تشغيل المرأة ليلا
للنساء فقط

تشغيل المرأة ليلاً

تناقش الحلقة تشغيل النساء ليلاً، هل يتناسب مع طبيعة المرأة ومسؤولياتها الأسرية؟ وما هي الأضرار الصحية المترتبة عليه؟

– معاناة النساء في العمل الليلي
– عمل المرأة الليلي وأثره على وضعها الأسري

– نظرة المجتمع للمرأة العاملة ليلا

– التشريعات والقوانين لحماية عمل المرأة ليلا

– خصوصية المرأة واستثناؤها من العمل ليلا

undefined

لونه الشبل: مشاهدينا الكرام السلام عليكم، عندما يُرخي الليل سدوله وتخلد النفوس إلى الراحة ويجتمع أفراد الأسرة للسمر والارتخاء بعد يوم جهيد من الأعباء والواجبات، تتجه أعداد من النساء إلى دوام الليل مُخلِّفات وراءهن الأزواج والأطفال والمسؤوليات، ليقفن في مواجهة القيل والقال وكثرة السؤال حول أسباب خروجهن في هذه الساعة المتأخرة من الليل، فضلا عن تحمل محاولات التحرُّش في غياب أي وسائل للحماية مثل النقل من وإلى المؤسسة التي يعملن فيها، فلماذا هذا الصمت المخيِّم على معاناة النساء اللواتي يشتغلن ليلا من طرف النقابات المهنية والأحزاب السياسية والمنظمات النسوية؟ ولماذا ترفض بعض الحكومات التصديق على الاتفاقيات الدولية التي تحمي المرأة من أضرار العمل الليلي؟ وكيف تنعكس ظروف العمل هذه على العلاقات الزوجية؟ وما هي الآثار السلبية للعمل الليلي على الصحة النفسية والجسدية للمرأة وعلى استقرار الأسرة؟ وكيف يمكن حماية المرأة الحامل والمُرضِع مما يتسبب به الدوام الليلي من أضرار لها ولجنينها أو رضيعها؟ وفي المقابل كيف تُطالب النساء بالمساواة المُطلَقة مع الرجل وتطالب في نفس الوقت بهذه الاستثناءات التي تخترق هذه المساواة؟ للحديث عن الدوام الليلي للمرأة لصالح مَن؟ نستضيف اليوم في استوديوهاتنا في الدوحة الدكتورة ليلى عبد المجيد عضو المجلس القومي للمرأة في مصر ومن استوديوهاتنا في الرباط نرحب بالنقابية خديجة الزومي، كما ونرحب من عمَّان بالسيدة إميلي نفَّاع الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، أهلا بكن جميعا ضيفات على هذه الحلقة من للنساء فقط، مشاهدينا الكرام بإمكانكم أيضا المشاركة في هذا الحوار كما العادة بجميع محاوره وأبعاده وذلك من خلال الاتصال بنا سواء عبر الهاتف على الرقم 9744888873 أو عبر الفاكس على الرقم 9744890865 كما وننتظر مشاركاتكم على الإنترنت على عنواننا وصفحتنا الرئيسية www.aljazeera.net نرحب بآراء ومداخلات الجميع وكما العادة من الجنسين وبداية ولإلقاء الضوء على معاناة فئات عريضة من النساء اللواتي يعملن ليلا أعدت لنا مراسلتنا ليلى موعد التقرير التالي من دمشق.

معاناة النساء في العمل الليلي

[تقرير مسجل]

ليلى موعد: ما أن يلقي الليل بظلاله ويركن الآخرون إلى عائلاتهم تستعد الطبيبة تيماء للتوجه إلى عملها، حركات متسارعة تصادر بقية اهتمام كان يتوجب عليها أن تمنحه لعائلتها الصغيرة في وقت يتولى زوجها هذه المهمة رغم أنه طبيب.

بديع رندة – طبيب: وقت اللي كان عندها مثلا مناوبة ليلية أنا كنت أناوب بالبيت عند الطفلة، أحيانا آخذها مثلا بالليل على مكان مناوبتها بالمشفى ترضعها وأرجعها، الطبخ مثلا أحيانا أنا أطبخ، يعني كلنا نحاول أنه يعني بقدر الإمكان نمشي أمورنا تمشاي بينما أنه يكون مرتاح نفسيا هذا ما فيه.

تيماء فخور – طبيبة: فيه ظروف إسعافية، فيه حالات بتستعدي الخروج بأي وقت بغض النظر عن أي عمل كنت عم بأقوم فيه، أكيد بدي أتخلي عن أي شيء حتى لو كان تربية طفل صغير، حتى لو كان تحضير أي شيء بالمنزل، فأكيد لما يكون فيه أمر إسعافي راح أستغني عن أي شيء ثاني وأطلع بأي وقت من الليل أو بالنهار يعني، طبعا هذا شيء بيقيِّد كثير بالنسبة للحياة الاجتماعية، بالنسبة للحياة الأسرية، بالنسبة لحتى للنشاطات الثقافية أو الرياضية بيؤثر على كل الحياة الثانية.

ليلى موعد: وإذا كان عمل المرأة الليلي يبدو ضروري في بعض الأحيان نظرا للحاجة المادية الملحة أو كونه مرهونا بمقتضيات تخصصها إلا أن الكثيرات تؤكدن أنهن مكرهات على ذلك خصوصا وأنه يحملهن عبئا نفسيا وجسديا إضافيا.

سلوى صبري – إعلامية: مثلا زميلنا الشاب بيكون عم بيشتغل معنا مثل مثلا المصورين الشباب اللي معنا بيرجعوا على البيت فيه حدا بيحط لهم العشاء وبيفوتوا بيناموا، نحن بنروح على البيت بنبدأ عن جديد شغل من أول وجديد بنشوف شوف شغلات بدها متابعة أكيد بيعمل مجهود إضافي جسدي، بيعمل توتر عصبي أكثر على أعصاب المرأة.

"
خطر العمل الليلي يكمن في عدم وجود ضمانات تؤمن لها الحماية الكافية من التحرش الجنسي أو الاعتداء الذي قد يصل حد التهديد بالموت
"
      تقرير مسجل

ليلى موعد: مخاطر العمل الليلي تبدو واضحة للعيان في مجتمع شرقي لا ينفك عن تحميل المرأة تبعات شكوك قد تلاحقها من أعين الجيران أو رواد طرق آخر الليل، لكن الخطر الأكبر يكمُن في عدم وجود ضمانات تؤمِّن لهن الحماية الكافية من التحرُّش الجنسي أو الاعتداء الذي قد يصل حد التهديد بالموت.

منى العقاد – رصد إخباري: من فترة سمعت أنه إحدى المذيعات بعد ما كانت موصلها سيارة التليفزيون وصلتها على بيتها وإذ به بيكون فيه حدا مترصد لها من مدخل البناية من جوه وثاني يوم بيلاقوها مقتولة ومُقطّعة أيديها ومسحوبة صيغتها.

هيلي الحصري – رصد إخباري: يعني مثل شو الضمانات الممكن يعني يقدموها للمرأة؟ لا ما فيه ضمانات، أنا برأيي أنه المرأة لازم يكون فيه حدود يعني، ما لازم تلجأ خطوط حمراء يعني ما فيها تتجاوزها المرأة خاصة في مجتمعنا يعني الشرقي.

ليلى موعد: تعميم التأثير السلبي للعمل الليلي على حياة المرأة العاملة يكاد يكون متفقا عليه خصوصا لجهة إسهامه في زيادة الخلافات الزوجية والتفكك الأسري وتأثيره على خصوصية العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة، استثناءات القاعدة تبدو محكومة بخصوصية كل امرأة وقدرتها على تحقيق تصالح مع محيطها.

منال صالحية – مخرجة تليفزيونية: الشخص المحترم مرأة أو رجل بيفرض احترامه وبيفرض قواعده على المحيط اللي هو قاعد فيه، فما لها شغلة صعبة وما شيء اسمه المرأة ظرف خاص، نحن صارت المرأة مثل الرجل وقدرت تعمل كل شيء وأنا بأشوفها مظلومة على كل إلا إذا هي كان جه على بالها تكون مظلومة.

ليزا أرسلانين – مذيعة: كنت بأعاني بس يعني أنا اللي كان بيساعدني هو زوجي على طول هو كان يعني يدعمني، فعشان هيك ما كثير حسيت بالمشكلة.

ليلى موعد: لكن ما حققته المرأة من استثناءات على مدى سنوات طويلة لم يمنع بعض أرباب العمل من محاولة تجنب الكثير من الإشكالات، سواء من خلال استقطاب نساء غير متزوجات أو ترشيد عمل المرأة الليلي وصولا إلى استبدالها بعناصر ذكورية، خطط النهوض بالمرأة العربية التي تكرِّسها المؤتمرات الدولية والمنظمات العربية الحكومية وغير الحكومية على جداول أعمالها تحتاج في نظر البعض إلى إجراءات عملية خصوصا فيما يتعلق بإيلاء مزيد من الاهتمام بالمرأة في عملها الليلي وفي أي وقت كي لا يُعَرقَل دورها كأم وعاملة، ليلى موعد الجزيرة لبرنامج للنساء فقط، دمشق.

لونه الشبل: إذاً الدوام الليلي للمرأة والعمل الليلي للمرأة لصالح مَنْ؟ هذه الحلقة من للنساء فقط نبدأ الحوار فيها بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

لونه الشبل: أهلا بكم من جديد، دكتورة ليلى.. طبيبات، ممرضات، مذيعات، إعلاميات، عاملات في الفنادق، في المطارات، في مكاتب السياحة، انتشار واضح لظاهرة عمل المرأة الليلي معاناة كبيرة وصمت كبير لماذا هذا الصمت؟

ليلى عبد المجيد – عضو المجلس القومي للمرأة في مصر: فيه قضايا كثير خاصة بالمرأة فيها صمت بس يمكن الموضوع ده فعلا ما.. في ترتيبات الأولويات مش واخد أولوية بالنسبة لاهتمام الجمعيات النسائية، بالنسبة لاهتمام منظمات المجتمع المدني، بالنسبة اهتمام النقابات المهنية مهتمة بقضايا ثانية أكثر من هذه القضية..

لونه الشبل [مقاطعةً]: لماذا لم يأخذ مكانه في الأولويات؟

ليلى عبد المجيد: لأنه.. أصل فيه مبررات يعني يقول لك المرأة تطالب بالمساواة، طيب إشمعنى بقى عايزة استثناء في ده؟ يعني وأنا طبعا مردود عليه، يعني حكاية إن استثناء المرأة في الجزئية دي مردود عليه، إن المرأة عندها إلى جانب أعبائها في العمل عندها أعباء أسرية وعائلية ومجتمعية..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طيب سنرد عليه ولكن إذاً أول نقطة بأنه ليس على سلم الأولويات، ثانيا؟

ليلى عبد المجيد: آه أنا شايفة إنه مش على سلم الأولويات، ثانيا إنه المرأة نفسها مش راضية تفتح الموضوع ده، يعني حتى المرأة العادية اللي بيشتغلوا في هذه الأعمال مش راضيين يفتحوا الموضوع دَوَّت لأن فيه حالة بطالة في مجتمعاتنا العربية وفيه يعني تلكُّك للمرأة، يعني فيه دعاوى مثلا عودة المرأة للبيت، إنه فيه فرصة عمل يأخذها الشاب ما تأخذهاش شابة، فبالتالي المرأة مش راضية تفتح الموضوع خشيةً أن يكون هذا مبررا لإبعادها عن فرص عمل هي جديرة به، فأنا شايفة ده برضه سبب خاص بالمرأة، فبالتالي ده من صاحبة الشأن نفسها ما بتتكلمش وبتستحمل وبتضغط على روحها وبتيجي على نفسها تتحمل وممكن تتعرض لمخاطر ولكن ما بتتكلمش والمنظمات اللي مفروض بتتكلم برضه مش دي القضية اللي واخدة أولوية عندها، فضلا على إن الفئة اللي بتتعرض لده هي بتعتبر ما تعتبرش فئات كبيرة، يعني حضرتك حصرتيهم دلوقتي تقريبا العاملين في الخدمات الطبية، العاملين في السياحة والمطاعم والفنادق، العاملين في الإعلام يعني فئات محدودة وهي فئات لها خصوصية تعتبريها..

لونه الشبل [مقاطعةً]: لكنهن لسنا بالقليلات على الأقل يعني.

ليلى عبد المجيد: طبعا هم مش قليلات.

لونه الشبل: وإلا لما كانت انتشار لظاهرة وسُمِّيت بظاهرة العمل الليلي؟

ليلى عبد المجيد: لا هي طبعا ظاهرة ومشكلة وفعلا مطلوب إن إحنا ضروري إن إحنا نتناولها، لكن زي ما قلت لك قضايا المرأة العربية كثيرة جدا، الأجندة مليانة، ففيه قضايا واخدة مننا اهتمام كبير في الفترة دي ويمكن القضية دي مش محطوطة في الأجندة، لكن أنا شايفة إنها فعلا قضية مهمة لأن فيه مخاطر كثيرة جدا مش بس على المرأة كمان على عائلتها وعلى حياتها الاجتماعية وعلى المجتمع.

لونه الشبل: طيب سيدة إميلي في عمَّان إذاً هذه القضية ليست موضع اهتمام شديد من المنظمات، ليست على جدول الأعمال، ليست على الأجندة وأستعير تعبير الدكتورة ليلى ولكن طالما سعت المرأة لتكون.. لتكسب مقعد في النقابات في الأحزاب، في البرلمان إذا شئتِ، مجالس المرأة حتى مؤسسات المجتمع المدني وعندما تصل لا نسمع لها صوتا، الآن دكتورة ليلى حمَّلت النقابات وحمَّلت المرأة نفسها بأنها لا ترفع صوتها تجاه هذه المشكلة، أين النقابات والأحزاب وغيرها ومنظمات المجتمع المدني التي تُعنى بقضايا المرأة من هذه المشكلة؟

إميلي نفاع- ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة: أنا برأيي بالفعل أنه هناك تقصير من كافة الفئات والجهات المعنية بعمل المرأة، إن كان حكومات أو نقابات أو أصحاب العمل أو ممثلي المجتمع المدني لأنه بالفعل هذه قضية حساسة جدا تهم ليس فقط المرأة ولكن أيضا استقرار الأسرة ولذلك المجتمع الدولي اهتم بهذه القضية بوقت مبكر في أول دورة لمنظمة العمل الدولية في عام 1919 أُقِرت اتفاقية حذر العمل الليلي ومن ثم عُدِّلت في عام 1934 وفي عام 1948 وباستثناء بعض الحالات وطُلِب من الحكومات أيضا أن.. بقرار من الوزراء المعنيين أن يقوموا بتنظيم العمل الليلي للنساء، بالإضافة إلى عمل النقابات أيضا المنظمات النسائية معنية أيضا أن تقوم بدورها من أجل الدفاع عن شريحة هامة من العاملات ولاسيما قسم منهن يعملن في المجالات الصحية وهذه مجالات هامة جدا يجب أن نوفِّر للطبيبة وللممرضة أيضا الراحة النفسية عند عملها في الليل، أيضا هناك عدم توفير وسائل النقل لهن، مثلا الحكومات.. المستشفيات الحكومية والمستشفيات الكبيرة تُؤمِّن مواصلات لكن بعض المستوصفات أو بعض المستشفيات الصغيرة لا تؤمِّن وسيلة العمل وهذه أيضا بحد ذاتها مشكلة ولذلك على جميع الأطراف إن كان حكومات أو أرباب عمل أو النقابات هم أيضا علينا أن نزيد دور المرأة في النقابات العمالية لأنه للأسف لا زال دورها ضعيف جدا وعلينا أن نوعِّي المرأة بحقوقها وبالتالي عليها أن تلعب دور أساسي في هذا المجال وحلّ هذه المشكلة، ليس فقط هذه المشكلة رغم أنها لحساسية هذه المشكلة إنه المرأة العاملة بشكل عام تعاني من مشاكل عديدة وهي بحاجة لحلقات وحلقات من أجل معالجتها ونحن نتمنى..

لونه الشبل [مقاطعةً]: صحيح وقد حاولنا عموما في أكثر من حلقة أن نطرح هذه النقاط.

إميلي نفاع: آه بالضبط و..

لونه الشبل: سيدة خديجة في المغرب إذاً حتى الآن هناك تقصير من النقابات أنتِ نقابية لماذا هذا التقصير منكم ولا أعني المغرب ولا أعني حضرتك أعني تقصير النقابات؟

خديجة الزومي- نقابية مغربية: في البداية أشكر الأخوات في الدوحة على استدعائهن لي مرات متعددة وهذا نوع من الوفاء أعتبره مشكورات عليه.

لونه الشبل: أهلا وسهلا.

خديجة الزومي: أولا النقابات لم تقصّر فمنذ 1919 في واشنطن حيث عُقِد الاتفاقية الرابعة اهتمت بموضوع تشغيل النساء ليلا ولاسيما في المناجم والمحاجر والأشغال ذات الصلة باستخراج المعادن من الأرض وغير ذلك من الصناعات وتحدثَّت الاتفاقية على المنشآت الصناعية ولم تتحدَّث عن الفلاحية ولا عن التجارية ولم تحضر ها العمل بل جعلت له استثناءً حيث حاولت أن تحمي المرأة كيف ذلك؟ حيث قالت في المادة الثالثة من اتفاقية (كلمة غير مفهومة)1919 أنه لا يجوز تشغيل النساء من أي سنّ أثناء الليل في أي منشأة صناعية عامة أو خاصة باستثناء المنشأة التي لا يعمل فيها إلا أفراد نفس الأسرة، ثم كذلك حددت الوقت لكي يكون عملا ليليا لابد أن يكون بين الساعة العاشرة مساء والساعة الخامسة صباحا، إذاً العمل الخارج هذين الحدين من الزمنيين لم يُعتبر على الإطلاق أنه عمل ليلي وأنا قد أرى فيه العكس لأن عندما أعمل إلى حدود الساعة العاشرة مساءً فهذا ليل، فهذا نوع من التقصير تجاه الأسرة، قد أدخل إلى المنزل وأجد أبنائي نياما وقد أجد زوجي في الشارع وقد أجد الشغَّالة قامت بمجموعة خروقات داخل المنزل، إذاً فأنا لا أفرق بين الوقت وناضلت النقابات حيث عُدِّلت هذه الاتفاقية سنة 1934 واستُبدِلت من الاتفاقية رقم أربعة إلى واحد وأربعين ثم استُبدِلت كذلك سنة 1948 باتفاقية رقم 89، إذاً والآن منظمة العمل الدولية مطالبة بوضع هذا الموضوع للنقاش مرة أخرى لاسيما وأن المرأة أصبحت وسط المنظومة الاقتصادية الجديدة في اقتصاد معولم يعني تحولات كبيرة واهتمامات جديدة والمرأة موجودة فيه.. بدأت تتسع أو يتسع عفوا انتشارها في جميع مناطق العمل السياحة، الفندقة، الصحة، المعامل، (كلمة غير مفهومة) الخضار إلى غير ذلك، إذاً والنساء اللواتي يعملن في المقاهي ليلا إلى غير ذلك إذاً يجب أن..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طيب سيدة خديجة إذا سمحتِ لي يعني نحن الآن جميعنا نشتكي أنا سألت لماذا هذا التقصير؟ لماذا ليس هناك من صوت يرتفع من النقابيات أمثالكن لتغيير هذا الواقع؟ ليس فقط لأن نجلس في مثل هذا البرنامج أو غيره ونندب حظنا ونقول بأن هناك مشكلة وننتظر حلها من السماء.

ليلى عبد المجيد: يعني تسمحي لي.

لونه الشبل: تفضلي.

خديجة الزومي: في الحقيقة.

ليلى عبد المجيد: في الحقيقة أنا شايفة تعالي شوفي وضع المرأة العربية في النقابات أولا تمثيلها قليل جدا، يعني نسبة المرأة في النقابات اللي بتقدر توصل إلى درجات قيادية في العمل النقابي وبالتالي تبقى مؤثرة على ما يحدث داخل النقابات قليلين جدا.

لونه الشبل: هل هذا سبب؟ هذا قد يكون مُسبَّب؟

ليلى عبد المجيد: ما هو طبعا صاحبة الشأن مش موجودة، يعني.. الناحية الثانية النقابات عندنا في مشاكل كثير عليها في علاقتها.. يعني مدى الحرية بتتمتع بها.. بيتمتع بها العمل النقابي في العالم العربي متفاوتة ومش في كل الظروف فدي نقطة ثانية، فيه نقطة برضه أحب أعلق عليها إنه إحنا دلوقتي المرأة مش بس بتشتغل في الحكومة يعني يمكن الحكومة تلتزم بالاتفاقيات الدولية في تشغيل المرأة..

لونه الشبل: بنسبة 1%، 2%؟

ليلى عبد المجيد: يعني هتلتزم شوية لكن تعالي شوفي القطاع الخاص، تعالي شوفي القطاع غير الرسمي والمرأة بتشتغل في القطاع الخاص وفي القطاع غير الرسمي بنسبة كبيرة خصوصا زي ما أشارت الأستاذة خديجة إن في عصر الخصخصة واتجاه..

لونه الشبل: الاقتصادي العولمي على مستوى..

ليلى عبد المجيد: آه اقتصاد العولمة والخصخصة بقت دلوقتي فرص العمل حتى الحكومات بتعمل إعادة هيكلة وبتتلغي حاجات كثير وبتتقفل فرص عمل، فدولا القطاع الخاص هتلزميه إزاي؟

لونه الشبل: إذاً كي لا نحمِّل فقط نقابات، المرأة بحد ذاتها تتحمل جزء.

ليلى عبد المجيد: بالضبط.

لونه الشبل: عدم رفع صوتها عدم الحديث في هذا الموضوع لأنها ربما قد تخسر وظيفتها.

ليلى عبد المجيد: بتخشى إنها تخسر المكان بتاعها تحت دعوة طالما أنتِ مش عايزة فيه غيرك عايز، فبالحل ده أنا شايفة إنه ده سبب من أسباب الصمت إن المرأة خايفة تتكلم وبتقبل هذا الوضع ومضغوطة ومش قادرة تتكلم لأنها تخشى من إنه ده يبقى مبرر تطرد من شغلها أو يُستبدل أحد آخر بها يعني.

لونه الشبل: هل هناك موافقة سيدة خديجة على هذه النقطة؟ وأتمنى فقط في دقيقتين كي انتقل لموجز لأهم الأنباء.

خديجة الزومي: سبق والسيدة ليلى عبد المجيد طبعا أفادتنا بمجموعة أفكار صحيحة ولكن أنا دائما أطرح السؤال هل دائما هل المرأة هي التي يجب أن تتحدث عن المرأة؟ فالإنسانية يجب أن تتحدث عن المرأة وعن الرجل فالشغل في الليل..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طيب إذا كانت الإنسانية لا تتحدث عن المرأة ولا عن الرجل، ألا تحمل المرأة عبء مضاعف بأنها يجب أن تتحمل.. تتحدث عن نفسها على الأقل يعني لن نصلح الكون في هذه الحلقة؟

خديجة الزومي: لابد وأن نتحدث عن إنسانية الإنسان أولا، لكي تكون نقابيا يجب أن تكون إنسانيا، لكي تكون برلمانيا يجب أن تكون إنسانيا لكي تدافع عن الناس..

ليلى عبد المجيد [مقاطعةً]: بس واقع الأمر مش حاصل كده.

خديجة الزومي: الواقع ولكن استقرار الأسرة ضروري واستقرار الأسرة يهم الطفل والطفلة والأب والأم والمجتمع والحكومة والنقابات وجميع الهياكل وحين نتحدث عن إعادة الهيكلة في جميع المؤسسات حاليا يعني نتحدث عن تسريحات جماعية، إذاً المرأة تكون أكثر تهديدا إذا كانت تريد أن تبيِّن أن هناك نقط من الضعف تعرق مسيرتها العملية، المرأة.. نسبة البطالة عند المرأة مرتفعة نسبة الفقر عند المرأة مرتفعة، إذاً المرأة لا زالت في بداية الطريق وكل بداية..

لونه الشبل [مقاطعةً]: ربما يعني تسكت أو تحاول الصمت عن هذه النقطة، على كلٍ السيدة خديجة فتحت قضية الاستقرار الأسري وسمَّته بأنه الاستقرار الأسري ضروري جدا على الرغم من أن المرأة تعمل ليلا، سأفتح هذا الملف حول وضع المرأة العاملة داخل أسرتها والصعوبات التي تعترضها وواجباتها الأسرية ولكن بعد فاصل قصير لو سمحتِ لي دكتورة مشاهدينا الكرام يتضمن موجزا لأهم وآخر الأنباء نعود إليكم بعده.

[موجز الأنباء]

عمل المرأة الليلي وأثره على وضعها الأسري

لونه الشبل: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من للنساء فقط والتي اخترنا أن نفتح فيها ملف عمل المرأة الليلي، دكتورة ليلى سألتك قبل الفاصل أود أن أتطرق إلى موضوع الواجبات الأسرية مع المرأة التي تعمل ليلا، يعني تعود المرأة العاملة ليلا وهي تعمل ليلا تعود صباحا إلى منزلها مرهقة متعبة تضطر لأن تصل الليل بالنهار هناك واجبات تنتظرها، هناك أسرة أبناء مَن يريد الذهاب إلى المدارس غيره صحيا وجسديا ما هي الأضرار؟

ليلى عبد المجيد: أضرار كبيرة جدا طبعا لأنه المفروض إنه حتى في ساعات العمل أنا بأشتغل ثمانية ساعات وبأستريح مثلا لكن المرأة اللي بتشتغل بالليل وفيه ارتباطات أسرية وراها يعني زي ما أنتِ قلتِ ممكن يبقى ولادهها عايزين يروحوا المدرسة الساعة ستة الصبح فتكون هي راجعة الساعة خمسة ونصف ولا الساعة ستة لو عندها شيفت ليلي فبالتالي بتيجي على نفسها جامد، خصوصا إن مجتمعاتنا العربية إنه لسه التقسيم التقليدي للعمل يعني الرجال أغلبيتهم مش عايزين نعمِّم.. يمكن شفنا الطبيب ده استثناء اللي اتعرض في التقرير إنما القاعدة العامة إنه الرجل يقول لك ما ليش دعوة دي شغلة الستات دي الأعباء الأسرية..

لونه الشبل [مقاطعةً]: أنتِ اخترتِ أنتِ تتحملي.

ليلى عبد المجيد: أنتِ اخترتِ أنتِ تتحملي، فبيكون عليها تحت ضغط إنها يعني مش عايزة تبان مقصرة وعايزة تقوم بأعبائها العائلية والأسرية مع أولادها ومع أطفالها كما يجب فبتضطر إنها تضغط ويمكن ده بيقلل ساعات نومها، بيقلل ساعات راحتها حتى ساعات تمتع بالاسترخاء والعلاقات الاجتماعية عندها بتختفي، يعني زي ما قالت أشارت الطبيبة برضه قالت إحنا العلاقات الأسرية أو المذيعة ما فيش علاقات أسرية ولا اجتماعية لأنه كل ده بييجي على حسابها هي في النهاية وطبعا أضرار لا حد لها، ده يعني بيسبب لها توتر، قلق، يمكن بدأنا نسمع دلوقتي على بعض المهن مرتبطة بإصابات بالقلب..

لونه الشبل: أكيد.

ليلى عبد المجيد: وبالضغط العالي وجلطات وحاجات زي كده، ده مرتبط بمهن من المهن اللي أصحابها بيشتغلوا بالليل والمرأة بقى بالذات أكثر من الرجل لأن زي ما أُشير الرجل بيقدر يرجع يريَّح ينام عشان هوه عنده شيفت ثاني ليلي أو كذا لكن المرأة ما بتقدرش، عندها أولادها، عندها الطبيخ، عندها التنظيف، عندها كل المسؤوليات ديت، حتى لو عندها حد بيساعدها في البيت لازم تبقى موجودة برضه، فده كله بيكون على حساب صحتها، على حساب كمان بتبقى متوترة ومنفعلة فبتبقى علاقتها بأولادها سيئة يعني ممكن..

لونه الشبل [مقاطعةً]: جميل، أتوقف عند هذه النقطة، سيدة إميلي تعود متوترة، تعود مستنفرة مرهقة وبالتالي علاقتها مع الأولاد قد تتأثر، كيف ستتأثر؟ كيف ينعكس ذلك على الأسرة وعلى الأطفال تحديدا هذه المرأة العائدة المتعبة من عملها صباحا؟

"
الوضع الاقتصادي نتيجة ارتفاع نسبة البطالة والفقر يدفع المرأة إلى ولوج أعمال مُضطرة لها من أجل أن تُعيل عائلتها
"
         إميلي نفاع

إميلي نفاع: طبعا التأثير للأسف سيكون سلبي وأيضا الضغط النفسي عليها هي وعلى أسرتها، لكن علينا أن نعود إلى نقطة ما الذي يدفع هذه المرأة من أجل أن تواجه كل هذه المتاعب وهذه القضايا؟ الحقيقة ما ذكرته الأختان حول الوضع الاقتصادي نتيجة ارتفاع نسبة البطالة بين النساء ونتيجة سياسة العولمة الاقتصادية، التصحيح الاقتصادي وهذا الذي أدَّى إلى ارتفاع نسبة البطالة والفقر يدفع المرأة إلى ولوج أعمال مُضطرة لها من أجل أن تُعيل عائلتها ولاسيما مثلا عندنا في الأردن حوالي 9.5% من الأسر تعيلها امرأة وإذا لم تعمل وبالتالي في أي مهنة كانت لا تستطيع أن تؤمِّن لعائلتها وهذا بحد ذاته أيضا يشكِّل ضغط نفسي عليها وعلى عائلتها لا سيما أنه لا يوجد هناك أيضا حضانات ليلية بعكس العمل في النهار، في النهار تجد المرأة أيضا حضانات ورياض أطفال وبالتالي هذا يساعد على تخفيف الأعباء النفسية وأيضا الالتزامات ومن هنا نقول إن بالفعل هذا الموضوع الذي تطرَّقت له هذه الحلقة موضوع مهمة جدا وعلى أنا برأيي لجنة المرأة التابعة للجامعة العربية وأيضا على جميع الهيئات النسائية في كل قُطْر وفي البلدان العربية مجتمعة أن تولي هذه القضية إلى الأهمية لأنه بدون عمل المرأة لا تستطيع أن تقوم بأعباء العائلة خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن نسبة عمل المرأة يتراوح بالبلدان العربية ما بين 7% إلى حده الأقصى 30% وبالتالي لازال حتى سوق العمل لا يستقطب مزيد من النساء العاملات إن كان ليلا أو نهار وبالذات العمل الليلي عمليا هذا يستقطب نساء خاصة اللواتي لا يجدن عملا بالنهار ومن ذوي الاختصاص الذي يتطلبه مثلا عمل المستشفيات والمقاهي والإعلام والمسارح وغير ذلك وعلينا بالفعل جميعا أن نقوم بعمل جدي من أجل معالجة هذا الموضوع ووضعه على جدول أعمالنا جميعا لنأخذ به القرارات المناسبة للتخفيف من الضغط النفسي.

لونه الشبل: عل وعسى.

ليلى عبد المجيد: يعني يمكن كمان من ضمن الآثار الخطيرة جدا لو جوزها بيشتغل على طول بالصبح وهي بتشتغل بالليل يمكن ما يتقابلوش خالص ويمكن ده يكون سبب في انهيار الأسرة.

لونه الشبل: كيف يؤثر ذلك؟ يعني هو في النهار..

ليلى عبد المجيد: يعني هو بيشتغل بالنهار وبينام بالليل وهي بتشتغل بالليل وبتنام بالنهار أو بترجع البيت يكون هو نايم يكون هو راح شغله، فبتشوفه إمتى؟ ففين الأسرة؟ فين العلاقة الأسرية؟ فده ممكن يؤدي في النهاية أنه هو يزهق، يرتبط بزوجة ثانية..

لونه الشبل [مقاطعةً]: إذاً هي بعيدة عن زوجها وبعيدة عن أطفالها؟

ليلى عبد المجيد: بعيدة عن زوجها وبعيدة عن ولادها، بس أنا عايزة أقول بقى إنه المشكلة بتختلف حدتها حسب سنّ المرأة، يعني لو المرأة في مقتبل العمر لسه وما ارتبطتش وما عندهاش أسرة..

لونه الشبل [مقاطعةً]: ربما يكون وضعها أبسط.

ليلى عبد المجيد [متابعةً]: ده المشكلة أخف، لما بتكبر شوية وبتبقى خلاص قامت بمسؤوليتها في التربية ولادها تخرجوا من الجامعة إتجوزوا وابتدت هي تتولى منصب قيادي يقتضي منها أنها يمكن تقعد فترات دوام ليلي..

لونه الشبل: أيضا تخف.

ليلى عبد المجيد: ده بتخف الأعباء.

لونه الشبل: طيب على كل كي نبقى عند قضية الإيذاء النفسي وحتى الجسدي للمرأة العاملة وسنحاول في هذه الحلقة طبعا تسليط الضوء أيضا على نظرة المجتمع للمرأة العاملة ليلا وتأثير هذا الدوام على حياتها وكما ذكرنا علاقتها بأطفالها، زوجها، أعد لنا زميلنا عباس ناصر التقرير التالي من بيروت.

[تقرير مسجل]

عباس ناصر: هكذا يستقبلانها، طبعا فهي التي تغيب عنهما أحيانا يوما كاملا سيما وأن أكثر من نصف نهارهما يكون عادة للمدرسة ومستتبعاتها فيما أكثر أوقاتها حتى الليلية منها تمضيها في المستشفى ذلك أنها طبيبة نسائية والنساء على ما يبدو يفضلن الليل ليلِدن فيه، القطة أنجبت أربعة صغار بالنسبة لرضا ذي السنوات الثمانية هذا خبر عظيم يخبره لوالدته سيما وأنها انشغلت بمساعدة النساء على الولادة ولم تساعد قطته التي يحبها، يحدِّثها إذاً وكأنها عائدة من سفر عن كل شيء عن القطة واللعب والدرس والأكل والتنزه وحتى عن تذمره من عملها.

رضا- ابن الطبيبة سهى الأصغر: بأصحى راح أبكي لأنه بأزعل بأزهق بنصير أنا وإياه بنصير نسألها مثلا إذا فينا نروح على البلياردو ما تقول لنا لا بنزعل هلا.

عباس ناصر: أخوه الكبير يتنازعه شعور متضارب تجاه والدته وعملها، هو فخور بكونها طبيبة عظيمة كما يقول لكنه يفتقدها سيما في الليل قبيل أن ينام.

ابن الطبيبة سهى الأكبر: مبسوط لأنها بتحب اللي عم تعمله واللي مش مليح يعني لهلا حكيت عنه أنه وقتها بالشغل أكتر من وقتها معنا.

عباس ناصر: أما هي فتسعى جاهدة للموائمة بين كونها سهى الأم والزوجة وبين كونها سهى الطبيبة الناجحة، الساعة تخطت منتصف الليل، أن تجيء إلى المستشفى في ذلك الوقت أمر مألوف، مريضتها ستلِد بعد لحظات، تعليمات ما قبل الولادة والنتيجة مولود ذكر لا تُدرِك سهى بالضبط ترتيبه فلكثرة العمل لم تعد تحصي مواليدها بل ربما لأنها باتت مقتنعة بأن النجاح في العمل مهما كانت فرحته لا يوازي حرصها على منزلها وأولادها.

سهى بيطار – طبيبة: الأولاد بيستغربوا يعني إذا وعيوا ما لاقوني بالبيت مثلا بس بالعكس أسهل لما بأظهر بالليل لأنه ما بيحسوا، يعني كنت شخصيا ما أداري لما أظهر بالبيت بالليل، لما كبروا ما عاد فيه رضاعة وحليب كنت تلاقيها أسهل عليّ لأنه بأعرف أنه أنا مسؤولة عن وقتي، هالوقت ما حدا بحاجة لي.

عباس ناصر: لكن مشاكل سهى مقتصرة على أولادها وزوجها، فالعمل الليلي لطبيبة معروفة ليس مدعاة استهجان أحد غير أن منال مثلا وهي ممرضة تستكمل دراساتها العليا في النهار وتضطر تاليا للعمل في الليل تشكو نظرات البعض المُشبعة بالريبة وسوء الظن لذلك قررت السفر إلى إيطاليا فربما هناك تتحاشى التواجه مع من في قلبه مرض.

منال حكمة – ممرضة: مجتمعنا أه بيطلع غلط بينظر نظرة غلط أنه شو عم تشتغلي بالليل؟ مجتمعنا بيفتكر أنه الشغل بيبلش الصبح بينتهي بعد الظهر، ما بيفكر شو فيه استمرارية للشغل بالليل أبدا عشان هيك ما بيخطر على بالهم أنه حدا يمكن بيشتغل بالليل شغلة شريفة، مجتمعنا دوغري بيروح على الإشيا السيئة.

عباس ناصر: وليس خافيا أن كثير من الفتيات اللواتي يعملن في الليل سيما في مهن أقل شأن من الطبابة كالعمل في مطعم أو فندق أو ملهى أو خدمة طيران ليس خافيا أن أكثرهن عازبات وأنهن يعزفن عن هذا العمل بعد الزواج ربما لأن الزوج الشرقي لا يستطيع مقاومة ضغط المجتمع، على أن المشكلة تتفاقم عندما يكون العمل مدفوعا بضرورات مادية حتى بعد الزواج عندها تضطر المرأة لأن تبحث عمَّن يعينها في تربية أولادها وهو ما يبغضه أهل الاختصاص.

دولة خنافر – مختصة علم اجتماع: لا شيء يعوض وجود الأم في البيت بالنسبة لأولادها وخاصة في المراحل الأولى من تنشئتهم يعني هم وأطفال، هم بحاجة ماسة لأمهم يعني ولا حدا يستطيع أن يعوِّض دور الأم في البيت وخاصة في الليل، يعني كمان ما ننسى نحن أنه العمل الليلي يقتضي أنه هذه المرأة تعود عند منتصف الليل أو بعد منتصف الليل بشوي، كمان صورتها في المجتمع تهتز.

عباس ناصر: على أن ثمة من يرى أنه من غير المُنصِف أن تُحمَّل المرأة تبعات كل شيء فالعمل في الليل لا يختلف عن العمل في النهار فضلا عن أن العمل مطلب بذاته بقطع النظر عن حاجة المالية له.

ليندا مطر – جمعية حقوق المرأة: هايدا بيُصقل شخصيتها، بيقوي لها معنوياتها، بتحس على حالها أنه هي عضو فاعل بها المجتمع وهي مواطنة كاملة المواطنية.

عباس ناصر: وكما في كل أمر جدل يطول والمرأة حتى حين إما تقبل وإما تتمرد وعذرها في الحالين أنها امرأة، الليل ستَّار العيوب لكن عمل المرأة فيه عيب بذاته لدى بعض أهل هذا الشرق، مسكينة المرأة تُحمَّل مسؤولية كل شيء حتى مسؤولية نظرة الآخرين لها ولعملها، عباس ناصر لبرنامج للنساء فقط بيروت.

نظرة المجتمع للمرأة العاملة ليلا

لونه الشبل: أبدأ معكِ سيدة خديجة من حيث انتهى التقرير، إذاً يجب عليها أن تتحمل كل شيء أعباء العمل وأن تتحمل أيضا نظرة الناس والمجتمع لها أود تعليقك؟

خديجة الزومي: في الحقيقة المرأة يجب أن تتحمَّل نظرة المجتمع لأنها وسط مجتمع متحوِّل وهذا التحوُّل يقتضي أن تتكيَّف معه ولكن لا يجب عليها أن تتحمَّل ما لا طاقة لها به، فالعمل الليلي مثلا.. فالطبيعة تقول بأن الليل سبات والنهار معاش ولكن بعض الاضطرارات كمثلا الممرضات والطبيبات إلى غير ذلك من الحِرَف التي تقتضي تواجد النساء ليلا في العمل، العمل ليلا يرميها إلى العمل في اليوم طيلة اليوم في تربية الأولاد، في السهر عليهم بل أكثر من ذلك قد قمنا ببحث نقابي ميداني وجدنا أن بعض الممرضات يُفضلن العمل ليلا لماذا؟ ليعملن ساعات إضافية أثناء اليوم وذلك لتدارك كثرة المصاريف لوقية الدخل، إذاً في نظري نقابيا أرى أنه يجب أن نناقش أجور نساء أولا، يجب أن ترتفع أجور النساء ولا سيما العاملات ليلا..

لونه الشبل [مقاطعةً]: سيدة خديجة أجور النساء لو سمحتِ لي نقطة مهمة جدا ولكنها خارج سؤالي، أنا سألت عن المرأة التي تتحمل هذا العبء سواء كان سببه اقتصادي أم سببه أن تحقق طموح ما ولكن أن يضيف عليها المجتمع هذه النظرة ربما المملوءة بالشك يعني إلى أين تذهب هذه من منتصف الليل وتعود فجرا.

خديجة الزومي: المشكلة مشكلة نتقاسمها في العالم العربي جميعا، نظرات الشك يمكن أن تكون حتى في العمل اليومي، يمكن أن تكون حتى في على المرأة التي لا تعمل، فالمسألة مسألة الشك هي مسألة واردة في المجتمع العربي لأن يجب أن تكون الثقة في المرأة في نفسها ويجب أن تتحدَّى، فالتي تريد أن تعيش حياة كريمة فهي تعيشها سواء بعملها ليلا أو نهارا أو لا تعمل فهي تفعل ذلك والتي لا تريد ذلك فهي وإن كانت غير عاملة كانت عاطلة فإنها يمكن أن تشوبها مجموعة من الشكوك التي يمكن أن تطوف حولها، إذاً أنا في نظري القضية ليست في قضية العمل ليلا أو نهارا ولكن القضية في قضية منظومة اجتماعية مركبة وصعب أن تُفكَّ فجأة بل لابد وأن نتكيَّف شيئا فشيئا مع هذه المُعطيات العصرية الجديدة، ثم يجب..

لونه الشبل [مقاطعةً]: جميل جدا دكتورة ليلى هل نحن نضخم الأمور؟

خديجة الزومي [متابعةً]: أن ننتبه، من فضلك..

لونه الشبل: يعني أليس هناك مشكلة عمل ليلي والمرأة هي قادرة أن تقوم بأي عمل والمجتمع سيتكلم سيتكلم؟

ليلى عبد المجيد: لا طبعا لا دي مشكلة حقيقية.

لونه الشبل: يعني ألن تتعرض لتحرُّشات في الليل إن كان ليس لديها مواصلات قد يلحقها بعض المتسكعين في الشوارع، نظرة الجيران الأهل الأقارب يعني..

ليلى عبد المجيد: لا فيه مخاطر طبعا، اللي بتشتغل بالنهار غير اللي بتشتغل بالليل، اللي بتشتغل بالليل ويمكن أنا عايزة أقول وسائل الإعلام والأفلام بالذات، الأفلام السينمائية في تاريخنا في تاريخ سينماتنا بنلاقي إنه دائما كانت بتصوَّر المرأة اللي بتشتغل بالليل في بعض الأفلام بيقول لك إيه؟ دي بتشتغل يا إما في كباريه يا في ملهى ليلي..

لونه الشبل [مقاطعةً]: وتدعي بأنها ممرضة تحديدا يعني هذه..

ليلى عبد المجيد [متابعةً]: وتدعي إنها ممرضة، أه دا الصورة النمطية..

لونه الشبل: صحيح.

ليلى عبد المجيد [متابعةً]: اللي بتتقدم للمرأة اللي بتشتغل بالليل، فتكونت ثقافة سائدة في المجتمع إنه عمل بالليل ده لازم يبقى عمل غير مشروع وعمل غير أخلاقي، لا يمكن ومن النادر يعني بالذات زي ما قيل في التقرير لما تكون في وظيفة أدنى، يعني يمكن طبيبة معروفة ما فيش مشكلة لكن ممرضة يقول لك دي بتقول أنا ممرضة هي مش ممرضة هي بتشتغل حاجة ثانية، فأنا بأقول فيه ثقافة سائدة في المجتمع بتنظر نظرة شك أكثر ودي نظرة بقى قاتلة لامرأة مكافحة بتشتغل عشان تثبت ذاتها وعشان تسد.. تزود دخل الأسرة أو تزود دخلها، فلا بالتأكيد دي مش مشكلة إحنا بنضخمها لا دي مشكلة حقيقية وموجودة ولازم المجتمع يتصدَّى لها وأنا بأطالب برضه وسائل الإعلام هنا المفروض إنها تصحح هذه الصورة وتحاول توضَّح الوضع، إحنا طبعا بنطالب بأن يبقى فيه تشريع وفيه قوانين تمنع يعني يُفضَّل إن المرأة ما تشتغلش في عمل ليلي لكن إذا كان لابد إنها تشتغل زي طبيبة أمراض النساء حتقول لهم لا تقول للست ما تولديش بالليل إولدي استني الصبح؟

لونه الشبل: لا على فكرة عباس يبدو أن معظم النساء يعني يفضلن الولادة ليلا لا أدري لماذا؟

ليلى عبد المجيد: آه بالضبط، دا تقرير جميل جدا، تقرير رائع، يعني تقرير رائع ومسّ الموضوع، إنما أقصد أقول دي في بعض الأعمال ده اضطراري، برضه مذيعة بالليل ما هو مكن زميلها يتولَّى، يعني أنا بقصد أقول إن فيه إمكانيات إن المجتمع يصلح ويساعد لأن المرأة عليها أعباء أخرى مش موجودة على الراجل اللي بيشتغل زيها.

لونه الشبل: طيب سيدة إميلي إذاً كل هذه الأعباء على المرأة ما الذي يجب عليها أن تفعله؟ وما الذي يجب على يعني على النقابات والمنظمات والمجتمع المدني لتغيير على الأقل.. هو من الصعب تغيير نظرية المجتمع بشكل كامل ولكن على الأقل تصحيح هذه الصورة؟ لماذا مَن تخرج ليلا هي إنسانة لا أخلاقية؟

"
عمل المرأة وخاصة ليلا يعطيها الثقة بنفسها أنها تقوم بعمل مهم جدا وتعتز بهذا الدور، والإعلام عليه تعميم هذه الصور المشرقة للمرأة العاملة
"
         إميلي نفاع

إميلي نفاع: أنا برأيي ما قالته الأخت لندا مطر من بيروت إنه عمل المرأة حقيقة يعطيها وخاصة ليلا يعطيها الثقة بنفسها أنها تقوم بعمل وبعمل مهم جدا وتعتز بهذا الدور وأنا برأيي على الإعلام أن يقوم أيضا بدوره من أجل تعميم هذه الصور المشرقة للمرأة العاملة، للأسف الشديد علينا أن نتخلص من النظرة الدونية للمرأة، فالمرأة التي تعمل ليلا في مختلف المجالات وتؤدي واجب وطني هذه تستحق التقدير هذه تستحق التشجيع وعلى إعلام..

لونه الشبل [مقاطعةً]: وعلى الأقل سيدة إميلي يعني الإعلام يبدأ بالقيام بدوره إذا ما افترضنا بأن هذه الحلقة ربما تكون البداية، أنتم في المنظمات، في الناشطات في مجال العمل النسوي والقضايا النسوية ما الذي يمكن أن تفعلنه في هذه القضية؟

إميلي نافع: أه ونحن نعتز أه.. بالضبط نحن نحيي الجزيرة محطة الجزيرة على هذا البرنامج ونأمل أن تتكرر هذه الصور المشرقة للمرأة ولكن علينا حقيقة كما قلت في البداية على الحكومات دور وعلى أرباب العمل دور وعلى النقابات دور وعلى منظمات المجتمع المدني منظمات حقوق الإنسان وبالذات الهيئات النسائية عليها أيضا دور رئيسي وأساسي من أجل.. لأنه علينا أن نعترف بحقيقة حتى بعض المهن التي يُحرَّم العمل بها يتم التجاوز عليها، مثلا الوزراء يصدروا مراسيم بأن العمل الليلي مُقتَصَر على مثلا المستشفيات، المقاهي، الطيران، لكن أيضا بعض المصانع الصناعية أيضا تقوم بتشغيل.. فيه شيفتات ليلية وهذا يكون مخالف للقانون، على النقابات أن تتابع ذلك، على الهيئات النسائية، علينا جميعا المسؤولية وليس فقط على فئة محدودة وأنا برأيي..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طيب علينا جميعا المسؤولية لنرى أيضا رأي المجتمع في هذه القضية ما.. كيف ينظر المجتمع إلى المرأة؟

إميلي نافع: أنا برأيي..

لونه الشبل [متابعةً]: كيف ينظر الرجل للمرأة التي تعمل ليلا؟ في إطار هذا الحديث طبعا عن انعكاسات هذا النوع من العمل على المرأة وعلى الحياة الأسرية للمرأة، لمعرفة رأيي الطرف المتضرر إذا صح التعبير من الدوام الليلي والمُتمثِّل في الرجل أو الزوج بالأحرى أجرت كاميرا الجزيرة الاستطلاع التالي من الشارع الأردني وهذه المرة مع الرجال.

[تقرير مسجل]

مشارك أول: طبعا لا يجوز أن المرأة يعني تداوم لساعات متأخرة، طبعا هذا بيأثر على المجتمع، لا يجوز إن المرأة تتأخر يعني وهذا حتى الإسلام يعني ما بيحض على هيك أمور يعني إنها المرأة تتأخر في شغلها والخروج عن بيتها في أوقات متأخرة بالليل طبعا هذا لا يجوز.

مشارك ثاني: أنا ضده شخصيا حتى لو كانوا بناتي بيشتغلوا، أنا ضد العمل هذا بعد الساعة ستة لأنه هذا على حساب البيت وحساب الأطفال، شايف ومقابل الحكي اللي بتأخذه كراتب من الدولة أو من أي شركة بتجيب فيه سريلانكية بتدفعه وبتوديه بره، يعني ما استفادناش لا عمل لا مادة ولا تربية أطفال ولا رعاية بيت، هذا رأيي الشخصي طبعا.

مشارك ثالث: أنا والله مع شغل المرأة لأنه حياتنا ومجتمعنا الحالي بيتطلب إنه لازم تكون المرأة مساهمة مع الرجل على أساس إن تساعده في البيت وبدام فيه أمن وحماية للمرأة إنها تشتغل مسائي في ساعات متأخرة في الليل ما فيه مشكلة وعادي شيء طبيعي يعني.

مشارك رابع: والله على حسب الشريعة الإسلامي يعني المرأة أنا اللي بأعرف إنه لها بيتها وبس، عرفت كِيف؟ يعني المرأة يعني واجبها تكون بيتها عملها بيتها وفي الوقت الحالي المرأة يعني بنلاحظ إن إحنا بتطالب بحقوق المرأة فصارت شيء زيادة عن حدها، زيادة عن الحد اللي سمحت فيه الشريعة الإسلامية، فأنا مش مع عمل المرأة لساعات متأخرة عملها وواجبها هو تربية الأولاد في البيت، هذا أحسن من أنها تعمل خارجي، هذا وجهة نظري.

مشارك خامس: النواحي المالية والمادية بتأثَّر كثير على حياة الأسرة سواء بالأردن أو بالدول المجاورة أو بشكل عام يعني، بيتهيأ لي إنه الظرف المادي هو اللي عكس هاي الشغلات بحيث إنها المرأة صارت تتأخر لساعات متأخرة في دوام.

مشارك أول: طبعا لا يجوز.

مشارك سادس: أنا ضد تأخير المرأة لأنه المرأة مثلا يعني لما تكون امرأة متزوجة عندها أطفال عندها زوجها عندها مسؤولية بيتها عندها تدريس أطفالها لما (كلمة غير مفهومة) مثلا تداوم الساعة ثمانية الصبح بتظل للساعة اثنين مثلا آه، بترد دوام إضافي مرة كمان لحوالي الساعة ثمانية، تسعة مساءً، يا أخي خسرت بيتها وخسرت زوجها وخسرت أهلها وخسرت حتى وضعها بين أقاربها وبين أهل زوجها يعني، أه فيه بتصير تتشات بين أهل زوجها مع أهلها وبتصير لها مشاكل كثير بتطرق إليها يعني آخر شيء إلى إفساد أسرة ودمار أسرة وطلاق آخر شيء.

لونه الشبل: إفساد أسرة، دمار أسرة، ضد العمل الليلي، لا يجوز، المرأة عملها بيتها، تطالب بحقوقها فزادت عن حدها.

ليلى عبد المجيد: العمل في حد ذاته قيمة، ده اللي إحنا عايزين نقوله يعني قيمة في حياة الإنسان رجلا أو امرأة، فيعني إحنا مش معقول إن إحنا دلوقتي نتكلم إنه نرجع نقول ثاني المرأة تشتغل ولا ما تشتغلش.

لونه الشبل: لا هو قال المرأة طالبت بعملها سكتنا بعد شوية صارت تطالب بعمل بالليل زادت القضية عن حدها أحد المستطلع آراؤهم يعني نوع..

ليلى عبد المجيد: أه يعني المرأة اشتغلت بالليل لأن طبيعة العمل اقتضت كده ولأن ظروف العمل اقتضت كده وإلا إذا ما قبلتش يبقى مش هتأخذ هذا العمل، فأنا يعني طبعا في دا بيعكس لكِ الثقافة السائدة في المجتمع إنه بيحمل المرأة هي مسؤولية وتبعات إنها قبلت تشتغل ليلا لكن ما بحثناش بقى في الجذور والأسباب اللي وراء ده وإن المجتمع لازم يساعد المرأة اللي ظروفها بتقتضي تشتغل ليلا، بيساعدها أولا بالنظرة الصحيحة السليمة لعملها باحترام والعمل كقيمة مش بس بفلوس إن أنا بأجيب بالفلوس سريلانكية ولا حاجة كده لا مش ده إنما هي في العمل في حد ذاته قيمة جوة البيت وبرة البيت، الحاجة الثانية إن توفر بقى تسهيلات للمرأة اللي ظروفها تقتضي تشتغل ساعات بالليل إنها..

لونه الشبل [مقاطعةً]: تسهيلات مِمَّن؟

ليلى عبد المجيد: من صاحب العمل.

لونه الشبل: تشريعات قوانين؟

ليلى عبد المجيد: تشريعات وقوانين.

لونه الشبل: طب إذا كانت الذهنية السائدة مثل ما ترين ما فائدة التشريعات والقوانين؟ سيضرب بها عرض الحائط.

ليلى عبد المجيد: يعني لا ما هو مش بس تشريعات وقوانين..

لونه الشبل [مقاطعةً]: أليس هناك قوانين كما ذكرتِ قبل قليل عن عمالة الأطفال؟ أليس هناك قوانين عن الزواج من..؟

ليلى عبد المجيد: لا هي مش بس تشريعات وقوانين لكن كمان يعني نوع من الضغط الاجتماعي، يعني إحنا عايزين نعمل نوع من الدفاع داخل المجتمع وحنعود إلى المنظمات والجمعيات اللي بتشتغل بحيث إنها تحاول توصل الفكرة وإن فيه ستات بتشتغل لأنه طبيعة عملها كده فبالتالي يجب إننا نساعدها.

التشريعات والقوانين لحماية عمل المرأة ليلا

لونه الشبل: طيب هذا الكلام جميل، نقطة التشريعات هي نقطة كُرِّرت كثيرا في هذه الحلقة سنبدأ هذا الحديث فيها.

ليلى عبد المجيد: التشريعات موجودة.

لونه الشبل: سنبدأ الحديث إن كانت موجودة إن كانت دول وقَّعت عليها أم لم تُصادق عليها وإن كانت صادقت ما مدى تفعيل هذه التشريعات؟

ليلى عبد المجيد: زي ما أنتِ قلتِ تشريعات أنا مثلا كل في مصر التشريع موجود لكن ليطبق ولا لا يطبق.

لونه الشبل: تسمحي بالضبط كل ذلك اسمحي لي ولكن بعد فاصل قصير نعود إليكم بعده.

[فاصل إعلاني]

لونه الشبل: أهلا بكم من جديد، سيدة إميلي أتوجه إليكِ بعض الدول العربية كي نفتح قضية التشريعات والقوانين رفضت وترفض التصديق على الاتفاقيات الدولية الصادرة عن منظمة العمل الدولية والتي تحمي المرأة خاصة فيما يتعلق بعملها ومن أضرار العمل الليلي، أين المؤسسات التشريعية في استصدار قوانين لتنظيم عمل المرأة ليلا؟ يعني الدول لا توقِّع أسباب سياسية اقتصادية ضغوط غير ذلك، نحن ألا نشعر المؤسسات البرلمانية والتشريعية بنساء بلادنا على الأقل كي نستصدر لهم بعض القوانين والتشريعات التي تضمن حقهم في العمل الليلي؟

إميلي نافع: هذا صحيح، للأسف الشديد الاتفاقيات الدولية حتى التي وقَّعت عليها الدول العربية لم تُمرِّرها في قنواتها التشريعية ويعني نشرها في الجريدة الرسمية ليكون لها التأثير.. قوة التأثير على القوانين المعمول بها في تلك البلدان مثل اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، قسم من الدول العربية للآن لم تصادِق عليها والتي صادقت ووقَّعت لديها تحفظات والتي أيضا لديها تحفظات لم تعمل بموجب هذه الاتفاقيات، حتى اتفاقية تحريم العمل الليلي حتى في بعض الدول، مثلا في الأردن كان هناك قرار من الوزير المعني على أساس حظر العمل إلا في بعض الأعمال ولكن للأسف يكون هناك عدم رقابة كافية من أجل التفتيش على المؤسسات التي تعمل فيها النساء ليلا لأنه مثلا عندنا في الأردن خمسين مفتش عمل في وزارة العمل بينما عندنا أكثر من 12 ألف مؤسسة صناعية وبالتالي كيف يمكن إنه هذا العدد القليل من المفتشين أن يفتش على هذا العدد الضخم من المؤسسات؟ هناك حقيقة هروب من تطبيق حتى القوانين والقرارات اللي بتتخذها الحكومات وهنا يأتي دور المنظمات والهيئات النسائية وأيضا النقابات في هذه الحالة للضغط على السلطة التشريعية للضغط على الحكومة من أجل بالفعل أولا التصديق على الاتفاقيات، أيضا أن يكون لهذه الاتفاقيات تأثير في القوانين المرعية والمعمول بها ومن ناحية ثانية من أجل عدم التهرب من تنفيذ بنود هذه الاتفاقيات من خلال إيجاد آليات للرقابة وأيضا علينا أن نوعي المرأة بحقوقها لكي بالفعل أن تشكِّل هي أداة ضاغطة أخرى مع الهيئات النسائية والنقابات من أجل أن تحمي حقوقها وألا يكون هناك عمليا انتقاص لهذه الحقوق من خلال عدم تطبيق التشريعات والاتفاقيات الدولية، أود أيضا أن أسجِّل بأن الذين لا يرغبون بعمل المرأة ليلا، أنا إذا كان التقرير هو غطَّى الشرائح الفقيرة لكانت النتيجة أخرى لأنه الذي يدفع أيضا المرأة للعمل ليلا هو الحاجة الاقتصادية وأيضا لمسنا من الشاب في التقرير هو كان مع عمل المرأة لأنه هذا الشاب عندما يبني أسرة هو يحتاج إلى امرأة تعمل من أجل أن يستطيع أن يبني معها أسرة و..

لونه الشبل: طيب.

ليلى عبد المجيد: هو أنا بس عايزة أقول..

لونه الشبل: تفضلي.

ليلى عبد المجيد: إن هنا في صراع بين الحقوق حتى لو المرأة وعيناها بحقوقها وبين الحاجة زي ما هي أشارت، يعني لما تكن محتاجة هي عارفة حقها لكن محتاجة بتضطر إنها حتى تجاري صاحب العمل في إنها..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طب كي نبقى فقط في الحقوق أتوجه إليكِ سيدة خديجة، كثير يعني فقط للتوضيح قانون العمل في القطاع الأهلي وتعديلاته الباب التاسع مادة 59 تقول لا يجوز تشغيل النساء ليلا فيما بين الساعة الثامنة مساءا والسابعة صباحا ويستثنى من ذلك دور العلاج والمنشآت الأخرى التي يصدر بشأن العمل بها قرار من وزير العمل والشؤون الاجتماعية في أي دولة، يحظر تشغيل النساء في الصناعات أو المهن الخطرة والمُضرة بصحتهن وصحة الجنين وما إلى ذلك، في المقابل كثير أثناء التحضير لهذه الحلقة كثير من المقالات كانت تضرب عرض الحائط بكل هذه القوانين في أكثر من دولة لا أريد ذكرها على الإطلاق، إذاً القوانين أو التشريعات أو ما توقِّع عليه الدول ربما ليس هو الحلّ يعني حتى بعض المشاركات على الإنترنت تقول السيد عبد القديم.. عبد العظيم المراغي يقول أعتقد أن ما تعانيه المرأة من ظروف عملها يرجع بسبب عدم وجود ضمانات لتطبيق القوانين المنصوص عليها لحمايتها فالقوانين المسننة بدولنا تُعطَى.. تعطِي المرأة كافة حقوقها ولكن للأسف لا يوجد رقابة لتطبيق هذه القوانين وما إلى ذلك، إذاً لا يكفي فقط التشريع ليس هناك من يراقب تطبيق هذا القانون.

"
هناك اتفاقيات في منظمة العمل الدولية لحماية المرأة ولكن ليس هناك طاقم لتفتيش العمل، يدقق في صحة المرأة ووقايتها وكمية ساعات العمل اليومية
"
     خديجة الزومي

خديجة الزومي: في الحقيقة أشاطر الأختين اللتين سبقتاني في الحديث لأن هناك اتفاقية، هناك مُصادقَة على الاتفاقية بالنسبة للمغرب سنة 1956، هناك اتفاقية من 1948 لم تُراجَع يعني أكثر من 57 سنة لم تُراجَع هذه الاتفاقية رغم تطورات كثيرة في مجال العمل النسائي، هناك مجموعة من الأسئلة التي تتراكم ونحن نسمع لبعضنا ونستمع لريبورتاجات وللشارع العربي ككل ولكن نلاحظ بأن هناك آليات التفعيل غير متواجدة في جميع البلدان العربية، هناك قوانين هناك اتفاقيات منصوص عليها في منظمة العمل الدولية وأراسلهم بها ولكن ليس هناك طاقم لتفتيش العمل الذي يمكن أن يستوعب وأن يدقق في هذا الأمر في صحة المرأة إذا كانت حامل في صحة الجنين في الوقاية في كمية ساعات العمل اليومية، فمثلا عندما تعمل المرأة من السادسة والنصف في المصحات مثلا في المستشفيات إلى الثامنة والنصف يعني تقضي أكثر من 14 ساعة عمل متواصلة وهذا خرق سافر للقانون، يعني يتعدى ثماني ساعات، ثم كذلك نلاحظ أن المشكلة ليس فقط في الحكومة أو وزير الشغل أو مندوب التشغيل إلى غير ذلك، النقابات يجب أن تقف وقفة صامدة لتحمي المرأة لأن يجب أن نطرح سؤالا جوهريا في أية ظروف تعمل هذه المرأة سواء أكان في النهار أو في الليل؟ في أية ظروف؟ يجب أن نوفر الظروف للمرأة لتعمل لأن المرأة ليست كالرجل المرأة تنتهي من عمل لتنخرط في عمل آخر، هذا يؤدي بها إلى الانهيار إلى الشيخوخة المبكرة إلى التفسخ الاجتماعي إلى ضياع الأبناء إلى ضياع الآباء إلى كثير من الأشكال، ثم من خلال الريبورتاجات من عفوا أخت لونه نلاحظ دائما أن الزوج الشرقي يريد اللبن وثمن اللبن، يريد المرأة أن تعمل ولكن أن لا تتأخر، فعندما يريد أن يتزوج فهو يبحث عن امرأة عاملة ويقول الظروف والظروف الاجتماعية ولكن حين تتأخر لا يجب أن تتأخر، المشكلة ليس في التأخير المشكلة في ظروف.. في أية ظروف تعمل المرأة، ثم هل هذا الرجل يفكر بأن المرآة تنتحر جزئيا (كلمة غير مفهومة) يوميا في العمل عندما تعمل أكثر من اللازم، فهي طبعا تأخذ من نفسها فهي تأخذ من عمرها كما يأخذ السيف من (كلمة غير مفهومة) إذاً هذا الذي يجب أن نطرح الأسئلة..

لونه الشبل: دكتور ليلى..

ليلى عبد المجيد: إحنا على فكرة مقتطعين وممزقين حتى اللي بيشتغلوا بالنهار بس يعني الست عليها لما تقعدي تعدي الشغل اللي بتقوم بيه ضغط غير عادي.

لونه الشبل: ولكن أنتِ أثرت نقطة دكتورة ليلى من بداية هذه الحلقة حول قضية التشريعات وقضية بأنها المرأة تعاني ولا تستطيع تطبيق هذه القوانين بأنه ربما يعود ذلك إلى قِلِّة عدد البرلمانيات أو النائبات البرلمانيات في البرلمانات العربية، يعني هل هو ربما سبب حقيقي أم أن النساء العربيات يرفعن الصوت عاليا ويصرخن ليدخلن تحت قبة البرلمان فقط للدخول تحت قبة البرلمان وعندما تتعلق القضايا بالمرأة ومشاكل المرأة لا نسمع لهن صوتا؟

ليلى عبد المجيد: أنا معاكِ أنه فعلا الحكاية مش بالعدد أنه فعلا ممكن يبقى فيه واحدة برلمانية يعني عدد قليل لكن فاعلين أو فاعلات وبيطرحوا قضايا مش بس قضايا المرأة لكن قضايا المجتمع ككل من وجهة نظر قطاع معين في المجتمع اللي هم النساء وفيه ممكن يبقوا عدد كبير وما لهمش قيمة، فأنا معاكِ فعلا إن القضية أبدا مش قضية عدد إنما..

لونه الشبل [مقاطعةً]: يعني قد تكون المرأة حقيقة هي ضد نفسها يعني..

ليلى عبد المجيد: لا مش ضد نفسها.

لونه الشبل [متابعةً]: تدخل إلى البرلمان وسنحرر المرأة والشعارات عالية ثم لا نسمع أي صوت؟

ليلى عبد المجيد: على فكرة مش المرأة بس، بيدخل لك الرجالة كمان البرلمانات وبيقعدوا طول الدورة ما بنسمعش صوتهم والله وعندنا بتتعمل إحصائيات كم مرة اتكلم وبيجيبوهم وهما نايمين يعني مش عايزين بس نتهم المرأة بس، لكن أنا بقول إنه لا بالعكس يعني أنا ممكن يبقى فيه خمس ست ستات موجودين في البرلمان فاهمين ودارسين ومتابعين وبيثيروا قضايا مش بس زي ما قلت لك قضايا تخص المرأة لكن قضايا تخص مجتمعهم بوعي وبدراسة وبيجمَّعوا معلومات وبيقدموا رؤية متكاملة، فالقضية مش عدد أبدا إنما بالتأكيد أنه وجود قطاع برضه من النساء أكثر ربما يعيد البرلمان نفسه يعني شكل البرلمان نفسه يختلف طريقة طرحه للقضايا تختلف لأنه مش معقول أبدا تختزلي.. يعني إحنا عندنا في مصر مثلا الستات 49% من المجتمع كام ست كام نسبة الستات البرلمانيات عندنا؟ 2.4% هل ده معقول حتى موصلوش لعشرين ولا 30% فدول هيقدورا يعملوا إيه.

لونه الشبل: نسبة قليلة جدا.

ليلى عبد المجيد: نسبة قليلة جدا فبالتأكيد يعني..

لونه الشبل [مقاطعةً]: سيدة إميلي هل تنسحب هذه النقطة أيضا على النقابات المهنية وحتى منظمات المجتمع المدني؟

إميلي نفاع: أنا أريد أن أعقِّب على نقطة وصول المرأة إلى مواقع اتخاذ القرار ولاسيما السلطة التشريعية هذا مهم وأيضا العدد مهم لأن وجود عدد من النساء في البرلمان بيشكل قوة ضاغطة مع القوى المستنيرة والتقدمية في داخل المجالس التشريعية، هذا سيُحدِث تغيير نحن نطالب أن لا تكون المرأة ديكور في البرلمان ولكن من أجل تحديث وتطوير القوانين اللي نحن ورثناها من عهود غابرة ولابد من تعديلها حتى تتماشى مع طبيعة التطور، إذاً يجب علينا أن نناضل من أجل أولا زيادة العدد وأيضا إيصال النساء الكفوءات القادرات أن يُغيِّروا نوعيا في الذهنية والعقلية وأن يكون لهن دور بالفعل في تغيير وتحديث التشريعات اللي بتحكم وضع المرأة في العمل وفي الأسرة وفي المجتمع.

لونه الشبل: ونحن أيضا نتمنى ذلك وأضم صوتي إلى صوتك وأصوات ملايين من النساء اللواتي يردن ذلك ولكن ذكرنا بأن بعض الدول سيد إميلي لم توقِّع على اتفاقية العمل الدولية، طب الحكومات الموقعة كيف يمكن تفعيل هذه القوانين القائمة التي تقف مع المرأة؟ يعني كيف نستطيع أن نحوِّل هذا التوقيع البروتوكولي إلى حق مكتسب للمرأة وتحديدا التي تعمل ليلا كي لا نشت كثيرا عن الموضوع؟

إميلي نفاع: أنا برأيي أنه كما ذُكِر بأن أيضا على السلطة التشريعية دور وأيضا يجب أن يكون هناك رقابة حقيقية ووزارات العمل أن تُزيد أعداد المفتشين الذين يقومون بالتفتيش على المصانع والهيئات اللي عمليا بتشغل النساء مخالفة للقوانين ليلا، أيضا على الهيئات النسائية وأقول وأؤكد على الهيئات النسائية على الإعلام على النقابات يعني لا يجوز أن نغفل دور كل هيئة من هذه الهيئات لأنها تكمِّل بعضها في المحصلة ولكن يبقي بالأساس على الحكومات أن تلتزم بهذه الاتفاقيات وأيضا على المنظمات الدولية وعلى منظمة العمل الدولية التي سنَّت العديد من الاتفاقيات، اتفاقية رقم مائة من أجل المساواة بالأجر، 103 من أجل إجازة الأمومة والطفولة وأيضا قضية حظر العمل ليلا، على أيضا منظمة العمل الدولية أن تُراجِع الحكومات وأن تطلب منها رفع تقارير وأن تطلب من النقابات والهيئات النسائية أن ترفع تقارير موازية للتقارير الحكومية ليكون بالفعل هناك مصداقية في هذه التقارير التي تصل وهذا سيشجع الهيئات النسائية أن يكون لها علاقة متينة مع النقابات وأيضا أن تعمل الهيئات النسائية من أجل توعية المرأة العاملة لزيادة عدد النساء في النقابات العمَّالية ليس فقط كعضوية وإنما من أجل الوصول إلى الهيئات القيادية في النقابات العمَّالية حتى بالفعل النقابات العمَّالية أيضا تأخذ قضية عمل المرأة بشكل جدي وأن تدافع عنها وعن منجزاتها ومكتسباتها وأن تحصل لها منجزاتها.

لونه الشبل: جميل سيدة خديجة أتوجه إليكِ واسمحي لي باختصار بدأ وقت هذه الحلقة بالنفاذ، هناك نقطة تفصيلية أود أيضا أن أتوقف عندها ولكن بسرعة شديدة وباختصار شديد لو سمحتِ لي، نتحدث عن عمل المرأة الليلي بشكل عام بعض النساء الحوامل وهن كثيرات الحمد لله في مجتمعاتنا العربية والمُرضعات أيضا هؤلاء ربما يحتملن ألما وضغطا نفسيا وجسديا أكثر خاصة وأن المرأة الحامل من الأساس يعني جسدها يكون ضعيفا ومن الصعب عليها أن تتحمل، هذه النقطة أود أن أتوقف فيها عندك، كيف يمكن المحافظة على صحة هؤلاء النسوة وحملهن وأطفالهن بالنتيجة يعني الذين هم جزء من المجتمع الكبير؟

خديجة الزومي: في نظري المرأة الحامل لا يجب بأي شكل من الأشكال أن تعمل ليلا لأن جسم المرأة الحامل كما قلتِ هو جسم هشّ ويحتاج إلى مزيج مجموعة من الأشياء لتضمن راحته وراحة الجنين والمرأة المُرضع يجب أن يوفر لها مكان أن تصاحب ابنتها أو ابنها أو طفلها الرضيع معها وذلك بتنظيم الرياض داخل المقرَّات أو المنشآت الصناعية الكبرى أو المستشفيات الكبرى إلى غير ذلك، إذاً لأن يمكن أن لا تشتغل هذه المرأة ليلا وتشتغل أخرى أو يشتغل آخر إذاً المسألة ليست اضطرارية 100% ولكن هناك نوع من المرونة وبما أن أرباب العمل يطالبون بالمرونة لابد أن يُطَالَبوا هم كذلك بالمرونة ولن تفوتني الفرصة دون أن أشير وأن أؤكد على ما قالته الأخت الناشطة الحقوقية الأردنية وكذلك الأخت الدكتورة البرلمانية بمصر بأننا نحتاج إلى نساء فاعلات قادرات مشاكسات ليُسمِعن أصواتهن للمجتمع لا أن يكن إكسسوارات وديكورات في البرلمانات أو في مجالس الشعب أو غير ذلك.

لونه الشبل: جميل جدا فقط للتصحيح الدكتورة ليلى هي ليست عضو في البرلمان بل عضو..

ليلى عبد المجيد: أنا أستاذة في الجامعة.

لونه الشبل: في المجلس القومي للمرأة في مصر وأستاذة في الجامعة حتى الآن دكتورة ليلى ونحن نتحدث.. نعم.

ليلى عبد المجيد [مقاطعةً]: يعني أنا عايزة أقول على حاجة، ما موجودة في القانون يعني مثلا حضرتك عندنا في قانون العمل في مصر أنه في أعمال لا يجوز أن المرأة تشتغل فيها ليلا موجودة، موجود أنه..

لونه الشبل [مقاطعةً]: هل يطبق هذا الكلام؟

ليلى عبد المجيد: بيطبق في الحكومة لكن القطاع الخاص والقطاع غير الرسمي ما بيطبقش.

لونه الشبل: طيب حتى الآن ونحن نتحدث بأن المرأة لا يجب أن تعمل ليلا هناك ربما خصوصية للمرأة أيضا يعني..

ليلى عبد المجيد: ما هو فيه نصوص كثيرة..

لونه الشبل: أحاول لحظة لو سمحتِ لي.

ليلى عبد المجيد: الحضانات مثلا.

خصوصية المرأة واستثناؤها من العمل ليلا

لونه الشبل: لأن المرأة ليست كالرجل يجب توفير ظروف العمل للمرأة وهذا الكلام من السيدة خديجة، أيضا المرأة ليست كالرجل، المرأة لها ظروفها الخاصة ولماذا إذاً نطالب بالمساواة ومساواة المرأة والرجل ونريد أن نأخذ حقوقنا كاملة وعندما يعني نصل إلى مثل هذه النقطة لا استثنونا لو سمحتم المرأة ليست كالرجل؟

ليلى عبد المجيد: هي مفيش مساواة كاملة يا أستاذة.

لونه الشبل: طب هل هي كالرجل أم ليست كالرجل؟ يعني معلش.

ليلى عبد المجيد: شوفي هقول لك على حاجة لا يظل كل.. إحنا كلنا زي بعض كبشر كإنسان أنا والراجل إنسان، المرأة والرجل إنسان، لكن بالتأكيد فيه خصوصية لكل واحد بحكم التكوين البيولوجي طبعا ده جانب الجانب الثاني بحكم التوزيع للأدوار جوه المجتمع والمجتمع أصلا ما بيعملش المساواة اللي إحنا بنقول عليها دي بالكامل لكن بيعمل..

لونه الشبل: طب جميل أود تعليقك على ما سأعرضه الآن، لو سمحتِ لي، أود تعليقك على ما سأعرضه الآن بأنه رغم ما قلناه من معاناة للمرأة جراء العمل الليلي هناك فئة من النساء ولا يمكن تجاهلها بشكل عام ترى بإمكانية الموازنة بين العمل والأسرة والارتقاء بالمستوى المعيشي..

ليلى عبد المجيد [مقاطعةً]: بس بشرط أن المجتمع يساعدك.

لونه الشبل [متابعةً]: لأسرهن ولكن يودن العمل الليلي نتابع معا ثم يعني أود أن أسمع منك..

ليلى عبد المجيد: عايزين يشتغلوا بالليل ده ظروف بقى فيه خصوصية.

لونه الشبل [متابعةً]: ستستمعين الآن أود أن أسمع منك إلى تعليق.

ليلى عبد المجيد: طيب (OK).

[تقرير مسجل]

عايدة العلمي- مضيفة جوية: أنا بأحب شغلتي جدا، يعني أنا بأحب الـ (Career) بتاعي قوي وأنا لما دخلته، دخلته عن اقتناع كامل إن أنا اشتغل في الشغلانة دي وكنت قادرة إن أنا في فترة بسيطة إن أنا أترقى وأكبر فيها لأن أنا بأحبها، بأحب أدِّي فيها جامد، ما بتأثرش معايا في حاجة، أنا شايفة أن اللي بيقول إن أنا أسيبها عشان أن أنا بأقعد برة بيتي لا.. لا خالص تماما يعني، أه بأقعد بره بيتي ما بنكرهاش بس في الجانب الثاني أنا عاملة حاجات ثانية برضه مظبطة ابني في حاجات، العائد المادي اللي أنا مستنياه من الموضوع برضه بيظبط حاجات ثانية، مش هقول إن العائد المادي بيعوِّض الجانب العاطفي بتاع ابني أو الكلام ده لا بس إحنا في فترة محتاجين فيها برضه عائد مادي عشان كمان أنا جوزي متوفي، فأنا محتاجة إن أنا أكفِّي ابني كفاية في حاجات كثير.

نادية أبو المجد: أنا عندي التعب أحسن من الملل، يعني إن الواحد يبقى تعبان وحاجة أحسن ما أكون بشتغل في حاجة وظيفة يمكن لها ساعات معينة أكثر بس مملة أكثر أو ما بتحققليش الاكتفاء ده أو السعادة دي فكل حاجة لها مميزاتها وعيوبها.

ليلى عبد المجيد: أنا تعليقي طبعا إن الحياة اختيارات في النهاية يعني اختيارات بالنسبة لأي إنسان فكل واحد بيوازن.

لونه الشبل: هن يخترن الآن العمل الليلي، لماذا إذاً نرفع الصوت استثنوا المرأة من العمل الليلي المرأة لها خصوصيتها يا أخي المرأة لا يجب أن تكون يعني في الليل طب المرأة يجب أن تحاشر الرجل في العمل ولكن نصل إلى نقطة الليل ونقول لا معلش المرأة حرام خليها في المنزل اشرحي لي.

ليلى عبد المجيد: لا بالعكس أنا عايزة أقول لحضرتك حاجة هو هل المساواة كاملة زي ما إحنا بنقول دلوقتي؟ يعني هل الراجل بيشارك المرأة في مسؤوليات البيت؟

لونه الشبل: هناك من يراها تكافؤ فرص.

ليلى عبد المجيد: أيوة تكافؤ فرص.

لونه الشبل: تكافؤ فرص طيب، تكافؤ فرص.

ليلى عبد المجيد: أنا معاكِ تكافؤ فرص.

لونه الشبل: هو يعمل في الليل وهي يجب أن تعمل في الليل لماذا يعني ننزعج؟

ليلى عبد المجيد: لا ما هي برضه في الآخر أنتِ بتختاري، يعني أنتِ كإنسانة بتختاري، يعني إذا الست شافت أنه الفرصة بتاعتها دي وسلبياتها زي ما قالوا إن فيه سلبيات مش مهم هي عايزة فلوس عشان متطلبات الحياة، (Ok) بس هتخسر حاجات ثانية.

لونه الشبل: طب اعترضتِ على كلمة مساواة أتوجه إليك سيدة إميلي هناك حقيقة مَن يرى بأن المساواة لا يعني المطابقة إذا الصح التعبير..

ليلى عبد المجيد: هي مش مطابقة طبعا.

لونه الشبل [متابعةً]: ولكن في نفس السياق هناك مَن يعلي الصوت بقضية الجندر وإلغاء الفوارق حتى بما فيها البيولوجية وهي دعوات نسمعها كثيرا الحمد لله هذه الأيام منذ فترة ليست بالقصيرة ماذا عن هذه النقطة؟

إميلي نفاع: حقيقة أنه هناك فيه خلط ما بين قضية أنه المساواة أو المشاركة، المساواة الكاملة مستحيلة لأنه هناك فيه فوارق ما بين الرجل والمرأة في بيولوجياً وأيضا هناك أعمال خاصة بالمرأة وأعمال خاصة بالرجل ولكن المطلوب من أجل التكامل في داخل المجتمع أن يكون هناك مشاركة ما بين المرأة والرجل والعمل من أجل بالفعل أن يكون هناك تكامل وأن يكون هناك مشاركة فعلية للمرأة في مختلف مجالات التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بدون ذلك لا يمكن أن يتقدم المجتمع، عندما نطالب بالمساواة لأن بالفعل هناك تمييز حقيقي ضد المرأة في كثير من القضايا في مجالات أولا في فرص العمل، في الأجور، في الترقية في الضمانات في الضمانات الصحية والاجتماعية..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طب بالمقابل سيدة إميلي ألا يعتبر تمييز للمرأة حرمانها أو يعني مسايرتها في العمل الليلي؟

ليلى عبد المجيد: بصِّي الاتفاقيات الدولية مدياكي واتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة مدياكي أنك تأخذي إجراءات استثنائية في وقت من الأوقات وتدي فيها مزايا أكثر للمرأة باعتبارها من الفئات الضعيفة اللي محتاجة مساندة في وقت من الأوقات لغاية ما تقدر.. يعني هذه الاستثناءات قانونا ووفقا للعرف الدولي موجودة.

لونه الشبل: ولكن كثير من الدول وقَّعت على اتفاقية السيداو مناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة حتى بما فيها ربما البيولوجية، أتوجه إليك سيدة إميلي في آخر دقيقة لو سمحتِ لي يعني عندما نريد نقول إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة وعندما لا نريد نقول هذا تمييز إيجابي، هل هذا الكلام دقيق في دقيقة؟

إميلي نفاع: أنا برأيي هذا دقيق تماما وحتى اتفاقيات المنظمات الدولية مثل منظمة العمل الدولية هي انتبهت إلى هذا الموضوع خاصة العمل الليلي في وقت مبكر جدا في عام 1919 وللأسف أنه الدول العربية إلا في عام 1988 ثلاث دول فقط اللي وافقت على حظر العمل ليليا، من هنا نقول إنه قضية إلغاء التمييز هذا ضروري جدا ولكن علينا أن لا نخلط ما بين المهمات التي يمكن أن تؤديها المرأة كعمل تكاملي مع الرجل بحيث أن يكون عمل المرأة والرجل هو أساس لتقدم المجتمع وتقدم الطرفين أيضا.

لونه الشبل: سيدة خديجة في ثلاثين ثانية إذاً علينا أن لا نخلط بين المهمات التي تؤديها المرأة والمهمات التي يؤديها الرجل ولكن بشكل تكاملي؟ في ثلاثين ثانية.

خديجة الزومي: في الحقيقة أنا أشاطر نفس الرأي، المرأة تتكامل هي والرجل ولا يمكن أن يساوي الرجل المرأة كما لا يمكن أن تساوي امرأة امرأة والرجل الرجل في معادلاتنا الرياضية، فهذا غير وارد ومقولة المساواة أصبحت مُتَجَاوَزَة الآن، الآن نتحدث عن النتائج وعن المردودية، يجب أن نتساوى في المشاركة، في الامتيازات، في العمل، في الأجور، في مجموعة من الأشياء لتكون مشاركتنا مشاركة فعالة..

لونه الشبل: شكرا جزيلا لكِ سيدة خديجة عذرا للمقاطعة انتهى وقت هذه الحلقة التي اخترنا أن يكون موضوعها الدوام الليلي للمرأة ولصالح مَن؟ وفي نهايتها لا يسعني سوى أن أشكر ضيفاتنا في الأستوديو الدكتورة ليلى عبد الجواد..

ليلى عبد المجيد [مقاطعةً]: ليلى عبد المجيد.

لونه الشبل: عبد المجيد عفوا ومن الرباط السيدة خديجة الزومي ومن استوديوهاتنا في عمَّان السيدة إميلي نفاع، قبل أن أُنهي هذه الحلقة أود أن أعتذر عن كل من اتصل بنا في هذه الحلقة ولم نستطع أن نتلقَّى اتصالاتكم نظرا للضغط في نقاط هذه الحلقة، إلى أن ألقاكم في الحلقة المقبلة لكم أطيب تحيات مُعدة هذا البرنامج أسماء بن قادة ومخرجه رمزان النعيمي وكما دائما أطيب تحياتي أنا محدثتكم لونه الشبل السلام عليكم.