مغتربون

عميش.. جراح ليبي يدخل واشنطن بجدارة

رافقت كاميرا برنامج “مغتربون” مسيرة الطبيب الليبي عصام عميش أحد أشهر الأطباء في واشنطن. منذ وصوله عام 1982 وتحديات النجاح أمامه باعتباره مهاجرا، وأيضا المواءمة بين الهوية والتفاعل مع مجتمعه.

استطاع طبيب الجراحة والمناظير الليبي عصام عميش تسجيل اسمه في لائحة شرف الأطباء بالولايات المتحدة، لكنه أضاف إلى ذلك دوره الفاعل في مجتمعه الذي ترك فيه سمعة طيبة على الصعيدين المهني والاجتماعي.

ضيف حلقة "مغتربون" التي بثت الأربعاء (2016/11/23) وصل الولايات المتحدة عام 1982، وكان عمره وقتذاك 14 عاما وانخرط في دراسة الطب إلى أن حصل على أعلى الشهادات من جامعة جورج تاون.

كانت العلاقات وقتذاك متدهورة بين حكومة رونالد ريغان والسلطات الليبية، وكان من الصعوبة الشديدة قبول طالب ليبي للدراسة.

تحدي المهاجر
يتحدث عميش عن المهاجر الذي وقع على عاتقه تحد أكبر مما يقع على المواطن الأصلي لإثبات جدارته، معتبرا أن مثال أوباما يصلح دائما دليلا على مثابرة ابن المهاجر في تحقيق النجاح.

برع الطبيب الليبي في الجراحة والمناظير حتى أصبح من أشهر الأطباء بالعاصمة الأميركية واشنطن، وفي مستشفى أينوفا ألكسندريا الشهير بواشنطن وشمال فرجينيا رافقت الكاميرا عميش في وقت عمله.

يقول إنه يميل إلى أن الطبيب المتكامل هو الجراح، وذلك لأنه بالإضافة إلى تشخيصه المرض وطرق علاجه يستطيع التدخل لإزالة خطر محدق بالمريض.

بدوره، قدم رئيس الطاقم الطبي في المستشفى كيث ستيرلينغ شهادته في الدكتور عميش قائلا إنه جراح بارع وشديد التعاطف مع الآخرين.

براين -وهو أحد مرضاه- يقول إن معظم الأطباء يلتزمون بالـ15 دقيقة المحددة للزيارة التفقدية، لكن عميش يقضي وقتا أطول ويبدي الرعاية الحثيثة ويجيب عن كل الأسئلة "حتى لو كانت غبية".

الهوية والمواءمة
للطبيب عائلة متماسكة بفضل زوجة وقفت جنبا إلى جنب مع زوجها الذي يعمل ساعات طويلة، فالزوجة ذات التحصيل العالي والمنكبة على بحوثها وجدت نفسها مع زوجها أمام سؤال عن كيفية تنشئة أربعة أبناء فقررا معا حسم الأمر بالجمع بين الهوية والمواءمة.

ولكن قبل ذلك أدخل الطبيب أولاده في مدارس عربية إسلامية مستندا إلى أن المهاجر إذا لم ينجح في أسرته الصغيرة فلن ينجح في نطاق المجتمع الكبير.

ثم ذهب الاثنان إلى أن تدريس الأبناء في مدارس عربية إسلامية سيستغرق حياتهم ويجعلهم منعزلين عن مجتمعهم فقر القرار بنقلهم إلى مدارس أميركية.

الانخراط السياسي
وجهة نظر الزوج هنا تقوم على أن العزلة تفقد الطالب قدرته على التفاعل والتأثير في المجتمع، ولم تعدم الأم وسيلة للتوفيق بين المواءمة والأصالة فأدخلت أبناءها في الكشافة الأميركية الإسلامية.

يتحدث الطبيب عميش عن الانخراط السياسي بوصفه ضرورة للانفتاح بدل العيش على هامش المجتمع، ولهذا دخل الرجل في انتخابات الكونغرس التابع للولاية.

من أمام البيت الأبيض تحدث عميش قائلا إن هذا المبنى منذ 223 سنة وهو يحكم بلادا شاسعة.

عميش الطبيب الجراح ذو السمعة الطيبة في مجتمعه المتنوع هو خطيب الجمعة في الكونغرس منذ عشر سنوات، معتبرا ذلك دليلا على التسامح الديني وقدرة المسلمين على التفاعل الإيجابي.