للنساء فقط

حصاد المرأة العربية لعام 2003

ما الذي تغير في واقع المرأة العربية؟ وهل جاءت تلك التغيرات نتاجاً لقرارات, أم مكاسب لنضالات؟ وكيف كان حال المرأة في فلسطين؟ وما هي الآفاق المفتوحة على أوضاع المرأة العربية للعام المقبل؟

مقدم الحلقة:

لونه الشبل

ضيوف الحلقة:

رجاء مكاوي: أستاذة القانون الخاص في جامعة محمد الخامس
عائشة المناعي: عميدة كلية الشريعة والقانون- جامعة قطر
آمنة الزعبي: رئيسة الاتحاد النسائي الأردني
زهيرة كامل: وزيرة شؤون المرأة في فلسطين
تهاني الجبالي: أول قاضية امرأة في مصر

تاريخ الحلقة:

29/12/2003

– مكتسبات المرأة المغربية لعام 2003

– مكتسبات المرأة القطرية لعام 2003

– مكتسبات المرأة المصرية لعام 2003

– مكتسبات المرأة الأردنية لعام 2003

– مكتسبات المرأة الفلسطينية لعام 2003 رغم ظروف الاحتلال

– حال المرأة العراقية بعد سقوط نظام صدام حسين


undefined

لونه الشبل: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم.

حصاد المرأة العربية لعام 2003 وطموحاتها لعام 2004، الموضوع الذي اختاره برنامج (للنساء فقط) لهذا الأسبوع، سعياً وراء رصد المكاسب التي حققتها المرأة العربية، قبل ساعات من حلول العام الجديد، للبحث فيما إذا كان ما توصلت إليه النساء العربيات من استحقاقات، جاء نتيجة تراكمات نظامية، وتغيير حقيقي من شأنه تفعيل مسيرة التنمية في المجتمعات العربية، أم مجرد قرارات فوقية، جاءت نتيجة ضغوط خارجية، طُبِّقت في إطار من السياسات الاسترضائية المعهودة، في مرحلة باتت فيها قضايا المرأة من أهم أدوات إدارة الصراع على مستوى النظام الدولي وقواه الكبرى، ومن ثم يقف البرنامج عند مجموعة من المحطات العربية، تابع من خلالها تلك المكاسب، بدءاً بالمغرب، وانتقالاً إلى قطر، مروراً بمصر، ومن ثم التوجه إلى الأردن، ففلسطين والعراق، مسلِّطين الضوء على ما حصل في عالمنا العربي من تطورات قاربت واقع المرأة، وسعت إلى إصلاحه.

للحديث عن حصاد المرأة العربية لعام 2003، وطموحاتها لعام 2004، نستضيف اليوم في استوديوهاتنا في الدوحة الدكتورة عائشة المناعي (عميدة كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية في جامعة قطر)، ومن المغرب الدكتورة رجاء مكاوي (أول امرأة تلقي درساً في مؤسسة الدروس الحسنية المغربية، وأستاذة القانون الخاص في جامعة محمد الخامس)، ومن الأردن السيدة آمنة الزعبي (رئيسة الاتحاد النسائي الأردني)، كما نرحب في استوديوهاتنا في القاهرة بالمستشارة تهاني الجبالي (أول قاضية امرأة)، احتلت منصب القضاء في مصر، كما ونرحب أيضاً في استوديوهاتنا في رام الله، بالسيدة زهيرة كمال (وزيرة شؤون المرأة في فلسطين)، أهلاً بكنَّ جميعاً ضيفات على هذه الحلقة من برنامج (للنساء فقط)، وهي آخر حلقة في عام 2003.

إعلان

مشاهدينا الكرام، بإمكانكم أيضاً المشاركة في هذا الحوار بجميع محاوره وأبعاده، وذلك من خلال الاتصال بنا، سواء عبر الهاتف على الرقم: 974 وهو مفتاح قطر 4888873 أو عبر الفاكس على الرقم: 9744890865

أو عبر موقعنا على الإنترنت: www.aljazeera.net

ننتظر آراء وأفكار الجميع ونرحب بالمداخلات من الجنسين، إذن مشاهدينا الكرام حصاد المرأة العربية لعام 2003، وطموحاتها لعام 2004، هو موضوع حلقتنا لهذا اليوم.

[فاصل إعلاني]

أهم مكتسبات المرأة المغربية لعام 2003

لونه الشبل: إذن كما نوهنا مشاهدينا الكرام حصاد المرأة العربية لعام 2003، وكما قلنا في بداية هذه الحلقة سنبدأ بالمغرب، إذن لتسليط الضوء على أهم مكتسبات المرأة المغربية، نتابع معاً هذا التقرير من المغرب.

تقرير: في سابقة هي الأولى من نوعها، في تاريخ الدروس الدينية الحسنية، التي تنظَّم في شهر رمضان من كل عام، شكل حدث تقديم أحد الدروس العلمية أمام العاهل المغربي محمد السادس من قِبل امرأة، أحد أبرز الأحداث التي ميزت حصيلة السنة الحالية، في التعاطي الجديد للمسؤولين المغاربة مع ملف المرأة، والمطالب النسائية، بل إن اختيار موضوع الدرس الذي تناول واقع الأسرة المغربية بين النص الديني والاجتهادات المعاصرة، والذي يشكِّل صلب الاهتمامات المغربية الآنية، كشف عن دعم رسمي وصريح من قِبل أعلى مؤسسة في البلاد لملف المرأة، وتبني الاختيارات الإصلاحية الجديدة، في إطار من الشريعة الإسلامية ومقاصدها.

وقد شكلت الدعوة الملكية باعتماد قانون جديد للأحوال الشخصية، الحدث الأكثر بروزاً للتعاطي الجديد مع قضايا المرأة، حيث كانت الدعوة إلى إعادة النظر في المدوَّنة السابقة، واستبدالها بمدونة جديدة للأسرة، محط تقدير كافة المنظمات النسائية والحقوقية الإسلامية منها، أو العلمانيه، ولعل ردود الفعل الأولية تجاه البنود المتعلقة بالمساواة بين الرجل والمرأة، في تدبير شؤون الأسرة، ومبدأ الولاية في الزواج، وكذا تقييد تعدد الزوجات، تسير كلها في ركاب حالة إجماع مسجلة حيال مقاربة جديدة، تتهيأ إقامة ثقافة بديلة، تنهض على بناء مغرب جديد، يقوم على احترام حقوق الفرد، وبناء مجتمع خالٍ من ثقافة الخضوع والتبعية.

إعلان

ويجمع المراقبون السياسيون المغاربة، على أن الحصيلة العامة لسنة 2003، كانت سنة الإقرار الرسمي المغربي بأولوية ملف المرأة، والتعاطي معه من منظور مغاير، فبعد سنوات من التردد غير المبرر جاءت السنة متضمنة لجملة من الإجراءات التي صبت بكاملها في تغيير وضع المرأة، ومنحها المكانة اللازمة، فقد تم تكريس مبدأ إشراك المرأة في تدبير الشأن العام عبر تطبيق سياسة الكوتة، وهي ذات السياسة التي خوَّلت دخول خمس وثلاثين امرأة إلى مجلس النواب، وثلاث أُخريات إلى مجلس المستشارين، فيما تم التأكيد مرة أخرى على تأليف الحكومة الحالية بوجود ثلاث نساء وزيرات، تحملن حقائب ذات صلة وثيقة بقضايا الأسرة، وبرامج التنمية.

لونه الشبل: إذن دكتورة رجاء ناجي مكاوي، أنتِ أول امرأة تدخل مؤسسة الدروس الحسنية، مؤسسة الدروس الحسنية فقط للتعريف البسيط، هي مؤسسة عريقة في المغرب للدروس والمحاضرات الرمضانية، التي تلقى في القصر الملكي، إذا صحت هذه.. يعني معلوماتي، وحتى.. ويدعى إليها كبار علماء العالم الإسلامي، من أمثال الشيخ القرضاوي، محمد سعيد رمضان البوطي، عبد السلام العبادي، لكنها على مدى كل هذه السنين بقيت بين قوسين ذكورية تماماً، يعني لم تقتحمها المرأة، وكنتِ أنتِ أول امرأة تحاضر فيها، وأمام الملك محمد السادس، وكبار علماء الأمة الإسلامية، بداية يعني كيف تم هذا الموضوع؟ وما.. ما هو شعورك أمام هذا الاستحقاق الكبير؟

د. رجاء مكاوي: شكراً سيدة لونه، أرحب بكِ أنا بدوري.

لونه الشبل: أهلاً وسهلاً.

د. رجاء مكاوي: أعتقد أن اقتحام هذا المجال كان.. كان يعني حلقة من سلسلة حلقات، بدأت منذ الاستقلال، يعني منذ جاء الاستقلال في المغرب، أول ما فعل هو ما فعل -المغفور له- محمد الخامس هو أنه أدخل الفتيات إلى المدارس، وبدأ ببناته آنذاك، فبدأ رحلة يعني تعليم النساء، فاستمرت هذه الرحلة المدة التي تلت الاستقلال، ومنذئذٍ والعمل متتالي ومتواكب، وأعتقد أنها الآن حان الوقت لأن تقتحم النساء كل المجالات بدون استثناء، فهي كانت مسألة وقت فقط، أما كيف جاءت الفكرة، فأعتقد أنا شخصياً، ولا أود الحديث عن نفسي، فمن خلال المحاضرات الكثيرة والمؤتمرات التي أشارك فيها، بلغ صدى عن.. عن مشاركاتي وعن محاضراتي، ولما جاء جلالة الملك محمد السادس يعني جاء بمشروع استراتيجي كبير، وهو دعم كل طاقات كافة الطاقات المغربية من دون ميزٍ بين رجل وامرأة، وهو ما يفعله الآن، بحيث أعطى كل الفرص للنساء المغربيات، يعني للطاقات المغربية نساءً ورجالاً، كي تساهم في تنمية البلد، فلما وصل.. وصلت الأصداء، رحب جلالة الملك بالفكرة، فشرفني بهذا، وكرمني بالمشاركة في الدروس الحسنية، التي كما تفضلتِ بأنها لا يشارك فيها إلا كبار العلماء من العالم الإسلامي، ومن غير العالم الإسلامي، حتى مسلمي أميركا ومسلمي أوروبا يشاركون فيها، لكن يشترط أن يكونوا على مستوىٍ عال جداً من المعرفة، ومن.. ومن يعني من الفكر التركيبي يعني، فأنا بطبيعة الحال كان لي شرف، وكان في نفس الوقت تشريف.

إعلان

لونه الشبل: كيف كان شعورك؟ يعني كيف أحسستِ وأنتِ تلقين هذه المحاضرات بحضرة الملك محمد السادس؟ وأيضاً كونها.. كونكِ أول امرأة تدخلين هذا المجال؟ ولو باختصار يعني، يعني بس كيف أحسستِ؟

د. رجاء مكاوي: يعني كانت مسؤولية، مسؤولية ضخمة، لا أخفي أنها كانت مسؤولية، لكن لم يكن فيها يعني لا خوف ولا.. ولا.. ولا وجل، يعني كنت على ثقة بنفسي، وكنت حضَّرت يعني الدرس كما يجب، وبفضل الله يعني نال رضا جلالة الملك، ونال رضا كل المتتبعين، فأعتقد إنها يعني هو.. هو.. هي جلسة مهيبة جداً، جلسة مهيبة تهز.. نعم.

لونه الشبل: نعم، طب دكتورة.. نعم دكتورة رجاء كما شاهدتِ في التقرير، كان هناك موضوع آخر أيضاً، تحقق للمرأة المغربية، وهو تعديل مدونة الأحوال الشخصية قبل حوالي شهرين أو ثلاثة، والتي قد تكون من أكبر التحولات التي عرفها المغرب فيما يتعلق بالمرأة، وناقشنا هذا الموضوع في حلقة خاصة من (للنساء فقط) وأود أن أسألك الآن: إلى أي حد تعتبرين هذه التعديلات حقيقة مكسب للمرأة المغربية؟

د. رجاء مكاوي: هي مكسب على جميع المستويات، هي مكسب أولاً: لأن الصيغة التي خرج بها مشروع مدونة الأسرة، يعني صيغة تحترم وتتشبث بالأصول كما هي، وفي نفس الوقت فهي تحدِّث.. تحدِّث نصوص القانون، بحسب ما أصبحت يعني الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي المغربي يستدعيه، فهي بنفس الآن كما قلت، يعني أحيت عدداً من المؤسسات الموجودة في الشارع الإسلامي، لكنها وهي موجودة.. موجود جزء منها في.. في المدونة الحالية، إنما ما غير مبرزة بالشكل الكافي، فجاء مشروع المدونة، فبرَّز هذه.. هذه المبادئ والقيم و..

لونه الشبل[مقاطعةً]: نعم، ولكن لنبقى واقعين، معذرة دكتورة رجاء يعني، البعض اعتبر التعديلات التي طرأت على مدونة الأحوال الشخصية، اعتبرها غير كافية، على أساس أنها لم تأتِ بحلول جذرية للشرائح الواسعة من المجتمع المغربي، بل فقط لامست المطالب التي ربما تسمى ذات الأبعاد الأيديولوجية مثلاً، أو السياسية للمرأة، مثلاً سأعطيكِ أمثلة، يعني وضعت قيود على التعدد، في الوقت الذي التعدد في المغرب قد لا يزيد عن واحد أو اثنين بالمائة، رفعت سن زواج الفتاة إلى.. إلى.. إلى سن 18 سنة، بالوقت الذي تعاني معظم المجتمعات العربية من.. من تأخر سن الزواج، وليس من.. من تدنيه، يعني كثير اعتبرها لا تلامس –حقيقة- مشاكل المرأة العربية، يعني المرأة المغربية.

إعلان

د. رجاء مكاوي: لا أتفق إطلاقاً مع هذا الرأي من منطلق أنه ربما يجهل المضامين مشروع المدونة، فأنا إذا كان الوقت يسمح، أعطيكِ بعض.. بعض الصور عن.. عن الأشياء الجدية والحاسمة التي جاء بها مشروع المدونة، منها مثلاً أن وضع الطفل كان غير محدد بالمرة، أنا لا أتحدث فقط عن المرأة، أنا أتحدث عن الأسرة ككيان، وهذا أهم نقطة جات في.. جات في مشروع المدونة، وهو محاولة لم شمل الأسرة، بحيث.. والحد من الصراع، الصراع الذي أودى بالأسرة في عدد من الدول، إذ.. إذ.. إذ..

لونه الشبل: نعم، هذا.. هذا صحيح دكتورة رجاء، ولكن نحن الآن نتكلم عن المرأة العربية تحديداً، يعني هذا صحيح بأننا قد لا نستطيع نفصلها عن الأسرة والطفل، والمدونة جاءت بشكل جيد فيما يتعلق بالطفل، ولكن على صعيد المرأة، هناك من يرى بأن هذه.. هذه التعديلات يعني لم تغيِّر من الأمر شيء.

د. رجاء مكاوي: أنا قلت لك لا أتفق مع هذا الرأي، لو تركتِ لي لكنتِ قلت، لكنت قلت لك كثير من الأشياء.

لونه الشبل: طب.. تابعي، تابعي، تفضلي، يعني الطفل ما حتى.. تفضلي.

د. رجاء مكاوي: فالتعدد حتى من يقول.. من يقول مثلاً تعدد، فالتعدد إذا.. إذا أجرينا دراسات، وأنا أجريت دراسات، دراسات ميدانية، فمن الذي يلجأ للتعدد؟ هم طبقة الفقراء، وهؤلاء الفقراء الذين لا يستطيعون يعني القيام على بيت واحد، يسارعون إلى فتح بيت آخر، فيعني دراسات استطلاعية، وبأرقام مثبتة، جلُّ الذين يمارسون التعدد هم من الفقراء، فوجب أن توضع قيود جدية وصارمة على التعدد، كي لا يمارسه إلا من يستطيع أن يقوم على البيت معاً، معنوياً ومادياً وإشرافياً وتربوياً، من منطلق أن كل اللي يمارسون التعدد فَهُم يعني يهملون البيت الأول على جميع المستويات، وهذا فيه يعني حيف كبير، أنا لا أخص المرأة فقط بالحيف، ولكن كأسرة وككيان موجود، فيما يتعلق بالطلاق، هذا الطلاق ظاهرة متفشية، هي ظاهرة يعني متفشية في العالم العربي الإسلامي برمته، جاء مشروع المدونة كي يحد من التسيُّب الذي يمارس به الطلاق، لم يفعل.. يعني المشروع هو أحيا عدد من المؤسسات الموجودة في الشرع الإسلامي، والموجود بعض منها في المدونة الحالية، لكنها لا تطبَّق، من بينها الأداءات، يعني وضمان مستقبل الأسرة التي يريد الزوج أن يضع حداً لها، من بينها مثلاً أن المرأة يعني كانت تملك الحق في.. تملك يعني الحق في وضع الحد للزواج، لكن هذا الحق ما كان مبرزاً بالشكل الكافي في المدونات الحالية، جاء مشروع المدونة فبرز هذا الحق، واعترف للمرأة بالحق في أن تضع حداً، يعني بأن تطلِّق، ويسمع منها الطلاق، يعني رفع سن الزواج، أنا أعتبره آخذه من زاوية ثانية، زاوية هي كون الزواج هو ميثاق، وهو مسؤولية، ورفع السن لأنه كما قلتِ، أنتِ تفضلتِ قبل قليل، فقلتِ شرائح اجتماعية كبيرة، لا.. لا يهمها التعديل، أقول بل يهمها، في البوادي.

إعلان

لونه الشبل: لم أقل لا يهمها، ولكن لا يطالها بشكل لا يصلح من حالها يعني، إذا صحت هذه..

د. رجاء مكاوي: أنا.. أنا أقول لك، أنا أجيب لك، أجيب على السؤال، من يتزوج بالسن المبكرة؟ من فتيات في البوادي، الفتيات في البوادي، غير قادرات على تحمل المسؤولية..

لونه الشبل: وعلى إكمال دراستهن مثلاً، أو على الفقر وعدم

د.عائشة المناعي: لأ وقد يكون مع.. يعني معلش أنا أقطع كلامك.

لونه الشبل: تفضلي طبعاً دكتورة عائشة.

د.عائشة المناعي: أنا أقول يعني قد يكون مناسب للبيئة المغربية يعني، أنا أتصور إنه يعني حتى المشرع نظر للبيئة المغربية في هذه المسائل كما يعني تفضلت.

د. رجاء مكاوي: بالتأكيد.

لونه الشبل: يعني دكتورة عائشة أبقى معك وسأعود إليكِ دكتورة رجاء، حول أيضاً المدونة، وما تطمحون إليه أيضاً في العام القادم، ولكن الدكتورة رجاء بدأت كلامها بأنه فيه جملة استوقفتني الحقيقة، وهي حان الوقت لتقتحم النساء كل المجالات، هل برأيك فعلاً حان الوقت لتقتحم النساء كل المجالات؟ وهل بالفعل المجتمع العربي مهيَّأ لهذا الاقتحام إذا صح التعبير؟

د.عائشة المناعي: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، طبعاً دعيني أقول بدءاً يعني إن الله –سبحانه وتعالى- خلق هذا الكون عبارة عن يعني جعله مسخر بدءاً يعني للإنسان، والإنسان عبارة عن جزءين، جزء امرأة وجزء رجل، فلذلك هذين الجزءين طبعاً، موجب وسالب، لا يمكن بأي حال من الأحوال استمرار أي نوع من أنواع الحياة البشرية، إلا باتفاق هذين الجزءين، فلا غنى لامرأة عن رجل، ولا غنى لرجل عن امرأة، ومن هذا المنطلق يفترض أن تشارك المرأة الرجل في كل شيء، وأنا أقول دائماً، يعني ما يعني المرأة يعني الرجل، وما يعني الرجل يعني المرأة، ولو تحدثنا أيضاً من ناحية منطلق الشرع، الشرع أعطى المرأة كثير من حقوقها، الشرع الإسلامي يعني..

إعلان

لونه الشبل: صحيح.. صحيح.

د.عائشة المناعي: فيعني وأوجب هناك أمور، أوجبها على الرجل خاصة، وأوجب هناك أمور على المرأة خاصة، وأحق للمرأة حقوق خاصة، وأحق للرجل حقوق خاصة، وجعل ما بينهم، بينهما حقوق وواجبات لكل منهما.

لونه الشبل: ومودة ورحمة.

د.عائشة المناعي: وآه طبعاً والمودة والرحمة هذه أمر يعني مفروغ منه..

لونه الشبل: أساسي نعم.

د.عائشة المناعي: وكل الآيات، وكل الأحاديث الشريفة تأتي دائماً تخاطب بصيغة الجمع، بين المرأة والرجل، فإذا قالت يا أيها الناس، دائماً توجه للمرأة والرجل، من هذا المنطلق إحنا يعني طبعاً نحن لا نريد الإطالة، ولكن مواقف مثلاً أم سلمة زوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- ينادي: يا أيها الناس، قالت للجارية كُفي شعري، تريد أن تخرج، تسمع ماذا يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- فقالت لها الجارية ينادي يا أيها الناس، يعني يقصد الرجال، قالت: لا، يا أيها الناس، أنا من الناس، هذا مفهوم أن المرأة من الناس، يعني مفهوم إن المرأة والرجل يفترض.. يفترض أنهم مع بعضهم البعض، يشاركان بعضهما البعض.

لونه الشبل: الواقع، ولكن الواقع يعني يختلف، قد يكون..

د.عائشة المناعي: هذا.. نحن نقول هذا هو الشرع، إذا تحدثنا من منطلق الشرع، والآن أنا أتصور إن الآن بدأت الدول العربية يعني في دساتيرها تعطي حقوق للمرأة حقيقة، ولكن المفارقة في الممارسة الواقعية حقيقة والدساتير يعني، لكن طبعاً إحنا نتمنى من الله -سبحانه وتعالى- يعني إنه هم ينظرون الآن نظرة يعني أخرى.

لونه الشبل: قد تكون مختلفة نوعاً ما.

د.عائشة المناعي: مختلفة نوعاً ما، ولذلك لا تحرم المرأة من المشاركة في..، لأن هذا البناء يعني -مثل ما قلت أنا- للإنسان بصفة عامة، طبعاً والإنسان هي المرأة، أنا أتصور إذا كان للرجل ربع في المجتمع، فالمرأة لها ثلاثة أرباع، هي والطفل.

إعلان

لونه الشبل: والأسرة عموماً.

د.عائشة المناعي: طبعاً هو مشروع امرأة ومشروع رجل، والرجل نفسه أيضاً. فلذلك يعني المرأة يجب أن هي فعلاً الآن آن الأوان أن تشارك في كل شيء.

لونه الشبل: طب سيدة آمنة باختصار شديد، أمامي دقيقة قبل أن أسلم الموجز، يعني هل برأيك إذا سُنَّت قوانين يكفي لتعديل واقع المرأة؟ أم يجب أن يكون هناك تغيير بالمفاهيم عموماً، بالمجتمع عموماً، بنظرة المجتمع للمرأة؟

آمنة الزعبي: بالتأكيد، وأنا كإجابة سريعة يعني أعقب على ما عرضته الدكتورة حول تعديل مدونة الأحوال الشخصية في المغرب.

لونه الشبل: الأحوال الشخصية في المغرب.

آمنة الزعبي: أنا بأعتقد هذا رغم إنه كان إصلاح ربما شكلي إلى حد ما، ولم يلبِ جميع المتطلبات، إلا أنه جاء..

د. رجاء مكاوي: لأ مش شكلي، ليس شكلياً.

آمنة الزعبي: إلا.. أيوه.. إلا أنه جاء تلبية لحاجة مجتمعية، ولنضال مجتمعي أيضاً، خاضته قوى المجتمع الحي في المغرب، وهو مشروع حداثي، كان له كثير من المقاومين بقدر المؤيدين له أيضاً، وهذا مهم جداً.

لونه الشبل: ومع المسيرات خرجت للشوارع مع وضد يعني..

آمنة الزعبي: وأنا بأعتقد إنه أي إصلاح تشريعي بيتم، يجب أن يكون تلبية لحاجة اجتماعية موضوعية، واستجابة لمطلب شعبي، ومطلب مجتمعي، لأنه كثير من الإصلاحات.

د. رجاء مكاوي: لأ هو كان يعني بالنسبة للمدونة يعني بعض التغيرات اللي حصلت على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، واللي أشرت إليه قبل قليل، يعني حصل تغيرات، بحيث لم تعد المدونة الحالية منسجمة مع الأوضاع كما هي، فهذا يعني من بين الأشياء التي استدعت تغيير..

لونه الشبل: نعم، التي أدت يبدو إلى تغيير هذه المدونة.

د. رجاء مكاوي: آه.. آه.. آه.

لونه الشبل: إذن مشاهدينا الكرام، كما نوهنا واخترنا عنواناً لهذه الحلقة، وهو حصاد المرأة العربية لعام 2003، وما تطمح إليه في عام 2004.

إعلان

[موجز الأخبار]


مكتسبات المرأة القطرية لعام 2003

لونه الشبل: إذن الآن إلى قطر لنقف على مكتسبات المرأة القطرية لهذا العام، وللوقوف عند هذا الموضوع أعدت لنا معدة البرنامج أسماء بن قادة هذا التقرير فلنتابعه معاً.

تقرير/ أسماء بن قادة -قراءة رانية ناصر: التعليم عنوان التغيير، إنها الاستراتيجية التي اعتمدتها قطر كأساس لعملية التنمية، معتمدة في تنفيذها على مقاييس الكفاءة والجدارة وحدهما، الأمر الذي منح الفرصة أمام القدرات النسائية فسجلت بذلك المرأة القطرية لعام 2003 استحقاقات كبرى واحتلت مواقع متقدمة في إطار تلك الاستراتيجية بدءاً بتعيين امرأة على رأس وزارة التربية والتعليم والتي تعتبر أول وزيرة للتربية والتعليم في منطقة الخليج، ومن ثم جاء الأمر استحقاقاً طبيعياً للسيدة شيخة المحمود، التي قضت ثلاثة وعشرين عاماً في مجالات التدريس والتوجيه التربوي، انتهت بها وكيلة لوزارة التربية عام 96، ومن ثم وزيرة للتعليم عام 2003م.

أما الإنجاز الثاني على مستوى الاستثمار في المعرفة التنمية المجتمع، فإنه يكمن في تلك السابقة التي تم من خلالها تعيين الدكتورة عائشة المناعي عميدة لكلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية، فكانت بذلك مثالاً حياً لاستراتيجية الموقع الذي احتلته المرأة القطرية عندما وصلت إلى القلعة التي ظلت وعلى مدى قرون من الزمن حصراً على الرجال بامتياز في العالمين العربي والإسلامي، ومن ثم اعتبرت المرأة العربية هذا الاختراق استراتيجياً ومهماً لموازنة الكثير من التفاسير والرؤى والمواقف الفقهية الخاصة بقضايا المرأة والتي طالما احتكرها الرجال من خريجي الجوامع وكليات الشريعة، دون أن يؤخذ فيها رأي المرأة أو موقفها بعين الاعتبار حتى في الأمور الأكثر التصاقاً بحياتها وواقعها.

ولأن المعرفة تمثل المصدر الأول للقوة السياسية وأساس عملية التنمية على عهد الاقتصاد الرقمي الذي لا يهتم بالجنس أو النوع بقدر ما يهتم بالكفاءة والقدرة العلمية انتزعت المرأة القطرية مرة أخرى وعن جدارة واستحقاق منصب عميدة الجامعة القطرية عندما وقفت الدكتورة شيخة المسند على هرم الكليات العلمية والأكاديمية القائمة في الجامعة القطرية، تلك هي الإنجازات التي تحققت عبر الاستحقاقات، أما ما تُرك لآراء الناس وتقديراتهم أو أصواتهم فيبقى مفتوحاً على الطموحات ومحكوماً بتغيُّر الذهنيات، ولعل تلك الإنجازات سيكون لها دور في تغيير الذهنيات والتمهيد لتحقيق مزيد من الطموحات.

إعلان

لونه الشبل: دكتور عائشة المناعي، أنتِ أول عميدة لكلية الشريعة في العالمين العربي والإسلامي، هذه القلعة التي دككتِ حصنها كما يقال، والتي بقيت على مدى أعوام طويلة وقرون حكراً على الرجال بعد إبعاد المرأة عن المجامع الفقهية ومجالس الإفتاء والعلوم الشرعية، بداية قد يشابه السؤال الذي وجهته للدكتورة قبل قليل، كيف كان شعورك دكتور عائشة وأنت تتولين هذا المنصب كأول امرأة تتولى مقاليد تسيير كلية الشريعة؟

د. عائشة المناعي: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا طبعاً سعيدة بهذا التعيين، ولكن في نفس الوقت لم يكن لي مفاجأة حقيقة، العمل في هذا المجال كنت يعني أنا أعمل في السابق، توليت يعني منصب وكيلة الكلية لمدة أربع سنوات من 95.

لونه الشبل: 99.

د. عائشة المناعي: إلى 99، فيعني بالنسبة لي ليس مفاجأة أيضاً من ناحية أخرى أن التطور الحاصل في.. في البلد بشكل متسارع يعني، والآن إحنا شفنا في التقرير أن طبعاً المدينة التعليمية الضخمة اللي طبعاً تحتضنها سمو الشيخة موزة ناصر المسند حرم سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة وهذه المدينة طبعاً التي تحتضن أيضاً يعني مجموعة كبيرة من فروع جامعات يعني عريقة في العالم.. في العالم بصفة عامة يعني، هذا الحقيقة أنا يعني بالنسبة لتعييني استغرابي كان من استغراب البعض، استغرابي من استغراب البعض من هذا التعيين، وكأني قد نُصبِّت إماماً لما.. يعني للمسلمين في المسجد أو خطيباً لـ.. يعني في.. في جمعة أو..

لونه الشبل [مقاطعاً]: يبدو أن الاستغراب لأنها يعني بقيت حكراً على الرجال فقط هذه المجالس الفقهية..

د. عائشة المناعي: قد يكون. قد يكون ذلك ولكن..

لونه الشبل: والتشريعية..

د. رجاء مكاوي: هي نوعية.

د. عائشة المناعي: نعم.. نعم..

د. رجاء مكاوي: الاتهامات التي (…) المرأة..

د. عائشة المناعي: نعم، ولكن يعني بالرغم من ذلك يعني أنا أراها أن هو في الأول هي منصب أكاديمي علمي، طبعاً إداري يعني، ولكن يختص بالأمور العلمية، حقيقة أن هذه يعني طبعاً يختص بالمواد الشرعية والقانونية والأصولية والفقهية وما إلى ذلك..

إعلان

لونه الشبل: صحيح.

د. عائشة المناعي: ولكن يعني أتمنى هذا.. هذا مطلب الآن، يعني هناك دول أخرى تطلب أن المرأة تدخل في هذه المؤسسات الدينية، منذ يمكن أسبوعين قرأت إن يعني المرأة أعتقد في تركيا كانت تطلب بأنها فعلاً أنها تدخل في.. في جميع المؤسسات الدينية، أنا..

د. رجاء مكاوي [مقاطعة]: لو سمحتِ دكتورة عائشة نعتقد يعني هذه نظرة كانت ترسخت بالعالم، ليس العالم الإسلامي وحسب، بل حتى بالعالم المسيحي واليهودي، يعني المرأة تُبعد عن كل ما هو ديني، فهذه يعني أعراف سيطرت على.. على الفكر فأصبح من الصعب يعني والتصقت في الأذهان بالقواعد والأحكام الدينية، فالكثير من الناس يعتبرون أن الدين لا يسمح للمرأة بأن تكون يعني في مراكز كل ما هو ديني..

د. عائشة المناعي: نعم.. في المؤسسات..

د. رجاء مكاوي: نفس الشيء كان بالنسبة للدرس الحسنية.

لونه الشبل: صحيح.

د. رجاء مكاوي: الناس كلها استغربت والناس كلها يعني فوجئت، فيما كان يعني هو يعني كما قلتِ بالضبط يعني.

د. عائشة المناعي: لأن.. لأنهم ينظرون إلى أن المرأة هنا يعني كأنها تولت يعني كما يقول طبعاً.. كما يستدلون بحديث "لن يفلح قوم ولوا أمرهم.."

لونه الشبل [مقاطعة]: ولوا أمرهم امرأة..

د. عائشة المناعي: امرأة، يعني المهم أنا يعني هذه المطالبة اللي إحنا نطالب بها أنا يعني أتمنى ألا يفهمها البعض بأن هي مطلب أميركي أو غربي أو يعني من أي دولة أخرى، إنما هذا مطلب أتصور رقم واحد: إنساني، رقم اثنين: إسلامي، رقم ثلاثة: عقلاني، لأن مثل ما قلنا هي عودة إلى أصول.. لو عدنا إلى أصول الدين، لو عدنا إلى مبادئ الإسلام مقاصده، بل وتطبيقاته أيضاً، لوجدنا أن المرأة كانت تشارك في.. في كل ما هو أمر دين..

لونه الشبل [مقاطعة]: بس كانت تشارك ولكن مضى.. مضى..

د. عائشة المناعي: تشارك إذن..

إعلان

لونه الشبل: يعني عشرات السنين ومئات السنين، وأبعدت..

د. عائشة المناعي: قرون.

لونه الشبل: المرأة عن.. عند المجامع الفقهية.. نعم.

د. عائشة المناعي: إذن.. إذن.. إذن لماذا تُبعد؟ يعني ما الذي حدث؟ ما هذه الانتكاسة التي حدثت يعني والآن..

لونه الشبل [مقاطعة]: يعني أصبح الجيد هو المستهجن يا دكتورة..

د. عائشة المناعي: أيوه.. والآن المشكل يعني..

آمنة الزعبي [مقاطعة]: هذا اعتراف حضرة الدكتورة اعتراف بقدرة المرأة العربية وكفاءتها وأهليتها لخوض مضمار هذا.. هذا الدور بالذات، هذا شيء مهم جداً..

د. عائشة المناعي: طبعاً. نعم، والآن بالعكس والآن المرأة بدأت يعني بالنسبة، خاصة للعلوم الدينية يعني أنا أتصور إنها بدأت المرأة الآن تحاول بقدر ما تستطيع، حتى المرأة البسيطة الآن تحب إنها تتعلم في أمور دينها وتفهم كذا، فما بالك بمثلاً العالمة وطبعاً هناك فقهية، وهناك يعني على مستوى يعني حقيقة، لذلك أنا أتصور إنها حتى لمستجدات العصر ومتغيراته لابد إن المرأة تخوض هذا المجال، تخوض هذا المجال بما لا يلغي ثابتاً من الدين كما نقول ولا يميِّع مبدأ من مبادئ أو فضيلة من فضائل الدين يعني.

لونه الشبل [مقاطعة]: نعم، عند هذه النقطة أود أن أتوقف دكتورة عائشة لو سمحتِ، يعني وجود امرأة في منصب شرعي، هذا منصب شرعي، هل سيساهم برأيك في تغليب الدين على العرف، خاصة أن الدور الذي يلعبه الدين في حياة المرأة والأسرة شديد الأهمية، وهو كما تفضلتِ في بداية الحلقة الشريعة الإسلامية أعطت حق كبير للمرأة، يعني هل سنعتمد المنهج الشرعي الصحيح فيما يتعلق بالمرأة من خلال متخصصين في الشريعة مثلاً، في حال وجود امرأة في هذا..؟

د. عائشة المناعي: نعم، وجود المرأة في.. في مجال الدراسات الشرعية طبعاً لا شك أن له فائدة كبيرة جداً، لكني لا أقول يعني على أساس إنها يكون فيه تغيير للفتاوى الشرعية يعني طبعاً، المشاركة مطلوبة، وفي عصر الرسالة مشاركة المرأة في الافتاء تفتي، كانت السيدة عائشة تفتي.

إعلان

لونه الشبل: تفتي.

د. عائشة المناعي: وكانت تفتي، وتفتي على عهد سيدنا عمر وسيدنا عثمان إلى أن ماتت، وكانت.. وكانت تصحح للصحابيات وتصحِّح للصحابة في كثير من أمور قد يفهمونها خطأً عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- والرسول –صلى الله عليه وسلم- لم يوردها بهذا المعنى، والمرأة كانت تدعو قولاً وسلوكاً وعملاً، إذن الرؤية الشرعية الصحيحة اللي إحنا طبعاً نطلبها وإنها تكون المرأة مساهمة مع الرجل فيها، هي لن تغيِّر الدين وأصوله، ولكنها قد تغيِّر ما ندعو الآن له من.. في أسلوب.. أسلوب تعليم الدين، وطرق.. طرق تدريس الأمور الدينية يعني أو التعليم الديني وأساليب الدعوة أيضاً، اختلاف أساليب الدعوة، الآن إحنا الآن قاعدين ننادي بـ.. طبعاً تغيير الخطاب الديني، أو طبعاً تغيير أسلوب الخطاب الديني في.. في عصر العولمة وما إلى ذلك، المرأة سيكون لها دور كبير جداً، أنا أقول المرأة إذا كانت برؤيتها الشرعية الصحيحة، إذا تفهمت الشرع تفهماً صحيحاً وما.. وما أساءت فهم الإسلام لأن مهمة جداً هي في نظرتها المعتدلة المتوسطة المتوازنة، هي مربية لأجيال، فيعني إذا المرأة كانت بهذه الصورة أكيد أنا من وجهة نظري إن النظرة الشرعية أيضاً ستتغير عند هذه.. عند هذه المجموعة من الأجيال، لا أقول كل النساء، يعني كما لا أقول كل الرجال، إنما نساء يعني أعني بهم يعني بعض النساء طبعاً خاصة يعني خاصة من النساء، طبعاً مثل ما قلتِ يعني المتعلمات المثقفات الفاهمات لأمور دينهن، يعني مثلها مثل الرجل بالضبط يعني..

د. رجاء مكاوي[مقاطعة]: أنا أعتقد أن..

لونه الشبل: اسمحي لي، ولكن مستشارة تهاني في القاهرة أود أن يعني نتشارك قليلاً قبل أن نتحول إلى موضوع المرأة في مصر عموماً وما الذي حصدته وما الذي لم تستطع في هذا العام أن تحققه، ولكن تفضلت الدكتورة عائشة المناعي بأن وجود امرأة على.. في هذا المنصب –إذا صح التعبير- منصب شرعي هو، قد يغير ولو بشكل يعني أولاً بأول، ولكن أنا أود أن أسألك يعني هل -حقيقة- وجود المرأة في مثل هذا المنصب مثلاً التشريعي وأيضاً في مثل منصبك القضائي مثلاً، هل حقيقة نستطيع أو تستطيع المرأة أن تبدأ بالتغيير سواء بالنسبة لصورتها، سواء مثلما ذكرنا -قبل قليل- تغليب الشريعة على الدين.. على.. على العرف أكثر مما قد يحصل الآن ويغلب العرف على الدين وعلى الشريعة؟ أريد رأيك في هذه النقطة.

إعلان

تهاني الجبالي: أولاً مساء الخير.

لونه الشبل: مساء النور.

تهاني الجبالي: لكِ ولضيفاتك الكرام، والحقيقة أنتِ سألتِ السؤال الجوهري في الأمر، لأنه إحنا نبدو عربياً، وكأننا نعيد اكتشاف الذات الحضارية، لأنه هناك غبار ألقى بهذه الذات في غياب المرأة عن كل المواقع التي بدأت تتبوأها في الدول العربية، لأنه في بعض الأحيان نحن تبدو وكأننا نقر بأن ما هو قائم وما هو سائد هو الصحيح وهو المتعارف عليه دينياً أو اجتماعياً أو ثقافياً، وهذا غير حقيقي، لأنه الحادث أنه هناك عودة للأصول وللجذور في وضع المرأة في مكانها الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي الذي يجب أن تتبوأه من خلال منظورنا إحنا الثقافي منظورنا إحنا الحضاري، ويعني أنا فخورة جداً باللي بأسمعه في بداية تحرك فعلاً أو حراك اجتماعي في المغرب الشقيق، في قطر، في مصر، في الأردن، في العديد من الدول العربية خلال المرحلة الأخيرة واضح جداً أن هناك إعادة اكتشاف للذات الحضارية العربية، وهذا -في حد ذاته- جزء من مواجهة المأزق العربي، لأنه المأزق العربي مأزق سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي ليس فقط مخاطر محيطة به، لكن من داخله هناك تحدي يجب أن يتصدى له كل المعنيين بمستقبل هذه الأمة، فيعني أنا بأعتبر إنه ما يحدث هو عودة لصحيح الذات في مواجهة ما هو سائد عكس صحيح الذات.

لونه الشبل: نعم، مستشارة تهاني، طبعاً سأعود إليكِ بعد قليل عندما نتحدث عن واقع المرأة المصرية خلال دقائق طبعاً، ولكن أود أن أنهي معك دكتورة عائشة بسؤال بسيط يعني المرأة القطرية دخلت المجالات عموماً وخاصة التعليم، كما ذكرنا في التقرير، وكما تفضلتِ أنتِ، وتولت وزيرة للتربية كأول وزيرة للتربية والتعليم في الخليج عموماً، في دول الخليج، السيدة شيخة أحمد المحمود، يعني هل حقيقة نستطيع القول بأن قطر كدولة قطر بدأت فعلاً تفعيل نصفها، وهو المرأة بشكل واضح هذا العام أم الموضوع قد يكون سابق من هذا العام، أم سيتحسن أكثر في العام المقبل؟ كيف تقيمينه باختصار؟

إعلان

د. عائشة المناعي: طبعاً يعني أنا أقول إنها فيه خطوة مدروسة حقيقة من.. في هذا البلد في قطر، رؤية مستقبلية لسمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة، لنهضة شاملة، هذه النهضة الشاملة لابد إن هي تنظر للمرأة أيضاً مثلما كما قلت سابقاً أن هي جزء من هذا المجتمع، هذا لن ولن يتحقق نمو هذا المجتمع إلا بمشاركة المرأة، وتطور هذا المجتمع عن طريق هذه المشاركة، إضافة إلى قناعة الأمير أيضاً بالبعد الروحي والأخلاقي، هذا البعد الروحي والأخلاقي عند الإنسان، الذي لا يمكن أن يكتسبه، ولا يمكن أن.. يعني يأخذ به، إلا إذا كان متحرراً، وقادراً على التغيير، هذا.. هذا الاكتساب أو التحرر والقدرة على التغيير لن تكون أيضاً إلا.. ولن تتحقق إلا عن طريق الخضوع للوحي السماوي وعن طريق الشرع، من هذا المنطلق..

لونه الشبل [مقاطعةً]: طيب، يعني إذا كانت المرأة القطرية دخلت هذه المجالات برأيك، من أبوابها الواسعة: أنتِ عميدة كلية وهناك وزيرة للتربية والتعليم، وباتت في قلب دوائر صنع القرار فيه، يعني برأيك ما هي أبعاد هذه الاستراتيجيات؟

د. عائشة المناعي: طبعاً ولذلك أنا أقول لك إكمالاً لكلامي أن من هذا المنطلق طبعاً كانت المرأة على رأس القائمة في.. في هذا الـ.. يعني في مشروع التطوير..، هناك طبعاً مثلما قلنا في البدء المدينة التعليمية طبعاً هذه الضخمة اللي طبعاً أي حد يري هذه المدينة التعليمية يعجب بها، ويعني فعلاً يندهش منها، وترأسها سمو الشيخة..

لونه الشبل: الشيخة موزة..

د.عائشة المناعي: وطبعاً هاي مؤسسة تعليمية، وزارة التربية والتعليم ترأسها طبعاً وزيرة التربية التعليم هي السيدة شيخة المحمود، مديرة.. مديرة الجامعة.. جامعة قطر، هي الدكتورة شيخة المسند، نائبة المديرة للشؤون الأكاديمية العلمية هي الدكتورة نورا السبيعي، وهكذا يعني تطرق أنا ويعني طبعاً زميلاتي رئيسات الأقسام ومش عارف..، أنا لو يعني نظرت نظرة بسيطة سأجد بأن كما لو كان هذا الجانب العلمي في دولة قطر..

إعلان

لونه الشبل: كأنما ولى للمرأة يعني..

د. عائشة المناعي: الحقيبة العلمية في دولة قطر ولِّيت للمرأة، حقيقة يعني..

لونه الشبل: وهذا طيب يعني..

آمنة الزعبي: إذا سمحتوا، سامحيني، وجود النساء في هذه المواقع المتقدمة بالتأكيد سيسهم في بناء استراتيجيات ستحدث تغيير في..، ومكتسبات اجتماعية شاملة وللمرأة خصوصاً..

د. عائشة المناعي: وللمرأة خصوصاً نعم.

آمنة الزعبي: يعني هذا مهم.

د. عائشة المناعي: ولذلك يعني كأن.. طبعاً والتعليم هو التعليم مفتاح.. مفتاح الحضارة، مفتاح التغير، مفتاح كل شيء..

لونه الشبل: صحيح، بداية يعني، بوابة التغيير قد تبدأ بالتعليم..

د. عائشة المناعي: طبعاً، التعليم هو.. هو الأساس.

آمنة الزعبي: بوابة للتنمية أيضاً.

د. عائشة المناعي: نعم، التعليم هو الأساس للتغير، لذلك فعلاً أنا أشوف إن المرأة يعني طبعاً، إن شاء الله في قطر يعني، وتسير بإذن الله يعني..


مكتسبات المرأة المصرية لعام 2003

لونه الشبل: بإذن الله، إذن مشاهدينا الكرام إلى مصر، من قطر إلى مصر، ولتسليط الضوء على مكتسبات المرأة المصرية لعام 2003، أعدت لنا الزميلة لينا الغضبان التقرير التالي من القاهرة.

تقرير/ لينا الغضبان: طرح بعض القضايا الشائكة المتعلقة بالمرأة المصرية، وفتح ملفات ظلت لسنوات تمثل محاذير اجتماعية يصعب حتى الحديث عنها، كانت السمة المميزة لعام 2003، وبينما حسمت بعض هذه القضايا لصالح المرأة خلال العام المنصرم يبقى البعض الآخر في انتظار الكلمة الأخيرة ربما في العام المقبل.

شهد النصف الثاني من عام 2003 تطوراً كبيراً فيما يتعلق بمنح الجنسية المصرية لأبناء الأم المتزوجة من غير مصري بعد سنوات من نضال المنظمات الأهلية والحكومية العاملة في مجال حقوق المرأة للحصول على هذا الحق، وتم تفعيل المادة الخاصة بمنح الجنسية في القانون الحالي، والذي يعطي وزير الداخلية حق منح الجنسية المصرية لمن يستحقها وفق شروط محددة، وبناء عليه حصل المئات من أبناء وبنات الأمهات المتزوجات من أجانب على الجنسية المصرية خلال الشهور الماضية، إلا أن التطور الأهم في رأي العاملين في منظمات حقوق المرأة هو إعلان القيادة السياسية عن التزامها بمنح الأم المصرية هذا الحق بموجب قانون جديد، ومن المنتظر أن يناقش هذا القانون أمام مجلس الشعب المصري خلال الشهور الأولى من 2004.

إعلان

توافق جهود منظمات المرأة مع الإرادة السياسية تجسد بوضوح في الأيام الأولى من العام، عندما أصدر رئيس الجمهورية قرار تعيين أول قاضية مصرية، لتصبح تهاني الجبالي (المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان) أول امرأة مصرية تتقلد منصب القضاء، وأول امرأة عربية تجلس على مقعد القضاء الدستوري، وهو أعلى درجات السلم القضائي.

ختان الإناث، والعنف ضد المرأة، موضوعات طالما أحيطت بسياج من التكتم والسرية في المجتمعات العربية، ولكنها أصبحت خلال العام المنصرم مطروحة بقوة وبشكل صريح ليس فقط على أجندة المنظمات الأهلية، وإنما على أجندة العمل الرسمي في مصر، فجاء المؤتمر العربي والإفريقي الأول لمكافحة ظاهرة الختان، والذي صدر عنه إعلان القاهرة ليجرم ختان الإناث ويطالب الدول المعنية بالعمل على الحد من الظاهرة، من خلال تغيير المفاهيم السائدة في المجتمع. كما عُقد في القاهرة أول مؤتمر إقليمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والذي طالب الدول العربية بتفعيل القوانين التي من شأنها حماية المرأة من العنف داخل الأسرة وخارجها. وفي إطار إعلان عام 2003 عام الفتاة المصرية، تم البدء في تنفيذ المبادرة المصرية لتعليم الفتيات، والتي تسعى إلى تضييق الفجوة بين البنات والبنين في مجال التعليم.

التقدم الذي تحقق للمرأة المصرية خلال العام لا يعني أن العام كان خالياً من التراجع فجاء قانون العمل الموحد الجديد لينتقص من حقوق المرأة في الإجازات التي كانت تحصل عليها لأسباب متعلقة بطبيعة دورها كأم، أما المشاركة السياسية فلم تحرز فيها المرأة المصرية تقدماً ملموساً هذا العام، بل إن البعض يرى أن مشاركة المرأة السياسية قد شهدت تراجعاً عن السنوات الماضية.

نودع عاماً تميز بأحداثه المتلاحقة، منها ما أبكانا وما أسعدنا، نودع عام 2003 بإنجازاته وإخفاقاته، وندعو الله ونحن في انتظار عام جديد أن يجعله عاماً أكثر أمناً وسلاماً، وحرية وكرامة، للمرأة والأسرة والأمة العربية بأسرها.

إعلان

لينا الغضبان – لبرنامج (للنساء فقط) – (الجزيرة) – القاهرة.

لونه الشبل: إذن المستشارة تهاني الجبالي من القاهرة، يعني أنتِ أول امرأة تتولى منصب قاضية بالمحكمة الدستورية العليا، أود بداية تعليقك على هذا الموضوع، يعني ماذا عَنَىَ لكِ أن تكوني أول امرأة تتولى منصب قاضية في مصر؟

تهاني الجبالي: ربما الأمر لم يكن مصدره فخر شخصي، بقدر ما كان إحساسي بالفرح الوطني لتحقق حلم وأمل المرأة المصرية في أن تتولى القضاء الجالس بعد أن شاركت بنجاح في كل ساحات العمل بالقانون، ربما المرأة المصرية كانت تأخرت قليلاً في هذا الإطار عن شقيقاتها العربيات، وفي كثير من الدول الإسلامية اللي سبقت مصر، لكن ربما الشيء الـ.. يعني أسعدني وأسعد كل امرأة مصرية إنه القرار في مصر أتى برد اعتبار للمرأة المصرية بأثر رجعي، لأنه حين يكون التعيين للمرة الأولى في قمة العمل القضائي، في هرم العمل القضائي في قمته، من خلال المحكمة الدستورية العليا التي تمارس الرقابة الدستورية في المجتمع، ويلتزم بقضائها الحاكم والمحكوم، ويلتزم بقضائها كل مؤسسات الدولة، بما في ذلك السلطة القضائية ذاتها، يصبح الأمر بمثابة رد اعتبار للمرأة المصرية، وإن كنت أنا على المستوى الشخصي ومازالت نساء مصر ينتظروا استكمال هذا التواجد في كل ساحات العدل في مصر، وأعتقد إنه المستقبل القريب سيشهد وجود القاضية المصرية في كل ساحات العدل.

لونه الشبل: بإذن الله يا سيدتي، مستشارة تهاني، كثير من المراقين والمحللين يرى بأن تواجد المرأة في منصب القضاء قد يعمل على موازنة كثير من الأحكام والقوانين والتشريعات، يعني بمعنى أنه يمكن أن يكون للمرأة في الكثير من القضايا الخاصة بالمرأة تفهماً مختلفاً نوعاً ما عن الرجل، يعني بوجود الجنسين في مجال واحد، أليس من المفترض أن تتوازن الأحكام والرؤى، يعني ما رأيك؟

إعلان

تهاني الجبالي: لا اسمحي لي أنا يعني أرى إن الأمر يتجاوز هذا بكثير، لأنه تولي المرأة وظيفة القضاء هي حق.. أولاً حق المواطنة، حق دستوري: إن تشارك في السلطة الثالثة في المجتمع بعد أن شاركت في السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، هذا الحق الدستوري كمواطنة يسبق أي اعتبار آخر، وفي ذات الوقت حين تعين المرأة قاضية، فهي ستمارس الدور جنباً إلى جنب مع الرجل القاضي في إقامة العدل، والعدل لا يتجزأ، لأنه ليس العدل مزاجي بمعنى إنه سيكون القضاء أكثر نزاهة أو أكثر عدلاً وانحيازاً للمرأة حين تكون القاضية امرأة، لكن القاضي سواء كان رجل أو امرأة هو ملتزم بتطبيق القانون، وملتزم بتطبيق القاعدة القانونية للصالح العام الذي توخاه المشرع الوطني، وأعتقد إنه في هذا الإطار سيصبح الأمر أكثر عدلاً بوجود المرأة والرجل جنباً إلى جنب، لأنه سيحقق في مضمونه صحيح التوجه اللي بيتوخاه المشرع من تطبيق القاعدة القانونية، علشان كده أنا يمكن بأقول إنه ربما يصلح حال الرجل أيضاً وجود المرأة قاضية، أكثر مما يصلح حال المرأة، لأنها ستكون في هذا الإطار قاضي عادل ولن تكون قاضي منحاز لهذا أو ذاك.

لونه الشبل: نعم، مستشارة تهاني، أنت ذكرتِ نقطة مهمة بأنه لا يعني وجود امرأة أن تنحاز إلى المرأة، ولكن يعني و.. أيضاً طرحتِ بأن التوازن مطلوب وهو قطعاً مطلوب، ولكن أليس المطلوب أيضاً إلى جانب هذا التوازن هو تغيير للذهنيات الموجودة يعني هناك من يقول بأن المرأة قد تحكم لصالح المرأة والرجل يحكم بذهنية الرجل، ولكن وجود المرأة والرجل بخط متوازي ومتزامن، ومتلازم في.. في القضاء مثلاً كسلطة -كما تفضلتِ بها- ثالثة، ألا يعتبر خطوة لتغيير الذهنيات، يعني طريقة التفكير العربية عموماً تجاه هذه القضايا؟

تهاني الجبالي: أنا أعتقد إنه سيكون التغيير فقط في إطار إنه حين يألف المجتمع العربي وجود المرأة القاضية جنباً إلى جنب مع الرجل، سيصبح الأمر أكثر استقراراً في الشعور بحق المواطنة المتساوية، بمعنى الحقوق والواجبات الواحدة، لأن نحن في دولة حديثة خاضعة للقانون، وخاضعة للدستور، وبالتالي فأي انتهاك لهذا الحق المتساوي في الواجب والحق معاً بيصبح أمر محل استنفار لكل قوى المجتمع، وهكذا يجب أن يكون، يعني أنا أتصور إنه وجود المرأة قاضية معناه أننا قد استكملنا للرأي العام العربي للمواطن العادي صورة المرأة الحقيقية، فيصبح مألوفاً أن يجدها في هذا الموقع أو ذاك، وبالتالي تتغير من خلال ذلك العقليات السائدة والثقافات السائدة، ويصبح هناك متغير إيجابي لصالح التطور الاجتماعي، أنا بأؤكد إنه الأمر يتعلق بتحقيق حقوق المواطنة في المجتمع العربي، لأنه المجتمع العربي بلا شك وصل لمرحلة الدولة الحديثة، ولا يجوز أن يكون فيه أي شكل من أشكال الانتهاك للحقوق المتساوية في إطار المواطنة.

إعلان

لونه الشبل: نعم، مستشارة تهاني، الرئيس مبارك وفي ختام أعمال المؤتمر السنوي الأول للحزب الوطني الديمقراطي أكد على أنه طلب من الحكومة إعداد مشروع قانون يعطي المرأة الحق في أن تعطي الجنسية المصرية لأولادها إن كان زوجها أجنبياً كما يعامل الرجل إن تزوج من أجنبية، يعني ورغم ذلك يبدو أن هذا القرار على أهميته يتضمن تحفظاً واضحاً مرتبطاً بالمصلحة العليا للدولة، يعني أود أن أسألك: إلى أين وصل هذا القرار؟ وما هو هذا التحفظ؟

[فاصل إعلاني]

لونه الشبل: مستشارة تهاني، سألتكِ عن موضوع القرار الذي ذكرناه قبل الفاصل، وعن أن هناك تحفظ خاص بالمصالح العليا، أين وصل تنفيذ هذا القرار؟ ما قصة هذا التحفظ؟ وباختصار شديد لو سمحتِ.

تهاني الجبالي: أنا بأعتقد إنه ليس هناك تحفظات حالياً، لأنه مشروع القانون سوف يعرض على مجلس الشعب ويناقش خلال أيام قليلة أو ربما في بداية العام، وبالتالي فلا يوجد حتى الآن تحفظ في مواد القانون، وإن كان هناك مشروع سيناقش وربما يُبدى فيه بعض الآراء المتصلة بترتيب أوضاع الجنسية، لكن ما تحقق هو الحق الأساسي في المساواة أمام قانون الجنسية فيما يتصل بوضعية المرأة والرجل، في منح الجنسية للأبناء إذا ما تزوج أحدهما بأجنبي، وهذا كان مطلب للمرأة المصرية، ومنتظر أن يتحقق قريباً، يعني قد يكون هناك بعض الآراء المرتبطة بمسألة الـ.. يعني ترتيبات الأوضاع المتصلة بالجنسية، لكن أعتقد إنه ليس هناك تحفظ محدد في هذه اللحظة، يتصل بمشروع القانون المُعد من قبل وزارة العدل.

مكتسبات المرأة الأردنية لعام 2003

لونه الشبل: أشكرك جزيل الشكر المستشارة تهاني الجبالي، قد أعود إليكِ في هذه الحلقة، لرصد ما تتمنونه في مصر وفي معظم الدول العربية. إذن مشاهدينا الكرام من مصر إلى الأردن، حيث رصدت لنا الزميلة سوسن أبو حمدة مكتسبات المرأة الأردنية لعام 2003، نتابع معاً.

إعلان

تقرير/ سوسن أبو حمدة: التعديل الذي أدخل على قانون الانتخابات والذي أتاح للمرأة الأردنية الوصول إلى البرلمان عن طريق تخصيص ستة مقاعد للكوتة النسائية، كان من أهم الإنجازات التي حققتها المرأة خلال العام 2003، ورغم ترحيب الفعاليات الحزبية والنسائية بهذا القرار على اعتبار أنه يساند المرأة في الوصول إلى المجلس النيابي إلا أن بعض الحركات النسائية انتقدت القرار، ورأت فيه نهجاً غير ديمقراطي يحجم من وضع المرأة، ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية يكون بدعمها على أساس حزبي أو مؤسسي وليس بتخصيص كوتة نسائية تكرسها كأقلية في المجتمع.

تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة فيصل الفايز شهدت أيضاً حضوراً قوياً للمرأة، فثلاث حقائب وزارية أُسندت لسيدات، كان من أبرزها منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي أوكل للسيدة أسماء خضر، إلى جانب ذلك ضم مجلس الأعيان في تشكيلته سبع سيدات بعد أن كان المجلس –على الأغلب- لا يضم أكثر من ثلاث سيدات.

وكما حظي العام 2003 بإنجازات للمرأة الأردنية كان هناك إخفاقات من أهمها رفض مجلس النواب التعديلات التي أدخلتها الحكومة على قانون العقوبات لتشديد العقوبة على مرتكبي جرائم الشرف، الإسلاميون والمحافظون تحالفوا في البرلمان لرد القانون، على اعتبار أنه موجَّه ضد القيم التقليدية والأخلاقية في المجتمع الأردني.

وبانتهاء العام 2003، لا تزال العديد من النساء في الأردن يتطلعن إلى الإقرار الرسمي لقانون منح الجنسية لأبناء الأردنيات، والذي كان من أبرز توصيات قمة المرأة العربية التي عقدت في عمان عام 2002، ورغم التوجه لربط منح الجنسية لأبناء الأردنيات بقرار من مجلس الوزراء، إلا أن هذا الموضوع أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية في الأردن، لما يحمله من تبعات سياسية تتعلق بالتوطين، وبالأخص بالنسبة للسيدات المتزوجات من فلسطينيين.

إعلان

سوسن أبو حمدة – (الجزيرة) – عمان.

لونه الشبل: إذن أستاذة آمنة الزعبي، أهم ما حصل في الأردن.. لعل أهم ما حصل في الأردن هو دخول ست نساء إلى قبة البرلمان في عام 2003، هناك من يعتبر أن طريقة وآلية وصول المرأة إلى البرلمان يعني ليست ديمقراطية أو لم تكن ديمقراطية، وبالتالي فهي آلية مشكوك في مصداقيتها، أريد رأيك وباختصار حول هذه النقطة، لأنتقل إلى غيرها.

آمنة الزعبي: بالتأكيد دعيني أولاً أعقب أن جميع هذه المكتسبات التي حققتها المرأة العربية، والإنجازات إذا صح أن نسميها إنجازات، تسعدنا كثيراً وهي اعتراف –حقيقة- بقدرة المرأة العربية وكفاءتها وأهليتها لتتولى كل المناصب، وهي أيضاً تفعيل لحق أساسي للمرأة نصت عليه جميع الدساتير، حق المرأة كمواطن في تبوء وتولي جميع المناصب على أساس من الكفاءة وتكافؤ الفرص للجميع، كما نص عليه الدستور الأردني، وأيضاً بقية الدساتير العربية لأنها متشابهة حقيقة، لكن هذه المكتسبات إذا نظرت إلها من وجهة نظر أخرى نحن سعيدات جداً كنساء بهذه المكاسب..

لونه الشبل: بما تم.

آمنة الزعبي: لكن من وجهة نظر أخرى هل هذه المكاسب هي مؤشر ذا مصداقية على إنه حقيقة فيه نهوض بأوضاع المرأة الأردنية خاصة القطاع العريض المهمش المسحوق من النساء العربيات، هل هناك.. ولا أتحدث عن الحالة الأردنية، أتحدث لأنه تعددت الأقطار والهم واحد والقضايا واحدة أيضاً، جميع الإصلاحات التي حصلت على صعيد مساعدة المرأة في الوصول إلى المواقع المتقدمة، مواقع صنع القرار إصلاحات تشريعية أنا بأعتبرها هشة وجزئية، لم تلامس جوهر موضوع الإصلاح الحقيقي، الذي نطالب به، لنفرض الآلية..

لونه الشبل: مش التنفيذ يعني، أنت تصرين عليها الآن..

آمنة الزعبي: نعم، الآلية التي.. الآلية التي وصلت بها المرأة الأردنية إلى البرلمان، نعم، كان هناك تعديل لقانون الانتخاب، وهو تعديل جزئي وهش، وشكلي أيضاً كنا نأمل أن يأتي التعديل شاملاً لقانون الانتخاب، لأنه هناك مطلب شعبي، وجماهيري في الأردن بضرورة تعديل قانون الانتخاب الحالي بحيث يضمن تكافؤ الفرص لكل أبناء الشعب الأردني في الوصول إلى البرلمان عن طريق المنافسة العادلة والمتكافئة بين الجميع رجالاً ونساء. لكن التعديل.. وأيضاً الحركة النسائية طالبت بكوتة، كوتة..

إعلان

لونه الشبل: كوتة التعيين.

آمنة الزعبي: بحد أدنى 20% من المقاعد المخصصة في البرلمان..

لونه الشبل: في البرلمان الأردني.

آمنة الزعبي: لكن التعديل جاء هشاً وسطحياً، وجاء بكوتة هزيلة جداً، ست مقاعد..

لونه الشبل: ست مقاعد..

آمنة الزعبي: وهذه المقاعد أيضاً تحتسب بآلية سيئة جداً، بحيث إنه لا تتيح المجال لكل النساء الأردنيات في المنافسة الحرة والمتكافئة جداً..

لونه الشبل: إذن هي آلية مشكوك فيها..

آمنة الزعبي: نعم، هذه الآلية يعني محسوبة تماماً بحيث إنه تكون الفئة أو المجموعة التي لم تنجح النساء وهي النسبة اللي طلعت للبرلمان أعلى ست نسب من.. من لم يحالفهن الحظ في النجاح، وهذا.. وهذا مسيء لوضع المرأة الأردنية حقيقة.

لونه الشبل: طب هؤلاء النسوة يعني وفي أول تجربة لهن إذا صح التعبير، وفي التصويت على تعديل مادة من قانون جرائم الشرف وقفن.. وقفت بعض النائبات ضد تعديل هذا القانون، يعني إذن هل يمكن القول بأن المرأة الأردنية حقيقة لم تستفد من وجود نائبة تحت قبة البرلمان.

آمنة الزعبي: لا يمكننا أن نحاكم التجربة منذ الآن، حقيقة يعني هذا انعكاس لهيكلية أو بنية البرلمان، معظم الذين نجحوا من النواب الرجال أيضاً يعني هم يمثلوا طيف واحد، طيف العشائر الأردنية، وهناك فيه نسبة كبيرة جداً من هؤلاء النواب هم يمثلون القوى المحافظة..

لونه الشبل: وبالتالي وقفن ضد تعديل القانون.

آمنة الزعبي: ونسبة عالية جداً، نعم، نتيجة القانون، ونسبة عالية جداً من أبناء الشعب الأردني، اللي بيمثلوا الأطياف المختلفة، الأحزاب، والتيارات السياسية والديمقراطية، وقوى المجتمع الحية، لم يحالفها الحظ..

لونه الشبل: نعم، بقيت بعيدة عن قبة البرلمان.

آمنة الزعبي: وكان متوقع عن البرلمان يعني ممكن يكون أداؤه بهذا الشكل، ليس فقط السيدات من النواب، وهذا انعكاس يعني لهذا المخرج أو النتيجة لهذا ..، لكن أود أن أعقب على.. على قضية..

إعلان

لونه الشبل: باختصار شديد لو سمحتِ..

آمنة الزعبي: المكتسبات حقيقة، هل هذه المكتسبات أو المشاركات اللي الآن (..) في كل البلدان العربية، مشاركات جنينية، سطحية جداً، يجري تهويلها وتضخيمها، ولا تعتبر حقيقة –كما أسلفت- مؤشر على إنه مشكلة المرأة العربية حُلَّت أو ستُحل، أو..

لونه الشبل [مقاطعةً]: ولا أحد يقول، ولكن قد تبدو وكأنها خطوة على أول الطريق لحل هذه المشاكل، ألا ترين هذا أم أنها أيضاً هشة؟

آمنة الزعبي: هي خطوة على الطريق حقيقة، ولكن نأمل أيضاً، يعني كمان الآلية التي تم بها تحقيق هذه المكتسبات نلاحظ أن هناك في كل الـ.. التجارب إرادة سياسية عُليا بإحداث هذا التغيير، ولم تأتِ نتيجة كإصلاح اجتماعي شامل، أو تنمية اجتماعية شاملة رفعت بالمرأة بتياراتها الشعبية للوصول إلى هذه المواقع، جاءت بقرار سياسي..

لونه الشبل: خارجي..

آمنة الزعبي: وأيضاً يعني.

مكتسبات المرأة الفلسطينية لعام 2003 رغم ظروف الاحتلال

لونه الشبل [مقاطعةً]: نعم أرجوكِ، أود أن أنتقل إلى فلسطين، إذن مشاهدينا الكرام، من الأردن إلى فلسطين حيث رصدت لنا الزميلة شيرين أبو عاقلة مكتسبات المرأة الفلسطينية رغم ظروف الاحتلال، نتابع معاً.

تقرير/ شيرين أبو عاقلة: شريط قاس للأحداث خلال عام 2003، لم تكتفِ المرأة الفلسطينية بالوقوف متفرجة أمامه، فللعام الثالث على التوالي خلال الانتفاضة كان لوقع العمليات العسكرية التي خلفت آلافاً من الأسرى والجرحى والشهداء وقعاً مباشراً على المرأة، التي تحولت إلى المُعيل الرئيسي للعائلة مع غياب الزوج أو الابن، أو حتى بسبب ارتفاع نسب البطالة، التي ألقت بآثارها كذلك على دور المرأة في المنزل، مستويات الفقر سجلت نسباً عالية، وبلغت نحو 60% من العائلات الفلسطينية، وأصبح 70% من متلقي المساعدات المادية هم من النساء. وتطول قائمة الإجراءات الإسرائيلية التي أثرت في المرأة، ولا تقل أهمية آثار الحصار والحواجز العسكرية المنتشرة في أنحاء الضفة الغربية، نحو مائة حالة ولادة سُجلت على الحواجز خلال الانتفاضة ربعها في العام الأخير، وسجلت الولادات في المنازل ارتفاعاً بنسبة 14%، وسجل تراجع في الحصول على الغذاء والدواء وفي التعليم، وهو ما أثر على الطالبات أكثر من سواها لاضطرارهن سلوك طرق أصعب لبلوغ المدارس وتضاعفت المعاناة مع بناء الجدار. وحصلت المرأة على دورها في النضال، فقد استشهدت –حسب إحصاءات وزارة الصحة- أكثر من خمسين امرأة برصاص الاحتلال، ولازالت أربع وسبعون أسيرة حسب إحصاءات مؤسسة الضمير خلف القضبان الإسرائيلية.

إعلان

لكن مسيرة المرأة النضالية لم تترجم بعد إلى واقع يعكس تلك المشاركة في عملية صنع القرار، سيدتان فقط من أصل خمسة وعشرين وزيراً في الحكومة الجديدة، وإن كان الإنجاز الذي يحسب لرئيسها هو استحداث وزارة لشؤون المرأة تشغلها زهيرة كمال. وفيما يبرز تمثيل المرأة عالياً في قطاعات الصحة والتعليم، ومؤسسات المجتمع المدني لازالت تفتقر لتبوء مراكز متقدمة في المؤسسات الرسمية، وبعض القطاعات الأخرى أهمها القضاء. أما أبرز ما يُحسب للمرأة خلال العام الأخير فهو دورها في تنظيم نفسها في مجموعات ضاغطة للتأثير على تسن القوانين، ومن بينها القانون الأساسي وقانون الأسرة وقانون العقوبات، وأشد ما يشغلها اليوم هو ضمان كوتة محددة للنساء في الانتخابات التشريعية القادمة التي ينتظر تحديد موعد لها.

لم تكن المرأة الفلسطينية مجرد شاهد على الأحداث ولكنها أثرت بها كما تأثرت، فكانت الشهيدة والأسيرة، كما كانت من قبل أم الشهيد وأم الأسير. قائمة قد تطول لكن ما لا يمكن أن يدون على الورق هو حجم الآثار النفسية التي وقعت عليها، وتمكنت مع ذلك من إخفائها، لتبقى بصورة المرأة القوية، حفاظاً على تماسك أسرتها، ومن ثم المجتمع.

شيرين أبو عاقلة -لبرنامج (للنساء فقط) – رام الله المحتلة.

لونه الشبل: إذن أتوجه إليكِ سيدة زهيرة في رام الله، أنتِ أول وزيرة لشؤون المرأة في الحكومة الفلسطينية وأول وزيرة في الحكومة الفلسطينية، أود أن أسألك وباختصار شديد، وعذراً لأنه لم يبق الكثير من الوقت، أنا لن أضيف ولا كلمة عن حال المرأة الفلسطينية عن هذا التقرير ولكن أود أن أسألك: يعني ما الذي سيعطيه للمرأة الفلسطينية مثل هذا المنصب في ظل الظروف الحالية للمرأة الفلسطينية؟

زهيرة كمال: حقيقة، أولاً: مساء الخير..

لونه الشبل: مساء النور.

زهيرة كمال: حقيقة بالنسبة لوضع المرأة الفلسطينية كما سمعنا من تقرير الأخت شيرين أبو عاقلة، واضح أنها ودعت عاماً مليئاً بالجراح، وفي نفس الوقت هي عملت طوال العام الماضي والأعوام التي سبقته في إجراء عمليات تغيير على المجتمع الفلسطيني، واللي كانت من نتيجتها هي عملياً إنشاء وزارة شؤون المرأة، لأنه بدون ذلك لم يكن ممكن إنشاء وزارة شؤون مرأة، وزارة شؤون المرأة أهمية وجودها هي تطوير الالتزام السياسي الحكومي بتضمين قضايا المرأة وقضايا الرجل والديمقراطية، وحقوق الإنسان في سياسات وخطط البرامج الحكومة الفلسطينية، ومراجعتها وتقديم التقارير حول هذا الموضوع لقياس التغيرات، وهذا يعني مراجعة خطاب، مراجعة قوانين، الاستماع إلى الشكاوي، العمل مع المجتمع المدني بالتعرف على كافة القضايا التي تعاني منها المرأة، وإجراء الدراسات لهذا الـ.. الموضوع، لأنه عملياً خلال كل الأعوام الماضية وخلال كل النضالات نتحدث كثيراً، ولكن تغيب عنا البيانات والمعلومات تجاه المعاناة التي تمر بها المرأة والمشاكل التي تمر فيها، وعملية التمييز والإجحاف الواقعة بحقها، هذا ما يمكن أن تعمله وزارة شؤون المرأة، لأنه بالأساس دورها هو على صعيد السياسات، على صعيد القوانين، على صعيد التخطيط، وتعمل في عملية التنفيذ مع المؤسسات الأهلية، ليس في التنفيذ وإنما في متابعة أن هذا التنفيذ هو وفق السياسات ووفق القوانين التي يعمل بها.

إعلان

المرأة العراقية بعد سقوط نظام صدام حسين

لونه الشبل: أشكركِ جزيل الشكر السيدة زهيرة كمال الوزيرة (وزيرة شؤون المرأة في السلطة الفلسطينية) ومن فلسطين هذا البلد المحتل، إلى بلد محتل جديد لأول مرة في هذا العام، إلى بغداد وحال المرأة العراقية بعد سقوط نظام صدام حسين في ظل الاحتلال.

تقرير/ أطوار بهجت: 2003، سنة لن تغيب مطلقاً عن الذاكرة العراقية، ففيها سقطت بغداد وفيها تعلم العراقيون الحياة تحت الحراب الأميركية، المرأة العراقية كانت صاحبة الحظوة الكبرى في هذه المعاناة، فهي الأم والزوجة والأخت التي دُوهم بيتها واعتقل رجاله أو قتلوا، المرأة العراقية وكما اعترفت بذلك تقارير المنظمات الدولية، كانت ضحية للعديد من حالات الاختطاف بسبب تردي الوضع الأمني، حتى أن منع كثير من الرجال نساءهم من ترك البيت.

وحتى الجانب السياسي الذي قد يبدو للبعض أكثر إشراقاً بالنسبة للمرأة، إلا أنه لم يسلم من ملاحظات رأت إنه ابن ظرف الاحتلال لا ابن نضالات المرأة العراقية.

محاولات منح العراقية تمثيلاً في ميدان القرار السياسي أفضت إلى تعيين ثلاث نساء في مجلس الحكم العراقي، هن كل من الدكتورة رجاء الخزاعي، و(شنجول جابو) والدكتورة عقيلة الهاشمي التي اغتيلت في باب بيتها، عند استهدافها بعملية اغتيال.

العراق الذي غاب طويلاً عن التمثيل الدبلوماسي في الولايات المتحدة الأميركية دشن عودته بوجه نسائي يمثله عند محتليه ألا وهي السيدة رند الرحيم، التي كانت أول امرأة سفيرة تعين في تاريخ العراق.

الدور السياسي للمرأة في المرحلة الجديدة لم يقتصر على التمثيل الرسمي في قيادة البلد، بل خرج من الإطار التنظيم النسوي الواحد، الذي كان في عهد صدام حسين إلى تنظيمات كثيرة، كما بدأ الوعي السياسي للمرأة العراقية يتبلور من خلال هذه التنظيمات التي أُسست هنا بعد الاحتلال. تنظيم أو عشرات لا فرق كما يرى المراقبون، فأغلبية هذه التنظيمات بقيت بعيداً عن هموم المرأة العراقية، وأغلبها اكتفت بشعاراتها، في حين بقيت هذه المرأة تكافح وسط دوامتها، وبقيت تحاول أن تشق الدرب نحو مستقبل ما يزال يحتاج كثيراً من الوقت لاستبيانه.

إعلان

أطوار بهجت – (الجزيرة) – لبرنامج (للنساء فقط) – بغداد.

لونه الشبل: إذن مشاهدينا الكرام، هذا هو حال المرأة في بغداد، واسمحوا لي أن أرحب بالسيدة سكينة الصيدعي (رئيسة رابطة المرأة المسلمة في العراق) والتي انضمت إلينا في هذه الحلقة، سيدة سكينة، أولاً: مرحباً بك، وأود أن أسألك وباختصار شديد، تقريباً انتهت الحلقة، في ظل كل الظروف التي عرضها التقرير ولن أزيد عليها حرفاً، ما الذي تطمحون له كنساء عراقيات؟

سكينة الصيدعي: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله ومن تبع هداه إلى يوم الدين.

المرأة العراقية المسلمة بالذات، تطمح إلى أن.. يكون مستوى المرأة العراقية أعلى مما تتصور كل امرأة تعيش في العالم العربي، لأن المرأة العراقية الوحيدة التي عانت معاناة لم –أنا في نظري- لم تعانها أي امرأة مسلمة في البلاد العربية، المرأة العراقية عانت من الاضطهاد والظلم والحصار، والحروب المتواصلة التي.. يعني مع.. مع كل هذه الظروف التي عانتها المرأة.. المرأة العراقية، لكن المرأة العراقية فذة عصامية، استطاعت أن تتخطى كل هذه العواقب التي مر.. العقبات التي مرت بها، استطاعت أن تتخطاها ووصلت إلى مرحلة الآن تريد أن تصل إلى مرحلة الآن من.. تتخلص من الاحتلال وهي.. هي الآن مفقودة.. سيادتها مفقودة المرأة العراقية الآن سيادتها مفقودة، تطمح الآن المرأة بكل قواها أن تتخلص مما كبلها الاحتلال ما كبلها به الآن، لأن المرأة العراقية عانت من ويلات الظلم، والآن تعاني من ظلم أكثر..

لونه الشبل: صحيح.

سكينة الصيدعي: يعني أنا أضرب لك مثالاً بسيطاً، المرأة.. المرأة.. المرأة الكردية..

لونه الشبل: صحيح.. أنا.. أنا آسفة لمقاطعتك سيدتي ولكن لم يبق لدي وقت..

سكينة الصيدعي: المرأة الكردية هي..

لونه الشبل: والآن نتمنى أيضاً أن ينتهي هذا الجور المنزل على المرأة العراقية سواء قبل سقوط نظام صدام حسين أم بعده.

إعلان

مشاهدينا الكرام، انتهت هذه الحلقة التي أردنا أن يكون موضوعها حصاد المرأة العربية في عام 2003 وما تطمح إليه في عام 2004، ولا يسعني في نهاية هذه الحلقة سوى أن نشكر ضيفاتنا: الدكتورة عائشة المناعي (عميدة كلية الشريعة في قطر)، والدكتورة رجاء ناجي مكاوي (أستاذ القانون الخاص في جامعة الملك محمد الخامس)، والسيدة آمنة الزعبي ( رئيسة اتحاد المرأة الأردنية)، ومن استوديوهاتنا في القاهرة (المستشارة) تهاني الجبالي، وفي استوديوهاتنا في رام الله نشكر السيدة الوزيرة زهيرة كمال، وأيضاً في استوديوهاتنا في بغداد بنشكر السيدة سكينة الصيدعي (رئيسة الرابطة الإسلامية للمرأة في العراق)، كما ولا يفوتني أن أشكر مراسلاتنا: سوسن أبو حمدة، عمان، شيرين أبو عاقلة، رام الله، وأطوار بهجت من بغداد، إلى أن ألقاكم في الحلقة المقبلة في العام القادم، لكم منا أطيب تحية أنا لونه الشبل، ومن مُعِدة البرنامج أسماء بن قادة، ومن المخرج منصور الطلافيح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير في أمان الله.

المصدر : الجزيرة