للنساء فقط

نساء تحت الضوء

المرأة والقيادة بين دور الدولة وطموح المرأة، مسؤولية المرأة في عدم وصولها للمناصب القيادية، تعليم المرأة بين الحالة الاقتصادية والأعراف والتقاليد في المجتمعات العربية، دور قمة المرأة العربية في تطوير وضع المرأة في العالم العربي، أسباب تأخر التنمية البشرية في المجتمعات العربية.

مقدمة الحلقة:

منتهى الرمحي

ضيوف الحلقة:

– بهية الحريري: عضو البرلمان اللبناني – لندن
– أمة العليم السوسوة: سفيرة اليمن في هولندا – امستردام
– منى بنت محفوظ المنذري: عضو مجلس الدولة العماني

تاريخ الحلقة:

19/08/2002

– المرأة والقيادة بين دور الدولة وطموح المرأة
– مسؤولية المرأة في عدم وصولها للمناصب القيادية

– تعليم المرأة بين الحالة الاقتصادية والأعراف والتقاليد في المجتمعات العربية

– دور قمة المرأة العربية في تطوير وضع المرأة في العالم العربي

– أسباب تأخر التنمية البشرية في المجتمعات العربية


undefinedمنتهى الرمحي: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المرأة في نظر الكثيرين تنقاد ولا تقود فللقيادة في رأي البعض مهارات لا تمتلكها المرأة وللمسؤولية العامة أعباء قد لا تتحملها فهي في نظر القاصر عن فهم الدين ناقصة عقل ودين، وهو عند المتمسك بآثار الزمن الرديء كيان ضعيف يحتاج إلى من يقوم عليه ويكفيها عند فئات عريضة من الناس قيادة البيت، على ألا تتجاوز صلاحيات السلطة داخل الأسرة القيام على شؤون الأطفال وأشغال البيت.

أما الواقع فإنه يؤكد حقائق أخرى لنساء عانين وناضلين وأنجزن بعد أن واجهن الكثير من التحديات وتجاوزن الصعوبات ليصلن إلى القيادة بإمكانياتهن الفردية وكفاءتهن العالية، كما قدن أسرهن وبيوتهن بذات الكفاءة والقدرة.

لتسليط الضوء على نماذج لهؤلاء النسوة موضوع حلقة اليوم من برنامج (للنساء فقط) في محاولة للقضاء على تلك الصورة السلبية التي يحاول غيرنا تعسفاً إسقاطها على المرأة العربية والمسلمة من جهة، وللتأكيد على أن مهارات القيادة صفات إنسانية يشترك فيها المرأة والرجل ويؤكد أنها من خلال الكثير من العمل والاجتهاد.

لإلقاء المزيد من الضوء على موضوع المرأة والقيادة اختار برنامج (للنساء فقط) ثلاث نماذج من هؤلاء النسوة من ثلاث دول عربية، نستضيف في استوديوهاتنا في الدوحة السيدة منى بنت محفوظ المنذري (عضو مجلس الدولة بسلطنة عمان) وعبر الأقمار الاصطناعية من أمستردام سعادة السفيرة أمة العليم السوسوة (سفيرة اليمن في هولندا، والسفيرة غير المقيمة لليمن في كل من الدنمارك والسويد) كما نرحب في استوديوهاتنا في لندن بالسيدة بهية الحريري (العضو في البرلمان اللبناني، وعضو اللجنة التنفيذية لقمة المرأة العربية) أهلاً بكن جميعاً ضيفات على هذه الحلقة من برنامج (للنساء فقط).

إعلان

منى بنت محفوظ المنذري: شكراً.

منتهى الرمحي: كالعادة قبل أن نبدأ حلقتنا لهذا اليوم أذكر الإخوة المشاهدين أن بإمكانهم أيضاً المشاركة في هذا الحوار بجميع محاوره وأبعاده وذلك من خلال الاتصال بنا سواء عبر الهاتف على رقم 48828873 (00974) أو عبر الفاكس على الرقم 4890865 (00974) أو عبر الإنترنت على العنوان التالي:
www.aljazeera.net

ننتظر آراء وأفكار الجميع ونرحب بالمداخلات من الجنسين.

[فاصل إعلاني]

المرأة والقيادة بين دور الدولة وطموح المرأة

منتهى الرمحي: وسأبدأ بضيفتي بالأستوديو سعادة المكرمة منى بنت محفوظ المنذري، سعادة المكرمة، هذا اللقب يطلق في عمان على من تكرم أو من يكرم ويكون عضو مجلس الدولة، عضو مجلس الدولة ماذا يعني بالنسبة للمرأة؟

منى بنت محفوظ المنذري: عضو مجلس الدولة، طبعاً هذا تكريم من صاحب الجلالة للأفراد من عملوا في مجالات متعددة في السلطنة، ونوعيات مختلفة فمنهم الأطباء والمحامين ومن يعمل في المجال الاجتماعي، فكل هادول يكرموا من صاحب الجلالة على الخدمات التي قدموها يكونوا أعضاء في مجلس الدولة، مجلس الدولة يقوم بإعداد بحوث ودراسات وأشياء تتعلق بالمجتمع العماني.

منتهى الرمحي: فقط إعداد بحوث ودراسات، أم أنه يشرف على تطبيق ما قام بدراسته؟

منى بنت محفوظ المنذري: ويشرف أيضاً على تطبيق ما.. كل القوانين والأشياء التي تسن في.. في سلطنة عمان، نقوم.. يقوم مجلس الدولة بمتابعتها ومراقبتها وعملة تنفيذها بالشكل الصحيح.

منتهى الرمحي: طب.. يعني من الملاحظ أن عُمان في السنوات الأخيرة شهدت تحولات كثيرة، ولكنها سريعة في مجالات مختلفة وإن مرت هاي التحولات بهدوء دون الكثير طبعاً من ردود الأفعال، هل يعني هذا خاصة في مجال المرأة.. أتحدث هنا عن المرأة العمانية هي يعني هذا برأيك أن المرأة وصلت إلى القيادة إذا ما علمنا أن المرأة في عمان وصلت إلى مجلس الشورى، المرأة في عمان وصلت إلى مجلس الدولة أيضاً، في الدفاع، في الغرف الصناعية والتجارية وغيرها من.. من المناصب

منى بنت محفوظ المنذري: سفيرة، وكيلة وزارة..

منتهى الرمحي: نعم، يعني هل يعني هذا أن الهدوء الذي صاحب عملية التحول بالنسبة للمرأة هل يعني أن المرأة وصلت إلى القيادة دون معاناة؟

منى بنت محفوظ المنذري: لا أبداً، هناك خطة موضوعة من الدولة للرقي بالمرأة، لكن لا يمكن أن تكون طفرة سريعة أيضاً ما يتقبلها المجتمع بسرعة، فكل هذه كانت دراسة مدروسة، كلها موضوعة وكلها خطوات مدروسة قبل أن تنفذ فلهذا وصلت المرأة من دون شوشرة من دون أي مشاكل، لأن هذه الأشياء كلها موضوعة، الحكومة بشكل أساسي واضعة الخطوات التي يجب أن تصل إليها المرأة، لأن القيادة تعلم أن.. ودائماً في كل الأحاديث صاحب الجلالة يؤكد على أن المرأة نصف المجتمع ويجب أن تشارك.. النصف هذا يجب أن لا يكون مشلول، يجب أن يشارك حتى يصل إلى ما وصل إليه يعني وطبعاً إذا ما تكون هناك قاعدة تعتمد عليها المرأة لا يمكن أن تصل لهذا.

منتهى الرمحي: ولكن الحديث عن المعاناة ربما حديث مختلف، المرأة في عمان يبدو أن الدولة كدولة آمنت بأنه هناك حق للمرأة ومنحتها هذا الحق

إعلان

منى بنت محفوظ المنذري: صحيح هذا الكلام.

منتهى الرمحي: لكن في دول كثيرة أخرى ربما حتى الدولة لا تؤمن بحق المرأة بـ.. بالارتقاء إلى مناصب مهمة فيها.

منى بنت محفوظ المنذري: نعم، نحن نعتبر أنفسنا إن إحنا محظوظين لأنه عندنا قيادة واعية وعندنا حكومة واعية بدور المرأة ومشاركة المرأة.

منتهى الرمحي: طيب أنتقل الآن إلى السيدة بهية الحريري في لندن، أهلاً بك سيدة بهية معنا.

بهية الحريري: أهلاً بكم. مساء الخير أخت أسماء..

منتهى الرمحي: أسماء هي..

بهية الحريري: الحقيقة.. الحقيقة بأوجه التحية للزميلة المكرمة السيدة منى بنت محفوظ ولسعادة السفيرة ولأسرة البرنامج على استضافتهم ها الحلقة، لتحمل اسم نساء تحت الضوء، أو نساء في موقع القرار أي في موقع المسؤولية، وخاصة في هذه الفترة الصعبة من تاريخ أمتنا التي تشهدها الفترة الصعبة من تاريخ أمتنا التي تشهدها جميعاً تعبث فينا التحرك والتعاطي والحوار مع بعضنا البعض على مساحة العالم العربي، فشكراً لكم، وإن شاء الله.

منتهى الرمحي: أهلاً بك.. أهلاً بك معنا.

بهية الحريري: يكون هذا اللقاء.. لقاء مثمر.

منتهى الرمحي: إن شاء الله.. إن شاء الله، سيدة بهية، فقط أود أن.. أن أبدأ معك بالذي كان متوقعاً بالنسبة لسيدة خرجت من أسرة ثرية مثل السيدة بهية الحريري كان متوقعاً وفقاً للتقاليد والمقاييس الاجتماعية أن تكوني سيدة مجتمع وأن تكون رائدة في صالونات الطبقة المرفهة، ولكن المتتبع لنشاط السيدة بهية الحريري يجد بأنها اهتمت كثيراً بالمجال التربوي والتعليمي بالإضافة إلى تأسيس مجموعة من المشاريع: رعاية أيتام، رعاية، مستشفيات مراكز صحية، يعني اهتمام من نوع خاص، اهتمام من نوع آخر، برأيك ما هي كانت العوامل التي وقفت وراء خروجك عن ما كان متوقعاً بالنسبة لك؟

بهية الحريري: لقد نشأت في أسرة ثرية، ولكن هي ثرية بأخلاقها وبطموحها وبحبها للعلم والعمل، لأن الثراء في نظري هو ليس ثراءً مادياً، لا يقتصر عن الثراء المادي، أود أن أصحح الموضوع لقد نشأت في أسرة بسيطة مقدراتها متواضعة ولكن طموحها وقناعاتها كانت فعلاً ثرية بطموحاتها وقناعاتها، وهذا.. هذه القيم هي التي مازلت أحافظ عليها بعد أن أكرمنا الله في الوضع الحالي، وأحاول دائماً أن أزرع هذه القيم في نفوس الأجيال التي أعتبر أنني مسؤولة عن قيمهم وتعلمهم ومعرفتهم، هذا الذي دفعني إلى انتهاج هذا الخط الذي أنا فخورة به وفخورة بأن أكون على تماس بهذا الموقع.

منتهى الرمحي: يعني هل يمكننا القول بأن زراعة هذه القيم في نفوس أجيال قادمة كان هاجساً بالنسبة للسيدة بهية الحريري؟

بهية الحريري: طبعاً هدف بالنسبة لي لأنني أعتبر أن التربية والتعليم هي الثروة الحقيقية للإنسان، لأن المجتمعات لا تقاس بمقدراتها المالية، تقاس بمعرفتها أو بجهلها، فمن هنا كان الاتجاه للتربية والتعليم لـ.. اتجاه للتطور والنمو على امتداد طبعاً مسؤوليتي الوطنية على مساحة الجنوب وعلى مساحة لبنان.

منتهى الرمحي: طب أنتقل الآن أيضاً إلى ضيفتي سعادة السيدة أمة العليم السوسوة، سعادة السفيرة، يعني مجال الدبلوماسية في.. الدبلوماسية المعاصرة لنقل غير التقليدية هو مجال سياسي، مجال يحتاج إلى الكثير من مهارات التفاوض والخبرة ومعرفة المصالح وكيفية السعي إلى تحقيقها، في هولندا بالذات يعني بين هولندا واليمن معروف أن هناك علاقات وثيقة تربط بين البلدين وهناك مصالح مشتركة وهناك أيضاً أموال تقدم من هولندا إلى اليمن، أن تكوني سفيرة لليمن في هولندا بالإضافة إلى أن تكوني سفيرة غير مقيمة لليمن في السويد وسفيرة غير مقيمة لليمن أيضاً في الدنمارك يعني مسؤوليات ثقيلة، مسؤوليات ثلاث سفارات معاً، هل واجهتي صعوبات كامرأة أتحدث الآن أثناء ارتقائك في المناصب حتى تصلي إلى هذا المجال؟

إعلان

أمة العليم السوسوة: أولاً أخت منتهى، أرجو أن تسمحي لي بالتوجه إليك بهذه التحية، وشكراً على استضافتي

منتهى الرمحي: أهلاً بك.

أمة العليم السوسوة: وسعدت أيضاً بتواجدي مع السيدتين العزيزتين، النائب بهية الحريري والأخت العزيزة المكرمة منى، وطبعاً أود في البدء أن أقول إن موضوع المرأة وارتقاء السلم السياسي أو الوصول إلى مواقع القرار اختلف بالطبع كما لاحظتي حتى من النماذج الثلاثة التي لديك الآن، اختلفت من بلد إلى آخر بحسب التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية أيضاً والثقافية، فلذلك لابد أن نتحدث عن كل حالة كما لو كانت حالة بحد ذاتها..

منتهى الرمحي: فردية، صحيح.

أمة العليم السوسوة: نعم، أود أن أقول إنه طبعاً فيما يخص العلاقات اليمنية الهولندية، بالطبع إن العلاقات التي تربط الممكلة الهولندية بالجمهورية اليمنية علاقات تضرب في القدم كما يقال، فهي علاقات عرفت أولاً طريقها إلى التجارة منذ القرن السابع عشر الميلادي، عندما كان ذلك القرن هو القرن الذهبي للتجارة الهولندية عبر شركة الهند الشرقية الهولندية، وعندما وصلوا إلى ميناء (المخاء) ذلك الوقت واستوردوا منه القهوة اليمنية التي تعرف حتى الآن بـ (موكاكوفي) التي تعرفينها ولها شهرة كبيرة في أوروبا، فالعلاقة منذ ذلك اليوم.

لكن اليمن بهولندا ارتبطت بعلاقات سياسية واقتصادية منذ العام 1933، ولولا ظروف اليمن السياسية وقتها، لأنك تعرفين أن اليمن كانت أيام الإمامة تعاني من عزلة شديدة لذلك لم تتوج العلاقات اليمنية الهولندية ولم تصبح ظاهرة للعيان إلا منذ عام 75، وها نحن -إن شاء الله- في العام المقبل نحتفل بمرور 25 عاماً على هذه العلاقة، وأنت أيضاً مصيبة في قولك بأن العلاقات اليمنية الهولندية أيضاً علاقات متميزة، لأن هولندا هي البلد الداعم رقم واحد فيما يخص برامج التعاون والتنمية الدولية.

أما من حيث أن الدبلوماسية أيضاً تحتاج إلى قدرات، فنعم هي مثلها مثل أي وظيفة أخرى، سواء كانت الدبلوماسية أو أي وظيفة أخرى، إذا أراد الإنسان أن يتقنها فعليه أن يكون مسلحاً بالأدوات والوسائل التي تمكنه من النجاح فيها، ولكن بحكم كوني ربما أول سيدة يمنية تتولى هذا الموقع، كانت الأنظار بعض الشيء في البداية متجهة إلي، وأحمد الله أن قد مر الآن حوالي أكثر من عامين على بدء عملي في هولندا وأجدني على الأقل راضية عما قمت به من عمل وإن لم أكن راضية بعد عما يجب أن أقدمه لبلدي أيضاً الذي اختارني لموقع هام مثل هذا، وأعتقد أيضاً -كما أشارت الأخت منى- بأن الدور القيادة السياسية في البلدان العربية دور أساسية، بل إنه أحياناً -كما هو الحال في اليمن- قد تقدم أحياناً حتى على بعض الآراء الاجتماعية، كما تفضلتِ في بداية الحديث أشرتي إلى أن الكثيرين لا يزالون يرون المرأة كما لو كانت كائناً ناقص وكائناً غير قادر على العمل، وهم يتناسون بذلك أن المرأة كرمت وتحديداً في الإسلام وأن الحديث وجل الحديث أيضاً نقل أيضاً عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي وحبيبته أيضاً، وهم يتناسون أيضاً أن النساء في ذلك الوقت وبعد ذلك الوقت وفي عصور الإسلام المزدهرة كانت تباشر العمل الذي نسميه الآن قيادياً ولم يكن يوجد هذا الاعتراض، لكن التغييرات التي حصلت وطرأت على واقع الأمة العربية والإسلامية هي التي جعلت البعض يرى المرأة خارج سياق التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، الذي احتكره الرجل لبعض الوقت، ولذلك يجد الناس الآن أن مثل هذه النماذج هي نماذج استثنائية طبعاً من حيث العدد، ولكننا نتمنى أن نراها في المستقبل وقد أصبحت واقعاً عاماً بحيث لا تحتاجين إلى أن تستضيفينا عندما تكون الحالة عامة ويكون عدد السفيرات وعدد النواب في مجلس الشعب أو مجالس الشورى، يكون عددهن على الأقل مساوٍ لإخوانهن في هذه المواقع، وعندها لن نحتاج حتى لبرنامج للسيدات فقط لنتحدث فقط عن نماذج رمزية.

منتهى الرمحي: سنستضيفكن بالتأكيد لنتحدث عن الإنجازات التي تمت في تلك المراحل منذ أن بدأت المرأة وإلى أين وصلت المرأة، بإذن الله، الآن سيدة منى، في المجتمعات العربية تقريباً في.. في معظم الدول العربية إن لم تكن كلها الحديث من المرأة، الحديث عن تطور المرأة في الاتجاهين.. في الاتجاه السياسي والاقتصادي بالتحديد وليس في الاتجاه الاجتماعي ولو أنه هو الأخطر الحديث عن تطورها في المجال الاجتماعي، بعض القيادات السياسية ذهبت للتوجه إلى أنه يعني تُستخدم المرأة كديكور سياسي، ديكور ديمقراطي حتى يُقال عن تلك البلد أو.. أو بلد آخر أنها بلد ديمقراطي يعني انظروا إلى وضع المرأة فيها، مرأة وزيرة.. مرأة عضو في مجلس شورى، مرأة كذا، فإذن هي بلد ديمقراطي ولا تحتاج إلى الكثير يعني.. إلى أي مدى يمكن أن يعتبر هذا الكلام صحيح برأيك؟

إعلان

منى بنت محفوظ المنذري: ما أعتقد إنه صحيح، لأنه أي بلد كان لما يختار مجموعة من السيدات من يعملن في المجال السياسي -على سبيل المثال- إن لم يكن كفوات لهذا المركز، فلا أعتقد أنهم يستطيعوا مسايرة الوضع.

منتهى الرمحي: طب ما هو هذا الكلام خطير أيضاً سيدة منى، يعني إذن العدد القليل.. ما نراه من عدد وزيرات قليل جداً أو من عدد أعضاء في مجلس أعيان أو مجلس شورى أو مجلس نواب أيضاً قليل، هل هذا يعني أن كفاءة المرأة أقل من كفاءة الرجل في المجتمعات العربية مازالت؟

منى بنت محفوظ المنذري: لأنه الرجل صحيح هو كفاءته عالية جداً، فيه عندنا سيدات كفاءاتهم عالية، لكن لا يجاز فن في تقديم المزيد والأكثر، نفترض -على سبيل المثال- مجلس الشورى، فتجدين أن قلة من يذهبن إلى الترشيح، يعني تفضل أن تكون ما آخذه دور ثاني.. ثانوي ولا تريد أن تدخل في مجال مجلس الشورى، ما هي ترشيحات فمنها هي أيضاً القصور.

مسؤولية المرأة في عدم وصولها للمناصب القيادية

منتهى الرمحي: طيب.. إذن.. إذن تحميل المسؤولية للطرف الآخر للدولة أو للرجل أنه يقف ضد المرأة ربما يكون فيه تجني على.. تقصير المرأة.

منى بنت محفوظ المنذري: صحيح، من وجهة نظري.. أنا أعتقد إنه الرجل.. لنأخذ.. يعني أنا آخذ نفسي، لأنه ما أستطيع أتحدث عن جميع السيدات، أنا أجد أنه الرجل يقف بجانبي ودائماً كنت أتصور نفسي طفل والرجل بمد يده حتى يشيلني من.. يعني من.. من الحياة، من بداية الحياة الأب والأخ والزوج و.. ويعني التسلسل اللي ماشي، والإداريين المسؤولين عن هذه المرأة فيأخذوا بيدها.

منتهى الرمحي: هناك نساء كثيرات أيضاً -سيدة منى- هن لا يبحثن عن من يأخذ باليد كالطفل، إنما يبحثن عن من لا يقف عائق أمامهن، يعني هل هذه حالة.. أنا أتحدث عن سلطنة عُمان، بشكل عام كونها حالة فردية، يعني هل هذه حالة موجودة في.. في عُمان؟

منى بنت محفوظ المنذري: أكيد.. في كل المجتمعات موجودة من يقف ضد المرأة، لكن في سلطنة عُمان يمكن تكون قلة، لأنه سلطنة عُمان لها خصوصية معينة أنه المرأة منذ البداية، ومنذ الأزل كانت تشارك الرجل في جميع الأعمال.

منتهى الرمحي: هناك يعني امرأتين في مجلس الشورى العُماني من 52 عدد أعضاء المجلس بشكل عام، يعني برأيك امرأتين من 52 رجل عدد قليل، يعني نسبة مازالت بسيطة، هل تحملين المسؤولية للمرأة..
منى بنت محفوظ المنذري: المرأة.

منتهى الرمحي: أم للناخب، أم لكونه النظام يُعطي الحق للمرأة في الترشيح والانتخاب إذن سنبعد النظام إلى جنب يعني؟

منى بنت محفوظ المنذري: لأ، أنا أحمل المرأة في البداية، لأنه المرأة لا تذهب للترشيح، يعني السبب الرئيسي هي، لا يمكن إنه حد يجي ويطلب منهن أنه يذهبوا للترشيح، هذا نابع من داخل الإنسان إنه أنا أستطيع أن أعمل في هذا المجال وأذهب للترشيح، لكن نضع هذا على المرأة، أما الرجل لما يجد إنه المرأة.

منتهى الرمحي: قادرة.

منى بنت محفوظ المنذري: قادرة في العطاء وقادرة أن تساعد في رفعة مجتمعها ما أعتقد إنه يقف حائل في طريقها.

منتهى الرمحي: طيب، سيدة بهية الحريري، معنا دقيقة حتى ننتقل إلى موجز للأنباء تجربتك في المجال السياسي، عضو في البرلمان اللبناني يعني هل.. يعني كيف يمكن أن تصفيها؟ هل واجهتك صعوبات كامرأة في الوصول إلى المجلس النيابي، أم أن الاسم بهية الحريري كانت كفيلاً بأن يدع الناخب يذهب إلى صندوق الاقتراع وهو كله ثقة أن بهية الحريري ستقوم بتمثيله أو.. يعني ستحافظ على هذا الصوت الذي أعطي إليها؟
بهية الحريري: خريطة التمثيل الحقيقة كان سبقها عمل متواصل مع الناس لمدة 14 سنة مع مؤسسة الحريري في المنطقة التي ترشحت عنها اللي هي منطقة الجنوب، ولكن عندما دخلت البرلمان في عام 92 أي منذ عشر سنوات حتى الآن، كان هناك تحدي كبير لـ.. أولاً لجنسي البشري، فكان التحدي للنجاح في عملي البرلماني هو المقياس الأساسي لي، قضية الصعوبات لا أعتقد أن إذا كنا مؤمنين بالعمل الذي نقوم به..

[موجز الأخبار]

منتهى الرمحي: أعود معكِ سيدة بهية الحريري عذراً قطعنا الحديث، حدثيني عن أهم الصعوبات التي واجهتيها عندما قررت اقتحام مجال العمل السياسي.

بهية الحريري: أخت منتهى، كنت قد بدأت الكلام بأنني بدأت تجربتي النيابية قبل عشر سنوات من الآن، وكان.. ورسمت لنفسي أو لطريقي نوعان من التحديات، تحدي لـ.. في موضوع إنني امرأة ولكي أفتح الطريق أمام الآخرين يجب أن أنجح في هذا العمل، وكنت قد.. من خلال عملي في مؤسسة الحريري اطلعت.. استطعت الاطلاع على تجارب كثيرة لنساء رائدات، نجاحهم أو فشلهم يعني مرتبط بشخصيتهم، فهذا ما دفعني إلى العمل بمسؤولية كبيرة وبعمل دؤوب خلال هذه الفترة.

في بداية حياتي التشريعية البرلمانية، لأن هناك مسؤولية تختص بمن أمثل وتختص بشعبي أيضاً، مثلي مثل كثير من الرجال في بداية الحياة البرلمانية كان هناك صعوبات، ليس هناك تمييز أو محاولة يعني مضايقات، أو.. هذا.. هذا الموضوع لم يكن موجود مطلقاً في حياتي، لأنني عملت بمسؤولية عالية استطعت أن أستحوذ على احترام الجميع نساءً ورجالاً، فهذه النصيحة لكل من يريد أن يعمل -وخاصة المرأة- ليس هناك أي نوع من المحاربة كما يعني نقرأ في.. أو نشاهد في كثير بالنسبة لي لم تكن هناك أي نوع من المضايقات، ولكن كانت المسؤولية كبيرة، تعلم الحياة السياسية هي طريق تختلف كلياً عن الحياة العامة وحياة المؤسسات، وأعتقد تحدي النجاح في هذا الخط كان لفتح الطريق أمام زميلاتي الذين سيأتون أيضاً من بعدي، فهذا سبب أساسي في إصراري على تحمُّل كامل المسؤولية في هذا الموقع.

منتهى الرمحي: إذاً هل تعتقدين -سيدة بهية- أن المشكلة في نظرة المرأة إلى نفسها وليس في نظرة المجتمع إلى المرأة؟

بهية الحريري: أخت منتهى، أود أن أقول بأن الحياة البرلمانية أو الحياة العامة هي يجب أن يسبقها فترة إعداد، لذلك لقد أطلقت مؤخراً برنامج التربية على الديمقراطية اللي هو عبارة عن مجالس بلديات الأطفال اللي هو عبارة عن مجالس بلديات الأطفال على امتداد الوطن كله، وهو الذي يعد الفتاة والشاب على.. وطبعاً الأطفال، اللي هم قيادات المستقبل -إن شاء الله- على الارتباط بواقعهم وعلى قبول الآخر وعلى العمل ضمن الحياة العامة، ما.. هذا عمل يجب أن يكون له إعداد، هو ليس فقط يعني أريد أن أتقدم أو أترشح، يجب أن يكون هناك نَفَس في الحياة العامة، مسؤولية عالية، تجربة، كل هذه الأمور تحتم علينا نحن الذين وصلنا بإطلاق برامج لتشجيع الباقيات على أن يقوموا بدورهم، وأنا بأحب أقول عبر تليفزيون (الجزيرة) عبر الناس اللي عم.. يعني يحضرونا، مكان المرأة ما بعده في بداية الطريق على امتداد العالم العربي ما حداً بيقدر يأخذ محلها، فتأكيد دورها، تأكيد مسؤوليتها هو بعده مفتوح، وفي بداية الطريق و.. وهذا إله علاقة في تطور المجتمع الطبيعي لقبول دور المرأة التي لا تقل مطلقاً عن تحملها المسؤولية عن دور أي إنسان آخر.

فأعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد على مساحة العالم العربي طبعاً تطور طبيعي لتحمل المسؤولية في أكثر من موقع سواء على المستوى البرلماني أو على المستوى البرلماني أو على المستوى القيادات الأخرى اللي هي الوزرات أو غيرها.

منتهى الرمحي: ولكن المسألة ربما بحاجة إلى القليل من الثقة بالنفس والكثير من الجهد للمرأة لتصل في النهاية.

بهية الحريري: لاشك.. لابد كل عمل مسؤول ونجاح يعني ناجح له يعني عمل تراكم من المسؤولية والعمل المستمر.

منتهى الرمحي: نعم، لمقاربة تلك الصعوبات التي تحول بين المرأة والقيادة في عالمنا العربي نتابع معاً التقرير التالي:

تقرير/ أسماء بن قادة-قراءة/مادة صياغ: المرأة والقيادة عالمان لا يلتقيان عند الكثير من الناس في مجتمعاتنا العربية فالنظام الاجتماعي الذي التبست فيه تعاليم الدين بالأعراف والتقاليد السائدة ركبت مفاهيم خاطئة عن الذكورة والأنوثة، ورسخت بدورها مجموعة من التصورات والأحكام اعتبرت القصور صفة قرينة بشخص المرأة ولصيقة بكيانها، فوقع بذلك تقسيم للمهن والوظائف يتضمن الكثير من التمييز ضد المرأة.

ولعل تقرير الأمم المتحدة الذي وضع الدول العربية فيما يخص وضع المرأة في ذيل القافلة البشرية مؤشر واضح على ضآلة الإنجازات التي حققتها تلك الدول في تخريج قيادات نسائية يمكنها المشاركة في توجيه مسيرة الدول والمجتمع، وهو أمر يؤكد فشلاً في النماذج المعتمدة للتنمية قبل أن يكون فشلاً في إصلاح وضع المرأة، وعلى الرغم من امتلاك كثيرات من النساء المؤهلات تسمح بتبوءهن مناصب قيادية ينافسن بها الرجال إلى الحد الذي قد يجعلهن في مقدمة المواقع، غير أن معوقات شتى لا تزال تقف في طريقهم، ولعل توجهات حكوماتنا العربية في هذا المجال تتحمل الكثير من المسؤولية، فهي تجعل محاولاتها لمساعدة المرأة تتوقف عند تبرعها لها على استحياء بحقائب الشؤون الاجتماعية من حين إلى آخر.

وفي المقابل تؤكد الكثير من المعطيات أن مشكلة تخلف المرأة عن عالم القيادة قد تنبع من المرأة نفسها، وبدليل أن الكثيرات من النساء وبإمكانياتهن الفردية واجهن الصعوبات التي وقفت في طريقهن من الأسرة إلى الدولة، وفرضن أنفسهن في مجالات تفوقن فيها.

أما الدليل الثاني فإنه يتمثل فيما أكدته إحصائيات المشاركة السياسية للمرأة في الانتخابات العربية، والتي حجبت فيها المرأة الثقة عن المرأة وأبعدتها عن المشاركة في صنع القرار بحجبها أصواتها عن المرشحات، لتؤكد بذلك أن الرجل لا يمثل حجر العثرة الوحيد في طريق المرأة للنهوض بنفسها.

ولا تنتهي قصة المعوقات عند هذا الحد، فحتى بعد ما تتسلم المرأة منصباً قيادياً في الدولة والمجتمع عليها أن تتحمل مسؤوليتن تتمثل الأولى في تحملها مهام المنصب، والثانية تكمن في مضاعفة الجهود حتى لا تعمَّم تداعيات فشلها على بنات جنسها وفقاً لتلك الأفكار المسبقة التي يتمتع الرجل دوماً بترديدها، إذاً الأزمة بالنهاية أزمتين، أزمة ثقة الرجل بالمرأة وأزمة ثقتها بنفسها، وقد تكون الثانية أولى بالمعالجة من الأولى، كما قد يتطلب الأمر من الدول العربية المسارعة بإصلاح هذه المجالات من الداخل، لأنه وفي حالة العكس سيكون على تلك الدول تحمل الضغوط التي ما فتأت القوى.. القوى الدولية تمارسها على عالمنا العربي في مجال حقوق الإنسان، وتلك التقارير والتوصيات التي تتوجه بها المؤتمرات الدولية إلى مسؤولين لتنفيذها قبل أن تضعها في تصنيفات وقوائم تحتم عليهم البقاء على هامش التفاعلات الدولية، فهلا حاسبنا أنفسنا قبل أن نمنح غيرنا فرصة محاسبتنا؟

منتهى الرمحي: سيدة منى، ما رأيك؟

منى بنت محفوظ المنذري: يعني سمعت التقرير بيقول لك إنه المرأة هي من يقف ضد المرأة يعني، وهذا صحيح، أنا أتفق مع التقرير ما قيل، لكن كنت أحب..

منتهى الرمحي [مقاطعاً]: وما معنى يعني المرأة بتقف ضد المرأة؟

منى بنت محفوظ المنذري: يعني لو ترشحت امرأة ورجل أعتقد راح تفضل الرجل على أساس ما هي متأكدة من مقدرة المرأة لتحقيق ما تتمناه هي.

منتهى الرمحي: أو ربما غيرة.

منى بنت محفوظ المنذري: أو غيرة، ما هي هاي شغلتين اثنين لها الواحدة، بس كنت أحب أعقب على كلام السيدة بهية الحريري وقالت جملة جميلة جداً، يعني قبل دخولها البرلمان أو المجال السياسي كانت تعمل في المجتمع، يعني المجتمع عرفها قبل أن تدخل في هذا المجال، فكان سهل لما تدخل في البرلمان.

منتهى الرمحي: يعني أسست لنفسها بشكل صحيح.

منى بنت محفوظ المنذري: صحيح هذا هو.

منتهى الرمحي: حتى تم اختيارها كنائب في البرلمان

منى بنت محفوظ المنذري: نعم، وأضافت أيضاً إنه يجب علينا نحن السياسيات أن نقمن بتدريب بنات الجيل الجديد على هذه المجالات حتى يكون أسهل بالنسبة لهم لتخطي هذه المرحلة وللدخول في هذا المعترك اللي ربما جيلنا يفتكروا إنه صعب جداً، لكن إحنا لازم نعلم الأجيال الجديدة كيفية الكفاح وكيفية الاستمرار في هذا المجال، وهذا الدور كبير علينا.

منتهى الرمحي: كيفية.. كيفية الإيمان بفكر التحرر والسعي نحوه يعني بشكل أو بآخر.

سيدتي سعادة السفيرة، يعني في نفس الموضوع.. في نفس الإطار المرأة في العالم العربي كثيراً ما تتحجج بعدم وصولها إلى مواقع ودوائر صناعة القرار وفي تخلفها عن الترقيات الوظيفية والمهنية الهامة بنظرة الرجل ربما لها بأزمة الثقة ما بينها وبين الرجل، بأنه المسؤول مثلاً لا.. لا يمنحها الترقية التي تستحقها، ولكن يعني هي تركز كثيراً على أساس أزمة الثقة التي مازالت قائمة بين الرجل والمرأة، إلى أي مدى -برأيك- يعتبر هذا الكلام صحيح، أم أن المرأة هي التي تتحمل المسؤولية أولاً وأخيراً؟

أمة العليم السوسوة: طبعاً أنا سأخالف بعض الشيء الأخت العزيزة منى في ما طرحته أولاً حول مسألة هي تبدو بسيطة، مسألة علاقة المرأة بالمرأة في مجتمعاتنا، وأنها تتحمل هي مسؤولية عدم وصول السيدات الأخريات إلى مواقع اتخاذ القرار تحديداً في المجالس النيابية، إن كانت حتى هذه الظاهرة موجودة ظاهرة ألا ترشح النساء نساءً مثلهن لهذه المجالس ينبغي علينا أولاً أن نعود إلى واقع التجربة الديمقراطية في عالمنا العربي.

أولاً: تجارب الديمقراطية كلها في أحسن الأحوال لا تزال وليدة ولا تزال في طور التجربة، حتى لم تترسخ في كثير من البلدان، لأن العملية الديمقراطية هي عملية مكتملة وليست فقط مجرد أن يذهب الناس ليتراصوا يوم الانتخابات ليدلوا بأصواتهم للرجل أو للمرأة، هذا أولاً.

وعندما تذهب المرأة للاقتراع تذهب مثل الرجل أيضاً في بلداننا وفي مجتمعاتنا لتقترع من يراه الزوج، من يراه الولد، من يراه القريب، من يراه -بعد ذلك- الحزب الذي أوصل النساء إلى موقع التصويت، ومسألة الحصول على الأصوات فقط لمجرد أن المرشح مناسب -سواءً كان هذا الشخص ذكراً أو امرأة- هذه المسألة لا تزال الحقيقة بعيدة بعض الشيء، ولذلك ينبغي أن نخفف قليلاً على الأقل على أخواتنا اللواتي بدأن فقط منذ فترة بسيطة التعود على هذه النسمات الطيبة، وكما نعرف جميعاً لا تزال كثير من الدول في العالم العربي تمنع حتى النساء من حق التصويت، فما بالك بحق الانتخاب و.. المشاركة.

منتهى الرمحي: الترشُّح.

أمة العليم السوسوة: عفواً بحق التشريح نعم والمشاركة في هذه الأعمال، هذه أولاً.

المسألة الثانية: مسألة الثقة بالنفس ومسألة القدرة وعما إذا كان الرجل هو الذي يمنعها أو عما إذا كانت هنالك حساسية أو شعور بأن المرأة إذا ما كانت في موقع القرار ستخلق أيضاً نوعاً من الحساسية بينها وبين الرجل، هذه كلها مسائل طبيعية، قد تكون النساء هن أيضاً متضايقات من بعض النساء القياديات، وقد يكون الرجال أيضاً هم متضايقون أحياناً من بعض النساء أو من بعض الرجال، هذه مسائل طبيعية في أي مكان عام للعمل كما تعرفين ونعرف جميعنا، لكنها ليست قاعدة، عندما تكون النساء قد حصلن على حق التأهيل والقدرة على العمل في هذه.. في هذه المواقع وعُوِّدت النساء على أن يكن أيضاً حاصلات على الدورات التدريبية وقبلها على التعليم، لأنكِ كما تعرفين وكما أشارت السيدة أسماء -في تقريرها الذي أوردته قبل قليل- أن مشكلة التعلُّم ومشكلة الفقر هما الأساس في تخلف النساء بالإضافة إلى تخلف الرجل، نحن أيضاً نغفل أحياناً أيضاً أن الرجل في مجتمعاتنا العربية لا يزال يعاني من كابوس الأمية، فإذا كان الرجل يعاني من هذا الكابوس وهو صاحب اليد الأولى والطولى وصاحب القرار الأول، فبالأحرى أيضاً أن نجد المرأة أيضاً أمية، ولكن عندما يكون الرجل متعلماً بعض الشيء، قد لا تكون هنالك أيضاً حتى أحياناً إذا رغب في أن يعلم السيدات في بيعه من بناته أو زوجته أو أخواته، قد لا يستطيع أحياناً خاصة في بعض الدول العربية التي لا تنعم بمصادر دخل كبيرة بحيث تستطيع أن تبني مدارس لكل أبنائها وبناتها كما هو الحال الحقيقة في اليمن، اليمنيون ليسوا متزمتين..

منتهى الرمحي [مقاطعاً]: طيب سعادة السفيرة، هذه النقطة

أمة العليم السوسوة: نعم.

تعليم المرأة بين الحالة الاقتصادية والأعراف والتقاليد في المجتمعات العربية

منتهى الرمحي: هذه النقطة فقط أريد أن أتوقف عندها قليلاً، يعني البعض يقول أن الأولى بالتعليم هي المرأة من الرجل، الأولى بالتعليم الأنثى من الذكر، بمعنى أن المرأة هي التي ستربي الأجيال، هي التي ستعلم، هي التي.. يعني ستحتضن هذه الأسرة وتوجهها بشكل ضمن منظومة قيمية ومبادئ وأفكار هي تؤمن بها، فإن لم تكن المرأة متعلمة، فكيف لها أن تنشيء جيلاً؟ يعني البعض يذهب

أمة العليم السوسوة: نعم.

منتهى الرمحي: إلى أن أهمية التعليم إذا كانت المسألة اقتصادية، لا نستطيع فتح مدارس تتسع الذكور والإناث معاً لنفتح مدارس تتسع الإناث ونترك الذكور، الذكر يعمل أي شيء بالنهاية، ربما يعمل

أمة العليم السوسوة: ما أريد..

منتهى الرمحي: أي مهنة ليست معيبة بالنسبة له، أما المرأة فهي لا تستطيع أن تفعل شيء إذا أردت.. إذا وصلت إلى مرحلة مثلاً أصبحت أرملة مثلاً وأرادت أن تقوم بإعالة عائلتها، لا تستطيع أن تعمل أي شيء المرأة، هناك مهن صعب عليها ممارستها أيضاً.

أمة العليم السوسوة: ما أريد.. ما أريد أن أقوله هنا يا سيدتي: أن السيدات والرجال من حقوقهم الإنسانية الأولية والبسيطة، بل من حقهم الذي منحهم الله -سبحانه وتعالى- وأمرهم به أن يتعلموا، ولكن كثير منا للأسف حتى يجهل أن العلم فريضة على كل مسلم، ويُقصد هنا إن لم نجد حتى كلمة مسلمة أنه فريضة، الفريضة معروفة ما هي، ينبغي أن يؤديها كل مسلم بغض النظر عن جنسه ونوعه، هذه أساس، ولكن الذي يحدث للأسف الشديد أنه أحياناً يتم انتقاء فقط بعض المقاطع من هنا وهناك ويُنسى أحياناً أن هناك مسائل جوهرية في الدين متعلقة بهذا الحق الإنساني الذي مُنح من الله -سبحانه وتعالى-، وعندما تحدثت عن مسألة فعلاً القدرات الاقتصادية أتحدث عن اليمن هنا، لأنه كما تعرفين بلد اليمن بلد جغرافيته كبيرة وصعبة وأحياناً يكون من الاستحالة الانتقال أحياناً من قرية إلى قرية، حتى يستطيع الولد أو البنت الانتقال إلى قرية أخرى حتى للحصول على مبادئ الدراسة الابتدائية، ولذلك الدولة تضطر أيضاً إلى بناء مدرسة في كل قرية، فإذا أردتِ أن تبني مدارس في أكثر من 35 ألف إلى 40 ألف قرية أحياناً متجاوزة، لأن هنالك مسافات جغرافية لا تستطيع الفتيات ولا يُسمح لهن حتى بالأعراف الاجتماعية الانتقال إليها، بينما يكون من حظ الولد أو الفتى أنه يستطيع الانتقال دون خوف عليه من الأسرة، ولكن حدث في اليمن على سبيل المثال أنه منذ أعوام عندما تم التركيز على بناء وتشييد مدارس للفتيات أن ارتفعت نسبة الالتحاق في المدارس الابتدائية من 16% فقط عام 96 إلى أكثر من 38% خلال عامين فقط عندما تم التركيز على هذه الناحية، فإذاً تجدين أيضاً أن التعليم أساس، التعليم هو الأساس للذكور وللأناث معاً، والتعليم النافع، التعليم الذي يجعل الإنسان يحترم إنسانيته ويجعل المجتمع يقدِّر هذه الإنسانية بغض النظر عن ذكوريته أو أنوثته، لأن المشكلة تحدث أننا ندخل في خلافات أحياناً أو نجعلها خلافات وهي غير موجودة، وإنما من الحقيقة هو أن المجتمع بأكمله يحتاج إلى إعادة نظر فيما يتقبلون من أفكار بخصوص الأدوار المناطة بالفتيات والفتيان حتى من سن مبكرة وتتحمل النساء كما يتحمل الرجال أيضاً وليس النساء فقط يتحملوا جميعاً في البيت هذه المسؤولية الهامة، أنا صحيح قد أقول مثل الكثيرين أيوه النساء يحتجن أن يكن هن المدرسات الأوائل بسبب أنهن طبيعياً وغريزياً أوكلت إليهن طبيعة أو وظيفة الأمومة الراقية والرفيعة، ولكن أيضاً هذا لا يعني أن نطلب منها كل هذا وهي غير مؤهلة، وهي لا تستطيع أن تحصل على حقوقها، فكيف وأنا دائماً أردد هذا المثل، كيف نريد من امرأة أمة بمعنى الجارية أن تربي أولاداً أحرار؟! عندما نقول "الأم مدرسة إذا أعددتها". كيف يمكن أن تربي الأم الجاهلة التي لا تستطيع القراءة والكتابة التي بالكاد تستطيع حتى أن تؤدي فرضها الديني لأنها حُرمت من التعليم فقط لأنها امرأة، أين الحقيقة؟ وأين الواقع من هذا الكلام؟

منتهى الرمحي: صحيح.. صحيح.. طيب يعني إلى أي مدى.. إلى مدى يمكن أن نقول أن قضية الأعراف والتقاليد السائدة في المجتمعات العربية مازالت مؤثرة فعلاً ونحن في القرن الحادي والعشرين على قضية تعليم الأنثى أو تعليم الذكر دوناً عن الأنثى، قضية إعطائها فرصة للتعبير عن نفسها لاختياراتها في الحياة أيضاً؟

أمة العليم السوسوة: كما قلت لكِ دعيني أيضاً أورد مثالاً آخر من اليمن، كان الكثيرون يعتقدون أن اليمنيين رجال متزمتون وأنهم لا يريدون لبناتهم أن يذهبوا إلى المدارس، ولكن في دراسات كثيرة وجدنا أن الآباء في أبعد وفي أشد مناطق اليمن بعداً عن المدن كنا نجدهم دائماً يقولون: تمنيت لو أن ابنتي تستطيع الذهاب إلى المدرسة بدلاً من ابني، لأنها أفضل في التحصيل ولأنها أكثر، ولأنها ستعود بالخير على نفسها وعلى أسرتها عندما تتعلم وتتأهل وعندما بدأت فعلاً فكرة بناء المدارس للفتيات وجدن الآباء أول من يسارعوا وأول من يذهبوا ببناتهم إلى هذه المدارس للالتحاق بها، فإذاً هي فكرة أيضاً مرتبطة بالاحتياج، مرتبطة بتوافر المدارس، مرتبطة بالمدرسات لأنه أيضاً.. أيضاً لا تنسين أنه لا توجد عدد.. أعداد كافية من المدرسات اللواتي يمكن أن يقمن بهذا العمل مثلما لا توجد أعداد كبيرة من الطبيبات، مثلما لا توجد أعداد كبيرة من المحاميات، وهكذا.

ولكن المسألة الأساس في هذا الموضوع كله عندا تحدثتم في تقريركم -وأنتم محقون- هي مسألة مرتبطة بالتنشئة الاجتماعية وأيضاً بالإمكانات الاقتصادية التي بلا شك أنها ستغير كثيراً من العادات والتقاليد الغير حميدة.

منتهى الرمحي: أنتقل للسيدة بهية في لندن.. سيدة بهية، يعني طالما الحديث عن المرأة والفتاة والتعليم وكلها، أنتِ من.. من النساء الأوائل في لبنان التي اهتمت بمجال الأوائل في لبنان التي اهتمت بمجال التربية والتعليم من بدايات ما امتهنتي مهنة التدريس، ومن ثمَّ حتى بعدما دخلت في معترك السياسة في مجلس النواب بدأت اهتماماتك، يعني بقيت في نفس الإطار، رئيسة لجنة التربية والثقافة في مجلس النواب، علاقتك بالمرأة كانت علاقة مباشرة أيضاً، أنتِ رئيسة لجنة شؤون المرأة في الاتحاد البرلماني العربي، وعضو اللجنة التأسسية لمنظمة المرأة العربية، وعضو اللجنة التنفيذية لقمة المرأة العربية، يعني هذه اللجنة التأسيسية واللجنة التنفيذية ولجنة شؤون المرأة البعض يرى بأن ما حققته في المؤسسات التي أسستيها في جنوب صيدا كان أكثر فاعلية وتجسداً في الواقع من اللجان الأخرى، إلى أي مدى يمكن أن تعتبري هذا الكلام صحيح، وإذا كان صحيح لماذا؟ يعني ما هو تفسيرك؟

بهية الحريري: أخت منتهى، أنا لا أجد فصلاً بين عملي في جنوب لبنان، وعملي على صعيد.. صعيد المرأة العربية، لأنه جاء امتداداً طبيعياً لعملي كامرأة عربية على امتداد الجنوب وعلى امتداد الوطن، فهذا لا فرق ولا أجد أبداً فصلاً، هو تطور طبيعي لعملي الذي بدأ في لبنان وفي جنوب لبنان تحديداً وانتقل إلى الوطن ككل على مستوى التمثيل البرلماني، ورئاسة لجنة التربية في البرلمان، ومن.. منه انتقل إلى مساحة العالم العربي وتطور طبيعي جداً لعملية الانتقال بالتجربة، وتحمل المسؤولية، ليس فقط على مستوى الجنوب أو على مستوى لبنان، بل على مساحة العالم العربي في قضية تطور وضع المرأة، وإيجاد إطار للتنسيق والعمل المستمر، ومنها لجنة شؤون المرأة في الاتحاد البرلماني العربي، وقمة المرأة العربية التي كانت يعني مشروعاً فريداً في العالم، وليس فقط على مساحة العالم العربي.

دور قمة المرأة العربية في تطوير وضع المرأة في العالم العربي

منتهى الرمحي: يعني قمة المرأة العربية، سأتوقف عندها قليلاً، وهناك.. هناك الكثير من يرون بأن مسألة القمة هاي تثير الكثير من الجدل والتساؤلات، يعتبر الكثير أن أهدافها سياسية أكثر منها لصالح المرأة، خاصة أنه من القمم السابقة التي عقدت لم ينتج عنها أية نتائج أو أية تشريعات اعتمدت إجرائياً لصالح المرأة.

بهية الحريري: أخت منتهى، الحقيقة يعني هنا أريد أن أتحدث بشيء من المرارة في هذا الموضوع، لأن فكرة قمة المرأة العربية تناولتها أو تناولها الإعلام الخارجي أكثر مما تناولها الإعلام العربي، والفكرة الأساسية كانت لإعداد.. هو اللقاء العربي المشترك لإعداد ورقة عربية لقمة (بريجين+5)، اللي المفروض كان في حزيران الـ 2000 أو في Jun سنة 2000، وأريد أن أطرح سؤالاً: أين هي المرأة العربية في بريجين؟ أين هي الورقة العربية الموحدة في (بريجين + 5)؟ أو في (نيروبي)؟ أو في maxeco؟ أو (كوبنهاجن)؟ يعني الفكرة الأساسية هي إطار عربي مشترك للإعداد لورقة عربية إن كانت على صعيد المرأة، أو على صعيد لطفولة، وبعد ثلاث سنوات من القمة العربية استطعنا أن نحقق مزيد من التواصل، ودعيت إلى.. أخت منتهى….

منتهى الرمحي [مقاطعاً]: طيب ما الذي يعيق إيجاد ورقة عمل مشتركة يا سيدة بهية؟

بهية الحريري: لم يكن.. لم يكن هناك إطار أخت منتهى لأي لقاء عربي مشترك…

منتهى الرمحي [مقاطعاً]: من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة؟ كيف يمكن لنا أن نصل إذن؟

بهية الحريري: المرأة.. اللي بيتحمل المسؤولية هو عدم التنسيق، عدم التواصل، أما الآن بعد انعقاد القمة الأولى والثانية أستطيع أن أقول لك أخت منتهى أنه وبكثير من الفخر بعد لقاء القمة الأولى استطعنا أن.. الأميرة ليلى مريم استطاعت أن تجمع الإطار العربي للعقد العربي للطفولة، لولا البدايات التي بدأت في قمة المرأة العربية، وكان هناك كثير من التواصل على صعيد السيدات الأولى اللي فتحن الطريق للقاء وللتعارف والتواصل، واللقاء للورقة المشتركة، الآن نستطيع أخت منتهى خلال أيام معدودة الدعوة إلى أي لقاء يقتضي إعداد ورقة، وهذا ما حصل في المنتدى الأخير في الكويت على هامش قمة.. على هامش منتدى المرأة والاقتصاد، كان هناك خلال 48 ساعة لقاء مع البرلمانيات لدعم المرأة الكويتية في حقها في الترشيح، وفي الترشيح والانتخاب، فلولا بداية القمة الأولى ما كان هناك هذا التواصل، لو ما الدعم الأساسي للسيدات الأول، وتحديداً للسيدة سوزان مبارك، وللدكتور عصمت عبد المجيد، والدعم القوي من الملكة رانيا، والأميرة ليلى مريم، والسيدة ليلي بن علي..

منتهى الرمحي [مقاطعة]: طيب هذا الدعم.. هذا الدعم، يعني الكثير.. الكثيرون بأن

بهية الحريري [مستأنفة]: هذا الدعم هو أسس.. أسس يا أخت منتهى، أسس لعملية اللقاء وكثر الجليد بين المرأة العربية على مساحة العالم العربي، وللبدء في التأسيس لهذه الأوراق للمشاكل التي تعاني منها المرأة على امتداد العالم العربي، للتأسيس لحوار البرلمانيات العربيات، والبرلمانيات الأوروبيات برعاية السيدة أسماء الأسد، يعني لولا بداية المرأة.. لولا بداية المرأة…

منتهى الرمحي: طيب، سيدتي، المهم هو أن نجد على أرض الواقع تطبيقات عملية تعود بالفائدة على المرأة العربية بشكل عام.

بهية الحريري: لاشك.. لاشك..، ولكن..

منتهى الرمحي: هناك فقدان ثقة بالحكام العرب أصلاً، فتولي عقيلات رؤساء الدول العربية لمثل هذه القمم قد يفقد يعني يدعو إلى أنه الناس والقاعدة الشعبية تفقد الثقة في مثل هذه المؤتمرات، مؤتمرات القمم العربية التي تعقد بشكل فقط يعني يتخذ فقيها قرارات كثير منها لا تنفذ، فكيف بقمة المرأة العربية؟ يعني هناك نظرة تشاؤمية نحو قمم المرأة العربية أيضاً.

بهية الحريري: أنا أتمنى أن نثق في هذه الأطر التي وجدت على مساحة العالم العربي، عبر قمة المرأة، وعبر مواقع القرار، وعبر دعم السيدات الأول مع المجتمع المدني، مع البرلمانيات لوضع الحلول لمشاكل المرأة على امتداد المساحة العربية، يجب أن نبدأ من مكانٍ ما أخت منتهى، ما.. لا نستطيع العمل دون إيجاد الأطر، هذه الأطر وجدت من خلال التلاقي، من خلال قمة المرأة، من خلال المنتديات من خلال المؤسسات التي أُنتجت بعد قمة المرأة للبرلمانيات العربيات، وبدء الحوار مع البرلمانيات الأوروبيات لوضع أول شيء صورة المرأة العربية كما قلت أخت منتهى هي صورة ليست حقيقية أنا لا أود أن أتنكر لعملية المشاكل التي تعاني منها المرأة العربية، ولكن في نفس الوقت أود أن أضع الموضوع.. الصورة الحقيقية للواقع، والصورة الحقيقية بنفس الوقت للمشاكل لوضع الحلول العربية المشتركة، لا نستطيع أن نعالج مشكلة المشاكل التي عرضها التقرير، دون أن يكون هناك إطار جامع للقاء وللبرنامج، بدون الأطر الجامعة.. العربية الجامعة لا.. لا نستطيع أن نضع الحلول التي تطبق على مساحة العالم العربي.

منتهى الرمحي: نعم.

بهية الحريري: قمة المرأة العربية لها سنتين أخت منتهى يعني خلال سنتين عدد المنتديات، عدد اللقاءات التي حصلت، الأطر التي هي أصبحت جاهزة للانطلاق للبرامج والعمل على مساحة العالم العربي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

منتهى الرمحي: يعني ربما نستعجل في النتائج، لأنه أصبح عندنا حالة ملل أصلاً في العالم العربي من كل هذا التأخير.

[فاصل إعلاني]

أسباب تأخر التنمية البشرية في المجتمعات العربية

منتهى الرمحي: نبدأ بأخذ المشاركات الهاتفية، معنا عبلة عماوي (ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من عمان) سيدة عبلة، يعني في آخر تقارير برامج الأمم المتحدة كان هناك إذا كنت سمعت معنا التقرير.. والتقرير التي أوردته الزميلة أسماء والزميلة ماده أيضاً، معي أنا آخر الإحصاءات هناك تأخر في البلدان العربية، يعني هي توضع قبل إفريقيا وجنوب الصحراء بقليل، هناك نقص.. والسبب عُزي في كثير من الأحيان إلى نقص الحرية، وأحد الأسباب نقص تمكين المرأة، يعني كيف حال التنمية الإنسانية في البلدان العربية؟ وهذا عن حال التنمية، البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، يعني إلى ماذا يُعزي هذا التأخر في التنمية البشرية في المجتمعات العربية؟

عبلة عماوي: أولاً بأحييكم على هذا البرنامج، اللي بيختص بفكرة تمكين النساء، والمكان اللي وصلته المرأة في.. في الوطن العربي، يعني برنامج الأمم لمتحدة الإنمائي بيركز على عدة معايير اللي بتختص بالتنمية البشرية، منها التعليم، الصحة، ومستوى دخل الفرد، اللي بنلاقيه إنه في العالم العربي صار فيه تقدم بالنسبة.. يعني تقدم نسبي بالنسبة للتعليم والدخول بالمجالات الاقتصادية، ولكن هناك تراجع كبير أو تأخر بالنسبة لتمكين المرأة من حيث مناصب صنع القرار، فيعني أنا اللي عم بأحسه من مراقبة البرنامج، ومن اللي اتفضلت فيه الأخوات الفاضلات إنه هناك عم بندور بحلقة مفرغة، إنه بنقول نظرة المرأة لنفسها، نظرة المرأة للمرأة المرشحة مثلاً..

منتهى الرمحي: نظرة الرجل للمرأة.

عبلة عماوي: نظرة الرجل للمرأة، لكن عم.. مادام القوانين والتشريعات مجحفة بحق المرأة لا نستطيع أن نصل بأي مكان للمرأة العربية بالتقدم، يعني المرأة صورتها لنفسها بتنعكس عن وضع المجتمع، وصورة المجتمع للمرأة، مادام في قوانين الجنسية، قوانين المواطنة، قوانين الضمان الاجتماعي، قوانين الضرائب مجحفة بحق المرأة، وفي معظم.. كثير من الدول العربية لا يحق للمرأة المشاركة بالانتخابات، فكيف نقدر إنه يكون فيه صورة منعكسة للمرأة لنفسها، صورة جيدة؟ ونفس الإشي بالنسبة لنظرة الرجل للمرأة أيضاً في المجتمع

منتهى الرمحي: ولكن هناك دول عربية أيضاً كثيرة يحق للمرأة فيها الانتخاب ويحق لها الترشح، وتفاجئي بإنه نتائج الانتخابات النيابة ولا امرأة فيها، مثلاً الأردن على سبيل المثال في آخر تجربة نيابية لم تخرج ولا امرأة، مع إنه لها هذا الحق يعني يكلفه الدستور.

عبلة عماوي: يعني الأردن.. بالنسبة لوضع الأردن، تمكين المرأة أحرزنا مجال كبير كتير، وطبعاً يعني بدعم الأسرة الهاشمية كان فيه تقدم كبير بالنسبة لوضع المرأة بالتعليم هذا واضح جداً مقارنة بالنسبة لوضع المرأة، بالتعليم بالانخراط بالمجال الاقتصادي، لكن بنعيد وبتذكر إنه ما دام القوانين.. مثلاً عندك قانون الجنسية لايزال يميز بين المرأة والرجل.

منتهى الرمحي: صحيح.

عبلة عماوي: قانون الضمان الاجتماعي لايزال يميز، قانون الأحوال الشخصية فمعظم الدول العربية لا.. تعمل بالانعزال عن التقدم بالمجال التشريعات التي تكون.. تحقق المساواة، بدون أن تخالف الشريعة الإسلامية، لأنه الشريعة الإسلامية تدعم ذلك، فبنلاقي إنه صعب كتير إنها تنجح امرأة بالانتخابات مادام عندنا هذا الإجحاف بالنسبة قانونياً والإجحاف بنظرة المجتمع لدور المرأة..

منتهى الرمحي [مقاطعاً]: طيب هل هناك.. هل هناك وسيلة.. هل هناك وسيلة لتغيير هذا الواقع المفروض على المرأة؟

عبلة عماوي: طبعاً، أول إشي إنه نلتزم بالدساتير الموجودة، بالدستور الذي يحقق المساواة، وأن تكون القوانين المنبثقة عن هذه الدساتير محققة للمساواة، حتى إنه نقدر نترجم هذا على أرض الواقع، بنفس الوقت إنه نعمل على تمكين المرأة بالنسبة للتعليم، التعليم فقط لا يعني إنه تستطيع أن تتبوأ مراكز صنع القرار، مادام ما فيه هناك تدريب على ذلك.

منتهى الرمحي: صحيح.

عبلة عماوي: لا نزال بالعالم العربي نعتقد بأن السياسة هي فقط الانتخابات البرلمانية، السياسة هي في حياتنا اليومية، بتؤثر في..، حتى ضريبة المبيعات هو قرار سياسي يؤثر في حياة أطفالنا، التعليم، ومستوى التعليم، وكفاءة التعليم، ونوعية التعليم هذا قرار سياسي يتخذ يؤثر في حياتنا، فإذا بدنا نعمل تغيير لازم نعمل أولاً على زيادة وعي المرأة بهاي القرارات المهمة، وثانياً يعني معظم البرنامج بيركز على ماذا تفعل النساء؟ لا تستطيع المرأة وحدها أن تعمل أي تغيير مادام المجتمع لا يركز على ذلك، لابد شرعية الرجل.

منتهى الرمحي: طيب يعني دكتورة عبلة.. دكتورة عبلة، ماذا تفعل الحركات النسائية في مجتمعاتنا العربية؟ فقط منتديات ولقاءات وقمم، وغيره؟ يعني على أرض الواقع كل 50 سنة ربما يتغير قانون واحد يكون أصلاً مجحف في حق المرأة عبلة عماوي: الحركات النسائية للأسف بالعالم العربي حركات مشتتة، ليس لها هدف استراتيجي موحد تحاول أن تصل إله، وبالإضافة إلى هذا يعني صار عندنا الأزمة المالية بتؤثر حتى على حركات المؤسسات الغير حكومية اللي هي بتدعم المرأة فمن.. نطبق قرارات الهيئات المانحة واتجاهاتهم أكثر من إنه نعكس أرض الواقع، في كثير من الأحيان، هذا طبعاً تعميم، فلازم إنه نجد حركة نسائية موحدة، وهدف استراتيجي، وإن شاء الله قمة المرأة العربية تستطيع أن تحقق أنا معاكي باللي اتفضلوا فيه قبل، إنه صار عندنا إحباط من المؤتمرات والندوات، لأنه ما فيه عم بنشوف تغيير، ما فيه تغيير عم بينعكس على وضع المرأة.

منتهى الرمحي: واقعي ملموس أو محسوس.

عبلة عماوي: محسوس بالضبط، فلازم نعمل إنه.. نعم لوبي زي ما بيعملوا بالدول الغربية، إنه إحنا النساء لحالنا لن نستطيع أن ننجح مادام ما فيه ديمقراطية حقيقية، وما دام عازلين الرجل عن المشاركة في هاي التوعية، الرجل هو اللي عم بيأخذ كل القرارات، سواء بالانتخابات، سواء بمسيرة الحياة، فإذا إحنا ما أثرنا على الرجل بأن يتبع مبدأ تمكين المرأة وإنه يعتمد إنه المساواة الحقيقية هي المساواة في الفرص، والمساواة في التمكين، وليس أن يكون الرجل مساوي للمرأة بالناحية البيولوجية.

منتهى الرمحي: نعم، دكتورة عبلة عماوي (ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من عمان) شكراً جزيلاً لك، وأعود وأقول أن المسألة ربما بحاجة إلى الكثير من الجهد من النساء العربيات معي أيضاً مشاركة هاتفية من علي السعد، من أميركا، أخي علي تفضل.

علي السعد: السلام عليكم.

منتهى الرمحي: وعليكم السلام ورحمة الله، تفضل.

علي السعد: أختي منتهى، ألفت انتباهكم إنه البرنامج هذا هو ما هوش حول حقوق المرأة إنها تأخذ كل حقوقها، فائدة هذا البرنامج هذا إنه يحث الرجل من خلال البرنامج هذا بيوري ما هي حقوقه على المرأة أو حقوق المرأة على الرجل، على سبيل المثال نحن في اليمن كانت الأمية تقريباً 80% إن كان رجل أو إن كانت امرأة، ومن خلال أول حصيلة الثورة، أنا بأسمي الأخت أمة العليم السوسوة إنها من أول حصيلة الثورة اليمنية، فهي فيه حاجات عملتها كويسة لليمن، لتعليم اليمن، وما تعرفش عنها إلا الآن بأثبت لها ما هو اللي حصل، الأخت أمة العليم السوسوة كانت مذيعة باللغة العربية والإنجليزية بوزارة الإعلام، وكانت النساء أكثر الناس ما بدوش أن يروح يخلي بنته تدرس، وكانوا يضربوا المثل بأمة العليم السوسوة، أيضاً.. أيضاً الرجل كذلك المثل، فيه ناس ما كانش بدهم أن يروحوا المدارس ولا يتعلموا، وكانوا يضربوا المثل بالأخت أمة العليم السوسوة ها، فالأخت أمة العليم السوسوة كانت المرأة، يعني المراية للشعب اليمني..

منتهى الرمحي: نموذج ناجح، نعم.

علي السعد: نعم، فمن هذا المنطلق المستوى الذي وصلته أمة العليم السوسوة حالياً كسفيرة لليمن حقيقة قليل عليها، فأنا شخصياً معناته من أبناء اليمن الذي أمجد المرأة هذه أو البنت هذه إنه لو يحصل للدستور اليمني أنه فيه مرأة تترشح إلى رئاسة جمهورية إن أنا أول من يختار مثل أمة العليم السوسوة، وهذا عكس.. عكس أميركا وأوروبا، أميركا وأوروبا الآن المراة لن تأخذ كل حقوقها، المرأة مضطهدة، لكن بتوجد إنه عندنا بالعالم العربي وبالذات في اليمن المرأة بدأت تأخذ حقوقها، وأكثر يعني، وهذا إنه..

منتهى الرمحي: كما.. كما قلت، يعني ربما نحن نستعجل أشياء، أخي علي السعد من أميركا شكراً جزيلاً لك.. لك، أعود مرة أخرى لسعادة السفيرة أمة العليم السوسوة، يبدو أنك أيضاً لليمنيين.. فخر لليمنيين الموجودين حتى في.. في خارج اليمن، سيدتي هناك تعليق لديك على مؤتمر القمة.. قمة المرأة العربية، تفضلي

أمة العليم السوسوة: أولاً أنا طبعاً لا أستحق كل هذا الثناء الذي تفضل به أخي الكريم المتحدث من أميركا، وإن كان هناك فضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما تحقق لي أو لأي من أخواتي اليمنيات، فهو أيضاً يعود بلاشك، -حتى نعيد الحق إلى نصابه- يعود إلى إجراءات الدول الجريئة، لأنه كما قلت نحتاج في القرارات السياسية إلى شجاعة، وأحياناً القرارات السياسية يجب أن تسبق المجتمع، حتى تكون في الطليعة كما يقال، وإن كنت أكره هذه العبارات العامة الطنانة على أي الأحوال أود أن أعود إلى موضوع أساسي مهم متعلق بالتقرير الذي أشارت إليه الأخت العزيزة في البداية، الأخت أسماء، ومن ثم الأخت عبلة عندما علقت عليه من عمان، وأود أن أقول إنه ليس وضع المرأة فقط هو السيئ في التقرير الذي صدر، بل إن التقرير الأخير، تقرير التنمية البشرية، الذي بلا شك أن كثيرين اطلعوا عليه، واعتقدوا أنه بالنسبة لهم مفاجأة، بل صدمة كبيرة، لأنهم لم يكونوا ليعوا أن وضع العالم العربي برغم الوضع الاقتصادي برغم.. وضع العالم العربي كله في سلة واحدة، والاعتقاد لسنوات مضت بأننا حققنا خطوات تنموية كبيرة بسبب الثروات النفطية، وبسبب بعض الإجراءات وبعض الخطوات في هذا المجتمع أو ذاك، إلا أنه لا تزال جميعنا رجالاً ونساء في هذه الحالة حالنا ليس بأحسن من حال بعض.

ولذلك من المهم في هذه المرحلة وأي مرحلة أخرى أن نتحدث عن تنمية المجتمعات العربية التي لا يمكن على الإطلاق أن تنجح إلا بصنوين رئيسيان، الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي جزء منها حقوق المرأة بما هو حقوق إنسان دونما الفصل في ذلك، وأيضاً في ذات الوقت بالعمل بشكلٍ حثيث، لأنه يبدو لي أننا في غمرة شعورنا أيضاً بالإحباط من بعض التقارير أو من بعض.. أشكال الواقع فعلاً، وهي أشكال أحياناً يائسة وميئسة، ننسى أو نتناسى أنه لكي نخرج من هذه الدوامة علينا فعلاً أن نعود مرة ثانية إلى القيم التي نسيناها كثيراً، قيم مثل تمجيد العمل، مثل احترام الوقت، وهي كلها قيم الأساس عربية وإسلامية، وإذا بنا ننساها أو نتناساها، ولكننا نتذكرها عندما نتباكى على أوضاعنا هذه.

وضع النساء العربيات ليس استثناء على الإطلاق عن وضع الرجل العربي، وإن كان الرجل العربي قد حظي بمستوى أعلى بعض الشيء، لأنه لو كان مستوى الرجل العربي ممتازاً، ولو كان قد حصل على حقوقه في معظم الأقطار العربية لما كان حال المرأة هكذا، وأنا أعتقد دائماً أنه بدون اللجوء لهذه..

منتهى الرمحي: ولكانت.. لكانت ربما الدول العربية أخذت درجة أعلى في تقارير الأمم المتحدة، وتقارير البرامج الإنمائية، لو كان الرجل….

أمة العليم السوسوة: بالتأكيد، أود.. أود..، نعم، أود أن أشير يا أخت منتهى أنه حتى لو قارنتِ أوضاع النساء العربيات والرجال العرب، بشكل عام.. أوضاع الوطن العربي، حتى ببعض الدول التي وضعها هذا التقرير في أسفل قائمة الدول المتخلفة لوجدت المفارقات المؤلمة والمحزنة من أنه تلك المجتمعات لا تملك أحياناً شرو نقير، بينما إمكانات هذا الوطن الممتد من الماء إلى الماء إمكاناتٌ كبيرة ولكنها إمكاناتٌ للأسف غير مستثمرة وإلا كيف تفسرين أنه وبعد مرور.. على الأقل منذ فترة الثورات العربية، ومن فترة الإنجازات الثورية التي تحققت في أكثر من مجتمع أنه لا تزال أوضاع النساء والرجال على هذا المستوى، لذلك نود أن نقول إنه بدلاً من كل هذا التباكي في كل مناسبة، بالذات موضوع النساء، إنه لا يُذكر إلا عندما تكون المناسبة يائسة والوضع فعلاً قاتم، وننسى أن الرجل الحقيقة بعض الشيء إن لم يكن كثير من الشيء أقرب إلى وضعنا نحن النساء، أما فيما يخص..

منتهى الرمحي: وضعٌ قاتم أيضاً

أمة العليم السوسوة: نعم، وفيما يخص القمم العربية النسائية لا أعتقد على الإطلاق أنه من السوء أن تقام تلك القمم بل.. من المطلوب أن تشارك أيضاً زوجات رؤساء الدول، وزوجات الملوك والأمراء، وأن يشاركن أيضاً، لأن هذا أيضاً واجب مُلقى على عاتقهن كنساء عربيات مهمومات أيضاً أنا أتصور ذلك طبعاً وإلا لما كانت خطوة مثل تلك اتخذت، ولكن نحن أحياناً أيضاً نقفز كثيراً لأننا نريد من هذه المؤسسة هو بالضرورة أن تكون زوجات رؤساء الدول على هذا المستوى أيضاً من الصفوية أيضاً والنخبوية، لأنهن أيضاً زوجات رؤساء دول وزوجات ملوك وأمراء، ولكن إيمانهن بحد ذاته بقضية المرأة، ومشاركتهن، وقبل ذلك سماح الملوك والرؤساء العرب أيضاً لقريناتهم.. لقريناتهن وعوائلهم بالمشاركة، أنا في رأيي أنه خطوة إيجابية، ويجب أن نعزز من هذه التجربة، وأن نُوجد لها من الأقنية ما يساعدها على أن تتبلور، وأن تكون تجاربها وأعمالها ليست شكلية، وليست نمطية…

منتهى الرمحي: سعادة.. سعادة السفيرة، يعني الكثير من..

أمة العليم السوسوة: وأهلاً وسهلاً بأي.. بأي تجربة، أهلاً وسهلاً.

منتهى الرمحي: سعادة السفيرة، الكثير من النساء العربيات لا يردن أحداً يعمل عنهن، فقط يردن أن يُعطين الحق بالعمل دون معوقات، ودون أزمات، ودون وقوف في الطريق يعني، يُردن حق.. يعني يطالبن بحق لا.. ليس أكثر ولا أقل..

أمة العليم السوسوة: هذا بالتأكيد.. بالتأكيد، اسمحي لي.. اسمحي لي يا أخت منتهى.

منتهى الرمحي: الآن قبل.. قبل نهاية.. قبل نهاية.. سيدة أمة العليم، لكن معي ثلاثين ثانية لو سمحت.

أمة العليم السوسوة: أود أن أقول طبعاً إنه ليس من الضرورة أن تقوم مجالس القمة إذا ما أصبحت مجلس للقمة العربية النسائية، ليس بالضرورة أن يقمن بعمل النساء كلياً، ولكنها أيضاً هيئة مهمة وضرورية أيضاً لمساعدة النساء، ولتستمر بقية المكونات أو التكوينات النسائية الأخرى في العمل من القاعدة، وفي مختلف التخصصات، لا يمنع على الإطلاق.

منتهى الرمحي: طيب سيدة.. سيدة منى قبل أن ننهي البرنامج، يعني أنتِ بحكم عملك في مجلس الدولة تقومين بإعداد بحوث ودراسات لها الكثير من الأهمية، ربما ينظر إليها كمراجع في التشريعات التي تقوم في الدولة، فهل تلعبين دوراً خاصاً كونك امرأة في إصدار تشريعات خاصة بالمرأة أو قوانين تشريعات خاصة بالمرأة؟

منى بنت محفوظ المنذري: أي نعم لما يكون هناك فيه وضع قانون معين نفترض قانون العمل فيعرض على مجلس الدولة ويناقش من جميع الجوانب، طبعاً أنا في اللجنة الاجتماعية في المجلس، فأناقشها من الناحية الاجتماعية، وبحكم إني امرأة فأتلمس الأمور النسوية أكثر من الرجل ربما، فتجدين.. يعني نجد للمرأة، لو أخذنا على سبيل المثال إجازات الولادة وساعات الدوام كل هذه الأشياء نراعيها، لأنه أنا امرأة وأحس بالمرأة الثانية، فتجدين دائماً يعني نتفق أنا والرجل على أنه فعلاً ربما هذا يخفي عليه، لأنه رجل وما يحس فيها. بس أنا كامرأة أحس بيها، فنقوم بتغييرها يعني.

منتهى الرمحي: إذن ليس بوسعنا في نهاية هذه الحلقة سوى أن نشكر ضيفاتنا السيدة منى بنت محفوظ المنذري (عضو مجلس الدولة بسلطنة عُمان)، وسعادة السفيرة أمة العليم سوسوة (سفيرة اليمن في هولندا)، والسيدة بهية الحريري (عضو البرلمان اللبناني، وعضو اللجنة التنفيذية لقمة المرأة العربية).

إلى أن نلتقي وإياكم في الحلقة المقبلة من برنامج (للنساء فقط)، هذه تحية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: الجزيرة