يوميات مقاتل

"كنا مبسوطين رغم كل شيء": مقاتل فلسطيني يروي تفاصيل الحياة في غزة

في شهادة حية تكشف تفاصيل حياة المقاتل اليومية في قطاع غزة، يروي محمد إسماعيل النجار، وهو لاجئ من مواليد 1989 يسكن في حي الزيتون بمدينة غزة، ذكريات طفولته وشبابه في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

بانر يوميات مقاتل

ويستذكر النجار خلال حديثه لبرنامج "يوميات مقاتل" أيام طفولته على شاطئ غزة، حيث كان البحر يمثل المتنفس الوحيد له ولأقرانه، ويقول: "كنت أرى البحر وأشعر بارتياح كبير، وكنت أنتظر الفجر لأخرج مع أبي الذي كان يصطاد السمك بينما كنت أسبح وألاحق الأسماك الصغيرة حول الصخور".

ورغم الظروف الصعبة، فإن عائلة النجار حرصت على تربيته تربية دينية، وأوضح يقول: "منذ صغري وأنا أحب الدين وكنت ملتزما لأني في البداية من أسرة ملتزمة دينيا"، ويضيف أن والدته كانت تعلمه القرآن الكريم، وأنه كان يحب حصص التربية الإسلامية في المدرسة.

ولكن رغم تفوقه الدراسي أوضح أنه أضطر لترك الدراسة في سن مبكرة وقال: "كنت أنا متفوق في المدرسة، وكانت أغلب علاماتي الدراسية امتياز ولكن بسبب الظروف القاهرة والأوضاع المعيشية القاسية اللي كانت تمر بها العائلة قررت في الصف العاشر أن أترك المدرسة وأذهب للعمل في الزراعة من أجل إعالة أسرتي".

يعتبر البحر المتنفس الوحيد لمليوني فلسطءني في قطاع غزة الصغير والمحاصر-رائد موسى-الجزيرة نت
يعتبر البحر المتنفس الوحيد لمليوني فلسطيني في قطاع غزة (الجزيرة)

ويصف النجار صعوبة الحياة اليومية في ظل القيود الإسرائيلية، خاصة عند التنقل للعمل، قائلا "كنا نطلع الصبح عند الفجر والمشوار إلى أرضنا الزراعية الذي كان يستغرق عادة ربع ساعة أصبح يمتد أحيانًا إلى ساعتين بسبب الحواجز والتفتيش".

إعلان

ورغم تلك المعاناة، ما زال النجار يعبر عن حنينه لتلك الأيام وذكرياتها الجميلة، ويقول: "أنا مشتاق لكل خطوة مشيتها على رمال غزة". ويضيف: "والله كنا مبسوطين" عند تذكر أيام الطفولة على الشاطئ.

وتعكس شهادة محمد إسماعيل النجار واقع الحياة اليومية للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تتداخل ذكريات الطفولة البريئة مع صعوبات العيش تحت الاحتلال. وتبرز الشهادة صمود الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم وذكرياتهم رغم كل الصعاب، مع الأمل في مستقبل أفضل.