهان الصحافة والاهتمام بالشأن العربي
" مقالي الأول كان حول حفظ متحف بيروت الوطني خلال الحرب وقد نشر بالصفحة الثقافية في أكبر صحيفة بهولندا، واليوم أعمل بشكل رئيسي مراسلا لصحيفة ستاندرات في بروكسل وأعمل لدى خون أمستردام " |
وهذا ما حدث وصلت إلى بيروت في اثنين نيسان عام 1996. ولا يمكن وصف ذلك البداية الجيدة فبعد وصولي بيومين أو ثلاثة بدأت إسرائيل بقصف لبنان كانت تلك عملية عناقيد الغضب وبالطبع كانت تلك تجربتي الأولى مع القصف والمعارك وأشياء كهذه لذلك فإن المقدمة في لبنان كانت.. استثنائية إن أردنا وصفها بتعبير لطيف، نزح عشرات الألوف إلى المدينة ولم تكن مولدات الكهرباء تعمل وكانت الكهرباء مقطوعة وأذكر أنني شعرت بغضب عارم فلم يكن هناك من سبب لقصف بيروت كان هناك نزاع مع حزب الله وهذا مفهوم إنما قصف مولدات الكهرباء في بيروت والدفع بعشرات الآلاف من اللاجئين إلى المدينة فهذا لم أكن أفهمه يجب أن تدرك أنني في ذلك الوقت لم أكن مطلعا على السياسة في الشرق الأوسط، كانت الهند هي حبي وليس الشرق الأوسط والذي أصبح حبي فيما بعد. وبالتأكيد انتهت العملية الإسرائيلية بمأساة قانا، اجتياح إسرائيل للبنان جاء في وقت مبكر بالنسبة لي إذ لم أكن خبيرا، لكن شيئا فشيئا خلال السنوات التالية بدأت الكتابة وهكذا أصبحت صحفيا في البداية كتبت أمورا بسيطة هنا وهناك أول مقال أساسي كان حول حفظ متحف بيروت الوطني خلال الحرب وقد نشر في الصفحة الثقافية في أكبر صحيفة في هولندا وكانت تلك أول مرة أفكر أنني لربما أجيد الكتابة، اليوم أجني رزقي كصحفي أنشر تحقيقات ومقالات في هولندا وبلجيكا بشكل رئيسي أعمل مراسلا لصحيفة ستاندرات في بروكسل وأعمل لدى خون أمستردام وهي مجلة مستقلة منذ 125 عاما وهذا أمر جيد لي وهكذا عملت مؤخرا حول الأحداث الأخيرة في لبنان بالطبع سأذهب إلى مصر لتغطية الانتخابات وسأذهب إلى الأردن خلال بضعة أسابيع لأري ما يحدث هناك هذا ما أقوم به كمثال، سأريكم مقالا نشرته قبل عامين وكنت أول من تحدث عن إنشاء الجدار بين إسرائيل والفلسطينيين عنوان المقال هو أمن إسرائيل لا يعرف حدودا، في الحقيقة أنا أعمل على مواضيع تؤثر في وعلى أشياء يخال لي أنها جديرة بالذكر لكونها غير عادلة أو أحيانا لكونها جميلة، أعنى تختلف الأحاسيس فيما أحب الكتابة عنه في هذه الحالة فإن الإحساس هو إحساس بالبشاعة وعدم العدالة. وأقصد إنشاء الجدار الفاصل ففي رأيي هو ليس جداراً دفاعياً بل هجومي وهدفه الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي. أحد المواضيع الأساسية التي أعمل عليها في الشرق الأوسط هو الماء، السياسة عمل سيئ لكن لا يمكن للمرء العبث مع الطبيعة الأم والماء في الشرق الأوسط يشكل مشكلة أكبر من السياسة على المدى القريب ومثال هذه المشكلة بالنسبة لي هو الوضع في عذرا وهي واحة تبعد مائة كلم شرق عمّان وكانت إحدى أشهر الواحات في العالم، كانت تمتد على مساحة 12 كلم مربع في وسط الصحراء تملؤها الأعشاب والمياه وكانت الطيور تأتي إليها كل عام أما اليوم فلم يتبق منها سوى كيلومتر مربع واحد وتحافظ الحكومة على استمراره صناعيا بضخ المياه إلى الواحة، استخدمت جميع المياه لزراعة الخيار والطماطم وللشرب في عمّان بالنسبة لي لا يرمز هذا للوضع البيئي في الأردن فحسب بل في الشرق الأوسط بأكمله وإلى حد معين للعلاقة بين البشرية مع بقية العالم فما نطلق عليه اسم التطور في الغالب هو الدمار.
صديقة بيتر سبتجنز: لي سبع سنين بأعرف بيتر قليل ما أتعرف على ناس جايين من الغرب بيحبوا لبنان والعرب أكثر ما العرب بيحبوا حالهم، أول ما وصل على لبنان بيتر كان كثير يهتم بمواضيع بتخص البيئة بس بلشت الأشياء تتحول وقتها قصفت إسرائيل وقتها حس إنه هايدا الموضوع لازم ينحكى عنه أكثر بالغرب لأنه.. وهايدي كانت قبل 11 أيلول و 11 أيلول سرعت الأمور أكثر يعني صار عندنا كلمة إرهابي صارت ترجع أكثر وأكثر، فكان همه الوحيد إنه يفرج للعرب أنه الإرهابيين منهن ياللي مفكرينهم هم، يعني الوصف ياللي بيعطوا لكلمة إرهابي ما هي صحيحة من هون بلشت علاقته مع سياسة البلدان العربية والسياسة الغربية صار يكتب أكثر وأكثر وكان همه الوحيد من وقتها أن يفرج الوجه الآخر الوجه ياللي ما بنشوفه عادة على التليفزيون ويحكي عن الحقوق المفقودة عن الفلسطينية عن أمور ما معهم خبر فيها بالغرب.
[فاصل إعلاني]
بيتر سبتجنز: مرحبا، بتعرف وين شاتيلا من جوه؟
سائق التاكسي: لحد وين بالضبط؟
بيتر سبتجنز: ما بأعرف شو اسمه بس بأعرف وين ما مشكلة بنشوف.
سائق التاكسي: لا أهلا وسهلا.
بيتر سبتجنز: أهلا شكرا أستاذ.
سائق التاكسي: يا هلا.
إنتاج فيلم عن مجزرة صبرا وشاتيلا
" ألفا إرهابي هو فيلم يدور حول مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982، فعندما حاصر الإسرائيليون المخيمين أرسلوا عدة مئات من القوات اللبنانية أي المليشيات المسيحية وخلال ثلاثة أيام قتل ما يقدر بألفي شخص " |
بيتر سبتجنز: ألفا إرهابي هو فيلم يدور حول مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 ويشير العنوان إلى ملاحظة ألقاها أرييل شارون أنه قبيل مغادرة ياسر عرفات ومقاتلوه المدينة كان ما يزال هناك ألفا إرهابي في المخيمين. ما حدث هو أن الإسرائيليين حاصروا المخيمين وأرسلوا عدة مئات من القوات اللبنانية أي الميليشيات المسيحية. وخلال ثلاثة أيام قتل ما يقدر بألفي شخص، قررنا تصوير الفيلم عام 2002 بمناسبة مرور 20 سنة على المجزرة، لكن لم يكن ذلك السبب الوحيد فقد تم إنتاج أفلام كثيرة عن صبرا وشاتيلا السبب الآخر هو أنه عام 2001 قام الناجون من المذبحة برفع دعوى في بلجيكا ضد أرييل شارون وتسعة عشر غيره. وهنا عادت خلفيتي كمحام للظهور فقد أثار اهتمامي كثيرا الجزء القانوني من القصة، فقد تبنت بلجيكا ما يدعى بقانون مجازر التطهير وهو قانون فريد من نوعه في العالم يسمح بمحاكمة أية مجزرة تطهير تجرى في العالم في بلجيكا وهكذا كان هذا هما السببان الأساسيان اللذان دفعاني للبدء بتصوير الفيلم عام 2002 بعنوان ألفا إرهابي.
سناء سرساوي- ناجية من المجزرة: فقلت أنا يعني لما جاؤوا لعندي وهيك قالوا لي في دعوى بدها تقام ضد شارون يعني هو إنه مشان المجزرة وهيك.
بيتر سبتجنز: أنتجنا الفيلم بميزانية منخفضة جدا ففي هولندا إن أردت الاتصال بالسلطات أو بصندوق صناعة الأفلام للحصول على المال فقد يطول الأمر لمدة عام كامل وقد لا تحصل على المال بسبب الموضوع فهو موضوع حساس جداً. كنت قد ادخرت مالا من العمل لمدة ثلاث سنوات وقام صديقي في هولندا الذي أنتجت الفيلم معه هامو سمتزمان اتصل بعائلته وأصدقائه وساهم الجميع ببعض المال وهكذا جمعنا حوالي خمسة أو ستة آلاف دولار وكان هذا رأس مالنا في البداية، أصدقائي مثل آرا وأحمد وفريد عملوا في الترجمة، لذلك فقد كانت تجربة ممتعة فقد أنتجنا الفيلم بأكمله بالاستعانة بثلاثة أشخاص للتصوير وهذا يعني أن واحدا كان يترجم وواحدا يصور وأنا كنت أحمل الميكروفون أثناء توجيه الأسئلة وهكذا قمنا بكل شيء بمفردنا، بعد يوم من التصوير كنا نعود إلى منزلي ونضع أشرطة الفيديو ونستعرضها مرات عدة ونحاول ترجمة العربية إلى الإنجليزية حتى حوالي الساعة 11 أو 12 ليلاً وفي اليوم التالي كنا نذهب إلى شاتيلا في الثامنة صباحا، بالمجمل صورنا لمدة شهرين ليس على التتالي وإنما في فترات منفصلة. وبعد ذلك وللقيام بالمونتاج ذهبنا إلى هولندا وبما أن صديقي مخرج أفلام فقد كان يعرف أشخاصا في المهنة والجميع في المونتاج ومكساج الصوت وفي جميع مراحل الإنتاج قرروا العمل مجاناً بعدما سمعوا حول الموضوع وهكذا أنتجنا الفيلم بميزانية منخفضة جدا.
سناء سرساوي: إنه هلا يعني بعد 19 سنة عند ما صار عنده مثلا هلا صار رئيس وحصانة وهيك جايين يعني هلا إنه بده ينعمل هذا الشيء هذا فقلت لهم أنا إن شاء يعني أنه يطلع شيء بأيدكم وهذا.
بيتر سبتجنز: مرحبا سناء.
سناء سرساوي: كثير جاؤوا تليفزيونات أجانب وهيك يعني كانوا يجوا بس ذكرى المجزرة ساعتين ثلاث ساعات (Maximum) أربع ساعات يصوروا يسمعوا القصة مثلا يديك شيء عايز شيء يسلمه ويروحوا، بس بيتر يعني اعتبرناه صديق وصار أخ لنا يعني، يعني يجي صار الأولاد كلهم بيتر.. بيتر يعني وركضوا يعني بس يجي وهيك، صار يتردد علينا يعني كل ما يعني إذا.. يعني أغلب الزيارات اللي كان يجي فيها مش زيارات عمل يعني يجي كصديق لنا وأكلنا وشربنا مع بعض يعني وبس يجي كأنه واحد صار من العائلة وعلى طول بيتردد علينا وأوقات لما بيسمع شغلة جدت معنا أو شيء أو هيك يصير بده يبكي على الوضع اللي نحن فيه وهيك، فهو يعني بطل كأنه صحفي أو عمل فيلم يعني صار صديق.
[شريط مسجل]
في النهاية نعتقد أن هناك مؤشرات قوية على تورط السيد شارون والسيد يارون وثمانية عشر آخرين فيما يتعلق بالمشاركة الفعالة في جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية.
بيتر سبتجنز: يجب أن يعلم المرء أنه في هولندا وأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية لطالما كان الموقف تجاه إسرائيل موقفا ذي حظوة وموقفا خاصا بسبب الحرب بشكل أساسي، لكن أيضا بسبب الخلفية المسيحية كانت إسرائيل تتمتع دائما بمكانة محظوة وفي السنوات الأخيرة بدأ ذلك يتغير لكن ما يزال التغير صعبا لذلك عندما عرض الفيلم لاحظنا ذلك مجددا ليس مع الشباب فالعديد منهم لم يعرفوا ما هي صبرا وشاتيلا، لكن مع الجيل الأكبر سنا مثلا رفض والدا صديقي مشاهدة الفيلم لأكثر من عام فقد كانوا دائما متعلقين بالكتاب المقدس وإسرائيل ولم يستطيعوا التصديق بإمكانية حدوث أشياء كهذه عندما شاهدا الفيلم بعد عام وبعد أن بدأت آراؤهم تتغير ببطء حول السياسة في الشرق الأوسط وشاهدوا الفيلم فباستثناء إصابتهما بالاشمئزاز بدأا الآن يدركان أنه لفترة طويلة في حياتهما لربما كانت آراؤهما خاطئة.
مشارك: في هذا أخي الثاني عمره 14 سنة كان وأخي كمان هؤلاء قاتلينهم قدام باب البيت يعني بره.
مشاركة: فيلم ألفين إرهابي نحن اخترناه هاديك السنة بمهرجان أيام بيروت السينمائية وحطيناه تحت خانة أفلام عن العالم العربي واللي كثير حبيناه وقت اخترناه للفيلم أنه ما بتحسي كأنه هذا الشخص الأجنبي اللي عامله جاي من بره ينظر أو نظرة سياحية أو نظرة تعالي مثل عادة بنشوف بالأفلام اللي بتنعمل عدنا هون عن المنطقة. واللي حلو أنه المخرج تبعه المخرجين تبعه يعني بس أنا أكثر بعرف بيتر لأن صار له فترة عايش هون بالمنطقة قدر يفهم كيف نحن بنعيش وكيف هالناس المأساة تبعهم إنسانية وما في حكم عليهم بالعكس يعني هو حاطت حاله على المستوى تبع هادول الناس اللي يريدوهم يخبروا قصتهم فهذا شيء كثر كثير حبيناه وعشان هيك كنا فخورين أن اخترناه لهذا الفيلم.
[تعليق صوتي]
استمرت مجزرة صبرا وشاتيلا أربعين ساعة ووفقا للصليب الأحمر فقد قُتل حوالي ألفي شخص بينما مئات الرجال الذين كانوا بقبضة الجيش الإسرائيلي في الإستاد الرياضي لم يعودوا أبدا.
بيتر سبتجنز: شخصيا أنا سعيد جدا بالنتيجة النهائية ليس فقط لأننا نجحنا بإمكانيات محدودة وأنا راض من النتيجة بل لأن إنتاجي للفيلم كان يحمل طابعا شخصيا بالنسبة لي كان نهاية شيء ما شيء رمزي. وربما كانت صبرا وشاتيلا ترمز بالنسبة لي فقدان إسرائيل لبراءتها رغم أنني علمت فيها بعد أن ذلك حدث قبل ذلك بكثير لكن بالنسبة لي رمزت صبرا وشاتيلا لذلك ثانيا كان دائما رأيي أن من أمر بالتنفيذ أهم بكثير من الذين قاموا بعملية القتل وهكذا كان إنتاج هذا الفيلم بالنسبة لي أمرا مهما من ناحية المضمون والتنفيذ. وأنا راض عن النتيجة النهائية كما أنني سعيد جدا بالتعرف على الناس في المخيم وبالتعرف على المخيم نفسه وبمعرفة ما هو شاتيلا أظن أنني أصبحت أعرف ذلك قليلا الآن.
مشارك ثان: أنا بيتر سبتجنز أخذني بره من لبنان كله لأن من خلال شغله ومن خلال اهتمامه بقى وعاني الاهتمام إأنه وقت أتعرف أكثر على لبنان ما كنت بأعرف بالنسبة لي لبنان كان الأرشيفية و (Maximum).. ما عرفني على لبنان بس عرفني رحت معه على من بيروت على الشام لماري ثقافة عمرها خمسة آلاف سنة، تعرفت عليهم كلهم من خلال بيتر سبتجنز وأكيد من خلال عطش إنه أعرف المنطقة أكثر وأتعرف على لبنان هو لبناني ما كنت أعرف وخلاني أرجع على لبنان مش أنه نتعرف على لبنان نروح لا خلاني بعد ما تركت لبنان أعمل مشاريع أنه أرجع على لبنان.. فيعني شفت لبنان من خلال وجهة النظر أو عيون إذا فينا نقول غير لبناني.
مشارك ثالث: بيتر من الناس اللي مميزين اللي تعرفت عليهم واللي بيميز بيتر أنه من الناس اللي بيحاولوا يندمجوا بالمجتمع ويكونوا جزء منه بالرغم من كونه يمكن مانه من هذا المجتمع بكل تعقيداته بكل هلا الأمور هادول الشغلة الحلوة فيه إنه بيحاول ما يكون غريب عن الواقع اللي هو عايش فيه وهذا الشيء هذا اللي ميزه وخلا علاقتي فيه كثير قوية، حتى لدرجة إنه حاول يدرس اللغة العربية أكثر ليقدر يفهم كيف الناس بتفكر كيف ممكن تتعامل مع هذه الأمور هادول كلها ويصير أقرب للي بيسموه الانصهار أو الاندماج الاجتماعي اللي عايش والمحيط اللي عايش فيه، كثير بيتر وقت بيتفاعل مع قضية ما بيتفاعل معها من فكرة محملة حاملة مسبقا من اتجاه معين لا ساعة اللي بده يختار قضية ليناقش فيها من الناس اللي بيسموهم الناس العلميين الموضوعيين يعني بيعمل دراساته وقراءاته الأولية عن الموضوع وبعدين بيحكم على هذا الموضوع حتى لدرجة أوقات كثير ملتزم بالقضايا اللي فينا نسميها القضايا العربية أكثر منها بمحلات كثير يعني لما عم بتفوت معه قصة النقاش الصراع العربي الصهيوني في محلات بيتر بيكون جذري أكثر مني بحل هذه القضايا حتى إن كان بالنسبة للقضية العراقية حتى بالواقع اللبناني حتى فيه محلات بيعرفها أنا ما بأعرفها بطبيعة النظام وهذه الأمور هادول كلها فإذا بيجمعهم كلهم سوى لهذه الخواص أو هذه الميزات اللي بيحملها هذا الشخص اللي اسمه بيتر بأقول عنه واحد من أعز أصدقائي اللي بيتميز عن كل بقية المحيط وحتى بأقرب لي من ناس أصدقاء من ضمن مجتمعي اللي هم محيطي يعني.
بيتر سبتجنز: أحب بيروت وهي حقا مدينة رائعة وعلى المستوى الشخصي جئت هنا بمخطط غير كامل لأصبح صحفيا وقد أصبحت صحفيا بالفعل لدي أصدقاء رائعون هنا وأنتجت فيلما لذلك فقد كانت السنوات الثماني الأخيرة مثمرة جدا، تتمتع بيروت من عدة نواح بأفضل ما يضمه عالمان العالم المتوسطي والعالم العربي. وإن تزوج العالمان لأنجبا أطفالا رائعين بيروت مدينة في الوسط بين الثقافات وغالبا ما أنظر لنفسي على هذا النحو أحب الأمور على هذه الشاكلة ككاتب وكرحالة كما أرى بيروت كمنزلي في المستقبل أود ذلك هناك مشكلة عملية صغيرة وهي أن الرجل يستطيع منح الجنسية للمرأة، لكن العكس غير ممكن لذلك مهما عشت وعملت هنا فسأبقى دائما هولنديا أو أجنبيا، لكن مع ذلك أحب هذا المكان وسنرى إلى أي مدى سيحملني وإن شاء الله سيكون قاعدتي للانطلاق للمستقبل قاعدة لرحلاتي ومغامراتي في المنطقة أمل إلى أبعد من ذلك.