مغتربون

رشيد اليزمي.. 40 عاما من الترحال لأجل الكيمياء

سلط برنامج “مغتربون” الضوء على مسيرة البروفيسور رشيد اليزمي عالم الكيمياء ومكتشف القطب السالب لبطاريات الليثيوم القابلة للشحن.

في عام 1953 وفي مدينة فاس المغربية ولد رشيد اليزمي المهندس وعالم الكيمياء المغربي، وتلقى تعليمه الثانوي في ثانويتي مولاي رشيد ومولاي إدريس بفاس. 

بدأ اهتمام اليزمي بالكيمياء في سن مبكرة، فقد كان حريصا على اقتناء كتب عن الأعشاب، وفي مختبر صغير بمنزله كان يخلط بين بعض المواد أو الأعشاب لمعرفة ماذا ينتج عنها.

وفي 1971 انتقل إلى كلية العلوم في الرباط، التي لم يمكث فيها إلا سنة واحدة حيث قادته رغبته في أن يصبح مهندسا لإرسال طلب إلى معهد غرونوبل للتكنولوجيا بفرنسا، وبالفعل قبلت إدارة المعهد طلبه، والتحق بسلك الأقسام التحضيرية لكبرى مدارس الهندسة التي مكنته من ولوج معهد غرونوبل للتكنولوجيا بفرنسا سنة 1978.

نجح اليزمي في إنجاز الماجستير في ثلاث سنوات، ليحصل على منحة لدراسة الدكتوراه ويركز أبحاثه على بطاريات الليثيوم التي كانت في حينها غير قابلة للشحن، وتمكن بالفعل من جعلها قابلة للشحن، وبعد الحصول على الدكتوراه انتقل للعمل بالمركز الوطني في فرنسا.

رحلة علمية
وفي 1998 ارتقى اليزمي ليصل إلى منصب مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي، وبموازاة ذلك عمل أستاذا زائرا في جامعات طوكيو اليابانية بين عامي 1988 و1990.

وفي عام 2000 وصل إلى اليزمي عرض عمل في وكالة ناسا وجامعة كاليفورنيا للتقنية، ففضل الالتحاق بجامعة كاليفورنيا للتقنية، لأن البحث العلمي فيها متقدم على ناسا، وخلال عشر سنين فيها أنجز 60 بحثا علميا وأكثر من 50 براءة اختراع، كما عمل مع ناسا في مشروع لإنتاج روبوت لاكتشاف المريخ، وكان هذا الروبوت أول روبوت في العالم يعمل ببطارية الليثيوم، وأطلق رسميا عام 2005.

وفي رحلة علمية جديدة انتقل العالم المغربي في عام 2010 إلى سنغافورة للعمل مديرا للأبحاث في الطاقة المتجددة بجامعة للتكنولوجيا، وخلال سبع سنوات حصل على أكثر من 40 براءة اختراع، بما يعادل ابتكارا أو اختراعا جديدا كل شهرين، ويسعى حاليا للعمل على مستقبل البطاريات في مرحلة ما بعد الليثيوم.

انعكست نتائج أبحاثه على بلده الأم المغرب، فقد حرص على التواصل مع المعاهد العلمية والجامعات فيه، وساعد في استقدام العديد من الطلاب المغاربة للدراسة على يديه.

فاز اليزمي سنة 2014 بجائزة تشارلز درابر التي تمنحها الأكاديمية الوطنية للهندسة في واشنطن، عن أعماله في مجال تطوير البطاريات، ما أحدث طفرة في مجال الإلكترونيات المحمولة، وحصل في ذلك العام على الوسام الملكي للكفاءة الفكرية من ملك المغرب، كما حصل على وسام جوقة الشرف في فرنسا 2015.