المرأة الفلسطينية
مقدم الحلقة: | خديجة بن قنة |
ضيوف الحلقة: | د. فيحاء عبد الهادي: المدير العام لطاقم شؤون المرأة ليلي خالد: عضو المجلس الوطني الفلسطيني جميلة الشمطي: ناشطة في حركة حماس |
تاريخ الحلقة: | 04/02/2002 |
– دور المرأة الفلسطينية في العمل الاستشهادي
– أسباب تراجع دور المرأة في المقاومة وتأثير التيار الإسلامي
– الأولويات في دور المرأة النضالي
– دور المرأة الفلسطينية في الأسرة وفي المجال السياسي
![]() | |
![]() | |
![]() | |
![]() |
خديجة بن قنّة: مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم.
بين خطي المقاومة والمواجهة توزعت أدوار المرأة الفلسطينية ففي ظل غياب الدولة تحولت الأسرة من خلال المرأة إلى جبهة قوية للمقاومة ضد الاختراق والاستلاب، وعلى خط المواجهة كان الاعتقال والتعذيب والعمل المسلَّح أدوات أخرى للدفاع عن الوطن.
امرأة فلسطينية: وين زعماء العرب؟ وين؟ وين زعما العرب وين؟
خديجة بن قنّة: الصراخ والنحيب والشكوى والمناشدات، تلك هي الصور التي تكرَّست على المرأة الفلسطينية في وسائل الإعلام والفضائيات، في حين يؤكد الواقع الفعلي أن المرأة لعبت أدواراً أساسية في أي استراتيجية للمقاومة من التنشئة السياسية والتعليم الشعبي إلى التكافل الاجتماعي ومقاومة الحصار، أما آخر تجليات المقاومة فقد وقعتها وفاء إدريس بدمائها لتكون أول فلسطينية تُفجر نفسها من أجل الوطن والقضية، فما هو دور المرأة الفلسطينية الحقيقي في المقاومة؟ وما هو المطلوب منها؟
للحديث عن هذا الموضوع ولإلقاء الضوء على جميع جوانبه والخوض في تفاصيله وخفاياه نستضيف من استديوهاتنا في رام الله الدكتورة فيحاء عبد الهادي (مدير عام طاقم شؤون المرأة الفلسطينية)، ومن استديوهاتنا في الدوحة السيدة ليلي خالد (المناضلة الفلسطينية المعروفة، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، ومن استديوهاتنا في غزة السيدة جميلة الشمطي (الناشطة في حركة حماس) أهلاً بكن جميعاً ضيفات هذا.. هذه الحلقة من برنامج (للنساء فقط).
أبدأ بك سيدة ليلي، يعني وفاء إدريس التي يعني أكدت أن التضحية بالنفس من أجل الوطن من أجل فلسطين، من أجل القضية ليست في عصمة الرجال فقط، وإنما نساء فلسطين أيضاً لهنَّ دور ودور أساسي في هذه المقاومة، هل غيرَّت –برأيك_ وفاء إدريس من فكر المقاومة الفلسطينية؟
دور المرأة الفلسطينية في العمل الاستشهادي
ليلي خالد: أنا بأعتقد المقاومة الفلسطينية يقوم بها الشعب الفلسطيني برجاله وبنسائه، ليست هذه هي المرأة الأولى التي تستشهد من أجل فلسطين، لكن الأسلوب الذي استخدمته هو الشيء الجديد في عملية المقاومة، إذاً بفكر المقاومة التضحية بالنفس هي أحد ركائز هذا الفكر من أجل أن يعيش الشعب، من أجل أن يكون حافز لآخرين للقيام بنفس العمل، خاصةً ونحن نعرف أن مسألة الشهادة هي في الفكر وفي تراثنا، بمعني يعني نحن ننحني إجلالاً للإنسان الذي يقدم روحه في سبيل الوطن، فما بالنا في هذه الصبية التي قدمت روحها بطواعية من أجل قضية شعبها في مواجهة كل هذا الإرهاب الممارس على الشعب الفلسطيني، نستذكر أيضاً أول شهيدة فلسطينية في الثورة المعاصرة الشهيدة شادية أبو غزالة، وقد استشهدت مع بدايات الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع أو لباقي أرض فلسطين في عام الـ67، هناك أيضاً أسماء: دلال المغربي التي ذهبت مع رفاق لها بزورق ونزلت على الشاطئ الفلسطيني وركبت في الـbus من أجل أن تقاتل أيضاً وهي تعرف مسبقاً أنها ستستشهد، هي أيضاً من هؤلاء اللواتي ذهبن للاستشهاد، وهي تعرف ذلك، كل النساء عندما يشاركن في العمل يتوقعن باستمرار أنهن سيفقدن حياتهن، وهن على استعداد لذلك، مثلما تماماً يقوم الرجل في هذا الدور، هذه المرة لأن لم يكن هناك وضوح في دور المرأة في هذه الانتفاضة جاءت وفاء إدريسي لتدق مرة أخرى وتقول أن المرأة لها دور في هذا.
خديجة بن قنّة: لتبرز هذا الدور من جديد..
ليلى خالد:من جديد في هذه الانتفاضة.
خديجة بن قنّة: وما الذي أدى إلى إخفاء هذا الدور؟
ليلى خالد: هناك العديد من العوامل لعدم تسليط الضوء على دور المرأة في هذه الانتفاضة.
أولاً: لنتذكر أنه بعد عام الـ 90 حصل زلزال في المنطقة العربية..
خديجة بن قنّة: الذي هو اتفاقات أوسلو، ومدريد..
ليلي خالد: ما نتج عنه اتفاقات أوسلو، اتفاقات أوسلو أوجدت يعني انقساماً في الرأي، في الشارع الفلسطيني وفي الشارع العربي حول صحتها بالنسبة للحل المنشود للشعب الفلسطيني، برهنت الأحداث الآن بأن اتفاقات أوسلو لم تعطي الفلسطينيين هذا الحق أو الحقوق الدنيا للشعب الفلسطيني، بدليل أن دبابات الاحتلال مازالت الآن تحاصر كل مدننا وكل قرانا ومخيماتنا، بالإضافة لكل الإجراءات الإرهابية التي يمارسها يعني شارون وعصابته بين قوسين (حكومة) على الشعب الفلسطيني.
من هون يعني دور المرأة ربما يكون غير منظور، لنضف على ذلك أن الإعلام لا يُسلط الضوء على الجوانب الأخرى من المقاومة، هو يسلط الضوء على الحدث، بمعني عملية هنا، عملية هناك، بينما المقاومة هي تأخذ كل مناحي الحياة، بمعنى المقاومة هي استمرار الإنسان والتمسُّك على.. بأرضه وبيته بالرغم من كل الحرمان والعذاب الذي يعانيه الإنسان يعني في الأرض الفلسطينية، هذا أحد أشكال المقاومة، التمسك بالأرض، الإقلاع عن فكرة الهجرة من البيت ومن الأرض أيضاً هذه هي.. هي..
خديجة بن قنّة: نوع من الأنواع المقاومة.
ليلى خالد: أنواع مقاومة، المرأة تلعب دور أساسي في هذا الجانب، بمعني البيت يُهدم نجد أن المرأة وأطفالها بيجلسوا على الأنقاض، وبيقولوا.. وقد شهدنا صور كثيرة على شاشات التلفزة، النساء يقلن: لن نخرج من هذه الأرض إلا على جثثنا، يعني العديد ويمكن أنا مرة بأذكر مرة إجو ليصادروا الأرض فمسكت الجندي وقالت له: هذه أرضنا، وأنا باقية هون، وقطعت يعني بالاتجاه بالآخر.
خديجة بن قنّة: نعم، سيدة ليلى، سنتحدث كل.. عن كل أنواع المقاومة هذه وهذا النضال، إذاً أنتقل الآن إلى رام الله ومعي الدكتورة فيحاء، دكتورة فيحاء، استمعتِ السيدة ليلى خالد تقول أن اتفاقات السلام مدريد، وما نتج عنها من اتفاقات أوسلو وغير ذلك، يعني شكلت ضربة قاسمة لعمل المقاومة الفلسطينية بكل أبعادها. هل تعتقدين أن عملية وفاء إدريس، هذه العملية الاستشهادية لفتاة في مقتبل العمر.. في عمر الزهور، تلف هذا الجسم بمتفجرات، وتضحي بنفسها من أجل فلسطين، أرض فلسطين، من أجل هذه القضية المقدسة، هل برأيك ستفتح الباب الآن أمام فتيات أخريات للقيام بمثل هذه العمليات؟
د.فيحاء عبد الهادي: الحقيقة يعني السؤال يمكن بيجي بمنحى آخر، يعني عندما قدمت جسدها وسيلة لتحرير الوطن وفاء إدريس، فهي أيضاً اختطت الطريق اللي اختطه كثير من الشباب الذين انتهجوا هذا النهج الذي يعني هو الصراحة نهج التضحية بالنفس فعلاً في سبيل هذا الوطن، ولكن هل هذا نهج جديد –فعلاً كما أشرتِ قبل قليل- في فكر المقاومة الفلسطينية؟
الحقيقة الأخت ليلى قامت بإنه المرأة الفلسطينية منذ أوائل القرن وهي تناضل في سبيل وطنها، وانتهجت كل الطرق اللي ممكن إنها تناضل بواسطتها، وأساساً حتى موضوع الكفاح المسلح اللي اختطه المرأة ومارسته منذ الثلاثينات إحنا بنتذكر فاطمة غزال أول شهيدة فلسطينية شاركت بمعركة عسكرية في وادي عزون، واستُشهدت وهي تناضل ضد الجيش البريطاني، نتذكر أيضاً الأخوات خورشيد مهيبة وعربية في سنة الأربعينات في الـ47 اللواتي قُدن فصيل اسمه (زهرة الأقحوان)، هذا الفصيل الذي قام بعمليات عسكرية أيضاً في مرحلة الخمسينيات والستينيات تنظيمات الفلسطينية اللي كانت إرهاص ما قبل..
خديجة بن قنّة: تفضلي.
د.فيحاء عبد الهادي: ما قبل 67 آه، يعني بعدين طبعاً أول شهيدة عسكرية قامت بعملية عسكرية وتفجر جسدها أيضاً في وجه المحتل –كما قالت الأخت ليلى- شادية أبو غزالة بعد 67، أيضاً هناك الكثيرات اللواتي قدمن حياتهن ثمناً للحرية، والحقيقة إن مجرد الالتحاق بالعمل العسكري بحد ذاته في كل مراحل النضال الفلسطيني كان فعلاً هو لما بيلتحق الإنسان بالعمل العسكري فممكن إنه تكون النتيجة هي ما حصل مع وفاء وما ممكن أن يحصل مع الكثيرات من اللواتي قُمن بعمليات عسكرية، وأنا أريد أن أؤكد هنا إنه..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: نعم، دكتورة فيحاء، يعني سؤالي مرتبط يعني مبني على أساس إحصائية أو استطلاع للرأي أُجري في إحدى الجامعات الفلسطينية في أوساط الشباب والشُبان.. الطلبة الفلسطينيين أكد أنه 96% الفتيات من الطالبات يؤيدن هذا النوع من العمليات، ويرغبن فعلاً في القيام بعمليات استشهادية ضد العدو الإسرائيلي، وربما هذه النسبة تفوق عدد الشُّبان والرجال الذين أبدوا رغبتهم في ذلك، يعني ماذا تقرأين في هذه الإحصائية؟
د.فيحاء عبد الهادي: أنا أقرأ أن الحياة والموت أصبحت متساوية عند هذا الشعب الذي يُعاني يومياً من ألوان من المعاناة، يومياً هناك قهر وظلم لا مثيل له بيعاني منه كل أبناء الشعب الفلسطيني بحيث فعلاً هناك إحساس بإنه إذا لم يكن هناك وسيلة للمقاومة سوى النفس فأنا أجود بهذه النفس، ولكن أريد أن أؤكد شيئاً من أجل الحياة، نحن نريد الحياة للمناضلين وللمناضلات الفلسطينيات اللواتي يمكن أن يقمن بأكثر من عمل عسكري وأكثر من عمل شعبي ونضالي وبمختلف السُبل وبأكثر من طريقة من أجل.. من أجل إنهم يعدوا طريق الحرية، ويعدوا هذا الوطن ويبنوه بمختلف الطرق، وبالتالي أنا أقرأ طبعاً معاناتهم الشديدة جداً كل ها دول الفتيات اللي.. اللي حكوا، وبأقدر أفهم هذا جيداً، لأنه اللي بنشوفه حقيقة هو أكثر من الخيال، هو موت يومي.
خديجة بن قنّة: نعم، نريد أن نبحث –بعد هذا الفاصل طبعاً- في أسباب تراجع المقاومة الميدانية للمرأة الفلسطينية وهل للتوسع أو هيمنة أو سيطرة التوجُّه الإسلامي على أنشطة أو أغلب أنشطة المقاومة له دور في ذلك؟
[فاصل إعلاني]
أسباب تراجع دور المرأة في المقاومة وتأثير التيار الإسلامي
خديجة بن قنّة: أنتقل الآن إلى غزة ومعي السيدة جميلة، سيدة جميلة، هل تعتقدين أن سيطرة التيار الإسلامي، أو التوجُّه الإسلامي على أغلب الأنشطة المقاومة أدى إلى تراجع دور المرأة في المقاومة؟
جميلة الشمطي: بسم الله الرحمن الرحيم. أولاً: سيطرة التيار الإسلامي على.. كل الأنشطة هذا لا يعني أو لم يكن هو السبب في توقف المقاومة، بل على العكس هذا زاد من فاعلية.. زاد من فاعلية تحريك الموقف السياسي للمرأة، حيث أنها دفعت وحركت المجتمع بأن يتولى..
خديجة بن قنّة: يبدو أن السيدة جميلة لديها مشكلة في الصوت، إلى أن يتم تعديل وحل هذا المشكل، أتوجَّه بنفس السؤال إلى السيدة ليلي خالد، هل تعتقدين أنه فعلاً سيطرة التوجُّه الإسلامي أدى إلى إبعاد المرأة إلى حدٍ ما عن أنشطة المقاومة الفلسطينية؟
ليلى خالد: لأ، ما بأعتقد هذا هو السبب اللي.. يعني أولاً المرأة الفلسطينية لم تبتعد عن العمل.
خديجة بن قنّة: [مقاطعةً] لكن.. لكن هناك تراجع سيدة ليلى مقارنة..
ليلي خالد [مستأنفةً]: لكن لم يبرز دورها
خديجة بن قنّة: نعم، لم يبرز دورها، وهناك إحصائية تؤكد تراجع دور المرأة مقارنة على الأقل بالانتفاضة السابقة.
ليلي خالد: نعم، يعني أنا ممكن في.. قبل الاستراحة كنا عم بنتحدث عن ماذا أحدث أوسلو في المجتمع الفلسطيني؟
يعني بمعني صار انقسام، هذا الانقسام يعني هو نوع من أنواع الهزيمة للمجتمع الفلسطيني، كون حصل انقسام، لأن توحُّد المجتمع حول المقاومة يعطيه قوة، انقسامه على قضية ما مثل أوسلو يعني شرخ عميق حصل بين مؤيد ومعارض جاءت الأحداث بعد 7، 8 سنوات لتقول أن أوسلو لم يحل المشكلة الفلسطينية، الهزائم دائماً ترجع المرأة إلى البيت دائماً، وربما هذا رصدناه خلال يعني المراحل المختلفة، كنا نلحظ ومازلنا عندما تكون هناك نهوض تندفع المرأة للخارج خارج دورها الطبيعي.. التقليدي بأنها في البيت فتخرج للشارع لاحظنا أن المرأة في العمل المسلح كان هناك دور بارز للمرأة في العمل المسلح بعد الـ67، في الانتفاضة الـ87 كان وجه الانتفاضة النساء والأطفال.
خديجة بن قنّة: نعم، هذا بدليل تجربتك أنتِ سيدة ليلى خالد في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، لكن يعني أنتِ تضعين المسؤولية دائماً على اتفاقات السلام واتفاقات أوسلو، هذه الاتفاقات مرتبطة أيضاً بوجود معطيات دولية جديدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ووجود القطب الواحد الذي يحكم العالم وهو الولايات المتحدة.
ليلى خالد: أنا.. يعني حتى لا أُعلِّق المسائل على شماعة أخرى، عندما حصل ما حصل في أوسلو أصبح هناك فيه تراجع في الحركة الوطنية الفلسطينية، ليس على مستوى النساء فقط، ولكن بشكل عام، وبالتالي تراجعت المرأة في دورها عن أن تتصدى للأزمة البنيوية التي عاشتها الحركة الوطنية الفلسطينية..
خديجة بن قنّة: نعم، سيدة ليلى خالد، دعيني أطرح عليك سؤالاً مباشراً بخصوص هذه النقطة بالذات، يعني أنتِ البطلة الشجاعة الجريئة التي قامت بعمليات اختطاف طائرات في فترة نهاية الستينات وبداية السبعينات، لو أعدنا عجلة الزمن، وقلنا لكِ: هل بالإمكان أن تقومي أنتِ بهذه العمليات الآن في هذا الظرف الحالي، هذا الظرف الدولي المتغير، هذه الاستراتيجية أو تغيُّر البيئة الاستراتيجية للعالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ ما كان يُعتبر مقاومة في وقت ليلى خالد عندما قامت بهذه العمليات يُعتبر الآن إرهاب في نظر الولايات المتحدة وفي نظر العالم.
ليلى خالد: يعني هو أميركا بتسمي الأشياء زي ما هي بتريدها، زي ما هي بتشوفها، أنا مش هون بأوقف عند ها النقطة، أساساً يعني مسألة اختطاف الطائرات كان شكل من أشكال العمل في تلك المرحلة للتعريف عن القضية الفلسطينية، أساساً الوضع الفلسطيني كان بالنسبة للعالم مجموعة لاجئين بحاجة للمساعدة، نحن قمنا بهذا العمل مع بداية الثورة، أي بعد الاحتلال مباشرة لنطرح على العالم سؤالاً كبيراً: من هم الفلسطينيون؟
ليأتي الجواب من خلال الثورة وليس من خلال اختطاف طائرة، بعد ذلك نحن في عام الـ70 توقفنا عن هذا العمل، لأن هذا أسلوب تكتيكي مؤقت فقط لأن يؤدي هذا الغرض وقد أداه، بعد ذلك أصبح العمل.. الكفاح المسلَّح أخذ أشكاله العادية المعروفة.. إذن بهذه اللحظة..
خديجة بن قنّة [مقاطعةً]: وبذلك.. هذا الترتيب نعم يجب أن المتغيرات الدولية الحاكمة.
ليلي خالد: نعم، الترتيبات تتغير حسب الوضع.
[موجز الأخبار]
خديجة بن قنّة: قبل أن نعود لحوارنا نتعرف على نشاط المرأة الفلسطينية الميداني الحالي، ومراسلتنا في فلسطين شيرين أبو عاقلة رصدت لنا بعض الجوانب من هذا النشاط، وأعدت لنا التقرير التالي، فلنتابع معاً.
تقرير/ شيرين أبو عاقلة: آخر ما توقعه الإسرائيليون عندما وقع هجوم القدس الغربي في السابع والعشرين من كانون الثاني الماضي أن تكون وراء العملية فتاة من مخيم الأمعر القريب من رام الله.
وفاء إدريس ابنة التاسعة والعشرين ربيعاً، جاءت أسرتها من مدينة الرملة، وكانت مع والدتها ولها ثلاثة أشقاء، عملت متطوعة في جمعية الهلال الأحمر، فساهمت في عمليات إنقاذ المصابين خلال الانتفاضة.
خليل إدريس (شقيق منفذة العملية): وفاء كان هي من لجان.. من مؤسسي لجان المرأة في المخيم، وطبعاً كان إلها دور كبير في العمل الاجتماعي لزيارة أهالي الشهداء وزيارة أهالي الأسرى بشكل يومي كانت تشوف الجرائم اللي بيقوم فيها الاحتلال الإسرائيلي من قتل، وهدم بيوت، والحصار اللي إحنا بنمر بيه، طبعاً هي بتدفع أي إنسان إنه بينتقم لأبناء شعبه.
وسام إدريس (زوجة شقيق منفذة العملية): وبقت كتير يعني لما بقينا نقعد تحكي إذا بدي أموت أموت وأنا شهيدة.
شيرين أبو عاقلة: منذ ظهيرة ذلك اليوم الذي وقعت فيه عملية القدس الغربية فتحت وفاء التساؤلات حول ما إذا كانت المرأة قد عادت إلى قيادة العمليات المسلحة بعد أن اتخذ دورها خلال الانتفاضة الحالية ميلاً الأكبر للانخراط بالعمل الاجتماعي وبجانب منه تقديم المساعدة للمقاومة.
ربيحة دياب (رئيسة اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي): كنت تلاقي الاحتلال في كل زقه في كل شارع، في كل بيت أمامك، لكن نحن الآن نمشي أحياناً مئات الكيلو مترات حتى نصل أو عشرات الكيلو مترات حتى نصل إلى موقع احتكاك ما بيننا وبين قوات الاحتلال.
شيرين أبو عاقلة: لكن دور المرأة في الكفاح المسلح هو دور تاريخي نشط بشكل خاص خلال سنوات السبعينات، ومن ثم خلال الانتفاضة الأولى. رولا دحُّو تُعتبر إحدى نماذج هذا النضال، حيث أمضت تسع سنوات داخل سجون الاحتلال بتهمة الانتماء لخلية مسلحة تابعة للجبهة الشعبية فحوكمت مؤبداً، ثم خرجت إثر اتفاق بالإفراج عن الأسيرات عام 97.
رولا دحو (أسيرة مُحررَة): كل الأوضاع تغيرت يعني بالتحديد مع بعد أوسلو، كل العمل تغير، صار فيه عمل أكثر باتجاه العمل المجتمعي وبناء مؤسسات مجتمع مدني، اللي كثير من النساء انخرطوا فيها لصالح العمل مع الأحزاب يعني أقل بالعمل مع الأحزاب، هذه أزمة للأحزاب بشكل عام مش بس للمرأة الفلسطينية.
شيرين أبو عاقلة: أما خلال الانتفاضة الحالية فقد دخلت السجون الإسرائيلية 16 أسيرة، اتهمت غالبيتهن بمحاولات طعن جنود الإسرائيليين، وعدد قليل بالمشاركة في عمليات مسلحة.
آمنة منى (أسيرة فلسطينية متهمة بقتل إسرائيلي): هي دي رسالتي، بس لا للاحتلال، لا للظلم، لا للقتل اللي إحنا عايشين فيه، بس هذا اللي بأحكيه.
شيرين أبو عاقلة: دور المرأة في الثورة الفلسطينية لم يغب أبداً، وإن اختلف باختلاف المراحل، لكن ما يبقى من الواجب الإشارة إليه، أن المجتمع لازال يميل إلى وضع المرأة في إطار العمل الاجتماعي، لكن عندما يتعلق الأمر بالعمل المسلح يبقى التشجيع والدعم من نصيب الرجل.
شيرين أبو عاقلة – (الجزيرة) – لبرنامج (للنساء فقط) – رام الله.
خديجة بن قنّة: أنتقل إلى غزة، والسيدة جميلة كنا نتحدث عن اختلاف الرؤى بين التنظيمات الفلسطينية من العمليات الاستشهادية، حركة حماس -وأنت ناشطة في الحركة- هل تؤيد القيام بعمليات استشهادية من طرف نساء؟
جميلة الشمطي: حركة حماس كحركة جهادية، تتبنى المنهجية الإسلامية، فإن الجهاد بها فرض عين سواء على الرجل أو على المرأة، العمليات الاستشهادية ليست هي الطريقة الوحيدة التي ممكن أن تتبناها المرأة الفلسطينية، فهناك العمل الجهادي باختلاف أنواعه، والتي تقوم به المرأة في مجال العمل السياسي والمجتمعي والاقتصادي والتربوي، عبر مؤسسات مختلفة، أما بالنسبة للعمليات الاستشهادية فنحن نقول أنه العمليات داخل خط 48، فحتى هذه اللحظة فإن من استراتيجيات الحركة عدم إقحام المرأة الفلسطينية فيها، لأن ذلك يرجع إلى أمرين، أمر شرعي بأن هذه العمليات تحتاج إلى أن تسافر المرأة للرصد والتخطيط، مما يضطرها أن تبقى يومين أو ثلاثة خارج البيت، وهذا طبعاً مرفوض شرعاً بالنسبة للمرأة المسلمة، والتي يلزمها في تنقلاتها محرم، ولأن صعوبة التنقلات أيضاً داخل 48 تكون عملية فيها من الصعوبة والشدة الكثيرة، ولكن إذا اقتحمت قرية أو مدينة، ووجدت المرأة نفسها أنه واجب عليها الدفاع، فبإمكانها أن تتخذ أي وسيلة، وإن كانت عملية استشهادية للدفاع عن نفسها وبيتها وعرضها وشرفها، فلا مانع لديها أن تتخذ أي وسيلة، لأن الموقف الآني يحتم عليها، ولا أحد يمنعها من هذا الحق، من هنا فالعملية الاستشهادية ليست مرفوضة، إلا إذا كانت طبعاً مما يوقع المرأة في محظور شرعي.
خديجة بن قنّة: يعني، هنا تعيدين سيدة جميلة إلى ما قاله الشيخ أحمد ياسين، من عدم ضرورة مشاركة نساء في العمليات الاستشهادية بالقول، إن المرأة هي خط الدفاع الثاني، وفي مرحلة الحسم يشارك الجميع دون استثناء، يعني هل مازلتم تعتبرون أن مرحلة الحسم لم تحن بعد؟
جميلة الشمطي: أختي الكريمة، مرحلة الحسم نحن نتعايشها الآن لفترات معينة، قد تأتي مرحلة اللي هو اقتحام كما قلت سابقاً، اقتحام قرية أو مدينة أو أي حي من الأحياء الفلسطينية فساعتها تكون هذه يعني لا يحظر عليها.. لا يحظر عليها، ولكن أيضاً ساعات الحسم إذا كان يعني بها أن تقتحم المرأة الفلسطينية بعمليات استشهادية داخل الخط الأخضر، فكما قلت هذه النقطة التي عليها تحفظ في داخل اللي هو الحركة والعمل النسائي.
خديجة بن قنّة: عليها تحفظ، إلا إذا كان معها يعني محرم، يعني هل نتصور أن فتاة تريد أن تقوم بعملية استشهادية ضد العدو الإسرائيلي أن تصطحب معها أخاً أو إبناً أو زوجاً؟ وقد يعقد ذلك من الأمور أكثر.
جميلة الشمطي: بسبب ذلك التعقيد، فالعملية هي معقدة من أساسها، فالعملية تحتاج إلى جاهزية أمنية عليا، وتحتاج إلى..
خديجة بن قنّة: لكن لماذا التعقيد بوجود محرم، لأنها ليست ذاهبة للتنزه؟
جميلة الشمطي: ولكنها كما قلت قد يتطلب منها البقاء هناك يومين أو ثلاثة في أوقات مختلفة، ليلاً، نهاراً، قد لا تعرف.. قد لا تجد مبيت في منطقة معينة، مما يعرضها للفتنة، وهذا طبعاً يشكل خطورة للإيقاع بها، أو القبض عليها، أو إرباكها، لأنها طبعاً لا تستطيع الاحتماء بذلك، وهي أيضاً مرجعيتها ذلك، هي المرجعية ذلك، يعني مرجعية المرأة المسلمة فهي طبعاً تتحفظ على ذلك.
خديجة بن قنّة: يعني مادمت تتحدثين سيدة جميلة عن المرجعية الإسلامية، الرسول –عليه الصلاة والسلام- يعني في أحاديث صحيحة يبيح للمرأة الخروج للجهاد حتى بدون إذن زوجها.
جميلة الشمطي: أختي خديجة، نعم، الجهاد فرض عين في فلسطين، تخرج المرأة والرجل، وتخرج المرأة بدون إذن زوجها، وبدون إذن وليها، وهذا حاصل الآن، المرأة تخرج من بيتها مدافعة عنه إذا هدم، إذا ابنها قتل تقتحم، إلى آخره، ولكن العملية الاستشهادية داخل الخط الأخضر لها خصوصية عالية جداً من الدقة والتخطيط التي يعني لا يسمح للمرأة المسلمة بأن تتجاوزها خوفاً من التعرض لأمر ما، الأمر الثاني: أن هذا فرض العين.. فرض عين الجهاد، بالنسبة للمرأة فرض كفاية، لماذا؟ لأن هناك صف طويل من الرجال والشباب كفيل لأن يقوم بذلك، فإذا يعني إذا كان هناك من يقوم بهذا الواجب، فهي تنتظر –إن شاء الله تعالى- والساحة والميدان مهيأة لها لأن تشارك، ولأن تكون استشهادية بإذن الله تعالى، وذلك لا يمنع أن.. أن النساء والمرأة في الحركة الإسلامية كلها تنادي وتطالب بأن تكون في الصف الأول من العمليات الاستشهادية وهذا يعني المنحى التربوي، بحيث تربط المرأة جهادياً وعسكرياً، وتهيئتها لكل الظروف المحتملة، وهذه التربية تهيئ المرأة المسلمة الآن، وتهيئ المجتمع الفلسطيني ككل بأنه مجتمع معرض للتحطيم والضرب والتقتيل والتشريد، وبالتالي مهيئة المرأة –بإذن الله تعالى- وستكون مثلها مثل الرجل تقاتل وتستشهد إلى آخره من ذلك.
خديجة بن قنّة: نعم، سيدة ليلى، يعني لا أريد أن أسألك إن أخذت معك محرم أثناء قيامك بعمليات اختطاف الطائرات، لكن هل تؤيدين ما قالته السيدة جميلة من أنه الأولوية في العمل -عمل المقاومة والقيام بالعمليات- هو للرجال، على اعتبار إن المرأة لديها أولويات أخرى، وهي التنشئة السياسية للأولاد، القيام بدورها الأسري وما إلى ذلك.
ليلى خالد: يعني أنا استمعت للأخت –مع احترامي- لكن اختلف معها في هذا الجانب كلياً، الاحتلال لم يفرق لا بين لا المرأة، ولا الرجل، ولا الشيخ، ولا الطفل، القذيفة تقتل الجميع، البيت يهدم للمرأة والرجل على حد سواء، ولذلك المقاومة هي مقاومة مجتمع، وليس فقط للرجال، ولم نسمع في التاريخ أن الثورات هي ثورات للرجال، ثم يأتوا النساء ليقطفوا ثمرة تضحيات الرجال، هذا موضوع خاطئ بالمعنى الفكري أولاً، ثم بالمعنى العملي، لأ، النساء دخلوا في معمعة النضال منذ بدء يعني كل مراحل التاريخ الوطني الفلسطيني وكذلك على المستوى العربي، وعلى المستوى العالمي، يعني النساء في الجزائر حملوا السلاح تماماً كالرجل، النساء في فيتنام كانوا يقاتلون ويقاومون تماماً كالرجل، يقومون بنفس المهام، المرأة الفلسطينية أيضاً تقوم بنفس المهام، ولديها من الكفاءة أن تقوم بنفس المهام، مهام مقاومة الاحتلال، بكل الأشكال المتاحة، وهنا يعني لابد أن نذكِّر..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: هي السيدة جميلة لا تنكر هذا الدور للمرأة، لكن تقول: يجب أن تبقى الآن في هذا الظرف في الخط الدفاعي الثاني.
ليلى خالد: أنا.. أنا مش معها، أنا بالعكس عم بأقول إنه يعني مفترض المعيقات التي تعيق تطور الحركة النسائية ودور النساء في مواجهة الاحتلال، لأنه التناقض الرئيسي بالنسبة لشعبنا، رجاله ونساؤه هو الاحتلال، إذن مقاومة الاحتلال هي الأساس، النقطة التي أيضاً أشارت إليها الأخت جميلة، يعني مسألة العمليات الاستشهادية، أنا أقول إنه المقاومة هي من أجل أن ننتصر وأن نحيا، ليس من أجل أن نموت، لكن عندما يتطلب الأمر أن نموت، فنحن على استعداد لذلك، لكن هل الهدف هو أن نموت، لأ، أنا مش مع هذا الخط، يعني أنا مش مع خط إنه بالآخر كل نساءنا ورجالنا يموتوا، طب مين اللي بده يعيش يعني يقطف ثمرة هذا النصر، أنا مع إنه أن نقاوم هذا الاحتلال، وننظر من خلال هذا المقاومة إلى أفق.. أفق النصر، حيث نعيش بالكرامة وبالحرية، من هون يعني، ما أقدرش، كمان يعني كمان نقطة أخرى..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: يعني بالنسبة لـ..
ليلى خالد[مستأنفةً]: نميز بين خط أخضر وخط مش أخضر، فيه محتل قاعد على أرضنا، أنا بدي أقاتله، اللي.. المحتل اللي قاعد (بحيفا) قاعد في بيتي، نفس هذا الجيش هو نفسه اللي جاب المستوطنين وزرعهم في أرضنا، وبالتالي يكون واجب..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: هي حماس لا تقول لا، لكن إذا أردتِ أن تقومي بعملية فخذي معك مجرم.
ليلى خالد: أنا مش مع هذا الخط، يعني المرأة أصبحت قادرة على أنها تتحرك من مكان إلى آخر، ومن بلد إلى بلد، لا بدها محرم، ولا فيه فتنة ولا إشي، المناضلة أو المناضل مش عم بيفكر بالفتنة، عم بيفكر بالتحرير، فبالتالي عنده من القيم والحصانة الفكرية بالقيم اللي إحنا متربيين عليها، القيم الإسلامية أيضاً اللي بتحتم علينا إنه مش رايحين نعرض أجسادنا..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: طالما هناك هدف أسمى..
ليلى خالد: نحن فيه هدف أكبر فبالتالي إحنا مش رايحين لا عارضات أزياء ولا رايحين نشوف زي ما بيقولوا تشوف طريقها، رايحة من أجل أن تقوم بعمل، فهي مش بحاجة إلى محرم ولا غيره، هي بحاجة لمحرم لما تروح للحج، بس مش بحاجة لمحرم في.. في النضال.
الأولويات في دور المرأة النضالي
خديجة بن قنّة: نعم، نأخذ رأي في هذه النقطة.. نأخذ رأي الدكتورة فيحاء من رام الله، دكتورة فيحاء هل هناك استراتيجية أولويات في دور المرأة النضالي؟
د. فيحاء عبد الهادي: الحقيقة هون يعني كتير مهم إن نقول بإنه استراتيجية المرأة النضالي، واستراتيجيتها المقاومة، هي موجودة باستمرار وعلى جميع الجبهات، يعني الحقيقة هون أنا بدي اختلف شوية معاك، بالنقطة اللي طرحتيها حول تراجع دور المرأة في المقاومة وفي الانتفاضة الحالية، الصراحة..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: نعم، أنا ذكرت تراجع دور المرأة دكتورة فيحاء، مقارنة بالانتفاضة السابقة.
د. فيحاء عبد الهادي: صحيح.. صحيح، بس أنا بدي أعلق على هاي النقطة إشي مهم الحديث في هذه النقطة بالذات، لأنه أنا بأعتقد إنه فيه بنية فكرية في المجتمع العربي ومنها في المجتمع الفلسطيني أيضاً، اللي هي عادة لا تقيِّم دور المرأة، ولا تعطي المرأة حقها، يعني بمعنى إنه المرأة إنسان، وكأنها إنسان ناقص، إنسان غير كامل، غير كامل الأهلية، يعني مع إني بأحيي أختنا من حماس، الأخت جميلة، بس هلاّ اسمعنا على إنه يعني المرأة مافيش ثقة إذا راحت على بلد، ونامت لها ليلتين في مكان، إنه فيه خوف من الفتنة، فهذه نفسها بتعبر عن بنية فكرية بتعتقد إنه المرأة إنسان ناقص، هذه نقطة.
النقطة الثانية: إنه فيه فصل للمرأة عن المجتمع، يعني كتير إشي مهم إنه نقول إن المرأة قد أيش نضالها على جميع الجبهات متصل ببعضه، يعني بمعنى نضالها السياسي لا ينفصل عن نضالها الاجتماعي، لا ينفصل أيضاً عن نضالها.. نضالها الثقافي، وما بيقلش أهمية، وهاي النقطة اللي أنا بديت أحكي فيها وقلت: إنه فعلاً إحنا لما نربي ولادنا على إنه إحنا.. وإحنا على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وعندما يصل الموضوع إلى أعلى درجات التضحية ويحتاج الوطن دماءنا فإحنا على استعداد، لكن هل نقدر نقول إحنا إنه المرأة وإن كانت ظروف الانتفاضة السابقة تختلف عن ظروف الانتفاضة الحالية، في الانتفاضة السابقة كانت الـ.. كان الاحتلال جوَّه البلد كله، وبالتالي الاشتباك كان يومي، وبشكل دائم، الاشتباك العسكري، والاشتباك ما بين الشباب، والنساء بيشاركوا بكل أنواع الاشتباكات، هلاّ الظروف اختلفت، ولكن الظروف مع اختلافها..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: هل دكتورة فيحاء.. دكتورة فيحاء، هل يمكن أن ندخل عنصر وجود السلطة الوطنية الفلسطينية في الانتفاضة.. في الانتفاضة الثانية، انتفاضة الأقصى؟ بينما في الانتفاضة الأولى لم يكن هناك سلطة وطنية فلسطينية، طيلة السبع سنوات التي امتدت على مداها الانتفاضة؟
د. فيحاء عبد الهادي: طبعاً لاشك، ما نقدرش ننكر وجود السلطة أعطي أشكال أخرى من الكفاح الشعبي، يعني الانتفاضة الأولى كانت ترتكز أكثر على الكفاح الشعبي، بكل أنواع الكفاح الشعبي، والآن هناك تقدم لأنواع من العمل العسكري وتراجع للعمل الشعبي، ولذلك إذا قلنا إنه فيه تراجع لعمل المرأة في هاي الانتفاضة، فأنا بأعتقد إنه التراجع هو لدور عمل المرأة المنظمة، ولكن أنا أؤكد إنه دور المرأة العادية لم يتراجع، المرأة العادية بتلاقيها بكل..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: دور المرأة العادية، نعم سأعود إليك الدكتورة فيحاء، سنتحدث عن دور المرأة العادية، والدور الأساسي الذي يتمثل في الإنجاب.
[فاصل إعلاني]
خديجة بن قنّة: نطلب منكم مشاهدينا في جميع أنحاء العالم المشاركة معنا في هذا الحوار بالإجابة على السؤال التالي: هل تؤيد مشاركة المرأة الفلسطينية في عمليات المقاومة المسلحة؟ بإمكانكم الإدلاء بآرائكم في هذه القضية على شبكة الإنترنت على العنوان التالي:
www.aljazeera.net
وسوف نعود للإطلاع على نتائج هذا الاستطلاع، ونتوقف الآن مع الشارع الفلسطيني الذي سألناه عما يرى أنه مطلوب من المرأة الفلسطينية:
مواطنة فلسطينية 1: كل الإشي بتقدر عليه المرأة تسوي، لأن اليوم دور المرأة مثل دور الزلمة.
شيرين أبو عاقلة: مثل أيش..؟
مواطنة فلسطينية 1: وأكتر من الرجل، المرأة اليوم ولَّه يعني ها العيشة عيشة.. عيشة اللي إحنا عايشنها يعني عيشة؟ مش عيشة..
مواطن فلسطيني 1: بإمكانها تساعد في المستشفيات، بإمكانها تساعد في.. في مثلاً تضميد الجرحى، بإمكانها تساعد في عدة حاجات في العمل، في الشغل، مساعدة زوجها في عمله وأشياء زي هيك يعني..
مواطنة 2: يعني ممكن تطلع في المظاهرة، تحمل أعلام، لا سمح الله إذا واحد مثلاً انصاب بيحملوه، بيسعفوه بعيد، آه ممكن بيعملوا هيك آه.
مواطن 2: يمكن للمرأة الفلسطينية أن تشارك أكثر من هيك يعني بفاعلية في الانتفاضة تشارك أيضاً في عمليات انتحارية داخل فلسطين المحتلة، ممكن تواجه أيضاً، تقوم بمراقبة، تقوم بتخطيط أيضاً مع الرجل يعني، إلها فعَّال أكثر من هيك، هذا حتى النظام الإسلامي عندنا قديم، كانت المرأة تشارك في المعارك، في تضميد الجراح، في كذا أيضاً في داخل المعركة، مش فقط في كل مكان.
مواطنة 3: مش راح يكون فيه أكثر يعني من إنها تنزل تعمل عملية استشهادية، تشارك بالمسيرات، تشارك بالأعمال البطولية هاي اللي بتصير.
دور المرأة الفلسطينية في الأسرة وفي المجال السياسي
خديجة بن قنّة: نريد أن نتحدث سيدة ليلى خالد قليلاً عن دور المرأة الفلسطينية الأسري والسياسي، المرأة الفلسطينية الآن موجودة في مؤسسات السلطة، في المجلس التشريعي الفلسطيني، في مؤسسات تابعة للسلطة الفلسطينية، تقوم بعمل في الجمعيات النسائية والاجتماعية الفلسطينية ولديها دور أساسي ومهم في الأسرة الفلسطينية هو دور الإنجاب، كيف تقيمين أهمية هذا الدور والمرأة هي الكفيلة بالتنشئة السياسية للأبناء، ليعني ضمان نشوء جيل من الشباب الفلسطيني الوفي لقضيته؟
ليلى خالد: يعني أولاً: مسألة ما هي الوظيفة الاجتماعية للمرأة؟ هي الأمومة، وبالتالي هي المسؤولة عن الإنجاب، لكن هذا لا يعفيها من القيام بالمهام الأخرى في.. في المجتمع، في أي مجتمع..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: لكن هذا عمل لا يستهان به..
ليلى خالد: لا يستهان به.
خديجة بن قنّة: يعني أحد الأسباب التي أو الهواجس بالنسبة لإسرائيل الحرب الديمغرافية يعني يذكر أن (جولدا مائير) سئلت يوماً عن الشيء الذي يمنع عنها النوم فقالت: ميلاد طفل فلسطيني.
ليلى خالد: هي تعرف يعني (جولدا مائير) تعرف إنه كلما ولد طفل فلسطيني معنى ذلك أن هذا في يوم من الأيام سيذكرها بنقيض المقولة الصهيونية التي قالت: "هذه الأرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، هذا.. من هذا المنطلق يتحدثون عن الخوف من ميلاد طفل فلسطيني، وأيضاً الشعب الفلسطيني الذي جرت كل المحاولات، منذ بداية القرن الماضي وحتى هذه اللحظة لنفيه من الوجود، وهو موجود في الواقع، جردت له كل الحملات، سواء الصهيونية وغيرها، من أجل إيقاع الخسائر فيه، لكن عادة الشعوب عندما تواجه بمثل هذه الحالة فهي أيضاً أحد أساليب المقاومة هو مزيد يعني التناسل، بمعنى كثرة الإنجاب، هو رد على الموت لأن ورد على كل هذه المقولات بالوعي الفطري للإنسان، بمعنى أنني أتعرض للقتل، فبالتالي بأشوف أديش فيه عندي أولاد، وهون يعني هذه المسألة هي سايرة من سيكولوجيا الفلسطيني، بمعنى إنه هو لاجئ، هو تحت الاحتلال ومعرض للقتل، ومعرض للاعتقال، ومعرض للمطاردة إلى آخره، فأحد أشكال المواجهة أو أحد أشكال الصمود والمقاومة ليثبت وجوده بأنه ينجب يعني العديد من الأطفال، يعني بس خليني أقول إنه هذا في المجتمع بصفة عامة..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: لكن على المستوى.. على المستوى السياسي دور المرأة الفلسطينية في المؤسسة التابعة للسلطة، كيف تقيمينه؟
ليلى خالد: يعني أولاً السلطة مازالت سلطة وليدة، بالتالي يعني مازالت سلطة ناشئة، ولم تكتمل عوامل سيادتها، فلذلك يعني التقييم سيكون مجزوء، بالنسبة للسلطة ككل ودور المرأة في داخل السلطة، لكن يعني بأحب أشير لإنه مع إن هناك فيه وجود نساء في مؤسسات السلطة إلا أنهن غير مشاركات في صنع القرار حتى هذه اللحظة، وهذا أيضاً يعني..
خديجة بن قنّة[مقاطعةً]: يمكن أن نتحول بنفس النقطة هذه إلى الدكتورة فيحاء في رام الله، يعني هن لا يشاركن رغم وجودهن في مؤسسات تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، لكنهن لا يشاركن في صنع القرار الفلسطيني، كيف ترين الأمر دكتورة فيحاء؟
د. فيحاء عبد الهادي: الحقيقة إنه التعميم يمكن يكون شوية خطر، يعني بمعنى إنه صحيح إنه لم تصل المرأة إلى مراكز صنع القرار بالشكل الذي نريده، ولكن إنه.. إنه نقول إنه ما وصلتش نهائياً، بتهيئ لي هاي الأخت ليلى لما تراجعها بتلاقيها مش بالظبط صحيحة، يعني بمعنى إنه هناك محاولة دائمة من قِبَل المرأة إنها توصل لمركز صنع القرار، هناك محاولة أيضاً من المجتمع ومن القائمين أحياناً على السلطة بإنه لا يضعون المرأة في مكانها المناسب، يعني بمعنى إنه المرأة وصلت إلى بعض مراكز صنع القرار، ولكن بنسبة ضئيلة، وهي بحاجة إلى دعم، وبحاجة إلى نضال شرس في سبيل إنها توصل لمراكز صنع القرار فعلاً بشكل أقوى.
خديجة بن قنّة: نعم، شكراً دكتورة فيحاء، أتوجه بالسؤال إلى السيدة جميلة في غزة،سيده جميلة بالنسبة للدور الأسري الذي ركزتي عليه في بداية مداخلتك، وهو الدور المتمثل في النشأة السياسية التي تحصِّن الأطفال والشباب الفلسطيني، يعني هل هذه النشأة السياسية تعتبر أولوية حاليًا؟ خصوصًا أننا نسمع بين الفينة والأخرى عن وجود عملاء تبتزهم إسرائيل يعني مقابل ربما رشوة، مقابل مبلغ من المال يمكن أن يقدموا معلومات عن أعضاء في..حتى في أفراد في أسرتهم لإسرائيل، وبالتالي نشهد اغتيال الكثير من القادة ومن النشطاء الفلسطينيين.
جميلة الشمطي: بالنسبة طبعًا لدور الأسرة نعرف أن الأسرة لها دور فاعل في التنشئة الاجتماعية، والأسرة، هناك الأسرة الصغيرة ذات النواة المكونة من الأب والأم والأطفال، وهناك الأسرة الممتدة التي يعني تتكون من مجموع من الأسر إما في داخل البيت الواحد، أو داخل الحي، وانطلاقًا من ذلك فالأسرة من خلال الأب والأم هم شكلوا هيكلية، هيكلية سلطة مصغرة، أي كأنها هي الدولة الصغيرة، فالأب بمركزه القوامة وهو قيم على هذه الأسرة، والقوامة هنا تعني أو تساوي الإمارة بحيث أن الأب يتولى أمور البيت، ويقوم أساس هذه النشأة على العدل والمساواة، العدل والمساواة، وأيضًا المبدأ الثاني الذي تقوم عليه تنشئة الأسرة اللي هو مبدأ الشورى، حيث يترك لكل فرد في الأسرة-وهذه الرؤية الإسلامية لذلك- تترك.. يترك لكل فرد من أفراد الأسرة بأن يعبِّر عن نفسه، ولكن طبعًا تحت مشورة واستشارة الأب الذي يعطي توجيهات معينة، من هنا..
[ فاصل إعلاني]
خديجة بن قنة: لدي فاكس للسيدة ليلى خالد يطلب منك عماد عمرو من شيكاغو أن تحدثينا قليلاً عن معاناة الأسيرات داخل السجون الإسرائيلية، وأنت شخصيًا لو أتيحت لك فرصة القيام بما قمت به في الستينات هل يمكن أن تختطفي طائرة الآن؟
ليلى خالد: يعني بدي أبدأ أرد على النقطة الأخيرة اللي تحدثنا فيها في بداية البرنامج، بكل مرحلة هناك لها أساليبها ووسائلها التكتيكية، فبالتالي اختطاف الطائرة في هذه المرحلة لا يفيد، وقد عبرنا عن ذلك بموقف يعني من 67 يعني انهينا هذا العمل لأنه كان له دور في تلك المرحلة وليس في هذه المرحلة، لأنه العالم معترف بوجود الشعب الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني، وبالتالي الصراع الآن لا يدور حول تعريف من هو الشعب الفلسطيني. هذه نقطة، النقطة الثانية: حول المعتقلات في السجون الإسرائيلية، يعني يمكن هذا يحتاج إلى حلقة بكاملها، لكن يعني وأنا أحيي كافة النساء المعتقلات في السجون الإسرائيلية واللواتي تحرر منهن يعني جزء كبير، يعني قبل قليل شوفنا في البرنامج فيما قدمته السيدة شيرين أبو عاقلة آمنة علي وهي تتحدى –وهي واخدينها للاعتقال تتحدى هذا السجان وتقول له: أنها ستقاوم يعني حتى لو أخذوها للسجن.
خديجة بن قنة: معلش، ناخد فقط مداخلة تليفونية الآن من نابلس، معنا خلود المصري من مركز جذور للثقافة في نابلس، تفضلي.
خلود المصري: أخت خديجة أحييكي وأحيي ضيفاتك الكرام.
خديجة بن قنة: هلا بك.
خلود المصري: في الحقيقة المحور الذي أعتقد أنه لابد من إيضاحه في سياق الموضوع المطروح هو التأكيد على دور المرأة في أهم مؤسسة حقيقية وهي الأسرة، وهذا ما لفت نظري بالحقيقة بالإعلان عن البرنامج وهو النضال من وراء الكواليس، فالمرأة التي تربي النشء الجهادي المقاوم هي هي ذات المرأة التي قد تكون المجاهدة الفعلية بخط المواجهة الأول إن اقتضى الحال والظرف، فإن إنشاء الفرد الصالح والأسرة الصالحة يقود بالتأكيد إلى المجتمع القوي السليم، وهو الطريق إلى تحقيق الأهداف والغايات الكبرى من إنشاء دولة أو حكومة أو ما شابه ذلك، لذلك نرى أن ما تحرص عليه الصهيونية هو إفساد الأسرة من إسقاط واختراق، فنراها تحرص على إتلاف الجيل من سن 12 سنة وحتى الـ 20، وربما أكثر، وذلك بتعريضهم لكثير من المغريات والتهديدات وإن لم تستطع فتكون النتيجة قتل أو اغتيال أو النيل من أسرهم، هذا الأمر بالطبع قد فطنت إليه المرأة الفلسطينية بفضل الله وخصوصًا مع بداية الانتفاضة الأولى، ونراها قد حرصت على إنشاء الفرد المحب الغيور على دينه ووطنه، وهي بذلك قد قامت بتشكيل عقلية الفرد ليكون أهم حصن مقاوم للاحتلال، بالطبع هذه المؤسسة العظيمة هي مؤسسة الأسرة تأخذ على عاتقها الكثير من النواحي روحية وأخلاقية وتربوية وثقافية، ونحن نرى أنه كثير من القادة هم من حملة الشهادات أقلها الجامعية، ذلك نواحي اجتماعية، اقتصادية، تعبئة سياسية وعسكرية، وما يتمثل طبعًا بذلك من حب الوطن وزرع معاني العزة والكرامة التي لا ترضى المهانة.
خديجة بن قنة: يعني خصوصًا السيدة جذور أنه ربما الأسرة الفلسطينية تعتبر الآن هي الوحدة الاجتماعية الوحيدة التي لم يتم اختراقها من طرف إسرائيل بشكل مباشر.
خلود المصري: بظني إن المرأة الفلسطينية هي عليها معول أساسي ورئيسي في زرع أهم معنى وهو أهم غرس لهذه الكرامة التي لا ترضى المهانة، إذن ما نلاحظه من خلال دراسة بسيطة معظم القادة في المجتمع الفلسطيني من شهداء ومعتقلين هم نتاج لأسر سلمية قوية فكريًا وتربويًا، بالطبع على عكس الأسر المخترقة التي هي بطبيعة الحال محطمة اجتماعيًا وأخلاقيًا، هذه النواحي بمجملها هي تنشئة سياسية بمعناها الحقيقي.
خديجة بن قنة: لكن هذا لا يمنع جذور من أن تقوم إضافة إلى دورها الأسري المتمثل –كما ذكرت- في تنشئة هؤلاء الأبناء تنشئة سياسية محصنة أن تقوم أيضًا بأدوار أخرى على مستوى النضال الميداني.
خلود المصري: بالطبع، قلت: إذا اقتضى الحال.. بمقتضى الحال والظرف المرأة أساسًا يعني خلينا نقول إنه هي عليها المعول الأساسي والرئيسي في تربية الأبناء، لكن في واقعنا الحالي حقيقة المرأة الفلسطينية قامت بكل الأدوار وهذا ما نراه في.. في بخصوص موضوع الرئيسي هذه الحلقة وهو العمليات الاستشهادية التي قامت بها الشهيدة البطلة وفاء إدريس، حقيقة هي يعني خلينا نقول: تجسد في الانتفاضة الثانية كثير جدًا من الأمور اللي أصبحت المرأة الفلسطينية لها انتماء واهتمام، فهي لا نرى حقيقة المرأة الفلسطينية ليس لها انتماء اجتماعي أو سياسي في الوقت الحالي، تعمل من خلال مؤسسات معنية تقوم بمبدأ المشاركة السياسية والخدمة المجتمعية، ومن خلال مؤسسات غير حكومية ككفالة يتيم، رعاية أسر شهداء، لها أدوار كثيرة جدًا، بخصوص الموضوع الرئيسي للحلقة أحب أن أذكر فقط يعني أو تنويه على رأى الدين في الموضوع، هو ليس فرضًا على المرأة، لكن الجهاد بمعناه الواسع تقوم به المرأة من بذل جهد ودفاع عن ممتلكات بطريق غير مباشر كما طرحنا طبعًا عن الناحية الأسرية، هذا لا يمنع، يعني بدي أؤكد على نقطة، هذا لا يمنع أن تكون هي المقاتلة بالخط الأول كما كانت الصحابيات مقاتلات ممرضات.
خديجة بن قنة: نكتفي بهذا القدر خلود المصري من نابلس، أريد أن أتوجه إلى رام الله.. إلى رام الله نعم والدكتورة فيحاء، دكتورة فيحاء لم نتحدث عن الدور الاقتصادي أيضًا للمرأة الفلسطينية التي تعيش، المرأة التي يتوفى أو يستشهد زوجها وتُعيل أسرة بكاملها، وتُعيل أولادها، يعني كيف تعيش هذه المرأة وعليها مسؤوليات مادية إضافة إلى مسؤولياتها الأولى كأم؟
د.فيحاء عبد الهادي: مضبوط، الحقيقة.من.. يعني الجهد والعبء اللي على المرأة الفلسطينية مضاعف وشديد بحيث إنه هي بتضطر إنها تتحرك على أكثر من جبهة، ولذلك إحنا قلنا قد أيش مهم ترابط أنواع النضال، يعني هي بتنشئ الأطفال وبتمارس أمومتها ووظيفتها الاجتماعية، وبنفس الوقت بتنشئ أطفالها تنشئة سليمة وبتكدح وراء لقمة عيشهم، وبالتالي بتشارك في كل ما بتقدر عليه، يعني إذا كان مثلاً العمالة الرسمية للنساء في فلسطين نسبتها ليست عالية، ولكن العمالة غير الرسمية اللي هي بتساهم المرأة فيها في دعم أسرتها ودعم منتجات الوطن أيضًا بإنها بتعمل بتعرفي صناعة منزلية، بتحافظ على هويتها وبنفس الوقت بتزيد دخل أسرتها من خلال التطريز الفلسطيني، من خلال الغرزة اللي بتثبت هوية شعبها من خلالها، بتمارس كتير من الأعمال الاقتصادية غير الرسمية اللي هي مش محسوبة في الدخل القومي الفلسطيني واللي هي أساسًا تمارسها بتلقائية شديدة، وبدون فلسفة، وما بتفلسف ولا بتنظر، ولكن هي هذا الحكي بتمارسه يوميًا، بتبيع الخضرة، بتبيع الفاكهة، بتزرع حوالين بيتها كل الأشياء اللي ممكن تحتاجها بحيث إنه تدعم أسرتها وتدعم بنفس الوقت اقتصادها، ولذلك يعني الأدوار هاي قد أيش مهمة وما نهملها ونقدس دائمًا شكل من أشكال النضال ونقلل من قيمة شكل آخر، يعني هذا المهمة اللي كنت بدي أقولها للأخت خلود، معلش خليني أقول لها شغلة، يعني الأمومة رائعة ووظيفة اجتماعية جميلة جدًا، وهي مهمة جدًا، ولكن أن لا يقتصر عمل المرأة على هاي الوظيفة العظيمة، لأنه ترابط الأشياء مهم.
خديجة بن قنة: نعم، على ذكر.. على ذكر دور الأمومة دكتورة فيحاء، على ذكر دور الأمومة لدي مداخلة عبر الإنترنت من محسن خليل القواسمي من فلسطين أستاذ جامعي يقول في مداخلة: "الفلسطينية ترسل أبناءها ليموتوا" هذا ما قالته إسرائيل لتبرير جرائمها في قتل الأطفال، المقاومة رد فعل عفوي لا تقتصر على شخص دون آخر، والمرأة إن لم تقاتل فإنها تنجب المقاتل. أريد أن أتوجه بالسؤال للسيدة جميلة من غزه، كيف يمكن السيدة جميلة أن نرد على هذه المشوهة إعلاميًا وخصوصًا في الغرب من أن الأم الفلسطينية أم سيئة، أم ترمي بأبنائها إلى الشارع، أم لا تأبى لموت أبنائها لأنها تُلقي بهم من المدارس إلى الشارع لإلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين؟ كيف يمكن أن نرد على مثل هذا التشويه الإعلامي لـ.. بين قوسين (الأم الفلسطينية السيئة) كما توصف في الغرب؟
جميلة الشمطي: نرد عليها بأن الأم الفلسطينية أغلى ما عندها أبناءها فلذات أكبادها، أم فارس عودة تحكي لنا أنها كانت يوميًا تلاحق أبنها وإلى.. إلى خطوط المواجهة وهي تعرف أنه يذهب إلى هناك، تلاحقه حتى ترجعه إلى البيت، كل يوم حتى استشهد فارس، فيوم استشهاده تقول: كم كانت درجة الخوف التي كنت أتابع فيها فارس، كم كانت فرحتي عند استشهاده، لماذا؟ لأنني عرفت مدى حُبِّه لهذه الشهادة، ومدى غيظه للعدو الشيء الثاني: أن أمهات الاستشهاديات يعني يسجلن مواقف رائعة جدًا تفوق يعني ما سجل في.. في.. في الحقبة الأولى من التاريخ الإسلامي، أم الاستشهادي تعلم خطوات أبنها ويهاتفها ويسترضيها: أمي أنا ذاهب إلى الاستشهاد، ويطلب منها ذلك، وتقول له: الله يسهل عليك، وتتابعه، ويكلمها من المعركة: أمي لقد حان موعدي للقاء الله –عز وجل- فتقول له: مع ألف سلامة، المهم أنك حققت أمنيتك. هذه الأم يعني ودعته.. ودعته بكل حزن وأسى لأنه أبنها فلذة كبدها، ولكنها..
خديجة بن قنة [مقاطعةً]: نعم السيدة جميلة أضطر لمقاطعتك لأن الوقت يداهمنا فعلاً ويجب أن نتوقف قليلاً للاطلاع على نتائج الاستطلاع الذي بدأناه عبر الإنترنت في مطلع هذا البرنامج، نذكركم بأن السؤال الذي طرحناه هو : هل تؤيد مشاركة المرأة الفلسطينية في عمليات المقاومة المسلحة؟ النتائج تشير إلى أن 82.9% من الذين صوتوا يؤيدون مشاركة المرأة الفلسطينية في أعمال المقاومة المسلحة، بينما يرى 15.9% عكس ذلك. السيدة ليلى خالد أولاً ما قراءتك في نتيجة الاستطلاع 82% من الذين شملهم الاستفتاء أو صوتوا يؤيدون قيام المرأة الفلسطينية بعمليات استشهادية.
ليلى خالد: لأ، هو السؤال في عمليات مسلحة، فيعني بالمقاومة المسلحة هذا دليل على أن المقاومة المسلحة تجد تأييد من.. من على الأقل ممن صوتوا الآن على هذا السؤال، المقاومة دائمًا عندما تنطلق تحتضنها الأمة العربية وليس فقط نفس الشعب مثل ما حصل يعني في تاريخنا، فلذلك..
خديجة بن قنة: هل ما زالت تحتضنها الأمة العربية؟ يعني الآن نكاد..
ليلى خالد: لا، الآن.. الآن لأ..
خديجة بن قنة: الآن نكاد نقول أن العرب ربما يؤيدون الولايات المتحدة في وصف بعض حركات المقاومة الفلسطينية بأنها إرهابية وهذا..
ليلى خالد: هذا على المستوى الرسمي، على المستوى الشعبي لأ، الشعوب العربية تؤيد المقاومة.
خديجة بن قنة: ماذا تفعل الشعوب العربية؟
ليلى خالد: لكن الشعوب وهنا أحمل المسؤولية لقواها، بمعنى الحركة الوطنية العربية المجزئة والتي لا تملك برنامج، والتي لم توحد جهودها من أجل أن تدعم نضال الشعب الفلسطيني، النظام العربي نظام مجزأ مهترئ، فاسد، منحني للغطرسة الأميركية والإسرائيلية، (شارون) كل يوم يرسل رسائل ويؤيده (بوش) من البيت الأبيض للنظام العربي.
خديجة بن قنة: نعم، نعم، نأخذ فقط مكالمة ونعود لحوارنا، من أبا بكر عيسى من قطر، تفضل أبا بكر.
أبا بكر عيسى: شكرًا جزيلاً.
خديجة بن قنة: العفو.
أبا بكر عيسى: انتهز هذه الفرصة لأحيي نضال الشعب الفلسطيني الجسور ولأحيي التضحيات الرائعة التي تقدمها المرأة الفلسطينية على طريق التحرر الوطني.
خديجة بن قنة [مقاطعةً]: نعم، لم يبق لدينا إلا ثلاث دقائق أستاذ أبا بكر باختصار شديد لو سمحت
أبا بكر عيسى: طيب أنا أحب.. أحب أؤكد على جملة حقائق بسرعة شديدة جدًا، اتفق مع كل الذين أيدوا أن تكون المرأة في قلب الحدث، وهؤلاء الـ 82.9 يمكن أن يزدادوا إذا أتيحت لهم الفرصة.
خديجة بن قنة: يعني تؤيد قيام المرأة الفلسطينية بعمليات استشهادية، أم بعمل مسلح بشكل عام؟
أبا بكر عيسى: نحن في الشارع العربي وفي الأمة الإسلامية نتعلم من المرأة الفلسطينية كيفية أن تكون المواجهة، وكيفية أن يكون الصمود، وكيفية أن يكون التضحية، وأعتقد إنه وفاء إدريس هي حلقة في سلسلة طويلة من التضحيات الكبيرة، وأحيي في هذا المجال الأخت العزيزة ليلى خالد.
ليلى خالد: شكرًا.
أبا بكر عيسى: وأذكر سناء محيدلي، ولولا عبود، وحميده الطاهر، وحتى المناضلات العربيات في كل أبقاع الوطن العربي، وأعتقد إنه ما حدث مؤخرًا هو رسالة واضحة وجلية للأمة العربية والإسلامية وأبلغ رسالة للقمة العربية التي ستعقد في مارس القادم.
خديجة بن قنة: [مقاطعةً] التي ستعقد في مارس القادم في بيروت والرئيس عرفات محاصر ومسجون أريد أن أتوجه إليك السيدة ليلى خالد قبل أن أختم مع ضيفتينا في رام الله وغزه، لماذا نرى المرأة الإسرائيلية مجندة عسكرية في الجيش الإسرائيلي، فيما لا نرى المقابل لها أن المرأة الفلسطينية يمكن أن تكون أيضًا مجندة وتقوم بالعمل العسكري؟
ليلى خالد: يعني هُمَّ فيه عندهم مؤسسات رسمية قادرين على القيام بهذا، نحن ما عندناش هذه المؤسسات الرسمية، إحنا عندنا..
خديجة بن قنة: ما المطلوب برأيك باختصار شديد لو سمحت، ما المطلوب برأيك الآن في المرحلة الحالية من المرأة الفلسطينية؟
ليلى خالد: مطلوب، يعني على مستوى وجودها في منظمة التحرير، وفي فصائلها، وفي الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية أن تدفع باتجاه وحدة القوة الفلسطينية التي تتعرض الآن لاهتزاز، لأنه الوحدة هي قوة، وهنا أدعو كل المناضلات الفلسطينيات والنساء الفلسطينيات ليوجهوا جهدهم باتجاه الوقوف في وجه أية أخطاء ممكن أن تهدد الوحدة الفلسطينية، مثلاً: مثل الاعتقال السياسي، نقول: أننا ناس ديمقراطيين، إذن نطالب السلطة الفلسطينية وانتهز هذه الفرصة لأخاطب الرئيس ياسر عرفات وأقول له: أنه بوحدتنا الداخلية يمكن أن نواجه شارون، ولكن في حالة الاعتقال السياسي والقبول بالإملاءات والشروط الإسرائيلية.
خديجة بن قنة: إذن هي رسالة.
ليلى خالد: هذا يعطي فرصة أكثر لمزيد من شهية القتل عند شارون وعصابته في تل أبيب.
خديجة بن قنة: إذن هذه رسالة من السيدة ليلى خالد إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وإلى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات، آسفة لأنني لا يمكن أن أعطي الكلمة الأخيرة لضيفتينا في رام الله، وغزه، شكرًا لهما، وليس بوسعنا في نهاية هذه الحلقة سوى أن نشكر ضيفاتنا الدكتورة فيحاء عبد الهادي (عضو المجلس الوطني الفلسطيني والمدير العام لطاقم شؤون المرأة) والتي شاركت معنا من استوديوهاتنا في رام الله والسيدة ليلى خالد( المناضلة الفلسطينية المعروفة وعضو المجلس الوطني الفلسطيني )، والسيدة جميلة الشمطي ( الناشطة في الحركة الإسلامية في قطاع غزة)، واعتذر لمن أرسلوا فاكسات ولم أتمكن من قراءتها نتوجه بالشكر إلى جميع من أسهم في إثراء هذا البرنامج سواءً بإبداء الرأي عبر الفاكس، عبر الهاتف، أو عبر الإنترنت، شكرًا لكم جميعًا ونلتقي في الحلقة القادمة عن برنامج ( للنساء فقط) يوم الاثنين المقبل.