الاقتصاد والناس

الزراعة بجزر القمر.. إمكانيات وفيرة واستغلال غائب

لا تنقطع الأمطار عن جزر القمر، وتربته بركانية صالحة للزراعة، لكن المزارع لم يستغل هذه الإمكانيات. هذا الموضوع كان محل اهتمام حلقة برنامج “الاقتصاد والناس”.

رغم ما تملكه جزر القمر من إمكانيات في مجال الزراعة، فإن هذا القطاع يعاني من مشاكل عديدة، جعلت هذا البلد العربي لا يحظى بفرص استثمارية من قبل الشركات الاستثمارية العربية.

وتشكل الزراعة 40% من إجمالي الناتج المحلي، و90% من إجمالي الصادرات إلى الخارج، ويوجه 80% من الإنتاج إلى الاستهلاك المحلي، كما يشتغل بالقطاع 80% من العاملين في البلاد.

ومن أهم المنتجات الزراعية هناك: الفانيليا، والقرنفل، والإيلانغ لانغ الذي تعد زيوته الأهم في صناعة العطور الباريسية الشهيرة.

ويجمع المزارعون الذين تحدثوا لحلقة (21/3/2015) من برنامج "الاقتصاد والناس" على أنهم يشتغلون بوسائل تقليدية، وأن الحكومة لا توليهم الاهتمام، زيادة على المشاكل الأخرى مثل المياه وغياب الكهرباء.

وتقول مزارعة إنها تعيل ثلاثة من أبنائها بالزراعة فقط، لكن الوسائل التي تستخدمها بسيطة جدا، إضافة إلى انعدام الكهرباء.

بينما يؤكد محمد موسى -أحد المزارعين- أن الحكومة لا تساعد المزارعين، وهو ما أدى إلى تقهقر بعض المنتجات مثل جوز الهند الذي توقفت عملية تصديره إلى الخارج.

ويشير مزارع آخر إلى أن الشباب باتوا يعزفون عن الزراعة بعكس الآباء والأجداد.

من جهته، يركز الخبير الزراعي أبو بكر يوسف على مسألة أخرى تتعلق بكون المزارع في جزر القمر يقوم بتصدير إنتاجه على شكل مواد خام، مما يجعله غير قادر على تحديد سعر إنتاجه.

إعلان

تراجع الإنتاج
في جزيرة الموهيلي الشهيرة بزراعة النباتات العطرية والبن والفلفل الأسود، تضاءلت كمية المنتجات بفعل المشاكل الخاصة بغياب الدعم الحكومي والتسويق. وبحسب رئيس اتحاد المزارعين في المنطقة نفسها عبده مستقيم، فإن زراعة الفانيليا والإيلانغ لانغ تراجعت في السنوات الأخيرة.

ومن جهته، تحدث رئيس جمعية المزارعين في الموهيلي سالم جابر لبرنامج الاقتصاد والناس عن ضعف التسويق، وكون المزارع لا يقوم بتصدير إنتاجه مباشرة، وإنما التجار الذين يشترونه هم من يتولون التصدير.  

وتغيب الاستثمارات العربية في مجال الزراعة بجزر القمر، رغم أنه منذ حوالي عشر سنوات تذهب معظم المحاصيل الزراعية في هذا البلد إلى الدول العربية.

ويذكر أن جزر القمر عبارة عن أرخبيل مكون من أربع جزر بركانية ترتفع نحو 3500 متر عن مياه المحيط الهندي إلى الشمال الغربي من مدغشقر، ولها من اسمها الجميل نصيب.

ويشتهر هذا البلد العربي بأنه موطن لمجموعة من الأزهار البرية النادرة التي تستخلص منها خلاصات العطور التي تشكل جزءا مهما من صادراتها إلى فرنسا على نحو خاص، حيث تنتج أفخر أنواع العطور.

المصدر : الجزيرة