للنساء فقط

صورة المرأة العربية في الإعلام العربي

فاعلية الإعلام العربي واهتمامه بالقضية الفلسطينية، تأثير الهوية والانتماء على عمل الإعلامية العربية، تصوير الإعلام للمرأة العربية بين الإغراء والواقع الحقيقي لها، توجيه الإعلام بين الربح التجاري وقضايا الأمة المصيرية.

مقدمة الحلقة:

خديجة بن قنة

ضيوف الحلقة:

د. جيهان رشتي: عميد كلية الإعلام سابقاً – جامعة القاهرة
منى وهبي: مذيعة بقناة المستقبل في لبنان
أوكتافيا نصر: مذيعة في CNN الأميركية أطلنطا

تاريخ الحلقة:

01/04/2002

– فاعلية الإعلام العربي واهتمامه بالقضية الفلسطينية
– تأثير الهوية والانتماء على عمل الإعلامية العربية

– تصوير الإعلام للمرأة العربية بين الإغراء والواقع الحقيقي لها

– توجيه الإعلام بين الربح التجاري وقضايا الأمة المصيرية

undefined
undefined
undefined
undefined

خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلاً بكم. إذا كان الفصل بين السلطات الثلاث في أي دولة ضرورياً لتحقيق العدل وصيانة الحقوق، فما العمل مع السلطة الرابعة؟ إذا تعثرت الرسالة الإعلامية في نقل حقيقة الظواهر، وعجزت عن التعبير عن القضايا المصيرية التي يعيشها المجتمع والأمة، بل تتجاوز ذلك أحياناً إلى نشر صور إعلامية مغلوطة ومشوهة عن واقع المرأة واهتماماتها، فتروج لنماذج مفارقة لطبيعة المجتمع وتوجهاته العامة في الوقت الذي يقاس فيه نجاح الرسالة الإعلامية بمدى واقعيتها ومصداقيتها واقترابها من الحقيقة، في ظل هذه المعطيات المتضاربة تبرز مفارقة صارخة للتعبير عن الظاهرة، ففي الوقت الذي كانت فيه البطلة آيات ابنة الثمانية عشر ربيعاً تفجر جسدها أشلاء فداءً للقضية والوطن كانت بعض الفضائيات تعرض صور هز البطون والخصور، تعبيراً عن جغرافية جسد لم تسكنه روح تشعر بقضية، ولم يحمل عقلاً تدرك أبعادها، فلم يجد له دوراً خارج تلك المدود الجسدية، الأمر الذي يطرح مجموعة من التساؤلات حول هذا التناقض القائم بين الصورة والواقع، فهل يبرر منطق السعي وراء الربح نشر نموذج إعلامي للمرأة يلغي كيانها ويهمش قضاياها؟ ولما تظهر المرأة الإعلامية الناقلة لتلك الصورة كطفلة مدللة، ربما جاءت بها وساطة أو علاقة شخصية لإبرازها كمادة إعلامية بدل أن تكون هي المنتجة للمادة الإعلامية؟ الأمر الذي ينعكس سلباً بالطبع على الرسالة الإعلامية، ومن ثم على المجتمع والأمة.

للحديث عن هذه الظاهرة وتسليط الضوء على كافة جوانبها وأبعادها، نستضيف اليوم في استوديوهاتنا بالدوحة الدكتور جيهان رشتي(عميد كلية الإعلام بالقاهرة سابقاً)، والسيدة منى وهبي (مذيعة بقناة المستقبل اللبنانية)، ومن استوديوهاتنا في واشنطن نستضيف السيدة أوكتافيا نصر مخول (مذيعة بقناة الـ CNN الأميركية) أهلاً بكن جمعياً ضيفات هذه الحلقة من برنامج (للنساء فقط).

إعلان

طبعاً عندما نتحدث عن الإعلام لا يمكن أن نتجاوز الحديث عن ما يجري في الأراضي الفلسطينية، عن التغطية الإعلامية لما يحدث، عن هذه المآسي، هذا الدم المهدور، هذا الدم الفلسطيني، حمامات الدم التي نشاهدها يوميا على وسائل الإعلام على الصور التليفزيونية، هل أعطينا القضية الفلسطينية حقها من الناحية الإعلامية دكتورة جيهان؟

فاعلية الإعلام العربي واهتمامه بالقضية الفلسطينية

د. جيهان رشتي: والله أنا بأتصور إن القضية الفلسطينية لم تحظ بالتغطية المطلوبة، لأنه نحن لا نشعر بمعاناة الفرد العادي في الأراضي المحتلة اللي بيعاني يومياً من هذا القهر ومن هذا الجبروت الإسرائيلي، لا نشعر بمعاناة الأم الفلسطينية؟ كيف تدير أمورها؟ كيف توفر الأكل لأولادها؟ ما هو مشاعرها حينما يخرج ابنها أو بنتها، ولا تعلم إذا كان هيعودوا ولا لن يعودوا؟ أنا بأتصور إنه.. في القنوات العادية، القنوات غير الإخبارية.. بتيجي أخبار وتستغرق ربما فترة أطول، يعني الخبر بدل ما يستغرق دقيقة أو دقيقة ونصف، قد يستغرق مثلاً 3، 4 دقائق أخبار خاصة بالصراع الموجود، لكن أو خبر استشهاد فتاة تفجر نفسها، لأنها كرد فعل على الاضطهاد اللي بيعاني منه أبناء بلدها، تأتي في خبر وينتهي هذا الخبر، ويأتي بعده أخبار أخرى، هذا غير كافي على الإطلاق، فلابد إن إحنا لازم نضع هذه الأمور بشكل مكثف على أجندة الناس، يبقى من ضمن أولويات الناس، لأن هذه الأمور تمس حياتانا بشكل مباشر، فلا يجب أن نتعامل منها كأخبار عامة أو كأخبار عادية تحدث في أماكن بعيدة عندنا، فكان مفروض إن إحنا نديها يعني اهتمام أكبر، أتصور أن القنوات الإخبارية أعطت اهتمام أكبر، لكن ركزت على التحركات العسكرية، على مظاهرت، لكن لم تركز.

خديجة بن قنة: يعني لا نرى.. بما فيه الكفاية من معاناة مثلاً أم الشهداء، الأم التي تقول لابنها: اذهب وعد شهيداً، الفتاة التي تفجر نفسها، تذهب وتعبئ نفسها بالمتفجرات فداءً لهذا الوطن وهذه القضية، في هذا الوقت نلاحظ أن وسائل أو أغلب وسائل الإعلام حتى لا نتهم كل الوسائل، ولا نحمل رؤية نقدية سلبية للجميع، يعني نلحظ أنه في هذا الوقت بالذات برامج تليفزيون تقريباً، وأغلفه مجلات لا تخلو من هذه الصور الفتيات الجميلات، ومسابقات الملايين، وبرامج ترفيه، وبرامج الرقص والغناء، يعني ما الذي أدى بالإعلام العربي إن أن يصل إلى هذا.. هذه الحالة من الفراغ.. فراغ الروح من حيث خدمة قضاياه المصيرية؟

د. جيهان رشتي: استمرار المشكلة فترة طويلة، يقال إنه الصراع لما يعني يأخذ وقت طويل 18 شهر ينخفض الاهتمام بالقضية بعض الشيء، في المراحل الأولى للصراع حينما تكون القضية جديدة بيبقى الاهتمام مركز عليها، لكن مع استمرارها يبدأ الإعلام يفقد اهتمامه بيها، لأنها تصبح قضية روتينية، وأحياناً تحل محلها قضية أخرى تلفت الاهتمام تسرق منها الكاميرا، مثل ما حدث في أفغانستان، فتبقى الأحداث الدولية نجد حدث يغطي على حدث آخر، يعني في الوقت اللي كان قمة التوتر في المنطقة توفت الأم.. الملكة الأم، فأصبح الخبر الرئيسي في القنوات الفضائية الأجنبية، حقيقي لم يكن الخبر الرئيسي عندنا، وكان هذا محزن غريب، لكن هذا.. هذه طبائع الأمور، فعلينا أن نتوقع حدوث انخفاض في الاهتمام، لكن أنا.. يعني أقول إنه لا يجب أن ينخفض الاهتمام في القنوات العربية، يجب أن يستمر مرتفع، لأن الحدث.. الحدث على.. على أبوابنا في.. في منطقتنا..

إعلان

[فاصل إعلاني]

خديجة بن قنة: معي الآن عبر الهاتف مراسلتنا شرين أبو عاقلة من رام الله.. شرين، يعني عندما نتحدث عن معاناة الإعلاميين في تغطية الأحداث في مناطق ساخنة كأراضي الفلسطينية طبعاً، يعني تتعطل لغة الكلام، معاناة حقيقية، أنتم مثلاً فريق (الجزيرة) قرابة ثلاثة عشر شخصاً محشورون في غرفة واحدة، وتؤدون هذا العمل يعني الرائع في ظل كل الصعوبات والعراقيل المفروضة، يعني سمعنا أن حتى من ناحية التموين ليس هناك مؤن كافية، كيف تعيشون هذه الظروف شرين؟

شرين أبو عاقلة: يعني خديجة بالتأكيد هناك ظروف صعبة تمر على الجميع مواطنين وصحفيين، في جميع مناحي الحياة هناك صعوبات، والآن أصبحنا الصحفيين جزء لا يتجزأ من هذه المعاناة لأسباب كثيرة، بدأت هذه الأسباب ربما مع بدء الانتفاضة عندما كانت قوات الاحتلال تعمل ما بوسعها لتعطيل عمل وتحرك الصحفيين بحرية كاملة، الآن في هذه الأوضاع التي نعيشها اليوم في مدينة رام الله الوضع أصبح أصعب بكثير، ونحن اليوم أمام قضية جديدة هي قضية منع الصحفيين من خلال أوامر عسكرية بأنهم غير ما.. غير مسموح لهم بالتنقل بشكل.. الآن أصبح التحرك بالنسبة لنا في أي من شوارع المدينة ربما على مسؤولياتنا الخاصة، بالتالي هذا يعرضنا لمزيدٍ من الأخطار، مع ذلك نحاول التحرك بقدر الإمكان، وجودنا داخل المكتب بالفعل، هذه إحدى القضايا التي عشناها خلال الأيام الماضية نظراً لعدم قدرتنا على التحرك بحرية عبر قدرتنا إلى الوصول إلى منازلنا بحرية هذه الأيام من خلال التجول نحاول البقاء في.. في المكتب لساعات طويلة بعد أن يحل الظلام لا يستطيع أيًّا كان أن يخرج من المنزل أو من المكتب الذي يتواجد فيه، الموقف يصبح في أية الخطر ومحاولة المغادرة التي نقوم بها في ساعات النهار تصبح مستحيلة مع نزول الليل بالنسبة لنا يصبح التحرك مستحيلاً، نحاول البقاء نتدبر بما هو موجود، نتعامل جميعاً كعائلة واحدة كأفراد أسرة واحدة وهذا ينطبق بالفعل على الجميع الذين يضطرون للعمل في المؤسسات الطارئة أو.. أو المشافي مثلاً أو المؤسسات الصحية التي تضطر العمل في هذه الأجواء والمؤسسات الصحفية جميعاً، نضطر للعمل في ظروف صعبة جداً، البقاء في المكاتب، التدبر بما يمكن أن يوجد من مواد غذائية، أحياناً نجد بعض المعونات من قبل الجيران الذين نستطيع أن نصل إليهم، بعض الجيران لم.. لم نكن في حياتنا مثلاً شاهدنا منازلهم، ولكن في هذه الأيام أصبحنا نعرفهم ويعرفوننا، لأنه أصبح بيننا تعاون وأصبحت ظروف صعبة مضطر الجميع للتعامل فيها، هي ظروف صعبة، ولكن مع ذلك نستطيع العمل في خلالها بقدر الإمكان خديجة.

خديجة بن قنة: نعم، ربما شرين تصل السكين إلى العظم عندما تشاهدون زملاء لكم في وسائل إعلام أخرى يتعرضون للإصابات، للقتل، أو يصابون بجراح وأنتم تشاهدونهم، كيف يؤثر كل ذلك على أدائكم، هل هنا يعني حمل الرسالة أداء الأمانة هو الذي يحرك في هذه الحالة أدائكم المهني؟

شرين أبو عاقلة: نعم، ربما هناك شعور بالواجب والمسؤولية الكبيرة ملقاة على. على عاتق كل واحد فينا، خديجة ربما يزيد من هذه المسؤولية كيفية تعامل المواطنين معنا عندما يتصلوا بكثافة، نتلقى إعداد كبيرة جداً من المواطنين أحياناً نحن نشكل بالنسبة إليهم النافذة الوحيدة والمتنفس الوحيد الذي نعبر عما يدور من أحداث، وبالتالي عندما تشعري بحجم وثقل هذه المسؤولية عليك من جديد تشعري بأنه لا مكان للخوف ولا مكان للتردد، هناك واجب كبير يجب أن نقوم به، وبالنهاية نحن نقوم بعمل إنساني وعمل مهني مفروض علينا ألا نتردد في القيام به، هناك صعوبات كبيرة تواجهنا، وأحياناً مخاوف كبيرة، ولا نخفيك بأن أحياناً أمام ما يظهر من ربما جرأة وشجاعة أمام البعض، لأ هناك أحياناً نشعر بالخوف عندما نسير في الشوارع، ونتوقع في أية لحظة أن تكون أمامنا دبابة إسرائيلية أو ننتظر سماع صوت الرصاص يوجه باتجاهنا، وحدثت معنا في كثير من الأحيان أننا كنا تحت مرمى النيران الإسرائيلية، ولكن فيه لحظات هناك يجب على المرء أن يتماسك فيها، وينتظر ويواصل، لأن التردد يضعنا في خطر أكبر، نواصل وأحياناً. بعد كل هذا الخوف نستيقظ على نهار جديد، وننتظر ما هو العمل الملقى علينا هذا اليوم، ننسى الخوف الذي مررنا فيه.. بالفعل هناك..

إعلان

خديجة بن قنة: نعم، شرين سأعود إليك أتوجه الآن إلى أوكتافيا نصر مخول في أطلنطا، أوكتافيا، كيف تقيمين التناول الأميركي للقضايا العربية وخصوصاً للأحداث الجارية الآن في الأراضي الفلسطينية؟

أوكتافيا نصر: يعني طبعاً هو فيه. فيه اهتمام بارز بالقضية الشرق أوسطية والنزاع اللي قائم بالوقت الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، طبعاً فيه شركات بتغطي الأحداث بشكل موضوعي، فيه شركات بتأخد.. بتأخد أدوار مختلفة، فيه عنده (أجندز) مختلفين، بالنسبة لـ CNN أنا بأعتقد إنه الاهتمام واضح وصريح، ونحنا بنغطي الأحداث كما.. كما تحصل، يعني بنحاول ما ناخد صف مع جهة أو أخرى، وبأعتقد هايدي الطريقة الوحيدة للنجاح في مهنة الصحافة، يعني لو قدما بدها تكون الأمور صعبة إنه الإنسان يكون موضوعي، بأعتقد لحتى ينجح كصحافي لازم إنه ما يأخد جهة دون الأخرى.

[موجز الأخبار]

خديجة بن قنة: منى، يعني عندما نسمع تصريحات وأنباء من إسرائيل تعترف بكفاءة الإعلام العربي، يعني سمعنا أن (شارون) اجتمع بطاقمه، وكان من ضمنهم (نتنياهو)، ودرسوا كيفية تفعيل وسائل الإعلام الأميركية وتوظيفها لمصالح إسرائيل، واعترافهم أيضاً بفاعلية الإعلام العربي، يعني نلاحظ كيف أن الإعلام العربي مهتم جداً بالقضية الفلسطينية، بنبض الشارع العربي تجاه القضية، هل هنا نتحدث عن إعلام يعي ويخدم قضاياه المصيرية؟

منى وهبي: طبعاً يعني أنا إذا..أول شيء بدي أوجه تحية لشرين ولوليد، ولجيفارا اللي عم بيعرضوا يومياً حياتهم أكيد يعني للخطر، وهن هون عم بيؤدوا رسالتهم على أكمل وجه، يعني طبعاً هو الإعلام خدمة القضية الفلسطينية، والدليل يعني بسيط جداً المظاهرات الكثيفة اللي شوفناها ها اليومين ببكين، بواشنطن، بالعواصم الأوروبية واللي نددت بسياسة العدو التعسفية جداً، وأنا كمان في نقطة بدي أحكي عنها هون إنه يعني انبارح فيه مقال نشر وحكى عن الصحف الأميركية اللي بلشت، اللي كانت عم تشكك امبارح بشرعية الحصار على الرئيس الفلسطيني من الواشنطن بوست ومن النيويورك تايمز، اللي بيقولوا إنه ها العمليات الاستشهادي اللي عم تصير هي طبيعية لأنه هي يعني بمثابة الدفاع عن النفس، وكمان فيه كاتب يعني خبير بشؤون الشرق الأوسط وهو (ديفيد هرتس) كتب بصحيفة (الجاردن)، يعني بما معناه إنه هايدي سياسة.. سياسة إسرائيل هي راح تؤدي للمزيد من التطرف، وهي بحد ذاتها متطرفة، فمن هون بنشوف إنه قد إيه يعني الإعلام العربي خدم بطبيعة الحال القضية الفلسطينية من وراء ها الأمثلة اللي عم بتشوفهم، يعني من واقع الحياة اللي عم نعيشه.

خديجة بن قنة: نعم، في نفس هذه النقطة أريد أن أسأل شرين أبو عاقلة، شرين يعني نعرف أن أغلب المراسلين لأ أقول أغلب.. ولكن تقريباً نصف المراسلين الذي يغطون الأحداث الفلسطينية من النساء، مراسلات يعملن بكفاءة وفاعلية عالية جداً، يعني كيف تصلون أنتم وأنتن كمراسلات عربيات فلسطينيات إلى عمق الجراح الفلسطينية، عمق جراح الشعب الفلسطيني وإلى مأساة ومعاناة المرأة الفلسطينية؟

شيرين أبو عاقلة: باعتقادي أن للإعلامية هنا دور أكبر وربما من حسن الحظ أن هناك عدد كبير جداً -كما ذكرت- هي ضمن المراسلات الفلسطينيات، وربما هذا يعكس بالفعل كفاءة لدى المرأة الفلسطينية بأن تقوم بهذا الدور كإعلامية، في اعتقادي أن الإعلامية الفلسطينية بإمكانها أن تصل إلى.. لتغطية واقع المرأة الفلسطينية بصورة أكثر كفاءة، لأنها على الأقل لديها الشعور بما تمر به المرأة الفلسطينية، بعض الأمور ربما تمر على الرجل مروراً عابراً، ولكن المرأة يكون لديها القدرة أكثر في تحسسها، المرأة أيضاً تبحث في تقريرها عن المرأة، عندما نكون تعمل على تقرير ونقوم بتحضيره بالفعل نبحث أن تكون المرأة موجودة داخل هذا التقرير، وذلك انطلاقاً من الشعور بأنها هي جزء لا يتجزأ من الواقع السياسي الذي نقوم بتغطيته، المرأة من خلال عملنا هي كانت مشاركة كمناضلة أولاً في الميدان، ومن ناحية أخرى هي المتأثر الأول بما يحدث في كثير من الأحيان هي تمثل كزوجة شهيد، وكشقيقة الشهيد، وبالتالي ربما يمر الحدث، ولكن بعد ذلك المرأة الفلسطينية هي التي تعاني تبعات هذه الأحداث التي تمر بها العائلة الفلسطينية، وهي التي يتحول عليها العبء بمواجهة الواقع بعد مثلاً أن تفقد معيل الأسرة، أو تفقد ابنها، أو تفقد زوجها، بالتالي باعتقادي أن هناك أمور بإمكان المراسلة أو بإمكان الإعلامية الفلسطينية من خلال أدائها أن.. أن تكون أكثر حساسية إليها أكثر من الصحفي الفلسطيني أو الإعلامي.

إعلان

خديجة بن قنة: هل.. هل يشعر -شرين- الإسرائيليون بأن الإعلام العربي والإعلام الفلسطيني الذي من خلالكم ينقل لنا الصورة على حقيقتها صورة هذه الهمجية والوحشية الإسرائيلية في التعامل مع شعبٍ أعزل، هل يشعرون بفاعليته؟ ربما نقرأ ذلك من خلال استجداء الإسرائيليين بوسائل الإعلام الأميركية.

شيرين أبو عاقلة: هذا.. هذا مؤكد بشكل كبير خديجة على الرغم من اختلافات اللغة، ولكن نحن نتفاجأ من حجم المعرفة والإدراك للإسرائيليين حتى الجنود الذين نمر بهم في.. في الشوارع وعلى الحواجز الإسرائيلية وعندما يسألوننا من.. مع أي محطة تعملون؟ ونذكر اسم محطة (الجزيرة) هم يعرفونها بشكل سريع، وأحياناً يلتقطون بعض ما يقال فيها، هذا يدل بالواقع بأن الجهات الإسرائيلية هي تتابع بشكل كبير وتعلم ما هي مدى أهمية الإعلام وربما هم يخصصون جهداً أكبر للتركيز على قضية الإعلام، وهذا يتركز على حتى أعلى المستويات داخل الحكومات الإسرائيلية عندما يقومون بعمل اجتماعات، وتوضع دراسات وسياسات فقط لكيفية التعبير عن الصورة الإعلامية لإسرائيل وتبرير ما تقوم به إسرائيل، وبالتالي بالفعل نحن من خلال عملنا حتى نواجه الكثير من الإسرائيليين الذين يرغبون في الظهور والتعبير عن أنفسهم داخل و(…) الشاشات العربية معرفةً منهم على أهمية دور الآلة الإعلامية وما يمكن أن تعبر عنه، بالتالي باعتقادي نعم لديهم الخبرة الكافية وهم يعرفون مدى أهمية الإعلام، وباعتقادي جزء كبير من المعركة التي نخوضها في هذه الأثناء هي المعركة إعلامية، وكيف نحن نستطيع أن نؤثر ونصل إلى الرأي العام، قدرتنا على إيصال الصورة بحقيقتها وما.. الفلسطينيون، وما يعيشه في ظل هذا الاحتلال الإسرائيلي هو جزء كبير لا يمكن أن يتجزأ من قدرتهم على الاستمرار ومواصلة هذا النضال والانتصار فيما بعد.

تأثير الهوية والانتماء على عمل الإعلامية العربية

خديجة بن قنة: نعم، شرين أبو عاقلة من رام الله شكراً جزيلاً لك. أتحول إلى أوكتافيا في أتلانتا، يعني أوكتافيا أنت.. كإعلامية، كمذيعة أميركية عربية الأصل تعملين بقناة أميركية عالمية، هل تشعرين بأنه من وراء عملك هذا تحملين قضية تدافعين عنها، أم أنك تتجردين من أي انتماء في أداء هذه المهمة في قناة أميركية؟

أوكتافيا نصر: هو الحقيقة فيه شقين للسؤال وللجواب، يعني أوكتافيا نصر ممكن إنها تتجرد لإملاء عملها وطبعاً أنا مطلوب مني وهنا يدا.. هايدا الدور اللي أنا بألعبه، أنا ما أني موجودة في الـ CNN حتى أحمل قضية أو لحتى أقاوم لقضية وإلا كنت بأكون في بلدي الأصل لبنان أو فلسطين ما بأكون موجود هون طبعاً، ولكن المهم اللي لازم الكل يعرفه إنه الإنسان ما بيقدر يتجرد من هويته وأنا هويتي عربية، فأنا طبعاً بأحس بفخر وباعتزاز كوني عربية، كوني بألعب دور بشبكة مهمة مثل الـ CNN، بمجرد ما الناس تتصل في أو ناس على الطريق تتقابل معي تقول لي أنا بأحضرك أو أنا بأشوفك أو أنا كتير فخور إنك أنت موجودة ويمكن ولو حتى بتلعبي دور صغير جداً بس بتغيير العقليات والآراء بالنسبة للعرب والقضية العربية، فمن ها الناحية ما بأعرف إذا جاوبت الجواب مثل ما أنت بتريديه يا خديجة، ولكن ما بأعتقد فيك تقسمي أوكتافيا نصر الشخص من أوكتافيا نصر الصحفية، ولكن كثير منهم إنه يفهم الإنسان إنه لما أنا بأودي عملي أو بأودي وظيفيتي، أنا بأؤديها بكل تجرد والعرب أوقات فيه عندهم مشكلة، يعني بيتفكروا إنه كل العالم هو القضية العربية، بينوا إنه في العلم فيه قضايا مختلفة تاني، فيه عندك كشمير وعندك الصراع بين الهند وباكستان، فيه عندك القضايا الأفريقية عندك جوع، عندك فقر، عندك حروب في كل أنحاء العالم، أنا بأتعامل مع كل ها الأمور هاي، أنا ما بأتعامل بس مع القضية العربية أو قضية فلسطين وإسرائيل، فكتير مهم إنه الناس يفهموا إنه أنا الدور اللي بألعبه على مستوى عالمي، فمش مفروض إنه أحكي بس على قضية معينة، يعني أحمل.. أحمل العالم وأمشي إنه أنا عربية، وبدي ألعب دور بحل القضية العربية، مش صحيح.

خديجة بن قنة: نعم أوكتافيا، ربما سؤالي ينبع من كون أنه الرأي العام الأميركي يعني لا يشعر بمعاناة العرب، بقضاياهم، هل يكون ذلك ناتج عن توجيه مقصود من قنوات مثل الـ CNN مثلاً؟

أوكتافيا نصر: لأ، أنا أولاً يعني ما بأوافق معك خديجة إنه فيه أميركا فيه توجيه ضد العرب، بالعكس فيه.. فيه موجتين مثل أي بلد بالعالم غير أميركا، فيه عندك الأشخاص المجندين، وفيه عندك الأشخاص اللي مش محبذين، محبذين للقضية الصهيونية أو للقضية اليهودية، اليوم مثلاً أنا عم بأحضر أخبار على CNN أنا عم بأحضر أخبار على CNN، USA اللي بنشوفها إحنا هون في أميركا، مش اللي أنتو بتشوفوها لـ international فيعني خلي في بالك إنه المستمعين والمشاهدين هم أميركان مش.. مش كل العالم يعني، أنا سمعت على أشخاص بيطعوا آراء غربية، جداً أنا قليل ما بأسمعها على الشبكات التليفزيونية في أميركا، كانوا بيتحدثوا على شارون وأخطاء شارون وسياسة شارون اللي هي كثير مؤذية بالنسبة للفلسطينيين والعرب، كانوا بيتحدثوا على حتى الدور الأميركي الغائب عن الساحة الفلسطينية الإسرائيلية اليوم، كانوا بيتحدثوا عن أمور مختلفة اللي نحنا بنسمعها على التليفزيونات العربية، وبنشوفها على الجزيرة بكل الأوقات، أما إذاً المشاهد بيحب إنه يشوف رأي عربي محض، لأ مش الـ CNN هو المكان المناسب أو أي شركة تانية يعني بها.. بها السياق، فهل يا ترى فيه توجيه إعلامي؟ طبعاً فيه توجيه إعلامي، ولكن التوجيه الإعلامي ما بينبع من شركات خاصة مثل C.N.N أو.. أو غيرها اللي خاصة، فيه الحكومة الأميركية مثلاً أعلنت إنه هي بتريد إنها تفتح شركة أخبار عربية.. تتوجه فيها للعرب، هذا بيكون توجيه إعلامي، أما إنه نأخذ شركة مثل الـ C.N.N حرة مستقلة ونقول إنه هي بتوجه إعلامياً…

خديجة بن قنة: نعم، أوكتافيا حرة ومستقلة.. حرة ومستقلة بتعبيرك، لكن يعني عندما نعود إلى أحداث سابقة مثل حرب الخليج الثانية في حرب اجتياح العراق للكويت لاحظنا كيف كانت C.N.N أداة من أدوات الحرب.

أوكتافيا نصر: صحيح الإعلام.. الإعلام بيستفيد منه القيادات أجمع، يعني نحن في وقت حرب الخليج كانت C.N.N معتبرة إنه هي أداة في يد صدام حسين، هل يا تُرى هذا شيء صحيح؟ لأ غلط، أما لما.. شركة إعلامية مثل C.N.N أو غيرها، وخذي (الجزيرة)، (الجزيرة) كانت في أفغانستان في وقت اللي ما أي شركة ثانية كانت في أفغانستان، هل يا تُرى (الجزيرة) بترضى إنه تكون.. إنه تسمى أداة لطالبان أو أداة لأسامة بن لادن؟ لأ، قلت لك أنا حرة مستقلة. هلا وجودها في مكان معين ممكن إنه يصبغها يعطيها الصبغة إنه.. بتميل لشخص أو فيه تأثير من شخص أو من حكومة عليها دون الحكومة الأخرى، ممكن.. وحرب الخليج هي أفضل مثل لأنه نحن في حرب الخليج ما كنا نسمى أداة في يد الحكومة الأميركية، كنا أداة في يد صدام حسين، أما اللي اختارته C.N.N لحتى تبرهن عن حريتها اختارت إنه كل موضوع بيطلع من العراق، كنا نذكر في.. في كعب الصفحة طبعاً إنه هذه المواضيع كان فيها، يعني مش تحرش -ما بدي أسميه تحرش- ولكن كان فيها مراقبة من قبل المراقبين.. المراقبين، وبنفس…

خديجة بن قنة: نوع من الرقابة، نعم أوكتافيا..

أوكتافيا نصر: رقابة.. وبنفس الوقت لما كان فيه رقابة أميركية كنا نقول هذه مواضيع مراقبة من قبل الرقابة الأميركية لأن طبعاً كان في حرب، وعندك بنتاجون بيعمل (….) وإلى آخره، ففي أمور ما كان لينا حق نعرضها، كنا نقول نحن في.. تحت رقابة.

خديجة بن قنة: شكراً أوكتافيا. دكتورة جيهان يعني هل، ألا يصح أن نلوم أنفسنا قبل أن نلوم غيرنا؟

د. جيهان رشتي: هو بس أنا عاوزة أقول ملاحظة بسيطة جداً، طبعاً هناك ارتباط قوي جداً بين الإعلام الأميركي والسياسة الأميركية في السياسة.. بالنسبة للسياسة الخارجية، نجد أن الإعلام الأميركي يتماشى مع السياسة الرسمية للدولة، وبيتم دا أحياناً من خلال أساليب (…) خبيثة أو غير واضحة من خلال المؤتمرات الصحفية، من خلال إبداء رئيس الدولة والمسؤولين، يعني في برامج، العديد من برامج الحوار في الشبكات الأميركية نجد عداء واضح للعرب، طبعاً منى أشارت إلى بعض المؤشرات اللي بتشير أن هناك تفهم.. بعض التفهم من جانب بعض الوسائل، هذا يرجع ليس.. هذا رغماً عن الإعلام لأن الحدث فرض نفسه بطريقة قوية جداً، الحدث أقوى من أي إعلام، يعني بدون أي إعلام هو الحدث فرض نفسه، تضحية الفلسطينيين، صمود ياسر عرفات، هذا.. يعني..

منى وهبي[مقاطعةً]: والصورة.. الصورة اللي هي ما أنها ما بحاجة يعني اللي، صورة محمد الدرة اللي نشرتها كل الوسائل، يعني لماذا تتخبى، يعني ما فيها تتخبى.

د. جيهان رشتي: اللي بيحاولوا.. يوقفوها دي.

منى وهبي: مسألة كمان بدي أشير إلى نقطة، يعني إنه يعني نحن كعرب بدنا نستغل وجود أشخاص مثل أوكتافيا وغيرها لأنهم عرب ليحملوا قضايانا، يعني إذا أشخاص مثل أوكتافيا وغيرها ما حملوا قضايانا مين ننتظر من مين يعني حد موجود بـ C.N.N يحكي عنا؟!! لأ بالعكس لازم يعني تكون، يعني فخورة أكثر إنه تحمل القضية العربية، مش معناتها أبداً إنه.. يعني هي.. يعني في.. في.. في أمور واضحة مثل ما قالت الدكتور فيه صورة لحالها بتحكي، يعني لما نشوف صورة ولد، عم ينقتل بحضن بيُّه، هايدي بدها تعليق أو بدها تبرير، أو بدها Talke Show طويل عريض؟ لأ واضحة.

د. جيهان رشتي: هي الحقيقة الصورة دي جات لأنه اللي كان بيصور فلسطيني.

خديجة بن قنة: نعم لقناة فرنسية، طبعاً سنعود إلى.. إلى الحديث عن هذا الموضوع وأيضاً لدور الإعلان في.. الإعلان في الإعلام، وفي الربح التجاري، وبالتالي توجيه الإعلام لأهداف تجارية ولا وليس لحمل قضايا الأمة المصيرية، لكن بعد أن نشاهد هذا التقرير الذي يسلط الضوء على الظاهرة في الواقع الاجتماعي للمرأة العربية، وأعدت لنا مراسلتنا لميس الحديدي من القاهرة هذا التقرير.

تقرير/ لميس الحديدي: هذه الصورة في الأغنيات المصورة، وتلك في الإعلانات المطبوعة والمرئية، وغيرها في الدراما، هل هي صورة حقيقية للمرأة العربية التي تسكن بيتك وتعمل معك، وتسير في شوارع المدن العربية؟ الإعلام العربي رغم اكتظاظ وسائله مطبوعة ومرئية بالإعلاميات متهمٌ بتقديم صورة سطحية للمرأة العربية تعكس شكلاً غير واقعي لامرأة لا تمثل غالبية نساء المجتمع.

السفيرة/ سميحة أبو ستيت (الخارجية المصرية): للأسف لازال الإعلام العربي مليء بصور نمطية سلبية للمرأة، ولا يساعد قضية المرأة بأي حال من الأحوال، الإعلام المكتوب أفضل نوعاً. فيه بدأت أصوات متنورة بتظهر فيه، أما الإعلام التليفزيون بالذات بيسعى إلى القصة المسلية، القصة الطريفة بصرف النظر عن الدرس اللي يخرج منها أو اللي بيسيئ إلى نصف المجتمع وهو المرأة.

سوزان حسن (مذيعة في التليفزيون المصري): الردة اللي بتحدث كل فترة للمرأة، أنا أعتقد إن الإعلام المسؤول الأول في تكرار حدوث هذه الردة بلا مقاومة، فدور الإعلام دايماً إنه يأكد على قيمة المرأة، يقلل الصورة النمطية، استخدامها كسلعة في الإعلانات دا بقى أصبح مستفز جداً.

لميس الحديدي: نوال مصطفى كاتبة صحفية لها إصدارات في قضايا المرأة تؤكد تطور الصحافة المكتوبة في تناول قضايا نسائية تختلف عن الموضة والمكياج، أما الصحافة المرئية فقد شهدت في رأيها تراجعاً مثيراً.

نوال مصطفى (كاتبة صحفية في جريدة الأخبار): الصحافة المرئية الحقيقة أنا بأشوف فيها تراجع إن المرأة فيها لا تزال، ويمكن حتى فيه كمان تصاعد في استخدامها في الإعلانات، استخدامها في الفيديو كليب، في.. استخدامها في.. يعني حتى كمذيعة للأسف، يعني الصيحات اللي في القنوات العربية إن المذيعة تخرج حتى عن الإطار المقبول ليها كمقدمة برامج إلى إنها تبقى.. يعني واحدة أيه زي النديم أو الموساء، يعني إيه؟ بتعمل كل حاجة.

لميس الحديدي: وفيما يتجاهل الإعلام العربي المرأة الريفية والصعيدية والعاملة فإنه يبتعد أيضاً عن بنات الجيل الجديد، ويقدم ما تراه فتيات كثيرات صورة مشوهة للفتاة العربية.

فتاة 1: مش دي المرأة العربية اللي بتطلع في التليفزيون، مش هم دول بنات العرب، يعني.. متأمركين جداً، أو يمكن الإعلام عايزهم متأمركين جداً، مش هم جداً، مش هم دول البنات العرب، ومش هم.. مش هي دي حياة البنت العربية، مش هي دي كل اهتمامات كل بنات العرب.

فتاة 2: يعني مثلاً مش بيطلعوا أفكارنا الحقيقة هي أيه، مثلاً مهتمين بأيه؟ ممكن نبقى إيه بعد كده؟ يعني الحاجات اللي إحنا فعلاً.. فعلاً عايزين.. عايزين نكونها، إنما مش بس مهتمين بالـ Fashion وإزاي نبقى Models؟ وإزاي نهتم بس بالشكل الخارجي وكده؟

فتاة 3: وماكانش فيه برامج.. برامج بتتكلم كويس على مشاكل المرأة دلوقتي في العصر الحديث والتكنولوجيا الجديدة، لكن مافيش حد فيهم (encourage) أو بيوري Other side من المرأة، مافيش حد فيهم بيوري إن المرأة مش جسم فقط، المرأة عقل و.. عقل ومشاعر، و.. وشكل و.. ونص المجتمع.

لميس الحديدي: هذه الصورة للمرأة المثقفة الواعية التي تحمل رسالة لمجتمعها لا يعكسها الإعلام العربي بشكلٍ واضح تماماً كما لا يعكس صورة المرأة الريفية أو البدوية أو حتى العاملة من الطبقة المتوسطة، جزء من المسؤولية يكمن في نسيج الإعلام العربي، وجزء آخر يقع على عاتق المرأة التي تقبل أن تصور بشكل استهلاكي.

لميس الحديدي – لبرنامج (للنساء فقط) – (الجزيرة) – القاهرة.

خديجة بن قنة: وأتحول الآن في مداخلة أخيرة لأوكتافيا لأنها ستغادرنا بعد دقائق لالتزامات مهنية، أوكتافيا يعني هو موضوعنا الرئيسي طبعاً الذي حُوِّر بالفعل الأحداث الجارية في فلسطين، لكن الموضوع الرئيسي لبرنامجنا اليوم هو دور الإعلامية، يعني بين هذين التوجهين الإعلام الجاد والإعلام الذي يدغدغ الغرائز والمشاعر، يعني أين تضعين.. أنت كإعلامية نفسك في.. في هذا الإطار؟

أوكتافيا نصر: كإعلامية، الإعلامية عندها مسؤولية مثلها مثل.. مثل غيرها من الإعلاميين كانوا رجالاً أم نساءً، الإعلام يوصل صورة، الإعلام مسؤولية مثل ما الطبيب عنده مسؤولية إنه ينقذ مريض، الإعلام عنده مسؤولية إنه ينقل صورة أو ينقل خبر، فأنا بأتمنى من كل امرأة عربية بتمارس مهنة الإعلام إنها تحافظ على هذا السر المهنة وسر النجاح في هذه المهنة، أنا فخورة جداً بكل النساء الإعلاميات..

خديجة بن قنة: نعم أوكتافيا.. نعم أضطر لمقاطعتك لأنه الحجز انتهى، إذن لأسباب تقنية بحتة، شكراً لكِ على حضورك ومشاركتك معنا في البرنامج.

منى، يعني هل تعتقدين أن هذه.. الصورة التي نشاهدها للمرأة على قنوات التليفزيون، على أغلفة المجلات هذه المرأة الجميلة المغرية، هذه هي المرأة التي نلامس من خلالها واقع المرأة الحقيقي من مشاكل، مما تعانيه من أُمية وفقر هذه المرأة في البوادي وفي الأرياف، عمق المعاناة الحقيقية لأغلب النساء العربيات.

تصوير الإعلام للمرأة العربية بين الإغراء والواقع الحقيقي لها

منى وهبي: يعني هو بطبيعة الحال فيه بعض التشويه لصورة المرأة بالإعلام العربي، يعني بيحولوها يعني فيه أوقات تحول المرأة لا شيء، يعني بتصير مثل.. مثل.. مثل لعبة، يعني جميلة عم بتقدم شيء، بس أنا بدي نقول إنه يعني.. يعني فيه مواصفات عامة إجمالاً للمرأة الإعلامية وحسب شو بتقدم، يعني نحنا بالنهاية بدنا نقول إنه المؤسسة الإعلامية هي بالأول مؤسسة تجارية بحتة، يعني.. بمعظم الأحيان، وفي استثناءات صغيرة، يعني أوقات كتير بتكون ها الصبية الحلوة إذا ما بدنا نحكي شوية عن.. عن الوسيلة الإعلامية المكتوبة، باركي بنرجع نحكي عن النفس، إذا بدي أحكي هون يعني عن التليفزيون فيه أوقات ها الصبية الحلوة اللي عم بتقدم برنامج بيكون أوقات مهضوم، بالنسبة إلى المؤسسة الإعلامية، وهون عم بأدخل دُغري بالموضوع بتكون يمكن مصدر.

خديجة بن قنة: ربح تجاري.. ربح تجاري للمؤسسة.

منى وهبي: ربح زي ما نقول، لها المؤسسة التجارية أو.. للتليفزيون يعني أوقات كتير بنشوف إنه البرامج الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية لا تستقطب عدد كبير من الجماهير مثل ما بتستقطب يعني البرامج الترفيهية والألعاب.

خديجة بن قنة: نعم، وبالتالي هي تحتاج إلى دعم مالي من الدولة.

منى وهبي: يعني طبعاً فيه عندنا كتير تحفظات حول ها الموضوع، بس في هايدا واقع وموجود، وعم نعيشه، هل اللوم يقع على الوسيلة الإعلامية؟ هل اللوم يقع على الفتاة اللي عم تقدم ها البرنامج أو اللي عم تعرض نفسها.. كلعبة جميلة جداً؟ يعني هل يقع كمان اللوم على الجمهور؟ أنا بأفتكر على التلاتة سوا، يعني لأنه هي حلقة مفرغة.

خديجة بن قنة: نعم.

منى وهبي: لو ما في جمهور بده..

خديجة بن قنة: إذن هنا ندخل في سوق العرض والطلب. سنعود إلى هذا، لكن فقط أنوه انتباه مشاهدينا الكرام إنه بإمكانهم هم أيضاً أن يشاركوا معنا في هذا الحوار بجميع محاوره، وذلك من خلال الاتصال بنا.. من خلال الاتصال بنا عبر الهاتف على رقم: 4888873 (974)، أو عبر الفاكس على الرقم: 48885999 (974)، أو عبر الإنترنت على العنوان التالي:www.aljazeera.net

طبعاً ننتظر مشاركتكم مشاهدينا.

إذن دكتورة جيهان، هل توافقين على ما قالته منى من أن الإعلام في النهاية عرض، سوق عرض وطلب، الجمهور يطلب مسابقاته الملايين ويطلب أن يشاهد حفلات الرقص والغناء وعروض الأزياء والفتيات الجميلات، هل علينا أن نستجيب إلى هذا.. الطلب، أم علينا أن نرتفع ونصحح ذوق الجمهور؟

توجيه الإعلام بين الربح التجاري وقضايا الأمة المصيرية

د. جيهان رشتي: نستطيع.. نستطيع أن نستجيب أو نشبع رغبات الناس، وفي نفس الوقت نرفع مستواهم، يعني أنا أستطيع أن أكثر الأعمال اللي يرغب فيها الناس الدراما أستطيع من خلال الدراما أن أُرفع الناس وأجذب جمهور، وأرفع مستواهم من خلال لغة الحوار، من خلال الأفكار، من خلال كيف أقدم الأدوار المختلفة مثل المرأة، مثل المهن، يعني أستطيع أن أُرفِّه وأعلم وأرفع المستوى، ولا.. ليس بالضرورة الترفيه هبوط بمستوى أذواق الناس، ولكن اللي بيحدث إن بعض الإعلاميين بيستسهلوا، يعني ياخدوا الطريق السهل، وهم ثقافتهم قليلة، فيقدموا مضمون المفروض إنه ترفيه يقول لك هذا المضمون لا أرغب في إنه يعلم ولا حاجة، ولكن أنا عاوزة أضحك الناس، أبسطهم..

خديجة بن قنة: لكن.. لكن دكتورة لا يمكن أن ننكر أن المؤسسة الإعلامية في نهاية الأمر يهمها وهاجسها الأول والأخير في أغلب الأحيان هو المعلن، والمعلن لا يتوجه بإعلانه إلى مؤسسة جادة تبث رسالة إعلامية محترمة.

د. جيهان رشتي: لأ حضرتك هاجس المؤسسة الإعلامية الأساسي الجمهور، ومن خلال جذب الجمهور تستطيع أن تجذب المعلن، أنا أستطيع أجذب الجمهور وأسليه وأضحكه، ولكن لا ألجأ إلى الإسفاف، وأنا أسلي الجمهور وأرفه عنه لا ألجأ إلى.. إلى تقديم يعني شخصيات أو.. غير مدروسة في أعمال درامية، لماذا لا أقدم أعمال درامية، وبرامج مسابقات مدروسة وجيدة وتجذب الجمهور وتعلم الناس، وتجذب المعلن، لكن هذه العملية ليست صعبة، أنا أستطيع أن أقول إنه أي مؤسسة، أي.. يعني خاصة التليفزيون يحتاج إلى تمويل، ويحتاج إلى الإعلام، لكن المعلن يجب أن يجري أو يبحث عن البرامج العالية المستوى، أنا لا أتحدث عن برامج الحوار، أنا بأتحدث عن المضمون الترفيهي مثل أفلام السينما، مثل المسلسلات، مثل المسابقات، ممكن بكل هذه الأمور أُرفِّه عن الناس وأعلمهم وفي نفس الوقت أجذب جمهور كبير ويجذب هذا.. هذه البرامج المعلن، لكن فكرة إنه.. إنها ندع قوى السوق تحدد، نعم قوى السوق يعني ما يرغب فيه الناس، دا شيء طيب، ولكن عليَّ إن أنا أضع في هذا المضمون اللي بيجذب جمهور كبير فكرة، معلومة، وهذا مفيد وإلا يتحول، يعني تعددت القنوات وكلها تلجأ للترفيه وتكرر نفس المضمون، يعني more of the same، لكن حتى متى؟

[فاصل إعلاني]

خديجة بن قنة: نبدأ الآن في أخذ المكالمات الهاتفية، معنا من السعودية ناهد باشطح، وهي حائزة على جائزة أفضل مقال للصحفيين العرب في منتدى المرأة والإعلام بأبو ظبي، دكتورة ناهد، يعني ما رأيك في هذه الصورة التي تُعرض للمرأة العربية عبر وسائل الإعلام، هل ترينها صورة واقعية أم أنها خيالية؟

د. ناهد باشطح: في البداية الحقيقة أحيي الموجودين، وأحيي البرنامج و.. وطريقة الطرح والاهتمام بشؤون أو قضايا المرأة.

خديجة بن قنة: شكراً.

د. ناهد باشطح: في البداية أنا بأتصور إنه للأسف الإعلام لا يشبهنا أو لا يشبه واقع المرأة العربية، يعني الدراما صورة المرأة لا تشبه أبداً المرأة العربية، في الإعلانات صورة المرأة لا تشبهنا، فالواقع إنه الصورة الموجودة بشكل.. بشكلها الموجود الآن في وسائل الإعلام هي صورة نمطية مشوهة عن واقع المرأة العربية.

خديجة بن قنة: نعم، و.. و.. يبدو أننا فقدنا الاتصال.. هل أنتِ معنا سيدة ناهد؟

د. ناهد باشطح: لأ، أنا معك.. معك.. معك.

خديجة بن قنة: نعم، ما المطلوب إذن لتصحيح هذه الصورة برأيك؟

د. ناهد باشطح: الحقيقة هو المسؤولية جمعاء، يعني ليست مسؤولية فرد واحد، أنا بأتصور إنه المشكلة قائمة في تقدير المرأة لذاتها، يعني تقدير المرأة لذاتها المنخفض هو اللي.. الذي يجعلها تمارس هذا الدور بشكل سيئ من خلال وسائل الإعلام، يعني المذيعة التي تقبل أو الصحفية التي تقبل، أو المرأة التي تظهر في الإعلانات أو على أغلفة المجلات أنا لا أتهمها بالإجرام، ولكن هي عندها أو لديها مشكلة في تقديرها لذاتها كامرأة، لذلك ترضى بهذا الدور، إذن النقطة.. نقطة البداية تكون في وعي المرأة بذاتها.. ندخل في إشكالية أخرى إنه من المسؤول عن تربية هذه المرأة؟ نجد أنه هي الأم، من المسؤول عن وجود هذه الأم؟ يعني إشكالية كبيرة جداً في كيف تُربى المرأة العربية أو الفتاة العربية للدور الأساسي، وليس الدور التقليدي، وأود أن أشير إلى نقطة مهمة هنا بأنه أتعجب أن يكون دور المرأة العربية في وسائل الإعلام بهذه الطريقة رغم إنه يوجد لديها تاريخ أو إرث إسلامي قوي جداً و.. ومتين، بمعنى إنه المرأة في التاريخ الإسلامي هي قوة، وهي كانت محرك للفعل، وأيضاً كان لها وجود قوي ومشاركة في.. في تنمية الدولة الإسلامية، فالعجيب جداً أن تتراجع في هذا العصر الحديث ولا تستغل التقنية أو التكنولوجيا لصالح دورها الأساسي في تنمية المجتمع.

خديجة بن قنة: السيدة ناهد باشطح من السعودية شكراً لكي، معنا خالد الدرويش من قطر، تفضل.

خالد درويش: أهلاً وسهلاً أستاذة خديجة.

خديجة بن قنة: أهلاً بك.

خالد درويش: يعطيكِ العافية، وأرحب بالأخوات الضيوف، في الحقيقة في البداية أود أن أشكرك على إعطائي هذه الفرصة للمشاركة في هذه الأمسية الإعلامية.

خديجة بن قنة: تفضل.

خالد الدرويش: وخاصة في الأوضاع الحالية اللي تعيشها الأمة العربية على أرض فلسطين المحتلة يعني. بالطبع يعني بالنسبة لما يحدث اليوم على أرض فلسطين فهو بلا شك تخاذل كبير وإذلال شنيع لنا جميعاً، ولسنا ننكر هنا في الحقيقة القوة الإعلامية الصهيونية، فاليهود يحسنون استغلال الإعلام وخاصة إذا كان معهم الإعلام الأميركي مساند، وهم يحسنون استغلال الإعلام بوجهيه في الحقيقة الموجه والمضاد لإيمانهم بقوة السلاح في الحال خاصة إذا تم توجيه هذا الإعلام ضد من يُحسن استخدامه أو من لا يؤمن بقوته، في الحقيقة يمكن مداخلتي البسيطة كنت أتمنى الأستاذة أوكتافيا نصر تكون موجودة معنا على الخط ولكنها اعتذرت، قد أكون معارض لما طرحته عندما قالت إنه الإعلام ليس موجهاً في المقام الأول للدول العربية، ولكني أرى العكس أرى الإعلام الأميركي والإعلام البريطاني موجهين بصورة تامة في الشعوب العربية، وهناك بعض (….) ممكن نتحسس من ها الشيء فمثلاً القناة الفضائية إذا أعطت مساحة لشركة دون غيرها فهي….

خديجة بن قنة: نعم، نعتذر لرداءة الصوت، خالد درويش من قطر شكراً لك، يعني هل في النهاية هذه الصورة هي من متطلبات العولمة؟ في السبعينات والثمانينات لم تكن صورة المرأة العربية كما نراها اليوم عبر وسائل الإعلام.

د. جيهان رشتي: لا، ليس.. ليس لهذا الموضوع لقب العولمة، هو طبعاً هناك تقليد للنمط الغربي خاصة في صناعة الترفيه أو أشكال برامج المسابقات تقليد، نأخذ الأفلام الأجنبية ونعربها وتقدم كأنها أعمال فنية وفي هذه الأفلام تظهر أفكار ربما لا علاقة بها بمجتمعنا ويتم التركيز على أشياء يعني لم تكن موجودة لدينا مثل الجريمة المنظمة وكده وأنا.. ومع تكرار التعرض تصبح جزء من واقعنا، لكن اللي أرغب إني أقوله إنه تقليدياً اعتاد.. اعتادت صناعة الاتصال إنه يقدموا المرأة في الإطار الخاص، يقدموا المرأة ودورها كأم كزوجة.. يعني يقدموها إنها تسعى دائماً إنها تلفت نظر الجنس الآخر وكأن هذا كل هدفها وتصوير المرأة العاملة في صورة سلبية وهذا مخالف لما هو موجود في المجتمع، مع.. لا نستطيع أن نقول أن عمل أو عملين سيحدثوا تأثير، لك مع تكرار التعرض هذا الواقع الخيالي اللي بنقول عليه Fantasy وإنه مش هيؤثر يؤثر ويصنع.. يحل محل الواقع الفعلي، لأنه بيتربى أولاد ويشاهدوا هذه الأعمال ويشاهدوا المرأة في هذه الأدوار التقليدية وإذا عملت تبقى أسرتها غير سعيدة، في حين أن هذا يخالف الواقع أو يعني نقدم المرأة في إطار الأسرة تعامل معاملة سيئة، لا تستشار ليس هناك حوار في الأسرة، فيتصور الجيل الجديد إن هذا شيء طبيعي وإن المرأة مش مفروض الزوج يكلم زوجته ولا يستمع إليها، فبندي أنماط مشوهة لعلاقات غير طبيعية ونتصور ودائماً المرأة في الأعمال الدرامية هي المضحية وإنها لو كان لها طموحات شخصية تبقى مش كويسة ولو كانت بتعمل وناجحة تبقى مسترجلة، يعني نحطها في.. في Corner ما تعرفش تخرج منه، فهي تبدأ مع تكرار التعرض تقبل هذا الواقع على نفسها، في حين إن هذا الواقع مخالف لتوجهات المجتمع وهذا الواقع الغير إنساني غير طبيعي.

خديجة بن قنة: نعم، منى كنت تحدثت من قبل في نقطة مهمة جداً متعلقة بالإعلانات، هنا نتحدث بربح بالملايين وبالمليارات، هل هذا الربح التجاري وراء.. الذي يحرك وسائل الإعلام والذي يشكل يعني المحرك الموتور الأساسي لكل وسائل من خلال تمويلها بهذه الإعلانات يلغي كل الحسابات، أو يشفع لإلغاء كل الحسابات الأخلاقية والمهنية والاجتماعية والدينية؟

منى وهبي: لا أنا قبل ما.. قبل ما أجاوب على ها السؤال بس إنه، يعني بدي أقول إنه المقدمة أو المذيعة عم تنحط بخانة سلبية جداً، أنا بألاقي إنه ها الشيء مضبوط يعني مثلاً أنا بدي أحكي عن المرأة اللبنانية، الإعلامية بالعكس فيه نساء لبنانيات إعلاميات لامعات جداً وبرزوا جداً بكل الوطن العربي ونحن كما..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: و.. ويخالف الصورة المكرسة لدى المشاهد بأنه الإعلامية اللبنانية هي الأكثر ترويجاً (للمرأة) بين قوسين يعني..

منى وهبي: لا لا.. لأ، نحنا إذا ركنا.. إذا عم نحكي عن استثناءات يعني، فيه.. فيه بعض الاستثناءات يمكن ما بيحبوها العالم أو يمكن لا تليق بصورة المرأة العربية، بس هايدا مش.. يعني هنا بعضنا عم يقول إنه هنا بعض الاستثناءات..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: يعني بغض النظر عن هذه الاستثناءات منى لا يمكن أن ننكر أن المشاهد يحكم من خلال زر الريموت كنترول عندما يفتح على قناة لبنانية ويجد هذا الكم الهائل من الفتيات الجميلات اللواتي يعرض أجسادهن، طبعاً أنا أتحدث من وجهة نظر مشاهد.

منى وهبي: طبعاً بس نحنا، يعني ما بدنا نقول ما بدنا نحط المذيعة اللبنانية، لأنه أنا خاصة يعني أنا مقدمة لبنانية وعم بأحكي يمكن باسم تليفزيون MTV.. وتليفزيون المستقبل.

خديجة بن قنة: لا بعيداً.. بعيداً عن اتهاماتك.. لا إطلاقاً..

منى وهبي: أنا بألاقي إنه المقدمة هي ها القد صورة.. صورة سلبية، بالعكس يعني في.. في محلات كتير نحنا الإعلاميات يمكن عرفونا على قضايانا كنساء، أنا بأقول يمكن فيه نقص بالبرامج النسائية، يعني هلا نحنا موجودين ببرنامج (للنساء فقط) يعني وهايدي كمان شغلة إيجابية جداً إنه يكون فيه برنامج متخصص للنساء، جميل عم بتكون قضايا النساء تعالج بإطار برنامج عام اجتماعي، يعني هنا بدي أقول إنه نحنا تعرفنا على كثير قضايا من ورا الإعلام وإذا بدي أحكي عن الإعلام اللبناني كمان تحديداً اللي هو كان رائد بها المجال اللي مع بداية التسعينات ومع ثورة الفضائيات، الإعلام اللبناني طرح يعني أمور كثيرة..

خديجة بن قنة: بالتأكيد.. بالتأكيد منى خصوصاً يعني عندما نأخذ بعض النماذج من الإعلام اللبناني الذي حدد أهدافه لخدمة قضاياه مثل تليفزيون المنار، يعني ودوره في المقاومة اللبنانية، هنا لا يمكن أن نتحدث عن إعلام.. إعلام تافه، يعني فقط لأوضح وجهة نظري التي ربما تكون قد فهمت خطأً، منى نعود إلى حوارنا، لكن أود أن نأخذ هذا التقرير، ولمقاربة أوسع للصورة الإعلامية للمرأة العربية في العالم العربي نتابع هذا التقرير من بيروت لهذه المرة.

تقرير/ ميا بيضون: تعددت في السنوات الأخيرة البرامج التليفزيونية والإذاعية والصحف والمجلات التي تعنى بشؤون المرأة بشكل عام، إلا أن الملاحظ أن الاهتمام يتركز في معظم الأوقات على التطرق إلى القضايا التي تهم المرأة في المدينة والتغاضي في أحيان كثيرة عن تناول المشاكل التي تعاني منها المرأة خارج المدينة، علماً أن المرأة الريفية تشاهد التليفزيون وتستمع إلى الإذاعات وتطلع على بعض الصحف والمجلات تماماً كنساء المدن.

الدكتورة مرعي محللة نفسية وأستاذة علم نفس في الجامعة تعتبر أن الإعلام تحول عندنا إلى تسلية ويتجنب التطرق إلى مشاكل يعاني منها سكان ضواحي المدن والأرياف.

د. أنيسة الأمين المرعي (أستاذ علم النفس – لبنان): هناك نقص هائل في الذهاب إلى المشاكل الاجتماعية، وكأنه (…) وكأنه.. الإعلام بشكل عام والمجتمع.. الإعلام بشكل عام المجتمع الاستهلاكي هو صورة الناس الأغنياء المرتاحين الحلوين.

ميا بيضون: فحتى الصورة التي تعكسها المذيعات في العالم العربي هي صورة المرأة الجميلة والنحيفة القريبة من المرأة في المجتمعات الغربية، علماً أن أجزاءً كبيرة من المجتمعات العربية هي ريفية.

نجوى مذيعة في إحدى محطات التليفزيون اللبنانية وهي ترى أن الاهتمام لا يقتصر فقط على المرأة في المدن، إنما على مدن معينة بيروت والقاهرة ودبي.

نجوى قاسم (مذيعة في قناة المستقبل): يعني بنحاول نقدم صورتنا الثقافية من هايدا.. من هايدا المطرح إنه نحنا نقارع التليفزيون الغربي، مش هنحاول إنه.. نشوف، نلامس الشارع بكل مكنوناته.

ميا بيضون: وتشكو بعض الأوساط النسائية من عدم الخوض في مشاكل المرأة في العمق وهي ترى أنه حتى عندما تتم التوعية في وسائل الإعلام ستختلف الصورة تماماً على أرض الواقع.

ومن أبرز أسباب تركيز الإعلام على أنماط محددة من النساء هو السوق الاستهلاكية التي تتوجه إليها وسائل الإعلام.

ميا بيضون – (الجزيرة) -لبرنامج (للنساء فقط)- بيروت.

خديجة بن قنة: ونعود لأخذ المكالمات الهاتفية، ومعنا الآن رؤوفة حسن من اليمن تفضلي رؤوفة.

رؤوفة حسين: مساء الخير خديجة.

خديجة بن قنة: مساء النور.

رؤوفة حسين: ومنى، وتحية خاصة وسلام للأستاذة الدكتورة جيهان رشتي فهي كانت أستاذتي في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وأنا سعيدة أن أجدها اليوم في هذا البرنامج المتخصص، إيضاً كنت أود إنه أسلم على أوكتافيا وعلى الموقف الذي تقوم به في الإعلام الأميركي والذي يشكل عبء ليس بسيط، ولكن لم تتح الفرصة فإن شاء الله -في المرة القادمة، أحب أيضاً قبل أن أعطي رأيي أن أوجه تحية خاصة لجميع مراسلي ومراسلات (الجزيرة) وكذلك محطة (أبو ظبي) الموجودين في فلسطين لأنهم ينقلون لنا ما يحدث لحظة بلحظة ونقوم بمتابعة الأخبار عبرهم، ويقومون بدور أفضل بكثير من كثير من المحطات الإذاعية والتليفزيونات العربية.

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: إذن.. إذن دكتورة يعني ترين أن الإعلامية العربية يعني غاصت في عمق الجرح العربي؟

رؤوفة حسين: نعم، إن الإعلام العربي يقوم بدوره المفروض والواجب على أفضل ما يكون فيما يتعلق بقضايا هامة كهذه القضية بالذات التي نعيشها هذه الأيام، ولكن في الشأن الخاص بالنساء هذه قصية أخرى، أولاً أنا لست مع جلد الذات والاعتقاد بإنه وسائل الإعلام العربية وحدها هي المقصرة في شأن النساء، فوسائل الإعلام بالكل في جميع أنحاء العالم قد أثبتت الدراسات والأبحاث بأنها تأخذ جانب سلبي فيما يتعلق بالنساء وهي مسألة ليس لوسائل الإعلام قدرة على التحكم فيها، ذلك أن وسائل الإعلام هي وسائل -كما سبق وأن قيل في هذا التقرير الذي جاء من بيروت- هي وسائل حضارية لطبقة متوسطة أو طبقة أعلى وهي مملوكة إما من قبل الدولة أو من قبل مؤسسات اقتصادية تجارية رأسمالية، وبالتالي لديها مستلزمات ومتطلبات تفرض عليها أن تعكس صورة شريحة محددة فقط من المجتمع، فإذن هناك تقصير ولكن هذا التقصير تحتمه الضرورة.

خديجة بن قنة: شكراً رؤوفة حسن، دكتورة جيهان أشارت دكتورة رؤوفة إلى نقطة مهمة جداً وهي أن الإعلام في النهاية وراءه يا إما سلطة المال أو سلط السياسة، إن كانت سلطة المال فالهاجس هو الربح التجاري، وإن كانت سلطة السياسة فالهاجس هو خدمة الأنظمة السياسية القائمة وخدمة أهدافها، هل هذا هو الواقع برأيك؟

د. جيهان رشتي: حضرتك إديتينا الـ Tow extremes يعني هو الأمور دائماً بتبقى في المنطقة الرمادية، لأنه ممكن إنه أن يكون عندي إعلام يهدف لجذب المعلن وفي نفس الوقت بيقدم خدمة، الإعلام خدمة.. خدمة عامة، لا نستطيع أن تقول أن الإعلام فقط هدفه جذب الجمهور.. لجذب المعلن، هذا.. نحاول نجذب الجمهور لكن هذا لا يبرر الإسفاف، يعني أستطيع أن أقول إن الأذواق العربية سبقت أو.. يعني بقت أفضل مما يقدم إعلامياً، بدليل إن الناس بتنتقد بشدة الإعلام وتطالب بتصحيح أو بتحسين المضمون الإعلامي، تحسين المضمون الإعلامي يتحقق من خلال الاستعانة بإعلاميين على ثقافة وعلى علم ورفع مستوى الجمهور بحيث إنه ينتقد الإعلام.

خديجة بن قنة: إذن هناك ندرة في السوق الإعلامية من حيث وجود إعلاميين أكفاء؟

د. جيهان رشتي: أعتقد إنه عندنا إعلاميين أكفاء، لكن هل عندهم حرية حركة؟ يعني إذا نظرنا إلى الإعلام في الأخبار مثلاً عندنا ناس تقدر تقدم برامج ثقافية ولو إنها بتتقدم بطريقة تقليدية..

خديجة بن قنة: المشكلة ليست في العنصر البشري..

د. جيهان رشتي: العنصر البشري.. يعني..

خديجة بن قنة: في توفر الكفاءة والقدرة على..

د. جيهان بن قنة: لأ هو طبعاً العنصر البشري هام، لأنه العنصر البشري سيختار موضوع جيد، سيدرسه بشكل جيد، ويقدمه بشكل ينطوي على احترام للجمهور.

خديجة بن قنة: نعم، نأخذ فقط مكالمة الآن لطارق سيد أحمد من سوريا، تفضل طارق.

طارق سيد أحمد: شكراً لك، السلام عليكم أولاً.

خديجة بن قنة: وعليكم السلام.

طارق سيد أحمد: وأحييكم على هذا البرنامج الهام جداً، أهم.. أنا.. عفواً -لا أوافق على أن عرض المرأة بشكل استهلاكي يزيد من أرباح الفضائيات، لأننا نرى تاريخياً يعني أهم المسلسلات، أهم الأفلام التي نجحت على مستوى الوطن العربي لم يكن فيها أي شيء من الإغراء، سواء "عمر المختار"، سواء المسرحيات الكوميدية أو المسلسلات الكوميدية.

ثانياً: هناك رفض كبير من قبل الناس -باعتبارنا مجتمع إسلامي ومجتمع محافظ، ليس فقط إسلامي- رفض للمسلسلات التي تدغدغ الغرائز، مثلاً كان هناك فيه أحد تليفزيونات لبنان -أستاذتنا المذيعة بتعرفه- كان هناك مسلسل تم إيقاف عرضه خلال السنة الماضية، لأنه يشوه صورة لبنان ومجتمع لبنان، أنا يهمني إعلام الطفل هناك كثير من أفلام كرتون تعرض وهناك كثير من أفلام الكرتون الجيدة والهادفة لا تعرض، مع أنها منتشرة على الـ CD ويشتريها الجميع ويشاهدونها أكثر من أفلام الكرتون التي نشاهدها يومياً، يعني هناك البوكيمون مثلاً ليس مهماً كثيراً لكن هناك فيلم "محمد الفاتح"، فيلم.. أفلام تاريخية كثيرة..

خديجة بن قنة: لكن.. نعم، لكن طارق يعني لا يمكن.

طارق سيد: وإنتاج عربي..

خديجة بن قنة: نعم، لكن هذا النوع من الإنتاج وهذا النوع من المسلسلات أو الأفلام يتطلب ترسانة واسعة وكبيرة وثقيلة من الإمكانيات التي قد لا تكون متاحة دائماً، منى هل لديك أي تعليق على ما ذكره طارق؟

منى وهب: لأ يعني، أنا يعني عم بدي أجرب إنه نحصر شوي الموضوع لأنه بأعرف إنه الوقت ضيق جداً، ويعني أنا فيه كذا.. فيه كذا نقطة أنا بدي أحكي عنها، لأنه عن (…) نحنا يعني بالعالم أو بالوطن العربي مش الميه الكثيرة يضع الموضوع وما بدنا نحكي كثير رسوم متحركة أو مسلسلات..

خديجة بن قنة [مقاطعةً]: نعم، باختصار مني لأن الوقت يداهمنا..

منى وهب: باختصار، يعني نحنا فيه قضايا ملحة لازم نحكي فيها، يعني أنا هنا بس بدي أحكي يعني نقطة مثلاً شاهدنا من أسبوعين يمكن حلقة التحرش الجنسي نحنا يعني أنا كامرأة عربية وأفتكر نحنا كلنا كنساء عربيات فيه بعض المحرمات يمكن عشان هيك ما فيه برامج مخصصة للنساء..

خديجة بن قنة: نعم، تابوهات..

منى وهبي: في بعض التابو، اللي لازم نحنا كنساء عربيات نتخلص من.

خديجة بن قنة: نتحرر منه.

منى وهبي: نتجر إنه نحكي عنه، وهي مواضيع أساسية يعني، يعني هون بدنا نحكي عن الاغتصاب، عن التحرش الجنسي عن غيرها من المواضيع اللي بتهمنا، بدنا كمان نحكي عن نساء الريف اللي يمكن نحنا مقصرين تجاههم وبنعطي أكتر يمكن أفضلية أفضلية لنساء المدن، فيه أمور يمكن نحنا كتير بحاجة نحكي عنها، للأسف لضيق الوقت ما عم بنقدر أكيد هلا..

خديجة بن قنة: نعم، شكراً لكما، وليس بوسعنا طبعاً في النهاية سوى أن نشكر كل ضيفاتنا دكتورة جيهان رشتي(عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً) السيدة منى وهبي (مذيعة بقناة المستقبل في لبنان) وكانت معنا أيضاً من قبل السيدة أوكتافيا نصر مخوول (المذيعة في قناة الـ CNN الأميركية).

نلقاكم مشاهدينا الأسبوع المقبل إن شاء الله.

لكم أطيب المنى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: الجزيرة