الآثار النفسية والاجتماعية لهدم منازل الفلسطينيين
مقدم الحلقة: | فيروز زياني |
ضيوف الحلقة: |
رحاب قدومي/ محامية وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان |
تاريخ الحلقة: | 12/07/2004 |
– الواقع الفلسطيني في غياب القانون الدولي
– المنازل المهدمة ومعاناة المرأة والأسر المشردة
– مراكز الإيواء
– واقع معاناة الفلسطينيات في رفح
– الآثار النفسية لهدم المنازل وتشريد العائلات
– مشاركات المشاهدين
فيروز زياني: مشاهدينا الكرام السلام عليكم، لائحة طويلة من الأرقام ذلك ما بات عليه الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أرقام لجرحى وشهداء ويتامى وأرامل ومعتقلين ومشردين، قائمة لا متناهية تفرزها الممارسات الإسرائيلية اليومية في مختلف المدن الفلسطينية ووراء كل رقم حكاية وأسرة من أب يعجز عن حمل الأمان وأم تسكن جوع أطفالها فقط بالحنان وطفل لا يعرف غير الحرمان ومثلهم مئات من الأسرة في نابلس ورفح وغيرها من المدن الفلسطينية التي دُمِرت بنيتها التحتية وجُرِفت أراضيها في أوسع حملة عرفتها المدن والمخيمات الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، فكيف تتعامل الأسرة الفلسطينية مع هذه الأوضاع المأساوية؟ وما هي آثار هدم المنازل على نفسية الأطفال والأمهات؟ وما الجهود التي تبذلها المنظمات الأهلية والدولية كي لا يبقى هؤلاء مجرد أرقام؟ الآثار الاجتماعية والنفسية لهدم منازل الفلسطينيين وتشريدهم موضوع حلقتنا من برنامج للنساء فقط هذا الأسبوع ولمناقشة الموضوع نستضيف في استوديوهاتنا هنا في الدوحة المحامية رحاب قدومي عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو منظمة العفو الدولية كما نرحب من رام الله بكل من الدكتور تفيدة جرباوي عميدة كلية العلوم التربوية وكلية مجتمع المرأة التابعة لوكالة الأنروا والسيدة عنان أتيره قادري منسقة لجان الطوارئ في محافظة نابلس وستنضم إلينا في وقتا لاحق مراسلتنا جيفارا البديري من بيت حانون لتنقل لنا صورة حية عن وضع الأهالي هناك فأهلا بكن جميعا ضيفاتنا على هذا البرنامج، مشاهدينا الكرام بإمكانكم أيضا المشاركة في هذا الحوار وذلك من خلال الاتصال بنا سواء عبر الهاتف على الرقم 9744888873 أو عبر الفاكس على الرقم 9744890865 أو عبر الإنترنت على العنوان التالي www.aljazeera.net ننتظر آراء وأفكار الجميع ونرحب بالمداخلات من الجنسين ولتسليط الضوء على واقع الأسرة الفلسطينية في ظل عمليات هدم المنازل التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلية في بعض المدن الفلسطينية أعدت لنا الزميلة جيفارا البديري التقرير التالي فلنتابعه.
الواقع الفلسطيني في غياب القانون الدولي
[تقرير مسجل]
جيفارا البديري: بين 1948 و2004 مجرد توقيت زمني، أيام وسنوات تمر لكن الحال لم يتغير آلاف المنازل أو ما يشبهها دُمِرت عن بكرة أبيها لتشرد العائلات، كثير سكنوا المخازن وآخرون عادوا إلى الخيام أو سكنوا المدارس، الحياة في رفح وغيرها من المناطق المنكوبة أصبحت اليوم أشبه بالكابوس للزائرين لكنها للساكنين الملجأ الوحيد في ظل صمود يوصف بالبطولي، رصاص لا يتوقف لكنه لم يمنع الأسرة الفلسطينية خاصة في المناطق التي تعرضت للتدمير والتخريب أن تتعايش مع قسوة الحال، عائلات تشتت شملها وأخرى فقدت المعيل ولم يعد هنالك وجود لمائدة يجلس حولها الأحبة.
مواطنة فلسطينية: أنا من كثر ما أنا مقهورة على بيتي وعلى داري وعلى أولادي وعلى أننا متشردين، فالسبب مين؟ السبب شارون السبب واليهود هم السبب يعني مش العرب السبب لا.
جيفارا البديري: زي الـ1948؟
مواطنة فلسطينية: زي الـ1948 وأزود من الـ1948 لسه أفظع يعني لسه 1948 غير ما بيعملوش اللي هم بيعملوه فينا، يعني لما بدك تشردي بدك تهربي الطيارات فوقك بتضرب الدبابات برضه بتطخ حتى وإحنا هاربين من الدار.
طفلة فلسطينية: إحنا كنا في الدار واليهود خشوا وإحنا شردنا وهم إجوا بعد ما شردنا هدوا الدار وراحوا وإحنا ملناش حتى بيت هيك عشان مهدم شردنا منها ورحنا على دار عمي غالب.
جيفارا البديري: فالأطفال الذين فقدوا البيت الأمن والمدرسة التي تمدهم بمصدر القوة الوحيد أصبحوا يتعايشون مع صوت آلة الحرب الإسرائيلية وكأنه أشبه بالسمفونية التي تغنيهم عن الموسيقى التي حرموا من سماعها لسنوات.
طفل فلسطيني: أنا تعودت على صوت الطخ ومش خايف من الدبابات.
جيفارا البديري: يعني دائما هذا الصوت؟
طفل فلسطيني أول: أه دائما
طفل فلسطيني ثاني: كل ساعة، كل دقيقة.
طفل فلسطيني أول: الدبابة بدها تقتلني الدبابة، الدبابة بدها تقتلني خلاص تعودنا على الطخ وتعودنا على الموت.
جيفارا البديري: أمراض نفسية كثيرة ناهيك عن الاجتماعية الناتجة عن الاكتظاظ السكاني توضح المستقبل القادم للأسرة الفلسطينية خاصة في المناطق المنكوبة منها التبول اللاإرادي والكوابيس التي يقطعها بين الفينة والأخرى صوت الرصاص.
إياد السراج: الأم ليس فقط مهمتها أنها تنجب الأطفال ولكن أيضا مهمتها تاريخيا في مجتمعنا الفلسطيني والعربي هي أنها أيضا تنشر الثقافة من جيل إلى جيل ثقافتنا نتربى عليها تأتي من الأم في الغالب وبالتالي بقاء الفلسطينيين اليوم على أرضهم واستمرارهم في المقاومة سبب رئيسي له هو الأم.
جيفارا البديري: وبهذا يتضح أن التحدي للمرأة الفلسطينية بكسر الحواجز النفسية والاجتماعية لدفع الأجيال هو إلى مستقبل يتحدون من خلاله كل المنغصات حتى وإن كان إلى بيت وملعب فوق آخر مُدمَّر، جيفارا البديري خاص لبرنامج للنساء فقط من مدينة رفح المنكوبة.
فيروز زياني: كان هذا إذاً تقرير للزميلة جيفارا البديري، أستاذة رحاب بصفتك محامية وعضو في منظمات حقوقية أين القانون الدولي مما يجري من تدمير للمنازل وتجريف للأراضي الفلسطينية؟
رحاب قدومي: صحيح إنه زي ما ذكرتِ الاتفاقية هدم المنازل وتدمير الأراضي هي انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وصحيح إنه هذه الجريمة هي جريمة لم يشهدها التاريخ من قبل، فهي جريمة ضد الإنسان وأملاكه وبالتالي نجد بأنه هذه التدمير المنازل هي انتهاك صارخ للاتفاقيات والمواثيق الدولية بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، كما أنها انتهاك لاتفاقية حقوق الطفل التي تنص على حماية الأطفال في النزاعات المسلحة وكذلك هناك بروتوكول لاحق لاتفاقية الطفل ينص على حماية الأطفال في النزاعات المسلحة، إضافة إلى ذلك فهناك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة أيضا تحث على حماية المرأة في النزاعات المسلحة والأهم من هذا كله القانون الإنساني الدولي وكما ذكرتِ القانون الإنساني الدولي هناك عدت اتفاقيات تنص على حماية النساء والأطفال في النزاعات المسلحة، بداية باتفاقية جنيف الرابعة التي تنص بأنه لا يجوز نسف أو قصف الممتلكات والمنازل إذا كانت ملكا للأفراد والأشخاص إلا إذا كانت هذه المنازل أو يعني للعمليات الحربية أو العمليات الحربية تقتضي ذلك وكذلك اتفاقية لاهاي والأنظمة التي صدرت عن اتفاقية لاهاي إلا إنه إسرائيل تدعي بأن اتفاقية جنيف الرابعة والقانون الإنساني الدولي ليس له علاقة في هذه الأراضي لأن هذه الأراضي ليست جزءا من الأراضي اللي إليها سيادة عامة..
فيروز زياني [مقاطعة]: إذاً هذه هي الذريعة التي تقدمها إسرائيل في انتهاكاتها هذه لحقوق الإنسان؟
” |
رحاب قدومي [متابعة]: نعم ولكن العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يوضح بأنه يعني يجب أن تُطبَّق هذه الاتفاقيات الدولية على جميع الأراضي بما فيها الأراضي اللي إليها السيطرة الفعالة عليها، فبالتالي هذه أول نقطة وطبعا عندما قدمت إسرائيل تقريرها فيما يتعلق في هذا الموضوع لجنة العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وضحت هذا الموقف إلا أن إسرائيل أخذت بها عرض الحائط، النقطة الثانية إنه إسرائيل تدّعي بأنه هذه الأراضي هي طبعا اللي قامت بتدميرها وإغلاقها أو المباني اللي قامت بقصفها والمنازل هي لاحتياجات عسكرية أمنية وهذا طبعا غير صحيح لأنه زي ما ذكرنا في الاتفاقية الدولية اللي هي اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أنه لا يجوز قصف الممتلكات والمنازل التي تكون ملكا للأفراد والأشخاص..
فيروز زياني: حتى وإن كان ذلك بذريعة أمنية؟
رحاب قدومي: إلا إذا كان لعمليات حربية أو العمليات الحربية تقتضي ذلك، فإسرائيل تدعي بأنها هذه أراضي عسكرية أمنية ولكن الصحيح هو غير ذلك هذه هي أهداف مدنية وكل الاتفاقيات الدولية تؤكد على أنها أهداف مدنية وبالتالي لا يحق لإسرائيل أن تضرب الأهداف المدنية والمنازل وطبعا تدمير الأراضي وجرفها بحجة أنها تُستخدَّم كأغراض عسكرية، صحيح إنه إسرائيل توضح ذلك بأنها هي تريد أن تحمي جنودها وتريد أن تحمي المستوطنات تريد أن تحمي عفوا تريد أن تحمي جنودها بأنها تعمل إجراء وقائي لحماية هؤلاء الجنود بهدم المنازل وتدمير الأراضي وطبعا تقطيع الأشجار، هذا لا يجوز أن يكون كإجراء وقائي لأنه يُفترَّض أن يتم بالفعل ومن ثم تقوم بهذا كإجراء وقائي إذا ادعى ذلك..
فيروز زياني: كان هناك وقع على الأرض يثبت ذلك، أستاذة رحاب..
رحاب القدومي: نعم إضافة إلى ذلك عفوا.
فيروز زياني: الحديث سيطول حتما حول هذا الموضوع وغيره من المواضيع الآن نأخذ مشاهدينا فاصل قصير على أن نعود بعده لمواصلة الحديث مع الأستاذ رحاب وضيفاتنا من رام الله ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
المنازل المهدمة ومعاناة المرأة والأسر المشردة
فيروز زياني: أهلا بعودتكم مشاهدينا ننتقل الآن إلى ضيفاتنا في رام الله وإلى السيدة عنان المنسقة للجان الطوارئ في نابلس، سيدة عنان يعني من خلال تجربتكم على الأرض هل تمكنتم من إحصاء ولو تقريبي للمنازل المهدمة وأعداد الأسر المشردة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟
” |
عنان أتيره قادري: أولا أشكر لكم هذا الاهتمام بتسليط الضوء على معاناة المرأة الفلسطينية والطفل الفلسطيني والتي تعكس بشكل مباشر المعاناة التي يعيشها شعب بأسره، شعب فلسطيني متمسك بثوابته متمسك بأهدافه الوطنية، شعب مرابط متمسك بالمشروع الوطني، بحقه بتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، شعب يحب الحياة ليس كما يصفه الإعلام الغربي شعب فعلا يحب السلام ويسعى إليه يحب السلام العادل الدائم، بالتالي هذا الشعب ونضالات هذا الشعب الأسطورية ما تعرض له من عدوان من أقصى أنواع العدوان ومن عنف منظم حيث كما قلتم في بداية هذا البرنامج القصف للمنازل الآمنة القتل المتعمد القتل بدم بارد فعلا، تجريف الأراضي سلسلة من الانتهاكات؛ تبدأ بانتهاك الحق في الحياة وانتهاكات اجتماعية واقتصادية، انتهاك للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقية جنيف الرابعة وليس كما يسوقون يضللون العالم بأن هذه الأراضي ليست تتبع للسيادة وأن هناك مصادر وأهداف أمنية هنا في فلسطين نحن نرى بشكل يومي قتل متعمد بدم بارد نرى تدمير المنازل..
فيروز زياني: نعم سيدة عنان نتمنى فقط أن تجيبي على السؤال الذي طرحته هل من إحصائيات متوفرة لديكم حول المهدمة منازلهم من العائلات والأسر الفلسطينية؟
عنان أتيره قادري: نعم هناك سلسلة من الإحصائيات فالعدوان مستمر، فمثلا على سبيل المثال في محافظة نابلس هناك آلاف المنازل المتضررة وهناك ما يزيد عن ثلاثمائة منزل مهدم بالكامل إضافة إلى تهديم في رفح فاعتقد أن الإحصائيات وكما تعلمين اليوم هناك تهديم جديد لمنازل وصلت الإحصائيات لآلاف المنازل المهدمة بشكل كامل وآلاف المنازل أيضا التي تضررت سواء ببنيانها الأساسي أو بمقتنياتها وما تحتويه داخل هذه المنازل.
فيروز زياني: نعم ننتقل إلى السيدة تفيدة الجرباوي وهي عميدة كلية العلوم التربوية وكلية مجتمع المرأة التابعة لوكالة الأنروا، دكتورة تفيدة استمعتِ معنا منذ قليل للأستاذة رحاب التي تحدثت عن انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان ما هي وضعية المرأة في ظل هذه الانتهاكات التي تعيشها هي وأسرتها يوميا؟
تفيدة جرباوي: أنا أيضا بأحب أشكر قناة الجزيرة وبالذات صوت النساء لاهتمامه بقضايا جوهرية إنسانية تخص النساء باعتبارهن محور لهذه الحياة، بحب أرجع شوي للإحصائيات لأنه يتوفر لدي الآن الإحصائيات عن عدد البيوت المهدمة في غزة حوالي ألف وستمائة بيت مهدم وفي الضفة الغربية تهدم حوالي.. لا يمكن عندي أنا متأسفة ألف وستمائة في غزة هم الضحايا ضحايا الهدم في غزة وفيه جرحى حوالي 11 ألف وأربعمائة..
فيروز زياني: تقصدين الأسر المشردة؟
تفيدة جرباوي: الأسر المشردة مجموع الأفراد المشردين حوالي 23 ألف مشرد بالضفة الغربية وغزة، الألف وستمائة هم من الجرحى والضحايا، بالضفة فيه ألف وتسعمائة من الضحايا وفيه عشرين ألف جريح، في شهر خمسة وحده في غزة تم تهديم حوالي ثلاثمائة بيت في رفح وحدها، فيه كمان حوالي مائة بيت في بقية غزة في القطاع، في الضفة الغربية فيه حوالي 415 بيت تم هدمهم في منطقة جنين وفي المناطق الأخرى من سنة 2000، هذه بعض الإحصائيات أما بالنسبة لمعاناة المرأة الناتجة عن هذه تهديم هذه البيوت فهي معاناة كبيرة جدا تتناول الأضرار المادية والأضرار المعنوية والأضرار النفسية الشديدة جدا وهذه كلها بحاجة إلى متابعة وبحاجة لمعالجة وبحاجة لحل يعني في الفيلم اللي شوفناه قبل شوي وشفناه اليوم بعد الظهر عن البيوت المهدمة مؤخرا في بيت حانون شفنا عيلة مشردة ذهبت في الليل كانت تحت القصف الشديد وخرجت من بيتها وثاني يوم رجعت لقيت ما فيه بيت، بيت مُدمَّر كامل هذا البيت بيبين على شاشات التلفزيون إن أسرة مشردة فقط ولكن ما هو شعور هذه الأسرة؟ ما هي المعاناة وحجم المعاناة؟
فيروز زياني: دكتورة سنأتي إلى الجانب النفسي لآثار هدم المنازل لكن تحدثتِ عن هدم هذه المنازل بمجرد هدم هذه المنازل ما هي الخطوة التالية أين يتوجه هؤلاء؟ ماذا عن مراكز الإيواء؟ هل أعدادها كافية؟ هل لكي أن تحدثينا عن هذا الموضوع؟
تفيدة جرباوي: بالضبط بعد أن يُهدَّم المنزل فيه أماكن مختلفة يمكن أن يذهب لها الشخص ممكن أن يذهب إلى مدارس مثلا فيه مدارس وكالة الغوث يلتجئ هؤلاء الناس إليها، ممكن أن تذهب إلى الخيم وممكن أن تذهب إلى أقاربها، العيلة أصلا هي مؤلفة يمكن من ثمانية أو تسعة أو 12 فرد مع العائلة الأخرى اللي أيضا مشردة وجاي إليها هذا ما يحدث ولكن هل نستطيع أن يعني أن نتعامل مع هذا الحجم من الهدم للبيوت ومن التهجير وإلى أخره؟ هذه هي المشكلة الرئيسية إنه الهدم مستمر مش متوقف والهدم شديد ومش هدم لحاله فيه هدم وفيه تجريف وفيه قصف وفيه اقتلاع للأشجار وفيه طرق مسكرة وحواجز ومعونات لا نستطيع أن نوصلها لهذه الأسباب، هذا الشيء مستمر ولا يمكن بالظروف اللي إحنا بنعيشها هلا نستطيع أن نوقفه، أي منظمة دولية أو حتى أو السلطة أو بالوضع الحالي لا يستطيع أحد أن يوقف حجم الدمار يعني إذا زلزال بيضرب أرض بيضربها وبعد شوي بيتوقف، بعد ما يتوقف الزلزال الناس بتبدأ تبني، إحنا اللي عمال يصير حتى لو صار فيه بناء حتى لو صار في إيواء الإيواء برضه بيجر أسر أخرى وعائلات أخرى منكوبة هذا هو الحال اللي نحن..
فيروز زياني: دكتورة تفيدة نعود ربما للإحصائيات حتى نضع المشاهد في صورة الأوضاع يعني هل مراكز الإيواء هذه التي تحدثتِ عنها تحدثتِ عن مدارس هناك أيضا ملاعب أخرى هل هذه المراكز كافية؟ طبعا سنتطرق لهذه النقطة وغيرها من النقاط بعد أن نتابع فاصل قصير يتخلله موجز للأنباء نرجو أن تبقوا معنا.
[موجز الأنباء]
مراكز الإيواء
فيروز زياني: أهلا بعودتكم مشاهدينا الكرام موضوع حلقتنا هذه الآثار الاجتماعية والنفسية لتهديم المنازل وتشريد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، كنا نتحدث منذ قليل عن موضوع مراكز الإيواء، أستاذة رحاب هل باعتقادك هذه المراكز مراكز الإيواء توفر الخصوصية اللازمة للمرأة الفلسطينية والأسرة الفلسطينية بمختلف الحساسيات التي نعيشها نحن كأسر عربية ومسلمة؟
رحاب قدومي: صحيح إنه هاي مراكز الإيواء قد توفر جزءا بسيطا من هذه الأمور ولكن صحيح إنه المرأة الفلسطينية عليها عبء كبير جدا والأسرة الفلسطينية تأثرت يعني العائلة ككل بما فيها الطفل والزوج بالآثار النفسية والاقتصادية والاجتماعية، فتدمير المنازل واقتلاع الأشجار وطبعا جرف الأراضي هذا أثّر على رب الأسرة بداية هذا رب الأسرة الذي يعمل من أجل هؤلاء الأطفال فالوضع الاقتصادي في مثل هذه الحالة عندما يكون مزارع على افتراض أنه مزارع فالأرض هذه التي..
فيروز زياني: مصدر رزقه.
رحاب قدومي: تعتبر مصدر للرزق خسرها هذا الأب وكذلك هناك قصف، ليس فقط للمنازل هناك قصف لبعض المصانع بحجة إن هذه المصانع تقوم بمثلا تصنيع الأسلحة..
فيروز زياني: ورش للحدادة نعم.
رحاب قدومي: مثل مخرطة الحدادة وهناك ثلاث مصانع للصابون في نابلس قُصِفوا وهل الصابون يصنع الأسلحة؟ وكذلك شلت الحياة الاقتصادية في الأراضي المحتلة، يعني حتى أصحاب الشركات لم يعد لديهم القدرة على استيراد البضائع وكذلك حتى الذي قٌصِف منزله ليس لديه الأموال الذي يستطيع أن يجد مأوى لأطفاله وبالتالي حتى لو وجد هذه المبالغ يبقى مهددا بأن تُقصَّف مرة أخرى فهذا القلق وهذا العدم الاستقرار عند رب الأسرة ينعكس على الأسرة، كذلك المرأة نفسها وكما ذكرتِ إنه المرأة هي أكثر الناس تأثرا أيضا في هذا الوضع المرأة تتعرض لعنف مضاعف في مثل هذه الحالة كل نساء العالم يتكلمن عن العنف الأسري إلا أن المرأة الفلسطينية تواجه عنف الاحتلال، المرأة الفلسطينية التي تواجه القتل والجرح والإصابات وطبعا عندنا شهادات كثيرة وهاي من نابلس نبيلة الشعيبي اللي قصف منزلها وقُتِلت هي وعشرة من أفراد عائلتها وبعد أسبوع نجا اثنين بأعجوبة وهي وثمان أفراد من عائلتها توفوا كذلك، هناك حالات كثيرة تثبت فيعني منظمة العفو الدولية أطلقت حملة في 21 ثلاثة للحد من العنف ضد المرأة في العالم ككل وارتأت بإنه يكون من شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط من الأردن تحت أو برعاية جلالة الملكة رانيا المعظمة فحضرت شهادات من كل الدول العربية كانت الأكثر تأثيرا هي المرأة الفلسطينية اللي حضرت لتوصف كيف ولدت على الحاجز بمنتهى البساطة تكلمت هذه المرأة لأنها كانت ذاهبة إلى المستشفى وهي وزوجها ولم يسمح لها الجنود الذي على الحاجز بأن تصل إلى المستشفى فاضطرت أن تلد على الحاجز ولم تجد أي شخص ليساعدها بذلك..
فيروز زياني: نعم أستاذة رحاب.
رحاب القدومي: عفوا.
فيروز زياني: العديد فعلا من الشهادات في هذا الإطار، ربما ننتقل لضيفاتنا في رام الله ومعنا السيدة عنان، سيدة عنان كنا نتحدث عن مراكز الإيواء هذه كيف تقيمين دورها؟ وهل تجدين بأن هذه المراكز كافية لسد احتياجات هذه الأسر المشردة والمهدمة منازلها؟
” |
عنان أتيره قادري: بالتأكيد هي غير كافية وأولا هذه مراكز إيواء مؤقتة كما ذكرت الزميلات سواء كان المدارس أو بعض الجمعيات التي كانت توفر بعض الغرف أو القاعات لهذه العائلات توفرها لمرحلة مؤقتة ومن ثم تصبح علينا محاولة إيجاد أماكن دائمة لتلك العائلات المشردة، هذه الأماكن لا توفر حتى الأمور الأساسية والأولية لتلك العائلات، لا توفر الخصوصية للمرأة الفلسطينية يكون هناك عدد وأنتم تعلمون أن عدد أفراد العائلة الفلسطينية كبير نسبيا بالتالي لا يكون هناك خصوصية لا للمرأة الفلسطينية ولا لأولادها وبناتها، بالتالي مراكز الإيواء هذه هي مراكز مؤقتة لا تسد الحاجة أبدا وهناك ظاهرة إيجابية في بعض محافظات الوطن حيث تحاول بعض المؤسسات إيجاد مأوى دائم لتلك العائلات عن طريق استئجار منازل لتلك العائلات إلى إعادة بناء منازلهم التي دمرت بالكامل وكذلك إيواء العائلات التي تضررت منازلها بحيث أنها أصبحت غير قابلة للسكن، البرنامج هذا برنامج كبير جدا يتطلب الكثير من الإمكانيات المادية يتطلب الكثير من الإمكانيات المعنوية أيضا لتلك الأسر التي تعيش أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة، تلك العائلات التي خرجت من منزلها دون أن تأخذ معها أي شيء من مقتنيات المنزل بدا أن يدمر المنزل بالكامل، التأثير النفسي والمعنوي التأثير الكبير تأثير لا يمكن وصفه بأرقام أو بعمليات حسابية، تأثير لا يمكن لعدسات الكاميرات حتى أن تضع يدها عليه أو تسلط الضوء عليه، بالتالي هذه المعاناة الكبيرة تتطلب من كافة مؤسسات المجتمع المحلي والمجتمع المدني فعلا إيجاد آليات إلى حل مثل هذه المشكلة، إضافة بأن هذه العائلة التي خرجت دون مأوى خرجت بوضع نفسي لأطفالها صعب جدا، خرجت بوضع اقتصادي أيضا كانت تعيشه قبل أن يحصل هذا التدمير أو هذا التشتت وهذا التشرد وضع اقتصادي صعب للغاية، البطالة هنا حسب الإحصاءات المركزية الفلسطينية 48% لكن أضيف لذلك حين يكون هناك منع للتجول أو حين يكون هناك اجتياح لمدة تزيد عن شهرين تصبح نسبة البطالة شيء غير معقول تصبح 70% فأكثر، نسبة الفقر عالية جدا فبالتالي المرأة الفلسطينية والعائلة الفلسطينية تخرج لبيت ولمأوى لا يوفر الأشياء الأساسية أو الأمور الأساسية لتلك العائلة بنفس الوقت بوضع اقتصادي لا يمكن لتلك العائلة حتى أن تحصل على قوتها اليومي وما إلى ذلك من أوضاع اقتصادية.
فيروز زياني: نعم دكتورة تفيدة من رام الله أيضا تحدثتِ في بداية هذا اللقاء عن لجوء بعض العائلات كمراكز للإيواء للمدارس، ما مدى تأثير ذلك على تمدرس الأطفال؟ كيف يمكن لمدرسة هي في الأساس موضوعها لتلقي العلم فيها أن تتحول لمركز للإيواء؟
تفيدة جرباوي: هي تتحول المدارس لمراكز للإيواء لفترات قصيرة جدا وحصلت في منطقة جنين قبل سنتين لما كان في مخيم جنين تضرر بشكل رهيب والبيوت تهدمت هناك، طبعا المكان غير ملائم إطلاقا للسكن وللحياة ولا يوجد مرة أخرى أريد أن أركز إنه النواحي الأمنية النواحي الخصوصية كلياتها غير متوفرة في المدارس ولأطفال المدارس نفسهم هذا هو ليس الجو المدرسي الذي ممكن للأطفال أن يتلقوا فيه علمهم بتركيز وبانتباه، النقطة اللي أنا بدي أذكرها إنه هذه الملاجئ سواء كانت مدارس أو ملاجئ أو خيم أو بيوت مؤقتة أو حتى لو تم إعادة بناء بيوت هذه كلها لا يمكن أن تكون كافية لأن الإنسان متى فقد بيته ومتى فقد عزيز لإليه ومتى خرج من بيته ونحن نفترض إنه خرج سليم هو قد يكون خرج مجروح أو أحد من عائلته تضرر وكان جريح وهو نفسه كان جريح ويعني هو في حالة دمار شامل..
واقع معاناة الفلسطينيات في رفح
فيروز زياني: نعم دكتورة تفيدة نعم دكتورة تفيدة نرجو أن تبقي معنا لأننا سوف ربما تحدثنا عن تجارب وعن واقع فلسطيني مرير لكن الأبلغ ربما أن نتوجه مباشرة إلى أحد الأحياء وهو حي الكفارنة في بيت حانون حيث تتواجد زميلتنا جيفارا البديري وسط أمهات فلسطينيات سينقلن لنا تجربتهم وواقعهم الذي يعيشونه مباشرة من هناك، إليكِ جيفارا تحية خالصة لكِ ولكل الأمهات الفلسطينيات الموجودات معكِ.
جيفارا البديري: أهلا فيروز من حي الكفارنة في بلدة بيت حانون المحاصرة منذ 14 يوما هناك وضع أمني سيئ للغاية لذلك سنحاول أن نختصر هذه التغطية لسبب واحد أن هناك بعض النسوة اللواتي يجب يعدن بسرعة إلى المنازل إن بقيت هناك منازل بسبب بدء التحرك الإسرائيلي تجاه هذه الدبابات وهو الشيء المعتاد في كل ليلة، نبدأ مع الحاجة حمدية أبو عودة، حاجة أنتِ فقدتِ وابنك شهيد والآن تريدين العودة إلى منزلك حديثنا قليلا عن التجربة هذه؟
حمدية أبو عودة: أنا أم الشهيد حامد أحمد أبو عودة الذي استشهد بتاريخ ثمانية سبعة صباح يوم الخميس حسبنا بالله وأنت نعم الوكيل يا رب اللي كان السبب وأنا بعتز وبفتخر بابني حامد أحمد أبو عودة.
جيفارا البديري: طب شو صار؟
حمدية أبو عودة: لما جاني خبر استشهاده أنا في منطقة السكة ساكنة وابني ساكن في نص منطقة بيت حانون أجه لنا نبأ استشهاده وأنا إتحاصرت من الدبابات وقعدت أهاهي وأزغرد والله الأمان حطيطه في صدري وأنا ما بكيت يعني إشي بيرفع الراس.
جيفارا البديري: طب أنا بعرف إنكِ هربتِ هريبة كيف هربتِ شو صار معكم؟
حمدية أبو عودة: أنا قعدت يوم بليلة وأنا (كلمة غير مفهومة) في المنزل ما خلونيش أطلع وقطعوا عليّ الميه وقطعوا الكهرباء وخلطوا ميه البلدية في ميه المجاري وقطعوا الكهرباء عني أنا يومين بليلة وأنا محاصرة وابني في الثلاجة لا قدرت أشوفه ولا قدرت أطلع ولا قدرت أودعه، بعدين الشباب قالوا بدنا نطلع ندفنه في منطقة الشيخ رضوان أنا إنجنيت قلت لو يظل شهر في الثلاجة بدوش يندفن إلا لما أنا أشوفه.
جيفارا البديري: طب بعدين كيف طلعتِ؟
حمدية أبو عودة: طلعت بين الدبابات.
جيفارا البديري: بين الدبابات؟
حمدية أبو عودة: بين الدبابات وأنا عندي سيارة ست أبواب وبقوا بدهم يجرفوها وطلعت حملت الرايات على المكانس والقشاطات والعصي وحطيت ولادي كلهم ثمان تنفار درع بشرية للدار وللسيارة.
جيفارا البديري: الله يرحمه وإن شاء الله ترجعوا بالسلامة أنتم هلا راجعين على السكة؟
حمدية أبو عودة: إحنا راجعين على السكة أه.
جيفارا البديري: كيف بدك ترجعي؟
حمدية أبو عودة: بدي أرجع بين البيارات بدي أرجع من الشجر ويمكن أمشي تذيعوا نبأ استشهادنا إحنا الثمانية.
جيفارا البديري: إن شاء الله لا يا خالتو، خالتو أنتوا كمان شو اسمه ساكنين في منطقة كثير خطرة خالتو من أهل الزعانين شو صار معكم؟
مواطنة فلسطينية: والله إحنا يوم استشهدوا الشباب ما شوفنا الساعة عشرة ونص 11 إلا جاية الجرافات والدبابات طلعت علينا من الملعب وجاية من ملعب بيت حانون قبال الدار ومجرفة الملعب والإسفلت وجاية مجارفة الدكانة وباب الدار وسور الدار اللي بره وإحنا عشان دارنا على الطريق مش مستجرين يعني نطلع أهو نطخ بقى زي القلية وما شفنا إلا هم مارقين في قلب الدار من دون ما ينادوا علينا ولا أي حاجة وبيجرفوا في الدار صار الأولاد يجروا يشردوا من فوق السطح من شباك الحمام بينطوا من شباك السدة، ظليت أنا والزلمة في الدار بعد ما شردوا كلهم والطخ عليهم زي القلية بعدها طلعنا لقينا الجرافات ركبات الدار من جوه مجرفات السور اللي بره والدكانة وهناك وما رجعت على الفارندة من جوة طلعنا حملت الشاش الأبيض وطلعت إيش فيه يا خواجة قال تعالى هون لزلمتنا راح ليه..
جيفارا البديري: للجندي الإسرائيلي؟
مواطنة فلسطينية: الجندي الإسرائيلي هاي على الجرافات والدبابات مطوقة جرافتين والباقي دبابات، اتطلعنا لقينا كل دول كله دبابات يعني إتفاجأنا لا نادوا ولا حاجة، طلع زلمتنا قال له تعال هنا أجه قال له تعال اطلع عليّ هون اخلي البيت، قال له ليش أخلي البيت؟ قال له تعالى هون، قال له مش عارف أطلع ردمين علينا زي جبل مش عارف أطلع، طلعت أنا قلت أجي معه طلع لهم وركبوا عنده على الجرافة.
جيفارا البديري: وهدوا البيت؟
مواطنة فلسطينية: وهدوا البيت قال له تعال بدك شوف البيت كيف بده ينهد وهدوا البيت، البيت مكون من شقتين يعني بأربع شقق شقتين على أربعة وفيه كمان وراء الشقتين ثلاث غرف بس كمان مكلفة.
جيفارا البديري: طيب وعرفتِ إن أرضكِ كلها جرفت إنتوا عايشين من هاي الأرض؟
مواطنة فلسطينية: والله إحنا عايشين أه إحنا الأرض اتجرفت قبل هذا بس هالحين الدور دارين دار طابقين بأربع يعني بأربع شقق وثلاث غرف بس ورا.
جيفارا البديري: وإنتوا عايشين في خيمة هلا؟
مواطنة فلسطينية: والله هالحين في خيمة على الشارع قبال اليهود قبال يمة هذا.
جيفارا البديري: طيب هي كيف عايشة أنتِ بخيمة يعني أنتِ ست وإليكِ احتياجاتكِ؟
مواطنة فلسطينية: عايشين في خيمة حتة في أرض على الطريق يعني في أرض الملعب على الوقف.
جيفارا البديري: في الشارع؟
مواطنة فلسطينية: في الشارع.
جيفارا البديري: طب شو شعوركِ كيف بتحسي أنتِ يعني ست؟
مواطنة فلسطينية: شعور الخوف والرعب وما الدار جرفوها لا طلعنا منها ولا أي حاجة ثلاث دقائق ما أعطوناش مرقوا ثواني ولا فيه أي مشكلة ما شوفنا بيجرفوا في الدار ما طلعناش منها ولا حاجة إلا ولادنا شردوا من شباك الحمام شردوا من البيبان يعني من وراء والطخ عليهم زي القلي.
جيفارا البديري: الله بيعين خالتو.
مواطنة فلسطينية: بيعين الله.
جيفارا البديري: فدوى أنتِ فقدتِ زوجكِ شهيد في المعركة في مجزرة بيت حانون، شو اللي صار يعني هجموا عليكم؟ حسيتوا بالخوف إنتوا عايشين طبعا 24 ساعة مع إطلاق النار تحكي لنا عن هاي الليلة؟
فدوى: استشهد زوجي ناهض عبد الرحمن أبو عودة يوم الخميس في الثامن من شهر سبعة حيث إنه اتصل به أخوه فقال له إن القوات الخاصة يحاصرون بيتك لاعتقالك، فجاء فلبس ملابسه وخرج وقال إني أريد هذه الساعة وتقابل بهم وواجههم فعند..
جيفارا البديري: اشتبك معهم بالقتال.
فدوى: بالقتال فهو كان قد بدأ قبل أن يبدؤوا به فكان كلما قتل يهودي يكبر فأسقط أربعة قتلى وثلاث جرحى ومنهم ضابط المستوطنات.
جيفارا البديري: طب شعوركِ فدوى يعني أنتِ أم لطفل اليوم عايشة بدون زوج، أطفالكِ إترملوا إتيتموا وأنتِ عايشة اليوم يعني خلينا نقول في الشارع، أنتِ كشعوركِ كمرأة اليوم كيف هو؟
فدوى: شعوري كشعور أي أم فلسطينية فقدت ابنها أو فقدت زوجها فإنني مضطربة جدا خوفا على أولادي لأننا نعيش في حياة غير مستقرة لن نجلس في بيتنا ولن ننام فيه بل ننام عند الجيران خوفا من هدم البيت علينا.
جيفارا البديري: يعني إنتوا بيتكم لم يهدم بعد ولكن أنتم تخافون أن يهدم في الفترة القادمة؟
فدوى: نعم نتوقع في كل لحظة بهدمه.
جيفارا البديري: الله بيعين، سيدة نعمة عبد الله السبع أنتِ فقدتِ زوجك وابنك ونحن الآن فوق المنزل الذي كنت تسكنين فيه، كيف كانت هذه الليلة؟
نعمة عبد الله السبع: كانت ليلة شديدة الرعب والخوف والهلع، أستشهد ابني فأتوا في نفس الليلة لهدم بيتي، فزوجي لم يخرج من البيت، فأبى أن يخرج، أبى أن يخرج من البيت فأصبح يقاتل معهم لمدة سبع ساعات.
جيفارا البديري: قتال لوحده لسبع ساعات؟
نعمة عبد الله السبع: قتال لوحده.
جيفارا البديري: وأنتم معه في داخل المنزل؟
نعمة عبد الله السبع: لا إحنا بره البيت على الباب على باب البيت هما طلعونا وظل هو لحاله.
جيفارا البديري: ورأيتِ المنزل وهو يتفجر بزوجك؟
نعمة عبد الله السبع: تفجر البيت فوق رأسه.
جيفارا البديري: إذاً أنت اليوم يعني أرملة وأم شهيد شعورك الداخلي الخوف..
نعمة عبد الله السبع: الخوف والرعب وإحنا كمان هو ناضل مش عشان إنه يموت، هو يناضل علشان الناس التانيين يحيوا عشان يعيشوا التانيين، شعور الخوف والفزع والرعب فوق رؤوسنا دائما.
جيفارا البديري: الأولاد يعني بترجعوا بتحسوا إنه أحيانا فيه أمراض يعني فيه اشكالات نفسية عندهم اضطرابات نفسية غير معتادة؟
نعمة عبد الله السبع: نعم.
جيفارا البديري: زي شو؟
نعمة عبد الله السبع: زي تبول في الليل أولادي الصغار الثلاثة بيتبولوا في الليل من الخوف من يوم هاديك الليلة ما كانوا يتبولوا أول، بعدين فيه كثير بيقوموا يصرخوا في الليل كثير أولادي من هاديك خلاص إيش بدكم تاني؟
جيفارا البديري: طب أم مصعب يعني إحنا عايشين الآن في بيت حانون فيه عملية عسكرية واسعة، لحسن الحظ لا يوجد الآن دبابات ولا طائرات قريبة من هذا المكان، هل هناك هذا الخوف متواصل حتى هذه اللحظة؟
نعمة عبد الله السبع: متواصل حتى إحنا قاعدين وخايفين يصير أي إشي وإحنا من المغرب بنزبر أولادنا حتى لو في هالشي هم ما فرضوش الطوق لكن إحنا بنزبر أولادنا من المغرب، خايفين من أي إشي يصير.
جيفارا البديري: يعني منع التجول ذاتي؟
نعمة عبد الله السبع: أه منا إحنا نفسنا.
جيفارا البديري: شكرا لك، فيروز هذه بعض..
فيروز زياني: جيفارا سنعود حتما إليك نعم جيفارا سنعود حتما إليك في بث لاحق شكرا لكِ ولكل الأمهات الفلسطينيات اللواتي نحييهم على صمودهن وعلى هذه المواقف الشجاعة وهم يتكلمون من على أنقاض بيوتهن المهدمة، أستاذة رحاب استمعتِ معنا لهذه الشهادات المؤثرة يعني نتحدث عن تعويضات في الأرواح، الأرواح لا تُعوَّض لكن هذه البيوت المهدمة وهذه الأراضي المجرفة وهذه الممتلكات التي سلبت، من يعوض هؤلاء عنها؟ يعني من الذي يكفل حقهم جميل أن نتحدث عن المواثيق الدولية وحقوق المرأة والطفل التي نتحدث عنها لكن فعليا من يعوض هؤلاء؟
رحاب قدومي: نعم بداية اسمحي لي إني أحيي أنا كمان هذه النساء لأنه فعلا تعجز الكلمات عن الوقوف أمام هذا الصمود وهذه البطولة، صحيح إنه هناك منظمات دولية تضغط على المجتمع الدولي وهذا دور المجتمع الدولي يفترض على المجتمع الدولي أن يقوم بالضغوط لتعويض هؤلاء المتضررين، فعلى سبيل المثال منظمة العفو الدولية في توصياتها طالبت بتعويض جميع الذين قُصِفت منازلهم ودمرت دون أي سبب وكذلك طالبت بالتحقيق في هذه الأمور إضافة إلى ذلك طالبت بأن يحق لأي شخص أن يتقدم للقضاء ولكن قبل أن نتكلم عن هذه الأمور وهذه الضغوطات هو..
فيروز زياني: تقدم يعني للقضاء أي جهة قضائية مقصود بها الآن في وضع احتلال؟
رحاب قدومي: نعم يجب أن تكون محكمة مستقلة محايدة حتى تستطيع أن تحكم في هذا الموضوع..
فيروز زياني: يعني الموضوع نظري في الواقع لا توجد مثل هذه الأشياء.
” |
رحاب قدومي: وأحب أن أشير بإنه المحكمة الجنائية الدولية إسرائيل سحبت توقيعها بعد أن صادقت على المحكمة الجنائية الدولية لأنه يفترض أن تكون هي المحكمة المستقلة المحايدة التي تنظر في مثل هذه الحالات، إلا إنه إسرائيل سحبت توقيعها ومصادقتها على نظام المحكمة الجنائية الدولية حتى لا تعرض نفسها للضغوطات من المجتمع الدولي وبهاي المناسبة أحب أن أذكر بإنه وكما ذكرت يعني إنه هناك بعض المحاكم لا تحكم بحيادية كمحكمة العدل الإسرائيلية، محكمة العدل الإسرائيلية تنص بأنه يحق للمواطن وخاصة أهالي القدس الشرقية الذي تقوم سلطات الاحتلال بنسف منازلهم بحجة أنه ليس هناك ترخيص لهذه المنازل وكيف يكون هناك ترخيص والسؤال بيطرح نفسه كيف يكون هناك ترخيص وإسرائيل أصلا لا تعطي هؤلاء من الصعب جدا أن تعطيهم ترخيص بل من المستحيل فتدعي محكمة العدل الإسرائيلية بإنه من حق هؤلاء المواطنين أن يستأنفوا وعندما يستأنفوا أمام محكمة العدل الإسرائيلية تصدر القرارات لصالح القوات الإسرائيلية بحجة أنها كانت مناطق عسكرية وهاي النقطة اللي كنا نتكلم عنها في البداية وأنها تهدد أمن إسرائيل وبالتالي قامت القوات الإسرائيلية بنسف هذه المنازل فكيف تكون هذه المناطق مناطق عسكرية والقانون الدولي عرفها بأنها أهداف مدنية وكيف لإسرائيل توصف هذه المناطق بأنها عسكرية لفترة مؤقتة فقط الفترة الذي يقوم فيها المسلح الفلسطيني فرضا على افتراض إنه هجوم مسلح فلسطيني فبالتالي تقول إن هذه مناطق عسكرية وتخالف جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
فيروز زياني: نعم أستاذة رحاب لكن هذا بواقع الأمر لا يجيب على السؤال الذي طرحته، هل من تعويضات تُقدَّم لهؤلاء الذين تهدم منازلهم وتجرف أراضيهم؟
رحاب قدومي: هو جوابي على أن هذا هو دور المجتمع الدولي أن يقوم بضغوطات بما في المؤسسات حقوق الإنسان الدولية ولجان حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم المتحدة بالمطالبة بتعويض لهؤلاء الناس وخاصة وسأكمل على هذه النقطة بإنه القانون الإنساني الدولي نص على حق كل إنسان بالمسكن يعني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نص صراحة على حق كل إنسان بمسكن ومأوى وكذلك العهدين الدوليين إضافة إلى هذا الحق يجب أن يكون دون أي تمييز حسب ما إجه في الاتفاقيات القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وكذلك فيما يتعلق في الإخلاء القسري والعقوبات الجماعية إذاً هون هناك دور للمجتمع الدولي وللجان حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة عندما تقدم إسرائيل تقاريرها لهذه اللجان أن تقوم بالضغط على إسرائيل وتطالب بتعويض هؤلاء الناس عن هذه الخسارات التي يعني لحقت فيهم.
فيروز زياني: نعم أستاذة رحاب نرجو أن تبقي معنا، مشاهدينا نرجو أيضا أن تبقوا معنا لنستكمل الحوار حول موضوع حلقتنا هذه بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
الآثار النفسية لهدم المنازل وتشريد العائلات
فيروز زياني: أهلا بكم من جديد موضوع حلقتنا إذاً الآثار الاجتماعية والنفسية لهدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم، للحديث عن الآثار النفسية أيضا تحدثت منذ قليل كما تابعنا من بيت حانون سيدة وأم فلسطينية عما يصيب أطفالها جراء هذا الترويع الذي يشاهدونه وتهديم المنازل تحدثت عن تبول لا إرادي للأطفال، هناك بعض التقارير تتحدث عن آثار نفسية أخرى وعضوية منها نوبات الصرع العصبية المفرطة فقدان الثقة في النفس وحتى الآباء الانطواء والعزلة يعني أود أتوجه إلى السيدة عبير أو السيدة عنان كيف يتم التكفل نفسيا بمثل هذه الحالات التي يصاب بها الأطفال؟
عنان أتيره قادري: نعم أولا التحية للأخوات الذين فعلا شاهدنا معاناتهم من تشرد وتشتت إضافة إلى معاناة أطفالهم وهذه المعاناة تضاف إلى معاناة أطفالنا هنا في الضفة الغربية ولكن أود أن أقول أن معظم المنازل الآمنة التي تم قصفها هي منازل مدنية حتى أن القذائف الصاروخية كانت تسقط على المنازل فوق رؤوس أصحابها وترى الأم أطفالها وهم ينزفون حتى الموت ولا يُسمَّح للطواقم الطبية بإسعافهم وإخلائهم وبالتالي هذه صعبة جدا أيضا..
فيروز زياني: سيدة عنان أود أن استسمحك عذرا فقط نود العودة إلى جيفارا لأن الدبابات الإسرائيلية بدأت فعلا في التحرك نحو المكان الذي هم موجودون فيه ونود أن نأخذ شهادات حية من هناك للزميلة جيفارا والضيوف الذين معها إليك جيفارا.
جيفارا البديري: نعم فيروز للأسف كما قلت في السابق يجب أن نختصر لأن هناك الكثير من العائلات التي يجب أن تعود إلى مناطق التماس حيث تتواجد الآليات العسكرية التي تحاصر بلدة بيت حانون التي يزيد تعداد سكانها عن 38 ألف نسمة وكما ذكرنا هناك أمراض نفسية بدأ الأطفال يعيشونها في كل يوم مع استمرار إطلاق النار هنا نرى الطفلة هنادي، هنادي أحكي لي لما كانوا يجيوا الجيش على هنا شو كنت تسوين وشو.. كنتِ تخافي؟ احكي لي.
هنادي: أه الدبابات طلعونا بره والمطر ينزل علينا ونخاف قلت لأبوي يا أبا قلبي بيرن وأنا بخاف من الدبابات.
جيفارا البديري: وين كنتم تروحون؟
هنادي: طلعونا بره بالشارع وقعدت الدبابات قبلنا ورميت قذيفة علينا وهذا وخفت وقعدت نصيح ونصوت كلنا.
جيفارا البديري: وبعدين وين روحتِ؟
هنادي: ظلينا قاعدين بالشارع وبعدين ستي قالت للخواجة خلينا نمرق، بلا امرقوا امرقوا، ظلينا قاعدين فيها بالأخر الصبح طلع لاقينا كل الدور مهدودات وهذا وخلاص.
جيفارا البديري: طيب واليوم خايفة لساتك يعني الدنيا ليل وهلا فيه دبابات بعيدة خايفة؟
هنادي: لا.
جيفارا البديري: ليش؟
هنادي: الدبابات مش هون لو هون كنت خفت.
جيفارا البديري: شهيد هذا البيت بيتكم؟
شهيد- طفل فلسطيني: لا.
جيفارا البديري: كان بيتكم صار هذا البيت؟
شهيد: بيتنا.
جيفارا البديري: طيب شو صار في هذا البيت؟
شهيد: اتهدم.
جيفارا البديري: كيف احكي لي؟
شهيد: اجينا الدبابات اجينا الجرافات ودمروا دارنا على أبوي وقتلوا وصرعوا أخويا.
جيفارا البديري: وبعدين شو صار؟
شهيد: صرنا نصيح عليهم.
جيفارا البديري: كنت خايف؟
شهيد: أه.
جيفارا البديري: احكي لي بتخاف هلا إذا بتسمع صوت طيارة ودبابة؟
شهيد: أه.
جيفارا البديري: شو بتسوي كيف احكي لي كيف بتخاف يعني؟
شهيد: بقلبي.
جيفارا البديري: بتصير تروح على الحمام كثير؟
شهيد: أه.
جيفارا البديري: كيف تتخبى؟ وين بتروح تتخبى؟
شهيد: في بيتي.
جيفارا البديري: بتتخبى عند ماما؟
شهيد: أه.
جيفار البديري: بتبطل عارف تحكي منيح؟
شهيد: أه، بيجينا الدبابات ويطخون الناس.
جيفارا البديري: وأنت بتخاف منهم؟
شهيد: أه.
جيفارا البديري: شكرا شهيد.
جيفارا البديري: خالتو أنتِ فقدتِ قبل أكم من يوم ولدين لأليك، مش هيك؟
مواطنة فلسطينية ثانية: أه.
جيفارا البديري: اليوم كيف بعد ما فقدتِ هدول الولدين كيف تتعايشي مع الوضع الموجود حواليكِ؟
مواطنة فلسطينية ثانية: كله سيئ.
جيفارا البديري: كيف؟
مواطنة فلسطينية ثانية: وبعدين إحنا بنناشد كل الدنيا اللي بتحب الفلسطينية تفزع علينا اللي هم قاعدين بيسوا في ولادنا وبشبابنا أول مرة جه طلبوه وشرد منهم وثاني مرة جه طلبوه شرد منهم، ظلوا لما إمبارح أجوا حاصرونا ومسكوهم هم الأربعة طخوهم على بعضهم يوسف الزعانين ونصر الدين أبو هربيد وزاهر أبو هربيد ومين والله اسمه وإسماعيل الكفارنة نعيم وحاصروا هالشباب وطبوا بهم وقلعوا الشجر والأولاد كليتهم مرعوبين ومش قادرين نقعد في بيوتنا بيجيوا كل يوم يطبقوا على الناس ويطلعوهم بره بيحاصرونا قلت له أنا ليش كل يوم تجي تطقطق على الباب قال أنا بدي ابنك، قلت له ولادي مش هنا قلت له أنا في بيت حليمة وابني في الحكمة، قالوا طب عديهم عديت ولادي كلهم لاقيتهم لي قال لا إحنا بدنا نصر الدين أبو هربيد.
جيفار البديري: مين هدول؟ هادول جنود قوات خاصة يعني؟
مواطنة فلسطينية: قوات خاصة.
جيفارا البديري: هدول أول مرة بتشوفوهم؟
مواطنة فلسطينية: هدول أول مرة بيكونوا مشحبرين وجوهم ومرقوا علينا البيت.
جيفارا البديري: دخلوا عند الولاد الصغار؟
مواطنة فلسطينية: دخلوا وكلهم صاروا يصرخوا بالدار اللي شخ على حاله واللي مش قادر، أنا يا المره الكبيرة أنا ما قدرتش أقوم قلت للولد الصغير روح افتح لهم وهم بيضربوا على البيوت وطلعنا كليتنا وظلوا يجروا وراه لما سقطوه وطخوهم.
جيفارا البديري: غالية أنتِ فقدتِ أختك اللي كانت بتحاول برضه تنقذ شباب مقاتلين وفاء بن جميلة في المستشفى ما بتعرف إن والدتها مستشهدة، كيف كان ذاك اليوم واليوم أنتِ كيف وضعك؟
غالية: أنا سيئ وضعي أنا أختي فقدتها، استشهدت بين إيديا وإحنا نحافظ على الشهداء ونسحب في الشهداء أنا وياها وسحبت الشهيد حامد أبو عودة تسحبه على بيتنا جوه وإطخ علينا من دار، هم ساكنين فوق دار القوات الخاصة ومش شايفينهم إحنا وهم بيطخوا فينا وولادي وجوزي كنا ننقذ في الشهداء وأختي راحت فوق الشهداء طخوها اليهود وهي بتسحب في الشهيد حامد أبو عودة وجدتها بنتها تقول يأما يأما حاولت طخوها فوقيها والحمد لله بنتها يعني بيقولون إنها كويسة وإلينا أربعة أيام في المستشفى ما شفنهاش وولادي فدوا خالتهم وهم يسحبوا فيها ويسحبوا في الشهداء.
جيفارا البديري: خالتو وإنتِ شو شعورك لما بتشوفي دم وجثث وبيوت مدمرة؟
غالية: كنا نفوسنا فوق بعض وكنا ارتبكنا والله دمرنا كنا بقلب الدار.
جيفارا البديري: منظر الدم عادي؟
غالية: والله بالمماسح نمسح الدم مطرح الشهداء ومطرح أختي شهيدة دمها تحتها هيك ما أنا عارفة أنا أصوت عليها دمها من وين طاح والله اللي عالم بينا استغفر الله العظيم وأنا كنت مريضة أنا بالقلب كنت وأنا أسحب في الشهيد واسحب في الشهداء أنا وأختي وأختي تسحب وأنا أسحب فيها وهم يطخوا علينا ما عندهماش قلب ولا عندهم ضمير هادول بيجونا متوحشين مش يهود هم أعتى من اليهود هدول اللي بيجونا وبيعملوا هيك فينا إحنا قاعدين مشفنا غير اللي بيقولوا اشهد أن لا اله إلا الله بيطخوهم هيك يطخوهم يعني حاجة فظيعة حاجة ما بتتوقعهاش إنهم يعملوا فينا زي هيك وولادنا خوفوهم موتونا طول الليل الجرافات يجرفوا في أراضينا هدوا الدور علينا.
جيفارا البديري: ليش الأراضي الزراعية؟ ليش؟
غالية: هدوهم والله ما خلوا شجرة عندنا هم أول ما أجونا ونكبونا هم في الشجر قصوا كل شجرنا، ميه طفت قطعوا الميه عنا، قطعوا الأكل عنا، حوالينا عيشة دمار خلوها والله أختي أربعة أولاد وثلاث بنات ورا عيشتها كانت دمار لما حاولت تنقذ الشهداء وتسحب في الشهداء يطخوها فوق الشهداء، مش حرام عليهم؟ يكسرهم الله اليهود يكسرهم الله يا رب يكسرهم الله.
جيفارا البديري: عم أبو نائل أنت مزارع وبيت حانون تعرف على أنها سلة قطاع غزة الغذائية، عرفت إنه جرفوا لك أرضك، إحنا عمال بنشوف أراضي آلاف الدونمات إتجرفت خلال 14 يوما ليش أرضك إتجرفت؟
أبو نائل: بسم الله الرحمن الرحيم، إحنا جرفوا لنا البيارة في الاجتياح الأولاني هذه السياسة اللي بيستعملوها اليهود سياسة هدم الاقتصاد الفلسطيني وخاصة حتى يعني عملية امتصاص المياه الجوفية الموجودة في داخل الأرض هاي ويستغلوها هم بيعملوا يعني خلعوا جميع الأشجار وهذه هي مصدر الرزق الوحيد للشعب الفلسطيني حتى لشعب غزة في هذه المنطقة والآن يوجد عن إحصائية الآن سبعة آلاف دونم من الحمضيات تم تجريفها وتدميرها تدمير كامل، حتى هو لما الجند لما أجوا عندنا يهدوا البيت أجوا يوم الخميس الساعة عشرة ونصف وأجوا ودهموا البيت بدون سابق إنذار وحتى الأطفال والنساء نعم.
جيفارا البديري: عمو أبو نائل في رفح إدمرت آلاف المنازل بيت حانون تدمر آلاف الأشجار، برأيك أنه أسوأ وضع عم يكون؟
أبو نائل: أسوأ وضع هو الأشجار هي الشجرة هذه تقعد فترة طويلة جدا أنت تربيها كما تربي الطفل أنا وأبوي من قبل ثلاثين سنة بنربي الشجرة في يوم وليلة بيهدوها، البيت ممكن ينبني في خلال ثلاث أربع سنين أو سنتين ممكن ينبني البيت لكن الشجرة من الصعب إنها تنتج في سنتين أو ثلاث وهذه يعني من معوقات بتصير يعني إنه الاقتصاد بيقل للشعب الفلسطيني، الشجرة هذه بتشغل كثير من الناس اللي بيسقي واللي بيحرث واللي بيقطف هذا دمار شامل هذا حتى النازية ما عملت الإشي اللي عمله اليهود في منطقة بيت حانون بالذات وأنا قلت لك قبل هيك إنه سبعة آلاف دونم من الأشجار وخاصة الحمضيات من أجود الحمضيات في فلسطين هي قطاع غزة وخاصة بيت حانون بالذات.
جيفارا البديري: يعني عمو هون كمان فيه مشكلة اقتصادية فقر عمال بيزيد وكل مصدر رزقكم فعليا راح؟
أبو نائل: نعم فعلي أغلب مصدر الرزق الآن لأهالي بيت حانون لمنطقة بيت حانون اللي تعد حوالي 38 ألف نسمة الآن فقدوا يعني نقول 95% من الرزق من أسباب تجريف الأشجار لكن إحنا اليوم هدموا علينا البيت.
جيفارا البديري: عمو أنا عارف إنكم لازم ترجعوا بيوتكم لأن الوضع كثير سيئ.
أبو نائل: نعم.
جيفارا البديري: فيروز هذه بعض النماذج للأسر الفلسطينية وما تعانيه ليس فقط كما ذكرنا في بيت حانون ولكن في كامل قطاع غزة كما نعرف كان من المتوقع أن نتوجه إلى مدينة رفح المنكوبة ولكن قوات الاحتلال أغلقت الطريق الرئيسي إلى رفح ووجدنا أن بيت حانون التي يتم فيها حتى هذه اللحظة عملية عسكرية واسعة فيها نموذج أوضح لمعاناة الأسرة الفلسطينية بأكملها، فيروز نعود إليكِ بالدوحة.
فيروز زياني: شكرا لكِ جيفارا ونود أن تبلغي شكرنا الخالص لهذه العائلات الفلسطينية التي شاركتنا ولو جزء بسيط من معاناتها وهمومها وتنقلي لهم تحية حارة من كل فريق البرنامج، سيدة عنان كنتِ معنا منذ قليل وكنا نتحدث ربما عن التكفل النفسي للطفل استمعتِ معنا أيضا لأباء سيدات وأمهات فلسطينيات وأطفال أيضا تحدثوا ببراءتهم عن ما يشهدونه بأم أعينهم يعني هل من تكفل نفسي لجميع هؤلاء للأب للأم وللطفل الفلسطيني؟
عنان أتيره قادري: راح الصوت مفيش صوت.
فيروز زياني: يبدو أن سيدة عنان ليست في الاستماع، أستاذ رحاب يعني استمعتِ معنا لهذه الشهادات المؤثرة، هل من تكفل حسب المعلومات المتوفرة لديكِ بهذه الأسر الفلسطيني؟
رحاب قدومي: لا نستطيع أن نقول أن هناك تكفل منظم في هذا الموضوع ولكن كما قال أحد الأطفال إنني أرى في أعين أمي الأمان والطمأنينة فالطفل الفلسطيني يرى في أعين أمه الأمان والطمأنينة بالرغم زي ما ذكرتِ الاتفاقيات الدولية اتفاقية حقوق الطفل الذي فيها 42 بند تعطي حقوق للطفل إلا أن الطفل الفلسطيني يُحرَّم من أبسط الحقوق البشرية؛ اللي هي حقه في الحياة، حقه في الغذاء، حقه في الرعاية الصحية، حقه في طبعا حمايته من النزاعات المسلحة، كل الاتفاقيات الدولية تؤكد على حماية الأطفال والنساء في النزاعات المسلحة، إلا أن الطفل الفلسطيني يحرم من هذه الحقوق جميعها ولضيق الوقت لا أستطيع أن أتكلم عن هذه الحقوق ولكن باختصار شديد قال طفل فلسطيني بأنني أراها في أعين أمي هذه الحماية والأمان، فدور المرأة الفلسطينية مسؤولية مضاعفة هي تكون تحتاج إلى من يزودها في هذه الحماية وفي هذا الأمان ومع ذلك من دورها أن تزود أو تشحن هذا الطفل بالأمان وبالمعنويات المرتفعة وكذلك بالاستقرار..
فيروز زياني: إذاً دور الأم هو محوري وفاصل هنا إن صح التعبير، سيدة عنان وقد التحقت بنا مجددا من رام الله نرحب بها والدكتورة تفيدة كنا نتحدث عن التكفل النفسي للأسرة الفلسطينية، هل على الأرض هناك واقع هكذا؟
” |
عنان أتيره قادري: نعم يعني ما رأيناه وما سمعناه الآن في غزة وما نراه يوميا من مشاهدات أثناء عملنا في الطوارئ وفي الإسعاف وفي مراكز التفعيل الجماهيري نرى هذه المعاناة لدى الأطفال، نرى طفل فقد زميله على مقعد الدراسة أو فقد أباه، نرى الطفل يرى الدم الذي وصفته الأخوات قبل قليل، بالتالي فعلا هناك مشاكل نفسية لدى الأطفال، مشاكل نفسية لدى النساء ومشاكل نفسية حتى لدى الشبان وطلبة المدارس وما إلى ذلك، الطفل تلاحقه الدبابة العسكرية الدبابة الإسرائيلية التي حين رأينها في اجتياح نيسان في جنين وفي نابلس، نحن ذهلنا من هذا المنظر الطفل يعبر الحاجز ويتعرض للاعتداءات الجسدية والإهانات والإذلال كل ذلك ترك آثار صعبة جدا على نفسية أطفالنا ونسائنا بالتالي كان الدور لدى مؤسسات المجتمع المدني تحديدا المؤسسات المتعلقة المؤسسات الاجتماعية مؤسسات الإرشاد النفسي هو كيفية تدريب المرأة الفلسطينية على كيفية التعامل مع أبنائها، هؤلاء الذين يعانون معاناة كبيرة جدا إضافة إلى برامج وضعتها عدد كبير من المؤسسات ليست فقط لتدريب الأمهات وإنما أيضا للتفريغ النفسي لدى هؤلاء الطلاب من خلال المدارس خلال النوادي الصيفية البرامج اللا منهجية أثناء العام الدراسي، بالتالي هناك على الأرض أمور تحدث لمواجهة هذه الأزمة التي تتعرض لها الأسرة الفلسطينية بكافة أعضائها سواء الأب الذي فقد عمله بسب البطالة أو الأب الجريح أو الشهيد أو المعتقل، هناك عدد كبير من البرامج لكنها لا تكفي لأن العدوان هو أكبر من هذه البرامج التي نحاول القيام بها باعتقادي وللاستمرار في الحياة..
مشاركات المشاهدين
فيروز زياني: نعم سيدة عنان نرجو أن تبقي معنا نشرك في الحوار من بيت حانون التي نعود إليها هذه المرة عبر الهاتف جهاد حمد، السلام عليكم أخي جهاد.
جهاد حمد: السلام عليكم ورحمة الله، جهاد جميل حمد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأزهر، أنا حبيت أعلق سيدتي الفاضلة حول موضوع الآثار النفسية على الفلسطينيين جراء هدم البيوت، في البداية بالنسبة للممارسات الإسرائيلية يعني حول موضوع هدم بيوت الفلسطينيين من قِبَّل الاحتلال الإسرائيلي بغض النظر عما تتذرع إسرائيل من ذرائع أكان ذرائع أمنية أو عقابية وقائية أو قانونية فهي بتعلم إن هناك أيضا انعكاسات سلبية على قطاعات كبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني إن كان على الطفل الفلسطيني أو على المرأة الفلسطينية أو الرجل الفلسطيني أو على التلميذ الأستاذ وغيره طبعا الانعكاسات من ضمنها تحدثتم عنها في سياق البرنامج كان نوبات صرع فقدان القطاع الاجتماعي إحباط انطواء وعزلة تبول لا إرادي هوس وغيره من هاي القضايا، بس أنا بدي أشير لموضوع في غاية الأهمية هنا وهو اضطرابات ما بعد الصدمة (Post traumatic disorder) اللي تحدثت عنه العديد الدراسات النفسية والاجتماعية وهي جزء كبير جدا كان تحدث عنه في الولايات المتحدة الأميركية تجربة المحاربين الأميركان بعد خروجهم من فيتنام ومازالوا لحد الآن لحظة..
فيروز زياني: أخي جهاد أشكرك جزيلا كنت أتمنى فعلا أن تبقى معنا لكن لضيق الوقت نأخذ مشاركة أخرى من الأردن محمد القضاة تفضل أخي محمد وباختصار لو سمحت.
محمد القضاة: السلام عليكم أخت فيروز.
فيروز زياني: وعليكم السلام.
محمد القضاة: وتحية لضيافاتك الكريمات وتحية للأمهات الصامدات في فلسطين لو سمحتِ لي دقيقة واحدة للمداخلة بشأن الأثر النفسي والبعد الاجتماعي لما يجري في فلسطين عند الأطفال والأمهات فبفقدان الأطفال لأحد الوالدين أو كلايهما يصبح الأطفال أيتام يتأثرون نفسيا وبشكل مأساوي فما بالكم لحال فقدان الأطفال لكامل الدار لكامل الحنان ولكل الأمان وأما كيف يتأثر الأطفال وهم يرون منازلهم تٌنسَّف وتُفجَّر أمام أعينهم فضلا عن منظر الدم والدمار فهو بالتأكيد حالة من القلق والشعور بحالة من الرعب اللحظي والذي يخلق بعد فترة حالة من واللامبالاة اللامبالاة حالة من الحقد والكراهية كنتيجة للقهر وعدم الشعور بالأمن وأيضا فقدان للأمن النفسي الأطفال والأمهات وهو اهتزاز لا إرادي للثقة عند الأطفال بمصدر الأمان المألوف أقصد الأم والأب وهو الشعور عند الأطفال والأمهات الشعور بالحقد والكراهية للأسف ضد من هدموا الدار والمأوى من جهة وحقد وكراهية أكبر وأكثر ضد القرابة والأهل والعشيرة ضد الأمة العربية والإسلامية الصامتة في ظل ما يجري للأهل في فلسطين وغير فلسطين، صدقوني أن العزاء ولو بالكلمات أو بالمال ربما يخفف جزئيا من معاناة الأطفال والأمهات والأهل في فلسطين ناهيكم عن ضرورة القيام الواجب الحقيقي..
فيروز زياني: شكرا أخ محمد على هذه المشاركة القيمة كنا نتمنى فعلا أن نشرك المزيد من المشاهدين، نتحول للدكتورة تفيدة ربما في عجالة لتحدثنا عن عمل المؤسسات الإنسانية ومنها مؤسسة الأنروا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وعن الصعوبات التي تلاقيها في الأرض؟ دكتورة تفيدة وباختصار لو سمحتِ.
تفيدة جرباوي: وكالة الغوث الدولية وغيرها من المنظمات أيضا على الأرض تقوم بتدخلات كثيرة من أجل التخفيف من هذه المعاناة منها برنامج إعادة بناء للبيوت والمساكن المهدمة اللي مثلا انتهى أو في طريقه للانتهاء البيوت السكنية في منطقة جنين وبالأمس قامت السلطة الفلسطينية والـ(UNDP) والأنروا بالتوقيع على اتفاقية بحيث إنه السلطة الوطنية تعطي 34 دونم من الأرض في رفح وبتمويل من الصندوق السعودي للـ(UNDP) لمتابعة بناء حوالي ثلاثمائة وحدة سكنية والوكالة ستقوم ببناء حوالي أربعمائة وحدة سكنية أخرى بتبرع من الهلال الأحمر الإماراتي هذا من ناحية، من ناحية أخرى تقوم أيضا بمساعدات بدل عفش تقدم معونات مادية تقدم معونات عينية تقدم طعام غذاء وبالإضافة لذلك تعطى اهتمام كبير للحالة النفسية ولديها برنامج منظم وكبير في مجال الإرشاد النفسي والدعم النفسي والبرامج الاجتماعية الأخرى التي تقصد من ورائها التخفيف من هذه المعاناة النفسية الواقعة على الأطفال فيه مراكز مختلفة مهم جدا منها مراكز النساء اللي موجودة في أماكن مختلفة أيضا هناك برنامج مهم وهو برنامج التشغيل والتوظيف اللي هو يهدف إلى التخفيف من البطالة والتخفيف من حجم الفقر، بالنسبة للصعوبات..
فيروز زياني: دكتورة تفيدة أرجو عن المقاطعة لأنه فعلا وقت البرنامج وللأسف انتهى كنا نتمنى أن نتطرق للعديد من النقاط الأخرى لأن الموضوع يستحق فعلا أكثر من حلقة وفيه طبعا كنا نتمنى أن نحكي فيه، ليس بوسعنا في نهاية هذه الحلقة مشاهدينا الكرام سوى أن نشكر ضيفاتنا في الأستوديو السيدة رحاب القدومي عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو منظمة العفو الدولية ومن رام الله الدكتورة تفيدة جرباوي عميدة كلية العلوم التربوية وكلية مجتمع المرأة في رام الله والسيدة عنان أتيره قادري منسقة لجان الطوارئ في محافظة نابلس ونتقدم أيضا بشكر خاص وتحية خاصة لمراسلتنا جيفارا البديري وجمهورها من أهالي بلدة بيت حانون وتحديدا حي الكفارنة الذي كنا نتحدث إليهم نشكرهم شكرا جزيلا ونشكركم أيضا مشاهدينا إلى أن نلقاكم في الحلقة المقبلة لكم أطيب التحيات من مخرج هذه الحلقة رمزان النعيمي ومعدتها رفاه الصبح ومحدثتكم فيروز زياني عذرا وإلى اللقاء.