مشاكل المسلمات الغربيات
– أوضاع المسلمات الغربيات في لندن
– أسباب اعتناق الغربيات للإسلام
– شكل التغيير من المسيحية إلى الإسلام
– أسباب ارتفاع معدل اعتناق الغربيات للإسلام
– مشكلة الترجمة المغلوطة للقرآن
– مشاكل المرأة المسلمة في أميركا
لونه الشبل: مشاهدينا الكرام السلام عليكم، ثلاثة من بين كل خمسة أشخاص يعتنقون الإسلام في الغرب هنّ من النساء اللواتي يكتشفن الإسلام من خلال البحث والدراسة أو من خلال الزواج أو بواسطة صداقاتهن وعلاقاتهن الاجتماعية، فما هي الأسباب والدوافع التي تقف وراء هذا الاختيار الذي يجعل عشرات الآلاف من النساء في الغرب يجرين هذه التحولات الجذرية على حياتهن؟ وما هي المشاكل التي تعترضهن بعد اعتناقهن الإسلام؟ وما هو البديل الذي تقدمه المؤسسات الإسلامية في الغرب لملء الفراغ الذي يطرأ على حياتهن؟ ولماذا يحاول بعض المسلمين المهاجرين إلى الغرب فرض التقاليد والأعراف المحلية عليهن في تواصلهم معهن سواء من خلال الزواج أو تعليم الإسلام؟ ولماذا تفشل نسبة زيجات المسلمات الغربيات بالمسلمين المهاجرين إلى الغرب؟ للحديث عن مشاكل المسلمات الغربيات نستضيف اليوم في استوديوهاتنا في لندن السيدة بتول آل توما مسؤولة الأبحاث التربوية بالمؤسسة الإسلامية بلندن والسيدة لينا لارسن منسقة شبكة أوسلو لحرية المعتقدات والأديان، كما نرحب بالدكتورة إيمان رمضان عضو جمعية المرأة المسلمة في لندن، أهلا بكن جميعا ضيفات على هذه الحلقة من للنساء فقط، مشاهدينا الكرام بإمكانكم أيضا المشاركة معنا في هذا الحوار بجميع محاوره وأبعاده وذلك من خلال الاتصال بنا سواء عبر الهاتف على الرقم 00442075870165 أو عبر الفاكس على الرقم 00442077930979 كما ننتظر مشاركاتكم على موقعنا على الإنترنت على الصفحة الرئيسية www.aljazeera.net وكما العادة نرحب بآراء ومداخلات الجميع ومن الجنسين وبداية ولتسليط الضوء على مشاكل المسلمات الغربيات نشرع ابتداءً من لندن التي أعد لنا منها زميلنا مصطفى سُواق التقرير التالي نتابع معا.
أوضاع المسلمات الغربيات في لندن
[تقرير مسجل]
مصطفى سواق: في الغرب عندما تعتنق المرأة الإسلام وبغض النظر عما كانت تدين به سابقا تتخلى عن عالم تعرفه لتدخل عالما جديدا وأحيانا غريبا مختلف قلبا وقالبا عما ألفته سابقا، عليها أن تتعلم قواعده وتتكيف وسلوك أصحابه بشكل ما، ففضلا عن الجوانب العقائدية البحتة التي تحاول استبطانها لتصبح جزءًا من وعيها للعالم ورؤيتها للحياة عليها أن تتغير مظهر وسلوكا ترتدي الحجاب وتمتنع عن أكل أو شرب المحرمات وتتخلى عن ارتياد الحانات والمراقص وتتجنب العلاقات المحرمة مع الرجال ونحو ذلك وكثيرا ما تضطر لمغادرة أسرتها التي ترفض دخولها الإسلام أو تفتر علاقتها معها.
سارة – بريطانية دخلت الإسلام: الصعوبة التي واجهتني هي في محاولة الحفاظ على علاقتي بعائلتي التي تشعر أنني تخليت عنها وخيَّبت أملها المشكلة مع عائلتي وليست مع المسلمين.
مصطفى سواق: المرأة المتحولة للإسلام في الغرب والتي تعيش في مدن كبرى مثل لندن حيث تعيش جالية إسلامية كبيرة ونشيطة تتمكن من التكيُّف بشكل أقل صعوبة خاصة في مثل هذه النشاطات التي تقوي شعورها بالانتماء وهي تُسهم في الدفاع عن الحق في ارتداء الحجاب مثلا كخيار شخصي وحق إنساني غير أن أفضل الظروف التي تُعزز شعور المرأة بالانتماء للأسرة المسلمة الكبيرة هي مثل هذه التي رتَّبها مؤخرا مسجد العزيزية في شمال لندن وهدفها جمع معتنقي الإسلام الجدد بالقدماء وبغيرهم من المسلمين حيث تُناقَش تجربة تحولهم للإسلام والمشاكل التي تواجههم في مجتمعهم بشقيه الجديد والقديم.
آبي – بريطانية حديثة الدخول للإسلام: لقد كان دخولي الإسلام تجربة رائعة، الناس الذين شجعوني والمسلمين الذين أحاطوني برعايتهم عندما زرت مسجدا أول مرة رحَّبوا بي بحرارة، لقد كانوا طيبين ودعوني لبيوتهم، كانوا فعلا رائعين، بقينا على اتصال ومعهم احتفلت بالعيد إنه شيء رائع إنها تجربة إيجابية جدا ولو لم تكن كذلك فإنني ربما ما كنت لأصل إلى حيث أنا الآن والحمد لله.
مصطفى سواق: خلط المسلمين في سلوكهم بين ما هو إسلامي وما هو مجرد تقاليد وعادات خاصة تلاحظه المسلمات الجديدات وتختلف نظرتهن إليه لكن انحراف الكثير من المسلمين عن ضوابط دينهم هو ما يزعجهن.
سارة: الاختلاف في بعض النواحي واسع، أعرف أن بعض المسلمين هنا لا يفصلون بين الجنسين وهناك مسلمون يشربون المُسكِّرات ونساء لا يتحجبن لكنني شخصيا كنت محظوظة فقبل اعتناق الإسلام مباشرة قابلت امرأة تدير مكتبة إسلامية وقابلت أخوات أخريات عديدات بعضهن اعتنقن الإسلام وأخريات من أسر مسلمة وكن قد بدأن ممارسة الشعائر الدينية وتلك كانت بداية جيدة.
مصطفى سواق: النساء اللواتي اعتنقن الإسلام لا يشعرن بالضيق من الفصل بين الجنسين في مجلس كهذا مثلا لأنهن حسب قول بعضهن اخترن الإسلام وهدفهن الآن هو إرضاء الخالق لا النفس ولا الآخرين، دخلن الإسلام حديثا عن اقتناع ووعي لأنهن وجدن فيه إشباعا لحاجة روحية عميقة لكن هل يجدن لدى المسلمين وسلوكهم ما يوازي مبادئ الإسلام السامية؟ ذلك هو السؤال مصطفى سُواق الجزيرة لبرنامج للنساء فقط من داخل مسجد العزيزية شمال لندن.
لونه الشبل: إذاً مشاكل المسلمات الغربيات موضوع هذه الحلقة والتي كما نوَّهنا منذ بدايتها اخترنا أن نبُثّها لكم من استوديوهاتنا في لندن نبدأ الحوار فيها بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد، سيدة بتول أبدأ معكِ هذه الحلقة قطعا كان هناك أسباب وراء اعتناقك للإسلام، لماذا اعتنقتِ الإسلام؟
" |
بتول آل توما – مسؤولة الأبحاث التربوية بالمؤسسة الإسلامية بلندن: وُلِدت من عائلة من الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا وكنَّا عائلة من عشرة أطفال وكانت عائلتي تمارس الدين الكاثوليكي ولم تكن راديكالية ولكننا كنا نعي بالدين عموما وكيف يعتمد الشخص في حياته على الدين وكنت سعيدة في ذلك إلى أن أصبحت في سن الثامنة عشر ثم بدأت أسأل أسئلة جِدِّية حول الدين وحول الدين الذي أؤمن به من ناحية مفاهيم الإلهية وألوهية يسوع المسيح ومفهوم الثالوث في الديانة المسيحية، بدأت أرى نفسي لا أجد أجوبة على المشكلات التي أطرحها، قررت بعد ذلك ربما أن علي أن أقابل أناسا آخرين من أديان أخرى حتى يُمكِنني أن أجادلهم وأناقشهم في ديني لكن هذا لم يحدث وبدأت أمارس ذلك بنفسي وأقابل الناس الآخرين ولكن ليس فقط عن ديني ولكنني وجدت نفسي أبتعد شيئا فشيئا عن ديني، من الناحية الاجتماعية التقيت ببعض المسلمات في دبلن جئن من ماليزيا يدرسن في الكلية الملكية للجراحة وقابلتهم في مناسبة اجتماعية، بعد تفاعلي معهن في تلك المناسبات بدأت أرى أن هناك فروقا بيني وبينهن حول النظرة إلى الحياة ونظرتهن إلى علاقاتهن مع بعضهن ومع عائلاتهن ونظرتهن إلى الدراسة وإلى الحياة عموما، ثم بدأت أتساءل أسئلة لماذا هذا موجود لديهن وليس لديّ وشرحن لي أنهن مسلمات ولأنهن مسلمات فإن الإسلام يضعهن في إطار يحدد مفاهيمهن في الحياة، بالتالي أصبحت مهتمة أكثر فأكثر في هذا الدين وبدأت أتابع المعلومات عن الدين بعناية كبيرة وأقرأ الكتب وأذهب إلى المساجد في مساء يوم الجمعة، لم يكن هناك مسجد في دبلن ولا حتى في كل أيرلندا، أحببت ما سمعته وأصبحت أكثر اهتماما بالدين الإسلامي وبدأت أشعر باقتناع وراحة أكبر في المفهوم الشامل عن الإسلام، بالتالي طبعا سِرت في هذا الطريق.
لونه الشبل: سيدة لينا ربما هي قصة تختلف قليلا ولكن النتيجة واحدة، لحظة إعلان إسلامك ونطقك بالشهادتين ما الذي شعرتِ به؟ ما المشاعر التي اعترتك؟
لينا لارسن – مُنَسِّقَة شبكة أوسلو لحرية المعتقدات والأديان: كان شعورا مريحا جدا، لم يأتِ تدريجيا نحو الإسلام، لم أكن أعلم شيئا عن الإسلام ثم بدأت أُشاهد النساء المسلمات يصلِّين وشاهدت حركاتهن فأعجبت بها وجعلتني أفكر في ذلك مليَّا ولم أتوقف عن التفكير، كان ذلك الانطباع الأول في حياتي في هذا الصدد ثم شعرت من خلال هذه الصلوات حرَّكَت في نفسي شيئا في أن هذا هو الاتجاه الذي يجب أن أسير إليه ولذلك عندما نطقت بالشهادة كان أمرا طبيعيا كنت في اتجاه جديد في حياتي.
لونه الشبل: نعم دكتورة هي حالات ربما تكون فردية الآن ولكن أنتم برأيكم وبنظركم في هذه الجماعات التي تتواجد الآن في لندن وفي معظم الدول الأوروبية، ما هي الأسباب والدوافع بشكل عام التي تدفع النساء الغربيات إلى الإسلام مع هؤلاء النسوة اللواتي أسلمن؟
إيمان رمضان – عضو جمعية المرأة المسلمة بلندن: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، الحقيقة يعني إحنا وجدنا يعني هي ممكن حضرتك تسمعي قصص مختلفة وطُرق كلها مختلفة ولكن أنا يعني من وجهة نظري أنا بجد أن المثال الطيب هو أهم شيء، يعني أنا بجد مثال زي ما ذكرت الأخت بتول إني أنا وجدت مثال وطريقة حياة ريَّحتني في صورة اجتماعية ولكن هو الأساس في الأمر إنه أراد الله بها خيرا فتقابلت مع الأخ اللي هي تقابلت معها، في البداية أراد الله بها خيرا فوجهها وشرح صدرها للإسلام ولكن في أغلب الحالات اللي إحنا بنشوفها ممكن تلاقي حضرتك سجود، واحد شاف واحد وهو بيُسجُد في مكان عام أو شاف واحد وهو يصلي أو يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى أو يتكلم أو أو.. ده شيء مختلف ولكن الأساس هو الشخص بيتعامل مع الناس إزاي، فده اللي إحنا يعني بنتوجه ليه لكل المسلمين إنه هما يكونوا مثل في أدائهم لأن هو ده اللي..
لونه الشبل [مقاطعة]: أن يكونوا مثالا جيدا نعم ودائما نبقى في هذه النقطة وفي إطار الدوافع التي تقف وراء اعتناق بعض النساء للإسلام في الغرب كان لكاميرا الجزيرة هذا اللقاء في دبلن مع السيدة باتريسيا باتريك وحاليا صفية نتابع معا.
[شريط مسجل]
باتريسيا باتريك (صفية) – مسلمة أيرلندية : اسمي الحالي صفية واسمي السابق باتريسيا باتريك، أما عن قصة إسلامي فهي كالتالي، في سن السابعة عشرة كنت كاثوليكية ملتزمة أشترك في كل نشاطات الكنيسة لكن في هذه السن أيضا بدأت أشكّ كيف يمكن أن يكون الله هو وجبريل وعيسى واحدا، لم أكن مستريحة لهذه المعادلة ومن هنا بدأت رحلتي في البحث عن الحق وكان أول مكان اتجهت إليه سائلة الكنيسة وكان الجواب من أهم رجالها أنه عليّ الاقتناع دون سؤال، لكنني لم أرتح للجواب واستمر بحثي عن الحقيقة، فعند كبار اللاهوتيين كان الجواب مماثلا واستمر شكِّي في التزايد وبدأت أصلي كل ليلة لله فقط وأدعوه أن يُنوِّر لي الطريق ويريحني من متاعب الشك ومن ثَم فتح الله لي باب الحقيقة وذهبت لأول مسجد فتح في دبلن ولما دخلت رحبت بي الأخوات بطريقة قلبت كياني وقطعت أنفاسي ومنذ هذه اللحظة بدأت رحلة أخرى إنها رحلة العلم هذه المرة حيث بدأت دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والرسالة الإسلامية على يد إحدى الأخوات إلى أن شاهدت فيلم الرسالة وعندما رأيت سُميَّة وهي تستشهد من أجل الله وحده اعترتني مشاعر قوية هزت جسدي كله وطلبت منهم أن يوقفوا الفيلم وعندها قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وبعد اعتناق الإسلام كان من بين ما تعلمته أن الجنَّة تحت أقدام الأمهات وعندها قررت أن آخذ أمي معي إلى الجنة وذهبت إليها وقلت لها أريد أن آخذكِ معي إلى الجنة وبدأت أدعوها إلى الإسلام وبعد سبعة أشهر وكنت مع أمي في مطبخ البيت أشارت لي أمي بإصبعها وقالت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
شكل التغيير من المسيحية إلى الإسلام
لونه الشبل: هي قصة مؤثرة حقيقة وتُشابه فيها كثير من قصص السيدات اللواتي أسلمن وأيضا هنا معنا في الاستديو، أتوجه إليكِ سيدة بتول يعني هذا التغيُّر في نمط الحياة كنتِ تعيشين وكثير من الأخوات اللواتي اعتنقن الإسلام فيما بعد حياة ربما لا تتوافق مع الإسلام، ارتياد الحانات في المأكل في المشرب في كل ذلك في العلاقات ربما المُحَرَّمة مع الرجال كيف كان التغيير؟ كيف استطعتن أن تُغيرن من حياتكن بهذه القضايا والتي هي كانت ربما حياة يعني من تفاصيل هذه الحياة؟
بتول آل توما: في الواقع بالنسبة لي شخصيا لم يكن هناك فارق كبير بين الأرثوذكسية والمسيحية في أيرلندا ثم العيش كمسلمة مُمارسة للدين، كان متوقعا مني هناك أن أعيش حياة فاضلة ووالدي كانا يتوقعان مني الاحترام وأن أقود حياة بالطريقة التي اتّبعاها هما وفقا للدين وعندما علمت بالإسلام وتعرفت على الإسلام وجدت أن أسلوب الحياة الإسلامي ليس مُختلفا كثيرا عن أسلوب الكاثوليك في الحياة، أي الكاثوليك الملتزمين بالدين، من الناحية الدينية الفكرية أي فهم شخصية السيد المسيح يسوع المسيح عليه الصلاة والسلام، اليوم أرى يسوع المسيح بصورة أخرى أصبح بالنسبة لي نبي من أنبياء الله أي أن فهمي الكامل اختلف ونظرتي وعلاقتي به أصبحت تقوم الآن على اعتماد على تفهم مختلف، أصبحت الآن في راحة بذلك لأنني لم أكن أقبل بأن يكون هذا الرجل إلها كما هو في الكاثوليكية، من هذا المنطلق أرى أن المسائل الدينية هي كانت الأهم بالنسبة لي، الدينية الفكرية، بالنسبة لعلاقتي الاجتماعية لم أكن أشرب الكحول أو أذهب خارج البيت للسهر كثيرا أو إلى المراقص والحانات، كنت محافظة إلى حد ما، أعتقد أن المشكلة الرئيسة التي واجهتها كانت مع عائلتي طبعا، بعض أفراد عائلتي حاولوا أن يفهموا لماذا اخترت أن أسير في هذا الطريق من خلال الكتب التي كنت أقرؤها وأعطيها لهم والنقاش معهم، البعض الآخر كانوا يواجهونني بالصدود أي أنه كان من الصعب عليّ أن أبقى عضوا في تلك العائلة لأنهم كانوا يدفعونني خارجها، لم يكن أحد يستشيرني في المسائل العائلية، شَعرت بأنني لم أعد عضوا في العائلة وقد حدث هذا كثيرا ومع الذين يعتنقون الدين حتى مع الأعضاء الذين اهتموا.. الذين كانوا يهتمون بمواضيع مختلفة مثل السياسة والبيئة والاجتماع ولكن هنا نحن في الغرب نُظهر اهتماما في الدين ونتبع مسارا دينيا ومن منَّا يبحث عن الحياة الروحية نرى أن ذلك يُبعدنا خارج العائلة والمجتمع، أي أن من يبحث عن الحياة الروحية والأجوبة الروحية للحياة والأوضاع والغرض من الحياة يجد نفسه منعزلا أو ناقصا عقليا ويعتبر من المعتوهين، لذلك هناك هنا في هذا البلد نساء كثيرات ينظرن إلى.. يسعين إلى الراحة النفسية والرجال طبعا، لذلك هناك كثيرون اعتنقوا الدين الإسلامي.
لونه الشبل: سنبقى في هذا الموضوع وقضية تحديدا أن يجد نفسه منعزلا كما تفضلتِ السيدة بتول وأتوجه إليكِ سيدة لينا إن كان حقيقة يعني واجهتِ ما واجهته السيدة بتول من الأسرة وأيضا المجتمع ولكن اسمحوا لي مشاهدينا الكرام بعد فاصل قصير يتضمن موجزا لأهم وآخر الأنباء من لندن إلى الدوحة.
[موجز الأنباء]
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من للنساء فقط، توجهت إليكِ سيدة لينا قبل الفاصل قبل قليل، هل هذا ما جرى معكِ في نطاق الأسرة في نطاق وأود أن أتوسع قليلا في المجتمع عندما أشهرتِ إسلامك؟
لينا لارسن: اعتنقت الإسلام قبل أكثر من عشرين سنة، في ذلك الوقت كان الإسلام لم يكن تحت ضغوط وكان الجو المناخ في المجتمع ودودا أكثر، إضافة إلى ذلك هناك قليلات كن يلبِسن الحجاب بعد الاعتناق وعندما اعتنقت الإسلام لم ألبس الحجاب ولم أضع لباسا إسلاميا حسب الشريعة ولم يكن أحد يلاحظ أنني أسلمت، التغيير لم يكن مفاجئا كما يحصل عادة، لم أكن أخرج كثيرا وبالتالي كان الأمر بالنسبة لي مشابها لما حدث للأخت بتول، مع مرور الوقت تدريجيا بدأت أزداد تفهما للتعاليم الإسلامية ليس فقط من الكتب التي كانت في الأسواق ولكن من خلال الكتب التقليدية من المكتبات، في سنة 1990 عندما قررت أن ألبس الحجاب وأمارس الإسلام بطريقة أكثر تقربا سبَّب ذلك ردود فعل في العائلة وإلى الآن ما زالوا يجدون صعوبة في أن يشاهدوني في الحجاب ولكنهم قالوا الأفضل أن لا يكون ما تؤمنين به معروفا للجميع أو معروضا على الجميع ولكنني بالحجاب أُميِّز نفسي عن الآخرين ويشعر أفراد عائلتي بأن هذا أمرا صعبا.
لونه الشبل: ما هي المشكلات؟ يعني أنتِ قلتِ الآن بأنها لم يتقبلوا هذا الوضع بسهولة، ما الذي جرى ولو بتفصيل بسيط؟ هل رفضوا هذا المبدأ؟ هل شعرتِ كما شعرت السيدة بتول وقالت بأنكِ منبوذة ربما من هذه الأسرة أو هذا المجتمع؟
" |
لينا لارسن: لم أكن منبوذة من العائلة ولكنهم اعتقدوا أن عاداتي غريبة لأنني لم أحتفل بعيد الميلاد ولم أكن معهم رغم أننا في نفس العائلة ولكنهم لا يفهمون بأنني كنت معهم ولكنني لم أحتفل من كل قلبي لأنني لم أحتفل بالطريقة المسيحية، كذلك بالنسبة للأكل الحلال عندما يقوم أطفالي بزيارة العائلة فإنهم لا يفهمون أنهم لا يأكلون لحم الخنزير، بالنسبة للمجتمع ككل بالطبع واجهت بعض المشكلات والصعوبات وكان التركيز طبعا على الحجاب وأننا مسلمات لأن النساء بلباس الحجاب يعطين مثالا على أنهن رمزا للإسلام، كانوا في الماضي يفكرون بأمور أخرى وكانت لهم معتقدات كثيرة سطحية مثلا أننا مُضطهدات وأننا جزء من دين غريب وشرقي وأننا نركز على أشياء غريبة وأنا طبعا دارسة في التاريخ الديني واتهموني بأنني لا يمكنني أن أقوم بالعمل الأكاديمي بشكل صحيح بالنسبة لدراسة الإسلام.
لونه الشبل: طبعا، سأتوجه إليكِ دكتورة إيمان عن سبب هذا العدد؟ يعني هناك ثلاثة من خمسة من الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام ثلاثة منهم نساء ولكن قبل ذلك أسمحِ لي فقط أن نبق في موضوع المشاكل التي تقف في طريق المسلمات الغربيات في حياتهن المهنية والاجتماعية ولتسليط الضوء على هذه النقطة كان هذا اللقاء مع السيدة إليزابيت كين، حاليا سُميَّة وهي رئيسة قسم النسائي بالمركز الإسلامي في دبلن نتابع معا.
[شريط مسجل]
إليزابيت كين (سمية) – رئيس القسم النسائي بالمركز الإسلامي بدبلن: بصراحة الحالات يختلف تماما، يعني لو تأخذ حالي الأول قبل ما نناقش الأخوات، يعني أنا لما أسلمت الحمد لله من فوق الخمس وعشرين سنة كنت مازلت شابة وكنت خايفة جدا من أهلي وخايفة جدا أن يطردوني والإسلام هذا كان غير عالمين به في أيرلندا ساعتها، فاهتميت أن أدعي بس خوفي واجهتهم وكنت محضرة شنطي، توقعت أنهم هيرفضوني والحمد لله والشكر لله يعني ربي يعني سهِّل الأمور علي بصراحة في طريقتهم معايا، صح كانوا كثير زعلانين بس بالنقاش بالحوار وبعد مدة شاف إن أنا فعلا إنسانة ثانية بحياتي الإسلامي وشاف أن الإسلام أحسن إلي والحمد لله أنا بصراحة ما واجهت هذه المشاكل إلا من بعض أخوتي صح فعلا أن هم زعلوا كثير وتمنوا سنين طويلة تمنوا إن أنا أرجع إلى الدين المسيحي، بس الحمد لله الآن ما فيش، فيه حالات الأخوات ما توقعوا مشاكل وصار لهم المشاكل، هذه امتحانات من عند ربي سبحانه وتعالى وللأسف صارت المشاكل كثير يعني مش للدرجة أن يطردوهم من البيوت بس إنه ضغط عليهم من داخل البيت ونفس متعب وفيه بعض منهم يجيهم حالة نفسية لفترة معينة يعالجوها، بس الحمد لله إحنا في أيرلندا هنا لغاية الآن ما فيش كثر مشاكل عائلية، تطوروا الناس بالفكرة عن الإسلام والحمد لله والشكر لله ويعني أنا مش كثير من الأخوات بيجوني ويشكوني من الحالة الأسرية يعني الحمد لله والشكر لله لغاية الآن.
أسباب ارتفاع معدل اعتناق الغربيات للإسلام
لونه الشبل: دكتورة إيمان هي حكايات وقصص جميلة جدا حقيقة، أود أن أسألك لماذا هذه النسبة؟ لماذا ثلاثة من كل خمس أشخاص هن من السيدات اللواتي يعتنقن الإسلام أي بنسبة 60% لماذا برأيك؟
إيمان رمضان: والله يعني أنا بتصور أن يعني الإحصاءات ديه هي خير دليل، يعني الناس كلها بتتكلم أن حياة المرأة في الغرب ما فيش أفضل منها وأنها عيشة حياة سعيدة جدا والحرية والانطلاق ولكن سبحان الله، ليه الاتجاه ده؟ إحنا ثلاثة لخمسة يعني اثنين منهم من الرجال وثلاثة من النساء، طيب إيه اللي يخلِّي المرأة اللي هي عايشة في منتهى الحرية كده يسعدها حياة الإسلام اللي هما بيقولوا عليها إن هي حياة كلها ضغوط وكلها..
لونه الشبل: وكبت واضطهاد..
إيمان رمضان: إيه اللي يخلي حاجه زي كده، إذاً النسبة ديه هي التي تعبر إن الحرية هي في كامل العبودية إلى الله سبحانه وتعالى، إني أكون أَمَة لله سبحانه وتعالى وحده فقط لا غير، فالحقيقة يعني أنا مثلا أقول لك أنا طبيبة يعني بأواجه في المستشفى لما أحكي لهم مثلا أنا ظروفي إيه في حياة الإسلام بيني وعلاقتي بيني وبين زوجي علاقتي بيني وبين أولادي، لا تتخيلي حضرتك رد الفعل بيكون إزاي؟ تقول لي أنتِ (Lucky) أنتِ محظوظة، أنتو ويبدأ بقى السؤال عن الإسلام هو إيه الإسلام؟ يبدأ بقى السؤال، إذا كنتوا أنتو عايشين مرتاحين كده في الإسلام، إذاً الأمر الثاني يعني هي مش النسبة ثلاثة إلي خمسة هي نسبة عدد الناس اللي بتتجه إلى الإسلام زادت والحقيقة ده يمكن من بعد 11 سبتمبر، كان ناس كثير ما تعرفش حاجات عن الإسلام، هما..
لونه الشبل [مقاطعةً]: وربما كان عكس المتوقع يعني الإحصائيات توقعت في البداية بأن على العكس يعني ينحسر اعتناق الدين الإسلامي ربما كان على العكس.
إيمان رمضان: والله هم يعني عندهم شيء طيب جدا هنا في الغرب، عندهم المنهج العلمي يعني ما يجيش واحد مثلا في لقاء أو شيء يقول ده غلط أو ده.. إلا لما يبتدوا هما يبحثوا بأنفسهم ويشوفوا الوضع ده فيه إيه بالظبط ويبتدوا يتناولوه ويدرسوه ويسألوا ويتعايشوا مع الناس وكما ذكرت قبل كده أن المثال الطيِّب هو اللي بيشرح نفسه عن الإسلام.
لونه الشبل: جعلنا الله جميعا مثالا طيبا، نعم سيدة لينا كان لديك تعليق؟
لينا لارسن: نعم، عندي تعليق بسيط، أنا قُمت بدارسة عن المعتنقين في النرويج في سنة 1995 وتابعت المعتنقين وأنا أُدَرِّس المعتنقين في المركز الإسلامي وبالتالي أنا على كثب عما يفعلون، حتى سبتمبر 2001 كان النمط أن النساء، أن للنساء هناك قصة حب مخفية، الواقع أن الفتاة الشابة تلتقي بشاب مسلم ملتزم ثم يقرران الزواج وبعد ذلك تلعب تربية الشاب المسلم دورا فيعود إلى قيمه الإسلامية وتقوم الزوجة عادة باعتناق الدين الإسلامي، ربما لأنها مقتنعة أو ربما لأنها اجتُذِبَت ثقافيا أو.. يمكن أن يكون هذا أساسا لزواج ناجح، هناك أسباب عديدة وهذا ليس هام، المهم هو أنها.. ما الذي أصبحت عليه تلك المرأة بعد ذلك؟ بعد 11 سبتمبر ظهر نمط جديد، كثيرون من الناس أرادوا معرفة المزيد عن الإسلام، كثيرون اعتنقوا الدين بدون وجود قصة حب مع شاب مسلم بل وجدوا أنفسهم من خلال الكتب والإنترنت والمواقع على الإنترنت وحديثهم مع المسلمين واستقبالهم ولقائهم في المساجد، مثلا أنا أُدرِّس غير.. النساء غير المسلمات يحضرون إلى فصولي الدراسية وغالبا ما يقولون نعم نريد أن نعتنق الإسلام، لا يوجد سبب وراء ذلك سوى الاقتناع وهذا ما يجعلني متفائلة جدا ومن هنا أُشكِّل رأيا خاصا مستقلا.. يُشكِّلون رأيا خاصة مستقلا يتخذونه بأنفسهم وهذا أمر صالح.
لونه الشبل: لديك تعليق دكتورة إيمان؟ باختصار لو سمحتِ.
إيمان رمضان: أحب أرجع سريعا للنقطة الأولى اللي هي الفترة المواجهات اللي بيواجهوها الأخوات بعد الإسلام أو بداية شرح صدرهم للإسلام، الحقيقة من الناحية الطبية إحنا بنعتبر ديه زي فترة النقاهة بالضبط، فهل يا ترى إحنا إيه أعددنا؟ إحنا بنقف لغاية خط أن بيتم الدعوة للإسلام بيشرح صدر الأخت للإسلام وتُتْرَك، وتُتْرَك بقى لكل.. يمكن الأخت لينا والأخت بتول ما عندهمش من القصص أو الأخوات اللي التقينا بهم من القصص.. لا فيه قصص فعلا بيبقى هو الإنسان في فترة نقاهة وشوف قد إيه اللي في فترة نقاهة ده كأنه في مرض.. بيحتاج هو نفسه فما بالك من الأشياء الخارجية اللي حواليه؟
لونه الشبل: على العموم سنتحدث عن قضية استقبال المسلمين للمسلمات الغربيات ولكن السيدة لينا فتحت موضوع بأن ربما كان اعتناق الإسلام للمسلمات الغربيات من وراء قصة حب أو زواج وأتوجه اليكِ سيدة بتول ولكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تحوَّلت إلى من خلال الكتب من خلال مواقع الإنترنت، هناك مشكلة ربما تقف في طريق المسلمات الغربيات هي التعرُّف على مصادر أو على الكتب التي تشرح العقيدة الإسلامية بشكل واضح بلغات هؤلاء النسوة الغربيات وربما الأهم هو ما يتعلق بأسس الدين وترجمة القرآن الكريم الذي يتضمن في بعض الأحيان غير ما هو مقصود حقيقة، يعني مثال على الأقل عندما يقول الله تعالى في كتابه العزيز {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} تأتِ الترجمة، صدق الله العظيم طبعاً، تأتِ الترجمة لكلمة أزواجكم زوجاتكم ولا أدري لماذا؟ وإذا قال الله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} صدق الله العظيم، تأتي الترجمة الرجل حامي المرأة، ما تعليقك على قضية الترجمة وتحديدا للقرآن الكريم؟
بتول آل توما: لو عُدنا قليلا إلى ما قالته الأخت حول اعتناق كثير من النساء الإسلام، أنا أعمل أيضا في بريطانيا مع المُعتنِقات للإسلام وهذا عملي في المؤسسة الإسلامية في ليستر وأعمل مع حوالي ثلاثة آلاف مُعتنِقة للدين في بريطانيا وهذا أعرفه من خلال عدد النشرات التي نُوزعها، أعتقد أن وسائل الإعلام تشعر باهتمام شديد في تَحوُّل النساء للإسلام أمَّا عن الذكور فلا يوجد أي اهتمام، التركيز كله في وسائل الإعلام على المرأة، على الإناث اللواتي يعتنقن الإسلام وليس على الرجال، لذلك هناك تردد في الحديث عن اعتناق الرجال بل هناك تركيز عن الحياة الروحية للنساء واعتناقهن للإسلام لأن الإسلام يُنْظَر إليه دائما على أنه يضطهد النساء، كيف يمكن لامرأة متحررة ومثقفة في أوروبا في المجتمع الغربي أن تتمنى أن تعود للوراء بدلا من أن تتقدم إلى الأمام؟ هذا ما يرونه هم وهو التراجع عند اعتناق الإسلام وليس التقدم وطبعا هذا خطأ كبير، إذاً المُعتنقات للدين في هذا البلد عليهن الكثير من التفاعل مع وسائل الإعلام في شرح هذه النقاط وشرح تجاربهن الشخصية وأعتقد أن هذه من القضايا الرئيسة التي نجد فيها أن علينا شرح أسباب اعتناق النساء وليس الرجال ثم تحدثنا عن بعد الاعتناق، ما بعد الاعتناق، أعتقد أنه من وجهة نظري وربما من وجهة نظر أختي لينا أن من يعتنق الإسلام يواجه مشكلات كبيرة لأنه لا يوجد شبكة أو هيكل لمساعدة واستشارة.. تقديم المشورة للمعتنقين، بعد قبول الإسلام من خلال هذه المرحلة الانتقالية من حياتهم السابقة إلى اعتناق الإسلام يحتاجون إلى المساعدة في التعامل مع العائلة وانهيار العلاقات العائلية ومحاولة تقديم المشورة للمعتنقات أي مساعدتهم في رحلتهن الروحية حتى يكون هناك فهم تام وعلاقة جيدة مع العائلة، عندما تحولت أنا إلى الإسلام كان المفهوم أن أقطع علاقاتي بعائلتي لأنه لا يوجد أي اهتمام لي بذلك، طبعا هذا خطأ كبير يجب أن تبق العلاقات العائلية قوية والرسول عليه الصلاة والسلام قال بأن علينا أن نحتفظ بعلاقاتنا بذوي الرحم، كذلك علينا أن نساعد المعتنقات كيف يتعلمن الصلاة وكيف يُطبِّقن التعاليم الإسلامية وكيف يفعلن ذلك بشكل سهل، كيف أن يلبسن لا أن يَستعدِين المجتمع في أن ندفعهن إلى نموذج من اللباس يُناسب مثلا الدول الإسلامية أو الدول العربية أو الدول التي مورس فيها الإسلام بشكل قوي في السياسة وفي غير ذلك على مر قرون من الزمن، بل أن نسمح لهن في ممارسة الإسلام وارتداء الملابس بشكل مريح بحيث يعبرن عن نظرتهن ووجهة نظرهن الإسلامية ولكن ضمن ثقافتهن وضمن فهمهن للثقافة في بلدهن، أعتقد أن هذا موضوع هام جدا، حتى في أعياد الميلاد ليس هناك ما يدعوني أنا كمسلمة أو معتنقة للإسلام أن لا أزور عائلتي في عيد الميلاد المسيحي وأشترك في تلك الاحتفالات، أنا أذهب إلى هناك للالتقاء بعائلتي وليس فقط للاحتفال الديني.
لونه الشبل: هل تشعرون بأن هناك ربما لا يجب أن تزوروهن في هذه المناسبات في هذه الأعياد؟ هل هناك مانع ربما يعني تتحدثين عن أنه يجب أن يكون هناك توافق مع المجتمع؟
بتول آل توما: عيد الميلاد في المجتمع المسيحي هو أصبح علاقة عائلية، هناك القليل من التركيز الديني على عيد الميلاد بالنسبة لكثير من الأعياد، أنا لا أُطبِّق ذلك على كل العائلات ولكن على بعضها، مثلا فتاة شابة اعتنقت الإسلام ووالدها تُوفي ولم يبق سوى أمها، ليس من روح الدين الإسلامي ولا من تعاليم الدين الإسلامي أن تُهمِل أمها لأن أمها تريد الالتقاء بعائلتها، أي أنه يجب علينا أن نفكر جديا بكيف تتعامل المرأة المعتنِقة مع أفراد عائلتها وكيف تُبقي على تلك العلاقة مع عائلتها.
لونه الشبل: جميل جدا، سأبقى عند هذه النقطة ولكن فقط كي أنهي هذا الملف الذي فتحته قبل قليل حول موضوع الترجمة، هي نقطة مهمة جدا أثارتها السيدة بتول وسنعود إليها طبعا ولكن قضية.. كل ذلك جميل جدا وربما يجب أن يتحمل مسؤوليته كثير من الجمعيات الإسلامية التي تحتضن المسلمات ولكن هل حقيقة سيدة لينا تستطيعون أن تجدوا مثل هذه المراجع مثل هذه الكتب بلغتكم الأم سواء أنتم أو أي امرأة غربية اعتنقت الإسلام؟ هل تستطيعون حقيقة فهم ما يقصده الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز من خلال القرآن بترجمة دقيقة لهذه المعاني بما تحملها؟ وأوردت الآن أكثر من مثال حول الترجمة التي لن أُسميها تنحرف عن الواقع ولكنها لا تحمل حقيقة المغزى.
لينا لارسن: في الواقع أن المعنى الحقيقي يتعلَّق بكيفية تفسيرنا للقرآن، هناك تفسيرات كثيرة حتى في اللغة العربية وأنا أؤمن بأن المسألة لا تتعلق فقط بالتفسير من لغة إلى لغة ولكن يتعلق ذلك بالتفسير العام والفهم العام، لفهمنا للآيات ليس ذلك من ناحية اللغة، أنا أريد أن أؤكد على أن الكتب الإسلامية ومصدر المعلومات للأخوات ليس فقط من القرآن وإنما أيضا من الكتب الدينية، أنا مثلا قمت بالتحليل في دراستي على أن هذه الكتب هي ترجمة تستهدف مجتمعات أخرى، بالتالي هناك مواضيع محددة تجري معالجتها في كيفية التعامل مع الإسلام مثلا، كيف هي الأم المثالية كيف هي الزوجة المثالية في البيت وبالتالي فإن هذه لا تتعلق بواقع حياة هذا المجتمع.
لونه الشبل: على العموم في نفس النقطة وعن الترجمة المغلوطة وندرة المعلومات في حياة المسلمة الغربية كان لكاميرا الجزيرة هذا اللقاء مع الدكتور جمال بدوي أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة تورنتو في كندا.
[شريط مسجل]
" |
الدكتور جمال بدوي – رئيس قسم الدراسات الشرقية بكندا: هو من الملاحظ بصفة عامة وحتى في نفس اللغة، اللغة الواحدة أن مفاهيم الألفاظ تتغير فقد يكون لها مفهوم قديم بمعنى معين ومفهوم حديث بمعنى آخر، الأمر الأخطر في ترجمة المصطلحات الإسلامية وخاصة حينما نشير إلى القرآن الكريم والسنة النبوية أن الترجمة قد تكون صحيحة من ناحية المعاجم اللغوية ولا تكون صحيحة من الناحية الشرعية فقد يستخدم لفظ عام في القرآن ولكنه يقصد به معنى خاص ومُحدَّد، أضرب على ذلك قليلا من الأمثلة أو ثلاثة بالتحديد، المثال الأول قضية القِوامة عادة ما تترجم إلى اللغة الإنجليزية بمعنى الحماية أو السيادة، يعني السيادة حتى بمعنى المعاصر اللي هو يعني تَحكُّم في المرأة وواقع الأمر أن القِوامة بمفهومها الشرعي كما أراها هي مسؤولية هي درجة مسؤولية على الرجل على الإنفاق على الزوجة وريادة الأسرة وحمايتها، يعني ليست فقط الحماية من ناحية أنها المرأة قاصرة وغير.. إنما فيها قضية مسؤولية، مثلا حينما يذكر الله تعالى في القرآن: {ولِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، كثيرا ما فهمها الكثير وفهمتها في وقت معين أنها هي درجة القوامة والواقع أن سياق الآية يتكلم عن قضية الرَّجْعَة أن للرجل حق الرَّجْعَة، رجعة المرأة المُطَلَّقة في فترة العِدَّة هذه أمور يجب الانتباه إليها، الأمر الآخر قضية هامة جدا العنف الأسري الذي يبرره البعض بآية النساء {واضْرِبُوهُن}َّ ، حينما تُترجم هذه إلى اللغة الإنجليزية وقد ذكرت ذلك في كتابي اللي اسمه (Gender equity in Islam) موجود على (Google) وقلت إنه حينما راجعت كل المصطلحات الإنجليزية لترجمت واضربوهن، سواء يعني باللغة الإنجليزية، (Whip, Hit, Beat, strike, Hit) وجدت أن معناها أشدّ بكثير مما سمح به الشرع إذا نظرنا إلى سلوك الرسول صلى الله عليه وسلم وصاياه واشتراط أن يكون غير مبرح حتى أنني ترجمتها أنها يعني بالإنجليزي (A gentle beat actually) لأن أي لغة.. أي كلمة إنجليزية أخرى تعني معنى يمنعه الشرع ومن ذلك الضرب الذي يترك أثرا، هذا ليس مفهوم اللفظة وهذا فتح مجالا لمن يريدون أن يُلقوا ظلالا من الشكوك على شريعتنا، كذلك في قضية القوامة حتى {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} يعني البعض يترجمها بصورة أن.. لأن الله جعل الرجال أسمى من النساء ولكن هذا الحقيقة أمر فيه نظر، يعني الشيخ شعراوي رحمه الله ذكر أن هذه الآية تقول.. لا تقل بما فضل الله الرجال على النساء ولكن بما فَضَّل الله بعضهم على بعض والفَضْل هو الزيادة، فالله فَضَّل الرجل بأمور معينة أهَّلته لريادة الأسرة والإنفاق عليها وهذا هو سياق الآية ولكن هذا لا يعني أن الله تعالى لم يُفَضِّل المرأة، فالمرأة فُضِّلت أي أُعطيت شيئا زائدا عن الرجل بحيث يحدث التكامل بينهما وهذا تكامل يحدث بين المهندس والطبيب والعامل، هذه أمور حقيقة قضايا ليست فقط المشكلة فيها مشكلة ترجمة إنما مشكلة فهم حتى باللغة العربية.
لونه الشبل: إذاً دكتورة إيمان أود بداية تعليقكِ على هذا الكلام وأيضا أود أن أسمع منكِ لكثير من الإجابة لكثير من التساؤلات طرحتها الأخوات الأخت بتول والأخت لينا حول قِلِّة هذه المراجع وقلة هذه الكتب ولكن بعد فاصل قصير نعود إليكم بعده.
[فاصل إعلاني]
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام، دكتورة إيمان توجهت إليكِ بالسؤال قبل قليل، لماذا لا تقومون بواجبكم أنتم في الجمعيات الإسلامية في أوروبا عموماً وفي لندن؟
إيمان رمضان: يعني حقيقة يا أخت لينا أنا لا أنفي التقصير، يعني أنا بأعتبر أخواتي يعني الأخت لونه أخواتي لينا وأخواتي بتول يعني ما شاء الله دول ثروة كيف نحافظ على هذه الثروة؟ الثروة ديه علشان يتحافظ عليها لابد من احتوائها، يعني مش مجرد إننا أسلمت وخلاص بسيبها خلاص بقى هي تكتشف طريقها لا، إزاي أحتويها؟ الحقيقة إحنا مثلا في جمعية المرأة المسلمة في.. أدركنا الأمر ده في خلال السنوات الأخيرة فإبتدينا نعمل حاجة اسمها القسم الإنجليزي، لأنه ما يقال للعرب الحقيقة لا يصلح أن يقال.. لابد إن إحنا نعامل البيئة ديه معاملة مختلفة..
لونه الشبل: لغة المخاطبة تقصدين.
إيمان رمضان: نعم، يعني مثلا كثير مثلا من الدعاة العرب ممكن يكون يعني لهم صيت في بلادنا العربية ولكن تيجي تقولي لهم اعملوا دعوة هنا لا يلتفت لهم أحد حقيقة، ليه؟ أول حاجة اللغة، الأخ ده أو الأخت اللي هي جاية داعية مش عايشة في البيئة دي، يعني إنِّك تعيشي في البيئة ديه أمر مهم جدا، إذا كنا يا أخت لينا والمشاهد يعني يعلم هذا الأمر في البلاد العربية يعني لو تزوج واحدة من بلد لبلد ثاني بتحصل خلافات ومشاكل عشان إحنا مش فاهمين البيئة، ما بالك بقى الانتقال إلى بيئة مختلفة خالص وهي البيئة الغربية؟ إذا يعني الأمر تماما هيكون مختلف.
لونه الشبل: طب كي لا نبقى في سرد المشاكل.
إيمان رمضان: نعم.
لونه الشبل: يعني أنتم الآن تحملون المسؤولية هل هناك نقاط واضحة واحد اثنان ثلاثة لحل هذه القضية وباختصار شديد؟
إيمان رمضان: نعم يعني الأمر اللي أنا قلت لحضرتِك عليه إن إحنا ابتدينا نعمل حاجة اسمها القسم الإنجليزي وإزاي عن إحنا ندمج مش معنى كده إن هم عايشين في عزلة لا، إزاي إن إحنا ندمجه، علشان القسم الإنجليزي ده مين اللي يبتدي يربي فيه ممكن تربي فيه أختنا زي الأخت بتول.
لونه الشبل: طب بعد قسم الإنجليزية.
إيمان رمضان: أه بعد كده بقى دلوقتي إحنا عندنا نقص الحقيقة، النقص ده إزاي؟ إحنا بنربي أجيال جديدة دلوقتي.
لونه الشبل: طيب ثلاثة؟
إيمان رمضان: بمنهج علمي إزاي نستخدم المنهج العلمي، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لونه الشبل: عليه الصلاة والسلام.
إيمان رمضان: لما أرسل مُصعب بن عمير اختاره مش أفقه الناس ولكن إزاي يقدر يتلاءم مع البيئة دي، إحنا ما عندناش بُعد نظر الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن عندنا إيه؟ عندنا المنهج العلمي.
لونه الشبل: جميل جدا، إذاً هي نقاط يعني مازلنا نطرحها في هذه الحلقة ولكن بعد أن سلَّطنا الضوء على واقع المسلمات الغربيات في كل من بريطانيا وأيرلندا والنرويج نقف الآن على واقعهن في فرنسا، نتابع معا هذا التقرير.
[تقرير مسجل]
عيَّاش دراجي: المسلمات في الغرب يعشن بمسؤولية أكبر وحِمل ربما أثقل من حِمل أشقائهن من الرجال حتى وإن كُنَّ من أصل غربي وليس السبب هو اختيارهن الإسلام دينا أو الحجاب لباسا كما قد يتبادر إلى الأذهان بل لأن رغبتهن أحيانا في الزواج بمسلم عربي تصطدم ببعض المشاكل، ليست بالضرورة ذات طابع ديني وفي فرنسا مثل كثير من الدول الغربية كان زواج العرب المسلمين بمسلمات من أصل غربي مَدعاة للفخر وربما مبررا قويا على عالمية الإسلام وتجاوزه لعامل العرق أو الجنس ولكن هذا النوع من الزواج أحيانا ما يعتريه الفشل حين ينشغل كل طرف بمحاولة إفراغ الآخر من قِيَمه وشخصيته الثقافية، إحسان ماغالي صابينا فرنسية مسلمة تؤكد أن الإسلام لا يقبل التعريب القصري الذي قد يلجأ إليه الزوج.
إحسان ماغالي صابينا – فرنسية مسلمة: يأتي كل واحد بخلفيته الثقافية الإسلام وهي خلفية تعيش معنا ولا يمكن إنكارها، فمِن غير المعقول أن يحاول أحد الزوجين تجريد الطرف الآخر من خلفيته الثقافية، يجب أن نكون متفتحين على ثقافة الشريك في الزواج وتَعَلُّم حتى لغة الزوج مثلما أفعل أنا حاليا شيئا فشيئا.
عياش دراجي: كثيرا من المراقبين لهذا النوع من الزواج يرى بأن المشاكل الذاتية والشخصية في الغالب هي سبب الانفصال بين الزوجين المختلفين في الأصل رغم وحدة الدين والبعض يرى بأن المرأة الغربية المسلمة سرعان ما تخيب توقعاتها عندما ترى سلوك الرجل المسلم لا يرقى ربما إلى ما كانت تتوقعه وتُفضي الخيبة إلى انفصال.
شوقي أمين- صحفي: المصيبة إنه يُصدَم الطرف الآخر في سلوك وعقلية وذهنية الشخص العربي المسلم، هذه ظاهرة في الحقيقة موجودة في كل المجتمعات الغربية وفرنسا تحديدا فلحظة الصدمة والصدامية هذه تُولِّد طبعا نوع من توليد المشاكل على مستوى الحوار ومستوى الأفكار على مستوى فقط الحياة اليومية.
عياش دراجي: حياة أوزوي كندية تزوجت من عربي مسلم في فرنسا واعتنقت الإسلام تؤكد أن محاذير ومخاطر الزواج المختلط معروفة مُسبقا وفشل الزواج دليل فشل في مواجهة تلك المحاذير وتُلح على ضرورة تنازل كل طرف للآخر صَوْنا للعلاقة اجتماعياً وعاطفياً.
حياة تيناوي- كندية مسلمة: كل واحد يأتي بخلفيته الثقافية وهى خلفية تعيش معنا ولا يمكن إنكارها، فمن غير المعقول أن يحاول أحد الزوجين تجريد الطرف الآخر من خلفيته الثقافية، يجب أن نكون منفتحين على ثقافة الشريك في الزواج وتعلم حتى لغة الزوج مثلما أفعل أنا حاليا شيئا فشيئا.
عياش دراجي: وجود الأولاد في علاقة الزواج المُختلط عاملا يجعل الطرفين أكثر واقعية ويُعزز العلاقة ويشتت كابوس المشاكل. ولكن هل زواج المسلمات من أصل غربي مُهَدَّد أكثر من زواج المسلمات من أصل عربي هنا في الغرب؟ سؤال نتركه لضيفات البرنامج، عَيَّاش دراجي الجزيرة لبرنامج للنساء فقط، باريس.
لونه شبل: إذاً سؤال تركه لضيفات البرنامج أيضا أنا أتوجه إليكِ سيدة إيمان بسؤال ربما أشدّ ما تعرضت له المسلمات في فرنسا والمسلمات الغربيات في فرنسا هو قضية الحجاب في فرنسا ومنع هذا الحجاب.
إيمان رمضان: نعم، يعني الحقيقة القضية دية إحنا يعني.. لابد أن إحنا مانقفش مكتوفي الأيدي أمامها أو يكون في سلبية، يعني في جمعية نصرة الحجاب والحقيقة ليها دلوقتي يعني هي وصلت دلوقتي للبرلمان الأوروبي في خلال الشهر دَوت، بعض العضوات في الأحزاب زي الأخت لوكاس، يعني ديه ممتازة ما شاء الله يعني قد إيه إن هي بتحاول تجمع دلوقتي حوالي ثلاثمائة وعشرة صوت من البرلمان الأوروبي بحيث إني يتصوت حاجات كثير من ضمنها أمر الحجاب، على أساس إن يعني وضع الإسلام والفوبيا ضد المسلمين اللي موجود في أوروبا دلوقتي، ففي الحقيقة يعني فيه نشاطات وده الأمر المهم جدا إن إحنا ما نُقفش مكتوفي الأيدي لأمر زي كده.
لونه الشبل: يجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي، تعليقك سيدة لينا، نعم.
لينا لارسن: أعتقد أن موضوع الحجاب له وجهات نظر كثيرة يجب أن نأخذها في الاعتبار، بالنسبة لي فإن أهم شيء هو أن لا نستثني الأخوات وأن نعتني بالأخوات اللواتي يعانين من لبسهن للحجاب لأنه أصبح بالنسبة لهن مشكلة، لقد تحدثت إلي المسلمات الفرنسيات عندما كنت في فرنسا في ديسمبر وسألتهن عن الحجاب وعن عدم.. عن الحجاب عموما وسمعت أنهن خلعن الحجاب لأنه أصبح هنا رمزا للإرهاب، نحن إذاً نقف بين مواقف، في المجتمعات الإسلامية الحجاب في التسعينات أصبح رمزا للإسلام وإذا لم تكن المرأة تلبس الحجاب فكانت تعتبر غير مسلمة وكانت تُمنع من دخول المساجد والمؤسسات الإسلامية وعندما تُصبح المرأة مسلمة أُجبرت على وضع الحجاب في اليوم التالي، كم من المعتنقات وجدنا مشكلات في لبس الحجاب لأنهن اضطررن إلى ذلك دون أن يفهمن الموضوع ولم يكن لهن موقف من الحجاب ولماذا يلبسن الحجاب؟ ثم شاهدن هناك جدلا سياسيا حول الموضوع، أريد أن أؤكد أن الموضوع الإنساني من حيث لبس الحجاب، مثلا المرأة التي تلبس الحجاب هي إنسانة ويجب أن تقتنع بما تفعله وأن الموضوع يعود إليها، يجب هي أن تختار لا يجب على أحد أن يُجبرها أن تلبس أو لا تلبس الحجاب، حسب القرآن عليها أن تلبس الحجاب ولكن كيف نأخذ أيضا في الحسبان أن كل امرأة ستكون مسؤولة حتى يوم القيامة عن ما تفعله وما لا تفعله؟ علينا أن لا نتدخل كثيرا وأن نُظهر بعض التسامح وأن نكون واضحين في هذا الموضوع، ما هو موقفنا من الحجاب، علينا أن نعامل أنفسنا بطريقة إنسانية، بهذه الطريقة أرى أن الرابطة الإسلامية في أوسلو التي يُدرس فيها نحن لا نؤكد ولا نُجبر النساء على لبس الحجاب من اليوم الأول بل نفعل.. نقول لهم بالعكس لا تلبسوا الحجاب في اليوم التالي اذهبوا أولا إلى قراءة القرآن، كذلك بالنسبة للصلاة لا يجب عليكن.. يقول في القرآن إقامة الصلاة أي أن تبدؤوا خطوة خطوة، الأهم اليوم هو أن نُعامل النساء بلطف وأن يكون لهن حق الخيار عن أنفسهن.
مشاكل المرأة المسلمة في أميركا
لونه شبل : نعم ولكن فقط اسمحوا لي سنستمر في هذه النقطة وأيضا سأفتح ملف الزواج ولكن أود أن أرحِّب انضمت إلينا الآن الأستاذة بيلار سعد أستاذة علوم الاجتماع في أكاديمية فلوريدا، أرحب بكِ سيدة بيلار أود أن أسألك، يعني مررنا على واقع المرأة التي اعتنقت الإسلام، المرأة الغربية المعتنقة للإسلام في كل من بريطانيا وفرنسا والنرويج ولكن أود أن استفهم منكِ هل المشاكل التي طرحناها منذ بداية هذه الحلقة هي نفسها ما تتعرض له المرأة الغربية المسلمة في أميركا خاصة إذا ما وضعنا بعين الاعتبار أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟
بيلار سعد – أستاذة علوم الاجتماع في أكاديمية فلوريدا: أكيد كثير من النساء يخشين الاستمرار بلبس الحجاب لأن ذلك يستهدفهن ويضايقهن، يتعرضن للمضايقة، حصل هذا لابنتي في الجامعة التي تبعتها سيارة وضايقتها لأنها كانت تلبس الحجاب، نعم هذه مشكلة كبيرة بالنسبة للنساء في الولايات المتحدة.
لونه شبل : أستاذة بيلار تفضلت السيدة لينا قبل قليل وقالت بأنه في فرنسا الحجاب أصبح رمزا للإرهاب هل هذا الوضع لديكم في أميركا؟
بيلار سعد: نعم لأن لدينا الآن في وسائل الإعلام ربطا بين الإسلام والإرهاب والنساء المسلمات هنّ الذين يظهرن أكثر من الرجال بسبب لبس الحجاب، نعم هناك رابطة.
لونه شبل : رغم ذلك أستاذة بيلار، يعني رغم أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تمخض عنها هناك نسبة متزايدة من دخول المسلمات الغربيات إلى.. من دخول الغربيات إلى الإسلام هل هذا هو الحال وباختصار في واشنطن؟
بيلار سعد: نعم، أعتقد أن الكثيرون مهتمون بالإسلام وهناك كتب عن الإسلام والقرآن بيع بأكمله بعد حوادث 11 سبتمبر، هناك طبعا فضولية وبالتالي فإنه من المهم لنا المسلمات أن تكون صورتنا في المجتمع أفضل وأن نُثقِّف المجتمع حول هذا الموضوع.
لونه شبل: أشكركِ جزيل الشكر الأستاذة بيلار سعد أستاذة علوم الاجتماع في أكاديمية فلوريدا، أيضا ستبقين معنا ونبقى حول موضوع الإسلام في واشنطن وهذا التقرير الذي أعدته لنا الزميلة وجد وقفي من هناك نتابع معا.
[تقرير مسجل]
وجد وقفي: هنّ بنات الطريق الآخر من اعتنقن الإسلام وارتدين فمَيَّزْهن عن غيرهن من بنات جلدتهن، إذا تحدث إلى الواحدة منهن تجيبك بطلاقة بلغة إنجليزية تخلو من لهجة ثقيلة كيف لا وهي لغتها الأم لأنها أميركية، سابرينا نجيّ الله اعتنقت الإسلام عام 1993 بعد مُضي خمس سنوات على لقاءها بزوجها المسلم وهي تحرص وزوجها على أداء صلاة الجمعة في المسجد تنتمي لعائلة مسيحية متشددة لدرجة أن أمها وأختها طالما تحذرانها من دخول النار لتغييرها دينها.
سابرينا نجيّ الله- أميركية مسلمة: لا أحب عبارة غيَّرت ديني أنني لا أعتقد أنني كنت بعيدة عن الإسلام، طالما أحسست أن الله واحد وكان هناك صراع بداخلي حول الثالوث بحثت عن إجابات فوجدتها منطقية في الإسلام.
وجد وقفي: سابرينا التي درست علم الحاسوب وعبد الحكيم وهو مهندس إنشائي وابنتيهما ليلى ونور يعيشون حياة هادئة إلا أنها لا تخلُ من الصعاب بخاصة بعد أن قررت سابرينا ارتداء الحجاب أبريل نسيان الماضي.
سابرينا نجيّ الله: لقد كان ذلك وقتا مليئا بالتحديات بالنسبة لي وأنا مازلت أعاني فالأمر ليس سهلا والناس ينظرون اليوم إليّ بشكل مختلف.
وجد وقفي: عبد الحكيم نجيّ الله الذي خالف هو الآخر عائلته وأسلم حين كان مراهقا يحرص على أن تتخذ زوجته قراراتها بنفسها، معظم من يدخلون الإسلام في الولايات المتحدة هم من أصول أفريقية ويُعتقد أن ذلك يعود إلى الآثار السلبية للعبودية.
عبد الحكيم- زوج سابرينا: كلما تقدم بي العمر ظهرت لدي مشاكل في عبادة رجل أبيض بعينين زرقاوين يُسمَّى الرب، الإسلام كان الجواب لأن الله لا لون له ولا جنس.
وجد وقفي: ومع أنه لا توجد إحصاءات دقيقة حول المسلمين في الولايات المتحدة إلا أن تلك التقديرية تشير إلى أن أكثر من خمسين ألف أميركي يدخلون الإسلام كل عام 60% منهم من النساء ومعظمهم متعلمات إذ أن أكثر من نصفهن يحملون شهادات جامعية ودرجة الدكتوراة، أما فرحانة فهي من أصول لاتينية درست المحاماة وتعرفت على الإسلام من خلال الجالية المسلمة في بنما وهي متزوجة من أميركي مسلم.
فرحانة – أميركية مسلمة: خلال الأوقات الصعبة في حياتي وجدت أن الإسلام يملك كل الإجابات وهو يُقدِّرني كامرأة ويمنحني القوة والشعور بالراحة وأنا مسلمة منذ عشرة سنوات قبل التعرف على زوجي، عائلتي تَقبَّلت إسلامي إلا أنهم ظنوا بأنه لن يدوم.
وجد وقفي: بعض الأئمة في الولايات المتحدة يروْن أن الرغبة في تعلم الإسلام زادت بعد هجمات سبتمبر وغيَّرت المعادلة وازداد عدد الرجال الذين يدخلون الإسلام.
محمد ماجد – إمام مسجد: فالملاحظ أن الطبقات التي تدخل الإسلام هذه الأيام هي من المثقفين، ما يدل أن تَعلُّم الإسلام من الإنترنت أو من الأخبار أصبح يعني هم شاغل للأميركي العادي وهذه ما قاد بعضهم للإسلام.
وجد وقفي: ومهما تعددت واختلفت أسباب دخول الأميركيين الإسلام إلا إنه يظل أكثر الأديان انتشارا في الولايات المتحدة بين الرجال والنساء الذين يختارون الطريق الآخر، وجد وقفي الجزيرة، واشنطن.
لونه الشبل: إذاً هذا هو الواقع في واشنطن ولكن أيضا هناك مشاكل أخرى ربما تنتج عن الخلط بين يعني إذا كان الرجل مسلما أو غير مسلم ربما يتعامل مع زوجته بشكل فيه خلط بين تقاليد الإسلام وبين الشريعة الحقيقية للإسلام، عن هذا الخلط وانعكاساته على المسلمة الغربية نتابع هذا اللقاء مع محمد صديق عضو مجلس الإفتاء الأوروبي.
[شريط مسجل]
محمد صديق – عضو مجلس الإفتاء الأوروبي: اللغة العربية ليست لغتي الأصلية وربما يكون هناك بعض الأخطاء اللغوية في الإجابة فكان أحب إلي أتحدث بلغتي اللغة الألمانية ولكن يعني.. أولا مُشكل.. كما قلتي فعلا مشكلة كبيرة فللأسف كثير من الأخوة الذين هاجروا من بلاد الإسلام إلى الغرب يعني يأتون بتقاليدهم وبإسلامهم وكثير منهم لا يعرفون يُبيِّن بين هذا وذاك، فيعتبرون تقاليد من الإسلام، ففي بدء الزواج يعني يكون غالبا المحبة هي السبب الأساسي للتقرُّب بين الرجل وامرأة ولكن بعد ما دخلوا الحياة الأسرية الزوجية ويكون هناك مسؤوليات والمشاكل فلابد من الحل فكثيرا ما فعلا يأتي الأخ الذي هاجر من البلاد الإسلامية يأتوا بحلول يعني بعيدة عن الإسلام ويعني فالحل والعلاج لهذه المشكلة في الحقيقة يعني ليس بسهل، يعني أنا أعتقد من الحلول ومن أهم طرق الحلول هو التَعلُّم يعني يتعلم من الزوجة عن الإسلام مثلا ليكون هناك حلقات دروس للنساء مثلا في المساجد في المراكز فيتعلم الأخت إسلامها الدين الجديد بالنسبة لها ففي كثير من الأحيان الأخوات يكون لهم يعني رغبة شديدة في تعلم الدين الجديد ونستفيد من هذه الفرصة ويكون هناك حلقات نعلمهم حقيقة الإسلام وبالتالي ربما يكون لها إمكانيات أن تؤثِّر على زوجها وهذا حدث أنا أرى.. أنا أعرف أكثر من أسرة فعلا يعني كانت المرأة سبب لتقرب زوجها إلى الإسلام من جديد، فربما يكون هذه الطريقة ثم الشيء الثاني من مسؤوليات المساجد والمراكز الإسلامية في الغرب يعني فعلا تعلُّم الكبار والصغار يعني ليس الصغار فقط، إننا في المساجد فيه حلقات تعليم لقراءة القرآن وتعليم دروس الإسلام للأولاد ولكن حتى للكبار لابد أن يكون هناك دروس وحلقات حتى يعني نُبيِّن لإخواننا من البلاد الإسلامية الذين أتوا أن فعلا يعني لابد من فرق بين التقاليد الموجودة في بلادهم وبين الإسلام الحقيقي.
لونه الشبل: أتوجه إليكِ دكتورة لماذا هذا التعامل؟ يعني المرأة الغربية التي أسلمت لماذا يتم التعامل معها في أغلب الأحيان بصورة ربما لو أكثر من لو كانت مرأة شرقية مسلمة؟ يعني ألا يجب أن نحتضن هذه المرأة من خلال مؤسسة الزواج من خلال الزوج الذي يتعامل معها ربما أسوأ مما كان سيتعامل مع أي امرأة شرقية مسلمة؟
إيمان رمضان: هو للأسف الحقيقة ده بس مش بنسبة عالية موجود الحقيقة هو موجود ولكنه مش بنسبة عالية، بيكون عدم التفهم وعلى فكرة إحنا برضه ما نظلمش الأزواج هو ممكن يكون عدم التفهم ده برضه من الأخت اللي هي تحوَّلت إلى الإسلام يعني ممكن يكون من الجانبين فليه ممكن هو يعاملها أسوأ من إنه يعامل امرأة شرقية؟
لونه الشبل: نتمنى ذلك ولكن هذه الحلقة انتهت مشاهدينا الكرام وفي نهايتها لا يسعني سوى أن أشكر ضيفاتنا السيدة بتول آل توما والسيدة لينا لارسن كما وأتوجه بالشكر للدكتورة إيمان رمضان والأستاذة بيلار سعد أستاذة علوم الاجتماع في أكاديمية فلوريدا حدَّثتنا من واشنطن وأيضا أتوجه بالشكر لجميع مراسلينا في لندن، باريس وواشنطن، في نهاية هذه الحلقة ننقل لكم أطيب تحيات مُعدتها أسماء بن قادة ومخرجها في الدوحة رمزان النعيمي وأطيب تحيات الفريق العامل في مكتب الجزيرة في لندن، لكم أطيب تحياتي أنا أيضا لونه الشبل إلى اللقاء.