يوميات مقاتل

الحلاق: اعتقال أبي وإهانته حولني إلى مقاتل ضد نظام الأسد

في شهادة حية تكشف عن مسار تحول مواطن سوري إلى مقاتل ضد نظام بشار الأسد، يروي محمد الحلاق لبرنامج “يوميات مقاتل” تفاصيل رحلته النضالية، التي بدأت من مسقط رأسه في بلدة الأتارب.

بانر يوميات مقاتل

ويستهل الحلاق شهادته بوصف حي للحظة فارقة في طفولته، قائلاً: "كانوا جنودا قساة غلاظا شداد، ألقوا أبي على الأرض وضربوه بقسوة وأخذوه مع عدد من رجال البلدة معتقلين"، وهذا المشهد المؤلم كان بمثابة الشرارة التي أشعلت روح المقاومة في نفسي وأنا طفل صغير.

ويصف الحلاق بلدته الأتارب بأنها "مدينة قديمة جدا"، حيث كانت الزراعة العمل الأساسي لسكانها، ويؤكد على دور البيئة الاجتماعية في تشكيل وعيه، قائلاً: "أنا تربيت بحارة قامت على التراحم والمحبة، وكان أول بيت فيها مثله مثل آخر بيت".

مظاهرات الأتارب
مظاهرات الأتارب (الجزيرة)

وعن الحياة اليومية قبل اندلاع الثورة، يتذكر الحلاق بحنين: "كان أبي يأخذني معه في جميع المناسبات، وكان يسلم على الصغير قبل الكبير"، مما يعكس قيم التكافل الاجتماعي التي ميزت المجتمع السوري.

وتعتبر حادثة اعتقال والده هي نقطة التحول في حياته، حيث يقول: "في اليوم التالي خرجت مع سكان بلدة الأتارب في مظاهرة تطالب النظام السوري بالإفراج عن المعتقلين بمن فيهم أبي الحبيب"، وهذا الحدث دفعني للمشاركة في الاحتجاجات والمطالبة بحقوق المعتقلين.

ويؤكد الحلاق شهادته على العلاقة الوطيدة التي جمعته بوالده، قائلاً: "أنا وأبي كنا أكثر من رفقة الله يرحمه، بل كنا أكثر بكثير من الرفقة بمراحل كبيرة"، مما يبرز الأثر العميق الذي تركه والده في تشكيل شخصيته ومساره النضالي.

إعلان