المضايقات التي تعترض المرأة في مواقع العمل
مقدم الحلقة: | لونه الشبل |
ضيوف الحلقة: |
ميرفت أبو تيج/ محامية مصرية |
تاريخ الحلقة: | 31/05/2004 |
– ظاهرة التحرش الجنسي
– أسباب التحرش الجنسي بأماكن العمل
– ضغوط صاحب العمل وكيفية التعامل معها
– غياب قوانين حماية المرأة
– مسؤولية المرأة عن التحرش الجنسي
– الآثار المترتبة على التحرش الجنسي
لونه الشبل: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله، المضايقات والتحرش والتمييز القائم على الجنس في مواقع العمل مظاهر طالما عانت منها المرأة فانعكست سلبا على أدائها في العمل كما أثرت على مستقبلها المهني وجعلتها عرضة للإصابة بالضغوط والاضطرابات النفسية والمشاكل الصحية.
فما هي الأسباب التي تدفع كثيراً من المؤسسات إلى التمييز بين المرأة وزميلها في العمل في الترقية الإدارية أو الراتب أو حتى في أساليب التعامل؟ ولماذا يخلط بعض الموظفين بين امتيازاتهم التقليدية كرجال وامتيازاتهم وحقوقهم كموظفين عندما يتحرشون بالنساء؟ وما هو مصير المرأة الموظفة عندما يكون المتحرش هو مدير الشركة أو رئيس المؤسسة؟ ممن يستغلون السلطة لتحقيق المتعة؟ وما هي أسباب الفراغ القانوني الذي يعاني منه قانون العمل لدى غالبية من الدول العربية في مجال التحرش والمضايقات؟
إذاً للحديث عن موضوع المضايقات التي تعترض المرأة في مواقع العمل نستضيف اليوم في استوديوهاتنا في الدوحة المحامية ميرفت أبو تيج من مصر وستنضم إلينا من الجزائر السيدة رفيقة حجايلية رئيسة محكمة وقاضية كما ونرحب من الرباط بالنقابية خديجة الزومي ممثلة العمال لجهة الدار البيضاء بالمغرب أهلا بكن جميعا ضيفات على هذه الحلقة من للنساء فقط.
ميرفت أبو تيج: أهلا.
لونه الشبل: مشاهدينا الكرام بإمكانكم أيضا المشاركة في هذا الحوار وذلك من خلال الاتصال بنا سواء عبر الهاتف على الرقم 4888873 (00974) أو عبر الفاكس على رقم 4890865 (00974) أو عبر موقعنا على الإنترنت على الصفحة الرئيسية www.aljazeera.net ننتظر آراء وأفكار الجميع ونرحب بالمداخلة من الجنسين، إذاً موضوع هذه الحلقة وهو المضايقات التي تعترض المرأة في مواقع العمل نفتح الحوار فيه بعد هذا الفاصل.
[فاصل إعلاني]
ظاهرة التحرش الجنسي
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد أستاذة ميرفت أبدأ معكِ هذه الحلقة أنتِ قانونية ومحامية أود منكِ تعريف للمضايقات الجنسية والتحرش الجنسي أو المضايقات عموما التي تعترضها تتعرض لها المرأة في العمل.
” التحرش الجنسي هو مضايقات تهدف إلى إشباع رغبة جنسية ما أو تحقير من شأن المرأة بشكل عام سواء كانت بالفعل أو بالكلام ” ميرفت أبو تيج |
ميرفت أبو تيج: هو عموما لفظ تحرش الجنسي جديد على مجتمعاتنا العربية لكن في أكثر من مسمى يدخل فيها نوع من أنواع التحرش زي هتك العرض، إفساد الأخلاق، خدش الحياء العام، الاغتصاب، فالتحرش الجنسي هو عبارة عن المضايقات اللي كل الهدف منها الحصول على منفعة جنسية أو تحقير أو تقليل من شأن المرأة بشكل عام، سواء كانت بفعل مادي أو مجرد مزاح كلامي أو نكتة حتى جنسية أو ملاحقة بالتليفون أو أي شكل من الأشكال أو حتى الطلب المباشر لعلاقة جنسية..
لونه الشبل [مقاطعة]: كل هذا يندرج تحت التحرش؟
ميرفت أبو تيج [متابعة]: تحت التحرش الجنسي فهو ليس الملامسة فقط ولكن بالكلام والإيحاءات والإيماءات، للأسف إحنا عندنا في قوانيننا العربية كلها ما تعرفش التحرش الجنسي بمعنى التحرش الجنسي برغم إنها صدّقت على الاتفاقية الدولية لإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة اللي هي في المادة الحادية عشر فيها بند صريح باتخاذ الدول التدابير والإجراءات القانونية لمنع التحرش الجنسي في العمل.
لونه الشبل: مواقع العمل.
ميرفت أبو تيج: ولم تتحفظ أي دولة من الدول العربية على المادة الحادية عشر فهتك العرض هو مسألة تصل إلى ملامسة جسد النساء بشكل عام أو الرجال رغما عن إرادتها بشكل يخدش حياءهم وده مسمى هتك العرض في القوانين العربية عموما وخدش الحياء العام سواء كان واقع على رجل أو امرأة برضه وبيقصد به حماية المجتمع مش حماية المرأة أو الرجل اللي هو خدش حياؤهم، سواء كان بلفظ أو بإيماءات أو إيحاءات جنسية تصدر عن شخص تجاه آخرين في المجتمع أو في الشارع مثلا أو في الأماكن العامة يمكن القانون المصري عرف نوع من أنواع التحرش اللي هو مرتبط بهتك العرض اللي هو الملامسة الجسدية والآن..
لونه الشبل: والآن هتك العرض هو فقط الملامسة الجسدية؟
ميرفت أبو تيج: الملامسة الجسدية المقصود بها المس بأعضاء.. بكامل الجسد أو جزء من الجسد يعتبر عورة وده بالنسبة للنساء وده يختلف عن الاغتصاب اللي هو بيبقى ممارسة الجنس رغما مع الطرف الآخر بشكل عام، كل دي مصطلحات موجودة في القوانين ولكنها لا تعاقب على التحرش الجنسي الصادر من مثلا رئيس أو الزميل في العمل بشكل صريح ولا تجعل له حالة من حالات الزجر مثلا زي القانون الفرنسي بيعاقب على التحرش الجنس في العمل لأن هو بيبقى قائم على سيطرة رب العمل أو صاحب العمل أو المرؤوس في العمل..
لونه الشبل: صحيح.. سأفتح ملف القوانين عموما ولكن إذاً التحرش الجنسي في العمل هو كل ما يمت بصلة لهتك العرض أو الكلام حتى إن كان..
ميرفت أبو تيج: الإيماءات.
لونه الشبل: تحرش لفظي أو الإيماءات.
ميرفت أبو تيج: أو طلب المعاشرة الجنسية أو النكت أو السخرية أو إن يكون أحد العاملات موجودة في موقع العمل فيتعمد حكاية حوالين موضوع جنسي أو ملاحقة في أسئلة مرتبطة بالحياة الخاصة والحياة الجنسية.
لونه الشبل: كل هذا يندرج تحت التحرش الجنسي.
ميرفت أبو تيج: يندرج تحت التحرش الجنسي طالما لا يقابله رضاء من الطرف الآخر، لأن في فرق بين الإغراء والانجذاب المتبادل ما بين رجل وامرأة.
لونه الشبل: والقبول صحيح.
ميرفت أبو تيج: لا يعير اهتماما مدى رضاء الطرف الآخر أو تضرره من هذا الموضوع وعشان كده يسمى تحرش جنسي إذاً.
لونه الشبل: طيب كي نكون على بينة أكثر يعني هناك حالات سنعرضها تباعا في هذه الحلقة لسيدات تعرضن لتحرش جنسي في العمل وبداية لمزيد من تسليط الضوء على هذه الظاهرة في مواقع العمل نتابع أول حالة من الجزائر وهي أيضا تعرضت لهذا التحرش من طرف رئيس المؤسسة التي تعمل بها.
[شريط مسجل]
أنا سيدة متزوجة ربة بيت وأم لبنت أشتغل بمؤسسة خاصة مهتمة بالتصدير والاستيراد، للأسف الشديد تعرضت لمضايقة وتحرش جنسي من قبل مسؤولي المباشر منذ حوالي ثلاثة أشهر طلب مني المسؤول أن أنتقل إلى الميناء لاستخراج بعض الوثائق فقمت باستخراجها وكان الوقت متأخر نوعا ما، اتصلت به هاتفيا قلت له أنني لا أستطيع الالتحاق بالمؤسسة، فقال لي أن الأمر مهم جدا ويجب أن أسلم له تلك الوثائق، فكنت مضطرة لأن ألتحق بالمؤسسة، كانت حوالي الساعة السابعة مساءا فصل الشتاء، دخلت إلى مكتبه حاول.. لاحظت أن كل الزملاء في العمل انصرفوا وبدأ يعني للأسف.. كوحش ضايقني.. كل ما أستطيع قوله الآن أنني أعيش حالة نفسية مضطربة، خاصة وأنني لازالت بنفس المؤسسة، كل يوم أراه، أصبحت أنظر إلى الرجال كأنهم وحوش، لا أستطيع أيضا أن أصارح زوجي بما حدث لأنني أعرف رد فعله، هذا كل ما أستطيع قوله شكرا.
لونه الشبل: سيدة رفيقة في الجزائر أولا أرحب بك من جديد، أنتِ رئيسة محكمة وقاضية وهناك سؤال قطعا يتطرق في ذهن كثير من المشاهدين الآن العمل هو مكان يفترض أن يتبادل فيه الاحترام من قبل الطرفين يعني سواء الرجل أو المرأة وهو موقع جدي يعني هذا ما يفترض أن يكون عليه، لماذا تمارس هذه التحرشات ضد النساء في مواقع العمل؟
أسباب التحرش الجنسي في أماكن العمل
رفيقة حجايلية: شكرا في البداية بسم الله الرحمن الرحيم أشكر قناة الجزيرة على الدعوة التي وجهتها إلى وزارة العدل للمشاركة في هذه الحصة والموضوع الذي تتناوله هذه الحصة ربما يعد موضوع الساعة وكما أنه يكتسي أهمية كبرى خاصة بالنسبة لفئة النساء وخاصة النساء العاملات، رداً على سؤالكم دعيني في الأول أن أقدم تعريف قانوني يعرف التحرش الجنسي وذلك على النحو الآتي التحرش الجنسي هو تصرف يصدر عن شخص مستغلا لسلطته ومهنته عن طريق إصدار أوامر للغير أو بالتهديد أو الإكراه أو حتى ممارسة ضغوط قصد إجبار هذا الشخص على الاستجابة لرغباته الجنسية.
هذا إن دل على شيء إنما يدل على أمر هام جدا وهو ومن خلال هذا التوضيح ربما أود أن أوضح المسألة بالنسبة للعامة الذين لديهم ربما فكرة غير واضحة عن المكان الذي يمارس فيه التحرش الجنسي وبين مَنْ ومَنْ، فأقول أن فعل التحرش الجنسي إنما يجد موقعه في مكان العمل فقط ومكان العمل هذا يفترض أن يكون الشخص المتحرش هو المسؤول في هذه المؤسسة سواء كان يمثل إدارة عمومية أو حتى شركة خاصة، هذا الشخص المسؤول بحكم تواجده في العمل يمارس سلطته على الأفراد من بينهم الشخص المرؤوس قد يكون في غالب الأحيان المرأة وبالتالي فعلاقة التي تقوم في حالة التحرش الجنسي هو وجود الرئيس مع مرؤوسه..
لونه الشبل: لماذا تمارس هذه التحرشات ضد المرأة في العمل؟ يعني أود أن أتوقف عند هذه النقطة، هذه الممارسات تفضلي بأنها تمارس من قبل رئيس المؤسسة إلى مرؤوسته وهي غالبا امرأة، لماذا؟
” ظاهرة التحرش الجنسي في أوساط العمل تعود بالدرجة الأولى إلى كون الطرف الذي يملك سلطة التسيير والقرار هو من يتورط في التحرش ” رفيقة حجايلية |
رفيقة حجايلية: بالفعل لو نرجع إلى حقيقة الواقع المجتمع العربي نجد أن المرأة عرفت تطورا كبيرا من حيث الحقوق التي استطاعت أن تكسبها جعلتها تصل إلى أعلى المناصب إن لم نقل تقلدت مناصب القرار ظهور ظاهرة التحرش الجنسي في أوساط العمل يعود بالدرجة الأولى إلى كون أن الطرف الذي يملك سلطة التسيير وسلطة اتخاذ القرار هو الرئيس وهذا الرئيس قد يكون الرجل في بعض الحالات إن لم نقل في أغلب الحالات فتكون الضحية وكما رأينا في المثال الحي للسيدة التي أدلت بشهادتها كانت في وضع يخضع في إطار علاقة تبعية للمرؤوس، فيجعل هذه العلاقة التبعية قد تفتح باب أن يستغل هذا الرئيس سلطته لكي يتمادى في ممارساته وحتى في معاملته مع هذه المرؤوس التي هي المرأة في حقيقة الأمر.
لونه الشبل: طيب سيدة خديجة من المغرب ربما أيضا حتى هذه اللحظة لم أُجَب على السؤال ولكن بعض المتابعين يعزون هذا الأمر للسلوكيات أو التحرشات التي تمارس ضد المرأة في غياب في أماكن العمل يعزونه إلى غياب أشكال للتبادل بين الجنسين يعني وبالتالي ظهرت هذه الظاهرة الآن إلى أي مدى يعتبر هذا السبب رئيسيا في هذه التحرشات؟
خديجة الزومي: السلام عليكم في قناة الجزيرة.
لونه الشبل: عليكم من السلام.
خديجة الزومي: أولا مشكلة التحرش الجنسي هي مشكلة قديمة بقدم عمل المرأة بداية من خدمتها في المنازل أولا والآن أصبحت في المعمل في الإدارة في المشتل في جميع أماكن العمل ولكن حين نبحث عن حيثيات أو نطرح سؤال لماذا هذه الممارسات موجودة؟ فإننا نكون بصدد الحديث عن خلفيات هذه الظاهرة المرضية وهي ترجع في نظري إلى أسباب إما سيكولوجية محضة وبالتالي مرضية، أو سوسيولوجية لأن يريد الرجل الرئيس دائما أن ينظر إلى المرأة كأنثى ولا يريد أن يرى أو أن ينظر إليها ككفاية أو كمهارة أو إنسان منتج وفاعل وقادر على العطاء، إذاً يريد أن يُسقط كل هذه المهارات داخل العمل ليُذكرها في نفس الوقت بأنها أنثى والأنثى لا تصلح إلا لوظيفة معينة في نظره وعموما فالتحرش من الحَرَشْ والتَّحْريش وهو بمعنى الإغراء وبمعنى كذلك محاولة الإخضاع والاستغلال السافل لسلطة إدارية على المرأة وأقول دائما في غالب الأحيان أو في كل الأحيان تكون الضحية هي المرأة، إذاً فالمسألة ترجع إلى أعراض إما سيكولوجية وإما إلى أعراض سوسيولوجية.
لونه الشبل: إذاً أستاذة ميرفت أعراض سيكولوجية أو سوسيولوجية، أود أن أسألكِ يعني لماذا المرأة في مواقع العمل أبدت كفاءة وأبدت تميز على الرغم من هذه الكفاءة التي أبدتها في مختلف مواقع العمل لازالت تعاني من التمييز سواء الاستهانة بآدائها، الاستهانة بما أنجزته لأنها امرأة، ربما حرمانها من الامتيازات من الترقيات كل.. لماذا يعني ما الخلفيات الكامنة وراء هذا التعامل مع المرأة سواء التحرش الجنسي أو حتى التمييز بينها وبين الرجل في العمل وهو ما يعتبر أيضا ضغوطات تتعرض لها المرأة في العمل؟
ميرفت أبو تيج: هو أنا بس قبل ما أجاوب للسؤال هرجع لوراء الضحية.
لونه الشبل: تفضلي.
ميرفت أبو تيج: لأن الحالة دي حالة اغتصاب مش حالة تحرش، لأنها مش مجرد تحرش بمحاولة الكلام أو الطلب أو إلى آخره ولكنه حيلة من الرجل وكان يمكن أن تبلغ عنها ويحاكم بها لأنه في حالة اغتصاب كامل وهذا ما قالته الضحية في أثناء حديثها وإن كانت لم تصرح..
لونه الشبل: يعني هي لم تصرح إن كان اغتصابا.. نعم.
ميرفت أبو تيج: لم تصرح كاملا ولكن هي قالت حست إن هم كل الرجال وحوش وإن هو اعتدى عليها بشكل ما تمكنتش إنها تقول لجوزها الموضوع لأن طبعا إحنا عارفين في الثقافة العربية عموما هذه الأمور يعني..
لونه الشبل: تحرم.
ميرفت أبو تيج: من المسكوت عنه بالكامل، بالإضافة إن التحرش الجنسي مش في مكان العمل بس هو التحرش الجنسي يمكن يبقى في المدارس في أكثر من مكان لكن إحنا هنلتزم بموضوعنا إن هو مكان العمل، فالحالة دي مش مجرد حالة تحرش جنسي لكنها حالة اغتصاب وبالتالي أعتقد في القوانين العربية اللي هي اللي هي بتدقق لكن هو الأسباب الكامنة في التربية نفسها في الثقافة والخلفية إن الست يركز عليها كأداة للجنس فقط برغم..
لونه الشبل: يعني ولا ينظر إليها إلا كجماد متحرك.
ميرفت أبو تيج: بالضبط ولا ينظر إليها كإنسان له عقل وله حق في التفكير والإبداع وفي تقلد المناصب إلى آخره ولكن ينظر إليها إنها كأداة جنسية، خاصة إن إحنا عندنا بعض المقولات وبعض التيارات اللي بتدعم هذا فتصدر إن البطالة مثلا وانتشارها يرجع إلى غزو المرأة أماكن العمل، قد يكون نتيجة الإحساس بأن تفوق المرأة يؤدي إلى مردود عكسي لدى الرجل وبالتالي يحاول يخضعها إنها في لحظة إنكِ أنتِ مجرد آداة للجنس وليس لك أكثر من هذا.
لونه الشبل: كسر كرامتها يعني.
ميرفت أبو تيج: فهو إن هو يحط ويجعلها في وضع دائما أدنى طبعا مش كل الرجال بيعملوا كده، لكن في كثير من الرجال يفعلون كذلك خاصة في مواقع العمل وفي مسائل الترقية وفي مسائل مثلا في بعض الحالات اللي هو قد تذهب إلى بعض المأموريات ويكون لها عائد مادي وبالتالي لابد إن يبقى في بحث حقيقي في الأسباب لأن إحنا على المستوى العربي ليس هناك دراسات أو إحصائيات دقيقة حوالين التحرش الجنسي في مجال العمل وبحث الأسباب الحقيقية وراء ذلك، هل هي مجرد أسباب فسيولوجية فقط ولا هي أسباب مرتبطة بموضوع ثقافي إلى آخره.
لونه الشبل: يعني هي إحصاءات هناك بعض المسوحات من أميركا إلى مصر، في أميركا كشفت النتائج بأن امرأة من كل امرأتين تتعرض للتحرش الجنسي في حياتها سواء الأكاديمية أو العملية، في مصر هناك دراسة تقول بأن هناك عددا من النساء قد اشتكين بلغت نسبتهن 18.5% ولكن عموما النساء يتعرضن للمضايقات في العمل بنسبة 56%.
ميرفت أبو تيج: حتى الدراسة اللي في مصر كانت على عينة ضيقة جدا، لأن أنا قرأت الدراسة بتاعة الدكتورة ناهد وبالتالي مهياش ممثلة لحالة العامة اللي موجودة لأن مازال التحرش في مكان العمل هو من المسكوت عنه في مجتمعاتنا بما فيها مصر وكل الدراسات اللي بتتم، بتتم على العنف ضد المرأة بشكل عام وليس التحرش الجنسي في حد ذاته والحالات اللي بتتحدث عنها مهياش حالات تحرش جنسي ولكن حالات هتك عرض بالمفهوم اللي إحنا قلناه وحالات اغتصاب وبالتالي ليس التحرش الجنسي اللي مرتبط باللفظي وبالإيماءات وبالكلام وبالطلب الصريح، لأن معظم النساء يخجلن من التعرض بهذا الموضوع يكتفين بأن هم يطلبن نقلهم من العمل وبعضهم قد يطلب الاستقالة من العمل بالكامل حفاظا على الكيان.
لونه الشبل: أو على الأقل يفهم على المدير بأن هذا المجال غير مفتوح يعني وينتهي الأمر عند هذا وينقضي الأمر.
ميرفت أبو تيج: لا ينتهي الأمر للأسف.
لونه الشبل: ما المتوقع بهذه الحالات؟
ميرفت أبو تيج: معظم الحالات.
لونه الشبل: استشراس من الرجل يعني؟
ميرفت أبو تيج: معظم الحالات هو للأسف إن الرجل اللي بيقوم بحالة التحرش الجنسي دائما في حالة ضغط على ضحيته أن حتى تقبل مساومة مقابل ترضيتها.
لونه الشبل: ولا يتعب.
ميرفت أبو تيج: ولا يتعب.
لونه الشبل: سنتابع هذا الحوار مع ضيفاتي الأكارم سواء في الأستوديو أو عبر الأقمار الصناعية ولكن مشاهدينا الكرام بعد هذا الفاصل القصير الذي يتضمن موجزا لأهم وآخر الأنباء، فابقوا معنا.
[موجز الأنباء]
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من للنساء فقط والتي اخترنا أن يكون موضوعها المضايقات التي تعترض المرأة في مجال العمل سيدة ميرفت تفضلتِ بأن رب العمل دائما يحاول أن يعني أو ينظر إلى المرأة عموما بأنها فقط جسد متحرك وليس الجميع ولكن بعض المسؤولين في الشركات ينفون وجود أي تمييز ضد المرأة في مواقع العمل ويرون أن الزواج هو المعوق الأساسي للمرأة في مجال الترقيات والتميز الذي قد تصل إليه نتابع اللقاء التالي مع رشدي لبيب مدير عام إحدى المؤسسات الحكومية في مصر.
[شريط مسجل]
رشدي لبيب: الكلام ده يعني فيه شيء من التجني لأن المرأة في مصر واخدة حقها تماما، من ناحية القوانين لها إجازات وَضْع، لها إجازات خلال رعاية الطفل، حكاية الترقيات دي متوقفة على الكفاءة الشخصية وده يعني أنا بقول أن الست بيبقى عندها في بداية حياتها طموح ودرجة كبيرة جدا من الطموح، في مرحلة معينة اللي هي عند الجواز بيخش عنصرين جداد في الموضوع جوزها هل هو متفهم لطبيعة عملها وللجهد اللي بتعمله لأن لازم تواصل هذا الجهد علشان.. بالمقارنة مع أقرانها الرجالة توصل وتترقى، فلو هو مش متفهم لهذا الدور ولشغلها هيبقى له تأثير عليها ويقلل من كفاءتها وفرصتها أن هي تفضل ماشية في سكتها.
لونه الشبل: أما عن التحرش فيقول.
رشدي لبيب: يعني أنا عايز أقول أن حتة الشكوى من التحرش دي تقريبا مش موجودة لسبب، لأن أي سيدة في مجال عمل لما بتحط لنفسها خطوط في التعامل بينها وبين الأشخاص الآخرين مش ممكن هتشجع.. يعني مادام أنا حطيت (Limit) ليه مش ممكن هشجع حد يتخطاه ويحصل هذا التعدي، إذا فرضنا بقى إن في حد زال الحواجز دي هو مش هيشتكي أساسا من هذا الموضوع، بعدين برضه طبيعة العمل فيه (Hard work) مافيش وقت للكلام ولا ولا.. الكلام ده كله مش ممكن هيجي وقت للتحرش أو لكن ممكن ييجي في بعض المؤسسات اللي زي ما بنقول فيها بطالة مقنعة، فيها وقت طويل الناس بتتكلم مع بعضها، فده بيزيل بعض الحواجز ممكن يحصل نوع من التباسط بين الناس ومن هنا ممكن تحصل الشكوى، أما لما بيكون في حجم عمل بيشغل الناس كلها ما بيحصلهش هذا الكلام.
ضغوط صاحب العمل وكيفية التعامل معها
لونه الشبل: رغم هذا الكلام وصلني الآن فاكس يقول من إحدى الموظفات العاملات والتي لم ترد أن توقع باسمها، منذ مدة بدأ المدير محاولاته المتكررة للإيقاع بي واستغل نفوذه كمدير وحاجتي للعمل للضغط عليّ حتى استسلم له ورغم أنه متزوج فقد أصر على ممارساته ولم يراعي وضعي الصحي الذي ازداد سوءا واستوجب عرضي على طبيب نفسي، لقد اضطررت مرغمة للانقطاع عن العمل وتقديم شكوى ضد المدير ولكنه ظل في مأمن وأتى بأخرى بدلا مني، لقد حطمني وقضى على مستقبلي بحسب قولها ولم توقع باسمها ولها ربما الكثير من الحق، سيدة خديجة في المغرب ربما أكثر من يمارس التحرش ضد المرأة هو المدير المسؤول الإداري أو أي منصب حتى فيه حد أدنى من المسؤولية أو من السلطة، أولا إلى أين تنتهي الضغوط التي يمارسها الكثير من المسؤولين على الموظفات عموما إلى أن تنتهي بها؟ وثانيا وهو السؤال الأهم إلى من تلجأ هذه المرأة إذا كان رب العمل هو نفسه من يمارس هذا التحرش ضدها؟ يعني كما يقال وهو الخَصْمُ والحَكَمُ إلى من ستلجأ إذا كان هو من يمارس هذا التحرش؟
” يجب على المرأة العاملة أن لا تخضع لأي كان إلا في إطار علاقات تنظيمية إدارية محضة، أما أن تسقط في فخ الملاحقة والمطاردة الجنسية فذلك سيشكل خطرا عليها وعلى مستقبلها المهني ” خديجة الزومي |
خديجة الزومي: في الحقيقة حين نتحدث عن التحرش دائما نتحدث عن ضغط وعن ملاحقة متتابعة إلى حد خنق الأنفاس من طرف الرؤساء سواء مدير أو رئيس موظفين أو رئيس الإنتاج أو رئيس الموارد البشرية في واحدة أو مقاولة إنتاجية، هؤلاء دائما يمارسون ضغوطاتهم على المرأة وطبعا لهم السلطة لكي يمارسوا هذا الضغط.
يهددونها في مهنتها في فرصتها في الشغل، يهددونها في بقائها ومتابعتها لشغلها ويهددونها في خدش عرضها والتشهير بها، لهذا فدائما المرأة يجب أن تستوعب جيدا أنها يجب ألا تخضع لأي كان ومهما كان إلا في إطار علاقات تنظيمية إدارية محضة، أما أن تسقط في فخ هذه الملاحقة والمطاردة الجنسية فذلك خطر على المهنة بجميع حيثياتها، إذاً عندما يكون المدير فلمن ستشتكي؟ يجب أن تشتكي لوزير التشغيل أو لمندوب التشغيل، يجب أن تلتجئ للقضاء ولم لا فهي يجب دائما أن تحمي نفسها وأن تتخلص من عقدة كبيرة ترزح فوق أعناق النساء العاملات ولا سيما في القطاع الخاص، هن دائما يقارن إذا رفعنا شكايا معينة فإنهن سيطردن أو يُوقفن أو تُوقف رواتبهن أو توقف ترقيتهن وهذا شيء لا يجب أن نسكت عليه بأي شكل من الأشكال، أن تلتجئ إلى للقضاء، يجب أن تلتجئ للقضاء، فهناك قانون، هناك قضاء، هناك نقابات هناك مندوبية للتشغيل وشكرا.
لونه الشبل: سيدة رفيقة من الجزائر كما تابعتي معنا السيد رشدي لبيب مدير عام إحدى المؤسسات الحكومية في مصر الذي أوردناه قبل قليل يعني نفى تماما وجود أي تمييز بين المرأة والرجل خاصة فيما يتعلق بالترقيات والامتيازات وعزى كل ما يحصل للمرأة فقط بسبب الزواج وربما الحمل للمرأة، أود تعليقك هل حقيقة ليس هناك أي تمييز بين المرأة والرجل في مواقع العمل لا في الترقيات ولا في الامتيازات ولا في إحساسها بوجودها كموظفة مثلها مثل الرجل إلا فيما يتعلق في أنها متزوجة؟
رفيقة حجايلية: ياله إجابة على سؤالك دعيني أنطلق من وضع المرأة الجزائرية حتى يكون إجابتي حتى تكون إجابتي واضحة، فكما يعلم الجميع أن المرأة الجزائرية قطعت أشواطا كبيرة في ميدان العمل بدليل أنها بلغت حتى كما قلت منذ قليل أن تقلدت مناصب القرار وهذا بفضل السياسة الرشيدة للسيد رئيس الجمهورية جعلتها تنافس أخيها الرجل في المناصب العليا والهامة في الدولة وصلت بها إلى حد كما تعلمون الترشح حتى في الانتخابات الرئاسية، فهذا مكسب كبير بالنسبة للمرأة وأتمنى أن يكون هذا المكسب أيضا يعم إلى كل النساء العربيات الآن القول أن المرأة تتعرض إلى أشكال التمييز في المعاملة أثناء العمل سواء من حيث الترقية الإدارية أو حتى الراتب في حد ذاته صحيح هناك بعض الأوضاع التي تعيشها المرأة في هذا الجانب ولكن هذا لا يمنع أن نقول وخاصة أني امرأة جزائرية وأشهد عن ذلك من كل واقعية أن المرأة لا تعاني من هذا التمييز بالحد الذي وصفه الزميل من مصر ولكن عموما المرأة دائما في وضع يجعلها دائما تعاني نوعا من التمييز، بدليل أنه هناك اتفاقية دولية ربما أغلب الدول قد صادقت عليها ومن بينها الجزائر وهي الاتفاقية الدولية المتعلقة بالقضاء من كل أشكال التمييز في مادتها الثانية التي تدعو إلى المساواة بين الرجل والمرأة أينما كان الآن إذا..
لونه الشبل: مع تجنيب كثير من التحفظات طبعا.
رفيقة حجايلية: نعم والقول أن هذا التمييز الذي تتعرض إليه المرأة بالمقارنة مع زميلها الموظف أو حتى لو كان رئيسا تقلد مناصب بالمقارنة معها وحتى من حيث الترقيات والامتيازات الممنوحة للرجل والتي تُحرم منها المرأة أقول أن مسألة وجود المرأة في وضع زوجة قد يؤخذ بعين الاعتبار وقد تكون له مبررات ولكن هذا لم يمنع في بعض الحالات الأخرى التي وُجدت فيها المرأة كزوجة ربة بيت وفي نفس الوقت لم يكن له تأثير في أن تقبل التحدي وأن تتقلد المناصب التي تشغل كل وقتها إنما لغرض معين وهو إثبات وجودها كعنصر مهم جدا في بناء المجتمع إلى جانب أخيها الرجل.
ميرفت أبو تيج: هو بس فيه جزء في الزميلة اللي بتقوله مرتبط بأقوال رئيس خاص أحد المؤسسات في مصر، هو تكلم عن نقطتين إن التمييز مش ضد المرأة بشكل عام في العمل ورغم إن ده على المستوى القانوني قد يكون صحيح..
لونه الشبل: نعم هذه هي النقطة أنا توجهت بالسؤال بأنه نفى التمييز..
ميرفت أبو تيج: لا التمييز موجود بدليل أن الترقي إلى المناصب العليا بيخضع لرأي الرئيس المباشر وبالتالي هو بيملك سلطة تقديرية في من يرقيه أو من لا يرقيه..
لونه الشبل: صحيح.
ميرفت أبو تيج: فبالتالي بيبقى في ترقية للرجال ده مرتبط بمرور ثقافي ومرتبط بالنظر لدور المرأة كأم، مجرد المرأة ما تتزوج وتكون أم يفترض أنها تتحمل المسؤولية أو جوزها يتفهم الوضع ولكنها ليست وظيفة اجتماعية كان المفروض أنها تكون جوة المجتمعات كلها وإن يتحمل العبء فيها الدولة، بأن لا تحرم المرأة من الترقية لإجازة الوضع مثلا أو لا تحرمها من الترقية أو العلاوات لمجرد أنها بتأخذ ساعات للرضاعة أو إلى آخره، بالرغم من إن التعديل الأخير في قانون العمل الحالي في مصر أنقص حقوق كثيرة للمرأة فيما يتعلق بوظيفتها الإنجابية اللي هي المفروض وظيفة اجتماعية يتحملها المجتمع، مسألة إن مفيش تمييز لا التمييز موجود في معظم المواقع حتى بعد اللي تقلدت إحدى النساء الصديقات منصب القضاء في مصر في المحكمة الدستورية، لكن ما زال التمييز موجود..
لونه الشبل: صحيح
ميرفت أبو تيج: على مستوى الممارسات فيه جزء ثاني مرتبط بمسألة التحرش الجنسي وإن هو قد يكون موجود في المؤسسات اللي فيها عمالة زائدة أو اللي هي ساعات العمل فيها أقل، ده كلام مش صحيح وبس هو يمكن التحرش الجنسي في مجال العمل زي ما أنا قلت من المسكوت عنه سواء في مصر أو في أي دولة عربية أخرى.
لونه الشبل: من المسكوت عنه سأتوقف عند هذه النقطة اسمحي لي لأعود وأفتحها مطولا ولكن بعد هذه الحالة التي نعرضها وهي حالة أخرى تعرضت للتحرش من طرف رئيسها في العمل عندما توجهت إليه لتشكو له أحد زملاءها.
[شريط مسجل]
والله لا أجد العبارات التي يعني تعبر عن مأساتي هذه التي أنا موجودة فيها مثل قضية تعرضي للتحرش الجنسي من طرف مسؤولي المباشر، فأنا الآن موقوفة عن العمل بسبب الانهيار العصبي الذي انتابني بعد أن تعرضت لهذا الأسلوب المتوحش، فأنا موظفة في شركة تجارية لمدة 15 سنة بعد سياسة التهميش والإقصاء التي مورست عليّ، في يوم من الأيام فكرت أن أضع حدا لهذه الأساليب التي كنت أرفضها مست بكرامتي بكفاءتي في العمل، طلبت مقابلة من مسؤولي المباشر في مكتبه فاستقبلني وكانت الحركة داخل المكتب غير عادية، تفضلت جالسة، أردت أن أناقش معه قضية ترقيتي حقيقة لم يرفضها وفوجئت بذلك برد الفعل ذلك ورد عليّ للأسف بأن هذه الترقية ستكون بمقابل، لم أفهم ماذا كان يقصد وأردت الاستفسار ففاجئني بأن هذه الترقية لابد من أن أدفع ثمنها كرامتي وشرفي وسمعتي، بعدها خرجت من المكتب لا أعرف أين أضع خطواتي، منهارة، لا.. حتى الطريق لم أكن أعرف أين أنا ذاهبة هكذا، منذ تلك الفترة وأنا تحت المراقبة النفسية نتيجة الانهيار العصبي الذي انتابني، فأنا الآن مريضة جدا أتعذب وأعاني عقد نفسية، اضطرابات نفسية من هذا المجتمع، من الرجل، من أنوثتي، من كل هذه الأمور لا أجد مسلكا فأنا في حالة لا أجد الكلام للتعبير عنها.
لونه الشبل: يعني سيدة ميرفت تعرض للتحرش والإزعاج من زميلها فذهبت لرئيس العمل فوجدت يعني كالمستجيرة من الرمضاء بالنار وكان أسوأ مما كان قبله وهي الآن تُعالَج وحالة يعني فتحنا هذا الملف قبل قليل بأنه إذا كان المدير هو المسؤول ما الذي تستطيع أن تفعله ولكن تفضلتِ قبل هذه الحالة بالمسكوت عنه يعني حتى أنت تشاهدين الآن كيف نضطر لتغطية وجه الحالة كي لا يظهر من هي هذه الحالة، دائما ربما كتب على المرأة أن تعاني من الصمت تجاه كل ما تتعرض له وتحديدا في هذا الموضوع هناك صمت تقريبا دائم تلتزم به المرأة، بالتالي ألا يؤدي إلى تمادي من يسيء بإساءته هذا الصمت؟
ميرفت أبو تيج: أكيد هي المسألة بمنتهى البساطة إن إحنا فعلا في مجتمعاتنا العربية بنتعامل مع هذا الوضع إن حتى اللي تتحدث عن أنها تعرضت لتحرش جنسي أنها نوع من الجرأة وإن هي ربما تكون السبب تحت مسميات كثير، ربما لبسها ربما طريقتها ربما.. لكن ما بيدورش عن الشخص اللي هو يعتبر أكيد شخص غير سوي يمارس ما يمارسه تجاه الآخرين، يعني ده شخص طلب منها رشوة زي رشوة جنسية وبالتالي لابد أن يعاقَب وعشان يُعاقَب مش المفروض أن أنا اشتكيه هو المفروض يبقى فيه دور للنقابات اللي بتضم العمال، يبقى في مكاتب للمراقبة داخل المصالح دي، لأن بمنتهى البساطة في كثير من الأحيان بعض النساء يكونوا متزوجات وتخشى من أن يعلم زوجها فتكون نتائج المسألة أسوأ مما أنها تسكت، في بعض الأمور تخشى إنها يفتضح أمرها أو يتصور البعض أنها لديها الرغبة أو الاستعداد زي الحالة دي، راحت تشكو من زميل لها يضايقها في العمل ويتحرش بها، فكانت النتيجة أن استغل الرئيس الموضوع وقدم لها أنها تقدم هذه الرشوة الجنسية مقابل أنه يرقيها.
لونه الشبل: يعني هو أولى كرئيس ربما هكذا يراها.
ميرفت أبو تيج: وبالتالي يعني بالمعنى الدارج أنه هو أولى بهذا الموضوع وبرضه اختزل النظر للمرأة أنها مجرد آداة للجنس، يعني كفاءتها لا تشفع لها قدرتها متشفعش لها تواجدها والمسألة مش زي ما بيتقال إن هو لبس المرأة كثير من المحجبات والمختمرات.
لونه الشبل: صحيح.
ميرفت أبو تيج: تعرضن للتحرش الجنسي فهي المسألة مش مرتبطة أبدا ولا مرتبطة بخروجها للعمل لأن يفترض أن الخروج للعمل شيء كفلته مش المواثيق الدولية بس ولا قوانيننا لا وأدياننا، بس إحنا بنفسر الأديان بالشكل اللي يريحنا أو يكون متحيز لطرف وده ضد العدل والمساواة بشكل عام.
لونه الشبل: كي لا نبقى في الحديث ضمن هذا الأستوديو وفقط وجهات النظر للضيفات الأكارم ولمعرفة المزيد مما تتعرض له كثير من النساء العاملات نتابع استطلاع الرأي التالي من بيروت.
[تقرير مسجل]
مواطنة أولى من بيروت: مرة صارت معي أنا كنت عم بشتغل والـ (Boss) تبعي حسيته إنه عم بيطلب شيء من وراء الشغل وما قبلت به وشحطنا من الشغل ما راح أقول أي شركة يعني ما دعاية ما بدي، هيك صار معي وبنصح كل صبية وعايزة تشتغل تنتبه إلى شو عم بيشغلوها.
مواطنة ثانية من بيروت: بقدم شكوى لرئيس العمل إذا تصرف بها الخصوص ساعتها ببقى إذا لا بترك الشغل، إذا ما بيحفظوا لي حقوقي بتركه.
مواطنة ثالثة من بيروت: لا ليش بترك شغلها بتصور أنه بالعكس لازم ها دول الأشخاص ينكشفوا أنه ينحكى عن هالموضوع عشان إذا واحد إذا تخبى وراء إصبعه يعني بتصير إذا هي تعرضت غيرها كمان غيرها، بس إذا مثلا شافوا فيه واحد لا أخذ جزاءه مضبوط وانحط عند حده يمكن بيصروا بيخافوا أن لا البنت قادرة تقف وتواجه يعني.
مواطنة رابعة من بيروت: إذا كان صاحب الشغل أنا بترك الشغل يعني خلاص بدور على شغل تاني بس إذا كان في كمان بدي ما أحكي معه.
مواطنة خامسة من بيروت: لازم المرة تعمل مجهود حتى ما تتعرض أصلا لأن في نسوان هن بيخلوا حالهن يتعرضوا، بس ما بعرف كل حدث وله أحاديث مثل ما بيقولوا.
مواطنة سادسة من بيروت: بيشتكي عليه للمسؤول، المسؤول يعني هو المسؤول عنا هون وهو اللي بيأخذ يعني بيأخذ لنا حقنا كلنا سوا.
لونه الشبل: استمعتِ معي سيدة خديجة لهذا استطلاع الرأي كان من بيروت مع ورود بعض الكلمات المحلية جدا، إذاً عموما كان إما أن تترك العمل أو هو يساهم بطردها من العمل ولكن بالنتيجة يبقى هناك صمت عام على هذه النقطة، أود أن أسألك مع هذا الصمت الذي تعانيه النساء وعدم وجود مسوحات كما تفضلت الأستاذ ميرفت الآن كيف يمكن علاج هذه الظاهرة والتي يعني أصبحنا متفقات أن نطلق عليها ظاهرة؟
خديجة الزومي: فيه نظرية الاستطلاع كله يُلزم على أن المرأة إذا حوصرت بنوع من التحرش الجنسي ولاسيما من المدير المباشر أن تغادر العمل ولكن في نظري في إطار.. كنقابية كمؤمنة بحقوق المرأة في العمل أقول لابد وأن تتجند النساء من أجل رفع هذا الصوت الذي يخيف جميع النساء العاملات في جميع بقاء العالم وليس في المغرب أو الجزائر أو في تونس أو العالم العربي أو إفريقيا، بل هذا شيء مشكل من أميركا في أميركا، آسيا، أوروبا وجميع القارات، لماذا؟ لأن المرأة تعيش هذا الضغط لأنها تُمارَس عليها عقليات ذكورية هناك غياب قوانين هناك نوع من السكوت والصمت دائما المرأة تلجأ إلى سدل الستائر والكتمان على هذا الموضوع لأنها إما تخاف عن زوجها أو من زوجها وتخاف كذلك من المجتمع وتخاف من تضيع الفرصة إذا تخاف عن زوجها حتى لا يتورط في صراعات جسدية قد تزج به إلى محاكمات وإلى غير ذلك من المشاكل وإما من زوجها الذي سوف ينظر إلى الموضوع من نافذة طبعا ذكورية بأن هي التي حاولت إثارته أو هي التي ربما لبست لباسا أو غير ذلك قد يلقي بقسط كبير من المسؤولية عليها وتخاف من التشهير لأن بالنسبة لنا في العالم العربي أن المرأة التي تتحدث عن التحرشات الجنسية هي امرأة تساهم في هذه التحرشات بشكل أو بآخر وهذا خطأ طبعا، ثم تخاف من المجتمع الذي سوف يصنفها والأكبر هو أن تُضيع فرصة العمل وربما سيأخذ زوجها هذا الحدث لكي يمنعها من العمل مباشرة، إذاً هذا الصمت وغياب القوانين المؤطرة للموضوع وكذلك التوعية النقابية ليست في المستوى في جميع أماكن العمل هي التي تجعل هذه الآفات تتفاحل وتستفحل في المنظومة العملية.
لونه الشبل: نعم أبقى معكِ أستاذة خديجة أنتِ نقابية وممثلة العامل لجهة الدار البيضاء وفتحتي موضوع النقابات يعني هناك من يقول بأن النقابات تدفع باتجاه التشريع لحماية المرأة من هذه المضايقات، بل وقد تدافع عن من تتعرض لمثل هذه المضايقات من النساء عند الحاجة، إلى أي مدى يمكن لهذه النقابات حقيقة أن تقوم بذلك ومعظم أعضاءها من الرجال؟
خديجة الزومي: في الحقيقة النقابات مطالبة بشكل كبير أن تجعل أو أن تصوغ حماية نوعية للمرأة داخل أماكن العمل، فمثلا سآخذ التجربة المغربية عملن جاهدين وجاهدات على أن تصبح قوانين حماية المرأة من التحرش الجنسي داخل مدونة الشغل التي سوف يبدأ تطبيقها في شهر يونيو في الأسبوع الأول من شهر يونيو المقبل إنشاء الله، إذاً هناك أصبح ولو كان رب العمل مجاز حيث جُرِّم التحرش الجنسي وأصبح جريمة ويكفي المرأة أن ترفع شكاية للقاضي ولمندوبية التشغيل لكي تقاضي هذا الشخص الذي يتحرش بها جنسيا ونسمع الآن في المنتديات النقابية والمنتظمات الدولية النقابية ككونفدرالية العالمية للشغل والكونفدرالية الدولية للنقابات الحرة وهما نقابتان كبيرتان في العالم ويؤطران النقابات العربية والأوروبية والأميركية، إذاً هاتين النقابتين طبعا أصبح الآن يتحدثان عن التحرش المعنوي وهو أوسع من التحرش الجنسي، لأن حين نتحدث عن التحرش الجنسي نحدد الفضاء وهو أن هذا التحرش الذي هو خشونة كما يقول ابن مندور في لسان العرب من حَرَشَ يَحْرُش تَحْريشاً أي إغراء وتهييج وكذلك محاولة خلق الفتن إذا هذا التحرش الجنسي الملصق بالجنس من أجل رغبة أو نزوة عابرة فيجب أن يصبح تحرشا معنويا وتحرشا مهنيا، كيف؟ لأن عندما يتحرش المتحرِش يتحرش بالمتحرَش بها فإنه يدفع بها لكي إما أن تقع في قرينه وإما ألا تقع، فإذا وقعت فهو يجازيها بالسكوت عنها وترقيتها وصرف الامتيازات..
لونه الشبل: وفي النهاية طردها.
خديجة الزومي: الخاصة بها وإن لم تنصع لهذه الأوامر التي يجب ألا تنصع إليها طبعا فإنها تكون مهددة بالتوقيف من العمل، إذاً فالآن يصبح التحرش الجنسي تحرشا مهنيا والتحرش..
لونه الشبل: نعم أشكرك جزيل الشكر أستاذ خديجة وطبعا سأعود إليكِ ربما هي مهددة في الحالتين بالطرد، يعني إن وافقت بعد فترة ستُطرد كي لا تتكلم عن ما حدث وإن لم توافق ستطرد ولكن هناك ضغط دائما ربما على المرأة الموظفة، إذاً مشاهدينا الكرام سنتابع هذا الموضوع وتحديدا سنفتح ملف غياب القوانين والإجراءات الإدارية الوقائية للمرأة بالتحرشات الجنسية بعد هذا الفاصل.
[فاصل إعلاني]
غياب قوانين حماية المرأة
لونه الشبل: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام كان لدينا لقاء مع السيد رشدي لبيب وقال بأن ليس هناك أي تمييز ضد المرأة وهو مدير عام إحدى المؤسسات الحكومية في مصر على العكس من السيد رشدي لبيب يعترف المحامي شريف الهلالي بوجود وتفشي ظاهرة التمييز والتحرش ضد المرأة، كما يقر بعدم وجود قوانين للحماية، نتابع هذا اللقاء ثم نعاود الحوار.
[تقرير مسجل]
شريف الهلالي: هو الحقيقة مش عاوزين برضه نحط رأسنا في زي ما النعامة بتحطها في الأرض يعني لا في حقيقة في مشاكل في مشاكل خاصة بالتحرش بالمرأة سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام، بس إلى حد ما مجتمعنا لأن هو عنده تقاليد محافظة شوية مبيحبش يتكلم في المسألة دي كثير، يمكن القانون عمل ماعلجش المسألة دي باعتبار أن هو التحرش الجنسي أو خدش الحياء دي جريمة جنائية أصلا في قانون العقوبات وكده وأحيانا لو الفعل تم من رئيس في العمل العقوبة بتبقى مشددة يعني، إنما فعلا في دراسات أجريت على هذا الموضوع الواقع اللي إحنا عارفينه كلها أن أحيانا أن المرأة العاملة في بعض القطاع الخاص إلى حد كبير والقطاع العام أيضا بيتم دوت والمرأة بتتجاوز عن ده في حدود ما، لأن هي بتبقى محتاجة أن هي تفضل موجودة في الشغل يعني فمتقدرش تلجأ للمحكمة أو.. وفي نفس الوقت كمان بيبقى من الصعب إن يبقى في شهود على الواقعة ديت في القطاع..
يعني في أي مكان عمل ما، لأنه في الأخر الشهود ده ممكن يبقى يتم إقصاؤه ورفده من العمل لهذا السبب، في الآخر المسألة متشابكة وفيها حرج وفيها حساسية كثيرة يعني ما ينفعش إنه حد يعني المرأة العاملة أحيانا بتخشى من إن هي تقول إن حصل معايا كذا إنما خلينا نعترف أن الظاهرة موجودة وتكلمت عنها عديد من الدراسات يعني وعاوزين نتوجه لحلها يعني إزاي ده مايتمش يعني.
لونه الشبل: إذاً دعونا نعترف بأن الظاهرة موجودة والكلام للمحامي شريف الهلالي كما تابعتم، أستاذة رفيقة من الجزائر من هذا اللقاء مع المحامي الهلالي لماذا هذا الفراغ القانوني في مختلف المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة بما يضمن حقوق المرأة المُتحرَّش بها؟
” |
رفيقة حجايلية: لو جئنا إلى التقاليد والمبادئ التي تحكم مجتمعنا العربي المسلم نجده أنه موضوع التحرش الجنسي وتناوله جهرا وأمام الملأ موضوع قد يخدش في أخلاقيات المجتمع وبالتالي لسنوات عديدة مرت علينا وحتى اليوم إلى يومنا هذا نجد أن تناول موضوع التحرش الجنسي موضوعا يكتسي نوعا من الحشمة عند تناول كل مظاهره وآثاره، خاصة إذا كانت هذه الضحية امرأة، الأمر الذي جعل بعض التشريعات العربية لا تتناول لهذه الظاهرة أو هذه الآفة ضمن قانونها الجزائي بإدراج مواد جزائية تقرر عقوبة الحبس وحتى الغرامة.
لونه الشبل: أستاذة رفيقة السيدة ميرفت في الأستوديو توجهت إليكِ بسؤال.
ميرفت أبو تيج: يعني إزاي إن التحرش الجنسي يبقى في مجتمعنا العربية المسلمة ميتقلش عشان ده يخدش الحياء إلى آخره؟ طب وحالات الاغتصاب وحالات هتك العرض إحنا حننتظر لما يتحول من مجرد تحرش جنسي بالقول أو اللفظ أو الإيماءة إلى حالة من حالات الاغتصاب ولا المفروض يكون في قوانين تُجرم هذه الحالة أيضا؟ قد يكون فيه قانون بيجرم حالة التحرش الجنسي إذا كان بشكله المادي وصل إلى درجة مس الجسد أو الاغتصاب، لكن بمجرد القولي أو الإيمائي أو مجرد ألفاظ أو ملاحقات لا يعاقب عليها القوانين العربية في مجملها مش القانون المصري بس وبالتالي ده محتاج وقفة، لأن اللي يقوم بهذا العمل هو رب العمل أو الزميل في العمل يقصد منه الحط من كرامة المرأة أو في شكل رشوة جنسية للترقية أو لمكافأة أو إلى آخره، أعتقد إن هذا الأمر لا يتعارض مع الأخلاقيات وبالعكس يدعم الأخلاقيات وضع قوانين وتشريعات وإجراءات وآليات لفضحه وبالتالي للحد منه ومعاقبة مرتكبيه، معتقدش إن ده يتعارض مع أخلاقياتنا بالعكس يدعم أخلاقياتنا.
رفيقة حجايلية: دعيني أقدم لكي جواب على تعقيبك هذا، لأقول لكي أن الجزائر تشهد حاليا حركة تشريعية متعددة ومتنوعة من حيث تعديل قوانينها أخذاً بعين الاعتبار الاتفاقيات الدولية والمقاييس الدولية التي تتماشى والمتطلبات المجتمع الجديدة، بدليل أن عن قريب تم تعديل ومراجعة أحكام القانون الجزائي ومن بين هذه الأحكام تم إدراج مادة جزائية تجرم فعل التحرش الجنسي وذلك بتوقيع عقوبة الحبس على كل من تسول له ممارسة هذا النوع من الأفعال الغير المقبولة في مجتمعنا وحتى توقيع عليه غرامة مالية هذه إن دل على شيء..
لونه الشبل [مقاطعةً]: نعم أستاذة رفيقة هذا الكلام جميلة جدا ولكنه ليس فقط في الجزائر أستاذة رفيقة اسمحِ لي أيضا في تونس وأيضا في المغرب.
رفيقة حجايلية [متابعةً]: إنما يدل على أن المشرع الجزائري منح إذن وسيلة قانونية تمكن المرأة..
لونه الشبل: أستاذة رفيقة يبدو أن هناك مشكلة في الصوت أنتِ لا تسمعيني الآن.
رفيقة حجايلية: في هذه الحاجة.. نعم.
لونه الشبل: أستاذة رفيقة لو سمحتِ هذا الكلام ليس فقط في الجزائر وإنما أيضا في المغرب وتونس وصلت إلى حد تجريم هذه التحرشات والمضايقات ولكن ليس هناك من دليل يعني هذا التحرش عندما يتم، يتم في غرفة مغلقة بين المدير وبين هذه الموظفة ليس هناك من دليل، ليس هناك من أي شاهد على هذا الكلام إذاً يبقى القانون قانون إذا ما تم وشرع حقيقة وتبقى الضحية ضحية.
ميرفت أبو تيج: وعشان كده هيحتاج أمور كثير مش مجرد إن أنا أسن تشريع لا هو مطلوب أكثر من مجرد إصدار قانون، دائما عبء الإثبات على الشخص، فأنا من المفروض ميببقاش عندي الضحية هيه المفروض عليها الإثبات يكفي مجرد تقديم شكوى.
رفيقة حجايلية: هذا هو المشكل الذي تعاني منه حاليا المرأة بصفة عامة التي تقع ضحية ممارسة التحرش الجنسي بالرغم من وجود نص قانوني يجرم هذا الفعل إلا أن وسيلة الإثبات في حد ذاتها في حد ذاتها تشكل الصعوبة للمرأة الضحية من ممارسة التحرش الجنسي، ذلك أنه ما يميز فعل التحرش الجنسي أنه يُرتكب في موقع يجمع إلا الرئيس مع مرؤوسته أي العاملة أو الضحية بعيدا عن مرأى الزملاء من العمل وحتى من الشهود يجعل من مهمة أنها تخطو خطوة لإيداع شكوى ضد رئيسها أمام الجهة القضائية المختصة سواء أمام وكيل الجمهورية أو أن تتأسس كطرف مدني أمام قاضي التحقيق بإيداع شكوى مصحوبة بإدعاء مدني أو حتى الشكوى أمام الشرطة القضائية يتوقف، لا يكفي الأمر أن تدع الشكوى في حد ذاتها بقدر ما يتوقف من إجماع من وصولها إلى جمع كل وسائل الإثبات التي تمكنها من تبرير فعلة هذا الرئيس في أنه تحرش بها وأنه مارس عليها حركات أو سلوكات أو حتى الكلام الذي يُصنف في خانة التحرش الجنسي الآن بطبيعة الحال وبحكم الممارسة التي نسمع بها هنا وهناك نجد أن المرأة تجد نفسها مكتوفة الأيدي من حيث أن تصل إلى إثبات الجريمة في حق هذا الرئيس الذي تبقى في النهاية كلمتها مع كلمته وحتى لا ننسى أن القاضي بصفة عامة وتحديدا قاضي الجزاء الذي ينظر في حالتها باعتبار أن وسائل الإثبات في المادة الجزائية ممكنة وصولا حتى إلى مسألة إثبات بواسطة الاعتراف نجد أن القاضي في نهاية الأمر له تقدير الوسائل الإثبات التي تقدمها الضحية ولهذا قد تصل الضحية في نهاية الأمر إلى عدم كسب القضية في حد ذاتها وبالتالي التشهير بحالتها أو بوضعيتها دون بلوغ هدفها حتى لو وصلت إلى إثبات التهمة في حق رئيسها.
لونه الشبل: جميل جدا أشكرك جزيل الشكر سيدة رفيقة سيدة، ميرفت إذاً حتى ولو سُنت قوانين ليس هناك من فائدة إثباتات..
ميرفت أبو تيج: ما يكفيش مجرد سن القانون إذا كنت هأرجع إلى قواعد الإثبات العامة، لكن يجب أن يتبع ده آليات وسياسات تتبعها الدولة فيما يتعلق بظروف حال الواقعة، يعني مش المفروض إن أنا أقول أن رئيسي أو زميلي العمل تحرش بي بواحد اثنين ثلاثة إن في بسهولة إن المرأة في مجتمعاتنا العربية هتقبل تقول ده وهو ما حصلش إشمعنى في الموضوع دوت إن هي لما تقوله يبقى ما حصلش وفي أي موضوع آخر هو يبقى مقبول لا محتاجة مننا أكثر من حاجة يبقى فيه مكاتب للمراقبة داخل مواقع العمل، فيه نقابة تحمي الناس دول في نص قانوني يكفل أقوال المتحرَش بها وظروف الحال، ظروف الحال كفاءتها في العمل تدرجها في سلمها الوظيفي اللي هو لا يحتاج إلى تدخل من الرئيس لأن إحنا هيه المناصب العليا فقط هي اللي بتحتاج إلى رأي الرئيس، علاقتها بزملاءها لكن ما يقولش أن أنا أطلب حتى شهادة زملاءها لأن التحرش قد يكون أمام أحد الزملاء ولكن للخوف من الطرد من العمل يخشى هذا، لكن مجرد النص على القانون وبمجرد إني ده أمر هيبقى زي ما بقولها مفضوح ومش مسكوت عنه هبقى فيه عبرة لمن يقدم على هذا العمل ولو في جدية حقيقية من الدولة والمنظمات المعنية بهذا الشأن يبقى في فعلا تدخلات حقيقية للحد من هذا التحرش، لأن إحنا في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية بتدفع المرأة للعمل في ظروف صعبة تقبل ما لا تقبله فيه من ضغوطات عادية بيعاني منها الرجل والمرأة تصل إلى حد التحرش الجنسي وزي ما قالت الزميلة من شويه إن هي في النهاية مش بتقدر تثبت فلو قالت تبقى هي أعلمت عن نفسها.. لا طبعا في جزء من الموضوع لازم الإعلان عنه..
لونه الشبل: وبالتالي يجب أن لا تقول.. في نقطة أريد أن تجيبين عليها في نصف دقيقة يعني سُنت قوانين وتشريعات وشاركت بالردع وكل ما تفضلتِ به وتغيرت الأدلة إذا صح هذا التعبير ولكن التمييز القائم على النوع، يعني حرمان المرأة من الامتيازات الضغط عليها في الراتب الترقيات كيف يمكن ردع هذه الأمور هذه الأمور قد لا تندرج بقانون وتبرر من صاحب السلطة دائما؟
ميرفت أبو تيج: هذه الأمور تحتاج إلى برنامج متكامل تساهم فيه الحكومة بشكل أساسي من خلال أعلامها ومن خلال كل آلياتها اللي موجودة ويساهم فيها المجتمع المدني في تغيير النظرة للمرأة في التعامل معها كإنسان له حقوق وعليه واجبات وعدم إختزال الأمر في هذا الشكل فقط، لكن أنا ما أغير قوانيني خطوة على الطريق إذا لم يعقبها تغيير للعقول والذهنيات للنظرة للمرأة من أول التربية في المدارس والتربية داخل الأسرة، الإجراءات والسياسات اللي بتتم نظام المراقبة إلى آخره هو ده اللي هيأدي في النهاية إلى تحقيق الغرض من تغيير التشريع، الاثنين مهمين يمشوا بالتوازي إلى جانب بعضهما البعض.
لونه الشبل: هذا صحيح خاصة وأن صاحب السلطة في المؤسسة يعني قد يبرر هذا الكلام بمائة طريقة وطريقة عدم ترقيتها وغيرها، اسمحوا لي ضيفاتي الأكارم أن أُشرك بعض المداخلات معي السيد محمد الدخيل من السعودية تفضل سيد محمد.
محمد الدخيل: السلام عليكم ورحمة الله.
لونه الشبل: وعليكم السلام تفضل.
محمد الدخيل: مساكم الله بالخير.
لونه الشبل: أهلا وسهلا.
مسؤولية المرأة عن التحرش الجنسي
محمد الدخيل: عفوا سيدتي أحببت أن أشارك فقط مشاركة بسيطة وهي كما قال أحد الشعراء المعروفين
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
فالحقيقة يعني أنا أوجه هذه المداخلة إلى نفس المرأة يعني ينبغي على المرأة نفسها أن تتحصن تحصينا ذاتيا أولا، فينبغي أن تحافظ على سريرتها، سيرتها، صورتها، بالمحافظة على هذه الأشياء هي في الحقيقة تتجنب الكثير والكثير من المضايقات التي بالتالي قد تؤثر عليها، فمتى ما تحصنت المرأة بهذه التحصنات نجد يعني تقل هذه الأشياء، كذلك أمَر ديننا الإسلامي الحنيف المرأة ألا تخضع بالقول هذا في القرآن الكريم وأمر كذلك في السنة النبوية ألا تتطيب..
ميرفت أبو تيج: وأمر الرجل أن يغض بصره.
محمد الدخيل: لأنها في الحقيقة هي ترتكب يعني أكثر من خطأ، هي الآن هي تفتتن الرجل فهي توقع الرجل يعني مهما كان العمل ذات العمل التي قد يكون يترتب عليه جمال المرأة أو تجملها والطيبة هو الخطأ بذاته.
لونه الشبل: نعم أشكرك كثير الشكر السيد محمد الدخيل من السعودية أيضا في نفس الإطار لدي مشاركة عبر الإنترنت، تقول المرأة هي التي تكون السبب في مضايقة نفسها بعدم التزامها بأحكام وتوجيهات القرآن والسنة وذلك بالتبرج وإظهار المفاتن، سيدة خديجة في المغرب هذه نقطة حقيقة يجب أن نتوقف عندها هناك من يُحمل المرأة أيضا هذه المسؤولية بأنها تخرج إلى العمل ربما بزي وبتبرج لا يتوازى مع العمل وبالتالي تظهر مفاتنها وهو نوع من الغواية والرسالة غير المباشرة إلى الرجل، إلى أي مدى تُعتبر وجهة النظر هذه صحيحة والتي طرحها الآن سيد محمد؟
” استطلاع آراء عمال في الرباط حول التحرش الجنسي أظهر أن جميع العمال يُدينون المرأة لأنها تتجمل وتتزين وهي قادمة إلى مكان عملها، ولكن هل على المرأة لكي تعمل أن تجعل من نفسها شيئا غير مرغوب فيه؟ ” خديجة الزومي |
خديجة الزومي: في الحقيقة قمت باستطلاع عمال لما كنت مسؤولة على الاتحاد الجهوي بالرباط وكانت الحصيلة هو أن جميع العمال يُدينون المرأة لأنها تتجمل وتتزين وهي قادمة إلى أماكن العمل ولكن صحيح قد يكون هذا قد تكون المرأة مثيرة ولكن هل لكي تعمل هل يجب عليها أن تخدش وجهها وأن تجعل من نفسها شيئا غير مرغوب فيه.
أليس لها الحق في هذه الزينة؟ الزينة في الإسلام حلال ثم الآن في تركيا قد وضعوا قانونا لكي تأتي المرأة إلى مقرات العمل بثوب أو بلباس محتشم ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا هل هذا هو الحل؟ هل بلباس المرأة أو بارتداء المرأة حتى الحجاب لنفرض هل ستحل مشكلة التحرش الجنسي؟ لماذا؟ لأن نجده عندما نبحث في الضحايا نجد نساء لا زينة فيهن، روائحهن كريهة، أيديهن من كثرة العمل المتواصل في القطاع الخاص، في المعامل، في الفلاحة، تجد أيديهن حرشاء، إذاً ما هو المثير في هذه المرأة؟ وعندما تبحث في زوجة ذلك المدير أو المسؤول أو الرئيس المباشر تجد زوجته أنيقة وجميلة ومتزينة وغير ذلك ورغم ذلك يترك هذه النظيفة المتزينة الجميلة..
ميرفت أبو تيج: شخص غير سوي بقى.
لونه الشبل: إذا هذا شخص غير سوى كما تفضلت الأستاذة ميرفت.
خديجة الزومي: ويلاحق هذه العاملة الفقيرة إذا هذا خطأ هذا خطأ لا يمكن أن نأخذ بهذه المقولة لكي نحمي يجب أن نحمي أنفسنا بثقافة الإسلام، بثقافة الحريات العامة، يجب على الرجل أن يفهم أن المرأة داخل العمل هي إنسان وكفاءة ومهارة وإنتاج قبل أن تكون أنثى، هذا هو الصحيح وليس أن نُحمِّل المرأة دائما أن تكون كذا وكذا لماذا لا يكون هذا الرجل بشكل آخر؟ لماذا لا يكون؟ إذا المسألة في نظري هي مسألة ثقافات وقناعات على الرجل أن يعرف أن مكان العمل هو كمكان مقدس ومكان نأكل منه الخبز جميعا شكرا.
لونه الشبل: أشكرك جزيل الشكر أستاذة خديجة، سيدة ميرفت سمعتِ يعني المرأة لها الحق أن تتبرج ولكن بحدود معينة، يعني بقي الموضوع ليس واضحا ويقول أحد الكتاب على شبكة الإنترنت يقول أن لباس المرأة يدل على الدور الذي تريد أن تلعبه في المجتمع وبالتالي هي تظهر كما تريد أن تكون من الداخل، إن كانت محجبة هذا دور تريد أن تلعبه وإن كانت متبرجة أيضا هناك.. هل هذا الكلام صحيح أم أن الإنسان حر فيما يلبس ولا شأن للآخرين؟
ميرفت أبو تيج: هو شيء طبيعي إن الإنسان حر فيما يلبس حتى لو تحدثنا بالمنطق الديني، ليس لأحد إجبار أحد على طريقة ملبسه ولا على طريقة تعامله مع الآخرين وفيما يتعلق بهذا الموضوع لم يستثنَ منهم المحجبات ولا المختمرات ولا المنقبات وده شيء إن كان مسكوت عنه ومبيتقلشي لكن أعتقد أن بعد شويه هيبقى في حديث عنه كبير والزميل اللي تكلم محمد وقال من السعودية وقال إن هو الست هي اللي بتتزين وهي اللي بتتبرج، ما هو الراجل بيتزين وبيتبرج وبيتعطر وبيبقى..
لونه الشبل: وهناك رجال يتعرضن للتحرش يا سيدتي.
ميرفت أبو تيج: بكامل أناقته معلش الرجال بيتعرضوا للتحرش يبقى السيدات اللي بيتحرشن بيهم برضوا يعاقبوا إحنا مش معنى إن إحنا بنعاقب الرجال الثقافة الدينية الحقيقية وتعليمات الدين سواء في القرآن أو السنة بتطلب من الرجال إن هم يغضوا أبصارهم وإن هم يتعاملوا مع المرأة في الأماكن العامة بما يجب أن يتعاملوا به مع أخواتهم ومع أمهاتهم وبناتهم، لكن ليه هو بيتعامل معها في إطار العمل كأنها أداة للجنس فقط إن هي لابد أن هي تكون أدنى أنه هو حتى لو مش عايز منها ممارسة الجنس أن هو يحط من كرامتها أن هو يهينها بحيث أنها تترك المكان اللي قاعدة فيه بتحصل مش في دور العمل بس ممكن تحصل في المحكمة ممكن تحصل في أي مكان.
لونه الشبل: اسمحِ لي ولكن إلى درجة أنها أصبحت شبه قانون، يعني هناك كثير من الدول تقول لكي إن أردتِ أن تتوظفي فالبسي لباس غير محتشم كما يجب وادخلي إلى المدير وتتوظفين.
ميرفت أبو تيج: آه بس ده نوع من استغلال المرأة بقى في أعمال أخرى وده موضوع برضه المفروض مايتسكتش عليه..
لونه الشبل: هذا الموضوع لم يكن موجود إلا إن كان هناك مداراة على هذا الشاكلة وهم من عودوا النساء على هذا الخط.
ميرفت أبو تيج: لا فيه فرق، فيه فرق كبير من أن أتحرش جنسيا بمن تعمل في مكان ما أيا كان نوع العمل، ما هو كل مكان بيتطلب زي معين للتوظف فيه ولكن مش معناها إن هو يبقى بالخلاعة الكاملة، يعني أكيد فيه شيء من الاحتشام وقليل من التبرج يفي بالغرض، لكن اللي بيفعل ده أنا ما بحسبهوش لأنه هو بيعرض نفسه للإغراء دي حدوتة ثانية، لكن شخص معظم حالات التحرش في العمل زي ما تفضلت الزميلة من المغرب وقالت ملهاش علاقة لا بزينة المرأة ولا بدرجة حتى بتبقى منهمكة في العمل إلى أن وصفتها وصف صعب شوية، هو ده شخص غير سوى في كل الأحوال اللي بيمارس هذا لكن ده مرتبط فعلا بثقافة لا تستند على الثقافة الدينية الصحيحة ولا على تعليمات ولا على ثقافتنا العربية في جانبها الإيجابي، إحنا بنتعامل مع الموضوع بأكثر من مكيال، طيب لو هي أختك ولا بنتك وخارجة أنت حتتحرش بيها أو هتقبل بيها التحرش؟ ما هي بتبقى لابسة زي بنتك ولا أختك سواء كانت بقى متبرجة أو محجبة.
لونه الشبل: نبقى عند موضوع التحرش والحالات التي ذكرنا في بداية هذه الحلقة بأننا سنعرضها تباعا الحالة الأخيرة في هذه الحلقة هي ضحية أخرى طردت من العمل لأنها رفضت تلبية رغبات مسؤولها في العمل نتابعها معا.
[شريط مسجل]
أنا متأسفة ومتحسرة كثير لأني تعرضت لتحرش جنسي من قبل مدير المؤسسة العمومية اللي كنت بأشتغل فيها مما كلف طردي من العمل فقط لأنني كنت أرفض بشدة الانسياق وراء طلباته ويعني ممارساته اللاأخلاقية، متأسفة جدا لأنه ماكنش إجراءات ردعية ضد هؤلاء المسؤولين، كما أنا متأكدة في الوقت ذاته من أن هناك مثيلات مثيلاتي كثيرات اللاتي تعرضنا لنفس هذه المشكلة الخطيرة التي تفشى في معظم المؤسسات والشركات.
لونه الشبل: سيدة رفيقة من الجزائر ربما أختم معكِ هذه الحلقة لم يبقَ فيها سوى دقيقة واحدة، أود أن أسألك بعد هذه الحالات التي عرضناها وبعد كل ما تحدثنا به في هذه الحلقة تعرضت المرأة للمضايقات أو التحرش الآثار المترتبة على ذلك سواء نفسية أو مهنيا في دقيقة واحدة لو سمحتِ.
الآثار المترتبة على التحرش الجنسي
” الآثار الرئيسية للتحرش الجنسي نفسية بالدرجة الأولى قد تصل حد الانهيار العصبي، وقد تفقد الضحية عملها ومنصبها من الناحية الاقتصادية ” رفيقة حجايلية |
رفيقة حجايلية: الآثار التي تنجم عن التحرش الجنسي لما تقع المرأة ضحية له آثار نفسية بالدرجة الأولى قد تصل إلى حد الانهيار العصبي، هذا من جهة ومن جهة أخرى من الجانب الاقتصادي فقدان عملها ومنصبها ربما هذا المنصب كان يشكل المصدر الوحيد الذي يعولها أو يعول عائلتها أو أفراد أسرتها ولكن مع ذلك وبصفتي امرأة في القضاء تعمل في القضاء أدعو كل النساء اللواتي وقعن ضحية ممارسة التحرش الجنسي إلى التحلي بالوعي وأن تكون إحداهن كمثل يُقتدى به في التخطي الخطوة الأولى التي ربما تشكل لها خطوة صعبة ولكن لابد منها في أن تكشف حالتها أمام الهيئات الرسمية المختلفة بالتكفل بحالتها سواء كانت قضائية أو إدارية..
لونه الشبل: أشكر جزيل الشكر السيدة رفيقة من الجزائر وعذرا للمقاطعة ولكن أود أن أشرك المكالمة الأخيرة في هذه الحلقة باختصار شديد جدا سيد خالد المصري من القاهرة عذرا على بقائك على الهاتف طويلا باختصار شديد.. فقدنا الاتصال بالسيد خالد المصري من القاهرة أعود وأعتذر منك ربما لأننا أطلنا عليه، كلمة أخيرة سيدة ميرفت كي أنهي هذه الحلقة.
ميرفت أبو تيج: كلمة أخيرة إن التحرش الجنسي بمدلوله المادي والمعنوي لابد أن لا يُسكت عنه داخل مجتمعاتنا العربية وأن يُفضح ممارسيه وأن يتم عملية وعي متكامل للمجتمع تتكامل وتتشارك فيه الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني حوالين هذا الموضوع لتغيير الذهنية في النظرة للمرأة التميزية الذي ليس لها أي أساس ديني أو ثقافي إيجابي، بالإضافة إلى سن التشريعات التي تعاقب بشكل جذري التحرش خاصة في جانبه النفسي والمعنوي اللي هو لا يرتبط بمس بكامل الجسد حتى نتمكن من القضاء على الظاهرة بالكامل بعد دراسة مستفيضة للأسباب المؤدية إليه.
لونه الشبل: أشكركن جزيل الشكر مشاهدينا الكرام، في نهاية هذه الحلقة التي اخترنا أن يكون موضوعها المضايقات والتحرشات التي قد تعترض المرأة في مجالات العمل هذه الحلقة انتهت وفي نهايتها لا يسعني سوى أن أشكر ضيفاتنا المحامية السيدة ميرفت أبو تيج من مصر والقاضية رفيقة حجايلية من الجزائر كما وأتوجه بالشكر إلى النقابية خديجة الزومي من المغرب، إلى أن ألقاكم في الحلقة المقبلة لكم أطيب تحيات معدة هذا البرنامج أسماء بن قادة ومخرجه رمزان النعيمي ومحدثتكم لونه الشبل إلى اللقاء.