مغتربون

عدنان وحود.. سوري يجدد نسيج ألمانيا

سلط برنامج “مغتربون” الضوء على مسيرة المهندس السوري عدنان وحود المقيم في مدينة لينداو الألمانية منذ عقود، والذي ذاع صيته عالميا في مجال صناعة آلات النسيج وتطويرها.

وصل المهندس السوري عدنان وحود إلى فيينا السويسرية عام 1971، وهو يحمل خبرة سنوات من عمله مع والده في صناعة النسيج على النول اليدوي.

وصل البلاد الجديدة مع قليل من المال، لذلك كان عليه تعلم لغتها الألمانية مساء والعمل صباحا موزعا للمواد الدعائية.

وحين أتقن اللغة على يد مستشرقين في أحد المعاهد شد الرحال إلى مدينة آخن الألمانية، وهنا ستبدأ مسيرة الطالب في دراسة الهندسة الميكانيكية وبيع الجرائد.

برز عدنان وحود في الجامعة وحصل على شهادة الدكتوراه، وأصبح خبيرا ذا شهرة عالمية في صناعة آلات النسيج وتطويرها.

طيران الخيط
يقول أوسفين كلهاوس عميد قسم الهندسة الميكانيكية الأسبق في جامعة آخن لبرنامج "مغتربون" حلقة الأربعاء (2017/7/26)، إنه أشرف على رسالة وحود في الماجستير وموضوعها: خواص نقل الخيط للتيارات الهوائية، أو طيران الخيط في نول النسيج.

ويضيف أن "عدنان كان يتقن حرفة نسيج الأنوال وهذا ما ميزه عن زملائه، وبفضل خبرته استطاع أن يدخل عالم الأبحاث مباشرة".

ويشرح وحود قائلا إنه منذ نعومة أظفاره وهو يعمل عند والده على النول اليدوي، فسرت حرفة النسيج في عروقه وأضافت له الخبرة الواسعة الكثير وهو يدرس الميكانيكا والفيزياء.

بابا النسيج
وفي حادثة طريفة يقول إن والده زاره عام 1986 ووقف أمام آلة النسيج الحديثة وتساءل "لماذا كل هذه السرعة؟"، بل تمنى أن "نعود إلى صوابنا". ويضيف أنه بحسبة بسيطة وجد أن عاملا واحدا يستطيع تشغيل خمسين ماكينة "تنتج في يوم واحد ما أنتجه أبي في أربعين عاما".

قدم وحود العديد من الاختراعات التي تسابقت عليها الشركات العالمية، وكان كل بحث له يحدث صدى واسعا، حتى إن أستاذه في الجامعة لقبه بـ"البابا" في هذا المجال.

تلقى ثلاثة عروض من شركات في ألمانيا وسويسرا وبلجيكا، لكنه اختار ألمانيا ليبقى مع أسرته، واستقر في مدينة لينداو حتى بعد تقاعده.

اختار وحود العمل منذ عام 1987 في شركة درونييه للنسيج بمدينة لينداو التي يعيش فيها مع زوجته حياة مخللاتي وقريبا من أبنائه الخمسة.

بعد تقاعده عام 2011، تفرغ للعمل التطوعي متوجها إلى موطنه الأصلي سوريا، فأسس أول مركز طبي في ريف حلب الغربي، وبعد أربع سنوات صار المركز سبعة مراكز.

حمل أول مركز اسم مدينة لينداو التي يحلم بأن يبني خلالها جسرا "للمعرفة والبناء الأخلاقي"، قائلا إن أبناءه لبنة في المجتمع الألماني ومنتمون لأمتهم العربية.