من اليمين : لونة الشبل – ليلى الصايغ
للنساء فقط

عمالة الأطفال بين الحاجة والاستغلال

أكثر من خمسين مليون طفل في العالم يؤدون أعمالاً شاقة، وأكثر من مليون آخر يقع في براثن الاستغلال الجنسي، فمن المسؤول عن الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في العالم؟

– أسباب تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال وانعكاساتها
– دور الاحتلال في تزايد عمالة الأطفال
– دور القانون في الحد من ظاهرة عمالة الأطفال
– الثغرات بقوانين الحد من عمالة الأطفال
– تهريب الأطفال عبر الحدود بالدول العربية
– سبل حماية الأطفال من تلك الظاهرة


undefinedلونه الشبل: مشاهدينا الكرام السلام عليكم، مائتان وخمسون مليون طفل عدد الأطفال العمال في العالم، عمال قُصَّر بدون نقابات عمالية تدافع عنهم أو أحزاب سياسية تدرج حقوقهم ضمن برامجها ولا حتى جمعيات أهلية تهتم بحالهم أو على الأقل بحال خمسين مليون منهم يؤدون أعمالا شاقة أشبه بالسُخرة، فمن المسؤول عن الانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال؟ وكيف يؤثر الفقر والتسرب المدرسي والنزاعات والتهجير في تزايد عمالة الأطفال؟ وأين هو دور البرلمانات ولجانها التشريعية في استصدار القوانين الكفيلة بحماية الأطفال؟ وكيف يمكن تفعيل القوانين القائمة لمكافحة ظاهرة استغلال الأطفال؟ وما مدى فعالية الاتفاقية الدولية لحماية أسوأ أشكال عمالة الأطفال مادامت غير ملزِمة للدول؟ وما العمل لحماية الأطفال على مستوى الأسر والحكومات والمجتمع الدولي؟ للحديث عن عمالة الأطفال بين الحاجة والاستغلال نستضيف اليوم في استوديوهاتنا في الدوحة السيدة ليلى الصايغ من مؤسسي برنامج حماية الطفل من الإساءة في الأردن كما نرحب في استوديوهاتنا في رام الله بالسيدة كايرو عرفات مديرة أمانة الخطة الوطنية للطفل الفلسطيني كما نرحب أيضا في استوديوهاتنا في القاهرة بالسيدة فاطمة الخفاجي مديرة برامج في منظمة اليونيسيف سابقا، جميعا أهلا بكن ضيفات على هذه الحلقة من للنساء فقط.

ليلى الصايغ: أهلا فيكِ ست لونه أهلا وسهلا فيكِ وبالأخوات.

لونه الشبل: مشاهدينا الكرام بإمكانكم أيضا المشاركة في هذا الحوار بجميع محاوره وأبعاده وذلك من خلال الاتصال بنا سواء عبر الهاتف على الرقم 974 وهو مفتاح قطر 4888873 أو عبر الفاكس على الرقم 9744890865 كما وننتظر مشاركاتكم على الإنترنت على العنوان التالي صفحتنا الرئيسية www.aljazeera.net نرحب بآراء ومداخلات الجميع وكما العادة من الجنسين وبدايةً ولتسليط الضوء على أسباب تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال وانعكاساتها على وضع الطفولة في عالمنا العربي اختار برنامج للنساء فقط ابتداءً المغرب التي أعدت لنا منها الزميلة إقبال إلهامي هذا التقرير، نتابع معا.

أسباب تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال وانعكاساتها

[تقرير مسجل]

إقبال إلهامي: قد لا يعلم السائح الذي ينظر بإعجاب للأواني الخزفية والمنتجات النحاسية أن الأيادي التي صنعتها كانت لأطفال حملوا المطارق ساعات طوال وغاصوا في الطين بدل أن يمسكوا الأقلام والكتب، أكثر من ستمائة ألف طفل مغربي أعمارهم بين الخامسة والرابعة عشر يعملون لأجل إعالة أُسر تشكو ضيق الحال وهم يساهمون بحوالي 20% من دخل العائلة.

رجاء المسفر – مسؤولة برنامج حماية الطفولة: إيش حال دي الأطفال اللي هم بيشتغلوا في محلات خطرة بالنسبة لهم والوالدين ما يعرفوش حجم هذا الخطر والمشاكل اللي لا يعرفوها.

إقبال إلهامي: عمالة الأطفال في سن مبكرة تبدو قاسية وتحكي العبء الذي تتحمله السواعد الفتية بحثا عن مورد رزق وبرغم أن المغرب يحظر عمل من تقل أعمارهم عن الخمسة عشر إلا أن الصورة القاتمة لتلك العمالة تبرز حجم الجهد المطلوب لمنح هؤلاء فرصة الاستمتاع بطفولة لم يذوقوا طعمها لكن مآسيهم تزيد في حال تعرضهم أثناء العمل لإصابات قد تترك بصماتها للأبد.

أحمد الحمداوي – أخصائي في علم النفس: بحكم أن المُشغِّلة يطوِّروا أو يبلوروا علاقات فيها عنف جسدي أو لفظي فيه تبخيس أو تحقير للطفل مما ينتج عليه طبعا بنية نفسية أو شخصية تتميز بالشعور بالانتقام أو الإسقاط.. إسقاط الانتقام من الآخرين أو المجتمع.

إقبال إلهامي: في الأرياف حيث تتفشى الأمية يقود الفقر الأسر لتشغيل الأطفال في سن مبكرة تصل أحيانا خمس سنوات، 51% من الأطفال يعملون في الحقول ما بين أربع وثمان ساعات يوميا.

طفل مغربي أول: أنا نأتي عشان نخدم ونقطع (كلمة غير مفهومة) ونسقي ونرعى البهائم.

طفل مغربي ثاني: ما قدرناش نكمل الدراسة ديالي عشان نوصل لمستوى عالي ولكن مع الأسف ظروف خلتني أخدم في الفلاحة.

إقبال إلهامي: لكن الأسوأ يحدث حين تضطر فتيات الأرياف الصغيرات للعمل كخادمات في البيوت وهي نسبة تصل إلى 86% ومقابل أجر لا يتعدى أربعين دولارا تتعرض كثيرات لاعتداء جنسي من طرف مُشغِّلهن، في حالات عديدة ينتج حمْل فيقطع ذلك الخيط الرفيع بين الخادمة وعائلتها والمجتمع.

يامنة أسميمين-مساعدة اجتماعية: بما أن المشكل هو الفقر ويحتم على الطفلة تخدم على الأقل تكون عندها لقاء ما خُشِّش البيت أخدم، أنا رأيي ديالي الشخصي هو هذا ولكن إذا خدمت على الأقل تكون تحت الحماية ديال الآباء ديالها والأمهات وتكون زيارة دائمة لأن الطفلة قد يُمارَس عليها العنف الجسدي أو الجنسي لتكون في كثير من الأحيان يمكنها على الأقل تحكي على هذه المشاكل للأم ديالها والأب ديالها والأخ ديالها.

إقبال إلهامي: قديما كانت الأمثال الشعبية في المغرب تحث الأطفال على تعلم حِرَفْ الآباء صونا لها من الضياع، لكنها كانت دوما تُقرن ذلك بنهل العلم واليوم تعتقد منظمة العمل الدولية أنه بالإمكان القضاء على عمالة الأطفال التي تشمل واحدا من كل ستة أطفال في العالم واستبدالها بالتعليم العام في أفق عام 2020 بكلفة قدرها سبعمائة وستين ألف مليون دولار، كُلفة تقول المنظمة إنها تقلّ بكثير عن تكاليف الجيش أو تسديد فوائد الديون المستحقة، في المغرب حيث يعيش 13% من السكان تحت خط الفقر يصعب إلقاء اللوم على أُسر ترمي بأطفالها في براثن سوق العمل تحت إكراهات الحاجة لعلهم يعتقدون أن تلك العمالة صمام أمان ضد تشرد أطفالهم في الشوارع، إقبال إلهامي الجزيرة للنساء فقط، الرباط.

لونه الشبل: إذاً كما شاهدنا عمالة الأطفال بين الحاجة والاستغلال هو موضوع هذه الحلقة من للنساء فقط، نبدأ الحوار فيه بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

لونه الشبل: أهلا بكم من جديد، سيدة ليلى أبدأ معكِ هذه الحلقة، أرقام أردناها في بداية هذه الحلقة، في مقدمتها وهناك المزيد من الأرقام والإحصائيات ولكنها في المطلق أرقام كبيرة جدا لعمالة الأطفال، لماذا؟ لماذا تتزايد هذه الظاهرة؟ لماذا هذه الأرقام في ارتفاع؟

"
ظاهرة عمالة الأطفال بشكل عام تاريخها مأساوي جدا، الأمية والفقر هي التي تقود الوالدين لعدم تفهمهم لأهمية مراحل الطفولة، وهذه هي الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة
"
         ليلى الصايغ

ليلى الصايغ- مؤسسة برنامج حماية الطفل من الإساءة: قبل ما نحكي عن الأسباب لونه أنا حابَّه أقول إنه ظاهرة عمالة الأطفال بشكل عام تاريخها مأساوي جدا، محزن جدا، مدمي للقلوب من قرون قديمة، خطوط وهمية اللي عم بنشوفها إحنا أخت لونه ما بين عمالة أطفال، ما بين أشكال إساءة مختلفة ولكن كلها خطوط وهمية كاذبة مؤلمة، يا ريت نضع.. نقدر حلول لها أو بداية التفكير فيها، سؤالك الآخر أو اللي بدي أجاوب عليه الأسباب.. الأسباب طبيعي جدا الاقتصاد، تدهور مستوى.. تدنِّي المعيشة اللي عم بنعيشه سواء بالوطن العربي أو بالعالم، سبب كثير عم بحسُّه كثير مهم جدا، عدم ثقافة الوالدين وبالأحرى الجهل، الأمية اللي بتقود الوالدين لعدم تفهمهم لأهمية مراحل الطفولة بشكل عام، الفقر هو الأساس ونابع أيضا من الاقتصاد، هاي الأسباب الرئيسية اللي بنقدر نحكي عنها أو بيدور محورها حوالين عمالة الأطفال بشكل عام.

لونه الشبل: طبعا هذه العناوين سنتطرق إليها بالتفصيل، أتوجه إليكِ سيدة فاطمة في مصر وأقرأ على مسامعك بعض الأرقام التي قد تكون الآن مرعبة للمشاهدين، أود فقط أن أضعِك في صورة معينة وهي معلومات وأرقام عن عمالة الأطفال، تعداد الأطفال في العالم 2.1 مليار طفل، نسبة الأطفال منهم في العالم 36%، 246 مليون طفل يعملون حاليا في ظروف سيئة، 179 مليون طفل يعملون أيضا في ظروف سيئة بشكل عام، ما بين خمسين مليون وستين مليون طفل يعملون في أشكال لا يمكن تحملها من العمالة ومليون طفل يتم الإيقاع بهم في براثن الاستغلال الجنسي وثلاثمائة ألف طفل يتم تجنيدهم قصرا للمشاركة في النزاعات المسلحة، سيدة فاطمة أنتِ مديرة برامج في منظمة اليونيسيف سابقا، ما تعليقك على هذه الأرقام بداية؟

فاطمة خفاجي-مديرة برامج في منظمة اليونيسيف سابقا: طبعا هي أرقام مفزعة لكن بتظهر حقيقة أيضا مفزعة يعني.. أنا عايزة أقول إنه طبعا هو الفقر عايزة أختلف مع زميلتي في الأستوديو اللي قالت الأمية وعدم ثقافة الوالدين عن عمالة الأطفال لكن عايزة أقول إن هُمَّا مضطرين لذلك، ليس أمامهم طريق آخر غير أن هُما علشان يعيشوا فلابد الأطفال دي تشتغل، ده بيَنُم على أنه فيه نمط إنتاجي فاشل يعني إذا كان.. مرتبط أيضا بتعليم فاشل إذا كان عندي ناس متعلمة ومش قادرة تشتغل لأن فيه بطالة عالية ما بين المتعلمين لكن بقى عندي الطفل هو اللي يصرف على أسرته يبقى فيه خللا ما حادث ما بين سوق العمل وما بين التعليم وما بين أيضا التفاوت الكبير لأن عمالة الأطفال فيها عرض وفيها طلب أيضا، فالتفاوت الكبير في الثروات بيخلِّي الفقراء أكثر فقرا فبيبقى فيه.. ما فيش أمامهم أبواب إن هُمَّا يقدروا يعيشوا من يوم ليوم غير إن الطفل هو الوحيد اللي عليه طلب في السوق فهو اللي يطلع يشتغل، هو بيمثل أسوأ أنواع الاستغلال كمان كما بتظهر الاحصائيات اللي حضرتك قلتيها لأنه عمالة الطفل دي، أولا الطفل ما بيقدرش أن هو يمتنع عن أعمال لا يمكن القيام بها زي ما يكون واحد ناضج ويقدر إن هو يدافع عن حقه، ثانيا بيأخذ أجر أقل بكثير من إنسان أيضا يكون شاب أو عمره أكبر منه، إنه بيشتغل ساعات عمل أكثر، إنه لا يُغطى بأي تأمينات اجتماعية أو تأمين صحي، فهو الموضوع فعلا يبين الاستغلال الحادث، استغلال بين بلاد غنية وبلاد فقيرة وأيضا استغلال طبقات غنية لطبقات فقيرة.

لونه الشبل: ولكنها تبقى أرقام مفزعة وتتزايد سيدة فاطمة، السؤال لماذا هذا التزايد في هذه الأرقام؟

فاطمة خفاجي: لأن التفاوت في الثروات بيتزايد زي ما قلت على مستوى عالمي ما بين دول وأخرى، دول تستورد أطفال لتفعل بهم ما يحلو لها في مقابل ملاليم بتدفعها وأيضا فيه تفاوت في الثروات داخل البلد الواحد بحيث تقدر أن صاحب العمل يستغل طفل فقير أسرته فقيرة لأن إحنا بنشهد هذا التفاوت بيزداد يوم بعد يوم، للأسف الشديد الفجوة ما بتتقلصش الفجوة بتستمر في الاتساع ومن هنا الاستغلال أيضا يستمر في أنه يبقى مبالغ فيه وطبعا هنا إحنا بنشوف الإحصائيات بتبين ذلك.

ليلى الصايغ: إذاً أخت فاطمة أعتقد أنه نتفق أن الوضع الاقتصادي هو سبب من الأسباب القوية اللي تدعو إلى عمالة الأطفال بغض النظر عن مستوى التعليم أو هذا، لكن لمَّا أشرت أنا إلى تدني مستوى التعليم ما فييش ثقافة عند الأب أو الأم، مافييش وعي كامل أنه كيف أشَغِّل ابن لا يقل عمره عن ست سنوات أو سبع سنوات لعند إحدى عشر سنة متناسية لخصائصه، لمراحله النمائية، لأهمية هاي المرحلة، فنتفق أنا وأنتِ أخت فاطمة أيضا.

دور الاحتلال في تزايد عمالة الأطفال

لونه الشبل: على كلٍ أسباب انتشار هذه الظاهرة وتزايدها سنبقى فيها سيدة فاطمة ولكن هناك أيضا أسباب أخرى قد تزيد ولا يجب أن ننسى دور الاحتلال في هذه القضية، طبعا لواقع الاحتلال دور كبير وآخر في تزايد وانتشار عمالة الأطفال وفي محاولة منا لمزيد من مقاربة واقع الطفولة في عالم الاحتلال أعدَّت لنا الزميلة شيرين أبو عاقلة التقرير التالي من رام الله.

[تقرير مسجل]

شيرين أبو عاقلة: بصعوبة بالغة يمكنك أن ترى البائع خلف هذه العربة، سيف طفل لم يتجاوز العاشرة من العمر خرج إلى سوق العمل لمساعدة عائلته المكونة من تسعة أفراد، لم يشكُ أبدا اضطراره للعمل حتى وأن بدا مُكرهاً عليه.

شيرين أبو عاقلة: تحب الشغل؟

سيف – طفل فلسطيني: لا.

شيرين أبو عاقلة: ليش بتشتغل طيب؟

سيف: أساعد أبوي.

شيرين أبو عاقلة: فالوضع الاقتصادي الصعب هو الدافع الأساسي للعمل وحسب مسحٍ أجرته دائرة الإحصاء المركزية فإن ما يزيد عن 70% من الأطفال يضطرون للعمل لهذا السبب.

طفل فلسطيني ثاني: إحنا عشرة في البيت بس أنا اللي بشتغل.

شيرين أبو عاقلة: وكيف عايشين؟

طفل فلسطيني ثاني: زي الناس.

شيرين أبو عاقلة: المسحُ أظهر أن أكثر من أربعين ألف طفل ما بين سن خمس سنوات إلى سبعة عشر، أي ما تقدر نسبته بـ 3% من الأطفال في فلسطين يخرجون إلى سوق العمل.

نبيل – طفل فلسطيني: طِلعْت والله إجباري أتعلم ميكانيكا، إحنا ثمانية بالدار أبوي ما بيقدرش يصرف عليهم اضطريت أطلع من المدرسة علشان أساعد أبوي وضعنا سيئ.

شيرين أبو عاقلة: نبيل يعمل في ورشة للميكانيكا وهو لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره بعد، آخرون وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها المعيلين لأسرهم خلال سنوات من الانتفاضة سقط خلالها آلاف الشهداء.

طفل فلسطيني ثالث: علشان أخواتي، علشان أبوي مستشهد الأوضاع هيك بَصرف على أمي ويعني إذا ما أصرفش عليهم من وين نجيب مصاري.

طفل فلسطيني رابع: بس فيه أخوتي بالدار علشان هيك بَروح العمل بصرف عليهم بس للدار خبز وأكل.

شيرين أبو عاقلة: فالإغلاق والحصار وأخيرا بناء الجدار العازل عوامل تعد من الدوافع الرئيسة لانتشار العمالة بين الأطفال، السوق الإسرائيلي أُغلقت أمام العمال الفلسطينيين وارتفعت نسبة البطالة في أوساطهم، أما وزارة العمل الفلسطينية وإن كانت قوانينها تمنع عمل الأطفال تحت سن الخامسة عشر لكنها تبدو في كثير من الأحيان عاجزة عن ممارسة دورها كرقيب.

مأمون العودة – مسؤول ملف الأحداث في وزارة العمل: فيه صعوبة في التنقل خارج المدن، يعني مكاتب العمل موجودة عندنا في داخل المدن أو التجمعات السكنية الكثيفة اللي خارج هاي المناطق ما فيه إمكانية للتنقل لأن فيه عندنا حواجز عسكرية فيه مناطق ما بيقدروا يوصلوا لها مُفتشين العمل.

شيرين أبو عاقلة: طبيعة المهن تتنوع في كثير من المجالات؛ بدءا من الباعة المتجولين إلى العمل في المقاهي والمصانع وفي ظروف لا تخلو من المخاطر على حياتهم سواء جسديا أو نفسيا، الحواجز العسكرية تحولت إلى سوق خصب لعمالة الأطفال بديلا عن مفترقات الطرق وإذا كانت الأوضاع الاقتصادية هي العنوان الرئيس الذي يدفع الأطفال إلى سوق العمل فإن الأمر مرتبط بسوء الأوضاع السياسية، أما الأطفال فهم الفئة الأكثر ضعفا والأكثر تضررا جرَّاء تلك الظروف، شيرين أبو عاقلة الجزيرة لبرنامج للنساء فقط من حاجز قلندية المدخل الجنوبي لمدينة رام الله.

لونه الشبل: من رام الله إلى رام الله نبقى في رام الله إذاً مع السيدة كايرو عرفات، سيدة عرفات يبدو أن الأطفال الفلسطينيين لا تكفيهم مصائبهم ويجب أن يدفعوا ربما مزيدا من الأثمان لهذا الاحتلال، كيف هو الوضع لديكم الآن بعد هذا التقرير؟

كايرو عرفات: حاليا إنه بنلاحظ إنه في فلسطين إذا قارننا بسنة 2000 كان تقريبا عندنا 28 ألف طفل كان يعمل وآخر إحصاءات فلسطين بتبين إنه فيه تقريبا 43 ألف طفل بيشتغلوا وفي عمالة صعبة كمان، هلا هاي الرقم كبير جدا وصعب لمرات تفسيرها وقت ما بنعرف إنه كمان فيه أكثر من مائتين ألف شخص في فلسطين عاطلين عن العمل بالغين ولحد الآن إنه عندنا عدد كبير من الأطفال اللي هم بيشتغلوا فهي السبب إنه ممكن نقول احتلال، ممكن نقول فقر، عدم وعي، تجربتنا مع الأطفال كل طفل وكل أسرة عنده أسبابه إنه مبرراته ممكن نسمي فيه أهل إنه ممكن إنه ما يكون فيه فقر، ممكن تكون فيه طفل إنه مش حابب التعليم ومش حابب المدرسة وبيتسرب من المدرسة وبده يشتغل ويعمل مصاري، يكون صاحب قرار، يكون عنده فلوسه، فيه طفل ثاني لا إنه بيكون الأب متوفي والوضع الاقتصادي اللي عندنا والشؤون الاجتماعية أو السلطة مش قادرة إنه تعطي نفقات للأسرة فبتضطر الأم إنها تبعت ابنها للعمل، في الحالتين إنه ما فيه مبرر إنه إحنا نخلي أطفالنا يشتغلوا، المفروض يكون فيه أنظمة، آليات، نظام واضح في الوطن اللي بتحمي الأطفال من عمالة الأطفال لأنه على المدى البعيد بالنهاية راح تكون فيه تأثير سلبي على حياة الطفل وكمان على حياة الأسرة، فصعب جدا الواحد يجرب يفسر الموضوع بس ببعد واحد كثير مرات الأهل بيكونوا عارفين الصعوبات وعارفين المأساة اللي بيكون يُعرِّض طفله في العمل ولكن بيقولوا مضطرين، نسألهم ليش الأب عاطل عن العمل؟ بيعطونا مثال إنه أسهل الولد يطلع يشحت أو يبيع مِسْكة وهاي مش مقبولة للأب، فصار مقبولة للطفل، فيرجع موضوع عدم اهتمامنا بالطفل إنه وجهة نظرنا إنه الطفل أقل أهمية أو بيستحق حقوق أقل من البالغين، فبشكل عام أنا بعتقد إنه لازم يكون فيه اهتمام أكثر للأطفال من ناحية أد إيش هاي عمالة الأطفال بتأثر عليهم في الوقت الحاضر وفي المستقبل.

ليلى الصايغ: ست كايرو يعطيكِ العافية، أنا معاكِ لا نحتاج إلى مبررات ولا نريد مبررات، عمالة الأطفال موجودة، الإساءات موجودة لكن أنا معاكِ بشغلة كثير مهمة بنظري أنا يمكن ألاقيها، التعليم.. التعليم جزء مهم ولكن كيف الطفل تحت الاحتلال ورهبة الاحتلال والمدارس تغلق من وقت لآخر بيضطروا يدرسوا ببيوتهم أو عند الجيران فمعهم حق إنهم ما يكملوا تعليمهم، الشغلة الثانية اللي قلبنا وقلوبنا كلها معهم ابن الشهيد بده يضطر يشتغل عشان يعيل أمه أو أخواته إذا ما حدش موجود فأنا معاكِ بهاي الأمور هاي ونعتبرها حالات استثنائية.

لونه الشبل: على كل قضية الواقع الفلسطيني هي قضية مستمرة وقضية شائكة.

ليلى الصايغ: نعم.

لونه الشبل: ليست فقط في عمالة الأطفال هو وضع شائك، عموما سنتابع هذا الحديث ولكن بعد فاصل قصير يتضمن موجزا لأهم وآخر الأنباء نعود إليكم بعده.

[موجز الأنباء]

لونه الشبل: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من للنساء فقط والتي اخترنا أن يكون موضوعها عمالة الأطفال بين الحاجة والاستغلال، أعود إليكِ سيدة كايرو في رام الله وأرجع إليكِ سؤال السيدة ليلى حول أبناء الشهداء وأبناء الأسرى ربما من الحاجة أن يعملوا وأضيف عليها أكثر سؤال تفضلتِ بأن هناك القوانين التي تُشرِّع يعني إذا كانت الدول التي لا ترزح تحت الاحتلال لا تستطيع أن تطبق قوانينها، فما بالك بالدول التي تعاني من الاحتلال الإسرائيلي.

كايرو عرفات: في فلسطين عندنا قوانين اللي موجود اللي المفروض يحمي الأطفال من عمالة الأطفال وزارة العمل اشتغلت على القانون وحاليا أي طفل تحت الخمسة عشر سنة ممنوع أنه يشتغل ولكن فيه استغلال للأطفال بعطيكِ مثال كثير من مصانع أو مزارعين أو حتى التجار بيفضلوا يشغلوا ولد عندهم أو بنت أنه يعطوها عشرين شيكل باليوم ولا يشغلوا واحدة كبير يكونوا مضطرين أنه يعطوه خمسين شيكل، ففيه استغلال وزي ما تفضل المرشد.. المأمون إنه في اللي جبتوه..

لونه الشبل: في التقرير.

"
يوجد فرق ما بين عمالة الأطفال والأطفال العاملين، فهناك الكثير من الأطفال يعملون ساعتين أو أكثر عملا لا يضر بصحتهم ونفسيتهم ويكملون تعليمهم فهذه ظاهرة إيجابية
"
        كايرو عرفات

كايرو عرفات: مقابلة معاه في تقريركم ما فيه مرشدين كفاية اللي ممكن يظلوا يفحصوا الوضع ويفتشوا على الأطفال فبتظل الظاهرة مستمرة وبتزيد فإنه فيه جزء منها وجود قانون مش كافي، اللي هي تطبيق القانون أنه نعطي الناس اللي بيعملوا مخالفات إنه يكون فيه محكمة ضدهم، يكون فيه توعية للمجتمع بعدم استغلال الأطفال، هلا فيه فرق ما بين عمالة الأطفال والأطفال العاملون، مرات كثير ممكن فيه عدد كبير من الأطفال بيشتغلوا ساعتين ثلاثة عمل ما بيضرش الصحة، ما بيضرش نفسية الطفل.. الطفل بيكمل تعليمه هاي ظاهرة إنه ليس بنعتقد إنه مش إيجابي ولكن مش ضارة زي الأطفال اللي بيشتغلوا في مِحْدَدة أو في محلات اللي فيها زي ..

لونه الشبل: بمعنى أنها أقل سوءا سيدة كايرو يعني هي ليست بالجيدة لكنها أقل سوءا، أود أيضا أن أسألك حول نقطة قلتِ في بداية هذه الحلقة بأن كل طفل له واقعه وكل أسرة لها واقعها ولكن ألا يتحكم الواقع العام وهو الاحتلال في كل هذه الأسر وفي كل هذا الواقع التفصيلي المجزَّأ لهذه الأسر؟

كايرو عرفات: الاحتلال طبعا له تأثير كثير كبير لأنه الوضع الاقتصادي إنه الوضع اللي إحنا فيه تأثيره مباشر من الاحتلال، إنه ما نقدرش إحنا نتغاضى عن هاي الوضع إنه وضع الاحتلال بيقيد العمل في فلسطين، تحرم الرجال من عمل كثير، كمان التسكير بين كل منطقة إنه بتقلل من التجارة ففي أشياء كثيرة، كمثال إنه كيف الاحتلال بيأثر على عمالة الأطفال، عدد كبير من الرجال ما كانوا يشتغلوا داخل إسرائيل وهلا مع الإغلاق ومع أنه تقليل من عدد العمال اللي مسموحين أنه يشتغلوا في إسرائيل صار الأهل يبادلوا الأطفال، يبعتوا أطفالهم يشتغلوا في إسرائيل، حاليا فيه ظاهرة واسعة في فلسطين للأطفال خاصة اللي عايشين حول الحدود 67 اللي بيتنقلوا بيروحوا على إسرائيل هاي العدد من الأطفال بيتعرضوا للإساءة كثير في إسرائيل مثلا إنه يكونوا هُمَّا بيستغلوهم في نقل المخدرات، في الدعارة، في الشِحادة، في الجرائم المنتظمة، فكل هاي الشغلات أنه كثير مرات الأهل ما بيكونوا عارفين الطفل، ممكن يروح على إسرائيل بيشتغل يوم يومين أسبوع يجيب معاه فلوس، الأهل بيكونوا مبسوطين، ممكن الطفل عشان يكون الأهل راضيين عنه أو أنه لأنه خجلان من وضعه ما يحكي للأهل إنه للأشياء اللي تعرض لها، هلا الأهل بيظلوا يبعتوا الأطفال كمان تصير مأساة أنه عم بنلاقي حالات حاليا أطفال اللي ممكن يشتغلوا في القدس الغربية، في الناصرة في مناطق مختلفة في داخل إسرائيل، حيفا، اللي بتسبب مشكلة، هلا السبب اللي الأطفال صاروا يشتغلوا في إسرائيل هي الاحتلال اللي منعت الرجال يشتغلوا داخل إسرائيل وكمان اللي بيشجعه أنه بالنسبة لإسرائيل أنه هاي ظاهرة بالنسبة ليهم إيجابية إنه قد ما بيقدروا يخربوا علينا أنه هاي بيعتبروها شيء إيجابي، فالدور الواعي هون دور توعية عند إسرائيل كمان هاي ظاهرة بتضر مجتمعهم في النهاية، كمان أنه مش هاي بتكون شيء إيجابي ولكن إحنا كأهالي أطفال لازم يكونوا واعيين ولو طفل اليوم جاب إليهم خمس شيكل أو عشرة شيكل وجاب خبز، في المستقبل هاي الطفل مش راح يقدر يساعد العائلة يطلع من دائرة الفقر اللي هما فيه وراح تظل تزيد نسبة الفقر اللي همَّا فيه ما عمره ما راح يطلع من هاي الدائرة ولكن لو الطفل ظل في المدرسة الفرصة للعمل بس يكبر وقدرته أنه يعيل أسرة يكون شخص ومنتمي وشخص أنه واعي راح تكون أنه سبب إيجابي في المستقبل فلازم ننظر شِوي أبعد ونفكر قد إيش ممكن من الدعم اللي بتيجي إلنا نوفر للأطفال أو الأسرة اللي مظبوط أنه عندهم حاجات من أجل أنه نمنع أنه بعث أولادهم للعمل.

لونه الشبل: وعندما تغلق هذه المدارس إلى أين سيتوجهون؟ نقول تعليم.. تعليم ما الاحتلال الإسرائيلي يغلق المدارس يوم آه ويوم لا؟

كايرو عرفات: حاليا أنه بشكل عام أنه المدارس كله مفتوح وأنا من الناس اللي ما بتشجعش ولو المدارس سكَّروا اليوم هاي مش سبب أنه إحنا نسحب أطفالنا عن التعليم، دورنا بالعكس، دي سياسة الاحتلال تمنعنا من التعليم إحنا لازم نحارب هاي الظاهرة ونشجع أطفالنا على التعليم، اليوم اللي ما بيمُرُّوا على المدرسة..

لونه الشبل: كيف والاحتلال يدمر البيوت ويشرد الأطفال والأسر.. بأسر كاملة ومخيمات كاملة ومدن كاملة تشرَّد إلى خارج المدينة تهدَّم بيوتها كيف لنا أن نمسك هذا الطفل ونقول له أو حتى نقول لأسرته لا معلش التعليم أولا؟

كايرو عرفات: التعليم أنه بيظل أولا إحنا نقصد هون أنه إحنا لازم دائما نفكر أنه على مدى بعيد كيف نقدر نعمل صمود؟ شو نوع المقاومة اللي بدنا إياه؟ أطفالنا اللي شاردين أو اللي اتهدموا بيوتهم واجب علينا جميعنا في فلسطين وفي الدول العربية نضمن سلامة هاي الطفل ونجرب نوفر لهم بيت آمنة وأنه تعليم ولكن هاي كمان ما بتسمح لنا نقول إذا الطفل إنه عايش داخل أسرة فقيرة، إنه خلاص فقير وما عندوش بيت، خليه يروح يشتغل، دورنا نتأكد إنه نوفر الدعم الكافي لها الطفل عشان ما نقلل من قدراته إنه يكون شخص متعلم إنه ما بيكفيش إنه صار متشرد ما يكفيش إنه شخص إنه عايش في وضع صعب، كمان يكون إنه شخص مش متعلم شو بده يصير بعد خمس سنين وقت لما بيصير إنه رجل عشرين سنة وما بيعرفش يحط كلمة على ورقة ويشوف كل زملائه وكل المجتمع إنه قادرين يقرؤوا ويكتبوا وهو شخص مش قادر يعمل هيك هل هذا راح تخليه يكون إنه إنسان سوي أكثر؟ أنا في اعتقادي لا نوع من المقاومة ونوع من حماية أطفالنا هو التعليم وواضح الأبحاث اللي انعملت في فلسطين بتبين وضع إنه الأسرة اللي فيها أم وأب متعلمين قادرين يعيلوا الأسرة ويحموا أطفالهم أفضل من الأسرة اللي مستوى التعليم فيها أقل نسبيا، فنوع من حماية للطفل اللي هي التعليم، التعليم في الحاضر والتعليم في المستقبل.

ليلى الصايغ: أخت عرفات حقيقي مداخلاتك بالنسبة للتعليم رائعة جدا، لكن سؤالي أنا اللي بيطرح نفسه يمكن طفل عم بده يتعلم مهدد وين الأمان؟ وين الشعور بالدفء؟ هو عم بده يتعلم، رصاص الاحتلال حواليه، التهديد بالجوع، التهديد بالدمار حواليه، فالأمن النفسي مفقود فما هي فائدة التعليم بالنسبة لهذا الطفل؟ السؤال الثاني اللي أنا عم بفكر فيه بدي أفكر معكِ بصوت مسموع مثلا الطفل اللي بيروح على الأراضي المحتلة نقول للزراعة أو حتى يلمّ الأشتال اللي كلها مليئة بالمبيدات اللي عم تقتله بدون ما هو يحس، الطفل اللي عم بيصحى الصبح قبل شروق الشمس حتى يتخطى الحواجز ويوصل عشان يعيل أهله أو أمه أو أبوه اللي مسجون وهو عم بيعيش مع خمسة أو ستة أطفال أمامنا مشكلة ست عرفات إحنا، أمامنا مشكلة صعبة وضخمة ما فيش قانون حاليا لا في فلسطين على ما أعتقد أو في بلادنا العربية قدر يحد من هذه الظاهرة.

دور القانون في الحد من ظاهرة عمالة الأطفال

لونه الشبل: طيب جميل أنا أتوقف عند كلمة قانون وأتوجه للسيدة فاطمة خفاجي، مؤتمرات تضع اتفاقيات، توقِّع عليها دول وتسُنّ هذه الدول قوانين وتشريعات ولا حل لهذه الظاهرة في النتيجة يعني القوانين والتشريعات تبقى داخل الدول، داخل مسؤولية الدول كل دولة على حدا ولكن أنتم هذه الاتفاقيات وهذه المؤتمرات يعني ما الذي تفعلونه بها في النتيجة إلى أين ستصلون وهذه القرارات معظمها غير ملزِمة ومعظم الدول لا تلتزم بها تفضلي؟

فاطمة خفاجي: أنا عايزة أقول إنه يعني القضاء على ظاهرة عمالة الأطفال في منتهى الصعوبة ومش هيحصل ما بين يوم وليلة وأيضا إنه فيه خطورة إن أنا لو جيت وقلت أنا همنع هذه الظاهرة بُكرة باتفاقيات دولية أو بقانون محلي إنه بيحصل إنه الظاهرة بتبقى بس تحت الأرض يعني بدل مثلا ما هيشتغلوا في مدابغ أو في الحقول ممكن يشتغلوا في الدعارة، فأيضا إنه الأهم من ذلك ويمكن دلوقتي الواحد عشان يبقى متفائل شوية إنه فيه جمعيات أهلية وأيضا بمساعدة مؤسسات دولية بتقوم ببرامج أولا من الأول وقائية وحمائية يعني عايزة أقول حاجة إنه أهم شيء عشان يبقى فيه فعلا الحد من هذه الظاهرة إن يكون هناك وسيلة أخرى للأسرة تتكسب بها أو يُخش لها دخل فمثلا إذا أمكن توفير قروض صغيرة يعني عشان الأسرة تقدر إن هي تولِّد دخل وما يبقاش الطفل هو مصدر الدخل الوحيد لها، أيضا لأن عملية التعليم والتسرب من التعليم مرتبطة بعمالة الأطفال فممكن بيبقى على مستوى المجتمع المحلي يبقى فيه مراقبة المجتمع نفسه بيراقب نفسه عن طريق الجمعية الأهلية، الأطفال الأكثر يعني تعرضا للخطر وأكثر تعرضا للتسرب من المدارس فإزاي يرجَّعوهم ثاني المدرسة، فالظاهرة دي لم نستطع أن نقضي عليها بمجرد اتفاقية أو اتفاقيتين دوليتين والاتفاقية الدولية دي غير كل الاتفاقات الدولية الأخرى يعني.

لونه الشبل: إذاً لماذا هذه المؤتمرات والاتفاقيات والتواقيع و147 دولة وقَّعت ومائة وخمسين دولة وقَّعت إذا لا نستطيع أن نقضي عليها بهذه الاتفاقيات؟

فاطمة خفاجي: لأنه فيه إرادة سياسية، آه لمَّا الدولة بتوقَّع على اتفاقية دولية يعني عندها أو بتعبَّر عن إرادتها السياسية إن هي مقتنعة إن دي ظاهرة ما هيش صحية ولابد من القضاء عليها لكن مش هتقدر تقضي عليها ما بين يوم وليلة ودي أيضا من الاتفاقيات الدولية فيها إلزامات.

لونه الشبل: من قال بأنها قد تكون مقتنعة يعني ربما توقيع عليها دبلوماسيا وبروتوكوليا وهي غير ملزمة أساسا، يعني كثير من الدول توقع على هذه الاتفاقيات وتعود إلى هذه اللجان إلى دولها؟

فاطمة خفاجي: لا يعني هو بيبقى دلوقتي مثلا فيه لجان دولية بتراقب تنفيذ الاتفاقيات وبيبقى فيه إحراج شديد للحكومات لما بتناقشها هذه اللجان هل فعلا طبَّقتِ أو ما طبقتيش وأيضا فيه فرصة للجمعيات الأهلية أيضا بتعطي تقرير لأهلي أو تقرير للجمعيات ده وبتقول فيها الحقيقة إنه لا ما حصلش من الجانب الحكومي ذلك، ففيه إمكانيات كثيرة وبعدين عايزة أقول حاجة فيه حاجة مهمة جدا إنه دلوقتي فيه موضوع التصدير والتجارة العالمية واتفاقيات التجارة ما هو أصبح يعني ما فيش إمكانية لاستيراد المنتجات اللي داخل فيها عمالة الأطفال يعني إحنا كنا بنقول الأول إن ده مخطط.

لونه الشبل: وهذا ما يراه البعض سلاح ذو حدين حول قضايا الأطفال وعمالة الأطفال؟

فاطمة خفاجي: بالضبط أنا بشوف إنه يعني له نتيجة سلبية لو هيقولوا لي والله بُكره إحنا مش هنستورد هذه المواد اللي داخلة فيها عمالة أطفال من بلدك، لكن لما بنقول إنه مثلا في ظرف في غضون سنتين في غضون خمس سنين مش هنستورد هذه يبقى يعني فيه شيء إيجابي إنه فعلا عليّ أنا كدولة إن أنا أشوف حل بديل لعمالة الأطفال ويبقى مثلا الناس اللي معها دبلوم صناعي أو دبلوم فني قاعدة في البيت ما بتشتغلش وتبقى الطفل الصغير هو اللي بيروح يشتغل تحت مخاطر شديدة ويجيب الفلوس علشان أخوه اللي أكبر منه بعشر سنين أو بسبع سنين هو اللي بيصرف عليه، هذا الطفل لابد ده يعني عار علينا كلنا، فلابد أن فعلا يكون هناك جدية شديدة في أننا نقضي على هذه الظاهرة ومش هتأخذ يوم وليلة ولكن في استطاعة الدول وفيه تجارب عندنا من دول في آسيا حطِّت برامج إزاي إن هي تقضي على هذه الظاهرة وفي طريقها للقضاء على هذه الظاهرة.

لونه الشبل: طيب جمعيات أهلية تقول السيدة فاطمة جمعيات أهلية تتابع سواء طبَّقت هذه الدول أم لم تطبق هذا في حال هذا الواقع الوردي طبَّقت وسنَّت قوانين وتشريعات ولا شيء على الأرض مَن المسؤول عن تجميد هذه القوانين فيما لو سُنت؟ يعني أين البرلمانات أم فقط نحارب لكي ندخل إلى البرلمان وعندما ندخل البرلمان ننسى الطفل والأسرة وكل ذلك؟

ليلى الصايغ: أنا معك 100% بهذا وقَّعت الحكومات الحقيقة لونا وقَّعت بروتوكول فقط، كم دولة وقَّعت؟ الكل وقّع لكن أين التطبيق الفعلي بحكي بسرعة مع الوطن العربي طبقتها جمعيات أهلية، مؤسسات تطوعية، برلمانات، الأطفال عم بيشتغلوا عليها بعض البرلمانات والنواب لكن هناك شبكة مفقودة، هناك حلقة مفقودة ما بين الدولة الواحدة، ما بين الحكومة، ما بين هاي المؤسسات، ما بين الوطن العربي ككل، ما بين المندوبين اللي بيتواجدوا إما بيجيوا بنفس البلد، بنفس المنطقة، بتلاقي ممكن أكثر من جمعية وأكثر من مؤسسة تشتغل على حقوق الطفل ولا مؤسسة بتعرف إلى أين وصلت المؤسسة الأخرى بهاي الحقوق.

لونه الشبل [مقاطعةً]: ليس فقط في حقوق الطفل بالعالم العربي ككل.

ليلى الصايغ [متابعةً]: بأشياء كثيرة بشكل عام فبالتالي بالنسبة لحقوق الطفل بشكل خاص ما فييش شبكة توحد أصلا الدول العربية باجتماعات مستمرة ما بين الهيئات، ما فييش رئيس لجنة لُه مندوب مستمر، فقط بييجي المندوبين من وزارة العدل، وزارة العمل، من الأمم المتحدة وقتها الكل بيهِبّ، الكل بيقول أنا قدمت في آخر لحظة، تصنع الأوراق في آخر لحظة، بنقول عملنا هذا القانون المحامين يعملون في..

لونه الشبل: وادي.

"
الحكومات فقط توقع اتفاقيات وتقول عملنا بحقوق الطفل، لكن للأسف قانون حقوق الطفل أو الاتفاقية غير مفعَّلة
"
         ليلى الصايغ

ليلى الصايغ: وادي، وزارة الداخلية تعمل في وادٍ آخر، مؤسسات أهلية تعمل في واد آخر وحكومات فقط توقع وتقول إنه عملنا بحقوق الطفل، فللأسف قانون حقوق الطفل أو الاتفاقية غير مفعَّلة، بدي أضيف شغلة مهمة برأيي أنها مهمة بالنسبة لحظر أسوأ عمالة الأطفال، في نهاية اتفاقية حقوق الطفل كان هذا ملحق باتفاقية حقوق الطفل وبالتالي كان هذا من عام 1924 و1930 يوقِّع عليه فقط الدول اللي هي منضمة إلى وزارة العمل.

لونه الشبل: طيب فقط لكي نوضح للسادة المشاهدين بالضبط ما الذي تقصدينه الآن، هي منظمة العمل الدولية أقرَّت اتفاقية حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال في 17 يونيو عام 1999 وحذرت جميع أشكال الرِّق والممارسات الشبيهة بالرِّق كبيع الأطفال والاتجار بهم وهي أسوأ أشكال عمالة الأطفال، التجنيد القسري أو الإجباري للاستخدام في صراعات مسلحة، أيضا استخدام طفل أو تشغيله في أعمال الدعارة أو لإنتاج أعمال إباحية أو أداء عروض إباحية، استخدام طفل أو تشغيله أو عرضه لمزاولة أنشطة غير مشروعة ولا سيما إنتاج المخدرات أو الاتجار بها والأعمال التي يُرجَّح أن تؤدي إلى الإضرار بصحة الأطفال أو سلامتهم أو سلوكهم الأخلاقي.

ليلى الصايغ: نعم هذا ما أعنيه بالضبط وبدأ من عام 1924 بـ 1930 وكان أصلا هايدي الصكوك فقط كانت لا تؤرق وتطورت زي ما تفضلتِ بجنيف 1999 لكن بعض بنودها عبارة عن صكوك، يعني ممكن الدولة تتبنى هذا الصك إما بتعمل فيه أو لا والاتفاق عليه أو تنفيذه بعد عشر سنوات فإما يُكمَّل أو لا، علشان هيك هاي الاتفاقية مهزوزة ضائعة ما بين السطور علشان هيك أيضا ما فيها شيء ملموس ولم يكن هناك شيء ملموس حول عمالة الأطفال.

لونه الشبل: هناك نقطة أود أن أستفهم منها السيدة فاطمة كوننا بدأنا بقضية أسوأ أشكال عمالة الأطفال يعني هذا سؤال يُطرح الآن، أسوأ أشكال عمالة الأطفال هي ما ذكرناه الآن والباقي ليس سيئا الباقي جيد وممتاز يعني كما نقول بأن إزالة المستوطنات غير الشرعية وكأنما فيه مستوطنات شرعية، هل هذا الكلام يتطابق الآن في هذه النقطة؟

فاطمة خفاجي: لأ يعني هو طبعا كل الأشكال العمالة والعمالة المستمرة لأنه زي ما اتقال إنه فيه ممكن طفل في إجازته مثلا يقدر أنه يوزع جرائد ساعتين أو ثلاثة في اليوم وده في البلاد الغربية بنشوفها أحيانا كثيرة، لكن العمالة المستمرة التي ينقطع بسببها الطفل عن الدراسة أو لا يستطيع أنه يجمع ما بين الدراسة وما بين العمل واللي بتمثل إن هي مخاطرة على صحته وعلى نموه وعلى تغذيته دي بتعتبر كلها يعني أشكال سيئة للعمالة ومضرة لكن أيضا لمَّا يبقى فيه أشكال أخرى مميتة تسبب فعلا مضار شديدة جدا لا يمكن تلافيها للطفل، فعلشان كده منظمة العمل الدولية يمكن ركزت على إن هي كانت حريصة إن هي تعدد هذه الأشكال ليس معنى ذلك لم بتبتدي بالحاجة الصعبة حاسة إن ممكن هي يبقى فيها يحصل فيها نجاح وأنه يبقى فيها فعلا تشديد من جانب الحكومات وأنا الحقيقة برضه عايزة أرجع إنه اللي أهم من الاتفاقيات الدولية هي القوانين المحلية، يعني معظم أنا شايفة في معظم البلاد العربية اللي فيها عمالة أطفال كثيرة زي المغرب وزي مصر وزي فلسطين إنه بحكم القانون المحلي أو الوطني أن هناك مراقبين للأطفال اللي بيشتغلوا، يعني عدد الساعات بتاعة العمل لابد أن تكون هي عدد ساعات محدودة، إن القانون في مصر بيقول إنه لازم بيأخذ مائتين جرام لبن في اليوم، إنه لازم يبقى فيه تقرير صحي عليه قبل ما يشتغل وبصفة دورية أثناء العمل، فأين هؤلاء المراقبين إذا كنا إحنا فعلا خايفين على أولادنا يبقى نبص لقوانينا الوطنية وكيف تطبَّق قبل ما أنا أقول إن الاتفاقية الدولية ليس لها يعني أهمية وإن هي كلام على ورق، يعني من باب أولى إن أنا أبتدي بتفعيل قانوني أنا وبتفعيل مهمة المراقبين اللي متعينين مخصوص علشان يراقبوا الأماكن اللي بيعملوا فيها الأطفال الحقيقة.

الثغرات بقوانين الحد من عمالة الأطفال

لونه الشبل: طيب أبقى في نفس السياق سيدة فاطمة وأبقى في مصر أيضا والتي كما تفضلتِ، تنتشر وتتفاقم فيها ربما ظاهرة عمالة الأطفال، كان هذا اللقاء لكاميرا الجزيرة مع المدير التنفيذي لمركز حقوق الطفل المصري حول الثغرات القانونية التي يمكن أن تتضمنها بعض التشريعات العربية في مجال حماية الأطفال من الاستغلال.

[تقرير مسجل]

هاني هلال – المدير التنفيذي لمركز حقوق الطفل المصري: موضوع عمالة الأطفال في مصر مش دارج في قانون الطفل ولكن دارج في قانون العمل.. قانون العمل الجديد اللي تم فيه تجاهل أكثر من 80% من أشكال عمالة الأطفال اللي موجودة في مصر ولم يذكر أي حماية قانونية لها وبالتالي يكون متعارض مع الاتفاقيات الدولية اللي مصر وقَّعت عليها، فعلى وجه التحديد اتفاقية 138 الخاصة بتحديد سن تشغيل الأطفال، سن التشغيل بشكل عام والاتفاقية 182 الخاصة بأسوأ أشكال عمالة الأطفال وهمَّا دول اللي اتحدد فيها إيه هيّ أسوأ أشكال عمالة الأطفال واللي اتحدد فيها الانتهاكات اللي ممكن تكون، قانون العمل المصري تجاهل مثلا عمالة الأطفال في القطاع الزراعي ودول بيشكلوا حوالي 70% من عمالة الأطفال في مصر، تجاهل عمالة الأطفال كخدم في المنازل ودول بيشكلوا نسبة، تجاهل عمالة الأطفال لدى ذويهم وفي جدل موجود حوالين هل عمالة الأطفال لدى ذويها عمالة ولاّ مش عمالة؟ لكن الواقع والاتفاقيات الدولية بتقول إن هيّ عمالة، فهناك جدل في ده، فأسوأ أشكال عمالة الأطفال كمان بيُضاف الاستغلال الجنسي للأطفال والاستغلال الجنسي للأطفال لم يُذكر في قانون الطفل المصري وده بيتم تعديله دلوقتي هنا في مصر وفيه لجنة تم تشكيلها على المستوى الوطني اسمها اللجنة الوطنية لمناهضة العنف ضد الأطفال ومدرِجين فيها عمالة الأطفال والاستغلال الجنسي للأطفال ضمن العنف الواقع على الطفل المصري وبنأمل إن اللجنة دي لازم يتم حصر ويتم تعدد الأشكال، نأمل إن اللجنة دي تقدر تتم مع المجلس القومي للطفولة والأمومة.

لونه الشبل: سيدة فاطمة إذاً هناك تجاهل لـ 80% من حقوق الطفل، هناك عمالة بحدود 70% من الأطفال، هناك تجاهل لقضية عمالة الأطفال داخل المنازل بمعنى الخادمات الصغيرات أو ما شابه ذلك، أين القوانين التي كنتِ تتحدثين عنها قبل قليل؟

فاطمة خفاجي: لا أنا عايزة أختلف شوية مع اللي اتقال إن قانون العمل المصري وأيضا قانون الطفل بيتكلم عن عمالة الأطفال وبينظمها إلى حد ما، سن العمل قدّ إيه؟ سن التدريب قدّ إيه؟ ما المفروض يحصل في المنشأة وكل ده مكتوب اللي بيعمل فيها أطفال كل ده مكتوب في قانون الطفل خاصة، لكن زي ما قال إنه فيه تجاهل لعمالة الأطفال في القطاع الزراعي، كخدم منازل وأيضا العاملين لدى الأسرة وده قصور شديد جدا وفيه مناداة إنه لابد من حماية الأطفال اللي بيشتغلوا في هذه القطاعات، لم يتناول موضوع الاستغلال الجنسي والدعارة لأن القانون الجنائي في مصر بيمنع ذلك فبيمنعه يعني بنص القانون وعشان كده لم يتناوله وافترض إنه الأطفال لا يعملوا في هذه المجالات وعشان كده يمكن فيه حاجة إلى إن إحنا نراجع ذلك، أنا عايزة أقول خاصة في موضوع خدم المنازل، للأسف أيضا يمكن الحتة اللي عايزة أقولها إحنا علينا أيضا كأفراد وكأسر واجب لأنه هي للأسف الشديد ظاهرة بتتفاقم وبتتزايد ومفيش إحساس بخطورتها في معظم الأحيان بيعاملوا..

لونه الشبل [مقاطعة]: دكتورة فاطمة كي لا نحمل كل شيء للأفراد والأسرة والفقر أود أن أستفهم منكِ في مصر تحديدا وفي أكثر من دولة عربية يتم تشغيل فتيات في البيوت تحت سن الثامنة في أعمال شاقة في هذه المنزل وقد يتعرضن للضرب، للتعذيب، للإهانات، للحرق، يعني لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد في بعض دول شرق آسيا عندما تتعرض خادمة لتعذيب من أسرة تشتغل لديها وكل ما يجري للفتيات الخادمات اللواتي هن من نفس البلد لا يحصل أي شيء وحتى أساسا هؤلاء الفتيات لسن ضمن عمالة الأطفال؟

فاطمة خفاجي [متابعة]: أنا عايزة أقول أنا يمكن فهمتيني غلط، أنا مش مع يعني عمالة الأطفال كخدم منازل، بالعكس أنا بلاقي ده يمكن أسوأ شكل من أشكال عمالة الأطفال وحتى مش بالضرورة لأنه في كل الأحيان..

لونه الشبل: أنا فهمت كلامكِ بشكل صحيح ولكن نحن دائما نرمي العبء على الأسرة.

فاطمة خفاجي: لكن..

لونه الشبل: أنا أود أن أفهم أين الدولة من هذه العمالة؟

فاطمة خفاجي: لا أنا مش.. أنتِ فهمتيني غلط، فيه حاجة أنا مش بلقي العبء على أسرة اللي بتشغَّل بنتها كخدم منازل أنا بلقي العبء على أسر كثيرة مثقفة ومتعلمة وترى إنه فيه توظيف بنت صغيرة أدّ بنتهم ما كانتش لاقية تأكل أو تلبس فإن همَّا جابوها إلى منزلهم اللي هو أكثر أناقة من منزلها إن ده شيء محمود ما دام مش بيضربوها أنا بقول العبء النفسي على طفلة صغيرة عايشة مع أطفال زيهم لكن حاسة إن هي لابد أن تخدمهم لمجرد إنها وُلدت فقيرة أنا بلاقي ده إنه كان لازم يتحط في اتفاقية منظمة العمل الدولية كأنه أسوأ أشكال استغلال الأطفال اللي أنا بنتقده من الأسر اللي هي لاقية إن ده شيء أو إنه بديل كويس لبنت ما كانتش حتقدر إن هي تلبس أو تأكل كويس لأنه أنا شايفاه إنه ده أسوأ نوع من الاستغلال في المنازل لأنه ده مش بتخدم شخص واحد بقى زي ما يكون طفل بيشتغل في ورشة ميكانيكا أو بيشتغل في حقل لا دي بتخدم عدد كل أفراد الأسرة بتخدم بدون حدود لساعات العمل لأنها تحت أمرهم طول اليوم وطول الليل لأي حد يطلب أي حاجة عشان تلبيها يعني العبء النفسي أيضا.

لونه الشبل: أيضا ليس هناك من أمان على نفسها في هذه المنازل يعني وهناك كثير من الأسر تشترط أن يبقى الباب مفتوحا.

فاطمة خفاجي: بالضبط..

لونه الشبل: ولن أدخل الآن في هذه المتاهات اسمحي لي فقط قبل أن أكمل وأعلم بأن لديكِ مداخلة سيدة ليلى، فقط أن أشرك بعض المتصلين كي لا نطيل عليهم كثيرا معي السيد عبد الله الأمين من السودان تفضل.

عبد الله الأمين – السودان: مرحبا بكِ.

لونه الشبل: أهلا وسهلا سيد عبد الله.

عبد الله الأمين: أحييكِ أستاذة لونه وضيفاتكِ الكريمات.

لونه الشبل: شكرا تفضل.

عبد الله الأمين: أنا بفتكر إنه مشكلة عمالة الأطفال هي راجعة غالبا للفقر والفقر نفسه راجع للنظام الرأسمالي.. يعني مشكلة عمالة الأطفال قد يكون عندها أسباب متعددة إنما السبب الرئيسي هو الفقر، نحن محتاجين لأن نناقش نظامنا الاقتصادي هل يجب أن يكون اشتراكي ولاَّ رأسمالي، الذي يقال إن الأطفال..

لونه الشبل: شكرا لك أستاذ عبد الله الأمين من السودان، قضية الفقر تحدثنا فيها مطولا، أشرك أيضا السيد عمر السفرجي من السعودية تفضل سيد عمر.

عمر السفرجي – السعودية: السلام عليكم.

لونه الشبل: وعليكم من السلام تفضل.

عمر السفرجي: هو ظاهرة الأطفال.. عمل الأطفال هذه في أغلبها ظاهرة صحية ليست سيئة، لأنه الطفل يعني هناك مثل يقول صنعة في اليد أمان من الفقر، فنحن تعلمنا إن إحنا عندما كنا صغار نعمل فنفعنا في كُبرنا، أنا أتمنى أن أجد لأبنائي أن يعملوا إذا وجدوا مكان آمن بعيد عن التحرش ولكن التحرش بالأطفال أصبح طبيعة بين الناس..

لونه الشبل: أنت كنت تعمل وأنت صغير سيد عمر؟

عمر السفرجي: شكرا، نعم؟

لونه الشبل: كنت تعمل وأنت صغير؟

عمر السفرجي: نعم كنت أعمل وأنا صغير وأنا عمري خمسة، ستة وسبعة وثمانية في مال والدي.

لونه الشبل: وتابعت الدراسة.

عمر السفرجي: وبذلت.. ونفعني في الكبر هذا.

لونه الشبل: شكرا جزيلا لك هي تجربة سنتحدث فيها يعني يقول السيد عمر بأنها صحية، اسمحي لي فقط أن آخذ منكِ الإجابة لكن بعد فاصل قصير.

ليلى الصايغ: (Ok).

لونه الشبل: نعود إليكم بعده لمتابعة هذه الحلقة من للنساء فقط فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

لونه الشبل: أهلا بكم من جديد، سيدة ليلى إذاً أيضا هي وجهة نظر هي صحية وهو كان يعمل في صغره ونجح في الحياة وتمنى أن يستطيع أن يُجبر أولاده على العمل أو أن يسمح لهم.

ليلى الصايغ: نعم لونه بالنسبة للأستاذ عمر أنا معه 100% إيجابية في حالة واحدة إذا كان الطفل يعمل من أجل تزويد نفسه بمهارات، بخبرات تزويده لحياته لشيء بالمستقبل لكن..

لونه الشبل: ترف.

ليلى الصايغ: ترف معين..

لونه الشبل: عمل ترفيا.

ليلى الصايغ: لقضاء أوقات الصيف، مثلا يشتغل ساعة ساعتين ثلاثة بإشراف الأب، بإشراف الأم، بإشراف مؤسسة، في مكتبة، أنا معه 100% ولكن مش من أجل أنه يعمل هذا الطفل، من أجل أنه يدوَّر على لقمة عيشه لأهله لأمه لأبوه وسد رمقهم.

"
هناك منظمات هي أشبه بالعصابات في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية وحتى في العالم العربي تقوم بانتقاء الأطفال وتهريبهم خارج الحدود للعمالة وليتها عمالة بل هي دعارة وتهريب مخدرات
"
          لونه الشبل

لونه الشبل: كي لا نبقى نتحدث في هذه النقاط أيضا هناك نقطة مهمة الآن يجب أن تُطرح وأتوجه إليكِ سيدة فاطمة يعني أسباب عامة وفقر ونظام رأسمالي كما تفضل السيد عبد الله الأمين لنكن واقعيين وواضحين وصريحين أليس هناك من منظمات متخصصة وهي أشبه بالعصابات إذا صح التعبير في أفريقيا في آسيا في أميركا اللاتينية وحتى في العالم العربي كي نكون على بلاطة كما يقال، تقوم بانتقاء الأطفال وتهريبهم خارج الحدود للعمالة ويعني يا ريت عمالة هي دعارة هي تهريب هي مخدرات هي كل ذلك؟

فاطمة خفاجي: هو فعلا الظاهرة دي موجودة وموجودة ما بين بلاد كثيرة جدا جدا وتشترك فيها البلاد المتقدمة مع البلاد النامية مع البلاد الغنية والبلاد الفقيرة ويمكن أنا عايزة أحُط الحقيقة برضه يعني العيب في حاجة في قوانين الهجرة الصارمة التي تضعها البلاد بدون أي منطق، معظم البلاد اللي بتضع قوانين هجرة صارمة مش عايزة تستقبل أي مهاجرين هي في الحقيقة في احتياج إلى بعض العمالة التي لا يقبل أن يقوم بها المواطنين بتاعة هذه الدولة ولذا بيقوم بموضوع التهريب وخاصة تهريب النساء والأطفال عشان يقدروا يلاقوا عمل يقوموا به وبيستغل طبعا أكثر استغلال الأطفال في هذا الموضوع لأن هما رايحين أولا بيبقى العصابات دي مفهماهم إن همَّا رايحين يشتغلوا حاجة بيروحوا بيلاقوا نفسهم بيشتغلوا حاجة ثانية خالص غير المتفق عليها بيلاقوا إنه جزء كبير جدا من اللي همَّا بيكسبوه بيروح إلى هذه العصابات وده بيرجعنا للنقطة الأولى إن فيه فعلا عدم مساواة في الثروات ما بين البلاد المختلفة، فبتخلِّي البلد العصابات تستغل ذلك في إن هيّ تهرب الأطفال والنساء لهذه البلاد وفعلا ده شيء لابد أن يبقى فيه تكاتف من البلاد المستقبلة لتهريب الأطفال والبلاد أيضا المصدرة له لإيقاف هذا النوع وأنا في رأيي إنه أيضا مراجعة قوانين الهجرة الصارمة الغير منطقية التي بتضعها البلاد الآن في وجه أي عمالة سواء عمالة في سن ناضج إن هيّ توصل إلى بلادهم.

تهريب الأطفال عبر الحدود بالدول العربية

لونه الشبل: طيب نبقى في موضوع التهريب والهجرة غير الشرعية بالإضافة طبعا إلى الواقع المأساوي لعمالة الأطفال في عالمنا العربي ونحن نتحدث الآن عن مشكلة تهريب الأطفال لا نستطيع أن ننكر بأن اليمن يعاني مشكلة كبيرة في تهريب الأطفال عبر الحدود إلى دول الجوار ولا سيما المملكة العربية السعودية، حول عمالة الأطفال في اليمن أعد لنا الزميل مراد هاشم هذا التقرير.

[تقرير مسجل]

مراد هاشم: مليونان من الأطفال في اليمن ينخرطون في سوق العمل في ظاهرة لا تزال تستقطب مزيدا من الأطفال الباحثين عن لقمة عيش، في الأرياف يعمل الأطفال في مساعدة الكبار في مهن غالبيتها شاقة، بينها الزراعة والرعي وجلب مياه الشرب في حين يعمل أطفال المدن في طيف واسع من المهن والحرف لكن غالبيتهم تعمل في بيع السلع في الأسواق والشوارع وسط أخطار لا عدَّ لها ولا حصر، الفقر وارتفاع نسبة البطالة والآثار السلبية للإصلاحات الاقتصادية وغياب الوعي لدى الأهالي لمخاطر عمالة الأطفال من بين أسباب تنامي الظاهرة بالإضافة إلى عوامل أخرى من بينها النمو السكاني وتزايد معدلات الهجرة من الريف إلى المدن وضعف رقابة الجهات الحكومية على سوق العمل وانخفاض أجور العاملين من الأطفال واستثنائهم من كل الحقوق المكفولة للعمال.

نور باعباد – وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل: الموضوع ليس ظاهرة قد تكون عادة أكثر مما هي ظاهرة باعتبار أن الناس عندنا عندهم نظرة نمطية، يجيب ابنه للمعلمة يقول لها شيلي اللحم وخلي لي العظم، فيعني أيضا النظرة الاجتماعية تجاه الشاب تجاه الفتى هذا أنه خلاص بلغ سن العشر سنين يجب أن يبحث عن فرص عمل، أيضا يجب أن ننظر لظروف الناس مستوى وعيهم ثقافتهم.

مراد هاشم: الآثار السلبية للظاهرة عديدة إذ يتعرض الأطفال لمخاطر الاعتداء البدني والنفسي والجنسي ويتعرضون أيضا لمخاطر جسيمة بسبب طبيعة بعض المهن والحرف التي يُحرَّم فيها استخدام الأطفال كما أن الظاهرة تساهم في زيادة نسبة التسرب من التعليم بل يؤدي غياب التربية والتنشئة إلى التشرد والضياع والانحراف.

سعاد القدسي – ملتقى المرأة للدراسات والتدريب: عمالة الأطفال أستطيع أن أقول هي نتاج لسوء التخطيط في التنمية، فهم ضحايا لهذا التخطيط والفساد الإداري والمالي أيضا في أي دولة، بالنسبة لليمن هذه الظاهرة تكاد تكون الآن الظاهرة المتفشية جدا وتحتاج إلى وقفة جادة ووقفة حقيقية لدراسة هذا الموضوع وإيجاد حلول سريعة لأن عمالة الأطفال نتج عنها أطفال الشوارع.

مراد هاشم: وتتضاعف المخاطر لتطال أيضا حياة الأطفال مع بدء ظاهرة تهريب الأطفال إلى دول الجوار وبخاصة إلى السعودية من قبل عصابات في البلدين، آلاف الأطفال تم تهريبهم للعمل خلال السنوات الماضية وتعرض بعضهم للقتل وللسجن ولسوء المعاملة، البعض هنا غير متفائل بحل قريب يضع حدا لمعاناة الأطفال، فالجهود المبذولة حتى الآن تركز في غالبيتها على دراسة الظاهرة وفهمها لا أكثر من ذلك، مراد هاشم لبرنامج للنساء فقط الجزيرة، صنعاء.

لونه الشبل: إذاً هو ملف يُفتح أيضا ضمن هذه الحلقة وهو تهريب الأطفال وهو فقط نموذج بين اليمن والمملكة العربية السعودية، أتوجه إليكِ سيدة عرفات في رام الله تحدثتِ في بداية هذه الحلقة عن أيضا تهريب الأطفال إلى داخل الأراضي المحتلة إلى داخل الخط الأخضر وأيضا استغلالهم في الدعارة، استغلالهم في الأعمال القاسية جدا، أتحدث عن هذه النقطة، ما المعلومات التي لديكم ما الذي يحدث لهؤلاء الأطفال داخل هذه الحدود وكيف يُهرَّبون إلى هذه الحدود؟

كايرو عرفات: فيه عدة طرق طبعا، التهريب هون بس أغلب الوقت اللي بيحصل إنه هي أعمال منتظمة بيكون في شخص بيجوز من نفس الحي، من نفس المنطقة اللي بيكون عارف الأطفال وبيكونوا يفتشوا على الأطفال مش إنه هي ظاهرة عشوائية بيكون يفتشوا على الأطفال، الأولاد عم ممكن يكونوا الأولاد مش كثير إنه مبسوطين في التعليم ممكن اللي بيكونوا عارفين إنه فيه أصلا فيه مشاكل داخل هاي الأسرة بيصير يقنعوا الأهالي إنه أعطوني الأولاد بنروح نأخذهم أنا فبأخذهم معي وبنشغلهم في إسرائيل وبرجعهم بعد ما أكثر من يوم، فالأهل إنه مرات إنه بيثقوا بهاي الشخص بيبعتوهم، الأولاد بيغيبوا يومين ثلاثة أربع بيكونوا ناموا مرات في محلات خطرة في إسرائيل وبيشتغلوا، هلا فيه منهم بيشتغلوا ممكن يشتغلوا في المطاعم يشتغلوا في تنظيف شوارع يشتغلوا في محلات إنه مش إيجابي وفيه منهم ولاد ممكن يتعرضوا للعمل الإجرامي أكثر لأنه يتاجروا في المخدرات أو ينقلوا المخدرات من منطقة لمنطقة لأنه إذا اُمسك طفل ومعه مخدرات المخالفة عليه أقل من واحد بالغ فبيشغَّلوا الأطفال، مرات بيشغلوهم في سرقات سيارات هالأطفال بيكونوا يوصُّوا عليهم إنه بعد ما ترجعوا لأهالهيم ما تحكون لهم إنه شو عم بتصير معكم وبعطوهم مصاري وبيروحوا الأولاد، هلا بيجوز الأولاد يغيبوا أسبوع أسبوعين عن الأهالي بيكونوا جايبين معهم مصاري وثاني أسبوع إنه بيرجعوا للعمل هلا بيكونوا يروحوا من الشوارع عشان يدخلوا على إسرائيل بيكونوا رايحين بين الجبال وفي مخاطر كبيرة، كمان إنه ممكن ينطخُّوا وهم رايحين، فيه صار عدة حالات من هاي النوع، فالموضوع بيتصفى إنه الأهالي ما بيكونوش واعيين كفاية إنه شو المخاطر اللي ولادهم فيها ولكن كمان فيه مخاطر اللي هي الفكرة إنه هاي إنه إشي إجرامي، هاي إنه الأطفال مش إنه بس بتكفينه وبيروحوش على التعليم كمان بيتعلموا عادات اجتماعية سلبية وإذا هم في إسرائيل أو بس يرجع على فلسطين كمان هاي راح تعكس في سلوكهم وتعاملهم مع المجتمع المحلي وفي المستقبل هذا الطفل صار إن حياته كله متعرض للسوء فهاي سبب إنه يقول..

لونه الشبل: أتوقف عند هذه النقطة وأتوجه بالسؤال إلى السيدة ليلى، سيدة ليلى أنتِ مختصة في قضايا الطفولة المبكرة والآثار النفسية والجسدية استعملتِ الآن، تهريب، اتجار، عمل بكل أشكال العمل اللي هي في معظمها أعمال شاقة.

ليلى الصايغ: أيوه نعم.

لونه الشبل: سرقات سيارات، مخدرات، دعارة كل ذلك سواء كان في الأراضي المحتلة باتجاه إسرائيل أم بشكل عام ما..

ليلى الصايغ: اللي بنقدر نقوله ونحدد أنا برأي لا يوجد طفل مسيء ولكن يوجد كبار يأوون إلى هذا يوجد ظروف تسيء إلى هذا الطفل، الطفل إذا أخذناه من كل نواحيه الجسمية والعقلية والانفعالية فإحنا قدرنا إنه نكسر كل جزء من هذا الطفل فبالتالي بطل عندي شمولية هذا شمولية الطفل طفل مجزأ طفل حزين إذا نسينا الجوانب النفسية الجسمية خلينا نهتم بجانب..

لونه الشبل [مقاطعةً]: يعنى الأقل ضررا ربما تصلح يعني بشكل الإنسان.

ليلى الصايغ [متابعةً]: تصلح الضرر الجسمي الضرر النفسي لا يمكن يصلح أو نقدر نعمل له أي شئ على الإطلاق إذا الإساءة النفسية أصعب شيء لهذا الطفل بالتالي أنا أيش بدى أجني بدى أجني الطفل متدني الذات طفل يكره العالم فبالتالي بده يصب الكره نفسه على ذاته على البيئة المحيطة فيه فبالتالي أنا بطلع على المسائلة وبدي أطلع على المدى الطويل جيل مدمر جيل لن يبني أمه جيل مش قادر إنه يفكر أصلا بتطلعات مستقبلية لأنه قدرت أخذ فيه تدني الذات تدنى التحصيل العلمي عدم شعوره بالاستقلالية إحباط مستمر بالتالي بده يتعرف على أصحاب السوء وما أكثرهم سوء كان بمخدرات أو بدعارة أو بأشياء ثانية.

لونه الشبل: أود منكي نقاط واضحة سيدة ليلى يعنى هل سيفقد حثه بالكرامة؟ هل سيفقد احترامه لذاته هذا الطفل؟ هل سينمو عنده بعض حسب بعض الأطباء النفسيين سوء الظن فيمن حوله؟ هل..

ليلى الصايغ: جميعها مجتمعه لونه، جميع ها الأشياء هي مجتمعه سوء الظن بنفسه وباللي حواليه ما فيش ثقة، ما فيش ثقة بنفسه، يسعى دوما إلى الكمال ولن يجد الكمال لأنه شخصية مهزوزة شخصية عم بتشدها أطراف شنيعة بالمجتمع سواء كانت من الأسرة أو من اللي حواليه.

لونه الشبل: سيدة فاطمة أتوجه إليكِ أيضا في هذه النقطة ما الجيل الذي نصنعه وهو جيل يعمل وهو جيل فيه عمالة الأطفال وهل سيتحول حقيقة إلى هذا الجيل إلى آباء بشكل جيد إلى آباء جيدين إلى يعنى ما الذي نفعله في هذا الجيل الآن الذي سيصبح فيما بعد هو جيل الآباء؟فاطمة خفاجي: هو طبعا يعني أنا بحطم مش الجيل الحالي اللي بيشتغل، بحطم أيضا الأجيال اللي جايه بعديه، لأنه الدراسات مثلا أثبتت إنه إذا كان الطفل بيشتغل فهيكون أسرة وهيطلب من أطفاله أيضا إن هم يشتغلوا، إن عمالة الأطفال بعكس ما هو كان الناس بتفكر فيها إن هي بتحل مشكلة اقتصادية للأسرة هي بتعيد إنتاج الفقر، لأنه الأسرة أو الطفل بدل ما يروح المدرسة ويتعلم ويأخذ وظيفة ويقدر يجيب بها فلوس ويعيش عيشة كريمة بيبقى دخله محدود قروش يعني بسيطة جدا ومش هيتعلم وهيكون أسرة فقيرة وينتج أيضا أطفال فقراء، فأنا يعنى الظاهرة دي لا تهدم فقط الحاضر لكن تهدم المستقبل وعشان كده لابد أنه نتكاتف كلنا إنه فعلا دي مشكلة أنا بلاقيها أخلاقية في المقام الأول، إن الطفل اللي مفروض وهو صغير عنده خمس وست سنين وسبع سنين لحد يعني ما يوصل لـ 14، 15 سنة حتى إنه من حقه إنه يلعب، يشعر بالحنان والاطمئنان، يروح المدرسة ويذاكر ويفكر في مستقبل باهر، أنا بقضي عليه وبقضي على طفولته فعلا وبحرمه من كل الحاجات ده وبجعله سلعة تستغل من أطراف عديدة للأسف الشديد الظاهرة دي بتتنامى لكن إذا موقفناش موقف أخلاقي موقف فيه إنه أحسن تعليمي عشان ما تتسربش الأطفال ويبقى في استيعاب لكل الأطفال في المدرسة، موقف أفكر فيه في الهياكل الإنتاجية وهياكل الاقتصاد اللي أنا بتبناه اللي بيسمح لأطفال تشتغل ولكن لا يسمح لشباب متخرج من مدرسة عليا أو من جامعة أنه.. بسمح له إنه يكون عاطل، أنا محتاجه إن أنا أعيد هذه الهيكلة من الاقتصاد بتاعى.

سبل حماية الأطفال من تلك الظاهرة

لونه الشبل: سيدة عرفات أيضا أود أن أستوضح منكِ نقطة كي ننهي هذه الحلقة وفي دقيقة لو سمحتِ لي، يعنى تحدثنا أسباب ونتائج وانعكاسات لنصل إلى نتيجة ما السبيل لحماية هؤلاء الأطفال من ما يجرى لهم في هذه العمالة في دقيقة لو سمحتي لي؟

كايرو عرفات: بيجوز نبتدى بالإيجابيات إنه في فلسطين كمثال إنه نسبة الفقراء زادت من 23% فوق الـ 50% حاليا ولكن أنه بنلاحظ الأهل لسه ما عم بيحموا أطفالهم وهو عدد قليل من الأطفال اللي بيشتغلوا في الأعمال الشاقة، فأنا بعتقد إنه أهم بند إنه وجود القوانين، وجود أسرة متفاهمة لوضع الأطفال، وجود مجتمع إنه كل واحد منا كفرد إنه بنعرف إنه في طفل، إنه عايز إنه يأكل، إنه عائلة بده حماية، إنه نمد أيد إنه نساعد ها الطفل أو العائلة فأنا بعتقد إنه هي مش مسؤولية فقط للدول الأخرى ولا للدولة اللي أرفقتها ولكن الأسرة وكلنا مع بعض.

لونه الشبل: تعليق أخير سيدة ليلى أيضا في نصف دقيقة لو سمحتِ لي انتهت الحلقة.

ليلى الصايغ: في نصف دقيقة بقول أنا إنه لو نسينا القوانين شوي، نركز على التوعية الوالديه بكافة جوانبها بكافة وسائط الإعلام، التوعية عن طريق بث المعلومات الصحيحة حول الطفولة وأهميتها والحاجات الأساسية يمكن إنه نقدر نتغلب أو نوصل أسرع من تطبيق القوانين ودائما نفكر أنه إحنا بنعيش بهيكلية معينة؛ الأهل، المدرسة، المجتمع والرفاق، إنه نشتغل على ها المحاور الثلاثة ممكن إنه نجني ثمار سريعة شوي أكتر من تطبيق القوانين.

لونه الشبل: أيضا أختم معكِ هذه الحلقة سيدة فاطمة وفي دقيقة سمحت لنا التمديد لهذه الحلقة على مستوى المجتمع الدولي ما الذي يمكن فعله لحماية هؤلاء الأطفال؟

فاطمة خفاجى: أنا عايزة أقول يمكن النقطة الأخيرة اللي أتكلمنا فيها في تهريب الأطفال يعنى اللي قلتيه قبل كده بشأن اتفاقيات منظمة العمل الدولية صحيح 100%، فيه بروتوكول بيمنع تهريب الكبار والأطفال يعنى لكن البروتوكول ده ليس له أي فاعلية على المستوى الدولي ولا على المستوى المحلي، ففعلا أنا شايفة من على المستوى الدولي موضوع تهريب الأشخاص وخاصة الأطفال والنساء لابد أن يكون هناك اتفاقية وممكن تتطبق، اللي أنا شايفاه إنه لابد إنه يبقى فعلا في آليات أكثر جدية على المستوى الدولي أو المستوى المحلي من مراقبة التنفيذ.

لونه الشبل: نتمنى نحن أيضا ذلك سيدة فاطمة عذرا للمقاطعة انتهى وقت هذه الحلقة والتي لا يسعنا في نهايتها سوى أن نشكر ضيفتنا من الأردن وكانت معنا في الأستوديو السيدة ليلى الصايغ ومن رام الله أتوجه بالشكر للسيدة كايرو عرفات، أيضا وأتوجه بالشكر للسيدة فاطمة خفاجى من استوديوهاتنا في القاهرة، إلى أن نلقاكم في الحلقة المقبلة لكم أطيب تحيات معدة هذا البرنامج أسماء بن قادة ومخرجه رمزان النعيمي وكما دائما أطيب تحياتي محدثتكم لونه الشبل، سلّم الله أطفالكم جميعا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.