الاقتصاد والناس

غزة ماضية في الحياة رغم الدمار

رصدت الحلقة الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة عقب العدوان الإسرائيلي الذي خلف خسائر تقدر بنحو خمسة مليارات دولار، في حين دُمرت أكثر من خمسمائة منشأة اقتصادية بشكل كلي أو جزئي.

خسائر اقتصادية كبيرة وصادمة تعرضت لها غزة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة شملت جميع القطاعات بشكل مباشر أو غير مباشر، وظهرت انعكاساتها جلية على المواطنين هناك، لكن يظل الإصرار على الحياة والبناء دافعا لتجاوز المحنة.

حلقة السبت (13/9/2014) من برنامج "الاقتصاد والناس" ناقشت الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة عقب العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يوما وخلف خسائر تقدر بنحو خمسة مليارات دولار، في حين دُمرت أكثر من خمسمائة منشأة اقتصادية تدميرا كليا أو جزئيا، فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة إلى أكثر من 55%.

كاميرا البرنامج تجولت في سوق الزاوية أحد أكبر وأشهر الأسواق التجارية في غزة، وتحدثت مع عدد من البائعين والمواطنين، الذين اتفقوا على الارتفاع الكبير في الأسعار عقب العدوان، ورصدت ارتفاعا كبيرا طرأ على غالبية السلع في السوق، مما دفع الكثير من مواطني غزة للإحجام عن الشراء.

وداخل السوق، التقى البرنامج الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، الذي أكد أن قطاع غزة يعاني من أوضاع اقتصادية كارثية منذ ما قبل العدوان وذلك بسبب الحصار الخانق، في حين تسببت الحرب في أوضاع كارثية أكبر.

وأشار الطباع إلى أن المطلوب الآن هو رفع الحصار الظالم وفتح كافة المعابر التجارية وإدخال كافة احتياجات القطاع دون رقابة أو شروط من جانب إسرائيل، وأضاف أن القطاع يحتاج لكميات هائلة من مواد البناء لتعويض ما تم تدميره.

إعلان

اللحوم والدواجن
كما تجولت الكاميرا داخل قطاع الدواجن واللحوم بغزة، ورصدت عزوف المواطنين عن شراء الدواجن بسبب ارتفاع الأسعار، في حين بقى سعر اللحم وحركة شرائه دون تغيير يذكر.

الناطق باسم وزارة الاقتصاد الوطني في غزة طارق لبد وصف الوضع الاقتصادي هناك بأنه "صعب للغاية"، مشيرا إلى أن الاستهداف المتكرر للأراضي الزراعية في القطاع خلال العدوان الإسرائيلي تسبب في نقص حاد في الخضروات، مما انعكس على الأسعار التي شهدت ارتفاعا ملحوظا.

وقال لبد إن الوزارة تحدد حاليا أسعار بعض المواد الأساسية مثل المياه والبيض، وهي بصدد تحديد أسعار سلع أخرى، فضلا عن وجود خطة تقتضي استيراد المواد الأساسية من الخارج عبر معبر كرم أبو سالم، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال. ووجه رسالة لمؤتمر المانحين المقرر أن ينعقد في القاهرة قريبا، بأن الأمر يحتاج للإسراع.

الصناعة والصيد
ولم يسلم القطاع الصناعي من الاستهداف، حيث تجولت كاميرا البرنامج في شركة مصانع العودة لتصنيع البسكويت، التي تعرضت لدمار كبير بفعل عشرات القذائف المدفعية من الدبابات الإسرائيلية التي استهدفتها بشكل مباشر.

والتقى البرنامج مدير شركة مصانع العودة محمد التلباني الذي اعتبر أن استهداف المصنع من قبل قوات الاحتلال بشكل متعمد ومبرمج أحدث دمارا هائلا، المقصود منه ضرب الاقتصاد وضرب نفسية الناس.

وكشف التلباني أن المصنع عاد للعمل بأقل الإمكانيات رغم الدمار الكبير، مؤكدا "لن نيأس وسنعيد العمل وسنسلم الراية لمن بعدنا".

وفي ميناء غزة البحري رصدت كاميرا البرنامج معاناة الصيادين من الاستهداف والخروقات الإسرائيلية المباشرة، والتقت نقيب الصيادين نزار عياش، الذي تحدث عن الظروف الصعبة التي يعيشها الصيادون في غزة، في ظل الكميات القليلة من الأسماك التي بإمكانهم اصطيادها في ظل السماح فقط بالصيد في حدود ستة أميال بحرية.

إعلان

وأوضح عياش أن كميات الأسماك المتاحة قليلة جدا تقدر بنحو 1500 طن فقط في العام، ولا تفي بالالتزامات والاحتياجات، مقدرا خسائر قطاع الصيد بحوالي 10 ملايين دولار.

المصدر : الجزيرة