للنساء فقط

العلاقات الأسرية بين الحوار والصدام

تناقش الحلقة العلاقات بين أفراد الأسرة في واقعنا العربي هل تدار بالحوار أم تنتهي بالصدام؟ ما هي انعكاسات المناقشة الحادة لمشاكل الأسرة أمام الأطفال؟ هل تعيش الأسرة العربية شراكة حقيقية في اتخاذ القرارات المصيرية؟

مقدم الحلقة:

فيروز زياني

ضيوف الحلقة:

حنان غازي/ أستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية
نجاة محمد صائم/ أستاذة علم النفس بجامعة صنعاء
سكينة فؤاد/ صحفية وكاتبة روائية
وآخرون

تاريخ الحلقة:

28/06/2004

– العلاقات بين أفراد الأسرة في عالمنا العربي
– الخلافات بين الزوجين.. بدايتها وأسبابها

– التقارب بين الزوجين والحلول الممكنة

– مشاركات المشاهدين

– الحوار بين الزوجين وطرق ترسيخه

– مراكز الإرشاد الأسري والاحترام بين الزوجين

– أثر الصدام بين الزوجين على الأبناء


undefinedفيروز زياني: مشاهدينا الكرام السلام عليكم. اعتماد الحوار وسيلة بين أفراد الأسرة يعتبر أداة أساسية لتحقيق الاستقرار كما أن تغييب مبدأ الشورى وإلغاء مفهوم الشراكة بين الزوجين يؤدي حتما إلى الصدام الأمر الذي يدعو إلى طرح مجموعة من الأسئلة عن الأسباب التي تصل بالخلافات إلى مرحلة الأزمة إذا كانت الخلافات بين الزوجين أصلا أمرا طبيعيا ومن ثم سيتم البحث في هذه الحلقة عن دور الحوار في حل المشاكل الأسرية وعما إذا كانت هناك متطلبات معينة ينبغي توافرها عند الأزواج لتسهيل ذلك الحوار لننتهي إلى تسليط الضوء على بيوتنا العربية وعما إذا كانت العلاقات الأسرية فيها ملتزمة بمبدأ الشورى أم مكتفية بفهم قد يكون خاطئا في أغلف الأحيان لمفهوم القوامة، للبحث في موضوع العلاقات الأسرية بين الصدام والحوار نستضيف اليوم في استوديوهاتنا في الدوحة من اليمن الدكتورة نجاة محمد صائم أستاذة علم النفس بجامعة صنعاء ومن لبنان الدكتورة حنان غازي أستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية وباحثة متخصصة في شؤون الأسرة والمرأة كما نرحب مشاهدينا في استوديوهاتنا من باريس بالصحفية والكاتبة الروائية سكينة فؤاد، أهلا بكن ضيفاتي الكريمات ضيفات على هذه الحلقة من برنامج للنساء فقط، مشاهدينا الكرام بإمكانكم أيضا المشاركة في هذا الحوار وذلك من خلال الاتصال بنا سواء عبر الهاتف على الرقم 9744888873 أو عبر الفاكس على الرقم 9744890865 أو عبر الإنترنت على العنوان التالي www.Aljazeera.net، ننتظر آراء وأفكار الجميع ونرحب بالمداخلات من الجنسين ولتسليط الضوء مشاهدينا على العلاقات بين أفراد الأسرة في عالمنا العربي هل تقوم على الحوار أو الصدام نتابع التقرير التالي من الزميلة لينا الغضبان من القاهرة.

العلاقات بين أفراد الأسرة في عالمنا العربي

[تقرير مسجل]

لينا الغضبان: إن صحت الأسرة صح المجتمع، قناعة تنبع من كون الأسرة النواة الأولى لهذا المجتمع والمؤثر الرئيسي فيه، فمن خلال تشكيل سلوكيات الأفراد داخل هذا الإطار الأصغر تتشكل عادات وأخلاقيات المجتمع بأثره، فالخلافات الأسرية الحادة والشجار المستمر بين الزوج والزوجة كما يؤكد أخصائيو علم النفس والاجتماع يترك آثارا مدمرة على مستقبل الأبناء إذا كانوا شاهدين على هذه الخلافات وكثيرا ما تدفع تلك الخلافات وخاصة إذا ما اقترنت بالعنف تدفع الأبناء إلى العزوف عن الزواج أو تفقدهم الثقة بالنفس وبالقدرة على إقامة أي علاقة ناجحة في المستقبل.

ملك رشدي- أستاذة علم الاجتماع الجامعة الأميركية: الأطفال بيتصور لي لما يكبروا بيبقى عندي علاقة مش سوية مع السلطة لأن الأهل بيمثلوا سلطة في النهاية فممكن يخلق قمع ممكن الطفل يبقى في نفسه بيعيد إنتاج هذا النوع من العلاقات، هذا الرجل أو المرأة فيما بعد بتعيد الإنتاج اللي هي شافته أو اللي هو شافه أو بيخلق خوف في النهاية بيخلق وضع مش سوي مش صحي في أي علاقة ما.


يرى علماء الاجتماع أن الأسرة العربية تفتقر في كثير من الأحيان لمبادئ الديمقراطية أو الشورى في اتخاذ القرارات

لينا الغضبان

لينا الغضبان: أما المشاركة الحقيقية بين أفراد الأسرة الواحدة في اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل الأسرة فتعد من أساسيات العلاقات الأسرية الناجحة والأسرة العربية كما يراها علماء الاجتماع تفتقر في كثير من الأحيان لمبادئ الديمقراطية أو الشورى في اتخاذ القرارات، خاصة تلك المتعلقة بمصير الأبناء ويكون الدافع غالبا حب الأهل لأبنائهم ومحاولة حمايتهم من اتخاذ أي قرارات قد تكون خاطئة إيمانا منهم بأنهم الأقدر على تحديد مصير الأبناء.

ملك رشدي: إحنا عايشين في عالم من أول العائلة للشعوب للمجتمع الأوسع للشعب بأكمله إن دائما القرارات المصيرية ما بتبقاش في إيدين اللي هيعيشوا هذه القرارات المصيرية، تبقى دائما في أيدين حد ثاني أو جهة ثانية.

أميرة أبو الفتوح- مؤسسة دراما تلفزيونية: إحنا بننشأ الفرد وهو طفل على إنه يسمع ويطيع قرارات هو مش مشارك فيها، إحنا ما بننشأش الطفل على إنه يشارك في الأسرة الصغيرة دي يبقى عضو يعني هو حاسس إن أي قرار فيه هو استشير فيه وإن كان هو نابع منه برضه إحنا ما بنعودش أطفالنا على كده لذلك بينشؤوا وهم كبار مفيش التجربة الديمقراطية غائبة.

لينا الغضبان: الحوار والنقاش والمشاركة في اتخاذ القرار بعيدا عن الصدام والإملاءات وتجاهل رغبة الأبناء هذه هي الوصفة الصحية التي ينصح الأخصائيون باتباعها لتفادي أي خلافات داخل الأسرة، لينا الغضبان لبرنامج للنساء فقط الجزيرة القاهرة.

فيروز زياني: وقبل الإجابة بالحوار حول موضوع حلقتنا العلاقات الأسرية بين الصدام والحوار ننتقل إلى فاصل قصير.

[فاصل إعلاني]

الخلافات بين الزوجين.. بدايتها وأسبابها

فيروز زياني: أهلا بعودتكم، إذاً نبدأ هذا الحوار بأول سؤال ربما دكتورة حنان بعد انقضاء فترة الانسجام والتفاهم والعسل بين الطرفين يقضيها ربما الزوجان في فترة الخطوبة وحتى الشهور الأولى من الزواج تأتي أول مشكلة، متى تبدأ فعليا الخلافات بين الزوجين؟


الحب هو القاسم المشترك في كل المجتمعات، ولا يخضع لأي شكل من أشكال القوانين الوضعية

حنان غازي

حنان غازي: مساء الخير أول شيء وثاني شيء بأعتقد إنه لازم نحدد بالبداية شو هيه الأسرة؟ الأسرة لها جذرين جذر ثقافي وجذر طبيعي بيولوجي، الجذر الثقافي بتحدده الثقافة المحلية وبيتكون من سلسلة من المعايير المجتمعية ومن السنن الاجتماعية وهي اللي بتحدد العلاقة بين شكل العلاقة اللي لازم تكون موجودة بين الرجل والمرأة هالمعايير ممكن تختلف مثل ما بنعرف بين منطقة وأخرى وحتى ممكن تختلف بقلب البلد الواحد يعني بين القرية وبين المدينة ولكن يبقى ضمن الثقافة الواحدة فيه أشياء مشتركة كبيرة على مستوى الدولة أو الوطن، أما الحب فهو القاسم المشترك في جميع المجتمعات وهو لا يخضع لأي شكل من أشكال القوانين الوضعية وهو ينبثق عن شعور جاذبية بين طرفين هو يحدد النوع الشريك أو أسم الشريك الذي يجتمع معه الشريك الآخر.

فيروز زياني: نعم لكن دكتورة ربما هذا لا يجيب عن صلب الموضوع ونحن نتحدث عن الخلافات الزوجية التي تنشأ كما ذكرنا بعد شهور من الانسجام، متى تبدأ؟

حنان غازي: سآتي.. طبعا بالبداية هو مثل ما المثل الشعبي بيقول إنه شوية عسل وبعدين كله بصل إنه هالشيء ممكن يجي بفترات مختلفة حسب التكوين الشخصي لكل فريق وحسب الاستعداد من قِبَل كل شريك وفيما إنه تفاهموا قبل الزواج على الأمور الرئيسية اللي راح تتشكل على أساسها الأسرة.

فيروز زياني: نعم دكتورة نجاة استمعتِ معنا للدكتورة حنان التي تربط بدء هذه الخلافات الزوجية أساسا بتكوين أو التكوين الشخصي للطرفين، هل تتفقين معها في هذه النقطة؟


أجمعت الدراسات على أن الخلافات بين الزوجين تتركز في ثلاثة أمور هي: الأمور المالية، والعلاقات بالأهل، والطفل الأول

نجاة محمد صائم

نجاة محمد صائم: أكيد الفروق الفردية بتلعب دور في متى بتبدأ الخلافات بين الزوجين مباشرة بعد شهر العسل أو حتى في الأسبوع الأول من الزواج، هو عادة الخلافات بالذات بين الزوجين بتتركز حول ثلاثة أمور أساسية الأمور المالية والعلاقات بالأهل سواء إن كانوا أهل الزوج أو أهل الزوجة والطفل الأول هذا كل الدراسات اللي أجمعت إنه الخلافات بتبدأ في هذه الأمور؛ الخلافات المالية بتبدأ بعد الزواج مباشرة لما تبدأ متطلبات الحياة الزوجية تظهر فبيبدأ الزوج ينظر إلى الزوجة إنه مبذرة تصرف كثير والزوجة في هذا الجانب بتشوف إنه الزوج بخيل وبدأ يخفف إيده ومهواش زي أيام الخطوبة ما عادش فيه هدايا ما عاد فيه المناسبة الأولى، أيضا فيما يتعلق بالأهل بتبدأ هذه المواقف تدخل في الموضوع إنه كيف يحددوا العلاقة بأهل الزوجة بأهل الزوج مين المسيطر الأكثر من أيضا تدخلات الأهل برغم إنه إحدى بيوتنا في المجتمعات العربية..

فيروز زياني: إذاً تربطين دكتورة نجاة هذه الخلافات أصلا وأساسا بأسبابها، ننتقل ربما إلى ضيفتنا في باريس السيدة سكينة، سيدة سكينة هل تتفقين مع ضيفاتنا الكريمات هنا في الدوحة بأن أهم الأسباب التي تقود للخلافات بين الزوجين متعلقة أصلا بالأسباب ربطها بالأسباب المادية باختلاف الطباع؟

سكينة فؤاد: يعني بالإضافة إلى ما تفضلت به ضيفاتك الكريمات طبعا الفروق الشخصية و..و.. إنما أنا أنظر إلى عامل مهم جدا تأسيس الزواج على عدم المصارحة نحن مجتمعات تميل إلى في البدايات أو في جعل تلميع وجعل الواجهات براقة لا ننظر للزواج كمشروع ومؤسسة للحياة قادمة الصراحة أساسها فنظل نتجمل ونتجمل وكأنه يجب أن تكون الأمور جميلة فقط والحياة ليست لها إيجابياتها وسلبياتها من فرط ما نتجمل تأتي الصدمة عندما نواجه الواقع والواقع دائما محمل بالهموم والمشكلات والسلبيات والنواقص والأشياء الكاملة، فجزء من تكوين شخصيتنا أننا في الإعداد للزواج نأخذ بكثير من تلميع الأمور وعدم المصارحة بما في بما أريد بما أتميز به أو بما أطلبه، عيوبي يعني دائما حتى في مأثوراتنا وأشياءنا الفنية دائما تري العبارات الحب كأنه يجب أن تكون المحبوبة أو المحبوب الأجمل مع أنه لا شرط ليس ضروريا أن يكون الأجمل ولكن هو من أختاره بما له وبما عليه، أنا أرى من أهم أسباب الصدمة التي تحدث بعد الزواج هي أننا لا نتصارح ولا نربي أولادنا على الصراحة وقيمة الصراحة وقيمة ما هي الحياة الزوجية وما هي المسؤوليات التي سنتحملها..

فيروز زياني: نعم سيدة سكينة، إذاً أنتِ ترين بأن ظهور مثل هذه الخلافات شيء طبيعي بحكم دخول الطرفين في معترك الحياة اليومية؟

سكينة فؤاد: هو ليس شيء طبيعي إذا لم يكن مؤسس على الفهم وعلى التعارف وعلى الحقيقة وعلى جعل فترة الخطوبة وفترة البدايات فترة للتعارف الحقيقي وليس لأن نبدو براقين أمام بعض يأتي من هنا التصادم ليس طبيعيا وإن كان جزء من الحياة، الحياة تسير على وتيرة واحدة..

فيروز زياني: نعم دعيني أستوقفكِ هنا ضيفتي الكريمة سيدة سكينة، دكتورة نجاة هل ترين بأن مثل ما ذكرت السيدة سكينة من باريس بأن الخلافات ليست شيء طبيعي إذا كان كل شيء مبني على الصراحة؟

نجاة محمد صائم: أكيد الخلافات حتكون قليلة جدا إذا كان في صراحة يعني إذا كانت الصراحة موجودة أكيد هذا سيقلل كثيرا من شكل الخلافات ومتى تحدث الخلافات إنما كبشر لابد من أن يكون في أشياء لا قبل أن نتفق عليها كليا وهنا هو الاختلاف يؤدي إلى الاتفاق في كثير من الأحيان لأنه هذه طبيعة البشر..

فيروز زياني: أن يكون الطرف مكملا للآخر.

نجاة محمد صائم: بالضبط هذا هو المفترض لأنه الاتفاق الكامل أيضا هذا يلغي شخصية..

فيروز زياني: الآخر..

نجاة محمد صائم: أحد الطرفين فلابد من أن يكون في نوع من الاختلاف ليؤدي في الآخر إلى الاتفاق وتكوين مؤسسة حقيقية للزواج التي تبني شخصية الأطفال أو الأبناء بشكل صحيح ومستقل ذاتيا، فالاختلاف الأخير لابد أن يؤدي إلى الاتفاق، إنما إحنا ننظر إلى الاختلاف الشديد والذي يؤثر بشكل سلبي على شكل المؤسسة وبناءها.

فيروز زياني: نعم ظهور مثل هذه الخلافات بين الزوجين دكتورة حنان هل تخضع لنظام معين كأن تبدأ صغيرة وتبدأ في التفاقم أم أن ذلك يختلف من حالة إلى أخرى؟

حنان غازي: والله أنا برأيي إنه يختلف من حالة إلى أخرى وحتى بحب أضيف على الشيء اللي قالته الدكتورة نجاة بإنه حتى عند المصارحة في شيء اسمه الطباع ممكن الطباع ما تكون متشابهة، في شيء اسمه التجارب الشخصية والاحتكاك مع المؤسسة الزوجية، في شيء اسمه المعايير المسبقة اللي موجودة عند الرجل أو عند المرأة وتصور بإنه حياته الزوجية أو حياتها الزوجية ستكون على هذا الشكل أو ذاك، الصدمة تكون عندما يجد الزوج أو الزوجة تجد بأن أحلامها وطموحاتها لم تتحقق من خلال هذا الزواج والراحة التي كانت تطلبها والموقع الاجتماعي أو المادي التي كانت تصبوا إليه من خلال الزواج باعتبار بإنه في المجتمع الشرقي دائما الزواج هو الحل يعني للكثير مازال حتى الآن في كثير من الأحيان في كثير من المجتمعات لأن إحنا لا نريد أن ننظر فقط إلى الطبقة المثقفة والمرتاحة ماديا فإن العديد من العائلات تحضر ابنتها للزواج وتربط مستقبلها وتحقيق طموحها وما ينقصها في حياتها العائلية بالزواج الذي قد يحقق لها جزء أو قد لا يحقق لها أي شيء البتة وحتى في حالات الحب أو التفاهم الموجود في بداية العلاقة يوجد الكثير من التجارب التي نعرفها من الأزواج الذين بنوا علاقاتهم على الحب والتفاهم ولكنهم بعد مرور سنين وبعض الأحيان مرور سنين عديدة أدوا إلى خلاف شديد توصلوا إلى خلاف شديد أدى إلى الانفصال أو الطلاق وإلى تشرد الأطفال.

فيروز زياني: نعم، ما نوع هذه الخلافات التي تفجر الموقف فجأة لنقل هل هناك تصنيف معين لخلافات يمكن حلها وتداركها قبل أن تتفاقم وأخرى تعصف بالبيت وتفجره؟

حنان غازي: الدراسات الاجتماعية تؤكد أن هناك عدد كبير من الأسباب التي تؤدي إلى الصدام ضمن العائلة؛ هناك الأسباب الاقتصادية سبق وذكروها عندما يجد الأب نفسه غير قادر على إعالة أبنائه أو زوجته أو إيصالهم إلى المستوى الاقتصادي المرغوب به قد يمر بمرحلة نفسية أو بأزمة تؤدي إلى التغيير في طباعه وبالتالي قد لا تكون امرأته متهيئة لتفهمه أو لتقبل عدم وصوله إلى ما تطمح إليه من زواجه فهذا يؤدي لصدام يؤدي إلى عدم تفاهم لا يعني لا يُوصِل إلى نتائج إيجابية وبالتالي بيصير في شقاق وبيصير في تفاقم، فيه أمور أخرى عديدة بيشير لها الأخصائيين في علم الاجتماع وعلم النفس بإنه هناك السن أو مرور زمن على الزواج، يعني بالبداية العلاقة بين زوجين هي علاقة براقة فيها الكثير من الإثراء المتبادل فيها الكثير من الهدايا كما سبق وذكرت الدكتورة نجاة وبعدين شيئا فشيئا هذه العلاقة يعني يطغى على هذه العلاقة المشاكل اليومية الهموم الدائمة..

فيروز زياني: نعم دكتور حنان في واقع الأمر فريق من علماء النفس والاجتماع حاولوا حصر مختلف الأسباب التي تؤدي إلى خلافات داخل الأسرة بين الزوجين فيما يلي تباين أسلوب الزوجين في تربية الأبناء وهي نقطة مهمة جدا الاختلاف في الآراء..

حنان غازي: نعم هي..

فيروز زياني: الاختلاف في المستوى الثقافي والاجتماعي الكذب الغيرة الشديدة الأنانية..

حنان غازي: نعم مضبوط صح..

فيروز زياني: العناد القسوة والتعسف الشتم والإهانات عدم تحمل المسؤولية، دكتورة نجاة هل هذه الأسباب التي ذكرناها وحصرها عدد من علماء النفس والاجتماع يمكن وضعها في نطاق الأسباب التي تؤدي إلى أزمة أم أنها من الأسباب التي يمكن تداركها وحلها؟

نجاة محمد صائم: هي من الأسباب التي تؤدي إلى الأزمة إنما بشكل أساسي إحنا ما بنتصورش إنه فجأة الموقف بينفجر كل ها الأسباب هذه تتجمع مع بعض وتكون الأزمة وتؤدي إلى الصدام في الأخير لأنه في البداية المشاكل بتبدأ بين الزوجين ما بتبدأش فجأة بتبدأ صغيرة وتتجمع ومثلما يُقال إلى أن تصل مثل كرة الثلج..

فيروز زياني: كرة الثلج..

نجاة محمد صائم: التي تكبر وتكبر وفي الأخير يظهر كأنه صدام إنما هي بتبدأ مشاكل صغيرة تتجمع مع بعضها..

فيروز زياني: نعم سيدة سكينة هل يمكن أن نضع إن صح التعبير لائحة لهذه الأشياء التي يمكن أن تؤدي لتفجر الوضع ولائحة ربما تكون أقل ضررا للأمور التي يمكن معالجتها؟

سكينة فؤاد: أنا لا أتصور إمكانية وضع لائحة لأن النموذج يختلف من أسرة إلى أسرة ومن شخصية إلى شخصية ومن عادات وتقاليد ومن تربية كما تفضلت ضيفاتكِ الكريمات، يعني العناصر كثيرة المؤثرات كثيرة جدا بحيث لا نستطيع أن نضع الأمور وهذه العلاقة الإنسانية المتفاعلة المتصاعدة المتصادمة المتصالحة أن أضعها في قوالب أو أضع مواجهة المشكلات في قوالب، إنما نستطيع أن نضع خطوط ربما تقربنا أو تقلل من حجم التصادم قدرة التسامح قدرة التصارح وأنا لما قلت المصارحة لم أكن أقصد أنها ممكن أن تقوم بإلغاء المشكلة في الحياة الإنسانية على الإطلاق ولكن تقلل، هنا مرة أخرى أؤكد أننا في الحياة قدرة أن نتصارح أن نتقبل أن نعبر الانفجارات وأن نفهم قدرة التفاهم قضية مهمة جدا..

فيروز زياني: نعم سيدة سكينة أستسمحكِ عذرا أقاطعكِ فقط لنتحول إلى غرفة الأخبار، فاصل قصير يتخلله موجز للأنباء نعود بعده لمتابعة حوارنا ابقوا معنا.

[موجز الأنباء]

التقارب بين الزوجين والحلول الممكنة

فيروز زياني: أهلا بعودتكم مشاهدينا الكرام موضوع حلقتنا إذاً العلاقات الأسرية بين الصدام والحوار، لا بأس الآن أن نتحدث ربما عن الحل الذي يمكن اللجوء إليه عند وصول الخلافات إلى مرحلة الأزمة لكن من وجهة نظر الشارع المصري نتابع هذا الاستطلاع.

[تقرير مسجل]

مواطن مصري: الموضوع ده ليه شقين إذا كان بداية المرحلة من الزواج فيمكن الانفصال بطريقة ودية أو بشكل ودي حضاري على اعتبار إن ينفض الموضوع كأنهم أصدقاء، لكن لما يكون فيه أولاد وفيه مسؤوليات طبعا مسؤوليات الأولاد دي مسؤوليات جسام بتكون على الرجل والمرأة ففي الحالة دية بيفضل طبعا حرصا على مصالح الأولاد إذا كانوا في مرحلة الطفولة أو في المراحل التعليمية إن هم يكون في شيء من التعاون.

مواطن مصري ثان: أنا مريت أصلي بتجربة قبل كده يعني حبيت إن أنا لسه مكنتش أتجوزت وكنت مرتبط بواحدة وأنا وإحنا في خلال فترة شهر أو شهر ونصف أو شهرين فحصل خلافات وإحنا لسه أساسا مبنناش بيت وكل حاجة وصلنا لمرحلة لما رحنا لحد المأذون حتى وإحنا لسه متجوزناش يعني لسه مدخلناش ومفيش بيت المأذون نفسه كرر المحاولة مرة وأثنين وثلاثة عشان نشوف إيه وجه الخلاف بين الاثنين أساسا على أساس إن الطلاق ده المرحلة الأخيرة خالص.

مواطنة مصرية: رأيي إن هي تستمر وتتحمل من أجل بيتها وأولادها لأن ده قدرها.. قدرها إن هي تكون زوجة فخلاص يعني قبلت هذا الزواج من الأول إن هي تتحمل وتستمر.

مواطن مصري ثالث: هو يعني أنا برأيي موضوع التفاهم برضه لغاية آخر مدى يعني إيه أمشي في موضوع التفاهم ما يأسش منه اليأس مميت اليأس مميت في كل حاجة.

مواطن مصري رابع: والله أنا شايف إن زي الشرع ما بيقول وزي ما أتعلمنا من ديننا الإسلامي الجميل، إن أما بيحصل خلاف ما بين الزوج والزوجة فبنشوف حكم من أهلها وحكم من أهله {إن يُرِيدَا إصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} لو استنفذنا كل هذه الطرق ولم نصل إلى حل واستحالة العشرة ما بين الزوج والزوجة في فترة كده ممكن تستحيل خلاص بقى يعني بيوصلوا إلى حد معين تستحيل العشرة ولذلك ربنا سبحانه وتعالى أعتقد في اعتقادي الشخصي أنه شرع الطلاق من أجل هذه المسألة.

مواطنة مصري ثانية: المفروض في أثناء أي خلاف الزوجة تبص لأولادها الأول وبعدين هي لو استمرت في الخلاف ده أو قطعت العلاقة الأولاد هم اللي هيروحوا فمتجيش هي تضيع تعبها كله لأن تعبها ده عبارة عن أولادها النتيجة بتاعتها والمحصلة هي أولادها فإذا مكنتش هتخلي بالها من اللي هي أنجزته يبقى معملتش حاجة لحياتها، فلازم هي تحاول تصلح الموضوع بأكثر ما يمكن وتستحمل أكثر ما يمكن حتى لو أدى إنها هي ما تتعاملش مع زوجها المعاملة اللي هي شرعية بالظبط اللي هي تخليها بدون كرامة أو كده هو لا بكرامتها برضه ما تسيبش بيتها.

فيروز زياني: نعم دكتورة نجاة كنا نتابع إذاً هذا الاستطلاع الرأي في الشارع المصري، تستوقفنا ربما كلمة لإحدى المستطلعات رأيهن في هذا الموضوع وتقول بأن هذا هو قدرها قدر المرأة ويجب عليها أن تتحمل، أخرى ذكرت بأنها يجب أن تتحمل من أجل الأولاد، هل يجب الوضع فعلا أن يكون هكذا؟

نجاة محمد صائم: هو في البداية الرجل والمرأة طالما قرروا إنهم يتزوجوا ويبنوا أسرة وينجبوا أطفال فلابد أن يضعوا في الاعتبار أنهم سيضحوا من أجل أبنائهم، إنما إذا استنفذوا كل الحلول وكل الطرق اللي يمكن أن تؤدي إلى حل الأزمة فيما بينهم فأعتقد إنه حتى في بعض الأحيان بيكون من الأسلم إنه الانفصال من أجل مصلحة الأطفال، لأنه في كثير من الأحيان بيتأثروا الأطفال باستمرار الشجار والأزمات ما بين الزوجين، إنما بشكل عام أنا لا أحمل المرأة فقط إنه لابد أن تضحي المرأة إنما لابد من يضحي الوالدين لأنه بيتحولوا من زوج وزوجة إلى أب وأم وفي هذه الحالة لابد أن يكون التضحية من كلا الطرفين لأنه هذه مؤسسة قائمة على الشراكة وليست إنه من الأكثر تضحية أو من عليه الدور الأكبر إنما لابد من أن يضحوا الاثنين..

فيروز زياني: لكن دكتور نجاة كيف يمكن التقليل من حدة مثل هذه الخلافات، يذكر العديد من الأشخاص أن مسألة التكافؤ الاجتماعي مهمة مسألة التكافؤ الاقتصادي أو المادي بين الشخصين الاتفاق المسبق بينهما التكافؤ الثقافي أيضا عنصر مهم في إنجاح العلاقة الزوجية مستقبلا هل يمكن الحديث عن تقليل من حدة هذه الخلافات إذا ما توفرت مثل هذه الأمور؟

نجاة محمد صائم: أكيد إذا ما توفرت كل هذه الأمور ووضع الزوجين الأسس الصحيحة لعلاقتهم من البداية حل المشاكل والمصارحة أولا بأول لأنه إحنا في البداية ما بنحلش المشاكل الصغيرة التي تتراكم كما قلت في السابق إلى أن تصل إلى المشاكل الكبيرة، إنما على الزوجين إنهم حل مشاكلهم أولا بأول وتقبل كلا منهم الآخر كما هو وليس كما يريد كلا منهما الآخر.

فيروز زياني: نعم دكتورة حنان، كيف ترين إمكانية جعل الشخصين الزوجين يتقاربان أكثر فأكثر؟ هل مسألة التكافؤ الاجتماعي التكافؤ الثقافي تسهم إلى حد كبير أم أن عنصر من مجموع العديد من العناصر التي يمكن أن تساهم في إنجاح هذه العلاقة؟

حنان غازي: والله التكافؤ الاجتماعي والتكافؤ الثقافي هم مساعدين ولكنهم ليسوا أساسيين، فيه أنا برأيي فيه الطباع فيه الرغبة بإكمال هذا الزواج أو إنجاحه، الرغبة في الاستمرار، مدى محبة الزوج للزوج الآخر ومدى الإخلاص في العلاقة الزوجية الإخلاص للعلاقة مش بمعنى الإخلاص بالمعنى إنه الزواج مع آخر..

فيروز زياني: نعم دكتورة دعيني أستوقفك هنا هل من الممكن ونحن نطرح السؤال والأسئلة مشروعة أن تنجح علاقة بين دكتور جامعي يحمل شهادة دكتوراه وزوجة ربما لا تحمل حتى الشهادة الابتدائية كيف يمكن تحقيق نوع من الانسجام بين هذين الطرفين وخلق علاقة سوية؟

حنان غازي: هو من الناحية النظرية يمكن أن نقول لا يمكن ولكن من الناحية العملية نرى العديد خصوصا من الذكور الأزواج يكونوا عادة أكثر ثقافة وعلما من النساء وتنجح العلاقة الزوجية في حال المرأة كانت مطيعة متقبلة للأوامر التي يقدمها الزوج..

فيروز زياني: إذاً على حساب شخصيتها ومثل ما أشارت الدكتورة نجاة أن هذا ربما يؤدي إلى مسح شخصيتها..

حنان غازي: ممكن ولكن هذا ممكن يستمر يعني ممكن يؤدي إلى..

فيروز زياني: لكن الاستمرارية ليست بالضرورة نجاح..

حنان غازي: النجاح مشروط أنا برأيي طبيعي أن هو من الأساس ما في تقارب بالأفكار وبالمستوى الثقافي والاجتماعي يعني من الأساس قرر الطرفين أن يتزوجا مع هذه الفوارق ولكن ليست هذه الفوارق تسبب بالضرورة صدام وشجار وفشل العلاقة الزوجية ممكن إنه العلاقة الزوجية تستمر والأولاد يكبروا ويتعلموا ويكونوا بحالة نفسية جيدة والدال بس على هالنوع من العلاقات بين رجل يمكن يكون مثلا أقوى أكثر ثقافة أكثر مال إلى آخره وامرأة أقل ولكنها متفاهمة ومتقبلة لهذا الوضع.

فيروز زياني: نعم سيدة سكينة أتوجه إليكِ في باريس، هل ترين بأنه يمكن أن يكون حوار وتواصل بين هكذا شخصين متفاوتين تفاوتا كبير في المستوى الثقافي؟

سكينة فؤاد: يتوقف الأمر بنسبة كبيرة على مدى رغبة الطرف القادر على أن يأخذ بيد الطرف الآخر وأن يحترم إنسانيته ويحترم كينونته لأن ذي ما قلنا أن الزواج طرفين مش طرف واحد والتوافق قد لا يكون متوفر جميع عناصره ولكن يتوفر ما لا يقل خطورة عن عناصره وهي رغبة الطرف الذي يملك أو الذي يستطيع يملك المستوى يملك القدرة أنه يريد أن ينجح بالحياة الزوجية ويريد أن يأخذ بيد الطرف الآخر ليكون على تكافؤ وعلى اقتراب طالما هو قد أختار هذا الشريك عن اقتناع، إذاً القضية تعتمد إلى حد كبير على مدى الإيمان والرغبة من الطرف الأقدر على أن يقدم المعاونة وأن يحترم إنسانية الطرف الآخر لأني أنا لا أؤمن بأن يعيش الإنسان تحت القهر وتحت الاضطرار وتحت.. وتحت لأن الحياة الربانية يجب أن..

فيروز زياني: نعم سيدة سكينة أشارت الدكتورة حنان في واقع الأمر إلى نقطة بأنه ممكن استمرارية الزواج ممكن أن يكون هناك استقرار في الزواج نوع ما لكن هل الاستقرار هو بالضرورة نوع من التوازن هل هو توفير سعادة للطرفين أليست كما ذكرت الدكتورة نجاة منذ قليل أن أحد الشخصين تنمحي شخصيته أمام الآخر؟


استمرارية الحياة الزوجية ليست دائما دليل استقرار، وإن ما نبحث عنه هو أن تكون هذه الاستمرارية صحيحة

سكينة فؤاد

سكينة فؤاد: شوفي الاستقرار مش ده، الاستقرار بمعنى الحياة مستمرة لأن لو فيه استقرار حتبقى ناجحة ولكن استمرارية لظروف ولضغوط ولتربية الأبناء تبقى استمرارية دون توفر العناصر الضرورية للكائن البشري ليحيا وليبدع داخل الحياة الزوجية وليعطي وليأخذ، لأن كل طرف عليه أن يعطي أو دوره أن يعطي وأن يأخذ، إذاً الاستمرارية ليست دائما دليل استقرار حقيقي وليست دائما أن معناها أن الأبواب مغلقة على علاقة صحيحة وصحية، إنما ما نبحث عنه هو لاستمرارية كيف تكون صحية وكيف تكون صحية للطرفين وكيف لا يمحى طرف أو يعني يضطر أو يحيا لأن هذه هي الظروف؟ بالطبع الأبناء يستحقوا التضحية إنما المرأة أيضا والرجل أيضا يجب أن يكونوا أطراف متعاونة على تبادل مشروع للحياة يتمتع فيه كل طرف بما من حقه أن يحياه ولا يعيش طرف منسحق أو طرف مضطر أو طرف.. لأن أنا أرى أن الاحتمال قد يطول لسنوات ولكن قد لابد من لحظة انفجار لأن الألم لا يعني الطاقة الإنسانية والاحتمال البشري له حدود، نحتمل من أجل الأبناء وأرى أن هذا أمر طبيعي جدا وأن الأم عطائها بلا حدود إنما يجب أن ننتبه أن الأطراف يجب أن تسعى وخصوصا الطرف الأقدر والطرف الذي أتيحت له إمكانات تجارب فهم تعليم أن يأخذ بيد الطرف الآخر لصالحه كما هو لصالح الطرف الآخر أن يحصل على ما يريد لأن مع الوقت لن تكون لن تتوفر الاستمرارية أو الاستقرار للاستمرارية.

فيروز زياني: نعم سيدة سكينة نرجو أن تبقي معنا أتحول إلى الدكتورة نجاة هنا بالأستوديو، دكتورة نجاة هناك عامل آخر يرى الكثير من الأخصائيين والمتخصصين في شؤون علم النفس والاجتماع بأنه مهم جدا ويسهم في إنجاح العلاقة بين الزوجين وهو الاتفاق المسبق بين الطرفين حول دقائق الأمور سواء المتعلقة بالأمور الاقتصادية، إنجاب الأولاد، مكان السكن، هل سيكون مستقل أم مع عائلة الزوج؟ هل ترين بأن الاتفاق المسبق هو فعلا عامل مهم لإنجاح العلاقة الزوجية والتقليل من حدة الخلافات؟

نجاة محمد صائم: أكيد يعني توضيح الأمور والاتفاق على هذه الأشياء سيقلل كثيرا من حدوث الأزمة ما بين الزوجين، لأنه كل واحد هيعرف حقوقه وأيضا يعرف واجباته لأنه إذا تجاوزنا هذه الأشياء وتم تأجيلها أو ترحيلها إلى فترة لابد أن يأتي الوقت وتنفجر الأزمة فيما بينهم، إنما الاتفاق المسبق وتحديد الخطوط الأساسية التي لا يجب أن يتجاوزها كلا منهما لكي تظل العلاقة علاقة احترام، لأنه أعتقد بالدرجة الأولى لابد من وجود الاحترام احترام شخصية الآخر وأيضا احترام حقوق الآخر هذا يؤدي إلى التقليل من حدوث المشاكل وأيضا الصراع ومن سيكون الغالب في هذه المسألة إنما لابد ما تحدث مشاكل بسيطة مثل ما بيقولوا المشاكل البسيطة بتكون في كثير من الأحيان ملح للحياة الزوجية لأنها بتساعد على إحداث نوع من التعرف على الشريك الآخر بدرجة كبيرة جدا لأنه فيه مثل البيت اللي هو قائم على قشر البيض اللي دائما كل واحد بيراعي مشاعر الآخر وعدم مصارحة الآخر بعيوبه..

فيروز زياني: يكون فيه نوع من النفاق أيضا.

نجاة محمد صائم: أكيد لأنه هذا بيؤدي إلى وجود علاقة غير صحية أيضا مثلما الخلافات الزائدة تؤدي إلى وجود جو غير صحي أيضا التفاهم الزائد..

فيروز زياني: التفاهم الزائد والزائف..

نجاة محمد صائم: جدا يؤدي إلى جو غير صحي فالحياة لأن إحنا بشر وكل واحد له شخصيته وكل واحد جاي من بيئة مختلفة، إنما الاتفاق على الأمور الأساسية وعلى الخطوط الرئيسية لسير الحياة وتسيير سفينة الحياة بشكل أساسي أعتقد إنه هذا بيعطي لهم أرضية صلبة للوقوف عليها وبالتالي تسير سفينة الحياة بشكل هادئ ومناسب للوصول إلى الهدف الأساسي.

فيروز زياني: نعم دكتورة حنان يعني كيف يمكن توعية الشباب الحالي وبكل صراحة بحكم احتكاكك بالشباب كونك أستاذة جامعية هل لديهم فعلا هذا الوعي باتخاذ ربما اتفاقات أو الاتفاق مسبقا حول بعض الأمور قبل الزواج أم أنهما يكونان منشغلان بالمواضيع الحالمة وكل منهما ينظر في عيني الآخر نظرة حالمة دون أن ينظران معا في اتجاه واحد ونحو هدف واحد؟

حنان غازي: والله أرى أن الأجيال الحالية هي أكثر واقعية من الأجيال السابقة، يمكن يكون مرد ها الشيء لأنهم عم بيتعلموا أكثر عم بيطلعوا أكثر عم بيحتكوا ثقافيا أكثر وبنفس الوقت عم يعني بالوقت الحاضر أرى بأنه الفتاة هي مقبلة كثيرا على التعلم وعلى العمل الشيء الذي لم نكن نلاحظه سابقا فهذا الشيء يسمح للشباب بأن يكونوا واعين بما فيه الكفاية لكي يقرروا أولا اختيار الشريك، ثانيا الطريق.. الذي الطريق اللي بدهم يمشوا عليه عشان يسعدوا بحياتهم الزوجية، بالعكس أنا بلاقي حاليا إن هم الشباب الحالي هو شباب لأنه أكثر ثقافة لأنه أكثر اطلاع أكثر وعي وأكثر استعداد لبناء الحياة الزوجية وأرى الكثير من الشبان الذين يتزوجون بعمر مبكر والذين ينجحوا في علاقاتهم العائلية وفي زواجهم ويقوموا بمختلف واجباتهم تجاه الأولاد تجاه الأسرة تجاه الزوجة أو الزوج، فأنا أرى بالعكس متفائلة من هذه الناحية رغم أني أرى بإنه المسؤولية كمان تقع على المجتمع وعلى مؤسسات تربوية يمكن يجب إنه تحضر الأبناء بشكل مسبق من خلال توجيه معين أو كتب أو..

مشاركات المشاهدين

فيروز زياني: دكتورة حنان ودكتورة نجاة نرجو أن تبقوا معنا، معنا اتصال هاتفي من راشد عامر من سلطنة عمان سعدت مساء أخي راشد.

راشد عامر: السلام عليكم.

فيروز زياني: وعليكم السلام.

راشد عامر: السلام عليكم أنتِ وضيوفك الكرام والله الموضوع الذي تقدم موضوع هو هام جدا وكأني أشوف كثير من الرجال المنتقدين والنساء برده والذي هم على صواب، على كل حال أنا أتكلم عن المجتمعات إحنا نتكلم على المجتمع مجتمع لولا مجتمع ثاني، المجتمع العماني والمجتمع الخليجي وطبعا كمان المجتمع يمكن الإسلامي الأفريقي، إذا الرجل أراد أن يتقدم بالزواج من امرأة ولا من بنت فهو قد يكون لا يُعطى الفرصة بأن يتحدث مع شريكته اللي هتكون شريكة حياته والأسرة هي التي بتقرر بأن هذا يكون صالح لشريكتهم يعني لبنتهم ولا لا، فيتقدموا بسؤالات كثيرة عن من هو ومن هو في المجتمع العماني ومن هو في المجتمع الخليجي وإيش عمله وإيش دخله وهذا يعطي البيانات كلها لشخصه..

فيروز زياني: نعم أخي راشد شكرا لك من سلطنة عمان وصلت وجهة نظرك وسوف أكيد سوف نناقشها نأخذ اتصال آخر من ألمانيا ومعنا عماد درباسي، السلام عليكم عماد.

عماد درباسي: عليكم السلام مساء الخير للجميع.

فيروز زياني: مساء النور.

عماد درباسي: سيدتي الكريمة أنا بس لي تعليق بسيط إذا سمحتي لي.

فيروز زياني: تفضل.

عماد درباسي: إحنا المشكلة عندنا في مجتمعاتنا إنه العلاقة قبل الزواج هي مفهومها بسيط صغير، بس في المقابل على العكس بنظري العلاقة قبل الزواج اللي هي بنسميها فترة الخطوبة هي اللي بتكون الأساس كله مبني عليها، بس للأسف عندنا بعض نسبة كبيرة من الناس يعني والبعض بيكون صادق والبعض بيكون بدني شغلات في الوهم بتكون (Sorry) يعني بس بتكون مبنية على الكذب وبأنه شيء من الخيال، بتتفاجأ الزوجة بعد هذا العلاقة الزوجية لما تبدأ إنه هذا الشيء كله كان غير موجود وإنه كان بيرسم لي شغلات قبل الزواج غير بعد الزواج بين وجه ثاني..

فيروز زياني: نعم شكرا لك عماد وصلت وجهه نظرك ربما سمعنا للأخ راشد من سلطنة عمان تحدث وأثار نقطة مهمة جدا وهي أنه في مجتمعاتنا العربية الإسلامية هناك نوع من الالتزام هناك يعني لا تُترك الفرصة والمجال سانحا أمام المخطوبين للالتقاء وبالتالي الاتفاق والذي كنا نتحدث عنه منذ قليل وتحدث لا سيما عن المجتمعات الخليجية التي تأخذ الأسرة القرار في اختيار العروس.

نجاة محمد صائم: لأنه في يمكن هذا مش نتيجة للظروف هذه الظروف حكمت من زمان أنه لأنه كانت الأسرة أسرة ممتدة وكان دخول عضو جديد والزوجة مثلا كان بيعتبر دخولها كيد عاملة أو كيد اقتصادية هذا على مستوى التاريخ الإنساني والتاريخ البشري فكان الأسرة هي اللي بتحدد هذا الشخص كيف هيدخل وأعتقد إنه مش بس بالنسبة للبنت أيضا بالنسبة للولد الأسرة..

فيروز زياني: عفوا لم أفهم دكتورة نجاة.

نجاة محمد صائم: في كثير من المجتمعات بس مش بالنسبة للزوجة اللي هو بيتم اختيارها عن طريق الأهل، إنما حتى بالنسبة للبنت أيضا بيفرض عليها لا تعطى الفرصة سواء للولد أو للبنت..

فيروز زياني: نعم وهذا ما تحدث عنه عامر بأن الأسرة في الغالب هي التي تختار تحدد سواء بالنسبة للزوج البنت أو الزوجة حتى بالنسبة للرجل..


تدخلات الأهل تحجب عن الزوجين فرصة بناء حياتهما والشعور باستقلاليتهما

نجاة صائم

نجاة محمد صائم: لأنه هذا كان مرتبط بعوامل تكوين الأسرة من فترات تاريخية قديمة جدا لأنه كان العائلة الممتدة ومازال شكل الأسرة الممتدة قائم إلى يومنا هذا في المجتمعات الخليجية وأعتقد معظم المجتمعات العربية، فالأسرة هي اللي بتحدد العضو الجديد اللي هيدخل للأسرة باعتبار إنه الزواج مهوش قائم بين شخص وشخص آخر فقط إنما بيتم الزواج من منطلق إنه قائم بين أسرة وأسرة، عائلة وعائلة، بننظر للمكانة مكانة الأسرة داخل المجتمع، الوضع الاقتصادي للأسرة داخل المجتمع، يعني كثير من الأمور اللي بتحدد شكل العلاقة باعتبار إن هي علاقة قائمة أو علاقة اجتماعية في حد ذاتها وليست علاقة فردية قائمة بين شخصين ولهذا بتم هذه الظروف وطبعا هذا بيؤثر تأثير سيئ على حياة الزوجين كشخصين أو كأسرة مستقلة تبني مستقبلها لأنه لا تتاح لهم الفرصة في بناء حياتهم بشكل محدد وتدخلات الأهل هنا بتفرض ما يحب الأهل أن يؤسسوا عليه حياة هؤلاء الزوجين الجداد ولا تعطى لهم الفرصة نهائيا وأعتقد أنه هذا سبب أساسي في ظهور كثير من المشاكل.

الحوار بين الزوجين وطرق ترسيخه

فيروز زياني: نعم نتحدث ربما ونجد محورا آخر للنقاش حول هذا الموضوع هو أننا اتفقنا ربما على أن هناك وصفة سحرية إن صح التعبير يمكن من خلالها تفادي هذه المشاكل أو على الأقل الخروج بهذه المشاكل إلى بر الأمان وهو الحوار، لكن الرجل طبعا في مجتمعاتنا الشرقية العربية ينظر إلى المرأة على أنها كائن غير عقلاني كائن وجداني تتحدث لمجرد الحديث وليس لمجرد الحوار هل الأمر كذلك فعلا بالنسبة للمرأة العربية في عصرنا الحالي؟

حنان غازي: أولا أنا لا أوافق بأن الحوار هو وصفة سحرية هو أسلوب وطريقة وتقنية للتواصل مع الآخر وللتفاعل معه بغية الوصول إلى حل أو إلى فهم وجهه نظر الفريق الثاني، هي طريقة ممكن أن تكون ملائمة للوصول إلى حلول أو لتحسين العلاقة الزوجية ولكن بدون أدنى شك بإنه المجتمع هو عندنا مجتمع أبوي يعني رأس الأسرة هو الذي يتخذ القرارات في عنده الكثير من الطبقات الاجتماعية يعني الواقع ما في نموذج واحد للعلاقة الزوجية في المجتمع العربي ولا حتى هذا الشيء قلته في بداية الأمر ولا حتى في المجتمع الواحد يعني يلعب الدور في ذلك المستوى الاقتصادي المستوى الثقافي المنطقة التجارب السابقة في كثير من الأشياء هي التي تتدخل في تحديد طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة والنظرة التي ينظر فيها الرجل إلى المرأة سواء كانت نظرة عدوانية أم نظرة تأخذ بعين الاعتبار على الأقل جزء من التقارب بين عقل الرجل والمرأة، بين مشاعر الرجل والمرأة هلا أكيد لا النساء المثقفات كيف يعني ممكن تكون إن هي أقل تفكير أو أكثر عاطفة، أنا بعرف إنه في كثير من الرجال اللي هم كمان عاطفيين وكمان بيبكوا في حوادث في أحداث..

فيروز زياني: وهذا طبعا لا يلغي مبدأ العقل..

حنان غازي: رهافة بالشعور فالمرأة المثقفة المتعلمة التي لديها تجربة أو خبرة في الحياة أو التي تتفاعل مع الظروف وتستعد للتغيير في خططه وفي مفاهيمه وفي أفكاره المسبقة هي اللي قادرة تتواصل مع زوجها وتتواصل وتقدر تتفاعل معه وتساعده تساهم في حل المشكلة التي يمر فيها أو المشاكل التي يمر فيها هم الاثنين يعني مع بعضهم.

فيروز زياني: دكتورة حنان نرجو أن تبقي معنا سنعود حتما إليكِ بعد هذا الفاصل القصير ونعود إليكم مشاهدينا.

[فاصل إعلاني]

فيروز زياني: أهلا بكم مشاهدينا نعود طبعا للحوار ونتجه إلى ضيفتنا في باريس السيدة سكينة، سيدة سكينة تحدثنا منذ قليل عن الحوار وأهميته داخل الأسرة، كيف يمكن ترسيخ مبدأ الحوار داخل الأسر العربية؟


تحت وطأة الأعباء الاقتصادية والظروف المعيشية القاسية، يغيب الحوار ويغيب مفهوم الشورى والتواصل والمسؤولية عن اتخاذ القرار عن الأسرة العربية

سكينة فؤاد

سكينة فؤاد: شوفي نحن نتكلم عن أسر تعيش في مجتمعات الحوار ليس فضيلة فيها على الإطلاق وكما يعني اتضح في البرنامج منذ البداية أن للأسف يعني الأسرة في النهاية تتشرب تكوين المجتمع القائم على فرضية القرار والإنسان يتحول إلى هذا المتلقي، فمشكلة كبيرة إنِك تغيري هذا التراث وهذا التكوين بالإضافة إلى الأعباء الاقتصادية الشديدة على أفراد الأسرة لأن إحنا إذا قلنا الأسرة ليست واحدة والأسرة المترفة كم تمثل من نسبة في المجتمع لكن الواقع الاقتصادي بالنسبة لأغلب الأسر شديد الوطأة بما لم يعد يترك مساحة للاقتراب الضروري ولإقامة تلك.. أو لمد الجسور التي يقوم فوقها الحوار، إذاً هي موروث من مجتمعات قائمة على الفرضية في القرار، إذاً هي نتيجة الضغوط الاقتصادية العنيفة التي جعلت أفراد الأسرة تكاد تكون أفراد الأسرة تكون أفراد الأسرة المطحونة اقتصاديا والواقعة تحت الأعباء الاقتصادية وهي نسبة طبعا هي أيضا غالبة في مجتمعاتنا تكاد تكون يعني غير قادرة على أن تتواصل جيدا نتيجة هذه الظروف، نضيف ما جاء في مكالمات من عادات وتقاليد ما زالت تتحكم ومسافات بعيدة ثقافية في مجتمعاتنا لأننا لا نستطيع أن نتكلم عن مجتمع واحد وعادات وتقاليد تكاد ترسخ وتسيطر وتأخذ سمة القيم الحقيقية، تحت كل هذا يبدو الحوار غائب ويبدو مفهوم الشورى والتواصل والمسؤولية في حمل القرار غائب عن الأسرة العربية على ضرورته وعلى.. لأن هو إيه أهمية الحوار أن أصبح شريك عندما أحس بالتكليف وعندما أشارك في أخذ القرار، إذا كانت جميع هذه العناصر تقود الأسرة إلى هذا البعد عن الحوار ما هو الحل؟ الحل آليات التثقيف التي تتصل بالإنسان الآن هل أدركت هذا الغياب وهل لعبت الدور؟ هل الإعلام يلعب هذا الدور؟ نحن نتعلم جميع فنون الحياة ما عدا كيف أن نحيا، كيف أن نتواصل، كيف نقيم علاقات إنسانية صحيحة، ما هو صحيح القيم في إقامة علاقة صحيحة بين الرجل والمرأة وبين الأبناء، مثلث الأسرة كيف يكون صحيح؟ نحن تغيب يعني على قدر انتشار ثقافات لا أريد أن أقول ثقافات ولكن فنون سطحية وأشياء كثيرة لدينا آلية وهي آلية الإعلام بالإضافة إلى التعليم وإن كان ربما لا يصل إلى الجميع، كيف نؤسس لعلاقات حقيقية أساسها كيف نقترب كيف نتصل كيف نعبر فجوات الألم التي لابد أن تقوم في الحياة الزوجية؟ كيف نصحح العادات والتقاليد؟ لأن يعني زي ما قال ما جاء في المكالمتين اللي وصلوا البرنامج حتى الآن أنا بدأت بكلمة المصارحة لأنها غائبة بالفعل عن نسبة كبيرة من مجتمعاتنا، ثم أوضحت المكالمة الثانية اختلاف العادات والتقاليد التي لا نستطيع أن نقول بها أن هناك مجتمع واحد نستطيع أن نضع له قالبا يتحرك داخله، إنما في الإطار العام كلنا نتلقى الصورة والكلمة والفضائيات والبرامج وكل هذه الأشياء، هل استثمرناها استثمار حقيقي لصناعة مجتمعات تضيق بينه الفجوات؟ هل استثمرناها استثمار حقيقي؟ على الإطلاق، إذاً ثقافة الحوار غائبة كجزء طبيعي من مجتمعات غائبة عنه المشاركة ديمقراطيا وسياسيا وبرلمانيا هذه غائبة..

فيروز زياني: نعم سيدة.

سكينة فؤاد: غائبة بالظروف غائبة بالعادات والتقاليد أعطني إذاً الآليات الجديدة إيجابية وشريكة ومثقفة وعلمية لتوضح للأسرة ولتأخذ بها..

مراكز الإرشاد الأسري والاحترام بين الزوجين

فيروز زياني: بحديثك سيدة آليات جديدة يعني بعد تفاقم هذه الخلافات ووصولها إلى ربما طريق مسدود بعد أن يمضي الطرفان إلى الأهل إلى الأسرة إلى الوسطاء وقبل اللجوء ربما بخطوة واحدة نحو المحاكم هناك ظاهرة جديدة تعرفها المجتمعات العربية وهي مراكز الإرشاد الأسري التي وفرت آليات جديدة لحل الأزمات التي تؤول إليها الخلافات بين الزوجين، أحد هذه المراكز الاستشارية مركز الاستشارات الأسرية في الدوحة وهو واحد منها للتعرف على الدور الذي يقوم به للتخفيف من حدة الأزمة نتابع التقرير التالي للزميلة سوسن أبو حمدة.

[تقرير مسجل]

سوسن أبو حمدة: الحد من الخلافات الزوجية وإيصال الزوجين إلى حالة من الانسجام الأسري يعتبر من أهم الأهداف التي يعمل مركز الاستشارات العائلية على تحقيقها ويسعى المركز من خلال خدمة الاستشارات الهاتفية والجلسات النقاشية إلى توعية المرأة والرجل بطبيعة المشاكل التي تعترضهما فضلا عن مساعدتهما في إيجاد الحلول المناسبة من خلال مختصين نفسيين واجتماعيين.

نورة المناعي- مستشارة الشؤون الاجتماعية: نفصل أو نجزأ المراحل اللي إحنا نخوضها ما قبل الزواج سواء كان بالفحص الطبي كيفية اختيار الزوج والزوجة، ما بعد الزواج كيفية خلق توازن نفسي وصحي في الأسرة، في حالة وجود أطفال كيف تتعامل مع الطفل وتربية الطفل وتنشئته تنشئة سوية سليمة، في حالة وجود نزاعات في الأسرة نحاول إن إحنا نمتص هاي التوتر ونخفف حدته ونخلي الأسرة تحقق نوع من التوازن في ظل الشريعة الإسلامية وما أمر به الشرع.

سوسن أبو حمدة: ونظرا لاعتبار الأبناء أكثر الفئات تضررا من النزاعات الأسرية يعمل المركز على معالجة الأطفال في تخطي المشاكل النفسية والاجتماعية والتعليمية التي يواجهونها جراء الصدام والمناقشات الحادة بين الأبوين.

شريفة العمادي- أخصائية نفسية: عندنا حالات أنا أخليهم مثلا يهملوا في المدرسة والمشاغبة يشاغبون جدا في المدرسة، في الأخير نستعمل معهم الرسم فلما نقول أرسم أسرتك ما يرسم الأم وكرر يعني كل أسبوع مثلا في الأسبوع أشوف الطفل مرة أرسم الأسرة ما يرسم الأم ولما يرسم طيب طلبت منه أرسم الأم مثلا يحط لي رسم مشوه للأم لأنه في مشكلة في الأم تركتهم مثلا أهملتهم عصبية عليهم.


اعتماد مبدأ الحوار بين الزوجين في نظر إرشاديين يعتبر من أفضل الوسائل لحل الخلافات الزوجية وضمان استقرار الأسرة وإدارة شؤونها

سوسن أبو حمدة

سوسن أبو حمدة: ورغم التسليم بأن الخلاف شيء طبيعي إلا أن التخوف يبدأ عند تهديد تلك النزاعات للحياة الأسرية ويرد اجتماعيون أسباب الخلافات الزوجية إلى التباين في وجهات النظر بين الزوجين وعدم القدرة على تحقيق الانسجام الفكري والثقافي بينهما ومما يشكل تهديدا للعلاقات الأسرية أيضا انفراد الرجل برأيه وعدم إشراكه الزوجة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأسرة فضلا عما تشكله الغيرة والعنف والشك من أسباب قد تقود الأسرة إلى طريق مسدود ينتهي بالطلاق ولعل اعتماد مبدأ الحوار بين الزوجين من وجهة نظر إرشاديين يعتبر من أفضل الوسائل لحل الخلافات الزوجية وضمان استقرار الأسرة وإدارة شؤونها، سوسن أبو حمده لبرنامج للنساء فقط الجزيرة الدوحة.

فيروز زياني: نعم تابعنا إذاً هذا التقرير الذي يتحدث عن دور مثل هذه المراكز الاستشارية، يعني دكتورة حنان هل يمكن أن يكون لمثل هذه المراكز دورا أساسيا لحل الخلافات الزوجية بين الطرفين في مجتمعاتنا العربية بحكم العادات والتقاليد أيضا التي تربط هذه المجتمعات؟

حنان غازي: قد يكون له دور إيجابي ولكن ولكنه محدود برأيي ولكن الدور الأساسي الذي يقوم به هو أنه يأخذ بعين الاعتبار يخفف من مشاكل الأسرة أو من مشاكل الزوجين هذا هو الشيء الإيجابي بنظري، في لبنان في مراكز شبيهة ولكن لا تأخذ بعين الاعتبار أوضاع الأولاد أو المشاكل المعيشية لهم، هي تحاول أن توجد حل للمشاكل الموجودة بين طرفين يرغبا في الطلاق إنها تقوم بواجبها وتؤدي في بعض الأحيان إلى نتائج إيجابية، كما أنه في كثير من الأحيان القاضي الذي يُطلب منه الطلاق يسعى في كثير من الأحيان إلى التوفيق يعني إلى تأخير الطلاق..

فيروز زياني: محاولات الصلح بين الزوجين..

حنان غازي: محاولات الإصلاح بين الزوجين وفي بعض الأحيان ينجح وفي بعض الأحيان الأخرى المشاكل تكون أكبر من ذلك بكثير وتكون بحاجة لمعالجة مختلفة تماما.

فيروز زياني: نعم ننتقل الآن مشاهدينا إلى بعض المكالمات التي وصلتنا إلى البرنامج ومعنا عبد الرحمن الغامدي من المملكة العربية السعوديةـ سعدت مساءا أخي عبد الرحمن.

عبد الرحمن الغامدي: وسعدتِ أنتِ مساءا وأيضا ضيفاتكِ الكريمات، أختي الكريمة يعني هل الأسرة الخليجية والعربية تعد أبناءها سواء الذكر أو الأنثى لكي يكونوا في المستقبل يستطيعوا أن يبنوا أسرة خالية من المشاكل والأمراض الاجتماعية بحيث يكون الرجل رب أسرة ناجح وكذلك الفتاة؟ ثانيا أختي في مجتمعاتنا يعني نرى العربية نقطتين مهمة النقطة الأولى البعض من الأسر يعني تفرض على الفتاة الرجل الذي تريد أن يرتبط بها ليس لأن هذه الفتاة لولد العم أو بنت العم ومثل هذه الأمور حتى وإن كان هذا يعني قد إنه متجوز من أكثر من واحدة، النقطة الثانية أنه نجد يعني الخلافات التي تحدث بين الرجل والمرأة في بعض من الأسر في مجتمعاتنا العربية نجد أن العنف من الرجل يعني تجاه المرأة يعني هي اللغة التفاهم السائدة فيعني لا تكون هناك لغة تفاهم..

فيروز زياني: حوار.

عبد الرحمن الغامدي: حوار ونقاش، ثاني شيء أختي إذا هنا هامة قبل أن يكون يعني حب بين الرجل وزوجته هو هامش أن يكون في احترام، إذا كان هناك في احترام بين الرجل والمرأة هناك نجاح عظيم فسوف يسود لهم..

فيروز زياني: نعم أخ عبد الرحمن..

عبد الرحمن الغامدي: آخر نقطة أختي الكريمة لماذا في مجتمعاتنا العربية نقول للمرأة للبنت رجاءا تصبر ولماذا الرجل لا يصبر ويتحمل ويضحي؟ شكرا أختي الكريمة.

فيروز زياني: شكرا جزيلا لك أخي عبد الرحمن، الآن إلى الأخ يوسف حكمت من الدوحة وسعدت مساء يوسف.

يوسف حكمت قطر: أسعد الله مساءك ويعطيكم العافية وشكرا على هذا الموضوع، الحقيقة هذه اللي حكت معها أخت سكينة أنا بقول لها إنه الرجل إن كان لدى الرجل النية الصادقة في تكوين أسرة التي هي لبنة من لبنات المجتمع الأساسية يستطيع الرجل في.. بغض النظر عن الفروق الفردية أو الخلافات العائلية أو الفروق الاجتماعية أو الاقتصادية أو أي مشكلة تعترض حياته يستطيع الرجل أن يصلح ما بينه وبين زوجته شريكة حياته بالتفاهم وبالمودة وبالتراحم وأن يتعامل معها كإنسان، أن يعطيها الاحترام الكامل ويحسسها بوجودها وليضع نصب.. ليش لأنه وضع نصب عينه إنه عاوز يبني أسرة صحيحة والنقطة الثانية اللي أنا يعني لازلت بفكر دائما وأبدا إنه كيف للرجل أن يكون له أن يترك أطفاله ويذهب إلى واحدة أخرى من سيتحمل؟ كيف سيرتاح ضميره عندما يترك أولاده يترك.. فإذاً الرجل هو الأساس في هذا الموضوع، أنا من وجهة نظري إنه الرجل هو أساس الحياة الأسرية وبما أُعطي له من مسؤولية يستطيع أن يصلح كل ما في الأسرة من خلل وشكرا.

فيروز زياني: نعم شكرا لك أخي يوسف، سيدة سكينة سمعتِ معنا لما ذكره الأخ يوسف وقبله الأخ عبد الرحمن يقول بأن الرجل.. وأن العلاقة التي تقوم على الاحترام هي في الأساس أساس نجاح أي علاقة بين الزوجين فهل الاحترام التزام من قِبَل الشخصين أو انتزاع من قِبَل الشخصين أم أنه رحمة ربما يجود بها الرجل كما ذكر هو على المرأة أو الطرف الآخر أي المرأة على الرجل؟

سكينة فؤاد: والله أنا سعيدة بسماع هذا الكلام من الأستاذ عبد الرحمن من المتحدِثَين، يعني أفاض في حديث مهم جدا عن مدى أهمية دور الرجل مدى أهمية يعني عندما أعطي الدرجة هي تكليف بالرعاية وتكليف بالمسؤولية على أهمية دور المرأة وعلى خطورة الدور وعلى محورية الدور إنما هنا الرجل جرت العادة في المجتمعات الشرقية أن تعطيه الدفة وتعطيه القيادة هو وهي تحتفظ وهي تحفظ بقيمنا الصحيحة قيمة المرأة ودورها وكيانها وكينونتها وكلمة الاحترام هنا حفظ المشاعر ومراعاتها هذا ينمي أجمل ما في الإنسان ويجعل المرأة تبدع في زوجيتها وفي أمومتها، إذاً عندما يتحدث أحد الرجال الأفاضل عن خطورة أن يترك الرجل بيته ويذهب يعني بيتساءل كيف وأنا أتساءل معه كيف يصنع سعادة على حساب بيته وعلى حساب أطفال وأن اجتهاده لينجح بالحياة في الأغلب يصيبه قدر كبير من نجاحه وفي الأغلب يصل إلى هدفه وأنا متفقه تماما مع ما ذهب إليه بل ربما أكون قد سبقت الضيفين الكريمين في الإشارة إلى الاحترام في الإشارة إلى دور الرجل في الإشارة إلى مسؤولية من يقدر إذا كان صادق في حفظ وإقامة الحياة الزوجية..

فيروز زياني: طيب سيدة سكينة لكن ذلك لا يجيب في واقع الأمر عن سؤالي والوقت يداهمنا، هل الاحترام تنتزعه المرأة أم أنه رحمة يجود بها عليها الرجل؟

سكينة فؤاد: لا الاحترام قيمة إنسانية تبنى في العلاقة وتبنى بأسلوب التعامل وتبنى باحترام كل طرف لنفسه وبتكوينه..

فيروز زياني: وهل هذا هو الواقع في مجتمعاتنا العربية؟

سكينة فؤاد: لا الواقع في مجتمعاتنا العربية يختلف عن كثير مما نقول في أغلب ما نقول، نحن نقول ما نطمح إليه وما نتمناه إنما الواقع يخالف كثير ويناقض كثير ويمتلئ بالمشكلات ويمتلئ بالأشواك ويمتلئ بالتناقضات لأن العادات والتقاليد متناقضة ولا نستطيع أن نقول مجتمع عربي واحد، نحن لدينا مئات من التكوينات ومن العادات ومن الموروثات ومن الاختلافات التي تجعل بناء الحياة الزوجية مليء بالعقبات ومليء بالعثرات وتجعل الرجال والنساء يواجهون كثير من الآلام رغم.. وتتعرض الأسرة لمشكلات كثيرة يجنيها الأبناء لأن كل ما نتحدث فيه الجناية الكبرى تكون على الطرف الثالث وأيضا على المرأة والرجل وإنما أقول على الأبناء الذين ليس لهم ذنب ولكن هنا أقول لا نتكلم عن مجتمع عربي واحد..

أثر الصدام بين الزوجين على الأبناء

فيروز زياني: نعم سيدة سكينة أشرتِ هنا إلى نقطة مهمة جدا وهذا هو السؤال الذي أود أن أطرحه على الدكتور حنان انعكاسات مثل هذه الصدامات على الأسرة على الأبناء خاصة أطفالا وشبابا؟

حنان غازي: انعكاس الصدام على الأولاد يؤثر سلبا بدون أدنى شك على الأولاد، يؤثر على تربيتهم على أوضاعهم النفسية كما يؤثر على أوضاعهم الحياتية، كما أنه يؤثر على وضعهم المستقبلي إذا كانوا أطفال فإنهم سيواجهون مشاكل في التعليم بدون أدنى شك، منها عدم القدرة على التركيز، منها ربما الكسل، ربما حتى الانحراف في علاقاتهم مع زملائهم، ربما الرغبة في إيذاء الغير وذلك لشعورهم دائما بأنهم يعانون من ظلم يتأتى عليهم من قِبَل العلاقة غير السوية بين الأب والأم ولكن أنا أود أن أضيف كما أنه هذا الشيء يؤثر على علاقاتهم المستقبلية وعلى استقرارهم النفسي وعلى قدرتهم في تكوين أسرة فيما بعد علما بإنه المطلوب هو تواصل الإنسانية وتواصل البشرية الأولاد الذين يعيشون في ظل عائلة متفككة وفيها مشاكل بين الأب والأم أثبتت الدراسات بأنهم يصبحون من المنحرفين من المجرمين من نزلاء السجون في المستقبل..

فيروز زياني: نعم دكتورة نجاة يعني بصفتك دكتورة ومختصة في علم النفس، ما الأسلوب والطريقة الأمثل والأفضل التي يمكن التعامل بها مع المشاكل والخلافات الموجودة بين الزوجين؟ وقد سلمنا بأنها أمر طبيعي أمام الأبناء، هل مطلوب منا أن نتوارى عن أنظارهم أم العكس أن نناقش خلافاتنا بشكل ودي أمامهم؟

نجاة محمد صائم: بيعتمد على طبيعة المشكلة، إذا كانت مشكلة حادة لا يجب أن نتحدث بها أمام الأطفال فيجب على الوالدين مناقشة معظم مشاكلهم بشكل منفرد إلى أن يصلوا إلى حل كامل لها وبعد ذلك ممكن نعرف الأبناء على طبيعة المشكلة إذا كانت تتناسب..

فيروز زياني: مع عمرهم وأيضا..

نجاة محمد صائم: مع عمرهم وأيضا مع فهمهم وبالتالي الوصول إلى هذا التصرف مع الأبناء لأنه يقلل من الانعكاسات النفسية عليهم يعني إحنا..

فيروز زياني: يعني هل هذه الانعكاسات النفسية ربما العديد من الناس يتوجهون إلى الطبيب النفسي كنوع من الكماليات، هل يمكن توعية الآباء بالانعكاسات النفسية هذه ومدى خطورتها على أبنائهم مستقبلا وحتى على علاقاتهم هم أيضا بدورهم مع أبنائهم وهكذا دواليك؟


أظهرت دراسة حديثة أن 60% من الأزواج الذين يمارسون العنف ضد زوجاتهم هم ضحايا لمشاهد عنف موّرث ضد أحد الوالدين

نجاة صائم

نجاة محمد صائم: أكيد لابد من التوعية لأن التنشئة الاجتماعية هي بناء شخصية الفرد وفيه دراسة حديثة أجريت أتضح أنه 60% من الأزواج اللي يمارسوا العنف ضد زوجاتهم أيضا كانوا ضحايا لمشاهدة عنف مورث ضد أحد الوالدين سواء الأب أو الأم، فبالتالي التوعية بمخاطر الانعكاسات النفسية على الأبناء مهم جدا يعني أنا أشوف إنه الآن فيه مثل ما فيه اهتمام بإجراء فحص طبي قبل الزواج أيضا لابد من الاهتمام بالتوعية بالمخاطر التي تصيب الأبناء نتيجة للمشاكل أو المنازعات التي يقوم بها الآباء أمام أبنائهم.

فيروز زياني: نعم نتوجه الآن ربما سؤال أخير نختم به حلقتنا هذه للسيدة سكينة في باريس يعني باعتقادك سيدة سكينة، ما أفضل السبل لإبعاد الأسرة عن الوصول بها إلى يعني هذا النقطة مرحلة الأزمة في الخلافات بين الزوجين وباختصار لو سمحتِ؟

سكينة فؤاد: المواجهة أولا بأول المصارحة أولا بأول، عدم تراكم أرصدة الألم، مصارعة الزوج أو الزوجة كل طرف إذا استطاع أن يدرك إنه من يريد إنقاذ هذه الأسرة أن لا يجعلها تنام على ألم تجمعه وتزيده وينمو ويصبح كشجر اللبلاب ينمو يعني أصفى وأنظف وأغسل واقترب أول بأول أن أغطي وأن أمسح وأن أجعل يعني وأن يكون مشروع من الطرفين يجب أن يجتهد الطرفين النجاح في الحياة الزوجية، ليس مسؤولية طرف واحد أن يجتهد الطرفان وأن ننتبه كأسرة عربية ونحن وسط أزمة تحيط بالمجتمع العربي ككل وتهدده بعواقب يعلم الله مداها أن الآن حماية قلب الأسرة.. الأسرة هي النواة التي من صحتها سنستطيع أن نصنع التصحيح وقوة المواجهة القادمة وحتى لا.. وأريد أن أنبه..

فيروز زياني: نعم سيدة سكينة أشكرك شكرا جزيلا للأسف انتهى الوقت معنا، ليس بوسعنا في نهاية هذه الحلقة مشاهدينا الكرام سوى أن نشكر ضيفاتنا من اليمن الدكتورة نجاة محمد صائم أستاذة علم النفس بجامعة صنعاء ومن لبنان الدكتورة حنان غازي الباحثة الاجتماعية ومن استوديوهاتنا في باريس الكاتبة الروائية سكينة فؤاد، إلى أن نلقاكم مشاهدينا في الحلقة المقبلة من برنامج للنساء فقط هذه تحية من مُعِدة هذا البرنامج أسماء بن قادة ومن المخرج رمزان النعيمي ومحدثتكم فيروز زياني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الجزيرة